3

نظرت الفتيات حولهن ليجدن معظم الزبائن ينظروا لعشق بالفعل و بعضهم يفتح فمه مشدوها من جمالها الخلاب
هنا : لا دا احنا نمشي بقي  الهانم كل مرة تلم الناس علينا
عشق ببراءة : انا اتكلمت
ريم : حرام عليكي يا هنا هي بس بتخلي تسعين عين تقعد معانا
عشق : اهو قالتلك و بعدين محدش يتجرئ يقرب
صمتت ثم أكملت بشراسة و قوة : دا انا كنت اكله بأسناني
لميس : يا ماما عشق بقت بتخوف يا جماعة
و عند تلك اللحظة تحديدا جاء النادل بالطعام و هنا تذكرت انها منتظراه منذ وقت طويل لتقف و تقول بغضب : علي فكره دا مش اسلوب نهائي انتوا كدا بتاذوا سمعتوا بتاخيركم دا ، ازاي يعني أنا هنا من ساعة تقريبا و لسة الاكل واصل حالا ؟! ، الأمر دا لو تتكرر تاني انا هقفل المكان دة ، و كمان هيبقي في أسباب ، لانكم مش ملتزمين و مش مهتمين بحالة زبونكم
هتف النادل بتأسف : انا اسف يا فندم مش هتتكرر تاني أن شاء الله ، لكن كان في عطل بنحاول نصلحه
عشق بعصبية شديدة : دا عذر اقبح من ذنب ، كنتوا قلتوا لينا كدا ، و احنا نقرر ننتظركم أو نمشي ، لا لا دا مش اسلوب انا همشي حالا
لميس متدخله لتهدئه الأمور : عشق اهدي ، و بعدين هو ملهوش ذنب ، لو هتتكلمي فإنتي كلمي صاحب المطعم مش هو خالص
عشق و هي تنظر حولها حيث التفت أنظار الجميع حولهم : اوك  اوك انا تمام
ثم نظرت له قائلة : انا بعتذر ليك جدا ، و الله مكنش قصدي بس حقيقي اتعصبت
النادل متقبلا اعتذارها : و لا يهمك يا فندم و اتمني تفضلي زبون عندنا دايما
عشق : ان شاء الله ميرسي ليك جدا
و ابتسمت له بهدوء ابتسامة أظهرت غمازتيها فسحر منهم و نظر لها مشدوها و قد نسي تماما ما حدث
هنا و هي تنظر لحاله : يخربيتك الواد باين اتصنم
ضحكت بخفه و هي تنظر حولها لتلمح أحد من بعيد يشير لها بعلامة  ( تم )
لتقول و هي تنظر لهم : طيب أية رأيكم ناكل بسرعة ، علشان انا عايزه انام
لتقول ريم : اوك يلا علشان انا بقفل و عايزه انام انا كمان
لميس و هي ترفع أكمامها قائلة بضحك : طيب يلا يا بنات بسم الله
عشق ضاحكة : يخربيتك يا لميس  هتفترسي الاك
علي متن أحد الطائرات ، جلس سيف علي أحد المقاعد بالطائرة ، و هو يمسك بيده اوراق هامة يراجعها بتركيز ، و من خلفه جلس حارسه الخاص و يعد رئيس الحرس بقصره و اسمه انس ، و حارس اخر معهم ، هتف سيف و هو ينظر للاوراق : الطيارة هتوصل أمتي ؟
اجابه انس و هو ينظر لساعته : كمان ساعة يا فندم
سيف بصوته الجاد : هناك هتكون الساعة كام ؟!
اجابه الحارس الآخر سريعا : عشرة الصبح يا باشا
سيف : تمام  جهزتوا اوراق الصفقة
انس : ايوا يا باشا
قال سيف بتحذير مخيف : مش عايز غلطة في الصفقة دي لان لو حصل و لقيت في حاجة مش مظبوطة
صمت و تكلم بنبرة بطيئة : حياتك هتكون الثمن
انس : كله تحت السيطرة يا باشا
سيف : الناس اللي قلت عليهم لقيتهم
انس : ايوا يا باشا و حاليا هما في المخزن
سيف بنبرة مخيفة : عايزهم يطلعوا من المخزن مينفعوش لأي حاجة
انس : حاضر يا باشا
ترك سيف الأوراق بعد دقائق قليلة ، و تطلع بنظره من الشباك للسماء ، ناظرا لها بشرود ، فخلف ذلك الهدوء و البرود يوجد غضب عاصف و ثورة لا تنطفئ ابدا
••••••

امانى : يا بنتي بطلي جنون بس و استهدي بالله ، احنا الفجر دلوقتي يا عشق تسافري ازاي يعني ؟!
ردت بتلقائية : بالعربية يا مامي
أمانى : عشق بطلي جنون بباكي لو صحي و عرف بقرارك دا احتمال يتجنن فعلا من تصرفاتك
عشق باصرار : يا مامي لازم اسافر الموضوع مهم جدا
تعجبت من إصرارها و حديثها الغير المفهوم ، و تعجبها خرج علي صيغة سؤال قائلة : مهم ازاي ؟! هو مش يدوب فسحة مع اصحابك
اجابتها سريعا : هي فسحة اها لكن هروح انا لوحدي
امانى : برضوا مش هينفع  انتي متخيلة عايزة تعملي أية !؟
صمتت عشق لثواني تفكر ثم سرعان ما قالت محاولة أن تقنع والدتها : بابي مش معترض علي فكره السفر عموما صح
اؤمات امانى بنعم و هي تنتظر منها أن تفهما ما تريد
لتتابع عشق : لكن هيعترض علي التوقيت
امانى : بالظبط
عشق و هي تغمز لوالدتها : و الدور هنا عليكي بقي
امانى بتعجب : ازاي يعني مش فاهمة !! عيزاني اعمل ايه يا عشق قالتها و هي ترمقها بغيظ لتقول ببراءة : بابي بيصحي الساعة سبعة يعني كمان تلت ساعات اوك و عقبال ما ياخد شور و دا كله هتكون الساعة وصلت تمانية ، و هو متعود يتابع شغله و اخر الاخبار قبل اي حاجة ؟! ، فأخيراا هتكون تسعة انتي بقي مهمتك ، وقت ما يسأل عليا تقولي بالحرف اني لسة ماشية من نص ساعة
امانى بزهول : عيزاني اكدب يا عشق
عشق : يا ماما دي كدبه بيضة
ثم همست لنفسها ( دا انا مخبيه عليكوا حاجات كتيير اوي ، و اهو حتي دلوقتي انا بقنعك اني راحة مكان غير اللي رايحه ليه تماما )
امانى : بيضة  سمرا  فوشيا انا مليش دعوة بالحكاية دي و اخر كلام مفيش سفر
قالت بترجي و هي تقترب منها مقبله أحد وجنتيها برقة : يا مامي ساعديني المرة دي بس  من فضلك
امانى : بصي انا كل اللي اقدر اعمله اني اسمحلك بالسفر لكن هقول لبباكي سفرتي امتي و مليش دعوة بقي ؟!
عشق : اوك تمام  تمام و انا هتحمل النتايج
و في داخلها ( لازم اروح مهما كان التمن ثم اصلا انا احتمال مأرجعش الا و انا ميته )
••••••••

في غرفة خاصة للعمل ، علي طاولة متوسطة الطول بعض الشئ ، كان يجلس سيف علي مقعده واضعا قدما فوق الاخري ، كما وضع احدي يديه علي أحد ركبتيه و بيده الاخري يطرق علي الطاولة طرقات متتاليه ، و يظهر علي ملامحه غضب مخيف و هو يقول : انس لو موصلوش خلال ربع ساعة تلغي الصفقة حالا و الشركة تتصفي انت سامع
اجابه بهدوء : حاضر يا باشا
ظل يتابع الطرق علي الطاولة ، و هو ينظر أمامه بتركيز و كان يجب هنا أن نوصف ملامحه القاسيه ، حيث كان يملك انف منحوت مدبدب ، و عيون ليست واسعة و لكنها ليست بالضيقه أيضا كانت تحمل لون العسل الصافي ، يمكن أن نقول إنه ذهبي يلمع في الشمس ، و شفاه قاسيه بلون وردي غامق ، غطاها لحيته الخفيفة و شاربه ، و بشرته البرونزية يمكن أن تميل للقمحاوية ، فهو مصري اصيل بملامحه الا في بعض الاشياء ، و لا ننسي خصلات شعره البيضاء البسيطة التي توجد بلحيته و شعره ، فهو بعمر السابعة و الثلاثون عاما ،، بينما جسده كان رياضي بعضلات رائعة ، و لكنه ليس بالضخم الذي يرهب من يقف امامه ، بينما طوله كان يعطيه هيبة و شموخ
الذي يرعب الرجال أمامه ، لم يكن شكله الوسيم ، لكن تحديدا النظرات الي تخرج من عينيه الحادة  القاسية  المرعبه هدوئه كان عاصفة قبل حديثه
رفع نظره فجأة قائلا : الوقت خلص وهما موصلوش صح
اوما انس بنعم و هو متوتر و لا يعرف ما الذي سيحدث الان ؟! ، بينما وقف هو واتجه للخارج قائلا : الصفقة أتلغت  و خلال ساعة صفي شركتهم
ثم خرج ، ليتنهد انس و هو يخرج هاتفه متصلا بأحد الأرقام قائلا : اهلا انا من رجال الامبراطور و بعرض عليك تمتلك سهوم في شركاتنا هنا بضعف تمن سهوم في شركات بشرط تبعلي الأسهم دي
•••••••••

دخلت لذلك المكان البعيد عن عيون أي شخص وهي تقول : ها كل حاجة تمام ، و ظبتوا كل حاجة ولا لسة
نظر كل الموجودين لها و قال أحدهم بلهجة مختلفة عن لهجتها قليلا : لك شو جابك هيك بكير يا عشق
عشق و هي تتنفس بعمق و كأنها خرجت من سجن : 
احمدوا ربنا اني جيت يااما مكنتش هاجي خالص
المهم السفر أمتي
قال آخر : بكره
عشق بتساءل : هنفضل هنا لبكرة
اها
تابعت بتساءل أيضا : مين هيسافر و مين ؟!
قال الأول : راح اسافر انا و هاد
و أشار لشخص آخر ، و اكمل : و انتي و رفيقتنا راح تنداروا بالشكل الجديد
عشق : مجهزين كل حاجة ؟! يعني اضمن أن المكان هيبقي فحم
قال : اي بأكدلك هاد الشئ
ابتسمت و هي تقول : خير يارب
قالوا جميعا بصوت واحد : خير أن شاء الله
فـ ياتري اين ستتجه عشق بذلك الفريق ؟!
و ما هو المكان الذي سيتحول لفحم ؟!


*****
في تمام الساعة الثانية ظهرا بتوقيت مصر ، كان سيف يخرج من المطار ، و لكن توجد عاصفة غضب تحتل معالم وجهه تعكس تماما ما يوجد داخله ، و حالته تلك كانت معاكسه لحالته قبل الذهاب فـمن وقت الذهاب لوقت العودة تبدلت احواله ، و احوال العالم من حوله
هتف انس الذي سار خلفه : نروح الشركة يا بية
هتف بصوت قاطع : لا الشركة خلي ادهم يدير امورها دلوقتي في عندي مقابلة لازم تحصل
انس : طيب و بالنسبة لمدحت باش ..
قاطعه بحدة : متقولش عليه باشا لأنه من النهاردة ينسي أنه كان في سوق العمل ، ازاي اصلا ياخد قرار زي دا ، و يرفع الااسعار للمنتجات للضعف من غير ما ياخد رأينا انس انا عايزه يندم علي حاله قبل ما يفلس يعني خسره بالبطئ
- امرك يا بية
جاء ليمشي لكن توقف فجأة و هتف بخبث : و لا اقولك نزل اسعار منتجاتنا احنا للنص و خلي شركات  و شركات تقللها برضوا
نظر له انس بعدم فهم و هو يقول : كدا هيأثر علي الميزانية
سيف : لا كدا المنتجات هتخلص خلال الأسبوع دا و الشركات أنا متأكد أنهم هيقللوا السعر من غير ما يسئلوا ليه
ثم تركه و ذهب ،، جاء ليتحدث انس قاطعه بيده عندما توقف : لا خليك هروح لروحي
***•••

فـي منـزل محمد ابو الهنا ..
هتف بصوت جهوري بعد أن عرف بأمر مغادرتها : 
لا دي الهانم اتجننت علي الاخر و كمان بقيت بتنزل في انصاص الليالي ماشي يا عشق لما تيجي ماشي
أمانى محاولة أن تهدئه : اهدأ يا محمد هي بس رايحه اتفسح مع اصحابها مش اكتر
محمد بغضب : انتي لسة قايله انها هتروح لروحها و علي كدا بقي الهانم سافرت فين ؟!
فردت امانى يديها بتوتر و هي تخفض رأسها لا تعرف بما تجيبه ليقول بصراخ أشد : كمان مش عارفة راحت فين  ماشي يا عشق ماشي ؟!
ثم أمسك هاتفه و اتصل برقم وبعد ثواني هتف الطرق الآخر : عايز عشق هانم تكون قدامي خلال ساعتين انت سامع تقلب مصر كلها و تجيبها
ثم اغلق الهاتف ، و نظر لأمانى و هو يقول : لولا انى عندي شغل مهم انا كنت هتصرف معاكي تصرف تاني ، ادعي بقي عشق ترجع قبل ما اجي علشان مطلعش عصبيتي فيكي
ثم خرج و اغلق الباب خلفه بقوة لتنتفض هي و تضع يدها علي رأسها استغفر ربها بهدوء

بأحد الغرف في المنزل ،،،
كان يجلس سامر علي فراشه ، يمسك بيده أحد الكتب الخاصة بالتنمية الذاتيه ليجد فجأة هاتفه يرن
أجاب سريعا و هو يقول : ايوة يا يمن اخبارك ؟!
انا تمام الحمد لله ..
ايوة بابا وافق و قال هيظبط الأمور  ممكن علي نهاية الأسبوع
طيب يعني اسم مدرستك كدا ؟!
اوك اوك انا هخلي بابا يقدملي هناك
انا اللي بشكرك انك حمستني علي الموضوع دا
يلا سلام نتكلم بعدين
و اغلق معه و هو يتنهد قبل أن يبعث لوالده رساله محتواها اسم المدرسة التي يريد أن ينقل إليها فهو قد تناسي تماما أنه يريد أن يدخل لمدرسة حكومة نعم و لكن مع صديقه يمن

عودة لامانى ،،،
ظلت تتحرك حول نفسها بالغرفة و هي تمسك بالهاتف تنتظر أن تتصل بها عشق و هي تقول بعتاب و كأنها تحادثها : كدا يا شوشو اهو الدنيا باظت خالص ، و مش عارفة بباكي ممكن يتصرف معاكي ازاي ؟!
قالت كلماتها تلك و هي ترفع الهاتف علي اذنها مرة أخري تحاول أن ترن عليها مرة أخري
و كالعادة لم ترد ، تنفست و هي لا تعرف ماذا عليها أن تفعل ثم سرعان ما اخذت قرارها و ارسلت لها رسالة محتواها
( عشق حاولي ترجعي بسرعة يا حبيبتي ، بابي متعصب اووي ، و مش عارفة هيتصرف معاكي ازاي ، و كمان حاليا الحرس بيدوروا عليكي ، يعني تعالي قبل ما يجبوكي هما من شعرك   )

••••••••••••••••
يتبع ..
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي