الفصل الرابع
توسعت نظرة زينب بارتعاب وهي ترى المرأة تشير بيدها كي تجلس بجوارها على الاربكة الاثيرة للصالون .فهمت لتعترض ولكن صفا احرجتها بقولها :
- واجفة عندك ليه يابت ؟ خالتك عايدة مش غريبة دي تبجى بت عم ابوكي ومن عيلته يعني تقوليلها يا عمة .
أكملت المرأة بتشجيع :
- عمتها طبعًا امال ايه ؟ تعالي يابنيتي تعالي .
بلعت ريقها وهي تتقدم لتجلس بجوار المراة بخوف فريسة على وشك الانقضاض، جلست على مضض تنحاشى النظر نحو المرأة التي تمشطها بغير توقف وهي تسألها :
- على كدة انتِ عندك كام سنة يازنوبة؟
استذاغت الاسم بقرف من داخلها ولكنها ردت بخجل:
- عندي ١٧ وخمس اتشهر كدة واكمل ١٨ ان شاء الله .
رفعت المراة رأسها نحو صفا والمرأة بنظرة رضا، وقالت الاخرى بلهجة غامضة:
- عال عال دا عز الطلب.
رددت خلفها زينب بسؤال:
- هو ايه اللي عز الطلب ؟
ردت المرأة بابتسامة فقالت صفا بملاوعة:
- عمتك سعاد قصدها انك صغيرة وحلوة ودا احلى سن ؟
- هو ايه اللي احلى سن ؟
قالتها نعيمة التي اتت فجأة اليهم، تنفست زينب بسعادة لمجرد رؤيتها حتى تهرب من هذا الحصار الخانق حولها، نهضت المرأتان ومعهم صفا التي ردت :
- تعالي ياام زينب سلمي على ضيوفك اللي جولك النهاردة مخصوص يتعرفوا عليكي .
قطبت حاحبيها بحيرة وهي تتقدم نحوهم لترحب بهم ، فقبلنها بمودة :
- يااهلًا يانعيمة، من بدري ماحد شافك ياغالية .
- زي ماانتي مااتغيرتيش .
اومأت اليهم برأسها وهي تدعوهم للجلوس، فنظرت لابنتها بنظرة محذرة وهو تدعوها للذهاب :
- جاعدة ليه وسطيهم يابت؟ مش تعملي حاجة تضايفيهم بيها ؟
نهضت زينب بلهفة وكأنه امر والدته قد َتى اليها لنجدة للهرب:
- حالًا ياما .. هاقوم اعملهم حاجة يشربوها او حتى ياكلوها ونهضت مهرولة رغم سماعها لاعتراض المدعوة عايدة :
- ماتسيبها يانعيمة تقعد وسطينا هو احنا اغراب عشان تضايفنا .
ردت نعيمة على المرأة بدبلوماسية:
- وماله ياحبيبتي، حتى لو كنتوا اصحاب بيت، برضك الاصول اصول ولا إيه ؟
قالت الاخيرة مخاطبة المدعوة سعاد التي وافقتها بحرج، متجاهلة صفا التي كانت تجز على اسنانها من غرور نعيمة وجلستها بين النساء مرفوعة الرأس والهامة رغم كل ماتفعله هي بيها كي ترى منها ولو مرة واحدة نظرة انهزام او تحسر ترضي غرورها وتجبرها مع زوج كالخاتم في اصبعها الصغير .
استمرت جلسة النساء مع نعيمة وهن يحادثنها بمودة وكأنهن يعرفنها منذ فترة طويلة، وهي تجاريهن في الحديث بكل زوق وترحاب رغم تعجبها، منهم ومن زيارتهم والأدهى هو وجود صفا بينهم، هي تعرفهم جيدًا وتعرف صلة قرابتهم لزوجها ولكنها لم يحدث ابدًا ان وطدت علاقتها بهم طوال فترة زواجها، ومعرفتها الجيدة بسليمان الذي يكره اقاربه ولكن مالذي حدث ليصلهم الاَن وبالذات
وماسر زيارتهم الغريبة مع المدعوة صفا التي تضحك وتتعامل معها بتهذيب غريب عنها ؟
انكشف اللغز حينما اتى زوجها ليلاً اليها فى زياره غير معتاده منه فى هذا الوقت، هللت زينب بفرح حينما رأته امامها :
- ابويا جاه يامّا ابويا جاه.
خرجت اليه نعيمة من غرفتها تستقبله مندهشة من التوقيت، فهو قد هجر ان يأتيها مساءًا منذ سنوات لا تذكر عددها، وجدت ابنتها تختضن جذعه بفرح طفولي فرحبت به هي وقالت بتردد:
- يااهلًا يامرحب، اتفضل ياابو زينب .
جز على فكه من مقولتها ولكنه اجبر نفسه على ضبط النفس امام ابنته فرد عليها بفتور وهو يخطو ليجلس على اقرب مقعد رأه امامه:
- يامرحب بيكم انتوا، عاملين ايه يابنت زينب ؟
ردت زينب بلهفة:
- احنا زين جوي يابا والحمد لله، وانا اساسًا كنت طالعالك دلوك مخصوص عشان اكلمك .
سألها باستفسار:
- تكلميني في إيه بالظبط ؟
- فى التجديم على الكلية يابوي، انت ناسي ان نجحت وجيبت مجموع كبير في الثانوي والتجديم خلاص باجي عليه اجل من اسبوع بس.
مط شفتيه وتحرك حاجبيه قبل ان يرد:
- اممم، طب استني شوية بقى ياعين ابوكي واسمعيني الاول جبل ما تقرري كدة من نفسك .
بهتت زينب من لهجة ابيها الغير مفهومة وتحفزت نعيمة وهي تجلس امامه وسالته:
- تقصد ايه بكلامك ده ياسليمان ؟
رد بتحدي :
- اجصد ان البت كفاية عليها تعليم لحد كدة، هي خدت الثانوي وبنات كتير في سنها مخلصوش الاعدادي ، ومتجوزين وعيالهم بتنطط حواليهم
قالت زينب بعدم استيعاب:
- يعني ايه كلامك دا يابوي ؟ انا طلع عيني في المذاكرة عشان اجيب مجموع كبير وادخل كلية زينة، مالي بجى باللي طلعت من التعليم واتجوزت صغيرة؟
رد سليمان على ابنته امام نظرات نعيمة الجالسة امامهم بترقب:
- اقصد يا حبيتي انك احسن من غيرك بكتير ، دخلتي ثانوي واتعلمتي وبجيتي زينة، كفاية كدة بجى واتجوزي الراجل اللي يهنيكي ويشيلك فوق راسه ..
اللجمت الصدمة زينب،وهي تستمع لابيها صامتة، فخرج صوت نعيمة بهدوء يسبق العاصفة :
- طب مش نستنى لما يجليلها عدلها الاول وبعدين تبقى نفكر في جعادها من التعليم ياابوناصر؟
بلع سليمان الطعم ورد عليها سؤالها على الفور :
لا ماهو جالها عدلها ياختي، ابن شريكي محسن مغازي كلمني عنها النهاردة وطلبها لابنه اسماعيل، شاب يفرح وابوه يمتلك جنينة موالح، يعني هاتتنغنغ في العز
سألته نعيمة بطولة بال:
- طب والراجل يعرفها منين هو ولا ابنه عشان يطلبوها .
رد سليمان :
- ماهو اعتمد على وصف ام الواض واختها ما عحبتهم واتشكروا فيها قدامه .
هبت نعيمة منتفضه كالملسوعة من النار :
- وانا اجول سر الزيارة الغريبة دي ايه؟ يعنى انت باعت مرتك النهاردة مع جوز الحريم دول يشوفوا بتى ويفحصوها عشان يعرفوها تستاهل ولدهم ولا لاه
نهض سليمان ايضًا يقابل غضبها :
- ومالو يااختى لما يجوا يشوفها وتجيبهم مرتي؟ امال يعني هايجوزها لولدهم عميانى كدة ؟
هتفت نعيمه بغضب :
وانتي مين جالك اساسًا اني هاجوزها عشان تبعت مرتك بالحربم وتتصرف من ورا ضهري واكني مش امها ولا ليا عازة في حياتها، انا تعبت مع بتي وطلع عيني عشان اوصلها تبقى حاجة زينة، جوم لما تنجح دلوك وتجيب مجموع كبير يفرح قلبي ، اجطع انا في نص السكة ومكملش مشواري معاها، طب ليه ؟ وايه الداعي لده اساسًا؟
تكلمت زينب تدعم موقف والدتها وتدافع عن مستقبلها:
- ايوه يابوى امي معاها حق؟ انا عايزة اكمل تعليمي ومجموعي ياهلني ادخل كلية زينة، يبجى مالهوش لازمة بقى الجواز في االسن ده وانا معايا هدف وعايزة احققه
... يتبع
#امل_نصر
#بنت_الجنوب
- واجفة عندك ليه يابت ؟ خالتك عايدة مش غريبة دي تبجى بت عم ابوكي ومن عيلته يعني تقوليلها يا عمة .
أكملت المرأة بتشجيع :
- عمتها طبعًا امال ايه ؟ تعالي يابنيتي تعالي .
بلعت ريقها وهي تتقدم لتجلس بجوار المراة بخوف فريسة على وشك الانقضاض، جلست على مضض تنحاشى النظر نحو المرأة التي تمشطها بغير توقف وهي تسألها :
- على كدة انتِ عندك كام سنة يازنوبة؟
استذاغت الاسم بقرف من داخلها ولكنها ردت بخجل:
- عندي ١٧ وخمس اتشهر كدة واكمل ١٨ ان شاء الله .
رفعت المراة رأسها نحو صفا والمرأة بنظرة رضا، وقالت الاخرى بلهجة غامضة:
- عال عال دا عز الطلب.
رددت خلفها زينب بسؤال:
- هو ايه اللي عز الطلب ؟
ردت المرأة بابتسامة فقالت صفا بملاوعة:
- عمتك سعاد قصدها انك صغيرة وحلوة ودا احلى سن ؟
- هو ايه اللي احلى سن ؟
قالتها نعيمة التي اتت فجأة اليهم، تنفست زينب بسعادة لمجرد رؤيتها حتى تهرب من هذا الحصار الخانق حولها، نهضت المرأتان ومعهم صفا التي ردت :
- تعالي ياام زينب سلمي على ضيوفك اللي جولك النهاردة مخصوص يتعرفوا عليكي .
قطبت حاحبيها بحيرة وهي تتقدم نحوهم لترحب بهم ، فقبلنها بمودة :
- يااهلًا يانعيمة، من بدري ماحد شافك ياغالية .
- زي ماانتي مااتغيرتيش .
اومأت اليهم برأسها وهي تدعوهم للجلوس، فنظرت لابنتها بنظرة محذرة وهو تدعوها للذهاب :
- جاعدة ليه وسطيهم يابت؟ مش تعملي حاجة تضايفيهم بيها ؟
نهضت زينب بلهفة وكأنه امر والدته قد َتى اليها لنجدة للهرب:
- حالًا ياما .. هاقوم اعملهم حاجة يشربوها او حتى ياكلوها ونهضت مهرولة رغم سماعها لاعتراض المدعوة عايدة :
- ماتسيبها يانعيمة تقعد وسطينا هو احنا اغراب عشان تضايفنا .
ردت نعيمة على المرأة بدبلوماسية:
- وماله ياحبيبتي، حتى لو كنتوا اصحاب بيت، برضك الاصول اصول ولا إيه ؟
قالت الاخيرة مخاطبة المدعوة سعاد التي وافقتها بحرج، متجاهلة صفا التي كانت تجز على اسنانها من غرور نعيمة وجلستها بين النساء مرفوعة الرأس والهامة رغم كل ماتفعله هي بيها كي ترى منها ولو مرة واحدة نظرة انهزام او تحسر ترضي غرورها وتجبرها مع زوج كالخاتم في اصبعها الصغير .
استمرت جلسة النساء مع نعيمة وهن يحادثنها بمودة وكأنهن يعرفنها منذ فترة طويلة، وهي تجاريهن في الحديث بكل زوق وترحاب رغم تعجبها، منهم ومن زيارتهم والأدهى هو وجود صفا بينهم، هي تعرفهم جيدًا وتعرف صلة قرابتهم لزوجها ولكنها لم يحدث ابدًا ان وطدت علاقتها بهم طوال فترة زواجها، ومعرفتها الجيدة بسليمان الذي يكره اقاربه ولكن مالذي حدث ليصلهم الاَن وبالذات
وماسر زيارتهم الغريبة مع المدعوة صفا التي تضحك وتتعامل معها بتهذيب غريب عنها ؟
انكشف اللغز حينما اتى زوجها ليلاً اليها فى زياره غير معتاده منه فى هذا الوقت، هللت زينب بفرح حينما رأته امامها :
- ابويا جاه يامّا ابويا جاه.
خرجت اليه نعيمة من غرفتها تستقبله مندهشة من التوقيت، فهو قد هجر ان يأتيها مساءًا منذ سنوات لا تذكر عددها، وجدت ابنتها تختضن جذعه بفرح طفولي فرحبت به هي وقالت بتردد:
- يااهلًا يامرحب، اتفضل ياابو زينب .
جز على فكه من مقولتها ولكنه اجبر نفسه على ضبط النفس امام ابنته فرد عليها بفتور وهو يخطو ليجلس على اقرب مقعد رأه امامه:
- يامرحب بيكم انتوا، عاملين ايه يابنت زينب ؟
ردت زينب بلهفة:
- احنا زين جوي يابا والحمد لله، وانا اساسًا كنت طالعالك دلوك مخصوص عشان اكلمك .
سألها باستفسار:
- تكلميني في إيه بالظبط ؟
- فى التجديم على الكلية يابوي، انت ناسي ان نجحت وجيبت مجموع كبير في الثانوي والتجديم خلاص باجي عليه اجل من اسبوع بس.
مط شفتيه وتحرك حاجبيه قبل ان يرد:
- اممم، طب استني شوية بقى ياعين ابوكي واسمعيني الاول جبل ما تقرري كدة من نفسك .
بهتت زينب من لهجة ابيها الغير مفهومة وتحفزت نعيمة وهي تجلس امامه وسالته:
- تقصد ايه بكلامك ده ياسليمان ؟
رد بتحدي :
- اجصد ان البت كفاية عليها تعليم لحد كدة، هي خدت الثانوي وبنات كتير في سنها مخلصوش الاعدادي ، ومتجوزين وعيالهم بتنطط حواليهم
قالت زينب بعدم استيعاب:
- يعني ايه كلامك دا يابوي ؟ انا طلع عيني في المذاكرة عشان اجيب مجموع كبير وادخل كلية زينة، مالي بجى باللي طلعت من التعليم واتجوزت صغيرة؟
رد سليمان على ابنته امام نظرات نعيمة الجالسة امامهم بترقب:
- اقصد يا حبيتي انك احسن من غيرك بكتير ، دخلتي ثانوي واتعلمتي وبجيتي زينة، كفاية كدة بجى واتجوزي الراجل اللي يهنيكي ويشيلك فوق راسه ..
اللجمت الصدمة زينب،وهي تستمع لابيها صامتة، فخرج صوت نعيمة بهدوء يسبق العاصفة :
- طب مش نستنى لما يجليلها عدلها الاول وبعدين تبقى نفكر في جعادها من التعليم ياابوناصر؟
بلع سليمان الطعم ورد عليها سؤالها على الفور :
لا ماهو جالها عدلها ياختي، ابن شريكي محسن مغازي كلمني عنها النهاردة وطلبها لابنه اسماعيل، شاب يفرح وابوه يمتلك جنينة موالح، يعني هاتتنغنغ في العز
سألته نعيمة بطولة بال:
- طب والراجل يعرفها منين هو ولا ابنه عشان يطلبوها .
رد سليمان :
- ماهو اعتمد على وصف ام الواض واختها ما عحبتهم واتشكروا فيها قدامه .
هبت نعيمة منتفضه كالملسوعة من النار :
- وانا اجول سر الزيارة الغريبة دي ايه؟ يعنى انت باعت مرتك النهاردة مع جوز الحريم دول يشوفوا بتى ويفحصوها عشان يعرفوها تستاهل ولدهم ولا لاه
نهض سليمان ايضًا يقابل غضبها :
- ومالو يااختى لما يجوا يشوفها وتجيبهم مرتي؟ امال يعني هايجوزها لولدهم عميانى كدة ؟
هتفت نعيمه بغضب :
وانتي مين جالك اساسًا اني هاجوزها عشان تبعت مرتك بالحربم وتتصرف من ورا ضهري واكني مش امها ولا ليا عازة في حياتها، انا تعبت مع بتي وطلع عيني عشان اوصلها تبقى حاجة زينة، جوم لما تنجح دلوك وتجيب مجموع كبير يفرح قلبي ، اجطع انا في نص السكة ومكملش مشواري معاها، طب ليه ؟ وايه الداعي لده اساسًا؟
تكلمت زينب تدعم موقف والدتها وتدافع عن مستقبلها:
- ايوه يابوى امي معاها حق؟ انا عايزة اكمل تعليمي ومجموعي ياهلني ادخل كلية زينة، يبجى مالهوش لازمة بقى الجواز في االسن ده وانا معايا هدف وعايزة احققه
... يتبع
#امل_نصر
#بنت_الجنوب