الفصل الحادى والثلاثون

قرأت امل الرسالة الأخرى التى وصلتها من منى وهى تخبرها عما حدث معها
دكتورة أمل أنا متشكرة جدا على وقوفك  معايا ويتمنى بجد أنه خطيبي يعمل اللى اتفقنا عليه، هو طلب من بابا نكتب الكتاب وكمان هيعجل بالفرح وقالى هسافر معاه لبنان الشهر الجاى، هو اقسملى أنه هيخلى الأمور تمشي ببساطة لذلك بتمني ربنا يسترها معايا
فتحت امل لوحة المفاتيح وكتب ردا لمنى
أنا مبسوطة كتير لهيك تقدم منى انك مبسوطة لظواجك وعلى اول مرة تقولى فيها هيك وهيدا مؤشر كتير مهم  وانا بتمنى اقابلكم أنا راح كون بلبنان الشعر القادم واتمنى اشقابلك انت وعريسك يومها

بدأت يومها كالمعتاد بتناول قهوتها فور وصولها للعيادة، لحظات وأخبرتها المساعدة بحضور أنا برفقة شقيقها وتطلب أن يحضر معها الجلسة
وافقت امل لتسمح بدخول أنا وشقيقها الذي عرف عن نفسه وجلس بهدوء لكن لم يفوتها نظرة الندم البادية بعينيه كونه أحد أسباب متابعة شقيقته مع طبيبة نفسية
رحبت به امل كاسرة لحظات الترقب هذه
مرحبا بك آدم
مرحبا
اذا لقد اخبرتنى أنا انك بت على علم بما حدث معها أليس كذلك
نعم، وصدقينى لم أكن أعلم بحقيقة الأمر لقد أكدت والدتى حينها على علاقة أنا بذلك الوغد
اذا هلا اخبرتنى ما الذي تنويه
لقد بدأت بالفعل لقد قدمت شكوى ضده بالولاية التى كنا نقيم بها وأخرى هنا
انتفضت أنا حين سمحت ما قاله ادم ووجهت له اللوم
هل اشتكيت عليه دون أن تخبرينى هل جئت لهنا كى تدمر سمعتى
لا أنا أنا أحاول أن اساعدك
تساعدينى فيما؟ لقد تركتنى بين أحضانه والان تريد أن تأخذه منى ببساطة لا لن أسمح لك
طلبت منها امل ان تهدأ
هلا هدأت قليلا
كيف الم تسمعى ما قاله
حسنا لقد سمعت وأعتقد أنه محق انت تشكين أننا نجاملك أنا وأننا لا نريد أن نتحدث عنك بالسوء لكنك موقتة انك مذنبة وبما فعله شقيقك ستتاكدين بانك لست كذلك
وكيف ذلك والأمور يتفضح ويتحدث الجميع عنى
على العكس لن يفعلوا بل ربما فعلوا العكس صدقينى الأمور ليست كما تظنين انت كنت طفلة صغيرة لا ذنب لك بما فعله لكنك تحملين نفسك الذنب للان رغم كل ما حدث وحان الوقت لتتخلصي من هذا الضغط الذي سيودى بعقلك
لكنه....
قاطعتها امل وطلبت من ادم الخروج قليلا كون الجلسة ستتخذ شكلا أكثر خصوصية
اسمعينى جيدا انا، انت كالمدمنة تماما وهو كالسم الذي اعتدت أن تتناوليه، هلا اخبرتنى متى شعرت بالسعادة بوجوده معك؟
متى شعرت بنشوة حقيقية حين يلمسك؟ هل تركتيه يقبلك ولو مرة واحدة
لا، لم افعل منذ استسلمت للواقع لم أقبل أن يقبلنى
تتعرفين لما؟
لا
لانك تعرفين جيدا انك لن تقبلي رجل تبغضينه، وأنت تبغضينه أنا، ما تشعرين به معه ليس غير حاجة جسد غير مكتملة كونها شيء انت ترفضينه لذلك انت تعاقبين نفسك لا تمتعينها
راحت أنا تفكر بما قالته الطبيبة وتتذكر تلك الليلة التى قضاها مع سيرجى والتى لم تسمح بتكرارها رغم محاولاته الانفراد بها لكنه لم يضغط عليها، قارنت بين شعورها وهى معه وشعورها وهى مع زوج أمها فوجدت أنها حقا تعامل الأمر كعقاب لا كلذة تريدها
لكننى...
انت مريضة بالفعل أنا وما يفعله شقيقك هو سبيل للشفاء نزع ذلك الداء منك وضمان عدم عودته، أما بشأن ما سيقوله الناس فلا تشغلي بالك به فهم لن يصمتوا عن أى شيء لكنك ستريم بنفسك أن أحدا لن يلزمك ويكفى أن ترتاحى لكونك لا تقومين بشيء خاطئ
اتنين ذلك؟
نعم أعط الفرصة لمن يحبونك حقا أن يساعدونك في التخلص من هذا الأمر المؤرق لك اتفقنا
حسنا سأفعل

أنهت امل جلسة أنا التى أصبحت أكثر تقبلا لحقيقة أن ذلك الرجل يجب أن يعاقب على ما فعله بها كى تعيش بأمان بعد التخلص منه
مر الوقت سريعا بين استشارات سريعة واتصالات من مرضي على الهاتف حتى دقت الساعة الخامسة ووجدت امل المساعدة تخبرها بحضور سيدة اسمها سامى فامرتها بإدخالها
نظرت امل بتحفظ ناحية الباب فتلك اول مرة ستقابل إحدى تلك الحالات المعقدة والتى تشترك بين الطب النفسي والبشري في التشخيص
بزى رسمى مكون من سروال اسود وجاكيت بنفس اللون وقميص باللون الرمادي وشعر قصير لا يتعدى شحمة الاذن وملامح  شبه أنثوية لكن لا يختلف أحدا أنها تميل لرجل أكثر خاصة بتركيب الجسد العريض من الاعلى والصدى الشبه مسطح رغم ظهوره
ابتسمت امل ونهضت لتصافح السيدة لكنها قررت أن تتعامل بحيادية أكثر
اهلا سامى
ابتسمت سامى بتوتر ونظرت الطبيبة بحرج
أنا سامن.... اقصد سامى ادمز رفيق امل
محظوظة ملك بأن تكون بطاقة تعريف أحدهم
لم تكن سامى غافلة عن تجبن الطبيبة ذكر نوع محدد لها فهى تراوغ جيدا كى لا تسبب لها الحرج فقررت أن تتحدث مباشرة
لقد أخبرتك ملك بحقيقة الأمور بيننا وانك طلبت منها أن أتى اليك
وهل جرت فقط بناء على طلبها ام رغبة منك بذلك؟
حسنا هل سيفرق الأمر
بالطبع إذا ما اتيت لتريحى ملك فلا حاجة لذلك لاننى لن استطع ان تساعد بشيء أما إذا اتيت رغبة منك بذلك فالأمر مختلف
أنا حقا لا اعلم ما الذي أريده فأنا احيانا أرغب بالتغيير وأخرى ارفض ذلك
تعمدت أمل أن تقوم من كرسيها وتجلس أمام سامى كى تحول هذه الجلسة لأكثر ودا
حسنا سامى سأسئلك بضعة اسىلة واجاباتك ستحدد ما يكون عليه الأمر
حسنا
هلا اخبرتنى اولا كيف كانت شكل صفولتك كونك مختلفة عمن كانوا بعمرك
حسنا لقد ظنت والدتى في البداية أننى فتى ومرت السنوات وانا كذلك حتى تغير كل شيء مع سن البلوغ فقد مال صوتى للنعومة وكبر ثديي قليلا فظنت أنه خلل هرمونى واسرعت بي للطبيب الذي أخبرها أننى لدى أعضاء الرجال والنساء معا وان نسبة الهرمونات لدى شبه متساوية لكن والدتى قررت أننى يجب أن أكون فتاه وقد استغلت فرصة سفرها لدولة أخرى كى تبدأ حياتى الجديدة كانثي وحين اعترضت على ذلك اخبرتنى أن ذلك لصالحى حتى اعتاد على التواجد بوسط الفتيات في البداية كنت انقر من الأمر لكن تلك البلد التى سافرنا لها كانت مغلقة كثيرا على الفتيات وتواجدى بوسطهم كفتاه بين المراهقة جعلنى اتقرب منهن لدرجة أننى رافقت احداهن وكانت بيننا علاقة كاملة وقد كانت الفتاة السر كونى أظهر حقا بمظهر الفتيات لكننى رجل، وحين انتقلت والدتى لدولة أخرى لحقتها وحينها كنت قد مللت لعب هذا الدور حين كنت أرى الشباب يتمتعن بحياتهم بطبيعة عكسي تماما خاصة مع فقد الاهتمام بأمور الجنس هذه ورغبتى أكثر بحياة سوية
هنا استوقفتني امل وسألته
ولكن ببداية هذا الأمر هل نظرت لأى شاب أو رغبت بإقامة علاقة معه؟
لا اطلاقا لم افكر بالأمر نهائيا كل رغباتى كانت موجهة للنساء حتى قابلت ملك، لقد عشقتها حقا من أول نظرة لكننى علمت أنها محافظة جدا ولن ترضي بأمر كالذي أفعله مع زميلاتها ممن اردن المتعة المتوالية التى اقدمها لهن وحين راتنى بصحبة هذه الفتاه باول مرة كنت معها قررت أن استغل الأمر وتجعلها ملكى لكن حين فعلت واعطائها هذا العقار واستجابة لى لم امتلكها فهى من امتلكتنى كونى كنت اول من بحياتها وشعرت معها أننى رجلا حقا كونها لا تخاطبنى بصيغة المؤنث ولم تفعل طيلة السنوات التالية بل كانت تعانى كرجل وترفض ان اتحدث أو ارتدى ملابس النساء وحين حاولت الابتعاد عنها بعد تلك الليلة لم اتحمل كونها ستغرم بشخص آخر واستغليت ظروفها لاقربها منى، كنت طيلة هذه السنوات خاىف أن المبنى وتتركنى
لكنك لم تفعل ما يجعلها تتمسك بك
نعم كنت خائف ربما أو لا اريد ان أخرج من مطلقي الأمن
سؤال اخر سامى ما الذي دفع والدتك لفعل ذلك؟
حسنا في البداية والدتى كانت تكره والدى كثيرا وحين تركها وهى حامل منى حولت ميولها اتهام بالنساء أكثر وقد جاء هذا الخلل ليجعلها تبعدنى عن حقيقته وتجعلنى فتاه بأعضاء ذكرية كى اعيش اقوى من اى امرأة وبعيدا عن أى رجل
تفكير عقيم من أم حولت حياه ابنها بسبب خلل هرمون بسيط بعقدة أبدية ربما لن تحل بسهولة
اذا سامى لم اتيت لى اخبرنى سببا لذلك
لقد كرهت نفسي حقا
لم سامى؟
حسنا حين تركتنى ملك قررت أن أثبت أننى لست بحاجة إليها ورحت ارافق نساء من هناك وهناك حتى تلك الليلة التى دعتنى فيه فتاه لتمارس الجنس معى لكننى فوجئت برفيقها بيطالبنى بنفس الشيء كدت اهلك هذه الليلة
وما كان شعورك بتلك اللحظة
اشمىززت من الأمر حقا كيف لى أن أكون مع رجل؟
اذا انت رافض للامر؟
كليا أنا لا أتخيل نفسي مع رجل يوما ما
ابتسمت امل له وأغلقت دفترها الذي كانت تنوى أن تسجل به ملاحظاتها
حسنا سامى انت لست بحاجة لى اطلاقا فانت رجل سوى تماما ولا حاجة لك لطبيب نفسي بل بشري
ما الذي تقصدينه؟
حسنا إذا اخبرتنى انك فكرت ولو لحظة انك قد تتقبل أن يلمسك رجل لظننت أن الاضطراب الذي بجسدك اثر نفسيا بك لكنك لم تفعل بل رفضت الأمر جذريا أما حبك لملك ورفضك لتركتها لغيرك وغيرتك عليها وايضا سعادتك بكونك رجلها وضع خطة عريضا تحت هذه الكلمة رجلها الأول والوحيد يجعلك رجلا كاملا أما ما فرضته والدتك عليك كان محاولة منها لحمايتك رغم خطاها ذلك إلا أنها فعلته كى تحميك فقط مما عانته هى، أما محاولتك لرفض طلب ملك هو رغبة دفينة بداخلك لعدم الانصياع خلف رغبة امرأة أخرى ورغم ذلك فهو أمر صحى جدا ولصالحك كونك أثبت أن غريزتك الذكورية هى المتحكمة لذلك بضمير مرتاح اخبرك انك بحاجة لتقبل ذلك انت رجل سامى لا فتاة لذلك فلتصحح وضعك وبعدها فلتحدد موقفك من ملك هل ستكون معها ام لا
ابتسم سامى رغما عنه فكل ما قالته الطبيبة صحيح هو لم يتقبل ابدا أن يلمسه رجل ولم يتقبل ابدا اى سلوك غير سوى يحدث معه حتى شعوره بالتملك ناحية ملك هو أمر ذكورى بحت لذلك فهذا الخلل البسيط ورغبة والدته بحمايته جعلته يشعر بأنه مشتت ولم يرى حقيقة الأمور
اذا هل سترضي ملك عنى ام ستظل على غضبها ذلك
ولم هى غاضبة؟
فرك رأسه من الخلف وهو يخبرها بحرج
حسنا هى غاضبة منى بسبب تلك الليلة التى كنت بها مع فتاة هوى
اذا هي غيرى؟
نعم، وغاضبة جدا كونى لمست فتاه أخرى وايضا استبدلها ببائعة هوى، لكننى شعرت بالحزن حقا حين اشمىززت منى كونى ربما اكون التقطت مرضا ما رغم كونى اتخذت احتياطاتى
هى محقة سامى تلك الامور غير مضمونة وربما بطريقة أو أخرى تسببت لنفسك بالاذي
لن اعود لهذا الفعل مرة أخرى ولقد أجريت الفحوصات اللازمة وتاكدت أننى بخير
حسنا سامى والان هل اتخذت قرارك ام لازلت بحاجة الاقناع أو التحدث ربما
لا، لقد اتخذت قراري فانا كما أوضحت رجلا كاملا وهذا الخلل يجب أن يعالج
ابتسمت امل وأخبرته بأنها ستكون هنا من أجله بأى وقت يحتاجها به
علاقات مختلفة ونهايات متوقعة لكن لن تتفق تلك النهايات مع رغبتنا دائما فبعض هذه الحكايات مازالت مستمرة بين من أرادوا أن يستقروا حقا بحياتهم ويلفظوا كل ما تسبب باى الم لهم يوما وآخرون استسلموا لحقيقة الالم الذي يعيشون به لذلك من منا لا يريد أن يكون بعيدا عن تلك الامور الغير مريحة
منى التي تقبلت حقيقة كونها ليست مذنبة وعوضها الله خيرا بتوبة من ظلمها يوما يقابلها الاف لم يحالفهم الحظ بذلك وتزوجن بالفعل فمنهن تطلقت كونها تفتعل المشكلات لتنتقم ممن فعل بها ذلك بكل ذكر  يقترب منها ظانة أنه كغيره يريد المتعة حتى ولو من طفلة، ربما حلت مشكلتها إذا ما وجدت من يحنو عليها أو يبحث عما قد غير تصرفاتها فلو كانت أعين والديها رقيبة برات نظرات ابنتهما التاىهة والتى تبحث عن الأمان
أما من سافر ليبحث عن لقمة عيشه ببلدة مفتوحة وفرت له متعة محرمة لكنه قبلها بالبداية ورفضها فيما بعد ليبتعد عن كل ذلك ببساطة ويعالج نفسه
أما ملك التى عاشت كرفيقة لرجل بجسد امرأة تائهين بفعل ما فعلته والدة كل منهما لواحدة لهما لحد الذي جعل ابنتها ترتمى بأحضان اول من حتى عليها وأخرى حاولت حماية ابنها فعلته مسخ لا يعلم ما هو ارجل ام امرأة
أما ريما التى تمتعت بجرأة كبيرة ظانة أنها مستقلة لكنها للأسف ليست كذلك هى مشتتة ولا تعلم أن اعتزازها الزائف بنفسها وما فعلته بها يبرهن عن خلل بتفكيرها يحتاج للكثير من الترتيب ليعيد الأمور بنصابها الصحيح كى تعلم أن ما تمر به ليس غير فهم حاجة بمشاعرها والتى كان سببها أيضا خطأ الزوجين الذين استهونا بحقيقة أن فتاه صغيرة راتهما معا
أما دافيد ذلك الطبيب الذي عانى من أم أنانية جعلته يبحث عن المها بكل امرأة رغم رغبته الدفينة بتكوين عائلة إلا أنه مازال خائفة رغم كل ما يحاول أن يثبته لامل عكس ذلك لكنها تقرأه جيدا وتعلم أن قصتها معه لم ولن تنتهى ببساطة

جهزت نفسها للسفر بعد أن نظمت كل أمورها وقررت أن تفاجئ دافيد بزيارته بالمشفي لتراه بمقر عمله، ارتدت فستان صيفي رقيق واتجهت صوب المشفي واتجهت لمكتبه بعد أن سألت الاستقبال عنه، صعدت الدرجات بثقة حتى وصلت لمكتبه فعدلت من هندامها للحظات ولم تطرق الباب فهى علمت أنه باستراحته الان وليس لديه أحد فتحت الباب ببطء ودخلت كى تفاجئه فكانت المفاجأة من نصيبها هى حين وجدته جالس على مكتبه واضعا ساق فوق الأخرى وهناك فتاه جالسة عند قدميه شبه عارية تمسك بمقدمة قدمه تقبلها وهو يمسك بسلسال مربوط برقبتها أتراه باسوأ صوره كسادى لم يتخلص بعد من حقيقته المريرة

والى اللقاء مع الجزء الثانى من جلسة روح
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي