الفصل الرابع والعشرون

انتهت ليلتها كالعادة من فراش لآخر كأنها تحاول أن تثبت لنفسها حقيقة كونها حرة ومتقبلة لحقيقتها لكنها لم تتخيل يوما ان يحدث لها ما قد حدث بهذه الليلة، كادت تفقد كرامتها حين تعرض لها رجلا استدرجها بواسطة رفيقته حتى صحبتها لشقتها، ما أن وصلت حتى وجدت نفسها أمام رجل يستعد لينتهك جسدها، كيف ستقابل نفسها حين يحدث لها ذلك فحقيقة أنها فتاه قد تبخرت تماما وما كانت تفكر به أنها رجل ووجدت نفسها رافضة لتلك العلاقة الشاذة بينها وبين رجل آخر لتشعر بما كانت تشعر به ملك وهى معها، نجحت بالهروب من تلك الشقة قبل أن تخسر نفسها كما عهدتها لكنها لم تعود لشقتها بل أسرعت حيث علمت أن ملك تقيم، قرعت الباب كثيرا حتى فتحت لها ملك الباب فارتمت بحضنها باكية وهى تعتذر صحبتها ملك للداخل كى تعلم ما بها
قصت عليها كل ما فعلته منذ تركها لها، شعرت بالخجل حين رأت نظرة الالم التى ترمقها بها
اعتذر ملك، لقد كنت تائه حقا
رغم غضبها مما فعلته الا أنها سعيدة كونه تقبل حقيقته اخيرا، علمت أن ما مرت به قد أثر بها أكثر من هجرها لها
حاول سامى أن يقبلها الا انها ابتعدت عنه رافضة اى تواصل معه
مش هينفع يا سامى، الاول كنت معايا وعارفة انك ملكى لكن دلوقت معرفش انت عملت ايه في نفسك، ولا ممكن تكون اتعديت بايه من العمر دا
رغم حزنه مما قالته إلا أنه شعر بالسعادة لغيرتها عليه
اقترب منها وهو يطمىنها
كنت واخد كل وسائل الحماية الممكنة وعمري ما بوست واحدة فيهم ولا لمستها زى ما كنت بلمسك
سامى، انت لازم تتغير
اعرف، ومستعد لذلك
طيب يبقي لازم تشوف دكتور
سافعل لكن هل يمكننا الانتقال لمدينة أخرى فأنا....
علمت ملك أنه سيعاني من التنمر من بعض ضعاف الأنفس لذلك قررت أن تساعده
طبعا هنروح لآخر الدنيا لو لزم الأمر بس في حاجة تانية
ماهى؟
احنا لازم نتجوز
ابتسم سامى لها
موافق بالطبع فأنا لا أتخيل حياتى دونك بعد الآن
بس دى مشكلة تانية
لماذا؟
دينك
وهل كان مشكلة من قبل؟
علمت ملك أنها تتحمل معه هذا الذنب فهى من قبلت بكل هذا من البداية لذلك لا تتمن أن يكون الأمر بهذه السهولة
جلست بجواره وقررت أن تتحدث معه عن كل ما قررت أن تغيره بحياتها إذا ما قرر أن يشاركها بها
اشمعنى يا سامى، لما قربت منك في البداية كنت تايهة معرفش عاوزة ايه ولقيتك قدامى بتخاف عليا وبتحبنى مش هنكر كنت مستمتعة بدأ وحباه ومش هنكر انى حبيتك فعلا لكن لما الأمور اتغيرت وحياتى بقت مستقلة بدأت ابص عليها بنظرة جد، هل هينفع تدمر حياتى كلها واعيش بعشوائية وافضل في غضب ربنا كتير لقيتنى مش مستعدة لدا، لذلك روحت لطبيبة نفسية ظنا منى انى مريضة نفسية لكن هى طلبت منى انى اروح أنا وأنت ليها لما عرفت حالتك
صدم سامى بحقيقة أنها تذهب لطبيب نفسي وايضا أخبرته بما يخصه
متى ذهبت له؟
منذ فترة بسيطة، لكنها اخبرتنى أننا يجب أن نذهب لها معا
ملك الأمر ليس بهذا التعقيد
لا، هو معقد سامى، انت عيشت اكتر من كذا وعشرين سنة كبنت وأنت في الآخر راجل، أنا بحبك سامى وعاوزة اعيش معاك بجد بس صح فلو قدرت على دا موافقة بس باقتناع بكل خطوة هنمشيها مع بعض لكن لو لا يبقي اساعدك زى ماساعدتينى قبل كدا ونفضل اصدقاء
لكننى احبك ملك
اسمعينى سامى ليس الحب فقط هو ما يكفي يجب أن نكون باى علاقة يجب التوافق أيضا بكل شيء لذلك إن أردنا إنجاح هذه العلاقة يجب أن نضع لها اسس
رغم موافقة سامى على ما طلبته ملك الا انها قررت التريث قليلا حتى تستقر مشاعر سامى المضطربة هذه كى لا تشعر أنها مضطرة لإكمال هذا الاتفاق

لاحظت امل أن صفحتها تجذب العديد من الحالات بكل مرة وأصبح يوم عطلتها فقط ليس كاف لمتابعة جميع الحالات لذلك قررت أن تتصفحها يوميا كى تستطيع مساعدة اكبر قدر من الناس بكل مرة
فور خروج الحالة التى كانت معها منذ قليل قررت متابعة الحالات القديمة وكم سعدت حين وجدت رسالة من منى تخبرها بها بان خطبتها اليوم لكنها مازالت قلقة لكن خطيبها يحاول قدر الإمكان أن يطمئنها
ابتسمت امل وقررت أن تسجل لها رسالة صوتية كى تجعلها تشعر بالطمأنينة
منى، مبروك اولا على خطوبتك ثانيا بقي ودا الاهم، انت لازم تعرفي أن حالتك ما راح هتنتهى بين يوم وليلة ولازمك تأهيل نفسي للى جاى، انت اكيد راح تنفرى من العلاقة بينك وبين جوزك فيما بعد كونها مرتبطة بذكريات مؤلمة بالنسبالك ومخجلة، بس ياللى عوزاك تفكرى فيه الفترة دى لغاية الفرح أن هاى العلاقة شيء مقدس ورب العالمين شرعلنا إياها في إطار شرعي، زوجك هلا بيحاول يعوضك عن ياللى عمل قبل، واكيد راح اتكلم مع عن ياللى راح يعمله معك بس انت عليك عامل كتير كبير لذلك من هلا لغاية الزواج لازم تفكرى انو انت تستحقي هاى السعادة وانو انت الحمد لله ماراح تكونى لحدا غير ياللى لمسك قبل وكمان انت ما غلطتى بشيء واللى غلط بيحاول هلا يصلح غلطه
استمعت منى لرسالة الطبيبة وابتسمت رغم عنها على ما قالته الطبيبة، تذكرت خطيبها، كلامه لها وطريقته بالنظر لها ابتسمت رغم عنها لكنها تذكرت ما فعله بها وهى صغيرة، سرت قشعريرة بجسدها وشعرت بالخوف مما سيحدث بينهما

ابتسمت امل مرة أخرى حين وجدت رسالة أخرى من خطيب منى يخبرها بها بموعد خطبتهم
ارسلت امل له هو الآخر برسالة صوتية أخرى
مبارك اولا لكن بدى اياك ما تعجل بالزواج قبل ما نتأكد من كون منى مهيئة لهيك
لذلك بدى خبرك بشي مهم في خيارين قدامك هلا، أولهم انكم تكتبون الكتاب بحيث يكون في مساحة للتعامل معها دون احراج أو أنكم تتجوزا بس ما تتم الزواج غير لما هي تقبل بهيك شي
هيكون عليك عامل مهم كبير في انك أقنعها بهاي الشي انك تتحمل كل هاى الأمور
لازم منى تشعر بالأمان معك اولا ثانيا لازم تحييها بحالها كامرأة لأنها رافضة هاى الشئ وما راح تتقبله بسهولة، مهمتك ما راح تكون سهلة ابدا على العكس راح تكون كتييير صعبة، راح تابع معك دائما بس خليك متقبل لرفضها دائما لأنها ما راح تخلى مهمتك سهلة

خوف استبد بها وهى تنتظر حضور شقيقها لمنزلها، وافقت بالأمر حين أخبرها سيرجى بأنه طلب منه أن يقابلها، لم ترفض الأمر وقررت أن تواجه الأمر كى تنتهى من هذا الأمر علها ترتاح
شعرت بالخوف حين رأت شقيقها يدخل من باب شقتها بصحبة سيرجى لكن خوفها تبدد حين وجدت نفسها بين ذراعي شقيقها يضمها إليه ويعتذر منها عن تخليه عنها،  ضمته إليها هى الأخرى شاعرة بالشعب لأول مرة منذ سنوات، شعرت بالمذلة التى كانت تعانى منها، شعرت بالنبذ الذى كانت به
اعتذر آنا اعتذر حقا
لم تركتنى آدم لم؟
صدقينى لا اعلم لم فعلت، ربما صدقت الأمر وربما كنت لا اعلم حقيقة الأمور
لقد كنت صغيرة جدا، لقد انتظرت عودتك كى تنجدنى منه لكنك تركتنى له، شعرت أننى استحق ذلك انت لا تعلم ما عانيته
اعلم عزيزتى وسانتقم لك منه
صدمت أنا مما قاله شقيقها
ماذا تعنى بذلك؟
ستبلغ عنه الشرطة أنا يجب انى يلقي عقابه
لكننى أنا من وافقت على ذلك ومنحته نفسي
لا، انت كنت طفلة لا ذنب لك فوالدتك هى المذنبة
حاولت أنا أن تقاوم رغبة سؤالها عن والدتها لكن ادم شعر بذلك
أنا امى هى من اخبرتنى بالحقيقة، لذلك بحثت عنك لسنوات
ادعت اللامبالاة حين أخبرها بذلك
لا يهم ادم فهى من فعلت بي ذلك
لكن أنا
قاطعته أنا
آدم ارجوك يكفي فأنا حتى لم اسامحك بعد على ما فعلته معى لذلك لا اخبرنى عن امى شيئا فهى من تسببت لى بكل هذا
ضغط سيرجى على كتف صديقه حين حاول ان يتحدث معها كى يمنعه من مواصلة الحديث بأمور لن تجدى نفعا لأحدهم بالوقت الحاضر فامتثل آدم له وكف عن الحديث كى لا يضغط عليها اكثر أما سيرجى فقرر أن يتابع معها حتى تنتهى من مخاوفها واحدا تلو الآخر

انتهى من عمله بالمشفي وقرر أن يتصل بها، هى من تعلم حقيقته كاملة لكنها خارج عالمه أرادها كونها تنتمى لنفس الثقافة التى تعتنفها جدته، المثال الذي يريده لزوجته وحبيبته، امرأة لن تتخلى عنه حتى بموته
ما أن سمع صوتها بالهاتف حتى طلب منها أن يلتقيا الليلة كى يحدثها بأمر ما يخصه فوافقت دون تردد مما أسعده
ما أن أنهت الاتصال حتى اتصلت باستاذها كى تستشيره بما حدث
اذا امل انت تساليننى كطبيب ام كصديق؟
ابتسمت امل وأخبرته بما هى مقتنعة به تماما
الاثنين معا
حسنا عزيزتى يجب أن تعلمى أن الأمر بيدك انت فقط، دافيد ليس مريضا وهذا ما أقر به واعلم جيدا أن ما مر به ليس له علاقة بالسادية باى سكل، هو انتهج هذا المنهج كونه مريح له فقط ويشعره بالراحة بالتعامل مع النساء لكن كونه لم يفعل ما يضر غيره يبعده تماما عن كونه سادى عنيف هى مجرد سيطرة فقط هو نفسه رافضا لها لذلك علاقتك به لن تكون مضرة لك بل على العكس قد تكون مفيدة جدا له بشرط أن تكون لك مشاعر اتجاهه كى لا تعقدين الأمور أكثر فالتخلى عنه سيعقد الأمور أكثر وربما تفاقمت الأمور لذلك احذرى امل فالأمر منوط بك الان
أنهت الاتصال وراحت تفكر بالأمر إذا ما كانت على استعداد لخوض هذه التجربة كاملة، قررت أن تستشير قلبها الان فهى لن تنكر انجذابها له وربما هو السبب الرئيسي لموافقتها على الخروج معه حتى قبل أن تسأل استاذها لكنها لا تعلم هل ستنجح بما قررت أن تفعله ام ستفشل بذلك
حقيقة أنه لا يثق بالنساء تقلقها لكن علمت ما سوف تفعله معه وما قررته بالنسبة لعلاقتهم القادمة أما ستكون علاقة حب وزواج أو علاقة طبيبة تسانده حتى يتخلص مما يخاف منه حتى وإن توارت تحت مسمى الصداقة فهى لن تنسي دورها الأساسي الذي دخلت به حياته وتسلل هو بسببه لحياتها وقلبها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي