الحلقة ٥
الحلقه التاسعه والخمسون
(المطرودة من الجنة)
بقلم نورا محمد علي
اللهم صل و سلم على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و سلم
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
بعد تلك المواجهه التي شعر فيها شنودة انه يموت بالبطيئ أصبح تعامله مع موسي و ميرنا مختلف و خاصة ميرنا
التي أصبحت ذات مكانة في قلبه
و لكن مع مرور الايام رجع إلي عادته حتي انه أصبح يسأل
شنودة : مفيش حاجة في السكة
كان ردها نظرة بمعني و ده ازاي يعني ولا انت مش عارف اللي فيها
اما موسي كان يتابع مع الطبيب و ها هو التحسن يظهر بوادر
حتي انه اقترب منها و لكن كانت علاقة فاترة سريعة لم تلبث انت انتهت في دقائق قليلة لا تحصى علي أصابع اليد
و لكنها كانت لا تعرف هل هذا طبيعي ام لا
ما ان سألت جميلة من باب الاطمئنان و ردت ميرنا بخجل انه بقي كويس و الموضوع الذي تسأل عنه جميلة حصل
مما جعل جميلة تطلق زغروطة طويلة و هي تضم ميرنا الي حضنها و ما ان نزلت الي شقتها حتي اتصلت على شنودة تخبره
و من فرط فرحه رجع إلي البيت
و لكنهم لم يعلموا أن الموضوع كان أسرع من المعتاد و ايضا مرهق عصبيا و ليس مشبعا علي الاطلاق
و لكن ميرنا نفسها لم تكن تعلم كل هذا
تكررت العلاقة مرة اخري و ربما هناك تحسن عن ما قبل
و لكنه تحسن واهي مرت الايام و الاسابيع
اتصلت امها لتطمئن فهمست لها عن أن العلاج يأتي بنتيجة و هناك تحسن
ايريني : بجد يا ميرنا ولا بتطمنيني
ميرنا : لا يا ماما يعني العلاقة تمت
ايرينى : يعني مبسوطة
اخذت ميرنا تفكر ما هذا السؤال هل من المفروض ان تشعر بالسعادة أو الفرحه انها لا تشعر بشيئ معه هي فقط تتركه يفعل ما يشاء و ما ان تمر بضع دقائق يكون الوضع انتهي
و لكنها لا تعرف بما ترد ادركت ايريني ان هناك خطب في الموضوع و لكنها لم تريد أن تزيد الطين بله عند ابنتها لذي قالت
ايريني : روحتى فين يا مارو يا حبيبتي
ميرنا : معاكي يا ماما اطمني
ايرينى : الرب معاكي و العذراء ام النور
ميرنا : يا رب اغلقت الخط و بقت
تفكر فيما تقوله امها و لكن ما النتيجة هي من قبلت بالوضع من الاول و ضحت باغلي شيئ لتثبت له انها باقية معه
و لكن هل يستحق كل ذلك
في اليوم التالي اتي لهم احد المهنئين و كانو كثيرين الي حد انها كانت لا تقوي علي حمل الصينية و هو كان مصغوط من كلام والده
و لذي كانت حذره الي ان قدمت للجميع و ما ان همت ان تتحرك حتي كادت ان تسقطت
موسي : مش تخلي بالك و تبصي قدامك
ميرنا نظرت اليه بصدمة و لكنها لم ترد و تحركت الي المطبخ بخجل
اما عمه فهمي نظر اليه بحدة و هو يقول
فهمي : ايه قلة الزوق دي ازاي تحرج مراتك كده و كمان قدمنا ايه ما بتفهمش
ارتبك موسي و لم يرد
زوحة عمه قالت : روح طيب خطرها يا موسي
و قد كان ورأها في غرفة النوم تمسح دمعة فرت من عينها و قتها اقترب ليقبل راسها
رفعت عينها لتنظر اليه بحزن فقبل عينها و خدها و ما ان أقترب من شفتيها
حتي شعرت بالخجل و هي تقول
ميرنا : الناس برا و كمان انا زعلانة منك
موسي : حقك عليا ما قصدش و ادي راسك ابوسها و اقترب و بدل أن يقبل رأسها قبل شفتيها بشغف
حتى ابتعدت عنه و هي تقول
ميرنا : موسي
موسي : قلبه
ابتسمت و هي تخرج من الغرفة و تقول
ميرنا : يسلملي قلبك
و لكن عينها تلاقت بعين حماها الذي يدخل من الباب دعته ليدخل و انتهي اليوم في جو من المرح
مرت الايام و الشهور و حياتهم روتينية
لحظاتهم الحميمة سريعة ما ان يبدأ في تقبيلها و ضمها بين ذراعيه حتي كان ينتفض و ينتهي كل شيئ بسرعة حتي قبل أن تثار هي
بعد مدة شعر انه كان بدأ يعرف كيف يتحكم في نفسه و يحاول ان يزيد الوقت أكثر
و لكن في بعض الاحيان يخفق اخفاق ذريع حتي انه أصبح يشعر بالضعف و الخوف و لكنه لم يكن ينزوي أو يبتعد هو كان يلجأ إلي العمل
و لكن والده ما ان يلاحظ ما يشعر به ابنه من نقص حتي حاول ان يدعمه و لكنه كان دعم خاطئ فبدل من ان يطالبه بالصبر او حتي الصلاة او أخراج نذور كان يقويه علي ميرنا
مرت السنة الأولي علي زواج ميرنا و موسي و لا جديد
الا اضرار التى ينشأها شنودة في علاقة ابنه مع زوجته و لكن الوحيدة التي كانت دائما في صفها كانت جميلة حتي انها كانت تقول لها انها ابنتها و عليها ان تلجا لها ان حدث شيئ
حتي ان في احد الايام تطور الامر بين موسي وميرنا التي كانت تنظر اليه بغضب و قالت
ميرنا : انا خلاص فاض بيا
موسي : ايه
ميرنا : هو ايه اللي ايه الضغط يولد الانفجار ابوك كل شوية يقول كلام يسم البدن انا ساكتة بس عشان ماما جميلة لكن احنا كل مشاكلنا بسبب عمي
موسي رغم انه مقتنع ان كلامها صحيح الا انه قال
موسى : بلاش مبالغة اي اتنين متجوزين بيحصل بينهم مشاكل و بابا ملوش دخل ولا حتى سبب في مشاكلنا
ميرنا : متأكد ان مش بابا السبب و ان انت بتسمع كلامه من غير تفكير انت عامل زي اللعبة في ايده انا مش عارفة انا متجوزة مين اصلا انت ولا هو
موسي : انتي اتجننت ولا ايه ؟
ميرنا : لا عقلت بس متأخر انا عاوزة اعرف انت هتفضل سلبي لحد امتي ايه مش راجل
و هم يصفعها علي وجهها بدل القلم اثنين
و هي من حضرت العفريت هي من ذكرته بعجزه أو بمعني أدق ضعفه
ميرنا : بتضربني يا موسي
موسي : ده عشان تعرفي انت بتقولي ايه وتخلي بالك من كلامك
ايه مش راجل دي مش مالي عينك يا محترمة
كادت ان تثور ان تنفعل و لكن صوت طرقات الباب جعلها تسكت
و اتجه موسى ليفتح الباب الي امه التي اخذتها في حضنها و هي تنظر إلي موسي بغضب و هي تقول
جميلة : امشي من هنا روح شغلك و اخر مرة تعمل كده
موسي : انتي مش عارفة هي قالت ايه
جميلة : مهما تقول ايدك ما تترفع عليها هي بنت الناس جاية بيتك عشان تتهان
موسي : يا ماما
جميلة : بوس علي راس مراتك وراضيها و امشي
ميرنا : لا مش عاوزة منه حاجة كفاية اللي عمله خليه يروح لانه لو قرب انا هروح بيتي انا خلاص تعبت و هو مش حاسس بيا
صدم موسي و هو ينظر اليها و كأنه لم يتوقع منها هذا الرد و لكن ماذا كان يظن هل ستسكت علي ما يفعله معها
جميله : ايه بس يا بنتي مجدي سيدك
ميرنا : المجد اسمو القدوس
جميلة : كل بيت فيه مشاكله
ميرنا : مش زينا انا صابرة و ساكته و هو عمي يقول يمين يبقي يمين شمال يبقي شمال و كل كلامه بيعمل مشاكل بيني انا و موسي
اذدردت لعابها فهي تعلم أن شنودة لن يتغير
ميرنا : كل ما يشوفني يقولي مفيش حاجه طيب انا اجيب الحاجة دي منين بقول لموسي تروح تكشف يقولي انا تمام شوفي نفسك انت
نظرت اليه امه باستفسار فرد وقال
موسي : انا متابع مع دكتور و قالي كل تمام و هي تشهد ولا ايه يا مارو
ميرنا : مارو يمكن
اقترب منها و هو يقول
موسى : حقك عليا بس اللي انت قولتيه ما يتقالش ارسمي الصليب و اهدي كده
نظرت اليه و لم ترد
موسي : انا نازل علي ما تهدي
جميلة : ايوة انزل و انا هفضل معاها
اخذت جميلة تهديها و تطيب خاطرها و هي تقرء عليها آيات من الانجيل الا أن غفت و ما ان اطمىنت عليها حتى تركتها و ذهبت
اما هو كان يراجع نفسه و يلوم عليها و لكن هذا المفروض كان من البداية
مرت الايام و تكثر المشاكل ولأن ميرنا لم تكن تشتكي لاحد أو تتكلم مع امها أو اختها
و لأنها تعرف أن لا فائدة من القيل أو القال الا كثرة المشاكل و الكلام كانت تكبت في نفسها
مرت الايام تركض تعب الجد جمال عبد المسيح في السنة الثالثة لزواج ميرنا و كان يقوم حتي انهك جسده الوهن و تنيح و رحلت روحه في سلام
في جو من الحزن و الالم الذي عشش علي الجميع
و كان من الغريب أن ماري حزنت عليه بشده و كانت تبكي بقوة و كأنه اخوها و ليس فقط زوج اختها و قريب لهم و لكن قد تعيش عمرا تعاند احد و تناكفه و لا تعرف قيمته الا وقت رحيله
كانت الجنازة مهيبة حضرها اغلب التجار و الطائفة و الجيرأن و الاهل
كانت ايريني منهارة و كذلك مارثا و كاثرين و روز و رومي
و الأحفاد و خاصة ميرنا و ماريا كانوا في دنيا اخري
مرت ايام العزاء و لم ترجع ميرنا فهي لازالت منهارة
و كذلك باقي العائلة في الوقت الذي كان فيه شنودة يجلس علي راس المائده و هو يقول لموسى هي مراتك هتفضل كتير عند اهلها
موسي : عزا يا مقدس و انت عارف انها متعلقه بجدها قد ايه
شنودة : ايه يعني هتفضل للاربعين ولا ايه
موسي : تصدق عندك حق
ردت عليه جميلة بعد أن شعرت بالصدمه فشنودة يوجه موسى و هو يتحرك و يتكلم و يثور
جميلة : في ايه يا شنودة ما انت عارف انها كانت منهارة لكن الوقتي مش مصدقة انه تنيح لما اعصابها تهدي تبقي ترجع
شنودة : اه لما اعصابها تهدي
جميلة : كل يا تقدس كل
مرت الايام و لكن كما هو معروف ان الحزن هو الشيئ الوحيد الذي يولد كبير و يصغر مع الايام لكن هل يستطيعون نسيانه لا أظن من منا قد ينسي عزيز أو غالي و خاصة انه كان حنون و محب للجميع يعامل زوجات ابنائه علي انهن بناته عوض روز عن ابوها الراحل و لم يشعرها ابدا باليتم حتي انها كانت تبكي و كان والدها مات الان و كذلك كاثرين و لكن في وقت الشدة تظهر المعادن
كانت عائشة لا تترك ايريني و مارثا تحاول ان تهدئهم أو تخفف عنهم و بينما اميرة كانت تأتي كل يوم لماريا و ميرنا
رغم انها مشغولة في فرش شقتها أجل فلقد انهت الجامعة و هي مخطوبة ل محمد و هو مهندس يكبرها بخمس سنوات تقدم لها منذ عدة أشهر و شعرت بالراحة خاصة بعد أن صلت صلاة استخارة و ها هي تشعر بالمحبة و الاقتناع يوم بعد اخر
بعد مرور اربعين يوم علي رحيل جمال كانت ايريني تطلب من
ميرنا ان ترجع الي ببتها فهم يلحون عليها منذ وقت و لكنها كانت لازالت منهارة و لكن مع الحاح من الجميع كان سامي يوصلها الي بيتها
ما ان رأتها جميلة حتى أخذتها في حضن طويل و هي تواسيها
نظرت اليها ميرنا بمحبة و هي تدرك ان جميلة هي الحسنة الواحدة في هذا البيت و لكن هل تكفى بنفرده
لتتحمل ميرنا و تصبر علي كل شئ
المطرودة من الجنة
يتبع . . . ..
(المطرودة من الجنة)
بقلم نورا محمد علي
اللهم صل و سلم على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و سلم
٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
بعد تلك المواجهه التي شعر فيها شنودة انه يموت بالبطيئ أصبح تعامله مع موسي و ميرنا مختلف و خاصة ميرنا
التي أصبحت ذات مكانة في قلبه
و لكن مع مرور الايام رجع إلي عادته حتي انه أصبح يسأل
شنودة : مفيش حاجة في السكة
كان ردها نظرة بمعني و ده ازاي يعني ولا انت مش عارف اللي فيها
اما موسي كان يتابع مع الطبيب و ها هو التحسن يظهر بوادر
حتي انه اقترب منها و لكن كانت علاقة فاترة سريعة لم تلبث انت انتهت في دقائق قليلة لا تحصى علي أصابع اليد
و لكنها كانت لا تعرف هل هذا طبيعي ام لا
ما ان سألت جميلة من باب الاطمئنان و ردت ميرنا بخجل انه بقي كويس و الموضوع الذي تسأل عنه جميلة حصل
مما جعل جميلة تطلق زغروطة طويلة و هي تضم ميرنا الي حضنها و ما ان نزلت الي شقتها حتي اتصلت على شنودة تخبره
و من فرط فرحه رجع إلي البيت
و لكنهم لم يعلموا أن الموضوع كان أسرع من المعتاد و ايضا مرهق عصبيا و ليس مشبعا علي الاطلاق
و لكن ميرنا نفسها لم تكن تعلم كل هذا
تكررت العلاقة مرة اخري و ربما هناك تحسن عن ما قبل
و لكنه تحسن واهي مرت الايام و الاسابيع
اتصلت امها لتطمئن فهمست لها عن أن العلاج يأتي بنتيجة و هناك تحسن
ايريني : بجد يا ميرنا ولا بتطمنيني
ميرنا : لا يا ماما يعني العلاقة تمت
ايرينى : يعني مبسوطة
اخذت ميرنا تفكر ما هذا السؤال هل من المفروض ان تشعر بالسعادة أو الفرحه انها لا تشعر بشيئ معه هي فقط تتركه يفعل ما يشاء و ما ان تمر بضع دقائق يكون الوضع انتهي
و لكنها لا تعرف بما ترد ادركت ايريني ان هناك خطب في الموضوع و لكنها لم تريد أن تزيد الطين بله عند ابنتها لذي قالت
ايريني : روحتى فين يا مارو يا حبيبتي
ميرنا : معاكي يا ماما اطمني
ايرينى : الرب معاكي و العذراء ام النور
ميرنا : يا رب اغلقت الخط و بقت
تفكر فيما تقوله امها و لكن ما النتيجة هي من قبلت بالوضع من الاول و ضحت باغلي شيئ لتثبت له انها باقية معه
و لكن هل يستحق كل ذلك
في اليوم التالي اتي لهم احد المهنئين و كانو كثيرين الي حد انها كانت لا تقوي علي حمل الصينية و هو كان مصغوط من كلام والده
و لذي كانت حذره الي ان قدمت للجميع و ما ان همت ان تتحرك حتي كادت ان تسقطت
موسي : مش تخلي بالك و تبصي قدامك
ميرنا نظرت اليه بصدمة و لكنها لم ترد و تحركت الي المطبخ بخجل
اما عمه فهمي نظر اليه بحدة و هو يقول
فهمي : ايه قلة الزوق دي ازاي تحرج مراتك كده و كمان قدمنا ايه ما بتفهمش
ارتبك موسي و لم يرد
زوحة عمه قالت : روح طيب خطرها يا موسي
و قد كان ورأها في غرفة النوم تمسح دمعة فرت من عينها و قتها اقترب ليقبل راسها
رفعت عينها لتنظر اليه بحزن فقبل عينها و خدها و ما ان أقترب من شفتيها
حتي شعرت بالخجل و هي تقول
ميرنا : الناس برا و كمان انا زعلانة منك
موسي : حقك عليا ما قصدش و ادي راسك ابوسها و اقترب و بدل أن يقبل رأسها قبل شفتيها بشغف
حتى ابتعدت عنه و هي تقول
ميرنا : موسي
موسي : قلبه
ابتسمت و هي تخرج من الغرفة و تقول
ميرنا : يسلملي قلبك
و لكن عينها تلاقت بعين حماها الذي يدخل من الباب دعته ليدخل و انتهي اليوم في جو من المرح
مرت الايام و الشهور و حياتهم روتينية
لحظاتهم الحميمة سريعة ما ان يبدأ في تقبيلها و ضمها بين ذراعيه حتي كان ينتفض و ينتهي كل شيئ بسرعة حتي قبل أن تثار هي
بعد مدة شعر انه كان بدأ يعرف كيف يتحكم في نفسه و يحاول ان يزيد الوقت أكثر
و لكن في بعض الاحيان يخفق اخفاق ذريع حتي انه أصبح يشعر بالضعف و الخوف و لكنه لم يكن ينزوي أو يبتعد هو كان يلجأ إلي العمل
و لكن والده ما ان يلاحظ ما يشعر به ابنه من نقص حتي حاول ان يدعمه و لكنه كان دعم خاطئ فبدل من ان يطالبه بالصبر او حتي الصلاة او أخراج نذور كان يقويه علي ميرنا
مرت السنة الأولي علي زواج ميرنا و موسي و لا جديد
الا اضرار التى ينشأها شنودة في علاقة ابنه مع زوجته و لكن الوحيدة التي كانت دائما في صفها كانت جميلة حتي انها كانت تقول لها انها ابنتها و عليها ان تلجا لها ان حدث شيئ
حتي ان في احد الايام تطور الامر بين موسي وميرنا التي كانت تنظر اليه بغضب و قالت
ميرنا : انا خلاص فاض بيا
موسي : ايه
ميرنا : هو ايه اللي ايه الضغط يولد الانفجار ابوك كل شوية يقول كلام يسم البدن انا ساكتة بس عشان ماما جميلة لكن احنا كل مشاكلنا بسبب عمي
موسي رغم انه مقتنع ان كلامها صحيح الا انه قال
موسى : بلاش مبالغة اي اتنين متجوزين بيحصل بينهم مشاكل و بابا ملوش دخل ولا حتى سبب في مشاكلنا
ميرنا : متأكد ان مش بابا السبب و ان انت بتسمع كلامه من غير تفكير انت عامل زي اللعبة في ايده انا مش عارفة انا متجوزة مين اصلا انت ولا هو
موسي : انتي اتجننت ولا ايه ؟
ميرنا : لا عقلت بس متأخر انا عاوزة اعرف انت هتفضل سلبي لحد امتي ايه مش راجل
و هم يصفعها علي وجهها بدل القلم اثنين
و هي من حضرت العفريت هي من ذكرته بعجزه أو بمعني أدق ضعفه
ميرنا : بتضربني يا موسي
موسي : ده عشان تعرفي انت بتقولي ايه وتخلي بالك من كلامك
ايه مش راجل دي مش مالي عينك يا محترمة
كادت ان تثور ان تنفعل و لكن صوت طرقات الباب جعلها تسكت
و اتجه موسى ليفتح الباب الي امه التي اخذتها في حضنها و هي تنظر إلي موسي بغضب و هي تقول
جميلة : امشي من هنا روح شغلك و اخر مرة تعمل كده
موسي : انتي مش عارفة هي قالت ايه
جميلة : مهما تقول ايدك ما تترفع عليها هي بنت الناس جاية بيتك عشان تتهان
موسي : يا ماما
جميلة : بوس علي راس مراتك وراضيها و امشي
ميرنا : لا مش عاوزة منه حاجة كفاية اللي عمله خليه يروح لانه لو قرب انا هروح بيتي انا خلاص تعبت و هو مش حاسس بيا
صدم موسي و هو ينظر اليها و كأنه لم يتوقع منها هذا الرد و لكن ماذا كان يظن هل ستسكت علي ما يفعله معها
جميله : ايه بس يا بنتي مجدي سيدك
ميرنا : المجد اسمو القدوس
جميلة : كل بيت فيه مشاكله
ميرنا : مش زينا انا صابرة و ساكته و هو عمي يقول يمين يبقي يمين شمال يبقي شمال و كل كلامه بيعمل مشاكل بيني انا و موسي
اذدردت لعابها فهي تعلم أن شنودة لن يتغير
ميرنا : كل ما يشوفني يقولي مفيش حاجه طيب انا اجيب الحاجة دي منين بقول لموسي تروح تكشف يقولي انا تمام شوفي نفسك انت
نظرت اليه امه باستفسار فرد وقال
موسي : انا متابع مع دكتور و قالي كل تمام و هي تشهد ولا ايه يا مارو
ميرنا : مارو يمكن
اقترب منها و هو يقول
موسى : حقك عليا بس اللي انت قولتيه ما يتقالش ارسمي الصليب و اهدي كده
نظرت اليه و لم ترد
موسي : انا نازل علي ما تهدي
جميلة : ايوة انزل و انا هفضل معاها
اخذت جميلة تهديها و تطيب خاطرها و هي تقرء عليها آيات من الانجيل الا أن غفت و ما ان اطمىنت عليها حتى تركتها و ذهبت
اما هو كان يراجع نفسه و يلوم عليها و لكن هذا المفروض كان من البداية
مرت الايام و تكثر المشاكل ولأن ميرنا لم تكن تشتكي لاحد أو تتكلم مع امها أو اختها
و لأنها تعرف أن لا فائدة من القيل أو القال الا كثرة المشاكل و الكلام كانت تكبت في نفسها
مرت الايام تركض تعب الجد جمال عبد المسيح في السنة الثالثة لزواج ميرنا و كان يقوم حتي انهك جسده الوهن و تنيح و رحلت روحه في سلام
في جو من الحزن و الالم الذي عشش علي الجميع
و كان من الغريب أن ماري حزنت عليه بشده و كانت تبكي بقوة و كأنه اخوها و ليس فقط زوج اختها و قريب لهم و لكن قد تعيش عمرا تعاند احد و تناكفه و لا تعرف قيمته الا وقت رحيله
كانت الجنازة مهيبة حضرها اغلب التجار و الطائفة و الجيرأن و الاهل
كانت ايريني منهارة و كذلك مارثا و كاثرين و روز و رومي
و الأحفاد و خاصة ميرنا و ماريا كانوا في دنيا اخري
مرت ايام العزاء و لم ترجع ميرنا فهي لازالت منهارة
و كذلك باقي العائلة في الوقت الذي كان فيه شنودة يجلس علي راس المائده و هو يقول لموسى هي مراتك هتفضل كتير عند اهلها
موسي : عزا يا مقدس و انت عارف انها متعلقه بجدها قد ايه
شنودة : ايه يعني هتفضل للاربعين ولا ايه
موسي : تصدق عندك حق
ردت عليه جميلة بعد أن شعرت بالصدمه فشنودة يوجه موسى و هو يتحرك و يتكلم و يثور
جميلة : في ايه يا شنودة ما انت عارف انها كانت منهارة لكن الوقتي مش مصدقة انه تنيح لما اعصابها تهدي تبقي ترجع
شنودة : اه لما اعصابها تهدي
جميلة : كل يا تقدس كل
مرت الايام و لكن كما هو معروف ان الحزن هو الشيئ الوحيد الذي يولد كبير و يصغر مع الايام لكن هل يستطيعون نسيانه لا أظن من منا قد ينسي عزيز أو غالي و خاصة انه كان حنون و محب للجميع يعامل زوجات ابنائه علي انهن بناته عوض روز عن ابوها الراحل و لم يشعرها ابدا باليتم حتي انها كانت تبكي و كان والدها مات الان و كذلك كاثرين و لكن في وقت الشدة تظهر المعادن
كانت عائشة لا تترك ايريني و مارثا تحاول ان تهدئهم أو تخفف عنهم و بينما اميرة كانت تأتي كل يوم لماريا و ميرنا
رغم انها مشغولة في فرش شقتها أجل فلقد انهت الجامعة و هي مخطوبة ل محمد و هو مهندس يكبرها بخمس سنوات تقدم لها منذ عدة أشهر و شعرت بالراحة خاصة بعد أن صلت صلاة استخارة و ها هي تشعر بالمحبة و الاقتناع يوم بعد اخر
بعد مرور اربعين يوم علي رحيل جمال كانت ايريني تطلب من
ميرنا ان ترجع الي ببتها فهم يلحون عليها منذ وقت و لكنها كانت لازالت منهارة و لكن مع الحاح من الجميع كان سامي يوصلها الي بيتها
ما ان رأتها جميلة حتى أخذتها في حضن طويل و هي تواسيها
نظرت اليها ميرنا بمحبة و هي تدرك ان جميلة هي الحسنة الواحدة في هذا البيت و لكن هل تكفى بنفرده
لتتحمل ميرنا و تصبر علي كل شئ
المطرودة من الجنة
يتبع . . . ..