الفصل الاول
الفصل الاول
' اعتراف '
اغمضت عيناها مجددا و صارعت افكارها للمرة الالف هذا اليوم فقط ، لقد اصبحت قدماها ترتجف كلما تقدمت خطوة للامام اصبحت تتعرق اكثر و قلبها يخفق بأقصى قوته و ضرباته كانت مضطربة تماما وكأنها على حافة الموت
او بالاحرى الانهيار .. لم تكن تظن يوما ان الاعتراف بالمشاعر قد يكون بتلك الصعوبة انه يشبه .. الموت حيا
توقفت امامه بتوتر لتنادى اسمه بصوتها المهزوز " إيدين !! " رددت بتوتر بالغ فالتفت لينظر إليها ببرود ، هو لا يبدى اى ردة فعل وعلى الارجح لن يفعل لطالما اشتهر ببروده ولكنها كانت غريبة كفاية لتقع لغريب الاطوار ذاد ، نظر اليها بتملل لن يضيع المزيد من وقته لاجل فتاة غبية مثلها " انا ـ معجبة ، لا انا احبك إيدين " تمتمت الفتاة بتوتر بينما تمد يدها للامام .. حاملة هدية مغلفة بشكل متقن قد سهرت عليها طوال الليل حتى تخرجها بهذا الشكل الرائع " انا لا اقع فى الحب يا فتاة و انتى لا تروقيننى لذا لا تضيعي وقتك و وقتى " تمتم ببرود غير عابئ بمشاعر الاخرى التى سقطت فى الهاوية ، ان قلبها يتحطم لاشلاء الان ...تساقطت دموعها كسيل جارف وهو فقط لم يهتم كاد يغادر مجددا ليوقفه صوتها المبحوح ..
" على الاقل ان كنت لن تقبل بمشاعرى فأقبل بهديتى " تمتمت الفتاة وهى ترجوه والدموع تقف على مشارف عيناها هى على وشك التحطم الان او انها قد تحطمت بالفعل عندما اخبرها بأنها لا تروقه .. ولكنها رغم ذلك لم ترغب ان تبكى امامه فهى لا تريد ان تكون مثيرة للشفقة اكثر من ذلك ، مد يده بملل يلتقط الهدية .. ثم غادر فقط بدون حديث ، لازالت دموع تلك الفتاة لم تجف ربما كانت فكرة سيئة منها ان تعترف بحبها اخيرا بعد عام ، هى لم تكن كبقية الفتيات التى من السهل ان يوقعهن مجرد فتى وسيم ، لم تكن كبقية الفتيات فى صفها اللاتى يتحدثن عن كم هو بارع إيدين او كم ان رسوماته عميقة ورائعة وانه موهبوب للغاية ولديه نظرة لا تخيب ابدا ، هى كانت فتاة مثقفة وطموحة و تمتلك كبرياء .. الى ان وقعت بحبه وظلت تراقبه بصمت و تشاهده وهو يرسم بسرية ، لقد كان يجمعهما حب الرسم لذا كانت تراقبه فى صف الرسم دائما دون ان يدرى ، هى لم تكن بارعة للغاية ولكنها كانت تحاول على الاقل ، هى تقسم انها لم ترى شخصا موهوبا مثله .. كان الجميع يتحدث عن كم هو بارد ولا يبالى بأحد بينما هى عبر مراقبتها أيقنت انه ذا قلب دافئ رسوماته رغم انها غريبة كانت توحى لها دائما بالدفء ، تأملها لرسوماته التى حفظتها عن ظهر قلب جعلها تعرف ان ذلك الوجه الجليدى الذى يظهره للاخرين ما هو الا قناع يخفى به كل ما بداخله من ألم ، الان ذلك الفتى الوسيم .. بيكاسو المدرسة الثانوية اظهر كم هو بارد حقا ولا يبالى بشئ كما يقولون ، وانها الوحيدة التى كانت تتوهم بأنه دافئ ويخبأ الامه خلف قناع برود كاذب .. ولكن عيناها من كانت كاذبة وقلبها كذلك وقعوا لحب شخص لا يشعر ولا يعبأ حتى ان كانت تنتفس على ذلك الكوكب ام لا ..
كانت ليلة مطيرة و كأن السماء قد قررت ان تشاركها احزانها ، تنافست هى والسماء على عزف السيمفونية الاكثر قوة و كانت فرصتها للفوز كبيرة للغاية ..
*
_ بعد مرور عشرة اعوام _
يقف إيدين على خشبة المسرح بملل كعادته ، اصبح شيئا مملا وروتينيا تماما ما يفعله الان ، لم يعد يشعر بالمتعة ولا الفخر ولا السعادة ولا اى شئ ... فقد ماتت ، ماتت مشاعره منذ زمن طويل للغاية حتى انه لم يعد يفتقدها بعد الان
بدأت موسيقى لطيفة تعزف بالخلفية حتى بدأ احد الاشخاص يردد مقدما الحفل " إيدين رينالد تهانينا بالفوز بجائزة الفنان الافضل هذا العام و كل عام انها المرة السابعة التى تفوز بها بالجائزة على التوالى "
ابتسم ببرود كعادته الرتيبة محييا الجمهور والنقدم وهو يستلم الجائزة التى اصبح لديه اكواما منها بالفعل داخل منزله " كيف شعورك وقد وضعت لوحتك بجانب الموناليزا الان ؟ انك تدعى الان بدافنشي المملكة " تمتم المقدم بابتسامة متسعة ليبتسم إيدين بتكلف واصطناع
" حسنا لقد اصبحت معتادا على تلك الالقاب ، بيكاسو ودافنشى .. ومايكل انجلو ، لقد دعوت بأسماء الكثيرون من الفنانين العالمين ولكننى اود حقا ان افسح المجال للراسمون الجدد للحصول على الجائزة " ردد إيدين ولم تختفى نبرته الباردة او كما يسميها هو ثقة ... جرعة زائدة من الثقة بالنفس الذى وصل الى ذروته ..
*
عاد الى منزله بعد يوم ممل رتيب للغاية ، لا شئ جديد فى حياته او شئ يثير فضوله او حيرته .. كانت حياته خاوية تماما حتى انه بات لا يعرف ان كان هذا يريحه ام يؤرقه ، وضع الجائزة التى تسلمها منذ قليل على احد الارفف فى مكتبته المملؤة بالجوائز التى اصبح لا يتذكر عددها او حتى متى قام بالحصول عليها ، اخذ زجاجة النبيذ من على الرف وسحب كأسا ثم جلس على الاريكة المقابلة للتلفاز ، سكب لنفسه القليل وبدأ يرتشف النبيذ اغمض عينيه ببطء يستمتع بطعم مشروبه المفضل ثم فتح عيناه بسرعة و ترك الكأس والزجاجة على الطاولة امامه .. و امسك فرشاته وألوانه وجلس امام اللوحة واغمض عيناه ، نعم هو كان بتلك الاحترافية حيث يرسم وهو مغمض العينين دون ان يرتكب خطأ واحد بالرسمة لقد كانت انامله متناغمة تماما مع الفراشة والالوان وكذلك اللوحة .. لقد كان يحفظ ثنياتها عن ظهر قلب لذا هو يغمض عيناها ويتخيل الرسمة وببساطة وكأنه يطبعها على اللوحة ، اخذ يخط ويخربش على اللوحة بالالوان ولم ينتبه للوقت ابدا وانه قد مر عليه اكثر من ثلاث ساعات وهو يجلس امام اللوحة مغمض العينان هكذا ، فتح عيناه ليتأمل اللوحة ثم ابتسم بطرف فمه عندما كانت مثالية تماما كما تخيلها داخل رأسه
رسم فتاة ترتدى تاجا من الزهور .. تبدو وكأنها تنظر إليه
التقط كأس النبيذ واخذ يرتشف منه مجددا " يااه لا تنظرين الى هكذا " تمتم بحدة ناظرا للوحة وقد بدأ مفعول الكحول يلعب برأسه قليلا " لستِ تروقين لى بأى حال " تمتم مجددا ثم اخذ اللوحة والقى بها فى احدى تلك الغرف التى لا يستعملها
يتبع ..
' اعتراف '
اغمضت عيناها مجددا و صارعت افكارها للمرة الالف هذا اليوم فقط ، لقد اصبحت قدماها ترتجف كلما تقدمت خطوة للامام اصبحت تتعرق اكثر و قلبها يخفق بأقصى قوته و ضرباته كانت مضطربة تماما وكأنها على حافة الموت
او بالاحرى الانهيار .. لم تكن تظن يوما ان الاعتراف بالمشاعر قد يكون بتلك الصعوبة انه يشبه .. الموت حيا
توقفت امامه بتوتر لتنادى اسمه بصوتها المهزوز " إيدين !! " رددت بتوتر بالغ فالتفت لينظر إليها ببرود ، هو لا يبدى اى ردة فعل وعلى الارجح لن يفعل لطالما اشتهر ببروده ولكنها كانت غريبة كفاية لتقع لغريب الاطوار ذاد ، نظر اليها بتملل لن يضيع المزيد من وقته لاجل فتاة غبية مثلها " انا ـ معجبة ، لا انا احبك إيدين " تمتمت الفتاة بتوتر بينما تمد يدها للامام .. حاملة هدية مغلفة بشكل متقن قد سهرت عليها طوال الليل حتى تخرجها بهذا الشكل الرائع " انا لا اقع فى الحب يا فتاة و انتى لا تروقيننى لذا لا تضيعي وقتك و وقتى " تمتم ببرود غير عابئ بمشاعر الاخرى التى سقطت فى الهاوية ، ان قلبها يتحطم لاشلاء الان ...تساقطت دموعها كسيل جارف وهو فقط لم يهتم كاد يغادر مجددا ليوقفه صوتها المبحوح ..
" على الاقل ان كنت لن تقبل بمشاعرى فأقبل بهديتى " تمتمت الفتاة وهى ترجوه والدموع تقف على مشارف عيناها هى على وشك التحطم الان او انها قد تحطمت بالفعل عندما اخبرها بأنها لا تروقه .. ولكنها رغم ذلك لم ترغب ان تبكى امامه فهى لا تريد ان تكون مثيرة للشفقة اكثر من ذلك ، مد يده بملل يلتقط الهدية .. ثم غادر فقط بدون حديث ، لازالت دموع تلك الفتاة لم تجف ربما كانت فكرة سيئة منها ان تعترف بحبها اخيرا بعد عام ، هى لم تكن كبقية الفتيات التى من السهل ان يوقعهن مجرد فتى وسيم ، لم تكن كبقية الفتيات فى صفها اللاتى يتحدثن عن كم هو بارع إيدين او كم ان رسوماته عميقة ورائعة وانه موهبوب للغاية ولديه نظرة لا تخيب ابدا ، هى كانت فتاة مثقفة وطموحة و تمتلك كبرياء .. الى ان وقعت بحبه وظلت تراقبه بصمت و تشاهده وهو يرسم بسرية ، لقد كان يجمعهما حب الرسم لذا كانت تراقبه فى صف الرسم دائما دون ان يدرى ، هى لم تكن بارعة للغاية ولكنها كانت تحاول على الاقل ، هى تقسم انها لم ترى شخصا موهوبا مثله .. كان الجميع يتحدث عن كم هو بارد ولا يبالى بأحد بينما هى عبر مراقبتها أيقنت انه ذا قلب دافئ رسوماته رغم انها غريبة كانت توحى لها دائما بالدفء ، تأملها لرسوماته التى حفظتها عن ظهر قلب جعلها تعرف ان ذلك الوجه الجليدى الذى يظهره للاخرين ما هو الا قناع يخفى به كل ما بداخله من ألم ، الان ذلك الفتى الوسيم .. بيكاسو المدرسة الثانوية اظهر كم هو بارد حقا ولا يبالى بشئ كما يقولون ، وانها الوحيدة التى كانت تتوهم بأنه دافئ ويخبأ الامه خلف قناع برود كاذب .. ولكن عيناها من كانت كاذبة وقلبها كذلك وقعوا لحب شخص لا يشعر ولا يعبأ حتى ان كانت تنتفس على ذلك الكوكب ام لا ..
كانت ليلة مطيرة و كأن السماء قد قررت ان تشاركها احزانها ، تنافست هى والسماء على عزف السيمفونية الاكثر قوة و كانت فرصتها للفوز كبيرة للغاية ..
*
_ بعد مرور عشرة اعوام _
يقف إيدين على خشبة المسرح بملل كعادته ، اصبح شيئا مملا وروتينيا تماما ما يفعله الان ، لم يعد يشعر بالمتعة ولا الفخر ولا السعادة ولا اى شئ ... فقد ماتت ، ماتت مشاعره منذ زمن طويل للغاية حتى انه لم يعد يفتقدها بعد الان
بدأت موسيقى لطيفة تعزف بالخلفية حتى بدأ احد الاشخاص يردد مقدما الحفل " إيدين رينالد تهانينا بالفوز بجائزة الفنان الافضل هذا العام و كل عام انها المرة السابعة التى تفوز بها بالجائزة على التوالى "
ابتسم ببرود كعادته الرتيبة محييا الجمهور والنقدم وهو يستلم الجائزة التى اصبح لديه اكواما منها بالفعل داخل منزله " كيف شعورك وقد وضعت لوحتك بجانب الموناليزا الان ؟ انك تدعى الان بدافنشي المملكة " تمتم المقدم بابتسامة متسعة ليبتسم إيدين بتكلف واصطناع
" حسنا لقد اصبحت معتادا على تلك الالقاب ، بيكاسو ودافنشى .. ومايكل انجلو ، لقد دعوت بأسماء الكثيرون من الفنانين العالمين ولكننى اود حقا ان افسح المجال للراسمون الجدد للحصول على الجائزة " ردد إيدين ولم تختفى نبرته الباردة او كما يسميها هو ثقة ... جرعة زائدة من الثقة بالنفس الذى وصل الى ذروته ..
*
عاد الى منزله بعد يوم ممل رتيب للغاية ، لا شئ جديد فى حياته او شئ يثير فضوله او حيرته .. كانت حياته خاوية تماما حتى انه بات لا يعرف ان كان هذا يريحه ام يؤرقه ، وضع الجائزة التى تسلمها منذ قليل على احد الارفف فى مكتبته المملؤة بالجوائز التى اصبح لا يتذكر عددها او حتى متى قام بالحصول عليها ، اخذ زجاجة النبيذ من على الرف وسحب كأسا ثم جلس على الاريكة المقابلة للتلفاز ، سكب لنفسه القليل وبدأ يرتشف النبيذ اغمض عينيه ببطء يستمتع بطعم مشروبه المفضل ثم فتح عيناه بسرعة و ترك الكأس والزجاجة على الطاولة امامه .. و امسك فرشاته وألوانه وجلس امام اللوحة واغمض عيناه ، نعم هو كان بتلك الاحترافية حيث يرسم وهو مغمض العينين دون ان يرتكب خطأ واحد بالرسمة لقد كانت انامله متناغمة تماما مع الفراشة والالوان وكذلك اللوحة .. لقد كان يحفظ ثنياتها عن ظهر قلب لذا هو يغمض عيناها ويتخيل الرسمة وببساطة وكأنه يطبعها على اللوحة ، اخذ يخط ويخربش على اللوحة بالالوان ولم ينتبه للوقت ابدا وانه قد مر عليه اكثر من ثلاث ساعات وهو يجلس امام اللوحة مغمض العينان هكذا ، فتح عيناه ليتأمل اللوحة ثم ابتسم بطرف فمه عندما كانت مثالية تماما كما تخيلها داخل رأسه
رسم فتاة ترتدى تاجا من الزهور .. تبدو وكأنها تنظر إليه
التقط كأس النبيذ واخذ يرتشف منه مجددا " يااه لا تنظرين الى هكذا " تمتم بحدة ناظرا للوحة وقد بدأ مفعول الكحول يلعب برأسه قليلا " لستِ تروقين لى بأى حال " تمتم مجددا ثم اخذ اللوحة والقى بها فى احدى تلك الغرف التى لا يستعملها
يتبع ..