الفصل الثالث
انتهي اسعد من تنضيف البيت و طالعه بسعادة وراحة بعدما كان بحالة مذرية ...
دلف الي المطبخ قائلا بتعب :
_ فرحه انا خلصت كل حاجه بره والبيت من بره بقى زي الفل خلصتي اللي عندك في المطبخ ولا لسه اجي اساعدك.
اجابته فرحة بعدما التفتت اليه قائلة بوهن :
_ ايوه انا فاضل بس حاجات بسيطه و هخرج بقى عشان ننام انا تعبت مش قادره اقف خلاص من الصبح و انا شغاله تعبت جدا .
ابتسم اسعد وهو يقول بمداعبة :
_ عقبال ما تفرحي بيهم يوم الفرح واشوفك تعبانه كده و قاعده تعيطي وهما بيتجوزوا و سايبينك وماشيين وتفضي لي بقى يا عسل انت .
زمت فرحة شفتيها و قالت بامتعاض :
_ هو ده اللي همك من القصه كلها يا اسعد.. انا كل ما افتكر فعلا اقعد اعيط جدا وبعدين انا مش متخيله ان اولادي سيبوني يعني سليم بيتكلم عن ايمان بس فكره ان ايمان تاخذه منى دي مجنناني اصلا.. اه بتمنالهم الخير و نفسي يتجوزوا و افرح بيهم بس فكره ان هما هيقعدوا بعيد عني بتخليني في اوقات بقعد لوحدي اعيط يا اسعد .
تعالت ضحكات اسعد و قال مازحا :
_ والله العظيم انتي عبيطه جدا بتعيطي ليه عاوز افهم بقول لك هيتجوزوا ونفضي لبعض بقى ونقعد مع بعض نطلع رحلات نطلع الساحل السخنه كده وندلع نفسنا بقى بدل الحابسة اللي احنا محبوسينها دى.
طالعته فرحة بملل و قالت :
_ يعني هو ده كل اللي همك الحابسة واننا نخرج و انا نروح و نيجي طب وانا مش هشوفهم تاني .. مش هيحتاجوني ولا هيقولولي ماما انا عايزه يا بابا انا عاوز خلاص هيبقى لهم حياه مستقله بعيد عنا واحنا هنبقى مجرد ضيوف في حياتهم طب متخيل اللي انا باقوله .
صفق اسعد بيده و قال بتعجب :
_ ايوة متخيل كل اللي انتي بتقوليه بس ده مش وقته خالص عاوز انام تعالى بقى ننام و بكره احنا الاثنين نقعد نعيط مع بعض ونعمل كل اللي انتي عايزاه بس بسرعه عشان انا تعبت وعاوز انام مش هنام الا لما تكوني جنبي يلا فرحه .
اومات فرحة براسها وقالت بابتسامة خافتة :
_ حاضر يا حبيبي خمس دقائق بالضبط ادخل ارتاح بس شوية هكون خلصت اغير هدومي واجي بقى ننام انا كمان هلكت والله و رجليا مش شيلاني .
تركها اسعد و دلف لغرفته .. بعد قائق دلفت فرحة لغرفتها و بدلت ملابسها و تمدد بجوار اسعد الذي رن هاتفه فحمله و عبث بشاشته و قال بتعجب :
_ ايه ده دي رساله من دعاء مرات اسلام هي عرفت رقمي منين وجابته ازاى؟!! يا تري في ايه استر يا رب .
جلست فرحه نصف جلسة و قالت بتعجب ممزوج بالقلق :
- طب شوفها بسرعه يا اسعد ليكون في مشكله ولا حاجه طالما بعتتلك انت وما بعتتليش انا يبقى في مشكله وبعدين الوقت اتاخر قوي يا تري في ايه ليكون اسلام جراله حاجه ربنا يستر .
طالع اسعد شاشة هاتفه و عاد لفرحة قائلا :
_ دي بتقولي ان اسلام ما روحش لغايه دلوقتي و مش عارفة هو فين و لا عارفة توصله .. يا ترى هيكون فين انا كده قلقت والله .
هزت فرحه راسها وقالت بتعجب :
_ استر يا رب ليكون حصل معاه حاجه طب رن عليه كده يا اسعد بسرعه شوفه ليكون جراله حاجه .
اجرى اسعد اتصالا برقم اسلام و انتظر حتي انتهي الرنين و التفت لفرحة قائلا بقلق :
_ مش بيرد عليا .. بس التليفون بيرن يا ترى في ايه ربنا يستر .. طب ارد عليها اقول لها ايه انا مافيش بيني وبينها كلام ومش عارف ارد عليها اقول لها ايه .
اجابته فرحه ببديهية :
_ قول لها انا رنيت عليه وهو ما ردش بس لو رن عليا في اي وقت هرد عليكي ولو ما ردش هنزل ادور عليه .
عبث بشاشة هاتفه مجددا و قال لها ما اخبرته به فرحة و قال:
_ تمام قلت لها اللي انت قلتيه ليا.. ربنا يستر ويبان وما يكونش بيعمل مصيبه ولا مع واحده من اللي يعرفهم انتي عارفاه عمره ما يقعد بره البيت لغايه الوقت ده اسلام معروف عنه انه بينام بدري وبيصحى بدري عشان شغله و دقيق في مواعيده و فشغله ربنا يستر.
بعد نصف ساعة انتبه اسعد علي رنة هاتفه فاجابه قائلا بتلهف:
_ ايوه يا اسلام انت فين يا ابني مراتك قلقانه عليك و قلقتني... انت فين لغايه دلوقتي انت كويس.
اجابه اسلام قائلا:
_ ايوه انا كويس الحمد لله وبعدين قلقتك عليا ليه هو انا عيل صغير وتايه.. انا لسه شايف تليفوني دلوقتي كنت مع ناس صحابي بس اما اروح لها بس انا هعرفها ازاي تقلقكوا بالشكل ده و في ساعة زى دى.
تنهد اسعد باسي و قال مسرعا:
_ يا سيدي هي خايفه عليك الحق عليها الست خايفه يكون جرالك حاجه وبتسالني اعرف انت فين ولا لا مش للدرجه دي يا اسلام هو ايه ضرب وشتيمه وتعذيب في الطالعه والنازله دي مراتك يا ابني ما يصحش اللي انت بتعمله ده واتفضل روح لها دى قلقانه عليك لو مش بتحبك مش هتخاف عليك ولا كان هيفرق معاها وجودك من عدمه حاجي على مراتك وحافظ على بيتك يا اسلام واقعد فيه بقا بدل سهرك مع صحابك ده.
هز اسلام راسه بتاكيد و قال:
_ تمام يا اسعد معلش بقى ازعجناك معانا يلا تصبح على خيراشوفك بكرة.
اغلقا الهاتف فقالت فرحه بخوف:
_ دلوقتي هيروح يمسك في البنت الغلبانه وهيضربها ويبهدلها انا عارفاه ربنا يستر وما يكسرلهاش ايد ولا رجل المره دي او ترسى على كسر رقبتها بقى.
سحب اسعد الغطاء فوق راسه و تمدد قائلا بإرهاق:
_ احنا ملناش دعوه بقى راجل ومراته يلا احنا ننام انا هلكت و النهار قرب يطلع وو رايا شغل الصبح يلا الله يخليكي يا فرحه انا خلاص مش شايف قدامي المهم ان هو كويس.
عدلت فرحه الغطاء فوقه و قالت بحنو:
_ يلا يا حبيبي انت تصبح على خير انا هقرأ شويه في الكتاب اللي في ايدي ده يكون عقلي قدر يخرج من الضغط اللي احنا كنا فيه ده عشان انام مرتاحه ما انامش تعبانه.
اجابها اسعد قائلا بتثاؤب:
_ تمام يا حبيبتي بس متتاخريش ونامي على طول خلي بالك من نفسك ولو احتاجتي اي حاجه صحيني اتفقنا.
تمددت فرحة بجواره وفتحت كتابها و قالت:
_ حاضر يا حبيبي يلا تصبح على خير يا رب .
_ وانتي من اهل الجنه يا عمري.
.............................................
................
في الصباح وضعت فرحه الطبق من يدها علي السفرة و قالت برجاء:
_ جهزت نفسك خلاص يا اسعد يلا يا حبيبي افطر و لما تقابل اسلام ابقى اطمن منه كده على دعاء قلقانه عليها ليكون عمل فيها حاجه ربنا يستر انا عارفاه مش هيعديهالها.
لاك اسعد ما في فمه و ابتلعه قائلا:
_ يا ستي ما تقلقيش بقا هيعمل فيها ايه يعني وبعدين دي مراته مراته في احد يقدر يزعل مراته عادي يعني و باعدين ياما حصل بينهم يا اختي و امورهم زي الفل خليكي في نفسك.. فرحه ما تقفيش كتير عندها لو سمحتي.
اجابته فرحة باستسلام:
_ خلاص ماليش دعوة ربنا يهدى سرهم .. يالا يا سليم مش لازم تقعد ساعة تاكل اخلص هتتأخر عالشغل ده بالبصمة مش هزار.
اقتربيت غدير بمقعدها من اسعد و قالت برجاء:
_ بابا انا عاوزاك تزود المصروف بتاعي الاوبو بياخد كل الفلوس و مش مكفياني اعمل بها اي حاجه خالص بليز.
ضحك سليم ساخرا و قال:
_ طب ما تركبي تاكسي عادي يا غدير ايه المشكله يعني ايه اللي يخليكي تتفشخري وتركبي اوبر وكريم ما تخليكي زينا اركبي تاكسي عادي ما انا بركب تاكسي وبروح كل المشاوير عادي وبوفر فلوس بلاش انزحه يا اختي.
عبست غدير بعينيها و قالت له بغضب:
_ و انت مالك انت انا بكلم بابا ايه اللي دخلك بينا يا بقدونس انت.
حرك لها سليم حاجبيه لاغاظتها و قال بحماس:
_ انا مالي طيب يا غدير انا كمان يومين هشترى عربية ليا و بعينك لو حطيتي رجلك فيها يا انزوحة.
اتسعت عيني غدير و قالت بفرحة:
_ احلف و ربنآ هتجيب اخيرا العربية حبيبي يا سولي يا قمر انت احلي اخ بالدنيا ده و لا ايه.
اوما سليم براسه وقال مداعبا:
_ احذر السيارة ترجع الى الخلف و هتخبط في حد و تعمل حادثة.
امتعض وجه فرحه و قالت بحدة:
_ انتوا مافيش دم شوفوا انا بتكلم في ايه و دول بيتكلموا في اي االلي هيقعد ياكل و اللي شبع يلا يمشي... و اللي على كليه على كليته اللي على شغله يلا علي شغله بقى.
وقف اسعد و قال مسرعا:
_ انا كمان هقوم انزل اروح الشركة لاتاخرت.. يلا سلام بقى عشان نشوف هنمضي عقد بتاع الشركه الجديده دي وهنعمل ايه ولازم اتفق معاه على كل حاجه يلا يا حلوين اشوفكم على الغدا ان شاء الله سلام.
خرج اسعد من شقته و هبط الدرج مسرعا حتي اوقفه رنين هاتفه طالعه فوجده رقم دعاء زوجة اسلام يهاتفه فاجابه قائلا بتعجب:
_ الو..... الو مدام دعاء انتي سمعاني .. الو حضرتك سمعاني .
اتاه صوت دعاء متحشرجا و متأوه و هي تقول:
_ الحقني يا استاذ اسعد.. الحقني انا بموت .
اتسعت عيني اسعد و قال بقلق:
_ وحضرتك فين انتي بتتكلمي منين بالضبط ومال صوتك طمنيني عليكي.
اختفي صوتها قليلا و عادت تقول بوهن:
_ ارجوك تعالى بس ما تكلمش اسلام لو عرف ان انا كلمتك هيموتني.. ارجوك انا ده اخر رقم رنيت عليه وده اللي ايدي جت عليه الحقني بسرعه ارجوك انا بموت .
مرر اسعد كفه علي وجهه و خرج وقف بجوار سيارته و قال:
_طب اهدى بس وفهميني.. حضرتك فين انتي فين ما تفهميني انتي فين عشان اعرف اتصرف.
تأوهت بشدة وقالت:
_ انا في البيت هتلاقي المفتاح تحت الدواسه ارجوك الحقني دمي هيتصفي.. بس ما تقولش لاسلام هيموتني هيموتني ارجوك الحقني .
تطلع اسعد ببنايته و هو يفكر باصطحاب فرحة معه و لكن خشي الا يجد وقتا لانقاذ تلك المسكينة فصعد سيارته و قادها حتي بيت اسلام...
وصل اخيرا و صعد الدرجات الرخامية للشقة و طالع الدواسة مطولا ثم انحني و بحث اسفلها عن المفتاح و وجده...
فتح الباب بتوجس و دلف بحذر لم يجد احدا او صوت.. فصاح قائلا:
_ انتي موجوده يا مدام دعاء انتي فين السلام عليكم... يا جماعه حد سامعني.
استمع الي تاوهات خافتة فاقترب من مصدر الصوت و دلف لغرفة النوم فاتسعت عينيه و هو يراها ملقاه علي الارض بوجه مشوه يغطيه الدماء و كفين محطمتين من الضرب و ربما السبب تلك المطرقة الحديدية التي ارتمت الى جوارها و غلفت بدمها..وضع كفه علي فمه و ابتعد بعينيه بعدما انتبه اخيرا لانها ترتدى قميص نومها...
غطت دعاء صدرها بيدها و قالت بخجل:
_ الحقني ارجوك.
اقترب منها قائلا باندهاش و صدمة:
_ ايه ده ايه اللي عمل فيك كده وايه الدم ده معقول كل اللي حصل ده... اسلام اللي عمل فيكي كده.. اطلب لك الاسعاف .
صرخت دعاء قائلة بوهن:
_ ارجوك ساعدني لانه كسر ايديا زي ما انت شايف و الرقم الوحيد اللي ايدي جت عليه هو رقمك لو سمحت ساعدني اعتبريني اختك استرني وخليني اقف... انا بموت ارحمني .
جذب الملائة التي علي الفراش و غطاها بها و هو يقول باشفاق:
_ حاضر هساعدك وكل حاجه بس اكلم اسلام الاول انا موجود هنا غلط وما اعرفش انا جيت ازاي بس صوتك و انتي بتتكلمي خلاني اتصرفت من غير ما افكر.. اطلب لك الاسعاف طيب.
مدت له دعاء ذراعها و قالت صارخة:
_ ارجوك ساعدني اقوم مش قادرة خالص انا مش عايزه منك حاجه... انا ما ليش احد يساعدني ارجوك اعتبرني اختك جسمي كله بيوجعني.
وقف اسعد يطالعها و لا يعلم ماذا يفعل حتي قالت له برجاء وهن:
_ساعدني و ما تطلبش الاسعاف و ما تطلبش اسلام... المره دي ممكن يموتني بجد بس طلبتكم امبارح عمل فيا كده.
هز اسعد راسه بعجز و انحني و حملها و مددها علي الفراش و سحب الغطاء فوقها و دلف مسرعا للمطبخ و هاتف ديقا له طبيب و قال:
_ مجدى انا هبعتلك اللوكيشن اللي انا فيه قدامك ربع ساعة و تكون عندى حالة حياة او موت اتفقنا.
اجابه مجدي قائلا:
_ انا في طريقي للمستشفي بس ابعت حاضر و انا بسرعة جدا هبقي عندك.
اغلق اسعد الهاتف و استند علي رخامة المطبخ و هو يفكر بما سيوقع به نفسه و لكن ضميره و انسانيته هما ما يدفعاه الان دون تفكير الا الهاوية التي ستبتلعه ..
دلف الي المطبخ قائلا بتعب :
_ فرحه انا خلصت كل حاجه بره والبيت من بره بقى زي الفل خلصتي اللي عندك في المطبخ ولا لسه اجي اساعدك.
اجابته فرحة بعدما التفتت اليه قائلة بوهن :
_ ايوه انا فاضل بس حاجات بسيطه و هخرج بقى عشان ننام انا تعبت مش قادره اقف خلاص من الصبح و انا شغاله تعبت جدا .
ابتسم اسعد وهو يقول بمداعبة :
_ عقبال ما تفرحي بيهم يوم الفرح واشوفك تعبانه كده و قاعده تعيطي وهما بيتجوزوا و سايبينك وماشيين وتفضي لي بقى يا عسل انت .
زمت فرحة شفتيها و قالت بامتعاض :
_ هو ده اللي همك من القصه كلها يا اسعد.. انا كل ما افتكر فعلا اقعد اعيط جدا وبعدين انا مش متخيله ان اولادي سيبوني يعني سليم بيتكلم عن ايمان بس فكره ان ايمان تاخذه منى دي مجنناني اصلا.. اه بتمنالهم الخير و نفسي يتجوزوا و افرح بيهم بس فكره ان هما هيقعدوا بعيد عني بتخليني في اوقات بقعد لوحدي اعيط يا اسعد .
تعالت ضحكات اسعد و قال مازحا :
_ والله العظيم انتي عبيطه جدا بتعيطي ليه عاوز افهم بقول لك هيتجوزوا ونفضي لبعض بقى ونقعد مع بعض نطلع رحلات نطلع الساحل السخنه كده وندلع نفسنا بقى بدل الحابسة اللي احنا محبوسينها دى.
طالعته فرحة بملل و قالت :
_ يعني هو ده كل اللي همك الحابسة واننا نخرج و انا نروح و نيجي طب وانا مش هشوفهم تاني .. مش هيحتاجوني ولا هيقولولي ماما انا عايزه يا بابا انا عاوز خلاص هيبقى لهم حياه مستقله بعيد عنا واحنا هنبقى مجرد ضيوف في حياتهم طب متخيل اللي انا باقوله .
صفق اسعد بيده و قال بتعجب :
_ ايوة متخيل كل اللي انتي بتقوليه بس ده مش وقته خالص عاوز انام تعالى بقى ننام و بكره احنا الاثنين نقعد نعيط مع بعض ونعمل كل اللي انتي عايزاه بس بسرعه عشان انا تعبت وعاوز انام مش هنام الا لما تكوني جنبي يلا فرحه .
اومات فرحة براسها وقالت بابتسامة خافتة :
_ حاضر يا حبيبي خمس دقائق بالضبط ادخل ارتاح بس شوية هكون خلصت اغير هدومي واجي بقى ننام انا كمان هلكت والله و رجليا مش شيلاني .
تركها اسعد و دلف لغرفته .. بعد قائق دلفت فرحة لغرفتها و بدلت ملابسها و تمدد بجوار اسعد الذي رن هاتفه فحمله و عبث بشاشته و قال بتعجب :
_ ايه ده دي رساله من دعاء مرات اسلام هي عرفت رقمي منين وجابته ازاى؟!! يا تري في ايه استر يا رب .
جلست فرحه نصف جلسة و قالت بتعجب ممزوج بالقلق :
- طب شوفها بسرعه يا اسعد ليكون في مشكله ولا حاجه طالما بعتتلك انت وما بعتتليش انا يبقى في مشكله وبعدين الوقت اتاخر قوي يا تري في ايه ليكون اسلام جراله حاجه ربنا يستر .
طالع اسعد شاشة هاتفه و عاد لفرحة قائلا :
_ دي بتقولي ان اسلام ما روحش لغايه دلوقتي و مش عارفة هو فين و لا عارفة توصله .. يا ترى هيكون فين انا كده قلقت والله .
هزت فرحه راسها وقالت بتعجب :
_ استر يا رب ليكون حصل معاه حاجه طب رن عليه كده يا اسعد بسرعه شوفه ليكون جراله حاجه .
اجرى اسعد اتصالا برقم اسلام و انتظر حتي انتهي الرنين و التفت لفرحة قائلا بقلق :
_ مش بيرد عليا .. بس التليفون بيرن يا ترى في ايه ربنا يستر .. طب ارد عليها اقول لها ايه انا مافيش بيني وبينها كلام ومش عارف ارد عليها اقول لها ايه .
اجابته فرحه ببديهية :
_ قول لها انا رنيت عليه وهو ما ردش بس لو رن عليا في اي وقت هرد عليكي ولو ما ردش هنزل ادور عليه .
عبث بشاشة هاتفه مجددا و قال لها ما اخبرته به فرحة و قال:
_ تمام قلت لها اللي انت قلتيه ليا.. ربنا يستر ويبان وما يكونش بيعمل مصيبه ولا مع واحده من اللي يعرفهم انتي عارفاه عمره ما يقعد بره البيت لغايه الوقت ده اسلام معروف عنه انه بينام بدري وبيصحى بدري عشان شغله و دقيق في مواعيده و فشغله ربنا يستر.
بعد نصف ساعة انتبه اسعد علي رنة هاتفه فاجابه قائلا بتلهف:
_ ايوه يا اسلام انت فين يا ابني مراتك قلقانه عليك و قلقتني... انت فين لغايه دلوقتي انت كويس.
اجابه اسلام قائلا:
_ ايوه انا كويس الحمد لله وبعدين قلقتك عليا ليه هو انا عيل صغير وتايه.. انا لسه شايف تليفوني دلوقتي كنت مع ناس صحابي بس اما اروح لها بس انا هعرفها ازاي تقلقكوا بالشكل ده و في ساعة زى دى.
تنهد اسعد باسي و قال مسرعا:
_ يا سيدي هي خايفه عليك الحق عليها الست خايفه يكون جرالك حاجه وبتسالني اعرف انت فين ولا لا مش للدرجه دي يا اسلام هو ايه ضرب وشتيمه وتعذيب في الطالعه والنازله دي مراتك يا ابني ما يصحش اللي انت بتعمله ده واتفضل روح لها دى قلقانه عليك لو مش بتحبك مش هتخاف عليك ولا كان هيفرق معاها وجودك من عدمه حاجي على مراتك وحافظ على بيتك يا اسلام واقعد فيه بقا بدل سهرك مع صحابك ده.
هز اسلام راسه بتاكيد و قال:
_ تمام يا اسعد معلش بقى ازعجناك معانا يلا تصبح على خيراشوفك بكرة.
اغلقا الهاتف فقالت فرحه بخوف:
_ دلوقتي هيروح يمسك في البنت الغلبانه وهيضربها ويبهدلها انا عارفاه ربنا يستر وما يكسرلهاش ايد ولا رجل المره دي او ترسى على كسر رقبتها بقى.
سحب اسعد الغطاء فوق راسه و تمدد قائلا بإرهاق:
_ احنا ملناش دعوه بقى راجل ومراته يلا احنا ننام انا هلكت و النهار قرب يطلع وو رايا شغل الصبح يلا الله يخليكي يا فرحه انا خلاص مش شايف قدامي المهم ان هو كويس.
عدلت فرحه الغطاء فوقه و قالت بحنو:
_ يلا يا حبيبي انت تصبح على خير انا هقرأ شويه في الكتاب اللي في ايدي ده يكون عقلي قدر يخرج من الضغط اللي احنا كنا فيه ده عشان انام مرتاحه ما انامش تعبانه.
اجابها اسعد قائلا بتثاؤب:
_ تمام يا حبيبتي بس متتاخريش ونامي على طول خلي بالك من نفسك ولو احتاجتي اي حاجه صحيني اتفقنا.
تمددت فرحة بجواره وفتحت كتابها و قالت:
_ حاضر يا حبيبي يلا تصبح على خير يا رب .
_ وانتي من اهل الجنه يا عمري.
.............................................
................
في الصباح وضعت فرحه الطبق من يدها علي السفرة و قالت برجاء:
_ جهزت نفسك خلاص يا اسعد يلا يا حبيبي افطر و لما تقابل اسلام ابقى اطمن منه كده على دعاء قلقانه عليها ليكون عمل فيها حاجه ربنا يستر انا عارفاه مش هيعديهالها.
لاك اسعد ما في فمه و ابتلعه قائلا:
_ يا ستي ما تقلقيش بقا هيعمل فيها ايه يعني وبعدين دي مراته مراته في احد يقدر يزعل مراته عادي يعني و باعدين ياما حصل بينهم يا اختي و امورهم زي الفل خليكي في نفسك.. فرحه ما تقفيش كتير عندها لو سمحتي.
اجابته فرحة باستسلام:
_ خلاص ماليش دعوة ربنا يهدى سرهم .. يالا يا سليم مش لازم تقعد ساعة تاكل اخلص هتتأخر عالشغل ده بالبصمة مش هزار.
اقتربيت غدير بمقعدها من اسعد و قالت برجاء:
_ بابا انا عاوزاك تزود المصروف بتاعي الاوبو بياخد كل الفلوس و مش مكفياني اعمل بها اي حاجه خالص بليز.
ضحك سليم ساخرا و قال:
_ طب ما تركبي تاكسي عادي يا غدير ايه المشكله يعني ايه اللي يخليكي تتفشخري وتركبي اوبر وكريم ما تخليكي زينا اركبي تاكسي عادي ما انا بركب تاكسي وبروح كل المشاوير عادي وبوفر فلوس بلاش انزحه يا اختي.
عبست غدير بعينيها و قالت له بغضب:
_ و انت مالك انت انا بكلم بابا ايه اللي دخلك بينا يا بقدونس انت.
حرك لها سليم حاجبيه لاغاظتها و قال بحماس:
_ انا مالي طيب يا غدير انا كمان يومين هشترى عربية ليا و بعينك لو حطيتي رجلك فيها يا انزوحة.
اتسعت عيني غدير و قالت بفرحة:
_ احلف و ربنآ هتجيب اخيرا العربية حبيبي يا سولي يا قمر انت احلي اخ بالدنيا ده و لا ايه.
اوما سليم براسه وقال مداعبا:
_ احذر السيارة ترجع الى الخلف و هتخبط في حد و تعمل حادثة.
امتعض وجه فرحه و قالت بحدة:
_ انتوا مافيش دم شوفوا انا بتكلم في ايه و دول بيتكلموا في اي االلي هيقعد ياكل و اللي شبع يلا يمشي... و اللي على كليه على كليته اللي على شغله يلا علي شغله بقى.
وقف اسعد و قال مسرعا:
_ انا كمان هقوم انزل اروح الشركة لاتاخرت.. يلا سلام بقى عشان نشوف هنمضي عقد بتاع الشركه الجديده دي وهنعمل ايه ولازم اتفق معاه على كل حاجه يلا يا حلوين اشوفكم على الغدا ان شاء الله سلام.
خرج اسعد من شقته و هبط الدرج مسرعا حتي اوقفه رنين هاتفه طالعه فوجده رقم دعاء زوجة اسلام يهاتفه فاجابه قائلا بتعجب:
_ الو..... الو مدام دعاء انتي سمعاني .. الو حضرتك سمعاني .
اتاه صوت دعاء متحشرجا و متأوه و هي تقول:
_ الحقني يا استاذ اسعد.. الحقني انا بموت .
اتسعت عيني اسعد و قال بقلق:
_ وحضرتك فين انتي بتتكلمي منين بالضبط ومال صوتك طمنيني عليكي.
اختفي صوتها قليلا و عادت تقول بوهن:
_ ارجوك تعالى بس ما تكلمش اسلام لو عرف ان انا كلمتك هيموتني.. ارجوك انا ده اخر رقم رنيت عليه وده اللي ايدي جت عليه الحقني بسرعه ارجوك انا بموت .
مرر اسعد كفه علي وجهه و خرج وقف بجوار سيارته و قال:
_طب اهدى بس وفهميني.. حضرتك فين انتي فين ما تفهميني انتي فين عشان اعرف اتصرف.
تأوهت بشدة وقالت:
_ انا في البيت هتلاقي المفتاح تحت الدواسه ارجوك الحقني دمي هيتصفي.. بس ما تقولش لاسلام هيموتني هيموتني ارجوك الحقني .
تطلع اسعد ببنايته و هو يفكر باصطحاب فرحة معه و لكن خشي الا يجد وقتا لانقاذ تلك المسكينة فصعد سيارته و قادها حتي بيت اسلام...
وصل اخيرا و صعد الدرجات الرخامية للشقة و طالع الدواسة مطولا ثم انحني و بحث اسفلها عن المفتاح و وجده...
فتح الباب بتوجس و دلف بحذر لم يجد احدا او صوت.. فصاح قائلا:
_ انتي موجوده يا مدام دعاء انتي فين السلام عليكم... يا جماعه حد سامعني.
استمع الي تاوهات خافتة فاقترب من مصدر الصوت و دلف لغرفة النوم فاتسعت عينيه و هو يراها ملقاه علي الارض بوجه مشوه يغطيه الدماء و كفين محطمتين من الضرب و ربما السبب تلك المطرقة الحديدية التي ارتمت الى جوارها و غلفت بدمها..وضع كفه علي فمه و ابتعد بعينيه بعدما انتبه اخيرا لانها ترتدى قميص نومها...
غطت دعاء صدرها بيدها و قالت بخجل:
_ الحقني ارجوك.
اقترب منها قائلا باندهاش و صدمة:
_ ايه ده ايه اللي عمل فيك كده وايه الدم ده معقول كل اللي حصل ده... اسلام اللي عمل فيكي كده.. اطلب لك الاسعاف .
صرخت دعاء قائلة بوهن:
_ ارجوك ساعدني لانه كسر ايديا زي ما انت شايف و الرقم الوحيد اللي ايدي جت عليه هو رقمك لو سمحت ساعدني اعتبريني اختك استرني وخليني اقف... انا بموت ارحمني .
جذب الملائة التي علي الفراش و غطاها بها و هو يقول باشفاق:
_ حاضر هساعدك وكل حاجه بس اكلم اسلام الاول انا موجود هنا غلط وما اعرفش انا جيت ازاي بس صوتك و انتي بتتكلمي خلاني اتصرفت من غير ما افكر.. اطلب لك الاسعاف طيب.
مدت له دعاء ذراعها و قالت صارخة:
_ ارجوك ساعدني اقوم مش قادرة خالص انا مش عايزه منك حاجه... انا ما ليش احد يساعدني ارجوك اعتبرني اختك جسمي كله بيوجعني.
وقف اسعد يطالعها و لا يعلم ماذا يفعل حتي قالت له برجاء وهن:
_ساعدني و ما تطلبش الاسعاف و ما تطلبش اسلام... المره دي ممكن يموتني بجد بس طلبتكم امبارح عمل فيا كده.
هز اسعد راسه بعجز و انحني و حملها و مددها علي الفراش و سحب الغطاء فوقها و دلف مسرعا للمطبخ و هاتف ديقا له طبيب و قال:
_ مجدى انا هبعتلك اللوكيشن اللي انا فيه قدامك ربع ساعة و تكون عندى حالة حياة او موت اتفقنا.
اجابه مجدي قائلا:
_ انا في طريقي للمستشفي بس ابعت حاضر و انا بسرعة جدا هبقي عندك.
اغلق اسعد الهاتف و استند علي رخامة المطبخ و هو يفكر بما سيوقع به نفسه و لكن ضميره و انسانيته هما ما يدفعاه الان دون تفكير الا الهاوية التي ستبتلعه ..