الفصل الثاني

(الفصل الثاني)

سمية بلهجه امره:-
بصى يا فوزية المطلوب منك دلوقتى تحافظي علي البيبي وبس مش هتتحركي من السرير دا لحد م يجي معاد الولادة فهمتي

فوزية باشمئزاز وغضب. شديد:-
وياريت مشفش وشك لحد اليوم دا اطلعي برااا
سمية بقلة حيله :-
طب اهدي عشان صحتك وصحة البيبي وانا ها اطلع اهو

فوزية بدموع غزيره:-
غوووررري من ووشي
تركتها سميه ٫ و . خرجت وبعد مرور يومين فتحت هاتفها وحدثت خالد وطمنته عليها وعلي البيبي وانهم بخير وطلبت منه أنه يترك شغله ويعود ليكون بجوارها طوال فتره الحمل لكن خالد اخبرها قائلا:-

بكل آسف انا مش ها اقدرأسيب الشغل في الوقت الحالي ووعدها أنه سوف يعود علي الولاده ...
سمية متصنغه الحزن:-
ماشي يا حبيبي ولا يهمك هنتظر قدومك علي احر من الجمر باي واغلقت الهاتف وابتسمت بخبث اشرب بقا يا سي خالد مش انت عايز ولد اهو جايلك
مر ت الايام وجاءموعد الولاده

مع بزوغ فجر اليوم التالى
تألمت فوزيه بشده 'وضعت يدها علي بطنها المنتفخه وتأوهت .قائله يارب .. يارب ثم بدء تنفسها يعلو ٫ويهبط وضربات قلبها تزداد من شدة الالم ،وبدأت بالاعتدال من وضع النوم وتحركت ببطء واذا بمياه متدفقه تتدفق من بين فخذيها

صرخت فوزيه بخوف:-
لاااا مش معاد ولادتي لسه باقي أسبوع وبدموع انا مش هفرط فيك يا نور عيني بس ساعدني زي ما انا عاوزة اساعدك عشان نخرج من هنا مع بعض من غير ما حد يحس بينا وبدأت تتنفس بالصعداء وامسكت منشفه ووضعتها علي فمها وصرخت اه وبألم ودموع وحبات العرق نضحت على وجهها بغزارة وبدأت تعض في المنشفه وبصراخ يااربي مش قادرة اه وصرخت صرخه اخري بعلو صوتها قائلهء:-
اه مش قادره ها اموت
والقت بنفسها علي السرير وبدأت بالصراخ الشديد

ركضت سميه ناحيتها بفزع شديد قائله:-
فوزية وبدأت بالركض إليها فوزيه مالك وبخضه يا نهارى انتي بتولدي

فوزيه بالم شديد. :-
لا بعمل تيست للاسبوع الجاي يالهوى على الغباءكفايه غباء
وارحمينى
أمسكت يديها برفق قائله :-
قومي معايا بالراحه..
صرخت بعلو صوتها قائله:-
شفيق انت يااللى اسمك زفت يلا قوم

فوزيه بضيق وهيا تدفعها بعيد عنها :-
ابعدي عني انا هقوم لوحدي.
سمية بحزم :-
دا مش وقت عنادك انتي بتولدي
فوزيه بألم وقرف :-
ابعدى عنى بقى
ابتعدت عتها قائله بنفاذ صبر :-
حاضر اهو بعدت بس اهدي عشان البيبي
فوزية وهي تضغط علي شفتيها بضيق :-
إنتي جبله ولا مبتحسيش كل اللي يهمك البيبي وبس . وأنا وألامي واوجاعي منفرقش معاكي صح ... وربي لهدفعك الثمن غالي بس اصبري عليا
سمية بدموع وحزن:-
لا يا حبيبتي انا عمري ما هتمنالك حاجه وحشه يا فوزيه إنتي اختي وبحبك

فوزيه بغضب كبير :-
وسعي من وشي وبدأت بالنهوض ووضعت يدها اسفل بطنها وبدأت تجر رجل تلو الأخري قائله بألم يارب قوينى

سمية بحده :-
انت يا زفت يا شفيق
شفيق بفزع قائلا:-
في ايه؟!

سمية رمقته بغضب شديد:-
انا مش قلتلك تبطل الزفت الى بتشربه اليومن دول علشان تاخد بالك من مراتك
شفيق مدافعا عن نفسه :-
انا معملتش حاجه انا كنت نايم ... !!
فوزيه بصرااخ غيرقادره على التحمل:-
وسعوا من قدامي ربنا ياخدكم .... !!
شفيق بلا مبالاه :-
مالها دي ....؟
فوزيه بغضب عارم :-
أمسكت يده وبدأت العض فيها بغيظ
شفيق صارخا بها بحده :-
اي انتي بتعملي ايه يا بت العضاضه كلتى ايدى

سمية زاجره اياه بغضب :-
استحمل يا شفيق فوزية بتولد
تركت يده ودعت عليه قائله بحرقه :-
الهى تتحرق بجاز وسخ وتدوس عليك عربية تفرمك فرم يا شفيق اسمع مني يارب وسر وتركتهم وابتعدت متابعه السير

سمية بصرامه :-
مش هتعرفي تنزلي السلم وانتي تعبانه اسمعي الكلام وبلاش مقاوحه شيلها يا شفيق . ،وانا هنزل بسرعة اشغل العربيه

فوزيةبغضب:-
اقسم باالله لو قربت مني لهرمي نفسي من علي السلم

شفيق بغضب شديد
حملها قائلا بحده :-
ورحمة امي لهعلمك الادب بس لما نروح البيت
واستقلوا السياره متوجهين الى المشفى
وتمت الولاده علي خير.... وانجبت فوزية (ولد )
اخذته سميه في أ حضانها وبكت بشده قائله:-
ابني ياالله فرحتي كملت بيك يا قلب ماما عارف والله كنت بعدلك الايام والشهور عشان اضمك واخدك في حضني ربي يحفظك ... جففت دموعها وهتفت بشفيق قائله بحزم:-

امسكه ثواني لحد ما اغير هدومي وأنام علي السرير وبعد كده تجيبه ليه وتحطه في حضني وتصورنا فديو ...وبالفعل جهزت نفسها ولبست ثوب العمليات ودخلت الغرفه الخاصه بها وبدأ شفيق بالتصوير قامت . سميه بضم البيبى وصورت فيديو لارساله الي زوجها خالد وبعد مرور بعض الوقت

دخلت فوزية الغرفه وهي فاقدة للوعى
خرجت سمية من الغرفه هيا وشفيق للخارج ومعها الطفل

شفيق مهللا بسعاده:-
مبروووك عليكي يا مدام
وفيت بوعدي ليكي فين وعدك انتي

سميه:- لما اطمن علي فوزيه وابني يبقي معايا وفي حضني وارجع بيه لوحدي وقتها بس الشيك هيكون عندك من غير ما تتعب نفسك وتيجي
شفيق فرك في يده وهتف قائلا:-
فل يا ست الكل
بعد مرور بعض الوقت جائت الممرضه واخذت الولد ليفحصه الطبيب وفى ذلك الوقت أفاقت فوزيه واخذت تبحث عن ابنها في كل مكان قائله بهستريا:-
ابني فين ابني عاوزة اشوفه

سميه بمبالاه:-
الدكتور بيفحصه وشوية وهيجي...
فوزية بالم وبكاء: منك لله اخدتى ضنايا منى

سمية ببرود :-
كلنا مننا لله يا حبيبتي... واذا بهاتف الغرفه يرن وسميه تجيب ووجهها يجيب الوان
يعني ايه تدخلوه محضن الولد كويس وبصحه جيده

الممرضة... مش حضرتك ال تقولي الطبيب فحص الطفل وطلب انه يدخل المحضن يوم لان تنفسه مش طبيعي وهيتحط لمدة 24 ساعه علي جهاز التنفس ويكون تحت الملاحظه ... واقفلت الخط

فوزية بصراخ وتعب:- ابني فين عاوزة اشوف ابني

سمية بغضب:- مبقاش ابنك فوقي ... بقا ابني انا ... ابني انا

فوزية:: ببكاء غزير اننن

سمية بلا وعي وأدراك لما هتفعله أقتربت علي فوزية وكتمت نفسها اخسي اخرسي مش عاوزة اسمع صوتك دا فمه إلي إن افقدتها الوعي ... سميه بخوف شديد شوفتي وصلتيني لايه اهو كنت هموتك يا حيوانه فيها ايه لو تخرسي وترضي بالامر الواقع لكن ازاي لازم لوكلوك لوكلوك كل شوية
مدت يدها في حقيبتها واخرجت زجازجة برفان وأفاقت فوزية ....

فوزية بعد عدة لحظات أفاقت وبصعوبة تتنفس هااا ... سمية تركتها وامسكت بهاتفها وارسلت الفديو لزوجها خالد بانه تمت الولادة علي خير وانجبت (يحيي)

في مكان اخر

كان يقف أمام غرفة العمليات بانتظار مولوده ويمسح علي وجهه من شدة القلق علي زوجته... إلي أن خرج الدكتور وبشره أنه رزق بمولود، ولكن زوجته توفاها الله
هو لم ينطق پأنث واحد وانما اكتفي بالصمت فقط.
وانما بصديقه يمسح علي راسه ويربت علي كتفيه ويقول له البقاءلله.... هو سمح بدموعه للعنان وهتف بعد فترة
الشده علي الله... وتابع ببكاء
انا ال غلطت ومسمعتش كلام الدكتور ونزلت الجنين كنت فرحان أني هكون أب بعد العمر دا كله وال مزعلني أكتر انها مهمهاش انها هتموت لو فضل الحمل في بطنها ... عشان تفرحني ضحت بنفسها انا بني آدم وسخ اوي... ضيعتها من إيدي عشان طفل كل ال يربطني بيه اني انا ابوه وبس. قولي بقا هعمل ايه بيه دلوقت هربيه ازاي هتعامل معاه ازاي وانا عارف انه هو السبب في موت امه...

استغفر ربك متقولش كدا....

ما هي دي الحقيقه هو عشان يجي كان لازم اضحي بأمه أنا غي ما انشالله ما عني ما خلفت في حياتي كلها وكنت لازم ارضي بقضاء ربنا بس انا افتريت ولازم اتعاقب... ياربي انت رحيم ارأف بيا وبيه...

تنحنح صاحبه قائلا:-
انا هخلص الأجراءات وأنت روح شوف ابنك وضمه هو محتاج لحضنك لازم يقوي بيك ... وبالفعل ذهب إلي ابنه وضمه لحضنه وبكي سامحني انا ال حرمتك من أمك ربنا رزقك بأب اناني مش فكر الا في نفسه وبس... سامحني والله كان غصب عني، بس الحاجه الوحيدة اللي هتغفر لي ذنبي إني هربيك أحسن تربيه وعمري ما هفرط فيك أبداً، يلا بينا نشوف الدنيا مخبيالك ومخبيالي ايه....

عند سميه وفوزيه وشفيق...

فوزيةبألم سألت الممرضه عن ابنها وطلبت منها تأخذها لمكان المحضن وبالفعل الممرضه ساعدت فوزية إلي أن وصلت إلي المحضن...
فوزيه ممكن أدخل اشوفه..

الممرضه طب ثواني هستأذن منهم جوه واجي اجهزك وتدخلي
فوزيه بفرحه وابتسامه قائله:-
شكرا ليكي
الممرضه عفوا ... وبالفعل فوزيه ذهبت لابنها ولمست ايده والامومه اتحكمت فيها... وطلبت برجاء انها تأخذه لبضع دقائق

الممرضه اومأت برأسها بالموافقه ولبت طلب فوزيه وأخرجت البيبي من الحضانه وأعطته إلي فوزية، وغادرت لوهله وخرجت...

سميه وشفيق... رجعو الغرفة ولم يجدو فوزيه.. سمية دلفت إلي الحمام للبحث عنها... ولم تجدها
تسائل شفيق راحت فين الزفته

سمية رمقته بأقتضاب:- أحترم نفسك شويه ومتسوقش فيها واياك تغلط فيها تاني فاهم .. تعال ورايا نسأل الممرضه... وبالفعل ذهبوا إلي الممرضه وسالوها عن فوزيه وتحدثت اليهم قائله:- إنها اتجهت إلي المحضن...
سمية وشفيق نظرو لبعضهم البعض وبخوف ركضوا الي المحضن وسألو الدكتورة عن الطفل يحي.
والدكتورة أجابتهم بأن والدته اخذته منذ قليل ودا ممكن يضر الطفل لأنه محتاج يفضل في المحضن لمدة 24 ساعه

سميةوشفيق ركضوا للغرفه ولم يجدوها ركضوا بالبحث عليها إلي ان وصلو إلي باب المشفي.... صرخت سميه بأعلي صوت ودموع قائله:-
فوزيه خطفتي إبني ليه. هااتي إبني
وجست علي ركبتيها هاتولي إبني اه..... يارب رجعه ليه
شفيق بغضب شديد:-
يا بنت التيت فوزيه ضيعتي المصلحه من أيدينا..
قال شفيق بحده :-
قومي يا سمية هتفضحينا كدا

قامت سمية وأمسكت بشفيق من ياقة قميصه، والدموع تملأ جفونها، وبغضب قالت :
تقلب الدنيا وتجبلي ابني ومراتك وإلا أقسم بالله لهوديك ورا الشمس فاهم ولا مش فاهم ؟

رد شفيق بتعلثم وخوف " فاهم "، ومن ثم ركض من أمام سمية وغادر للبحث عن فوزية.

**********
الإسكندرية ..
العاشرة مساء يوماً ما ..

تجلس فتاة وحدها على فراشها، مُنهمرة في بُكائها، تتذكر ما حدث معها منذ أربعة أعوام.

** عودة إلي الماضي **

تجلس سيلين مع صديقتها مرام في المدرسة، ظهر شخص ما من بعيد دون أن يلاحظهما، وسرعان ما تبدلت ملامح سيلين فور أن لمحته، وأتسع بؤبؤي عينيها، ثمة تتسارع دقات قلبها وتنبض بقوة، بدأت تتحرك معه بعينيها دون أن تسقط من عليه، لاحظت مرام، وسرعان ما نطقت في تساؤل وقالت :

مالك يا سولي ؟ ، ومين اللى بتبصي عليه وهياكل عقلك دا ؟

ردت سيلين في تعلثم، قائلة-
هاه دا .. دا أياد ابن خالي.
أومأت برأسها ومن ثم قالت :-
أها .. بس أيه اللي جايبه هنا ؟
بابا قالى أنه هيجي يخدنى النهاردة لأن السواق مش هيجي وبابا مش فاضي.
بس شكله حلو أوى.

قالتها مرام وابتسامة خفيفة على شفتيها، فتبدلت ملامح سيلين في جمود، وقالت بحدة:-
ملكيش دعوة بيه يا مرام فاهمة !
ردت في تساؤل:-
الله ! ، وليه بقى إن شاء الله ؟
سيلين بدون وعى منها:-
لأنى بحبه .. بحبه أوى يا مرام، ونفسي يحس بيا.
بس للأسف هو بيعتبرني أخته.

اعتلت شفتي مرام ابتسامة خفيفة، وقالت:-
الله الله لله على الحب، عشان كدا اتدايقتى أما قولت عليه حلو !

ردت سيلين:-
بقولك أيه أقفلي على الحواردا.

لم تسكت مرام، وتابعت حديثها دون أن تنصت لكلامها، وسألتها في شرود:-
طب ما تقوليله إنك بتحبيه وصارحيه.
أيه ؟! أنتِ عاوزانى أروح وأقوله إنى بحبه ؟!
أنتِ مجنونة ! .. لا طبعا عيب مينفعش.

قالتها سيلين قابضة حاجبيها، فتمسكت مرام برأيها
قائله:-

لا أنا مش مجنونة وخايفة على مصلحتك ..
عاوزاكى تروحى تصارحيه لأحسن واحدة تانية تيجى وتاخده منك ..
وساعتها هتقولى ياريتنى سمعت كلامك يا مرام.

ردت سيلين في تردد :
تفتكرى ممكن يكون هو كمان بيحبنى ؟

تنهدت مرام، وبصوتٍ دافئ قائله:-
ممكن ليه لأ ؟
أنتِ بس أسمعى كلامى وروحى قوليه.

سكتت سيلين للحظات غارقة في تفكيرها ومداهمات عقلها، حتى نطقت مرة واحدة وسألتها قائلة:-
وهقوله أيه ؟

ردت مرام بنفاذ صبر:-
أنتِ مش بتقولى إن النهاردة هيوصلك !
ايوه فعلا.
خلاص سهلة ..
قوليله إنك عاوزاه في موضوع مهم، وروحوا أي مكان أقعدوا فيه
وقولي كل اللي جواكي !

تبسمت شفاه سيلين في كسل وتساءلت العيون قبل أن تنطق وتقول:-
تفتكرى ؟
ردت مرام في هدوء وبابتسامة قالت :
جربي.. ومش هتخسري حاجة صدقيني.
تنهدت سيلين ومن ثم قائله:-
تمام .. أنا هطلعلوا بقى لأحسن أتأخر.
تمام ياحبيبتي ولما تروحي طمنيني عملتي أيه ؟
حاضر .. مع السلامة.
قالتها وهيا تلوح لها بيدها مودعاها ومن ثم غادرت، شرعت تخطوا خطواتً سريعة كي لا تتأخر على إياد أكثر من هذا، وبدأت تركض قليلاً حتى اقتربت منهحيث يجلس في سيارته على كرسي القيادة، فنادته قائلة:-
إياد ..
أسفة لو أتأخرت عليك.

رد إياد وهو قابضاً حاجبيه بشدة، وقال :
يلا اركبي عشان مش فاضيلك .. ورايا مشاوير.

نزلت كلماته كالصاعقة على قلبها مما جعله يرتجف وكادت أن تبكي وهي تنظر له في تخشب، ولسان حالها يتسائل في شرودٍ وحزن عن سبب معاملته هذه لها، وقبل أن تفكر في إجابة، نطق إياد بنفاذ صبرٍ قائلاً :
هنقف كتير ولا أيه ؟

ركبت سيلين في هدوءٍ والحزن ينتابها دون أن ترد عليه، وجلست بجانبه في صمت وقلبها يرتجف، وبدأت تبحث عن أيةِ مخرج من هذه الأجواء المعتمة، لكن لسانها لم يقدر على النُطق بأي شئ.
دقائق على هذا الحال، حتى أخذت نفسٌ عميق وشرعت تستجمع قواها وكلماتها ن ومن ثم نطقت مرةً واحدة، وقالت في تردد:-

إياد أنا كنت عاوزة اتكلم معاك في موضوع مهم.
وبملل رد إياد ، وقال:-
موضوع أيه ؟ .. قولي !

برجفة خفيفة على شفتيها قالت سيلين :
لا ما هو مش هينفع هنا ..
ممكن نروح أي مكان ونتكلم فيه ؟

نر إليها إياد في شرود ومن ثم تابع النظر إلى الطريق وثمة لحظاتٍ وقال:-
شكلك بتدبسيني بس its okay يلا بينا ..
ابتسمت سيلين وكأن الضي تسلل عتمة قلبها وسط ظلام دامس، وغير إياد وجهته ذاهباً إلى أقرب كافيه.
لم ينطق أحدهم بكلمة حتى وصلوا ونزلوا سوياً جالسين معاً ..

لم تنتظر سيلين وفور جلوسهم قالت :
عاوزة أقولك على حاجه ؟
على طول كدا ؟ .. طب نشرب حاجة الأول
تحبي أجيبلك أيه ؟
قالها في استغراب، ومن ثم ردت عليه في تردد وقالت :
ما أنا مش جاية أشرب .. أنا جاية أتكلم معاك.
اتفضلي !
تلجم لسان سيلين، وشرعت تنظر على الطاولة وتشبك أصابع يديها في بعضهم البعض، وبدأت في هز رجليها بشكل سريع ومتكرر، فنطق إياد بصوتٍ عالٍ مما فزعها قليلاً، وقال:-

خير فى أيه لكل دا ؟
هنجتي ليه ؟ قولي على طول من غير تفكير.


رد سيلين بارتباك ملحوظ:-
إياد أنا .. أنا

زفر إياد بقوة ونظر إليها في حدة قابضاً حاجبيه بشدة، فتابعت حديثها وقالت:-
أنا بحبك يا إياد.

إنفجر إياد ضاحكاً وهو يردد " أيه .. بتحبيني " ،وشرع يضحك بصوتٍ عالي إلتفت له كل من حولهم، وسيلين في صدمة من ردة فعله وأحمرت وجنتيها وسرعان ما ملأت الدموع جفونها لكنها تماسكت وبصوت تجتهد ألا يكون عالياً قالت :

أنت بتضحك على أيه ؟ .. هو أنا قولت حاجة تضحك ؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي