الفصل السادس والعشرون

تغير مرير بأحوال الفتيات، شعرت امل بكم الجرأة التى نفرتها من قصة الفتاة رغم عدم تحيزها الا أنها شعرت بخيبة الأمل حقا بفتيات وطنها متى وصلنا لهنا؟ ما الذي حدث لهن ومتى افلتت الأسرة زمام الأمور لتصل لهنا، لاحظت محاولة العديد هنا إقناع فتياتهم بالامتناع عن ممارسة الجنس حفاظا على أنفسهن من أمراض نفسية وجسدية عديدة بالمقابل تجد أن أغلب فتياتنا يسعين للحرية الجسدية والنفسية لابعد الحدود من شذوذ و علاقات متعددة
قرأت امل بقية الرسالة قبل أن تستقبل مرضاها الذين سيتوافدون بعد ساعة من الآن
ثم اكملت ريما فقد بدات تشعر براحة كادت تغمرها رغم احساس الكره الذي تولد داخلها لا تعلم من اين لكنها ارجحت انه من ماذا لا تعلم فقد كانت تنعم بالحب منذ ولادتها وعاشت في كنف امها بحب مع أبيها ولم تبخل عنها أمها بالحب ، الا في تلك الفترة التي تزوجت فيها رامي ، كانت تحبها حبا جما لكن حب رامي ترعرع داخلها فقد كان لها العوض من زوجها الذي عانت معه كثيرا ، نعم ريما تعلم كل هذا فقد حكت لها والدتها ذات يوم عن معاناها مع اهل ابيها وكم كانوا يكرهونها فهي كانت تعيش بمفردها بعيدا عن الكلام والمشاكل ، وإقتصرت علي حياتها مع زوجها واغلقوا علي انفسهم الباب ، لكن الكلام والمشاكل لم تتركهم بمفردهم ، فاصبحت تسمع كلام عن الحمل تارة وعن انعزالها بمفردها تارة اخري ، ومع هذا صانت زوجها فلم تكن تحكي له مايدور من حديث يؤلم القلب والجسد ، وايضا مع الوقت ذات الفجوة بين والدتها وأبيها بسبب تقصيره في العلاقة الزوجية ، ومع ذلك تعففت بقدر الامكان ، رغم المحاوللت التي كانت تاتي لها من اقرباء زوجها ، فكانت العين علي والدتها ، وعندما توفي والدها اغلقت علي نفسها لتربيتها كي لا تعيش تلك المأساة مرة ثانية معهم فقالت انها تفضل ان تعيش من اجل إبنتها لا من اجل احد اخر حتي طرق عليهم الباب رامي الذي سلب قلبها وعقلها، بعدما تقدما لها كانت رافضة لكنها كانت تصلي وتواظب علي صلاتها بان يرزقها الله زوجا محبا يكن لها الحبيب والاخ والزوج وقد كان ذلك .
نعم كل هذا حكته والدة ريما لها ، وقد كانت تبكي علي تلك الليالي التي تألمت فيها وكم عاشت الصراع داخلها وكم مرة اردات الانفصال عنه لكن والدتها كانت تنهاها عن الانفصال وعن اضراره التي يمكن ان تحدث فارادت في النهاية ان تصمت ، أخبرتها انها كم عانت من ليال من الشوق الي طفل تحمله بين يديها ، وكم كانت الكلمات مثل السم ينخر في العظام ،فتحملت وصبرت وفي النهاية اراد الله ان يكافئها بريما فبعدما ولدتها لم يتركوها في حالها كيف وكيف لها ان تنجب بنت ، اخبرتها انها سمعت منهم ما يشيب البدن ، وانها حملت في بنت ، كم قالت لهم ان البنت هي الونس والجليسة الطيبة ، هي الحنان والامان اخبرتها انها قالت لهم ذلك بعدما عايروها بها لكنها لم تحزن من كلامهم فهم لا يعلمون معني الشوق الي طفل ، لايعلمون معني ان يظل الرحم فارغا مثل ارض بور خالية علي عروشها ، قالت لها لا يعلمون كم تالمت عندما اشاهد الاطفال وهم يلعبون بجانب امهاتهم ، كم اشتاقت لبكاء طفل
تحتضنه اخبرتها كم عانت وكم بكت وكم تحملت الاهانة وصبرت وسط هذا كله .
تذكرت ريما كل هذا وكم مرت بخاطرها تلك الذكريات الاليمة التي خلفتها الايام ، وكم هي بين نقيضين اتفق كل منهما علي شئ فواحد منها ارادت ان تنهاها عن ما تفعله وأخري تطلب منها المزيد فهي حق لها وتضرب بكل الاعراف عرض الحياة فهي ليست الا حياة واحدة يجب ان تعيشها .
لا حظت ريما وسط افكارها المتلاحقة ان الطبيبة قد قرأت رسالتها ولم تجيب عليها فارسلت لها مرة اخري تسالها :-
أنا عارفة انك قريتي رسالتي بس معرفش رد فعلك ايه علي اللي قريتيه ، انا حابة اتكلم وافضفض لحضرتك كل اللي جوايا ، مش عاوزة اسيب حاجة الا لما احكيهالك يمكن ارتاح من العذاب
وممكن ميكونش عذاب هو احساس غريب كده انا مش قادرة احدده بقاله سنين جوايا اتولد من ساعة مابقيت احكيلك عن اللي حصل دا او صح التعبير من اليوم الاول اللي قررت اتفرج مع جوز امي علي الفيلم يمكن لما افضفضلك واقولك تساعديني ، ويمكن محتاجش مساعدة ، مش عارفة بس هو شعور جوايا مختلف ومش لقياله تفسير معين
المشكلة انه منحصر علي جزء معين جوايا انا ورامي وماما ومش بيخرج براهم انما انا بره شخص مختلف حتي بين اصحابي ومش شخص اناني بس بحب اكون مسيطرة علي كل حاجة .
ارسلت ريما الرسالة وانتظرت قليلا وبعد قليل اتاه رد من الدكتورة امل التي قالت لها :-
ازيك ياريما عاملة ايه يارب تكوني بخير .
انا قريت بالفعل رسالتلك ولكن انا معقبتش علي كلامك لان فيه جزء كبير جواه حالة من التخبط والتوهان ، انا سيباكي تطلعي كل اللي جواكي ، سيباكي تتكلمي متعودتش احكم علي اللي الشخص بيحكيه علي طول لان احيانا حالة الكبت والخنقة بتخلينا منعرفش نرتب الكلام اللي جوانا ، بتخلينا نتكلم كل حاجة في وقت واحد ، يعني انتي مع الوقت هتلاحظي كلامك من البداية والنهاية وهتعرفي وتشوفي حالة التوهان اللي جواكي ، انا عاوزاكي تتكلمي وتقولي كل حاجة لاني بعد ماتخلصي هنبدء ناخد جزء جزء نتكلم فيه بدون خجل وازاي نوصل مع بعض لبر الامان ونوصل لحالة الرضا والتقبل قدامك كام يوم براحتك خالص تتكلمي وتحكي وتقولي كل حاجة ، وانا معاكي للنهاية .
ارسلت الدكتور امل الرسالة لريما التي نظرت لها واخذت تقراها براحة ، ب غم ان الراحة التي تشعر بها ليست كانلة الا انها تحاول الوصول للراحة الكامنة داخلها .
هنا إبتسمت ريما لحديث الطبيبة فارسلت لها ردا علي رسالتها :-
شكرا لحضرتك جدا انك بتسمعيني ، يمكن انا بقالي سنين طويلة قفلت فيها علي نفسي ومبأتش اتكلم مع حد حتي والدتي لاحظت التغير اللي انا فيه ورامي كمان حاول يتكلم معايا ، بس انا جوايا كلام مينفعش يتقال ليهم ، لانه عامل زي العقدة بالنسبالهم ، احساسي بحالة الا تقبل دي عاملالي مشكلة انا مش قادرة احددها
ومع ذلك حاسة بحالة نفور ورفض بشكل كبير ، احساس جوايا مش قادرة احدده بصراحة ارسلت ريما هذه الرسالة الي الطبيبة وإنتظرت ردها .
نظرت الدكتورة الي الرسالة وتمعنت فيها قليلا ثم ارسلت لها ردا في الحال :-
عشان كده ياريما انا عاوزاكي تتكلمي وتقولي كل اللي جواكي وصدقيني هساعدك انك تتخلصي من دا كله وتطوني طبيعية بدون قلق او حزن وبامر الله حالة التخبط كمان اللي جواكي دي هتتلاشي مع الوقت ،
طالبة منك بس انك تصبري يعني يكون عندك صبىدر في اللي جاي عشان تكوني واثقة في نفسك وقادرة انك تكملي ويكون عندك هدف انك تواصلي حياتك ، انا معرفش اي تفاصيل عنك لسة ومنتظرة تحكيلي وتقولي .
طبعا النهاردة اليوم الوحيد اجازة بالنسبالي اللي هرد فيه عليكي معاكي اسبوع كامل تقدري تتكلمي نعايا في حاجة انتي عوزاها ، وتفضفضي باللي عوزاه كله وكل حاجة بتتحل مدام عندنا دافع ورغبة اننا نكمل في اللي جاي ومنقفش عند حاجة .
ارسلت لها الدكتورة امل هذه الرسالة وما إن قراتها ريما علمت ان الدكتورة لها ايام معينة تجيب فيها علي الرسائل ، لذا قررت ان تفيض لها بما تحمله داخلها من احداث حدثت لها علي مدار اعوام ، فصمتت قليلا قبل ان تستكمل حكايتها.
كتبت ريما :-
ولما قعدت معاه في الشركة وطبعا طول النهار لف في الشركة واتفرج علي كل حاجة انا كنت مبهورة باللي عمله ، بيعمل كل حاجة بدقة متناهية ومش بيغفل عن حاجة ودا كان سبب انبهاري بيه او من الحاجات اللي مخلياني متمسكة بيه خلصنا لف وكده وطلب نتغدا بره .
هقولك علي احساسي وقتها مش عارفة احدده بصراحة اذا كان سعادة او كسوف او حرج منه
مش قادرة بس انا وافقت وقلت جوايا بعيدا عن دا كله اكيد هو هيبدء يتشد ليا او اكون معاه ، ماهو مستحيل يكون مع وتحدة حلوة زي وميبقاش عاوزني او عنده حالة رفض ليا والمفروض قدامنا ساعة ونمشي انا وهو واخترت اننا ناكل بره افضل .
في الساعة دي جوايا احساسين واحد راغب والتاني رافض ورافض بشكل غريب ، رافض اني اكون معاه واللي عاوز عاوزني اكون معاه في السرير ، صوت جوايا بيقولي الوجود معاه دا متعة ، متعة اني اكون معاه بتخيل كل حاجة مفيش حاجة متخيلتهاش دا كله وانا معاه في الشركة دماغي بتودي وتجيب خاصة ان بقالنا كذا يوم مش بنتكلم ابدا وتقريبا الحوار اتقطع بينا .
كنت قاعدة تايهة في عالم تاني كل اللي في دماغي حاجات انا عاوزاها ، وعندي رغبة ليها ومنه هو بس .
عدا الوقت دا كله في لمح البصر وانا قعدة افكر في كل حاجة ورد فعله اللي شوفته كونه انه قابلني كدا معناه انه متقبلني .
وقتها لقيته جاي علي بيبصلي ويضحك انا ضحكتله ولقيته بيقولي يلا بينا نتغدا .
ركبت العربية معاه وطلع علي مطعم كان بعيد شوية عن الشركة ، وطول الفترة محاولش يتكلم معايا بس غير كلمتين اللي هما حابة تاكلي ايه
قولتله اللي انت تختاره ، انا كنت حابة افتح معاه كلام بس هو مردش علي وصلنا للمطعم ونزلنا ودخلنا المطعم وقعدنا ، ولماةقعدت بصلي كده وقالي مرتاحة ، بس انا استغربت الكلمة وانا بصتله وقولته اه مرتاحة الحمد لله بتسأل ليه
قالي ابدا كان مجرد سؤال انا بس عاوز اعرف انتي عاوزة توصلي بايه با اللي عملتيه دا
قولتله هو كوني ابقي عوزاك دا يزعلك .
او اني اعرض عليك نفسي وانت ترفضني دا يزعلك كمان دي حاجة ترجعلك بس انا عمري ما هقلل من نفسي عشان عوزاك
كل دا كان بيبصلي وعلي وشه ابتسامة مس قادرة احددها لان الصدام بدء بيني وبينه من اليوم دا وزي مايكون تحدي وتحدي واضح وصريح قالي ها وبعدين
قولتله علي فكرة انا مش زعلانة انك رفضتني بس انا متاكدة انك مش ادي فدا طبيعي ومتوقع وانا متقبلاه ومش زعلانة منك بالعكس انا مشفقة عليك ، وقتها رن ضحكة مش طبيعية ، ولقيته بيقولي انتي متاكدة من كلامك دا
قولتله طبعا ، قالي انا مش هاحد كلامك دا بعين الاعتبار بس انا محتار في امرك ، والدتك وانا متجوزين ، يعني انتي متعرفيش اني ماحلش ليكي يعني ميجوزش نكون سوا ، رديت عليه وقولتله هو انا قولتلك اتجوزني ، انا لحد الان مش قادرة انسي ملامح وشه اللي ظهرت ، مش متخيلة نظراته من رد الفعل ، فقالي وقتها ، انا مستغربك انتي طبيعية يعني اللي بتقوليه دا طبيعي او معقول ، قولتله ايوة معقول انا مطلبتش منك تتجوزني ايه المشكلة نكون سوا يكون بينا سكس ترضي غريزتي كانثي واهو تغيير بيني وبين امي .
وقتها وشه جاب الوان وحسيت ان عروقه كانت بتطلع بره ومع ذلك كان متماسك لابعد حد
قالي انا مش عارف ارد عليكي بايه ولا ارد عليكي ازاي ، انتي بتضربي بالدين عرض الدنيا ، تعرفي انا لو واحد مش كويس كنت جاريتك في اللي انتي عوزاه عادي والدنيا تمام وزي الفل ، واللي هو اشطة ، بس انا مش كده ولا عمري هكون كده ، انا صحيح عيشت معاكي سنين بس اول مرة اكتشف انك غبية وعندك استعداد تخسري كل حاجة في لمح البصر ومش اي حاجة عادية ، ظا كل حاجة غالية عندك استعداد تبيعيها في لمح البصر ، انا حزين لان والدتك تعبت معاكي جدا .
قولتله بلاش كلام الاسطوانات دا الدنيا اتغيرت وبقا فيها انفتاح وحاجات كتيره حلوة ايه المشكلة لما نستمتع لحظات ونخطفها من الزمن ،
قالي لما تحبي تخطفي من الزمن اخطفي حاجة ليها قيمة حاجة دايما لما تفتكريها متكونش سبب حزن ليكي او خزي ، بالعكس حاجة تستمر للعمر معاكي انما انتي عاوزة لحظات علي حساب حياتك ، فرضا وافقتك هتسفيدي ايه ؟
قولتله هستفيد اني استمتعت معاك وانبسطنا سوا حتي لو مكناش مع بعض ايه المشكلة .
قالي فرضا وافقتك واستمتعت معاكي ، طب والدتك ذنبها ايه ؟
قولتله ومين قالك ان ليها ذنب بالعكس دا كده كافئتني بيك انا هعيش معاك وانبسط كمان .
مش عارفة انت مكبر الموضوع ليه وواخده علي صدرك جدا وزعلان ، انا مقولتش حاجة مش طبيعية انا بقول حاجة عادية لاي بنت بتعملها ، وانت مفكر اني لسة بنت مثلا ، لا طبعا !!!!
وقتها وشه جاب الوان وحرفيا كان عاوز يضربني ، بس اتمالك نفسه وقالي مين لمسك ولا عملتي كده مع مين .
قولتله حيلك حيلك براحة انا معملتش كده مع حد انا عملت مع نفسي ، رغبتي اللي جوايا مكنتش عارفة اسيطر علي نفسي ، حاسة بحاجة جوايا شداني ليك بتخيلك في كل لحظة معايا وانت كمان حاسة ان عندك رغبة فيا بس مش قادر تتكلم او تعبر عن اللي جواك .
ما تطلع اللي جواك وتقولي علطول بدون لف ودوران .
وقتها الاكل جه كان متفق مع المطعم قبل مانروح وطلب لينا بيتزا ، الاكل وصل واحنا قاعدين نتكلم لقيت بعد ما الاكل اتحط قالي كلي ولقيته بيمد ايده ياكل عادي .
سالته قولتله عادي كده
رد علي قالي هو ايه اللي عادي ، قولتله كلامي بالنسبالي ليك عادي ، رد علي بعد شوية وهو بياكل قالي اه عادي جدا جدا
لان انتي اي حاجة ليها لازمة عندك مش فارقة معاكي ، طب لو خسرتينا هتعملي ايه ، تفتكري رد فعل والدتك لنا تعرف باللي بتعمليه هيكون ايه ، بلاش نظرتك قدامي بعد كده ، ليه خسرتي انوثتك كا بنت ، ليه
انا مش عارف ليه بتعملي كده وعاوزة توصلي لايه انا مش متخيل برضوا .
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي