الفصل الحادي والثلاثين

يوم الحفلة

كان اليوم مرهق جدا فمن الصباح كان جابر يتايع كل شئ ومعه سعيد وابراهيم ويستعدون لكل شئ حتى تأكدو من ان كل شئ قد بدى جاهزا تماما نظر جابر لساعته فوجدها الرابعة عصرا تحدث مع سعيد قائلا

_ الساعة دلوقتى ٤ احنا لازم نطلع نجهز عشان نستقبل الناس
= ماشى حاضر ، بس أنا عندى سؤال
_ قول يا سعيد
= أنت ليه اصريت أن الكل يبقى موجود انهاردة حتى الناس اللى بتعمل عداوة معانا خليتهم يجو مش فاهمك فى النقطة دى بصراحة
_ لأن ببساطة محضر مفاجاة
= مفاجأة إيه دى
_ سامحنى يا سعيد مش هقدر اقولهالك لازم تفضل فى جوفى لوحدى
= ربنا يستر من مفجأتك يا جابر
_ مقلقش اليوم هيعدى على خير
= المهم أنت اتأكدت من الحرس كلهم
_ اه اتاكدت ومفيش حرس شخصى هيدخل مع حد حتى أحمد الحارونى وأستر هيدخلوا من غير حرس
= تمام على خير يلا بينا

ذهب بعدها جابر وسعيد لكى يبدلون ملابسهم ويستعدون لاستقبال الزوار


على الجانب الأخر فى فيلا أحمد الحارونى كان يجلس مع أمه أمل الحارونى التى جاءت من الصعيد بناءا على طلب جابر أن تكون من ضمن الحاضرين
_ نفسى أفهم ليه جايبنى وليه عايزنى احضر افتتاح شركة الزفت دا
= يا أمى الزفت دا جوز بنتك تمام ، ثانيا انا اللى عايزك تحضرى لأنى محضرلك مفجأة فى الحفلة
_ مفجاة ايه يا احمد
= هتعرفيها فى الحفلة أنتى مش كان نفسك تعرفى شغلى كله ادينى هعرفك كل حاجة
_ أحمد أوعى يكون اللى فبالى
= وأنا بقرى أفكار معرفش يا امى المهم اصبرى وهتعؤفى كل حاجة
_ لما نشوف اخرتها معاك ، وبعدين مش اختك عرفت أنى فى القاهرة مجتش تشوفنى ليه ولا هى مشغولة بحبيب القلب
= لا تلقيها عشان أنتى جيتى انهاردة بس فملحقتش تيجى ومشغولة فى التجهيز عشان الحفلة لانها هى كمان هتبقى موجودة
_ امم قولتلى وياترى مراته التانية كمان هتكون هناك
= امى أنا مش عايز أسمع المواضيع بتاعتك دى أنا هطلع اغير هدومى واجهز
_ اطلع يا خويا مهو أنا كلمتى بقت بتقف فى زور الكل ، وبرضو مش هتقولى وصلت لخالك ولا لا
= ها ، معرفش حاجة عنه ياما اخوكى اختفى انسي بقى

من ناحية أخرى فى فيلا جابر كانت تستعد ريهام ومعها ليندا وايضا عمر الألفى ومارى كانت ريهام اول من جهزت هى وليندا وكانوا ينتظرون نزول مارى وعمر
_ على فكرا يا ليندا باباكى ومامتك طيبين جدا وحبيتهم جدا
= هما كمان حبوكى يا ريهام واتكلموا معايا على قد ايه أنك طيبة وبنت اصول كمان
_ القلوب عند بعضها هما مالهم اتاخرو ليه كدا
= معرفش والله يا بنتى المفروض اننا أحنا اللى نبقى متاخرين مش هما
_ متعرفيش برضو ليه جابر رافض يتكلم مع حد بقاله يومين
= والله ما عرفت حتى لما كان بايت معايا سألته كتير ومش بيقول حاجة
_ أنا خايفة على جابر جدا
= أنا عكسك بقى أنا خايفة منه
_ ليه
= جابر لما كان معايا شوفت فى عينه شرارة غريبة بقالى كتير أوى مشفتهاش ودا اللى مخوفنى
_ قصدك أنه ممكن يكون عايز ينتقم من حد
= مش عارفة ، لأن محدش بيقدر يعرف اللى جوا دماغ جابر ايه
_ ربنا يستر

بعدها نزل عمر الألفى ومعه مارى زوجته وتحرك الجميع إلى الفندق أى مكان الحفل

كان جابر وسعيد ومعهم ابراهيم يقفون فى استقبال الضيوف كانوا يدخلون الجميع وكان قد أتى فى الداخل مصطفى ولمياء ومريم وشيرين وأيضا قد أتى احمد الحارونى ومعه أمل الحارونى وزوجته فاتن وسليم إبنه كان الجميع يجلس على طاولته ويتحدثون مع بعضهم حتى أتت أستر واستقبلها جابر بالتحية
_ اهلا بيكى كنت عارف أنك جاية
= مقدرتش مجيش بصراحة دى أول مرة تدعينى على حاجة
_ نورتى اتفضلى

تحركت أستر لكى تدخل معها الحرس الخاص بها ولكن منعهم حرس جابر من الدخول
_ معلش يا أستر مفيش حرس هيدخل جوا
= دا ليه كدا
_ زيادة تأمين ليكم
= تمام مفيش مشكلة

دخلت بعدها أستر ودخل معها جابر وسعيد وابراهيم

نظر أحمد الحارونى إلى ابراهيم وحينما وجده واقفا وحده ذهب إليه وقال

_ مقولتليش يعنى أنك جاى
= معلش يا أحمد كنت مشغول بس بشوية شغل كدا
_ شغل ايه فى حاجة
= لا مفيش بس غالبا هنقل شغلى لمصر
_ ايدا ليه كدا
= مهو الشركة اللى أنت جاى افتتاحها دى ليها اربعة شركاء جابر وسعيد وأنا
_ ومين الرابع
= دا لسة معرفوش وجابر قال أنه هيعلن عنه انهاردة
_ اها قولتلى ، خلينا نشوف

بعدها أمسك سعيد بمايك لكى يتحدث

_ أهلا بيكم جميعا فى حفل افتتاح شركتما الجديدة الفهد الاسود طبعا الكل مستغرب اسم الشركة ولكن والله إسم الشركة دا كان ليه وجهة نظر خاصة بالأخص عشان شريك لينا فيها هو اللى أحنا اطلقنا عليه لقب الفهد وأنما كلمة الاسود دى عشان نوع من انواع الفهود اسود ودا اقوى الفهود ، نرجع بقى لموضوعنا الشركة دى مش انا جار بس اللى نمتلكها لا الشركة دى فى فيها اربعة شركا اتنين اللى انا قولتهم والاتنين التانيين بقى هيعلن عنهم شريكى واخويا جابر عبد الرحمن

بعدها اخذ منه جابر الميكرفون

_ اهلا بالسادة الحضور طبعا مفيش حد غريب انهاردة ودا كان قرارى أنا وسعيد وحتى منعنا القنوات الفضائية من الحضور ووقعنا العقود وكل حاجة قبل مجئ حضراتكم وكمان اعلنا عن كل شئ لكن فاضل بس الشركاء تعرفوهم حضراتكم الشريك الأول وهو ابراهيم العاصى وشريك بنسبة ٠١ ٪ أما بقى ال ٠٩ فالمية اللى فاضلين فدول متقسمين بالتساوى على التلت شركا اللى فاضلين انا وسعيد الصفوانى و سليم الحارونى

كان هذا فى مثابة دهشة للجميع منهم من كان سعيدا ومنهم ايضا من كان يريد أن يعرف سبب ذلك ولكن كان اكثرهم دهشة هو احمد الحارونى نفسه الذى نظر إلى إبنه وهو يقف لكى يحي الحضور بعدما قام الجميع بالتسفيق له فأدرف قائلا

_ أنت كنت عارف حاجة عن الموضوع دا
= من ساعة ما جابر كان فى ايطاليا زى ما قالك

بعدها تركه سليم وذهب ليقف بجوار سعيد وجابر وابراهيم

نظرت أستر إليهم فى نرظة غضب ثم خرجت سريعا وتركت الحفل وذهبت
فأتبع جابر ليكمل

_ ودلوقتى بقى جه وقت الكلام المهم وعشان الناس اللى مش عارفة هى جت هنا ليه انهاردة أنا هعرفكم ، من بعد شهر العسل بتاعى سافرت امريكا وجالى وأنا هناك معلومة أن فى نخورة ورايا من الناس اللى وقفت جمبها وسندتها ، ساعتها كنت بفكر فى أنى أعمل شركة جديدة وأدخل سليم معايا بالنص لكن لما عرفت أن فى مكالمات بين أحمد باشا الحارونى وبين أكبر عدو ليا اللى هى أستر يعقوب قررت انى أكمل ولكن بدون ما حد يعرف حاجة عشان خاطر اشوف النية والنية اتضحت أحمد يخبى خاله ويكتشف فى الأخر أن خاله كان عايز يقتل ابنه ابنه اللى أنا ربيته فى حضنى وحميته من كل حاجة ، بعدها يهرب خاله وأحمد ميعرفش عنه حاجة ولكن لما أستر باعته جه أحمد باشا فكر أن أنا اللى لعبت عليه وخسرته اسهم البورصة ولكن أنا كل اللى عملته انى لما لقيت الاسهم وقعت اشتريت ، فيكون نتيجة دا انه يتفق معاها على قتلى

نظر الجميع فجأة إلى احمد الحارونى فى حالة زهول حتى سليم الذى لم يعرف شيئا كان أحمد بتحرك من مكانه لكى يذهب لجابر ولكن اوقفه جابر بكلامه

_ خليك يا أحمد عندك أسمع للأخر ، انا من زمان وعارف أنك بكلمتين من أى حد ممكن تتشحن وعشان كدا عملت حسابى ، نرجع بقى لموضوعنا ، يطعا مش هو دا للسبب الوحيد اللى مخلينى مجمعكم هنا ولكن فى اسباب تانية اهمها ، اللى أنت متعرفهوش يا أحمد أن خالك دا كان هو السبب فى موت ابويا وداللاسف اكتشفته من يومين بس بس الاهم انه هو اللى اتفق مع جدك على أنه يهرب من مصر ولفقله قضايا وفى نفس الوقت منعه أنه يشتغل فى أي شكرة لحد ما ابويا مات بحسرته ، أمك تسكت لا طبعا اللى مترعفهوش يا أحمد أن امى مماتتش بسبب القلب امى ماتت مسمومة لما امك حضرت الشغالة ودفعتلها فلوس عشان تحط السم لأمى وتموتها ، إيه رأيك يا ريهام الكلام دا جديد عليكى

أمسك سعيد بيده لكى يسكته ولكنه اصر أن يكمل

_ والأوسخ انى مكنتش برضو عارف سبب الكره دا ايه لغاية ما عرفت أن أمك كان نفسها تتجوز ابويا وعرضت عليه الجواز هى وجدك ولكن ابويا رفض ورفض يشتغل مع جدك عشان كدا قررت تنتقم منه ومنى ومن امى ، دلوقتى يا جماعة انا انتهيت من كلامى ، بالرغم من أن كلام الدنيا كله مش هيكفينى ، وأنى عايز اموتكم كلكم دلوقتى ، بس أنا امضف منكم ومش هعمل كاد زى ما عملت يا احمد ورجالتك اتمسك فى السويت فوق واتاخد منهم سلاحهم كنت فاكر أن كوت جابر هيبقى بالسهولة دى ، بس معلش ملحوقة ، أنت من دلوقتى عرفت أنت إيه وأنا ايه ، أنا مفيش شغل تانى بينى وبينك والشركة الجديدة اللى سليم شريك معايا فيها دى مش عشانك دى عشان سليم أبنى اللى هيحافظ على عيالى ويحميهم من بعدى ولو هو مش حابب برضو هفسخها دلوقتى

رد عليه سليم سريعا
_ انا هفضل عايش حياتى معاك يا جابر أنت الصادق الوحيد فى حياتى
= شوفت يا أحمد حتى ابنك مبقاش قادر يستحملك
_ اما انتى يا ريهام فاىاختيار ليكى يا تختارى امك واخوكى ، يا تختارى جوزك بس اختيارى هيبعدك عنهم للابد والاختيار فى ايدك أنتى دلوقتى

نظرت له ريهام وهى تبكى وعيناها ممتلئة بالدموع فذهبت إلى أمها، كان جابر يظن أنها اختارت امها ولكنها وقفت امامها تحدثها قائلة

_ ليه كدا يا أمى ليه ، كل دا جواكى وعايزة تعمليه حرام عليكى ، عمرى ما هسامحك على حاىج ولا انتى ولا إبنك ولا العيلة اللى كلها دم دى ، انا جوزى برغم كل اللى عملوه فيه وبتعملوه ولحد دلوقتى ساكت عشان شابفة يعنى ايه حب اللى عمرى ماشوفت ربعه منكم

ثم ذهبت بعدها مسرعة وارتمت فى احضان ليندا تبكى بكل ما اوتت من قوة

بعدها قال جابر

_ ودلوقتى اللى ملهوش لازمة يتفضل عايزين نكمل سهرتنا بس بناس نضيفة

تحرك أحمد الحارونى ومعه امه وفاتن بينما ذهب لكى ياخذ سليم

_ تعالى معايا يا سليم
= دى انساها عمرى ما هاج. معاك فى حتة
_ أنت بتقول ايه
= زى ما سمعتنى اللى يربطنى بيك امى وبس غير كدا مفيش
_ انت هتيجى معايا سعنى هتيجى معايا

أمسك أحمد فى يد سليم بقوة لكى يأخذه بينما كان جابر واقفا بعيدا يشاهد فأمسكت فاتن بزوجها وقالت

_ سيبه يا أحمد سيب إبنك يتربى ويكمل حياته بعيد عن اللى شافه مننا خليه يعيش حياة نضيفة سيبه يا أحمد
نظر اليها أحمد ولم يعرف ماذا يفعل فترك إبنه وتحرك بينما وقفت فاتن تحدثه
_ اوعاك تنسى امك يا سليم
= أنا موجود يا ماما تعالى كل يوم اقعدى معايا بس انا اسف مش هقدر أدخل البيت دا تانى
_ فهماك يا حبيبى وعزراك

ثم التفت فاتن لتحدث جابر فوجدته قد ذهب لريهام وقام باحتضانها فذهبت اليه ووضعت يدها على كتفه وقالت

_ مش عارفة اقولك خلى بالك عليه لأنى متأكدة من أنك هتحافظ عليه ، بس خليه ميقساش على ولا يهجرنى
= يا فاتن متقلقيش ابتك بيحبك وهيفضل يحبك وبعده عن أبوه دا عشان مصلحته
_ عارفة يا جابر مع السلامة

ذهب الجميع ولم يتبقى سوى اسرة جابر واسرة سعيد وابراهيم وزوجته وسليم ومصطفى

أخذ جابر نفسا عميقا ثم اردف قائلا

_ ها العيلة دى عايزة تتعشى فين

فرد عليه سعيد

= يا عم نفسى والله يبقى عندى ربع روقانك دا
_ يا سعيد الفكرة مش فالسعادة ولا الروقان الفكرة فى أنك أزاى تعرف تفصل ، ازاى بعد ما تزصل للى أنت عايزى وتاخد حقك ترتاح زتريح اللى حواليك انا عمرى ما هقصر مع الناس اللى قدامى ولا هبعد عنهم وعشان كدا بتكلم بكل ؤاحة دول اللى اختارتهم فى حياتى زى ما انت اخترت اللى فحياتك
= طب يلا بينا بقى نحتفل بخطوبتى أنا ومريم
_ يلا بينا



تمت الكتابة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي