الفصل الثلاثون

ما أن غادرت منزل جدته حتى لاحظت امل غضبه الكامن خلف ملامحه الباردة، ففمه المستقيم وعروق كفه البارزة بفعل ضغطه على عجلة القيادة واحمرار عيناه أخبراها الكثير
حاولت أن تتحدث معه بهدوء كى تخلصه من هذا الغضب
ما بك دافيد؟
لم لم تخبرينى بانك ستسافرين؟
لم اجد فرصة لافعل ولا أظن الأمر يهمك
لم؟ الست رفيقك
انت كذلك لكننا لازلنا نحاول أن نرتب امورنا دافيد فلا تضخم الأمور
ضغط مكابح السيارة فتوقفت فجأة لينظر لها
سأذهب معك أنا وجدتى
ماذا؟ وما الذي ساخبر به والدى؟
أخبريه أننى صديق جاء ليتقدم لى
دافيد
لا، لن استمع لشيء آخر
بل ستسمعنى، دافيد انت مازلت على عادتك وانا لن اقبل بذلك أنا سأكون شريكة حياتك لا العكس ولن اقبل بما كنت عليه
لكننى اريدك شريكة امل أنا لم يسبق وعرضت الزواج على احداهن أو صحبتها بمنزلي أو طلبت أن اقابل عائلتها
اعلم ذلك لكن... افهمنى جيدا دافيد فنحن لم نعرف بعضنا جيدا ويجب أن تنهى أنفسنا الفرصة
نظر لها دافيد بتيه
امل أنا حقا اريدك بحياتى لا كجسد أو  كرغبة لكننى اريدك كزوجة أنا أريد استقرار امل لقد تعبت حقا من كل هذا
دافيد الأمور لا تتم بهذا الشكل، يجب أن تهدأ لقد سبق وأخبرتك ان  نهدأ قليلا قبل أن تتخذ علاقتنا شكل رسمى
حسنا فلنتزوج زواجا مدنيا موثق إذا ما نجحنا معا يمكننا أن نكمل زواجنا أما إذا ما مللت منى يمكنك أن تنفصل عنى بإرادتك
ابتسمت امل على حديثه الذي إذا ما سمعه والدها ربما أخرج مسدسه وأطلق رصاصتين براس هذا العنيد
اتعلم لو سمعك والدى
ساقنعه صدقينى
ماذا؟ ستقنع والدى بزواجى مدنيا حقا؟
تراهنينني
حسنا سافعل
ابتسم دافيد وقاد السيارة كى يوصلها لشقتها قبل أن يعود ويرتب أمر سفرهم معا
قررت أمل أن تنهى بقية الأمور العالقة قبل مغادرتها للبلدة وقررت أن تتواصل مع بقية مرضاها هاتفيا أو عبر صفحتها كى تتابع حالاتهم كما اعتادت لحين عودتها من إجازتها التى لن تستمر أكثر من شهر

رنين مستمر لهاتفها أجبرها أن تجيب على المتصل الذي يلح باتصالاته المتوالية
ما أن أجابت حتى أتاها صوت احتارت في كونه لرجل ام امرأة حتى عرفتها عن نفسها
معك سامى أنا رفيق ملك
ابتسمت امل حين تأكدت من حب هذين الاثنين فعودتهما لبعضهما واتصال سامى يخبرها الكثير عن علاقة الاثنين
مرحبا سامى، سعيدة باتصالك
اشكرك دكتورة ناجى هلا اخبرتنى متى يمكننى أن التقي بك فانا احتاج حقا للحديث معك
حسنا سامى سانتظرك بالغد لدى موعد متاح في الساعة الخامسة
حسنا، شكرا لك
أغلقت امل الهاتف واسرعت لحاسوبها النقال لتجد عدة رسائل بداية من منى وريما فقررت أن تقرأ رسالة ريما اولا

مرت سته ايام علي هذه الرسالة فقد توقفت ربما عن ارسال الرسائل في تلك الاثناء تريد ردا من الطبيبة تساعدها ورغم هذا انتظرت ، تذكرت ريما وهي جالسة كم كانت سعيدة وهي تعيش ببيت امها نعم فبعد هذا الحديث الذي دار بين ريما ورامي داخل المطعم ، زادت رغبتها فيه ، برغم انها كانت تحاول ان تنساه لكنه امامها ، فقررت ان تنتبه لدراستها قليلا فاخذت بعض الكورسات التي تساعدها علي تنمية مهاراتها تركت كل شي بعدما فعلو هذا مع رامي، كانت تتجنبه بقدر المستطاع ليس خجلا منه ولكن تلك الرغبة العاىمة كلما شاهدته ، وكلما وجدته مع امها داخل الغرفة تخيلتهم سويا ليزيد لديها شعورا مختلفا  في البداية كانت تتحجج بمناداة والدتها لكن عندما اصبحت مثل الباب ماذا ستخبرها ، ففي البداية كانت لا تعرف التأقلم هنا وكانت تود استشاراتها كثيرا اما الان فنضجت كفاية لترك والدتها ، خمس سنوات مرت عليها وهي بمنعزل عنهم ، قررت ان تخوض تجربتها بمفردها .
شعور ملح اجبرها ان تكتب الي الطبيبة وتقول لها :-
انا بقالي كام يوم مش عارفة اكتبلك ايه او اقولك ايه حقيفي
انا بقالي خمس سنين بدبعيدة عن امي ، يمكن من بعد الموضوع دا بكام سنة وانا قررت اني اختار طريقي لوحدي ، رامي محاولش ومش بيحاول يحتك بيا رغم بشوف في عنيه اني صعبانة عليه جدا بس انا مش عارفة اعمل معاه ايه ، انا احساسي ناحيته هو بقا عارفه وبقا متيقن منه ، حاسس ان جوايا حاجات كتيرة ليه ، يمكن لما قولت لوالدتي اني عاوزة اعيش لوحدي هي اعترضت جدا ومكنتش موافقة خالص ، بس انا متاكدة ان رامي هو اللي اقنعها اني استقر لوحدي وتشق حياتي من جديد ، معرفش ايه الحوار اللي دار بينهم وقتها بس متاكدة انه قالها انها تسيبني اكمل حياتي بالشكل اللي يريحني ،هو عارف اني مش مرتاحة في قربي منه ، غير اني شايفة اني اختار شريك حياتي بدون ما احس ان فيه عيون حوالين مني مدبتدور علي ، اخترت اني امشي كان يوم صعب جدا جدا ، لما طلبت من رامي ميتدخلش ويسبني اختار الطريقة اللي هعيش بيها ، انا محاولتش ارتبط بحد ولا احب حد مش هعرف الحب دا غريزة مش بتاعتي دا قلبي وانا حرة فيه اشارك فيه اللي انا شايفة انه هيقدر يسعدني بس للاسف انا مش لاقية حد ياخد قلبي ، مش لاقية حد يحطني جوا عنيه ، انا عمري ما هحب حد زيه ، مشكلته كمان انه حوتاين مني مطاردني ، حساه معايا في كل لحظة بيكلمني وبيتناقش معايا ، اوقات اروح اقضي اليوم مع ماما لحد هو ما يجي وارجع تاني ، حاولت اني اكون معاهم تاني بس مقدرتش كنت بحس بنفسه حوالين مني ، انا حاولت اخرج من البوتقة اللي حطبت نفسي فيها جمب منه مقدرتش ، المشكلة ان دلوقتي محدش يعرف عني حاجة خالص ، لاني ببساطة خالص قررت في يوم اني امشي من الشقة اللي عرفت انها تبع رامي اشتراها ليا عشان اكون قدام عيونه ، بس انا مش عاوزة اكون قدام عيونه خالص انا عاوزة ابعد ، انا بتكلم مع ماما من وقت للتاني بحاول اطمنها علي عشان متكونش قلقانة خالص ، وغير الفترة اللي لما كنت معاهم اتقدملي حد من ولاد عمي وكانت مشكلة اني رفضت مينفعش توهبي حاجة جواكي غير لحد يستاهلك ، حد يحطك جوا عنيه حد يخاف عليكي ويحتويكي ، يدور عليكي تكوني ليه السند والامان مش واحد كل همه هناكل ونشرب ونخلف امتا ، بلاش الدايرة المتخلفة دي
انا اتكلمت مع ابن عمي دا بعد الحاح من ماما اني اديله فرصة ، بس لما اتكلمت مقدرتش اعمل حاجة مقدرتش اخد وادي معاه حسيت اني مش عاوزاه مش دا السند ولا الامان  لما اتكلمت معاه لقيت ان هو عاوز واحدة وسكن في بيت وقالي ممنوع شغل ، دا اللي زود الطين بلة ، يعني ايه انا قولتله ازاي مفيش شغل وانا عاملة لنفسي وضع وكيان ، انا بنيت نفسي عشان اهرب من نفسي يجيي واحد كمان انا مبحبوش عاوز يقديني حوالين منه ويشيل الجزء اللي بهرب بيه من نفسي عشان ايه مش فاهمة ، مفكرين اننا بنبحث عن الكمال لكن احنا مش كده يادكتور احنا كائنات ضعيفة قوي ومن اقل كلمة ، لكن اننا نلاقي النص التاني صعب ، فكرة اني شايفة امي قدامي قي كل تفصيلة هي ورامي واد ايه حياتهم هادية ومميزة ومفيهاش اي حاجة حتي موضوع الخلفة مش شاغلهم اللي هو الموضوع عادي مدام مفيهاش حاجة تعكرها يبقي ايه المشكلة ان الدنيا تبقي كده هادية انا كمان عاوزة كده ، عاوزة حياة هادية فيها تفاهم ومحبة ومودة ، فيها الدفي والحب  شوفي يادكتور حالة التناقض اللي جوايا انا دلوقتي عندي ثلاثين سنة ، يعني مش هقول نصهم بس هقول اللي عيشته جوايا اسوء بكتير من الواقع اسوء اني اختار اي حاجة ، كونك مش عاوز الا حاجة واحدة بس ، عاوزة اخرج الحب اللي جوايا والنار اللي قايدة فيا انا تخطيت ان والدتي زوجته خلاص عديت المرحلة دي ، بس مش عاوزة غير اني اعيش زي اي بنت نفسي احب واتحب واعيش التجربة بجد ، تجربة اني الاقي انسان يكملني ، انا ما زالت عاوزة رامي بكل حتة فيا ، مازالت بتخيله يعمل اللي هو عاوزه ، تخيلي لما تكوني عايشة كده في حيالك يبقي ايه رد الفعل انا حرفيا خلاص مبقاش عندي القدرة ولا الطاقة ، يمكن انا مفكرتش اني اتكلم مع حد خالص ولا اشارك حد باللي جوايا
وقولت هي عيشة ولا اكتر الحياة هتعدي وتمر ومفيهاش شي جديد او مميز احس اني بكافح
بس الحمل كل يوم بيزيد والرغبة زي ماهي يمكن رامي بطل يتكلم معايا زي الاول كان اخر مرة قالي كلمة واحدة لما خلاص همشي
طلب انه يقابلني يمكن المدة كلها مكنتش الا تقريبا نص ساعة ،عمري ما نسيت اي كلمة بيقولها خالص واخر كلام بينا دا كان الفيصل في حاجات كتيرة لما قعدنا قالي .
الحب ياريما حاجة غصب عننا ، حاجة دون ارداة مننا ، الحب دا حاجة عظيمة جدا ، بس اوقات قصص الحب بتنتهي وخاصة لما الاختيار بيكون غلط ، كون الاختيار غلط دا ليه تبعات مؤلمة لان وقتها القلب اللي حب بجد بيتكسر ومفيش حاجة بترجعه تاني للاسف يمكن الظروف بتاعتك وبتاعتي حاجة غصب عننا ، ومش بايدينا برضوا ، بس احساسنا دا يكفي انه وصلني بكل تفصيلة فيه وعشان كده انا احترمتك جدا وقدرتك ، اي كان وضعنا الحب بالذات دا حاجة مميزة حاجة بتاعة ربنا جعلها جوانا عشان نكون حاجة واحدة ، عشان اننا نبدء والقلب ينبض ، لمن انا ظروفي وديني واخلاقي تمنعني اني اشاركك اي جزئية او تفصيلة في الحب دا ، مينفعش بكل المقاييس ، انا حبيبت والدتك بصدق وعمري ماحبيت غيرها ، بس انتي ليكي حالة خاصة احساسك ومعافرتك وصبرك دا كله حاجة مميزة بالنسبالي بس حقيقي مينفعش .
قرارك بانفصالك عنا قرار سليم مش غلط بالعكس انا معاكي فيه بكل صدق ومش زعلان منك انا بس زعلان علي مامتك انها متعلقة بيكي وبتحبك وبتخاف عليكي بس اوعدك هكون جنبها ومعاها بكل جوارحي انا هدعيلك ان ربنا يؤفقك بجد في حياتك ويمكن تصادفي الانسان الحقيقي اللي يتمني قلبك دا ويفهمه ويحس بيه لانه لو كسبه يبقي كسب حاجات كتيرة مميزة بصدق  انا اتمنالك كل التوفبق في حياتك انا كنت عاوز اقولك الكلمتين دول بس لان اي كلام هيتقال ملوش معني ولا ليه لازمة خلاص دي حياتك وقرارك وواجب علينا اننا نحترمهم
وزي ما قولتلك بالنسبة لوالدتك انا هكون معاها بكل صدق متقلقيش ، عاوز اعرف عنك بس كل خير .
تخيلي لما تلاقي الحب دا كله
وبعد ما قال كده قام ومشي دي كانت اخر مرة اقعد اتكلم مع رامي وش لوش ولوحدنا ، كاني كنت طايرة من كلامه في الهوا كنت سغيدة بكل المقاييس سغيدة لدرجة محدش يتخيلها
سعيدة وكل السعادة دي اضعافها حزن وحسرة جوا قلبي . تعملي ايه ، انا مرتاحة اني خلاص
بحاول اني اتأقلم علي اللي جوايا اصل انا مش هعرف اعمل غير كده وخلاص وتعبت .
انا يادكتور بعتلك كل حاجة تقريبا باختصار عن حياتي كلها ومبقاش عندي حاجة اقولها خالص  خلصت كل اللي جوايا كله ليكي ومش عارفة بقا اعمل ايه كل اللي جوايا من مشاعر لرامي هو دا قوليلي بقا اعمل ايه انا يمكن مفكرتش اتعالج في وقت من الاوقات ، بس لما اتكلمت حسيت بفيضان جوايا فيضان مشاعر ملوش اول من أخر ، حسيت ان الدنيا تعباني قوي ويمكن اللي دفنته كله طلع دلوقتي وفاض جوايا وبقا ملوش اخر .
أرسلت ريما هذه الرسالة لطبيبة وانتظرت ان ترد عليها ما ان تقرا كل ما بداخلها من مشاعر ثم تركت الهاتف وعلي يقين ان طبيبتها ستجيب عليها ما ان تقرأ .
تركت ريما الهاتف بجانبها ورفعت اما ناظريها تلك الصورة التي لا تفارق عيونها وهي صورة رامي بهيئته الجميلة وجسده الرياضي وملامحه الهادئة  الرزينة واخذت تتفحص فيها بحب فقد وصل عشقه حد النخاع ، لقد عشقته ولن يكون هناك منافس له .
في هذا اليوم لم تخرج ريما من البيت بل انتظرت ان تجيبها الطبيبة فيوما ما لم تفكر ان تشفي ولكن ها قد اتي الوقت لكي تشفي من هذا الحب الذي اذابها للاخير .
مر اليوم مثل غيره تكلمت مع أمها وإطمأنت عليها ورغم الحاح والدتها انها تريد ان تعرف مكانها ولكن ريما ترفض ان تقول لها فقط كل ما قالته لها انها تريد ان تنفرد بنفسها قليلا تريد ان تهدأ من عاصفتها وتعللت لها بقصة حب انتهت بالفشل ، رغم طلب والدتها من ان تحكي لها عن هذه القصة الا ان ريما رفضت وقالت بانها تريدها ان تتركها في الوقت الحالي وهي من ستحكي لها يوما ما او عندما يحين الوقت ، لانه سبب لها جرح في قلبها وتريد ان تتعافي منه اولا ثم تبدء في الحديث ، اعلم ان رامي يريد ان يتحدث معي ، فانا علي علم بوالدتي وما تعانيه من افتقادي وكم تحبني وهو ايضا يحبني واعلم انه قلق علي لكنه واثق وعلي يقين انني ساتعافي من هذا الحب يوما ما ، وستهود الامور الي نصابها ، فكل واحد منا له نصيبه لا بد ان يأخذه مهما طال الوقت ..
اتي يوم الجمعة في النهاية وهنا فتحت الطبيبة الهاتف فهذا هو يومها الذي تقرا فيه الرسائل مثل عادتها .
فتحت الرسالة الخاصة بريما وقرأت ما أرسلته كله .
حزنت علي حال هذه الشابة ريما رغم انها لم تلتمس لها العذر في البداية وكانت رافضة رفضا تاما لكل ما تفعله ولكن الان الوضع تبدل وحقا شعرت بالاسف من أجلها ، وانها لا بد من مساعدتها
كي تشفي ثم كتبت لها بعدما رتبت افكارها كي تقول :-
عزيزتي ريما كيف حالك .
انا قرأت رسالتك كلها وفهمت كل اللي جواكي من مشاعر وحاسة بيكي حاسة بكل اللي جواكي صحيح صعب بس صدقيتي مفيش حاجة صعبة كل حاجة بتتحل وبتتغير  مفيش حاجة بتفضل علي حالها بس فيه حاجات فيها هدف وحاجات فيها حب .
انا قريت اللي حصل ما بينك وبين رامي واد ايه احترمتكم انتوا الاتنين ، وبجد هو انسان ناضج جدا وارتحت لكلامه صدقيني لو حد تاني كان ضرب بكل حاجة عرض الحيطة ولا فرق معاه ، بلعكس دا حد عارف الصح والغلط وعارف يميز .
صدق لما قالك كل واحد جواه حيوان لازم يروده ويتخلص منه
او يعرف امتا يخرجه بره وامتا يخليه يظهر .
صدق في كل كلمة قالها بجد .
نيجي عند نقطة الحب اللي جواه لوالدتك ، واد ايه صبر وبعد ما راح منه اولاده رجعله الحب اللي كان من اول نظرة وفضل صابر اد ايه وكام سنة ومفيش حاجة كانت بتبرد قلبه الا شوية رسايل وصور بس  تفتكري اللي زي دا شايل اد ايه جوا قلبه .
نيجي بقا لقلبك انتي ياريما .
مشكلتلك انك شوفتي الكمال في عيون رامي بس ودا مخلي عندك حالة رفض تامة ، حالة جواكي ىافضة كل حاجة ماعدا هو حتي والدتك كمان رفضاها ، رافضة انك عايشة معاها وشيفاه معاها هي انتي هربتي علي فكرة وهروبك دا كان غلط لانك عارفة انه حوالين منك يعني اهتمامه بيكي زايد ، انتي ميتنية تلاقيه يجيلك ويقولك انا دورت عليكي ولقيتك ، انتي منتظرة اهتمامه ولهفته عليكي ومش عاوزة حاجة غير كدا ، سيبك من قصة علاج انتي عاوزة تلعبي معاه هو جواكي الاحساس متغيرش عاوزة تجيبه لحد عندك وانتي من البداية ضاربة بكل الاعراف عرض الحيطة يعني مش فارق معاكي حتي والدتك عارفة رغم انك صعبانة علي بس الاحساس اللي جواكي بتحاولي تداريه تماما ، فاكرة ان الرسايل هتخفي اللي ةحنا شايلنه جوانا بس للاسف دا ممكن من غلطة صغيرة الجبل كله يتهد في لحظة ، ممكن كل حاجة تتغير بس انتي مش واخدة بالك ، انا ياريما هنتظرك عندي في العيادة الكلام في الرسايل هيكون معاكي صعب ، لانك عاوزة تتعالجي من مخك الاول قبل اي حاجة تانية

ارسلت  الطبيبة الرسالة الي ريما منتظرة منها رد تري هل ستستجيب لها ام لا .
بعد مضي وقت امسكت ريما هاتفها لاحظت ان هناك رسالة لها فتحتها فوجدت انها من الطبيبة ، فتحت الرسالة لتقراها ، لاحت إبتسامة هادئة علي وجهه ريما وهي تقول في نفسها :-
ياااااه اول مرة الاقي حد فاهمني كده .
لذا قررت ان ترسل لطبيبتها رسالة ، وقالت فيها :-
مساء جميل علي حضرتك يا دكتور بالنسبة اني اجي لحضرتك انا معنديش مشكلة طبعا بس .
تعرفي اني اول مرة الاقي حد فاهمني كده ، يعني مثلا متوقعتش انك تعرفي اللي جوايا علطول كده .
ارسلت ريما هذه الرسالة الي طبيبتها وإنتظرت منها الرد .
شاهدت الدكتورة أمل الرسالة القادمة من ريما ، فقامت بفتحها وقرائتها ، ضحكت من قلبها وهي تقراها باستمتاع ثم ضحكت في نفسها وارسلت لها ردا :-
تعرفي يا ريما طبعا انتي مش اول حالة عندي عشان افهمك او لا لكن فيه حاجات كده مش اي حد يعرف يكشفها او يداريها ، انتي شايفة انه ذكاء منك اللي بتعمليه دا ، شغل الهروب بتاعك ، بس للاسف يا حبيبتي الهروب دا اصلا ممنوش فايدة ، لان الشخص اللي بتهربي منه او بتهربي عشان تلاقي اهتمامه ليكي اصلا انتي مش في دماغه ، الاول لما كان جمبك وشاف ليكي المكان اللي حواليكي دا عشان خاطر والدتك بس مش عشانك ، دا قالها ليكي صراحة ان مفيش حد جواه الا والدتك انتي ، كونك بتقولي انك تقبلتي انه جوز مامتك مكنش دا بقا حالك خالص
انتي لو مش شيفاها عدوتك كنتي قعدتي عندها في البيت وكنتي بقيتي قدامه وتقبلتي انها زوجته ولا يصح الا الصحيح
لكن اللي بتعمليه دا انك عاوزاه يجيلك راكع لان ان كرامتك منعتك انك تكرري الموضوع دا تاني ، وعلي فكرة هو كمان فهمك
لانه مجادلكيش في قرارك بالعكس هو شايف ان القرار دا افضل ليه علي الاقل هيقدر يعيش براحته مع والدتك ، ومش هيحس ان فيه رقيب حوالين منه ومراقبه في كل حاجة غير كده كمان هو عرف انك بتتجسسي عليهم في اوضتهم فدا دا سبب تاني يخليه مرتاح منك لانه شايف انك ممكن تعملي اي تصرف مش لطيف قدام مامتك ، وساعتها الخوف هيبقي عليكي انتي وغير كده كمان خايف من رد فعل مامتك .
انا شايفة انك بتخسري نفسك بالبطيئ كل اللي قولتيه وحكتيه عن نفسك دا مش بتاعك ولا ملكك يا ريما دا يمكن شخصية من الشخصيات اللي ممكن تكوني اتعاملتي معاها فحبيتي الوضع كله ، حبيتي الشخصية وتقمصتيها حلو لكن انتي من جواكي دا مش بتاعك خالص ولا ملكك ولا ليكي فيه .
ضغطت الدكتورة امل الرسالة لريما حتي تقراها وتنتظر منها ردا
وصلت الرسالة الي ريما وقراتها
شعرت بالضيق اصناء قراتها فلم تتوقع ان تفهما الدكتورة الي هذا الحد فقد غاصت داخلها حتي جعلتها تتعري امامها .
فارسلت ريما رسالتها الي الطبيبة وقالت فيها :-
شكرا ليكي يادكتور اولا
ثانيا انا مش حابة اتغير خالص انا عاوزة رامي بس  ، اي واقع واي غلطات مش فارق معايا ، طظ في الاعراف اللي ممكن تخليني اضحي بالحاجة الوحيدة اللي حبيتها في حياتي انا مش مريضة عشان اتعالج انا شخصية ناضجة كدا ولو شايفة ان الحب دا مرض ومحتاج علاج فا انا عارفي علاجي .
بيتهيالي الكلام بيني وبينك وصل لحيطة سد شكرا واسفة لو اخدت من وقتك .
ارسلت ريما هذه الرسالة قبل ان تقوم بحظر الطبيبة من هاتفها
علمت امل ان كل جهودها مع تلك الفتاه لن تصل بها لشيء فبعض الناس يعتقدون أن ظلمهم لأنفسهم ما هو إلا قوة وجرأة يتحدون بها أنفسهم قبل الناس، يضعون أنفسهم بمواطن شك ومناطق محرمة فقط ليحصلوا على ما هو محرم عليهم بغاية واحدة إلا وهى الرغبة أما برغبة التحدى أو رغبة الحصول على شيء ليس من حقهم فقط لاراحة وسواس بداخلهم يطلب منهم تلك الأشياء
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي