3

بهذه القرية
داخل بيت كبير بعض الشئ ، يتوسط بيوت كثيرة يبدو عليها القدم الا انها بهذه الااوان المصطبغه بها تدخل البهجه والسرور لدينا
يقف امام هذا البيت جبار ومن معه من رفاقه
ويتقدمهم رجل بجلباب وشال يلتف حول رقبته وبيده عكاز غليظ أشبه بالنبوت
ينظر لهم ويبتسم وهو يردف :
البلد كلها نورت يا بيه

جبار بابتسامه :
منوره بناسها واهلها الطيبين ياشيخ عطا ، وبعدين م قلنا نبطل بيه دي

الشيخ عطا :
زي متحب ياولدي ، بس العين متعلاش عن الحاجب

جبار :
العفو ياشيخ ايه اللي بتقوله ده ، اللي زيك يتشال ع الراس
المدينه عندنا مفتقده ناس تعرف ربهم واصيله زيك

الشيخ عطا :
ربنا يعز مقدارك يابني

ليقاطعهم صوت صبياني بعض الشئ قائلا بتأفف:
احنا هنفضل واقفين كتير ، انا تعبت

ليجد الصبي من يجذب ذراعه ويضغط عليه بقوه فيردف متأوها :
اي سيب دراعي ياطارق

ليضحك جبار وهو يردف :
براحه علي شريف ياطارق ، معلش ياشيخ زي م انت شايف عيل

شريف :
انا مش عيل ياجبار انا راجل

الشيخ عطا :
وزينة الرجاله كمان متزعلش ، اتفضلو ياولدي يلا

دلفو واحدا تلو الاخر ، ليضرب طارق مؤخرة رأس شريف بضيق
فيتأوه شريف ويكتم غيظه بضيق
فيدفعه طارق بزفر للداخل
ليردف الشيخ :
اتفضلو اقعدو

جلسو جميعا علي وسائد مرصوصه ارضا
ليردف الشيخ لطارق حين نظر ل شريف وهو يفرك ذراعه من الالم :
براحه ع اخوك ياولدي ، دا صغير

ليردف احمد :
اهما دايما كده ياشيخ متفهمش اخوات ازاي
متشغلش بالك بيهم اتعودنا

جبار :
معلش ياشيخ هنزعجك الاسبوع ده وهنزعج الحجه

الشيخ عطا بابتسامه :
ولا ازعاج ولا حاجه البيت بيتكم ، عموما انا بعتت الجماعه ع دار جدهم
فمتشيلش هم واعتبر البيت بيتك ، مع ان الحجه كان نفسها تشوفك
غايب عننا ٥ سنين ، قلنا انك نسيتنا

جبار :
عمري م انساكو ، بس المشاغل

الشيخ عطا وهو ينهض :
ربنا يكون ف عونك ، هه اسيبكم انا علشان اتأكد ان الوكل جاهز و الحق تحضيرات الفرح
اه ومتنساش ياولدي هعدي عليكم بالليل اخدكم ويايا اني اخدت الاذن من كبير البلد

جبار :
مكنش له لزوم يا حج ، انت قلتلي انكم عائلة واحده واحنا هنبقي اغراب يعني وس...

الشيخ عطا :
متقولش كده عيب ، من يوم م رجلك خطت المكان وانت واحد مننا

جبار :
هو فرح حد اعرفه ياشيخ ؟

الشيخ عطا بابتسامه عريضه وهو يومئ رأسه :
بنت الكبير .

***************************

بعد انتهاء اليوم الدراسي الجامعي
عادت خديجة و منه الي منطقتهم وهم يتسامرون طوال الطريق
مابين فرح منه بخروجها ورؤيتها لما كانت تحلم بالذهاب اليه
وقلق خديجة مما هو قادم

خديجة :
منه بجد خايفه مره حد يشوفك وانتي ف الجامعه بلبس وكمان واحنا راجعين بلبس تاني

منه:
يابنتي مين من الاشكال اللي نعرفها هنا ف الجامعه يعني م كلهم عواطليه او دبلومات

خديجة :
طب معلش بس علشان خاطري حاولي متعمليش ده تاني

منه:
ياباي عليكي يا خديجة بقيتي خوافه قوووي المهم هتروحي عندك شغل ف الحضانه دي امتي

خديجة :
اجزت النهارده علشان الامتحان وبصراحه مبقتش طايقه اروح المدرسين بقو حاجه لا تطاق

منه:
انتي هبله يابت بقي حد يرفس النعمه برجليه مرتبك حلو ياموكوسه اوعي تسبيه واللي يتعرضلك بكلمه بالشبشب وعلي دماغه

خديجة:
ههههههشبشب ايه بس يامنه بقولك ناس مستواها كويس ؛ وبعدين يلا خفي علشان الحق اغير هدومي واروح ابلغ ف القسم عن البطاقه اللي ضاعت مني دي

منه وهي تلوح بيدها ف الهواء :
مستواهم كويس اه ياختي بس عنيهم زايغه زي م بتقولي اهووو اااااه

صرخت منه حين شعرت بألم علي مؤخرة رأسها وما كان سوي كف ابراهيم شقيق منه هوي عليه
ليضحك ويقف امامها

ابراهيم :
ازيك يا خديجة

خديجة بابتسامه هادئه :
الحمد لله ياسطا ابراهيم

ابراهيم:
لو تهاوديني بس في كلامي وتخليني اوصلك الجامعه دي كنت رحمتك من مواصلاتك

لتردف منه بغضب وصوت عالي بعض الشئ بعد ان عدلت حجابها :
اسمها دكتوره خديجة يابراهيم واتلم ومتمدش ايدك عليا احنا ف الشارع

ليرفع ابراهيم حاجبيه بغضب :
انتي بتعلي صوتك عليا طب والمصحف لمربيكي يا منه

ليجذب ابراهيم خصلات شعرها ومعه الحجاب بقوه لتظهر خصلات شعرها ولتصرخ منه محاوله الفرار من قبضه ابراهيم الا ان خديجة احتضنت كتبها بقوه واخفضت عينعا للأرض عاقده جبينها بضيق من هذا الصوت العالي وهي تترجاه
خديجة:
ياسطا ابراهيم لو ..لو سمحت مينفعش اللي بتعمله ده ، احنا .. احنا .. احنا ف الشارع

ابراهيم وهو يحرك منه للأمام والخلف من حجابها كالعروسه الماريونيت بيده :
يعني عجبك يعني يا خديجة لسانها الزفر وقلة ادبها دي

خديجة وهي تنظر لمنه التي تحاول ضرب ابراهيم كي يفلتها :
معلش علشان خاطري بس سيبها لو سمحت

ليدفع ابراهيم منه باشمئزاز وهو يردف برومانسيه :
علشان خاطرك انتي بس ياعسل

لتجذب خديجة منه خلفها لتردف منه بغضب وصوت عالي :
وحياة امي م هسيبك يا ابراهيم وهقول لابويا

كور ابراهيم قبضه يده وكاد ان يلكم منه بوجهها الا ان امسك شخص ما بيده وقبضت منه علي كتفي خديجه تحتمي من شقيقها
الا ان خديجه تتلوي بضيق محاوله الا تلمسها منه

ليلتف ابراهيم بغضب لمن امسك بيده حتي امتعضت ملامح وجهه وهو يردف :
أبا

منه بعد ان ابتعدت عن خديجه لتردف ببكاء :
شوفت يابا ابراهيم بيضربني ف الشارع ازاااي وبيلم عليا الناس

العربي لإبراهيم :
هي دي الرجوله يابن العربي

ابراهيم :
بنتك ناقصه ربايه ياحج ؛ لسانها بقا اطول منها ومش فالحه غير ف قله الادب ..

منه :
والله يابا معملت حاجه ؛ دانا ماشيه انا وخديجه لقيته بيضربني علي قفايا

ابراهيم :
وانت........

قاطعهم العربي بغضب :
خلاص اسكتو فرجتو علينا الناس منكو لله
منه اطلعي علي فوق يالا

منه :
لا يابا انا هروح مع خديجة مشوار صد رد

ابراهيم :
شوووفت قلتلك هتخرج عن طوعك وتكسر كلمتك

لتدخل خديجة الحوار وهي تقول :
خلاص ياعمو العربي هي هتطلع ؛ منه لو سمحتي روحي انتي انا هروح مشواري بسرعه وخلاص

منه:
لا طبعا انتي هبله هتروحي القسم لوحدك ؛ ابا بالله عليك مش هتأخر

ابراهيم بغضب لمنه:
م تخلصينا يابت مش فاضيين لتلكيعك ده

العربي وهو ينظر امامه :
ابراهيم انا واقف

ليلوي ابراهيم شفتيه بضيق ويقول:
حاضر ياحج اللي تشوفه

العربي:
خديجة يابنتي رايحه القسم تعملي ايه

خديجة:
بطاقتي ياعمو العربي ضاعت مني وكنت عاوزه اعمل بدل ف لازم اروح ابلغ ف القسم الاول

العربي:
طيب اذا كان كده يابنتي خدي ابراهيم معاكي بس معلش يابنتي منه بنتي مش هتدخل اقسام

ابراهيم بابتسامه انتصار:
عين العقل ياحج

خديجة بهدوء وترجي؛
لا لا انا اصلا كنت هروح لوحدي خلي اسطا ابراهيم لسه عريس بردو و مراته اكيد محتاجاه
انا هروح لوحدي وان شاء الله مش هتأخر ؛ منه لو سمحتي اطلعي مع باباكي

ليردف ابراهيم وقد امتعضت ملامح وجهه بضيق :
يلا يابت فوق مع ابوكي ؛ انا رايح الورشه ياحج هتعوز حاجه

العربي:
سلامتك يابني

ابراهيم وهو يلوح بيده بلا مبالاه:
بالإذن

خديجة:
طب بالإذن انا ياعمو العربي علشان الحق
مع السلامه

العربي :
بالسلامه يابنتي

غادرت خديجة
لتضرب منه الارض بقدمها كالاطفال وهي تقول:
يابا خديجة مش هتعرف تروح لوحدها

العربي:
انا اعمل ايه يعني عرضت عليها اخوكي يروح وهي رفضت

منه:
م انت عارف يابا انها بتتكسف وابراهيم ابنك بيصطاد ف الميه العكره وعينه زايغه

العربي:
اتكلمي علي اخوكي حلو يامنه

لتضرب منه الارض بقدمها وهي تتقدم والدها لتصل للمنزل وهي تقول :
يووووه كلمه الحق تزعل انتو كده ؛ توب عليا منهم ياااارب

لينظر اليها العربي بيأس وهو يقل بتنهيده :
ربنا يهديكو ياولادي
===============================

بمنزل عائله صفوان

دلفت موده لداخل الفيلا قاربت علي باب البيت شارده الذهن لا تنظر امامها حتي كادت ان تصطدم بشخص ما

لترفع انظارها وتجحظ عيناها للخارج بخوف وهلع لتبتلع ريقها بوجل وهي تردف بخوف وصوت متقطع وتشدد علي امساك حقيبتها بشده بابتسامه شاحبه :
ف..فارس و.ووحشش..تني

اومئ فارس وهو ينظر بساعه يده ليرفع رأسه
فيعقد فارس حاجييه وهو يدقق النظر بأخته ويردف :
ايه دا ؟!

موده بتلعثم :
ففي ايه

اقترب فارس من موده لتتراجع هي خطوتان للخلف ليجذبها فارس من ذراعها ولازالت عقده حاجبيه واضحه وبارزه لتبتلع موده ريقها وهي تشدد من احتضانها بالحقيبه كمن تحتمي بها

ليمسح فارس شفتي موده بإبهامه بقسوه حتي تألمت موده وتأوهت بألم لينظر له فتتسع عينه من الزهول والصدمه

فارس :
مكياج!!

لتهز موده رأسها بسرعه بالرفض :
لاه لاه صدقني دددي دي ززبده بس

ليهزها فارس بعنف وهو يهمس من بين اسنانه :
فاكراااني برياله وهصدق

موده بنبره باكيه خائفه:
يافارس والله اسفه دي صحبتي بس كنا بنجرب والله اخر مره

لتشتد انفاس فارس واخذ صدره يعلو ويهبط وهو ينظر لملامح وجهها المذعور
ويده تضغط علي ذراعها بقوه
حتي كادت اظافره ان تخترق لحم ذراعها
بينما كانت موده تنظر له بخوف وجسدها يرجف كادت ان تبلل ملابسها من شده الخوف واقتربت انفاسها علي الانقطاع
ليغمض فارس عينه تاركا يد موده بهدوء ويشير بسبابته علي باب الفيلا ويردف :
علي فوق ومشفش وشك دلوقتي خالص

لتومئ موده بسرعه وهي تنظر له ببكاء وخوف واخذت تركض للداخل محتضنه حقيبها بشده

ليفتح عينيه وتتحول للون القاتم ويتنفس كم ينفث النار من انفه
ليكور قبضة يده ويضرب بها الحائط المجاور له بقوه حتي ترك اثر لهذه الضربه من قوتها وخدشت يده

ليلتقط هاتفه ويعبث به ليفتح احد مواقع التواصل الاجتماعي ويفتح المحادثه الخاصه بينه وبين اخيه أدهم ويضغط علي زر التسجيل الصوتي ويقول :
ورحمة ابويا يا أدهم لو مظبط اختك وعلمتها الادب لهخليها تحصلها وعاوز تقول مجنون مش مجنون براحتكو اتحرقو "

اغلق التسجيل ثم ضغط علي رسال ليغلق هاتفه ويضعه بجيبه مره اخري
ليتقدم ويفتح سيارته ويصعد بها مغلقا الباب
ثم وجه انظاره الي الفيلا ليتأملها ويتأمل كل إنش بها
ليزفر بضيق
ثم يدير محرك السياره وينطلق بها

==============================

في قسم الشرطه
يقف شرطيان حارسان علي بوابه القسم
دلفت خديجة بوجل شديد فهذه اول مره تتواجد بمكان كهذا
اخذت تنظر هنا وهناك وتتأمل المكان وتنظر لهؤلاء العساكر والضباط الذين يدلفون ويخرجون من القسم
والاشخاص المدنيون ايضا

لتصل الي اول مكتب يجلس عليه شرطي يدون بعض الكتابات بأحد الدفاتر الكبيره

ليلفت انتباهها مجموعه من البنات تقفن بجوار هذا المكتب
ولاكن غرباء بعض الشئ
ملابس فاضحه اكثر ما تستر
تبرز اجسادهن بطريقه مثيره
مساحيق مكياج بمقادير كبيره ملطخين وجوههم بها
والوان احمر شفاه فاقعه اللون
يتغامزون ويضحكون بخلاعه

لتجد من يصيح بوجوههن ألا وهو الشرطي المتواجد خلف المكتب يدون كتاباته :
اتعدلي يابت منك ليها

لتشهق احد الفتيات وتتحدث بخلاعه :
ياختتتتي ؛ خضتني يا اسمك ايه

لتميل فتاه اخري بخصرها وتنحني امام الشرطي علي المكتب وهي توك علكتها :
هيهي متسيبهم يا ظابط

ليضرب الشرطي بيده علي المكتب ويردف :
اظبطي انتي وسطك ياروح امك

لتنهض الفتاه معتدله بوقفتها وتردف :
طب متزوقش

لتطأطأ خديجة رأسها ارضا وهي تقبض بيدها علي حقيبتها
لتجد من يتحدث اليها :
يا استاذه ؛ انتي يا استااااذه

خديجة :
ايون ؛ حضرتك بتكلمني !

الشرطي :
امال بكلم نفسي ؛ بدوري علي حد

خديجة :
ااااا هو..

احد الفتات وهي تقيم خديجة من اخمص قدمها حتي شعر رأسها :
براحه عليها ياباشا ؛ شكلها جديده ف المجال

لتتعالي اصوات ضحك الفتيات ؛ فيصرخ الشرطي بوجههن :
بس ياوسخه انتي وهي ؛ ايه يا استاذه جايه تتفرجي

خديجة بتلبك :
لا انا بس كنت عاوزه اعمل محضر ؛ بطاقتي ضاعت

الشرطي :
طب متقولي كده م الصبح ؛ اسمك ايه بالكامل

خديجة :
خديجة احمد الدالي

الشرطي :
طيب استني هنا لحظه وراجعلك ؛ وانتي منك ليها اظبطي مكانك لعند م الصول محمد يخلص الورق وييجي

فتاة 1:
لا متخفش علينا ياباشا بس متعوقش اصلك بتوحشنا قووووووي

لتضحك جميع الفتيات بينما يرمقهم الشرطي بإذدراء وهو يتحرك من جوارهم

لتتهامسن الفتيات ثم ينظرن لخديجة وتردف
فتاة 3:
بقولك ايه ياعسل

خديجة وهي تجيبهن بقلق :
نن.ننعم

فتاة 3 :
مش معاكي سجاير يا اوختي

خديجة بتعجب :
سجاير!!

فتاة 1 :
ايه ياحلوه متعرفيش يعني ايه سجاير

خديجة :
لا والله اللي اعرفه السجاير مضره وعيب لما البنت تشربها

فتاة 2 :
الله الله تعالو يابنات اسمعووو ست الحكيمه هتدينا درس ف الاخلاق

خديجة:
لو سمحتي نقي الفاظك انا متكلمتش معاكي ف حاجه

فتاة1 :
مالك ياحبيبتي جرا ايه ؛ مبقاش غير حتة عيله تقولنا نقول ايه ومنقولش ايه حكم

فتاة 2 وهي تمد يدها لتجذب خديجة فتقف في منتصفهم

لتمسك فتاة 1 يد خديجة وتلفها تجاهها وتردف :
مالك يابت مخشبه كده ليه

فتجذب خديجه يدها وتقبض علي حقييتها وهي تبتلع ريقها بقلق وتوتر لتمسكها فتاه 2 هي الاخري وتلفها ناحيتها وتردف وهي تلوك العلكه :
الا قوليلي ي ست الحكيمه الحته جنب بوقي دي بتوجعني اوصفيلي دوا كده

لتباغتعا الفتاه الثالثه و تلفها تجاهها وتردف وهي تضرب علي ظهر خديجة :
عودك حلو يابت وهتنفعي معانا

كادت خديجة ان تتحدث وتصرخ الا ان حضر الصول ليدفعهم جميعا امامه وهو يصيح :
يلا ياختي منك ليها ع التخشيبه خلصوني ؛ انتو وقعتكو سوده مع فارس بيه

فتاة 1 :
انت تؤمر ياحصووول يلا يابنات

فتاة 2 وهي تجذب خديجة وتدفعها لتتقدم امامها :
يلا يابنات زغرطوووو

لتصرخ خديجة بعلو صوتها محاوله الاعتراض والابتعاد عنهم وجسدها اخذ يتحجر بصوره واضحه الا ان محاولاتها باءت بالفشل حيث كان صوت البنات يعلو صوتها بمراحل وايضا قوتهن وهن يخفونها بينهم كي لا ينتبه لها احد

ليصلو امام الزنزانه ليفتح الصول محمد لهم ويدفعهم واحده تلو الاخري وذلك تحت صراخ خديجة وخوفها
ولكن لم يأبه لها لأنه لا يعلم هويه هؤلاء البنات فقط معه امر بدخولهم الي الزنزانه
ليغلق الباب بينما تصرخ خديجة بخوف وبكاء وتستغيث بهم كي يخرجونها .

===============================

بإحدي مستشفيات AHG الخاصه التابعه للدكتور أدهم صفوان
بغرفة كبيره نجد قرابة 5 اطباء ملأ الشيب رؤوسهم
يرتدون ملابسهم العمليه يجلسون حول طاوله طويله بعض الشئ تسع ل 20 شخصا
بينما يترأس هذه الطاوله دكتور أدهم صفوان
لم يتزحزح طبيب واحد منهم
يتناقشون حول امور كثيره تخص المرضي والاجهزه الطبيه

أدهم :
كده تمام ؛ مش عاوز اي تقصير

الجميع :
تحت امر حضرتك

أدهم :
تقدرو تتفضلو

احد الاطباء :
دكتور أدهم كنا عاوزين بس حضرتك ف موضوع كده

أدهم وهو ينظر لوجوههم عاقدا جبينه باستفهام :
خير في حاجه !

احد الاطباء :
احنا بعد مناقشات ومشاورات كنا حبين حضرتك اللي تقود مجموعه الطلبة الجديده اللي هيتم تدريبهم

أدهم:
ايوه لاكن وقتي ميسمحش بده وانتو عارفين ؛ والبركه فيكم اكيد

طبيب اخر :
يادكتور احنا كنا متعشمين ف حضرتك ده ؛ وخصوصا دكتوره ألاء و دكتور ثروت

أدهم مبتسما وهو ينظر للشابين بعد ان عينهم أدهم منذ سنتين :
ايه يادكاتره ؛ انا كنت بشرحلكو كده يعني معلومات عامه و كمان كان عندكو قدرة استيعاب كويسه تدبسوني كده!
غير كده انا مليش ف جو الشرح والا كنت قبلت بكوني دكتور ف الجامعه

ليردف اكبر الاطباء المتواجدين سنا والذي كان له فضل كبير في تعليم ونجاح أدهم بحياته ودراسته ويدعي (ناجي ) :
أدهم يابني ؛ انت دكتور ناجح ومجتهد وبتسعي واكيد الشخص المجتهد له القدره انه يجتهد ف كل المجالات

دكتوره ألاء بغنج :
بليييز يادكتور ؛ حضرتك احنا محتاجين نستوعب من حضرتك حاجات كتير ف مجال الطب ووجودنا مع الطلبه دي هيدينا قدره استيعاب اكبر واكبر

دكتور ثروت :
دكتور أدهم احنا مش بنضغط علي حضرتك ؛ بس بجد طمعانين ف علم حضرتك بزياده

دكتوره ألاء بمرح :
طمعانين جدا جداجدا

لتضحك دكتورة ألاء غير منتبه لهذه التي تفوقها عمرا وهي ترمقها بضيق وامتعاض

ليتنهد أدهم محاولا التفكير ليقول :
اللي تشوفوه بس ده شئ مؤقت

دكتور ثروت بمرح :
اكيد طبعا اهم حاجه موافقه حضرتك
واحنا وعد هنكون ف ضهرك ونساعدك لو عطلت يعني ودا من كرم اخلاقنا طبعا

دكتور أدهم رافعا حاجبيه بزهول :
تساعدوني كمان !!!

دكتوره ألاء:
عد الجمايل بقا يادكتور

ليضحك جميع الاطباء علي مرح هاذان الشابين
لتقاطعهم دكتورة شيريهان وينازه عمرها 30 عاما متحدثه مع أدهم :
طب مش كفايه هزار ونشوف شغلنا يادكتور ولا ايه

ليومئ أدهم بابتسامته التي لازالت علي وجهه
ليخرج جميع الاطباء من غرفة الاجتماعات
بينما يجلس أدهم ليستند بظهره علي الكرسي مغمضا عينيه يتذكر احدي ذكرياته بالجامعه وتلك الايام التي لا تغيب عن باله

Flash back
منذ 10 سنوات
بالجامعه بكلية الطب التي يدرس بها أدهم حيث كان طالبا

= محاضرتنا النهارده انتهت يادكاتره ؛ وان شاء الله المحاضره الجايه يكون البحث ده موجود قدامي

ليخرج الدكتور من المدرج وخلفه جميع الطلاب بينما كان أدهم يلملم اشياءه وكتبه ليستمع لصوت بكاء ونحيب فتاه خلفه وهمهماتها مع صديقتها
صديقتها :
يا ميسون اهدي مش كده ؛ ان شاء الله الفلوس اللي معاكي هتكفي

الفتاه الباكيه (ميسون) :
ازاي بس يا تقي ؛ بابا ربنا اعلم بحاله متعرفيش عمل ايه علشان يصرف عليا ويدخلني كلية طب وهنا كل شويه ابحاث وكتب ومشاريع انا مش عارفه اجيب منين فلوس لكل ده هسقط

تقي:
طب بصي انا من الفلوس اللي معايا هيتبقي مبلغ ممكن يساعدونا ف شرا الحاجات اللي هتلزمك

ميسون :
مش هينفع يا تقي مش هينفع

تقي :
طب بصي اهدي بس وانا هروح اشتريلنا مايه واكل واجي مش هتأخر عليكي خلي بالك من حاجتي بس

لتومئ ميسون وهي تنظر ارضا وتفرك يدها بقلق لتهدأ من بكائها
خرجت تقي من المدرج ليزفر أدهم بضيق ويلملم اشياءه بسرعه لينهض واقفا كاد ان يتحرك فتلمع برأسه فكره ليتحرك هابطا الدرج فيدخل يده بجيبه ليخرج هاتفه ويتعمد اسقاط مبلغ من النقود من جيب بنطاله ويكمل نزول الدرج
ليستمع لصوت ميسون تهتف عليه

ميسون :
يادكتور ؛ دكتور لو سمحت

ليتوقف أدهم ويلتف لها :
بتناديني !

ميسون بابتسامه شاحبه وانف احمر من البكاء :
ايون ؛ الفلوس دي وقعت منك

أدهم :
لا غلطانه ؛ مش فلوسي

ميسون :
لا حضرتك وقعت منك وانت نازل انا لسه شايفاها

أدهم :
مممم جايز عموما مبروكين عليكي

ميسون:
نعم ؟! يعني ايه

أدهم :
ولا حاجه انا متعود من صغري لو حاجه ضاعت مني وحد لقاها تكون ليه برضا نفس

ميسون :
لا يادكتور انا اسفه دي مش ..

أدهم :
ايه يادكتوره انا مش بعطيكي بقشيش يعني ؛ دي حاجه كده زي هديه ومكافأه انتي كان ممكن تاخديهم وتسكتي ف تقدري تعتبريها شكر علي امانتك

ميسون بصرامه:
متأسفه مقدرش وبعد اذنك خد فلوسك او

أدهم بجدية :
انتي عنديه ودماغك عاوزه تتكسر

لتتسع عينا ميسون بزهل وهي تمسح دموعها التي جفت من علي وجنتها وهي تردف :
نعممم!!

أدهم بصرامه :
اللي سمعتيه ومبعدش كلامي تاني ؛ حطي الفلوس ف شنطتك يا آنسه عندي شغل ومش فاضي ، سلام

التف وكاد ان يتحرك أدهم الا انه توقف والتف لها ليردف:
اه ابقي طمنيني لما تخلصي بحثك باين علي وشك انك مش قد كده دا غير الخوف ، لو مش قدها اعتذري ، احسن م تحطي نفسك ف موقف محرج قدام الدفعه
وعموما لو احتاجتي مساعده اعتبرينا صحاب
انا دكتور أدهم صفوان

ليتحرك أدهم ينزل من علي الدرج وهو يكتم ابتسامته بعد ان حاول اشعال عزيمة ميسون
ليستمع لصوت ميسون المغتاظ :
انت قليل الذوق وانا هوريك ان بحثي ده هيتفوق علي بحثك بمراحل كمان
وانت اللي هتجيلي وتطلب مساعدتي
ساااامع

ليرفع أدهم يده يلوح بها وهو يقول :
خلصيه بدري بس وبعدين نبقي نشوف ، وابقي اسألي
علي أدهم ، أدهم صفوان

لتضغط ميسون علي اسنانها وتقبض علي يداها بغيظ وتضرب الارض بقدمها وهي تنظر له يخرج من المدرج
لتدلف في ذات الوقت صديقتها تقي ممسكه بزجاجه المياه وحقيبه بلاستيكيه بها بعض الاطعمه
لتنظر لميسون التي نسلط انظارها علي باب المدرج
لتلكزها بجانبها لتنتفض ميسون وتنظر ل تقي ببلاهه
تقي :
شكل المز واخد عقلك قوووي

لتمتعض ملامح وجه ميسون واضعه النقود امامها وتجلس تنظر لأثر أدهم رافعه حاجبها بتحدي

Back
استفاق أدهم علي صدور صوت اشعار رساله من هاتفه ليفتح الهاتف والرساله
ليستمع لها وكانت بصوت شقيقه فارس :

" ورحمة ابويا يا أدهم لو مظبط اختك وعلمتها الادب لهخليها تحصلها وعاوز تقول مجنون مش مجنون براحتكو اتحرقو "

ليعتدل أدهم و ينظر امامه بغضب ويهمس بقلق :
موده

**************************** * *

غربت الشمس
بالقريه الصغيره المتواجده داخل احدي المحافظات السياحيه ؛ وتعتبر هذه القريه من اجمل واروع الاماكن السياحيه
لجمال خضرتها وبيوتها الاثريه العتيقه رغم مرور الزمن عليها لم تفقد رونقها ؛ ولم يتغير طباع اهلها ولا عاداتهم وتقاليدهم

يتوافد لها السياح من داخل وخارج البلد
ولكن مع تدهور الاحوال الاقتصاديه والسياحيه
اصبحت الوفود الي هذه القريه في انحسار

يتجمع اهل هذه القريه بساحه شعبيه كبيره يتوسطها منزل كبير نسبيا
مقارنه بالبيوت المجاوره ومحاط بسور كبير ؛
السيدات بجانب يجلسن ارضا والرجال بجانب اخر منفصلين عن بعضهم يجلسون ارضا هم الاخرين الا بعض الرجال يجلسون علي كراس بالقرب من بعضهم
فهم كبار السن و يبدو من هيئتهم انهم ليسو كبار سن فقط بل كبار مقام ايضا

من تلك العمامه التي يرتدونها فوق رؤوسهم والعصا الغليظه التي يمسكونها
فيبدو عليهم الهيبه والوقار

ويبدو ان الجميع يحضرون مناسبة سعيده من هذه الاضاءات الملونه واصوات الزغاريد التي تملأ المكان
واصوات الموسيقي الصاخبه التي تصدر من السماعات المكبره
تصفق السيدات وارجال
وهناك الفرقه الموسيقيه تعزف الالحان علي المسرح الذي يعلو الارض بضع سنتيمترات
والفرحه والبهجه تعم المكان

ليخرج من بين الرجال احد الشباب بسن المراهقه ويبدو عليه المرح
ولاكن بدا علي وجوه الجالسين عكس هذا ؛ تأففو حين صعد عنوة الي المسرح امام الفرق الموسيقيه ليشير بيده لهم طالبا ان يتوقفو عن العزف

ليقف بمنتصف المسرح واضعا يداه خلف ظهرة رافعا راسه بشموخ وهو يحمحم ويردف بينما يناظرة البقية بضيق وتأفف وابتسامات مقتضبه :
طبعا ميصحش ليلة زي دي تعدي كده من غير م صوتي العندليب يثبت حضورة اه
دي الليلة فرح بت الكبير
م تزغردي يابت منك ليها

اخذ الرجال ينظرون لبعضهم وهم يكتمون ضحكاتهم

بينما انهالن الزغاريط من الفتيات الشابات التي اخفت وجوههن بطرف حجابهن وهم يزغردون بصوت عالي

ليكمل ههذا الشاب وهو يرفع يديه لأعلي ويشير بها للفتيات كي يصمتو

ليكمل :
وبهذه المناسبه العريقه
ومن الحاج كبيرنا اللي حلف يمين انو هيوكلني الليله دي لعند م افطس
اني حابب ابوس الأيادي ونقوله فين يابا الحج الوكل
احنا موتنا من ..

لم يكمل الشاب كلامه ليجد صغعه قويه علي مؤخرة رأسة جعلته يفترش الارض علي بطنه
وسرعان ما وجد نفسه يرتفع عن الارض من تلابيب ملابسه وقدمه اصبحت لا تلامس الارض
وتتعالي الضحكات الرجوليه والنسائيه من حوله
لينظر حوله ويضحك ببلاهه وهو يحك رأسه بعدم فهم واحراج
لينظر بجواره فيجد جسد ضخم ذو بينيه قويه بجلباب فلاحي رجالي يمسك به من تلابيب ملابسه من الخلف ليزم شفتيه
ويردف بترجي وغيظ :
خالي محمد !!
نزلني الله يخليك ؛ أني ملبسش غير الكلسون تحت الجلبيه وعيب النسوان جاعدين يجولو عليا ايه
نزلني يا خاااال اومااال

جاءهم صوت من شخص من الجالسين بالأسفل ويبدو عليه الوقار والشيب قد غزا خصلات شعره وهو يقهقه ويردف :
تعالي يا مصطفي هم تعالي

فك قيد الشاب ليركض تجاه هذا الكبير
ممسكا بيده ينهال عليها بالقبلات وهو يضحك ويردف :
حبيبي يا حاج ربنا ميحرمنا منك

ابتسم الحاج ليربت علي وجنة الشاب مصطفي بلطف ومرح ويردف :
اطلع ع الدوار وخد اخواتك معاك وجول للحاجه ابا الحج بيقولك اتوصي

اردف مصطفي بفرح عامر :
ربنا يخليك لينا يابا الحج ويكتر من خيرك يارب

الحاج :
ههههههه هم ياولد

ركض الشاب بسرعه لينظر الجميع لأثرة بضحك
بينما ي دف شخص اخر كبير بالعمر يتقارب عمره مع الحاج :
كفايه دلع ف العيال يا حاج منصور

الحاج منصور :
خلي العيال تنبسط اومال ؛ دي ليلة ست العرايس
مريم

ليشير الحاج منصور بيده لتتعالي اصوات الموسيقي والزغاريد مرة اخري ويعم الفرح

*********
كومنتاااااتكو ‍♀️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي