الفصل50

-لقد انتشر المرض في المدينة
تعجب كيفين فيما فتح بيير التلفاز وسأل عن رقم قناة الأخبار ليخبره كيفين ، وجلبها بيير ثم شاهد الثلاثة التلفاز بعمق ، تحدث مذيع الاخبار عن مرض السرطان الذي انتشر في المدينة بنسبة كبيرة ، والكاميرا شاهدت بعض الحالات في المستشفى ولا زالت الأطباء تجهل السبب ، تناول كيفين جهاز التحكم من يده ليغلق التلفاز ثم نظر إلى فيليب في غضب واضح قائلا :
-أنت وضعت كمية كبيرة من المادة و وضعتها في جميع العطور
-نعم فعلت ذلك
جز على أسنانه بقوة ثم اندفع بعصبية :
-أنت قلت ستضع كمية صغيرة وفي مجموعة العطور الخاصة بالقرى
أخذ بتلابيبه بقوة وصاح في وجهه :
-أنت ستدمر العالم كله .. تعلم أن جوزيف يصدر العطور لجميع البلدان
دفعه فيليب للخلف ليبتعد عنه ثم أشار إليه بسبابته قائلا بعصبية :
-أنت لا تدخل في شغلي .. عملك أن تعطيني المادة وعملك انتهى معي
ثم فتح الباب وغادر ، فنظر كيفين إلى بيير وتساءل بعصبية :
-أكنت تعلم أنه يخطط لهذا ؟
-لا .. لقد تفاجأت مثلك
استند بقبضة يديه إلى الأريكة يلهث بصوت مستمع ويفكر كيف يصلح ما أفسده ، حتى فكر أن يتحدث مع جوزيف ، وعلى الفور تناول هاتف أخر برقم مجهول وهاتف جوزيف ، فنظر جوزيف إلى هاتفه ثم تحدث مع المتصل ، ليقول كيفين دون مقدمات :
-اوقف شحنة العطور الجديدة إذا كانت تحركت .. العطور ومساحيق التجميل يحملون مادة مسرطنه .. والمرض الأن يسيطر على أهل المدينة
تساءل جوزيف في دهشة :
-من معي ؟!
ليغلق كيفين المكالمة ويغلق الهاتف نهائيا ، ثم ألقى بالهاتف على الأريكة وقال :
-اللعين فيليب .. فليذهب إلى الجحيم
******
جلس جان أمام طاولة الاجتماع في غرفة مكتب شقيقة ، منتظر مكاملة أرنو والذي سيخبره بعنوان صاحب السيارة ، نهض جوزيف من مكانه متجه نحوه وجلس على مقعد مجاور له ، فقال جان دون مقدمات :
-لقد رأيت أوجيني وهي تتناول الحبه
حملق جوزيف به للحظات ثم ابتسم بخفة وتحدث بحنق :
-لقد اخطأت يا جان .. وأنا أخطأت معك لأني وافقت على قراراك
تنهد مغمض عيناه وهو يقول :
-لست مستعد لأنجاب طفل .. طفل يرى عدم حب والده لوالدته
-يبدو أن توماس قدم لك معروف تشكره عليه
لينظر جان إليه بحنق وشعر أن قلبه من حجر ، رن هاتفه باسم أرنو فأجاب عليه ليعطي له عنوان صاحب السيارة ليشكره جان بشدة ، فيما كان ينظر جوزيف إليه بعتاب واضح ، وبعد أن أنهى المكالمة قال بشغف :
-أديل .. مشتاق لرؤيتها
كاد أن يذهب ولكن وقف جوزيف أمامه مانعا إياه من الذهاب ، وتحدث بجدية :
-جان .. أنت تظلم أوجين كثيرا وكثيرا يا أخي .. أرجوك لا تكسر قلبها .. شقيقتنا إذا كانت على قيد الحياة لكنت لا تتمنى لها ها أبدا .. ولن نسمح لرجل بأن يكسر قلبها
-شقيقتنا كانت ستكون مثلنا يا جوزيف ..لن تتزوج من رجل لا يحبها أبدا
حرك رأسه بخفة فربت جان على كتف شقيقة ثم غادر ، فجلس جوزيف أمام مكتبه منشغل بالتفكير في عدة أشياء أهمها مكالمة الرجل المجهول له ، العطور مسرطنه ! ، رن هاتفه ليفيق من أفكاره ونظر إلى شاشته التي تضيء باسم جين ، أمسك بالهاتف ليرفعه عن المكتب يحملق في الاسم بعدم تصديق ، لماذا جين تهاتفه الأن ؟! ..

جلست جوليا بجوارها والذي يبدو عليها الإرهاق والمرض ، وتساءلت بوهن :
-تتحدثين مع من ؟!
-جوزيف .. ولكن لم يجيب
أخذت الهاتف منها مسرعة وفصلت المكالمة لتنظر جين إليها في دهشة ، فيما قالت جوليا :
-هل جنينتي ؟! .. أنتِ لم تغيرين رقم هاتفك .. و من المحتمل أن يكون لا زال محتفظ برقمك
شهقت جين بخفة ثم عضت على شفاها السفلى ثم قالت :
-صحيح .. لم أفكر في هذا قط .. ولكن ماذا أفعل الأن ؟!
أغلقت جوليا الهاتف نهائيا وهي تقول :
-لا تفتحي هاتفك الأن .. وبعد ساعة تحدثي معه عبر هاتفي

مسح جوزيف على جبينه ولا يزال ينظر إلى أسم جين ، ثم تركه ونظر اتجاه اليمين وهو ام بتشغيل التلفاز ليستمع إلى نشرة الأخبار ، وبمجرد أن سمع الخبر تذكر مكالمة الرجل المجهول وعلى الفور تناول الهاتف ليتصل على أرنو والذي أجاب عليه فورا ، فقال جوزيف بعصبية :
-أرنو أوقف الشحنة وعرض الاعلان وتوزيع المجلات فورا
-لماذا ؟! .. ماذا حدث ؟!
-بدون أسئلة يا أرنو .. أفعل هذا فورا
ثم فصل المكالمة وخرج جوزيف وصعد إلى الطابق الرابع ، وأخذ يمر على الغرفة الخاصة بتعبئة المنتجات ، ليجد بعض الموظفين يشعرون بالمرض والارهاق ، فأوقفهم عن عملهم وطلب منهم المغادرة في الحال عدا الذين يشعرون بالمرض ، فالجميع هم بالذهاب فيما هاتف جوزيف سيارات الإسعاف ، لتأتي فورا وتنقل الحالات إلى المستشفى ، ثم أغلق جوزيف أبواب الغرف جيدا وحظر الجميع من ذاك الطابق حتي يجد حلا لهذا ..

وقف توماس بجواره وتساءل بعدم فهم :
-ماذا حدث للمنتجات ؟!
نظر جوزيف إليه بشك ولكن تمالك أعصابه حتى لا يوبخه وتظهر براءته فيما بعد ، وأجاب على سؤاله بحده لينصدم توماس ، فيما طلب جوزيف من الجميع الرحيل لتبقى الشركة خالية لم يتبقى ألا جوزيف و توماس
******
كانت تنظر إلى الصورة بحزن واضح وتلألأت الدموع داخل عيناها ، ثم أخذت ساره الكاميرا من يدها وقالت بحنق :
-التقط هذه الصورة من أجلك .. لترين انك تعذبين ابنتك و جان أيضا .. تمالكت نفسي حتى لا ابكي عندما رأيته جالسا بجوارها ويتحدث معها بحنان .. وهي تنظر إليه بعينين تخبره أنها تفتقد والدها ..
ثم وضعت الكاميرا في الحقيبة وتابعت بحسم :
-اسمعي يا أديل .. لم أجلب لكي معلومات عن جان مجددا حتى تخبري بكل شيء
ثم همت بالذهاب ، فيما بكت أديل بألم فربتت كير على كتفها بحنان وقالت :
-أنا مع ساره يا أديل
نظرت إليها وصاحت ببكاء :
-أنا لا استطيع أن أخبره .. سيترك ابنة عمه و والده سيغضب منه ومني .. والده لم يتقبل حفيدة من ابنة خادمة .. أنا قلبي يؤلمني كثيراً .. هذا ليس سهلا علي أبدا
ثم تركتها و وقفت في الشرفة تبكي بصوت مستمع يذبح قلبها ويؤلم صدرها ، مسحت دموعها بكلت يديها ثم تنهدت بعمق وهي تنظر إلى الأمام ، تفاجأت بجان يخرج من سيارته وينظر إلى منزل كمال ، اتسعت عيناها بشدة ثم ركضت إلى الدخل وقفت تقول برهبة :
-كير جان .. جان في الخارج .. أقصد هنا في منزل كمال
نهضت كير تحدق بها قائلة :
-ماذا ؟! .. يبدو أنه جاء عن طريق رقم السيارة
تساءلت برهبه :
-ماذا سنفعل الأن
فكرت كير للحظات ثم قالت :
-لا تقلقي .. كل شيء سيمضي بسلام

دق جان جرس منزل كمال وانتظر للحظات حتى فتح الباب ، فعقد جان حاجبية فكان متوقعا أن اديل هي التي ستقوم بفتح الباب ، أشار جان إلى سيارة كمال متسائلا :
-هذه سيارتك ؟!
-نعم سيارتي .. لماذا ؟!
تنهد بهدوء قائلا :
-اود أن أتحدث معك لدقائق
تنحى كمال جانبا وهو يرحب به ، فدخل جان ينظر حوله على أمل أن يرى أديل فيما أغلق كمال الباب ومضى أمامه وهو يشير إلى الغرفة المعيشة ، ودخل وجلس على الأريكة وكاد كمال أن يجلس ولكن استمع صوت جرس الباب ، فاستأذن منه وعاد ليفتح الباب ليجد كير ..

فأمسكت بيده وسحبته إلى الخارج لينظر إليها متعجبا ، ثم وقفت وقالت :
-كمال .. الرجل الذي عندك الأن جاء ليسأل عن أديل .. رآها في مسرح البالية الأمس .. أرجوك لا تخبره بأي شيء عنها
-لماذا ؟! .. ولماذا هو يسأل عن أديل ؟!
تنهدت بعمق ثم قالت :
-حسنا سأخبرك .. جان كان زوج أديل وليس ابراهام كما قالت لك .. وهو يبحث عنها منذ سنوات .. هي ستخبره أن ساره ابنته ولكن ليس الأن
صدم كمال من حديثها ثم حرك رأسه بالإيجاب ، فتركته كير وعادت إلى المنزل فيما انتظر كمال للحظات ثم عاد إلى جان ، وجلس على مقعد مجاور للأريكة ينظر إليه بحده ، تساءل جان بشغف :
-سيارتك كانت مع فتاة في معرض البالية
-نعم هذا صحيح .. ما الأمر ؟
تنهد بهدوء فرفقا يا القلب ستراها وستضمها إليك ، ثم قال وهو يلهث :
-اود مقابلتها الأن
استند برأسه على أنامله وأطرف رأسه للحظات ، ثم رفع عيناه إليه وقال ببرود :
-هي ليست هنا الأن .. أنا زوجها فتحدث معي
حدق به في دهشة ثم تساءل بعدم تصديق :
-زوجها ؟! .. هي زوجتك ؟!
حرك رأسه بتأكيد ليبتلع جان لعابه والذي اشمئز من مرارته بسبب صدمته ، وتمنى ألا تكون هي أديل ولهذا قال بوهن :
-اريني صورة الفتاة من فضلك
داعب لسانه داخل فاه وهو يخرج الهاتف من جيب سرواله ، وأخذ يبحث بين الصور حتى وجد صورة تجمع بينهم ، ثم ادار الهاتف فأخذ الهاتف بلهفة وحدث في الصورة ، نعم هي أديل ، هي التي بحث القلب عنها كثيرا ، يبحث عنها بألم وبكل نفس يخرج من جسده كان من أجلها ، كل شيء الأن انتهى ..
مد يده بالهاتف ليأخذه كمال ، ثم نهض جان وتساءل وهو يخرج القلادة من جيب سرواله :
-متى تم زواجكم
نهض واقفا أمامه قائلا بثقة :
-ثلاثة سنوات
*** يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي