الفصل السادس

الحلقة السادسة
خدعنى بحبه
.................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
تفاجئت هدى بأن وضعت جميلة يدها على فمها قائلة ...هششش ، بس ألا ماما تسمعك .

ولو سئلتك انى جيت عندكم امبارح قولى اه .
هدى باستغراب ...ايه ؟
ليه ؟؟
جميلة ...هقولك كل حاجة بس لما ندخل جوا .
هدى ..ماشى يا ستى .
وبالفعل وأجواء للداخل وجلست هدى بجانب جميلة ثم قالت .. فيه ايه يا بنتى مالك ؟ مخبية عليه ايه !

جميلة بخجل ....اصلوو يا هدى انا ..
هدى ...أنتِ ايه قولى ؟

جميلة وهى تفرك فى أصابعها ....انا بحب كريم بن الحج غنيم .
و امبارح روحت قابلته واعترفلى بحبه وانا كمان .

وكنت قولت لماما انى كنت عندكم فمعلش انتى اختى وحبيبتى اوعى تقوللها غيرا كده .

انصدمت هدى بما قالته جميلة ، وخصوصا لأنها تعلم حقيقة مشاعر عمر اخوها لها .

هدى بغصة مريرة .....بس يا جميلة يعنى ملقتيش غير كريم غنيم ده عمر اخويا ديما بيقول انه مش محترم وديما بيشوفه ماشى مع بنات .

جميلة بغضب .. لا متقوليش كده ده .
ده اكيد عمر بيقول كده عشان بيغير منه عشان ابن ناس وغنى .

لكن كريم مش بيحب غيرى ولا بيعرف حد غيرى انا وبس .
انفعلت هدى وقالت بحدة ..... بقه كده يا قمر .
على العموم عشان العيش والملح اللى بينا متخفيش انا مش هقول حاجة لخالتى وتشكرى اوى على الكلمتين اللى قولتيهم فى حق عمر .
بس خدى بالك يا بنت الناس من نفسك ومن كريم ده .
وانا خلاص عملت اللى عليا وحذرتك منه .
ويلا انا قايمة ، سلام .

جميلة ..... انتِ زعلتى ولا ايه ، انا مش قصدى .
اقعدى اقعدى ، احنا لسه متكلمناش مع بعض .

هدى...... لا خلاص يا جميلة كده كفاية اووى .

غادرت هدى وجلست جميلة تفكر فى ما قالته لها .
ولكن المحب لا يصدق سوى قلبه فرددت .. انا قلبى مش مصدق حاجة إلا أن كريم بيحبنى انا وبس كده .

واكيد زى ما اخوها غيران من كريم ، هى برده غيرانة منى انى هجوز شاب ابن ناس زى كريم .

عادت هدى الى البيت وعندما رآها عمر سئلها على جميلة .

فنظرت له بحزن قائلة ...بخير الحمد لله .
عمر بخجل ...طيب اتكلمتوا فى ايه ؟
ومجبتش سيرتى فى حاجة ؟
هدى ...لا يا سيدى ، وياريت تبطل تفكر فيها ، لأن اللى لحظته ، أنها شيفاك مجرد اخ وبس مش اكتر من كده .
اخفض عمر رأسه بحزن قائلا ...كده ، طيب يا هدى .
انا نازل ، عايزة حاجة .
هدى ...عايزة سلامتك يا قلب اختك .
فنظر لها عمر بإنكسار وغادر .
هدى ....يا حبة عينى يا اخويا بس والله هى ما تستاهل ضفرك ده ، وخليها لسى زفت كريم يلعب بيها شوية ويسبها زى غيرها .

ثم قالت ....وياريت ربنا يكرمها وتفوق قبل الأوان .

عشان خاطر حتى امها الغلبانة دى .
.............
مرت الايام ولم يتقابل كريم مرة أخرى مع جميلة .
فقد انشغل بعض الشىء بدروسه لاقتراب الامتحانات .
ولكن دخل القلق قلب جميلة فتسائلت ...
هو فيه ايه ؟
ماله كريم ولا ظهر ولا حتى حاول يشوفنى تانى ، معقول يكون نسانى بالسرعة دى ؟

اه يا قلبى ، انا خايفة يكون جراله حاجة ، نفسى اشوفه وأطمن عليه .
ثم اخذها الشوق إليه ولم تدرى ما تفعل ، فتعللت بشراء بعض احتياجات المنزل ، ثم توجهت إلى مكان تقابلهم الاول شجرت التوت ، لعلها تلتمس دفىء قلبها فى غيابه عنها .

وتتذكر اول لقاء لهما , وكلماته العذبة التى ألقاها على مسامعها .

وصادف هذا مرور كريم بمحض الصدفة بعد انتهائها من الدرس .
فحدق بعينيه قائلا ....معقول هى وجت لنفس المكان .
للدرجاتى بتفكر فيه .

فذهب مسرعا إليها ثم وقف من ورائها قائلا ...
مكنتش اعرف انى وحشتك للدرجة اللى تيجى فيها بنفسك للمكان اللى تقابلنا فيه اول مرة .
تفاجئت جميلة به فالتفتت فوجدته من ورائها فكادت أن يغشى عليها ولكنه أمسك بها .
ووجدها فرصة لعناقها ، فعانقها بقوة قائلا ...ياااه ، انا كنت فعلا غلطان أن مسئلتش الفترة اللى فاتت دى .
أنتِ فعلا وحشتينى اوووى .
بس كان غصب عنى انشغلت بالدروس عشان الامتحانات قربت .
انتفضت جميلة عندما وجدت نفسها بين أحضانه ، فابتعدت سريعا عنه قائلة ...لا لا ايه اللى عملته ده غلط غلط ،مكنش ينفع تعمل كده .
فابتسم كريم لبرائتها قائلا ....مش انا اللى عملت كده ، ده قلبى اللى مقدرش يشوفك جمبه كده وميضمكيش ليه .

جميلة ...يعنى بتحبنى صح يا كريم .
كريم ...لا انا مش بحبك بس ، انا بعشقك .
جميلة ...يعنى فعلا هتيجى تتقدملى وتخطبنى من امى .
فحدث نفسه كريم قائلا ....لا دى شكلها وسعت معاكى اوى ،اتقدملك ههههههه.
ولكنه أراد أن يتقن تمثيله فقال ...اه طبعا هتقدملك بس زى ما أنتِ شايفة انا لسه طالب دلوقتى .
ومينفعش اقول لبابا ، انا عايز أخطب ، فهننتظر معلش شوية لغاية ما انجح وادخل الكلية وساعتها لما اقرب اتخرج منها ، ممكن اقدر اقوله نتخطب.
جميلة ...ربنا ينجحك ويعلى مراكبك وتكون دكتور قد الدنيا وانا ابقى مرات الدكتور .
كريم ...يارب ، ربنا يسمع منك .
وانتهى هذا اللقاء بوعد بالزواج ثم غادرت جميلة وفى قلبها سعادة لا تنتهى .
...........
وعندما جاء موعد الامتحانات ، أقنعت هدى أخيها عمر أن يمتحن .
عمر ...امتحن ازاى بس وانا مش مذاكر كويس يا هدى .
ومشغول فى الارض .
هدى ....ادخل بس وجرب حظك وانت ماشاءالله عليك ذكى ،يعنى من مراجعة بسيطة كده للمادة هتعرف تحل بإذن الله .
فابتسم عمر قائلا ...انا هدخل عشانك أنتِ بس يا قلب اخوكى .
وبالفعل حضر الامتحانات ولكن لعدم تركيزه وانشغاله لم يحصل على المجموع الذى يؤهله لدخول كلية الهندسة كما كان يتمنى .
وانما دخل معهد زراعى أفاده كثيرا فى تنمية الأرض فزاد المحصول وزاد معه ثمن البيع المحصول ، فزاد الله رزقه بفضل دعوات والدته له .

وعلى عكس ما كان متوقع من كريم لكثرة لهوه وعدم اهتمامه بالدراسة ولكنه استطاع فى وقت قصير المذاكرة بجد قبل الامتحان مع قليل من الغش فى الامتحان فحصل على مجموع أهله لدخول كلية الطب .
ولكن الغش لن ينتج عنه طبيب ماهر ولكن سينتج عنه طبيب فاشل .
وبالفعل جاؤه خطاب أنه قبل فى كلية طب عين شمس فى القاهرة

ومن هذه اللحظة ستتحول حياته تماما ، فبعد أن كان شاب ريفى بسيط ، سيذهب إلى مجتمع جديد باللنسبة له .
فماذا ستفعل به المدينة ؟
وقبل أن يغادر المدينة طلب لقاء جميلة ، فوافقت شوقا إليه .
وذهبت إليه عند شجرة التوت .
كريم ...انا كنت خايف متجيش ومش اشوفك قبل مسافر يا جميلة .
جميلة ...تسافر ازاى وفين ؟
وتسبنى ازاى ؟
كريم ...مضطر والله غصب عنى عشان كليتى فى القاهرة يا جميلة .
جميلة بحزن .....بس انا مش هقدر على البعد ده .
كريم ..معلش يا حبيبتى انا اكيد هنزل زيارات ، وده مخصوص عشان اشوفك بس .
.....؟؟؟؟
فماذا سيحدث بعد هذا الفراق ؟؟
تابعوا معى فى الحلقات القادمة .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي