الفصل 52

دلف إلى الغرفة ليجد أوجين تفتح زجاجة الحبوب ، فتقدم نحوها وأخذ الزجاجة وقام بإفراغها في القمامة ، لتنظر أوجين إليه في دهشة ثم نهضت تنظر إلى الحبوب متسائلة :
-لماذا فعلت هذا ؟
مسح على وجهه ثم ألقى بالزجاجة في القمامة ثم أخرج واحده غيرها من جيب سرواله وقال والندم يذبح قلبه :
-هذا هو علاجك
حدقت به للحظات ثم تناولت الزجاجة لتفحصها ، ثم تناولت التي ألقى جان بها في القمامة لتجدها نفس الزجاجة ، فنظرت إليه وقالت باضطراب :
-الاثنان واحد
-كنت ابدل لكي الحبوب
تنهدت وهي تحرك رأسها بعدم تصديق ، ثم وضعت يدها على فاها تبكي ، فعقد حاجبيه متأثرا وجاء يضع يده على كتفها ابتعدت عنه وجلست على حافة الفراش ، ثم رفعت عيناها المكسورة إليه وتحدثت بألم :
-أنت يا جان .. لماذا حرمتني من الأمومة ؟!
جلس على ركبتيه أمامها قائلا بحزن :
-لا أريد أن نظلم الطفل معنا
أطرقت عيناها الباكية تقول بصوت مبحوح :
-حسبت أن توماس من تسبب في عدم القدرة على الإنجاب
رفع يده ليمسح دموعها فابتعدت برأسها ، ثم نهضت و وقفت أمام الشرفة تنظر إلى سماء الليل من خلف الزجاج ثم قالت ببكاء :
-لقد ظلمت نفسي كثيراً .. وقلبي أيضا .. لماذا أنا معك الأن وأنا أعلم أنك لم تحبني يوما ؟! .. كنت أحلم بحياة أفضل من هذه .. أسفه يا جان أسفه لنفسي ولقلبي
تقدم نحوها و وقف خلفها يحيط كتفها بذراعيه وهمس في أذنها :
-أسف لنفسك ولقلبك يا أوجين .. لقد جرحتك كثيرا
أغمضت عيناها بقوة تبكي وتشهق بألم ، ليضمها إليه أكثر ثم أدارها إليه ليضمها إلى صدره ، فتشبثت في قميصه من الأمام وقالت بنبرة مؤلمه :
-يا القلب صديقك جرحني .. ذبح قلبي
قبض على شعرها بخفه يضمها إليه أكثر وقبلها على رأسها ، ثم استند بذقنه على رأسها وتحدث سرا :
-والقلب الذي تشتكي له .. يعشق أديل
******
ذهب جوزيف إلى الشركة في الصباح ليجد توماس وساره في انتظاره داخل مكتبه ، وبعد تبادل الصباح بينهم تساءلت ساره :
-كيف وصلت تلك المادة في العطور ؟؟
ليجيب جوزيف في حيرة :
- شخصاً ما يعمل هنا .. ولكن كيف ؟!
ثم زفر يسأم ويبدو عليه الإرهاق من قلة النوم وكثرة التفكير ، دخل أرنو المكتب ومعه الكثير من الأوراق ثم وقف قائلا :
-كل شيء توقف يا جوزيف .. ما الجديد ؟!
-ادفع المال المطلوب لعلاج العمال
-حسنا
ثم ترك المكتب لتخرج ساره خلفه مناديه عليه ، ليتوقف أرنو والتفت إليها فوقفت أمامه تلتقط أنفاسها بهدوء ، ثم تساءلت بقلق :
-هل لك علاقة بهذه المادة ؟!
مسح على كتفها بلطف ثم قال مبتسما :
-لا يا ساره .. وجوزيف أيضا ليس له علاقة
-اذا من فعل ذلك ؟! .. ولماذا ؟!
حرك رأسه بالنفي ثم اقترب منها أكثر ليقبلها على جبينها بحنان ، فلاحت ابتسامة على ثغرها ثم ابتعد عنها وكاد أن يتحدث ، ولكن تفاجأ بوجود ضباط يحتلون المكان ، و اتجه الرائد نحو مكتب جوزيف فسار أرنو خلفه بخطوات واسعة وتتابعه ساره ، نهض جوزيف من مكانه عقب دخول الرائد والضباط ، وقال الرائد :
-مطلوب القبض عليك جوزيف بيك
تساءل أرنو في دهشة :
-وما السبب ؟!
-وصل لنا بلاغ أن جوزيف بيك يضع ماده مسرطنة في منتجاته
لتقول ساره بلهفة :
-لم يفعل ذلك .. المجرم هو من بلغ عليه
أمر الضباط بإحضاره فتقدم اثنان من الضباط وقام واحدا من إحدى الضباب يوضع الاساور في يديه ، لتتسع عيني أرنو وتقدم محو صديقة ليقف بجواره ماسكا بذراعه قائلا بعصبية :
-جوزيف لم يخرج بتلك الاساور
ليقول جوزيف بجدية وعيناه في عينين الرائد :
-لا داعي يا ارنو لفك الاساور .. سأذهب معهم
ثم ذهب جوزيف معهم بكل هدوء ، تاركا صديقة واقفا كالصنم وشعر بالعجز ، فتقدمت ساره نحوه و وقفت بجواره تربت على كتفه ، لينظر توماس إليها وقد بدأ يشعر بالغيرة ، واستشاط غيظا عندما تعانقا أمامه ثم نظر اتجاه اليمين يجز أسنانه بوحشية ، ثم نظر إلى أرنو وتحدث بصوت عنيف :
-عليك أن تخبر جان
ليبتعد أرنو عن ساره وتناول هاتفه ليتحدث مع جان ويخبره بكل شيء
******
لم يذهب جان إلى الشركة بل ذهب إلى القسم مباشرة ، ولم يستطع مقابلة شقيقة فهو يتم التحقيق معه الأن ، وصل أرنو برفقة ساره والتي سألت جان عن جوزيف فورا ليتحدث بعصبية :
-لا أعلم شيئا
فربت أرنو على كتفه ليهدأ منه قليلا فابتعد جان عنه ، و وقف بعيدا مستند بظهره إلى الحائط معقد ذراعيه أمام صدره ، وبعد دقائق وصل دانييل بيك مع شقيقة فور سماعهما للخبر على التلفاز ، وتبادلت الأسئلة بينهم ويبدو على والده القلق الشديد ، لتربت ساره على كتفه بلطف قائلة :
-لا تقلق .. جوزيف بيك برئ من هذا
لينظر دانييل بيك إليها محدقا بها للحظات ثم تساءل في دهشة :
-من تكونين ؟!
كادت أن تتحدث إلا كان أرنو اسرع منها في الرد :
-مصورة فوتو جراف تعمل معنا في الشركة
تنهد بهدوء ثم تركهم وتقدم نحو ابنه جان ليقف بجواره ، خرج جوزيف من غرفة التحقيق بعد نصف ساعة تقريباً ، ليركض جان إليه وعانقه فرفع جوزيف يده المتحررة من الأسوار ليضعها على ظهره ، وعندما لمح والده يقترب منه تبسم ، وقف دانييل خلف جان ويسحبه للخلف ليبتعد جان عن جوزيف ويضمه والده إليه بقوة حنان ، فيما تشاجر أرنو مع الصحافة ومنع التصوير نهائيا ، صافحة عمه بيرنارد قائلا :
-لا تقلق يا بني
تساءل جان :
-ماذا حدث في الداخل ؟!
-سيتم حبسي لثلاثة أيام
ثم أخذه العسكري وغادر وظل جان متشبثا في ذراع شقيقة قائلا :
-أنا معك دائماً .. لا تقلق يا أخي
حتى ابتعد جوزيف لتنفصل يده عن ذراع شقيقة ، فيما تحدث دانييل بيك مع المحامي والجميع ينظرن إلي المحامي باهتمام وهو يقول :
-كان سيتم محاكمة جان و أرنو وتالة أيضا .. ولكن جوزيف أخبره أنه هو المسؤول عن كل هذا .. وسيعرض على النيابة بعد ثلاثة أيام
صاح جان بعصبية :
-جوزيف لم يفعل شيء وليس هو المسؤول
تحدث المحامي بهدوء :
-لقد تم الكشف عن العطر وأكد الطبيب أن داخله مادة مسرطنة
قال أرنو بتأكيد :
-شخصا ما وضع المادة في المنتجات .. فليذهب إلى الجحيم
***
كانت تقلب جوليا في الصحيفة حتى رأت خبر القبض على جوزيف ، بسبب وضع ماده مسرطنه في منتجات الشركة ، لتعلم أنها تعاني من نفس المرض فقد وضعت من العطر ، رأت جين تخرج من المطبخ فأغلقت الصحيفة فورا ، جلست جين على مقعد مجاور لها متسائلة :
-ما هي أخر الأخبار
-لا شيء مهم .. جين تعلمين أن منتجات شركة j . j مسرطنه ؟!
حركت رأسها بالنفي ثم قالت :
-لا أصدق هذا .. جوزيف لم يفعل هذا أبدا
شعرت بالحزن وأطرقت عيناها قائلة :
-صحيح يا جين .. لقد استعملت العطر الخاص بك وأشعر بأعراض المرض
اتسعت عيناها في دهشة متسائلة :
-ماذا ؟ .. بماذا تشعرين ؟!
حركت رأسها في حيره ثم بدأت تسعل بشدة ، فنهضت جين وأمسكت بذراعها وقالت بلهفة :
-لابد أن تذهبي إلى المستشفى
***
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي