الفصل الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم
رواية عبق الماضي
بقلمي روز امين

الفصل الخامس

بعد قليل صعد عز إلي مسكن الزوجية المخصص له ولزوجته منال ،، دلف إلي حجرة نومة بعد سهره قضاها بجانب أشقائة وأولاد عمومته أمام ساحة المنزل الخارجية ،،

وجد منال تجوب الغرفه إيابً وذهابً وهي تفرك كفي يداها ببعضيهما بحدة والغل ينهش بداخل صدرها

نظر إليها يتدقق  ملامحها وتحدث مٌستغربً حالتها الغاضبة ٠٠٠ مالك يا منال ،،فيه حاجة حصلت أنا ما أعرفهاش  ؟

رمقته بنظرة حاده مٌشتعله وأردفت قائلة بنبرة شديدة الغضب ٠٠٠ يا جبروتك يا عز يا مغربي ،، بقا بعد كل اللي حصل منك تحت ده جاي وبكل برود وبتسألني إذا كان فيه حاجه حصلت ؟

رمقها بنظرة ساخطة وبنبرة شديدة الصرامة أردف قائلاً بحده مُهدداً إياها ٠٠٠ إحترمي نفسك وخلي بالك من كلامك كويس وما تغلطيش علشان إنتِ لا قد غضبي ولا حسابي !!

إبتلعت لٌعابها رُعبً من نظرت عيناه الصارمه وتحدثت بنبرة أقل حدة كي لا تُغضبهُ أكثر  ٠٠٠ إنتَ اللي دايماً بتخرجني عن شعوري بعمايلك وتجاهلك المتعمد لأحلامي  !!

أردف قائلاً بنبرة ساخرة من حديثها الأناني ٠٠٠ وياتري أيه هي بقا رغبات وأحلام الهانم اللي أنا مقصر في تحقيقها ؟

تحركت إليه وتحدثت بعنجهيه وكبرياء ٠٠٠ أنا مش قولت لك قبل كدة أكتر من مرة إني نفسي ناخد ولادنا ونبعد عن المكان ده خالص ،، تقوم يوم ما تيجي لك الفرصه وتلاقي أرض مميزة زي دي،  وبدل ما تشتري لنا حتة أرض منها وتبني لي عليها الفيلا اللي طول عمري بحلم بيها ونبعد بأولادنا عن دوشة العيلة وتحكمات الكل  ،، بدل ما تعمل كدة تقوم تقترح عليهم وكمان عاوز تجيب لي فيها إخواتك وأولاد عمك يبنوا ويسكنوا جنبنا  ؟


وأكملت بنبرة مٌحتقنة بالغضب ٠٠٠ لا ومش بس كده  ،، ده أنتَ كمان عاوز تاخد باقي العيله كلهم وتساويهم بينا وتقلبها لمراجيح حي المغربي  !!

وأكملت بتساءل عنيف وتعجب ٠٠٠ أنا مش فاهمه إنتَ ليه دايماً حاشر عيلتك في وسط حياتنا بالشكل المُستفز ده ؟!

كان يستمع إليها بذهول من هيئتها الغاضبه وحديثها المٌحمل بالتنمر والتعالي والسخرية من عائلته ومستواهم الفكري

نظر لها بقوة وتحدث بنبرة صارمة حادة ٠٠٠ إنتِ إزاي يا هانم تسمحي لنفسك إنك تتكلمي عن أهلي وعيلتي بالطريقه المٌهينة دي ؟

تحدثت بقوة وجمود ٠٠٠ أنا ما غلطش فيهم يا عز ،، لكن ده ميمنعش إنهم مش شبهي وإني فعلاً مش لاقيه نفسي وسطهم ،، تفكيري وطموحاتي غير تفكيرهم

وأكملت بإشمئزاز ظهر علي ملامحها المٌنكمشة ٠٠٠ عندك مثلاً ستات البيت ،، كل أمالهم في الدنيا إنهم يعيشوا علشان ياكلوا ويشربوا ويربوا الأولاد وبس ،، حتي ثريا وراقيه شبهم في كل حاجة ،، نسخة مُصغرة من مامتك ومرات عمك ،، ما عندهومش أي طموحات ولا أي أحلام زي الناس الراقية المتطورة

هتف بحدة مٌتساءلاً إياها بنبرة ساخرة ٠٠٠  ويا تري أيه هي بقا طموحات جناب سعادتك يا راقية يا متطورة ؟؟
السهر والفسح واللبس العريان والرقص في ال night Club والمسخرة ؟؟
هي دي طموحاتك العاليه يا منال ؟؟

إقتربت منه بعدما رأت بركان من الغضب العارم قد سكن عيناه وأستقر بهما ،، وهٌنا قررت أن تستغل إنوثتها وجمالها الأوربي الأخاذ لتستعيد هدوئة من جديد ولتسحبه لداخل عالمها كي يستجيب لرغباتها الأنانية المٌتعالية

إقتربت من وقفته و وضعت يدها علي موضع قلبه ونظرت لداخل عيناه بحب وأردفت قائلة بنبرة ناعمة هادئة  ٠٠٠ أرجوك يا عز حاول تفهمني ،، أنا بحبك وفخورة بيك أوي وكلامي ده نابع من خوفي وقلقي عليك

وأكملت برأسٍ شامخ مرفوع ٠٠٠ أنا متوقعة لك مستقبل باهر ومكانة مرموقه في جهاز المخابرات خلال الفترة اللي جاية  ،،  وعلشان كدة لازم تبقا مميز وعامل زي النجمه العاليه في السما ،،
وأكملت بغرور ٠٠٠  محدش يقدر يطولك ولا يقرب لك إلا بإذن منك ،، وعلشان ده يحصل لازم تحط مسافة كافية بينك وبين الكل

وأسترسلت حديثها بتمني ٠٠٠ أنا نفسي نبعد عن هنا وناخد أولادنا ونعيشهم في مستوي يليق بيك وبينا ،، نفسي أجيب مربية أجنبية لطارق وشيرين زي الناس المتحضرة

وأكملت بوجه عابس مُشمئز ٠٠٠ كفاية عليا ياسين اللي مامتك والست ثريا إستحوذوا علي تربيتة لحد ما بقا شبه أعمامه في كل شيئ ،، ده بقا نسخة مكررة من رجالة العيله يا عز

أجابها بنبرة فخورة وأعتزاز ٠٠٠ قصدك بقا راجل ويعتمد عليه وهو لسه مكملش حتي 12 سنه ،، وإن شاء الله طارق هيبقا نسخة منه وأتشرف بتربية أمي وثريا ليهم قدام الدنيا كلها

ثم زفر وتحدث بهدوء عندما وجد عبوسها الحاد وحزنها  ٠٠٠ إسمعي يا بنت الناس ،، من الأخر كده وعلشان تريحي نفسك وتريحيني معاكي ،، أنا راجل عيلتي بالنسبة لي خط أحمر وياريت ما تقربيش منه علشان ماتحرقيش حياتنا مع بعض

واكملَ بتأكيد ٠٠٠ أنا وأبويا وعمي وأخواتي وولاد عمي هنفضل مع بعض لأخر يوم في عمرنا ،،  مش هيفرقنا عن بعض غير الموت ،، فياريت تريحي نفسك وتعيشي زيك زي ستات العيلة اللي جنابك شيفاهم مش قد مقام سيادتك

نظرت إليه بإستسلام لطريقته الحازمة وتيقنت أن الحديث معهٌ لن يٌجدي نفعاً ،،فتحدثت إليه بنبرة مٌترجيه ٠٠٠ طب علي الأقل إبني لنا فيلا لوحدنا ،، أنا نفسي أحس معاك بالخصوصية في علاقتنا يا عز ،، نفسي يبقا لي بيت وأكون أنا الست الآمرة الناهيه فيه
 
تنفس عالياً ثم زفر بهدوء ليهدئ من غضبهِ الذي أصابه من حديثها المتعالي بحق عائلته ،،ثم حاوط وجهها بكفيه وتحدث بهدوء ٠٠٠ إصبري يا منال وأنا هعمل لك كل اللي نفسك فيه ،، صدقيني هبني لك فيلا وأجيب لك فيها عمال يساعدوكي في تنظيف البيت

بجد يا عز؟ ،،،جملة تساءلت بها منال بلهفه

إبتسم لها وسحبها لداخل أحضانه مٌربتً علي ظهرها بحنان وتحدث بهدوء  ٠٠٠ بجد يا منال ،، صدقيني هعمل لك اللي إنتِ عوزاه ،، بس ياريت تبطلي إسلوبك المتعالي اللي دايما بتتعمدي تتكلمي بيه عن أهلي ده وصدقيني وقتها هتلاقي مني أرق معاملة 

هزت رأسها بهدوء وأستكانت بين أحضانه
وتنهد هو وشعر بألم داخل أعماق قلبه عندما تذكر ثريا ،  حب العمر الضائع الذي حٌرمَ عليه كتحريم الجنة علي إبليس  ،، وحزن أيضاً علي حال منال داخل قلبه ،، فحتي لو لم يَكنٌ غرامً داخل قلبهِ إليها  ، فهي في الأخير زوجته وأم أطفالة الغوالي ومن واجبه تجاهها أن يحترمها ويحرص علي راحتها حسب الإصول

                  ○○○○○○¤○○○○○○

بعد مرور يومان
ذهبت ثُريا بصحبة أحمد وطفليهما إلي الشالية المملوك للعائلة والمتواجد بمنطقة العجمي ليحصلوا علي بعضً من الإستجمام والراحة بعيداً عن زحمةالحياة وروتينها المُمل


وقد أتوا بمفردهم وذلك بعدما قرر أحمد مؤخراً أن لا يحضر إلي الشالية مع باقي أفراد العائلة كقبل لأسباب ترجع إليه ويحتفظ بها لحالة ،،  وفي كل مرة كان يختلق عُذراً جديداً  ،،  وكانت آخر حُجة إختلقها قبل إسبوعان أنه لم  يستطع أخذ إجازة من عملة بسبب تراكم الأعمال المطلوبة منه


داخل مياة البحر الدافئة، كان يحمل صغيرهَ فوق ظهره ويسبح به بمهارة عالية تليق بشاب ساحلي تربي داخل أحضان مياة البحر وعشقها وعشقته

أما تلك التي تجاورهُ مُمسكة بأيدي صغيرتها التي تحدثت بإستمتاع وهي تسبح بمهارة كوالدها ٠٠٠ الماية حلوة أوي يا ماما

إبتسمت لها ثُريا وأيضاً أحمد وأكملت الصغيرة بإعتراض ونبرة كسي عليها الحُزن ٠٠٠ بس أنا كان نفسي أجي الإسبوع اللي فات مع أعمامي وأولادهم  ، ده ياسين قال لي إنهم إنبسطوا كتير وكمان عزة بنت خالو فريد قعدت تغيظ فيا وقالت لي إنها لعبت كتير مع ياسين وطارق ووليد وسمر

لكن أنا  مش لاقيه حد ألعب معاه غير رائف وهو لسه صُغير ومش بيعرف يعوم كويس ولا حتي بيعرف يلعب كورة

وأردفت قائلة بإعتراض وغضب طفولي ٠٠٠ أنا مش عارفه إحنا لية مش بقينا بنيجي البحر مع باقي العيلة زي زمان  ؟

تنهدت ثُريا لصحة حديث صغيرتها، ولكن ما بيدها لتفعله أمام رغبة زوجها وإصرارة والتي لا تعلم مغزاها ولكنها تستمع وتُطيع أوامرهُ بدون نقاش ويرجع ذلك لشدة عشقها الهائل له وثقتها به

أجاب أحمد صغيرتهُ وهو يحتضن كف يدها الصغير ويحتويه بحنان وتحدث إليها بهدوء ٠٠٠ أنا أسف يا حبيبتي إني زعلتك أوي كدة  ، بس إنتِ كمان لازم تعذري بابا وتقدري ظروف شغله، يعني كان ينفع تيجي معاهم إنتِ ورائف وماما وتسيبوني في البيت لوحدي؟

هزت الصغيرة رأسها بنفي وأردفت قائلة بإعتذار ٠٠٠ لا طبعاً يا بابا  ،، أنا أسفه لو كُنت زعلت حضرتك

أجابها بإبتسامه مرحة وهو يُعطي رائف إلي ثُريا  ويلتقط تلك الصغيرة واضعً إياها فوق ظهره وبدأ بالعوم السريع لداخل البحر مع ضحكات الصغيرة لمداعبة والدها الحنون لها 


وبعد مدة أخرجا الصغيران وأجلست ثُريا أطفالها بجانب هنية ،، تلك العاملة التي تعمل لدي أل المغربي وأردفت بتحذير ٠٠٠ خلي بالك من الأولاد كويس أوي يا هنية،،  أوعي عينك تغيب لحظة واحده عنهم،،  سمعاني يا هنية

أجابتها هنية بطاعه مُطمأنه إياها ٠٠٠ ما تقلقيش يا ست ثُريا  ، إنزلي إنتِ البحر وإنبسطي، وإطمني والولاد هحطهم جوة عنيا

إطمأنت ثُريا ونزلت إلي البحر من جديد بصحبة مُتيمها، لفت ساعديها حول عنقه وتعلقت بكتفيه من الخلف وبدأ هو بالعوم بها وتعمقا لداخل المياة فتحدثت هي بنبرة مُترجية ٠٠٠ كفاية لحد كدة يا أحمد إحنا بعدنا أوي عن الشط

أردف مُتساءلاً بنبرة حنون ٠٠٠ خايفة يا ثُريا  ؟

نزلت من فوق ظهره وأعتدل هو ليواجهها فتحدثت هي بنبرة صوت هائمة وعيون عاشقة لمُتيمها ٠٠٠ عمري ما أخاف وأنا معاك يا حبيبي ،، كل الحكاية إني خايفه للأولاد يقلقوا علينا لما يلاقونا دخلنا لجوة أوي كده 

أجابها وهو يسحبها لداخل أحضانه ويلتصق بجسدها ٠٠٠ ولو قولت لك إني تعمدت إننا نتعمق  علشان نبعد عن الكُل ونبقا علي راحتنا ،  بردوا هتقلقي  ؟

إبتسمت له خجلاً ومال هو علي شفتيها وألتقطهما بين شفتاه وذاب معاً داخل قُبلة ساخنه بث لها فيها مدي عشقه وأشتياقة وغرامة الهائل لها

ضلا يُزيدها من قُبلاته الحارة الشغوفة التي أنعشت روحيهما وجددت الشغف لحياتهما سوياً

أبعدها قليلاً حتي يستطيعا أخذ بعض الهواء لرئتيهما كي يستطيعا التنفس براحه،، ثم تحدث إليها مُتساءلاً بنبرة حَذرة  ٠٠٠ ثُريا،، هو أنتِ كمان زعلانه زي بنتك علشان بطلنا نيجي هنا مع العيلة ؟

نظرت إليه بإستحياء وأجابته بإستغراب ٠٠٠ أنا  مبعرفش أزعل منك يا أحمد  ، أنا بس مستغربة أيه اللي غيرك مرة واحده كدة،، من بعد ما أنا خلفت رائف وإنتَ إتغيرت أوي، مبقتش أحمد بتاع زمان


حاوط وجهها بكفي يداه محاوطً إياه برعاية وتحدث إليها بغيرة ظهرت بعيناه ٠٠٠ إعتبري إني غيران عليكي يا ثُريا ومش حابب أي عيون تلمحك وإنتِ في الماية غير عيوني

ضيقت عيناها بإستغراب وتساءلت ٠٠٠بتغير عليا من مين يا أحمد  ؟
من إخواتي وإخواتك اللي هما بردوا إخواتي  !

أجابها بنظرة عين حادة ونبرة صارمة ٠٠٠ وأغير عليكِ من عمي صلاح نفسه يا بنت قلبي


وأكمل مُبرراً ٠٠٠ يا ثُريا أنا بحبك وبغير عليكِ بجنون وكل اللي بطلبه منك إنك تتحمليني وتعذري غيرتي المُرة عليكِ


إقتربت عليه وأحتضنته وباتت تتلمس ظهرهُ بحنان وتحدثت إلية بهيام ٠٠٠ وأنا بعشقك يا أحمد ومرحبة جداً بغيرتك عليا ، ولو حتي وصلت بيك إنك تحبسني في شقتي وتحكم عليا ما أخرجش منها صدقني هيبقا علي قلبي زي العسل


أجابها بشقاوة وهو يجذبها إليه بشدة لترتطم بصدرة العاري ٠٠٠ وأنا هحبسك جوة قلبي يا روح قلبي

ومال من جديد علي شفتاها ليشرب من بحر عَسلها المُكرر حتي يروي ظمأهُ تحت إستجابتها وسعادتها التي غمرتها

______________________


داخل مدينة أسوان الحبيبة

وبعد مرور أربعة أيام كانت تتحرك بجانبة داخل معبد أبو سنبل بقلبٍ سارح بسماء الهوا ،، تشعر بأنها إمتلكت العالم بأثرة بإمتلاكها لقلبه الحنون
وما كان حالهٌ ببعيد عنها فقد شعر بأحاسيس تجتاح عالمه لم يشعر بمثلها من ذي قبل

تحدثت إليه بنبرة حماسيه ٠٠٠ تعرف يا حسن إنك حمستني أوي إني أشوف مامتك وأتعرف عليها ،، حبيتها من كلامك عنها وحبيت ثريا وحاسه كمان إننا هنبقا أصحاب

أجابها بنفس درجة حماسها ٠٠٠ وأنا متأكد من إنهم هيحبوكي جداً وخصوصاً لما يعرفوكي كويس ويعاشروكي


نظرت إليه وتحدثت بنيرة متوجسة ٠٠٠ تفتكر فعلاً إنهم هيحبوني يا حسن ؟

أجابها بعيونهٌ العاشقه ٠٠٠ لو شفوكي بعيوني مش بس هيحبوكي يا بسمه ،، دول هيدوبوا في حنيتك ويعشقوا كل تفاصيلك  !!


ثم غمز لها بعيناه وأردف قائلاً بنبرة دٌعابية ٠٠٠ وبعدين يا أستاذه إنتِ عاوزة حٌبهم في أيه مش فاهم أنا

وأكمل مٌغرمً بعيونها ٠٠٠ مش كفاية عليكي قلبي اللي خطفتيه ودوبتيه برمش عيونك يا سمرا
 

إبتسمت برقة وسحبت بصرها بعيداً عن مرمي عيناه خجلاً وحياء

وتحدثت إليه بتمني ٠٠٠ تعرف إن أمنية حياتي من زمان إني أروح إسكندرية ؟؟

وأكملت بنبرة حماسية ٠٠٠ سمعت كتير عن جمالها وسحر بحرها ، ومن كتر ما سمعت بقا نفسي أشوفها أوي ودعيت ربنا إني أزورها


إبتسم لها وأردفَ قائلاً بنيرة حنون ٠٠٠ وأهو ربنا سبحانة وتعالي إستجاب دعوتك ومش بس هتزوريها ،، ده كمان رزقك بشاب اسكندراني علشان يضمن بقائك هناك معظم الوقت


إبتلعت لٌعابها رٌعبً من فكرة أن تترك أسوان ،، بلد الأصالة والجمال وترحل وتبتعد عنها وعن تلك القلوب الصافية المليئة بالطيبة والحنان

فمن المعروف أن أهل أسوان يمتلكون قلٌوبً من ذهب ،، قلوبً مازالت بالحب عامرة ،، لا تعرف الكرة ولا الحقد ولا النفاق  ،، قلوب لم تتأثر بتقلبات الزمن ولا غدر القلوب وشحن النفوس ، ليست جميعها بالتأكيد ،فكل مكانٍ بهِ الصالح والطالح ، ولكن الاغلبية العظمي هكذا تسكنهم الطيبة


تحدثت إليه بإرتياب وترقب ٠٠٠ حسن ،، هو إنتَ لو إتجوزنا ممكن ترجع تعيش تاني في إسكندرية وتستقر هناك ؟


هز رأسهٌ نافيً كي يٌطمئن قلبها من هلعها الذي رأهٌ وليد اللحظة بعيناها عندما غزت عقلها مجرد فكرة رحيلها عن مكان نشأتها والإبتعاد عن أحبائها ٠٠٠ إطمني يا حبيبتي ،، أنا عمري ما هقلعك من جدرك وأزرعك في مكان إنتِ مش حباه


وأكملَ مُبتسماً ليُزيد من طمأنت روحها ٠٠٠ طب أقول لك علي سر علشان تطمني أكثر


نظرت إليه بتمعن مٌنتظرة باقي حديثة بلهفة وهي تميل لهُ رأسها بموافقة ،، فأكمل هو بعيون مسحورة  ٠٠٠ أول مرة جيت فيها أسوان كٌنت لسه طالب في ثانوي وكان في الشتا ،، جيت مع عز وعبدالرحمن أولاد عمي


وأكملَ بعيون وكأنها تحولت إلي مسحورة ٠٠٠  من أول ما نزلت من القطر وشفت معالمها وأنا وقعت في غرامها ،، حسيت إنها شبة روحي ،، كل حاجة فيها كانت بتجذبني وتجبرني إني أفضل فيها وأكمل ،، النيل وصفائة ،، الزرع اللي حوالية ومدي له حياة ورونق خاص  ،، وشوش الناس الطيبة وضحكتهم الصافية اللي خارجة من القلب وواصله لقلب اللي قدامهم بكل سلاسة ،، عيونهم اللي كلها طيبة وحنية


ساعتها قررت من جوايا إن البلد دي هيكون فيها داري وإستقراري

وأكمل مٌفسراً ٠٠٠ وبعد ما إتخرجت أتعرض عليا شغل كتير في إسكندرية وبمرتبات مغرية ،، لكن أنا كنت عارف هدفي ومحددة

روحت لبابا وبلغته إني نويت أسافر أسوان وأشتغل فيها ،، طبعاً إعترض علي فكرة سفري وبٌعدي عنه وقال لي إنه هيدور لي بنفسة علي شغل كويس

واسترسل حديثهٌ ضاحكً ٠٠٠ توهته وقولت له إن أصحابي اللي إتعينوا بيشتكوا من ضَعف المرتبات ،، وإن نظام الشغل مش كويس


وأكملَ بتأكيد ٠٠٠ والحقيقة إن أنا كنت راسم حلمي ومحدد وجهتي وكان لازم أوصل له بأي وسيلة


وأكمل ناظراً لعيناها بعيونهٌ العاشقة ونبرة صوتهِ الهائمة ٠٠٠ أتاريني كٌنت جاي علشان أدور عليكي يا سمرا ،، كنت بدور علي بسمتي اللي كان ربنا شايلها لي عوض لسنين صبري  ، كٌنت بدور علي سكن روحي وراحة قلبي ،، واللي لقيتهم لما لقيت عيونك يا سمرا 


كانت تتحرك بجانبة وسعادة الدنيا تُسيطر علي كيانها وهي تستمع لحديثه بقلبٍ هائم ذائب بعشقه ،، إبتسم لها وأخرج شئ من جيب سترته،، كان كيسً صغيراً وفتح كف يده وأفرغ ما بداخله ،، وإذ بها قلادة صغيرة رقيقة مصنوعة من معدن الفِضة ،، تتعلق بمؤخرتها دلاية صغيرة تحمل حرف ال H

وقد قرر ذاك العاشق أن يٌهديها الحرف الأول من إسمة في أولي خطواتة لإثبات ملكيتهْ لقلبها النفيس !!


تحدث إليها بعيون عاشقه وهو يضعها بداخل كف يدها الرقيق ٠٠٠ عقبال شبكتك يا حبيبتي


إبتسمت له وهي تٌمسك بتلك القلادة بين يديها وترفعها لمستوي عيناها وتنظر إليها بإنبهار وحب وتحدثت ٠٠٠ جميلة أوي يا حسن،، قد إية ذوقك حلو جداً وراقي


إبتسم لها وأردف قائلاً بعيون مٌتمنية ٠٠٠ كان نفسي ألبسها لك بنفسي ،، بس ده مش من حقي ،، أول ما تكوني خطيبتي رسمي تأكدي من إني هعمل كده !!


إبتسمت له وأكملا حديثهما وبعد مدة طويلة تحركت مٌغادرة المكان تحت أنظارة الحاميه والمراقبة لها بعناية حتي تأكد من وصولها لنقطة الأمان وتحرك هو عائداً إلي مقر عملة

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي