الفصل الثاني والخمسون
دلفوا لمطعم فخم وهادى إقتربوا من طاولة فسحب لها الكرسى فابتسمت وجلست وجلس قبالتها يتطلع لجمالها وقال :
_ ماذا تحبين ان تشربي كي اطلبه لك .
ردت عليه "آية" بفقدان صبر :
_ انا لا اريد اناءكل او اشرب اخبرني مباشرة عن من تحب ,
إبتسم وقال بتعقل :
_ فلتهدأي قليلا ساخبرك بكل شىء و لكنفلنتحدث سويا بالاول .
جلس بجوارهم مجموعة شباب يتبادلون حديثهم بضحك وصوت عالى نظر إليهم "حازم" و نظرت لهم "آية" بضيق و عادت اليه وقالت :
_ ركز معي انا و اخبرني بماذا سنتحدث ؟!
وضع يديه على الطاولة وقال :
_ اريد ان اخبرك انه ببداية لقاؤنا لم اكن اطيق رؤيتك امامي صراحة .
إختفت إبتسامتها وقالت بامتعاض :
_ و هل اتعبت حالك و جأت بي الى هنا كيتقول لي هذا الكلام و تحزنني .
إبتسم حازم بهدوء وقال :
_ اصبرى قليلا .. المهم انك كنتي سمجة و دمك ثقيل للغاية و لكن بعد ذلك شعرت انني اعرفك منذ زمن و كاننا تقابلنا من قبل في مكان اخر .. وبدات اشعر انك قريبة مني للغاية و اخاف عليك من كل شىء و افكر بك كثيرا .
إتسعت عيونها من الفرحة ووضعت يدها على فمها وأشارت له بيدها أن أكمل فتعالت أصوات الشباب مرة أخرى فنظر لهم "حازم" مرة أخرى زفرت بضيق ووقفت وقالت :
_ هذا يكفي لقد تمادوا كثيرا هذه المرة .
فقال لها "حازم" بخوف :
_ الي اين انت ذاهبة يا مجنونة ؟!!
إتجهت لطاولتهم بغضب وقالت بجدة :
_ لو تفضلتم اخفضوا من صوتكم قليلا .. هذا المكان يفترض انه هادىء فارجوكم التزموا بذلك .
تركتهم وإلتفتت لتعود لطاولتها ليوقفها صوت تعرفه جيدا يقول :
- آية !!!!
وقفت مصدومة من هذا الصوت الذى لا يفارق رأسها ولا تعلم من هو إلتفتت إليه فاقترب منها وقال بفرحة هيستيرية :
_ آية !!!! هل تقفين امامي حقا ام نني اتوهم كعادتي .
نعم هو نفس الشخص ولكن من هو فقالت بتعجب :
_ من انت اشعر انني رايتك من قبل و لكن لا اتذكر اين ؟!!!
رد عليها "مروان" بعدم فهم :
_ اية انا مروان .. هل مازلت غاضبة مني ؟
هنا مر شريط حياتها كله أمام عينها بسرعة آلمت رأسها فأمسكتها و هي تتاوه وإلتفت لأمانها الذى وقف يتطلع لحديثهم نظرت له بألم وصرخت به قائلة :
_ حازم ..... ساعدني .
* * * *
ركض "حازم" إليها لتسقط مغشى عليها بين ذراعيه ...... فقال بقلق وخوف :
_ آيات ما بك يا ايات اجيبيني ارجوكي .
نظر له "مروان" بتعجب وقال :
_ من هي ايات انها اية ابنة خالتي .
نظر له "حازم" وقال مستوضحا مضيقا عينيه عله يتذكر:
_ اعتقد انني رايتك من قبل اليس كذلك ؟
رد عليه "مروان" :
_ نعم انا اعرفك يا حضرة الضابط و لكن ما الذي جمعكما ؟
قال له "حازم" بصوت عالى :
_ اخرج مفتاح سيارتي من جيبي بسرعة .
وحملها بين ذراعيه وخرج مسرعا .
فقال له "مروان" بضيق :
_ اتركها انت و انا ساحملها .
زفر "حازم" بضيق وقال :
_ هذا ليس وقته ادر السيارة بسرعة ارجوك .
طالع مروان قلقه بضيق و فتح له السيارة و ادارها حتي وضعها "حازم" فى الكرسى الخلفى فركب بجوارها "مروان" ورفع
رأسها على قدميه و"حازم" يستشيط غضبا من ملامسته لها و لكنه تغاضي كي ينقذها.
وقف "محمد" و"عبده" ينظرون لبعض بتعجب .
وصلوا للمشفى حملها "حازم" وجرى بها للإستقبال، عاينها الطبيب وقال مطمئنا :
_ لا تقلقوا حالة اغماء بسيطة .
حاول الطبيب إفاقتها فاستجابت له فأردف قائلا :
_ لحظت بسيطة و ستفيق باذن الله .. حمدا لله علي سلامتها .
نظر "حازم" "لمروان" وقال له بفضول :
_ لقد قلت انك تعرفني .. عرفني بنفسك .
جلس "مروان" بجوارها وقال :
_ انا اسمي مروانو هذه اية ابنة خالتي و انت كنت الضابط المكلف بقضيتها .. قضية الاغتصاب التي حدثت لها .
رجع "حازم" بذاكرته لهذه الفتاة التى تعرضت للإغتصاب وظلت بعقله فترة كبيرة إضطر بعدها أن ينتقل للمنصورة ليخرج صوتها وشكلها من رأسه ضحك "حازم" وهز رأسه قائلا :
_ كنت اشعر انني رايتها من قبل و لكنني لم اتذكرها .
فقال له "مروان" :
_ و اين تقابلتما و كيف ؟!
قص عليه "حازم" ما حدث معها ومعه وعيونه لا تفارقها فقال
له "مروان" بدهشة :
_ هل تقصد انها فقدت الذاكرة كل هذه المدة .
أومأ "حازم" برأسه وقال مؤكدا :
_ نعم .. الاطباء اكدوا انها تعرضت لصدمة نفسية قوية كانت السبب في فقدانها للذاكرة .
تذكر "مروان" لقائهم الأخير وكلامه الجارح لها ورؤيتها له وهو يخونها مع غيرها .. فقال بضيق :
_ ساذهب لاحضر زجاجة ماء .
سمعوا صوت "آية" التى قالت وهى نائمة :
- حازم .... .
ليرد عليها بابتسامة :
_ انا بجوارك يا ايات استيقظى لا تقلقي .
نظر له "مروان" بغضب لتعاود "آية" وقالت :
- ولكن ... مروان .
ليرد عليها الاخر بابتسامة :
_ انا هنا فتحي عيناكي يا عمرى .
رمقه "حازم" بنظرة نارية لاحظها "مروان" فقال :
_ اننا نحب بعضنا و مخطوبين كما تعلم سابقا .
نزل كلامه على "حازم" كالصاعقة تعلقت عيونه "بآية" وقال فى نفسه بحزن :
_ كنت اعلم ان هذا اليوم ات .. لماذا طاوعت قلبي لحبك ؟!
لاحظوا حركتها فقالت بصوت خفيض :
- أنا احبك .
نظر لها الإثنان بإبتسامة فنظر كل منهما للأخر بتحدى لينسحب
"مروان" قائلا :
_ ساحضر المياه و ساعود بعد اذنك .
فتحت "آية" عيونها وقالت "لحازم" :
_ اين انا ؟!
إبتسم لها وقال :
_ انت في المشفي اغشي عليكي و احضرتك الا هنا كي اطمأن عليكي لا تقلقي .
جلست فقال مسرعا بخوف :
_ ابقي مرتاحة .
_ لا تقلق انا بخير .. اعتقد انني رايت .... .
ليدخل "مروان" فنظرت له ونظر لها إبتسمت له فاقترب منها وقال :
_ حبيبتي لقد اشتقت اليك كثيرا و كنت اموت من قلقي عليكي .
ردت بدهشة بعدما همت واقفة :
_ مروان انت امامي اليس كذلك ؟
اومأ براسه مؤكدا و قال بفرحة :
_ نعم انا امامك يا قلب مروان .
وإحتضنهاوحملها ولف بها ،كل هذا و"حازم" يموت وهو يراها بين أحضانه إعتصر يديه حتى غرست أظافره بيده لم يحتمل فتركهم وخرج ...
بينما قالت "آية" لمروان بضيق :
_ مروان انزلني هل جننت لقد اصيبت بالدوار ؟!!
أنزلها حتى لامست قدميها الأرض .. ثم تطلع داخل عينيها بشوق وقال :
_ اشتقت اليك كثيرا .. كنت اموت و انتي بعيدة عني .. مازلت لا اصدق انك امامي .. و اتطلع داخل عيونك و لمستك بيدي يا عمرى .
ردت عليه "آية" بلهفة :
_ هخل جدتي بخير .. و خالتي و سارة و بابا رؤوف كيف حالهم جميعا طمني عليهم ارجوك .
صفع رأسه بيده وقال بعدما تذكرهم اخيرا :
_ لقد نسيتهم تماما من فرحتي .. ساتصل بهم كي اخبرهم .
أخرج هاتفه وهاتف سهام ، ردت عليه بجمود :
_ هل تريد شيئا يا مروان .
اجابها بفرحة :
_ امي انا احضر لك مفاجاة لن تستوعبيها فقوى حالك .. لقد وجدت اية يا امي .
ردت عليه بتعجب :
_ ماذا تقول هل تهذى ؟ هل انت ثمل كعادتك ؟!!
تمسك بكف اية التي تجمعت العبرات بعينها مع صوت خالتها و قال بتاكيد :
_ لا لست ثمل وربي اية امامي و اطالعها و متمسك بكفها بين راحتي .
فقالت له "سهام" بلهفة :
_ اقسم انها معك يا مروان وانك لا تضحك علي .
إخترق إسم "آية" أذن "سارة" لتقول بقلق :
_ اية !!! ما بها اية يا امي هل هي بخير ام ... ؟
ردت عليها "سهام" بسعادة :
_ مروان يقول انه مع اية يا سارة .. اخبرني يا مروان اين انتما ؟
_ اننا براس البر يا امي .. اية معك تفضلي .
أعطى الهاتف "لآية" فقالت بدموعها :
_ خالتي .
تحولت دموع "سهام" لنحيب لتقول :
_ يا حبيبة قلب خالتك ونور عيني خالتك .. اين كنتي يا اية لقد امتنا من رعبنا عليكي يا حبيبتي .
أخذت "سارة" الهاتف وقالت بتلهف :
_ اية انا سارة يا قلبي اسمعيني صوتك ارجوكي .
كففت اية عبراتها و قالت :
_ سارة .. لقد اشتقت اليك يا حبيبتي كيف حالك و كيف حال زياد ؟!
اجابتها سارة بسعادة :
_و هلهذا وقت زياد .. عودى حالا يا اية حالا .
ردت عليها "آية" بدموعها :
_ هل جدتي بخير يا سارة ؟
ردت عليها "سارة" بفرحة :
_ سانزل اليها و اعطيها الهاتف فورا ان قلبها ينفطر عليكي يا حبيبتي .
ركضت "سارة" علي الدرج بسرعة ودخلت على الجدة وقالت بفرحة :
_ تيتة اية علي الهاتف يا تيتة وربي .
اتسعت عيني الجدة بصدمة بينما اعطتها سارة الهاتف لياتيها صوت "آية" قائلة :
_ تيتة هل تسمعينني يا حبيبتي ردى علي .
نزلت دموع الجدة وقالت بسعادة :
_ ابنتي حبيبتي .
طالعت اية مروان المبتسم لها بسعادة ويربت علي كفها ليطمانها و قالت :
_ اشتقيت اليك يا حبيبتي كثيرا جدا جدا جدا .
فقالت لها الجدة بوهن :
_ يا حبيبة قلبي انا لا اصدق انني اسمع صوتك و انك بخير و الحمد لله .
مسحت "آية" دموعها وقالت :
_ لا تبكي كي لا تمرضي ارجوكي انا بخير حال و الحمد لله .
لاحظت "آية" "حازم" الواقف أمام شرفة المشفى مبتعدا عنهم فقالت مسرعة :
_ ساهاتفك مجددا يا تيتة .. تفضل هاتفك يا مروان .
ناولته الهاتف و سحبت كفها من كفه و ذهبت "لحازم" وقفت قبالته وقالت بفرحة :
_ حازم لقد تذكرت كل شىء و عرفت من انا اخيرا .
إبتسم لها إبتسامة ميتة وقال :
- حمدا لله على سلامتك .
تمسكت بذراعيه و قالت بسعادة :
- انا لا اصدق ما حدث .. اشتاق اليهم جميعا .
نظر لها طويلا وقال بحزن :
_ هل جاء وقت الرحيل يا ايات و ستعودى اليهم ؟!!
قالت له بخوف :
- واتركك !!!!!
وقف قبالتها وقال بجدية ممزوجة بالحزن :
_ لابد انك ستتركيني وتعودى لعيلتك و اهلك و حياتك و دراستك .
ردت بخنقة :
_ ولكنني اريد ان ابقي معك .. اقصد ان ابقي معكم .
اجابها و هو يتطلع بالبعيد :
_ سنكون معك دائما كما نفعل مع راما .. وسنهاتفك طوال الوقت .
وقفت امام مكرمي عينيه و قالت باعتراض :
- ولكن يا حازم انا ... .
قاطعها "مروان" قائلا بابتسامة متسعة :
_ الجميع ينتظرك يا اية .. ستاتي معي اليس كذلك ؟!
ردت عليه بحزم وهي متعلقة بعيني حازم :
_ لا .. سابقي ببيت حازم الليلة و بالصباح حازم سيوصلني بنفسه كياعرفه علي الجميع .
قال لها "مروان" بدهشة :
- اية ترفقي بهم فهم لاشهر يموتون قلقا عليكي و بانتظارك و كلهم شوق لك .
ردت وهي مازالت متعلقة بعيون "حازم" :
_ غدا ان شاء الله .. تعال معنا اليوم لاعرفك بماما احلام والدة حازم و اختيه مريم وسجدة .. هل توافق يا حازم .
أومأ حازم برأسه وقال مسرعا :
_ بالتاكيد .. اهلا وسهلا به .
عادوا للشاليه فاستقبلتهم "أحلام" بابتسامتها الدافئة حتي لاحظت "مروان" لتختفى إبتسامتها تعجبا .. اقتربت منها "آية" وقالت بسعادة :
_ لقد تذكرت كل شىء يا امي .. وهذا مروان ابن خالتي .
نظرت اية "لمروان" وقالت :
_ هذه هي ماما احلام يا مروان .. وهذه سجدة و هذه مريم اختاي و حبيباتي .. لقد فتحوا ليبيتهم و عاملوني احسن معاملة وعالجوني و لم يقصروا معي باي شىء و كانني واحدة منهم .
إبتسم "مروان" وقال بامتنان :
_ كلمات الشكر لا تكفيكم لانكم حافظتوا عليها لي .
نظرت "مريم" "لحازم" لترى على وجهه حزن كبير إنفطر قلبها عليه .. بينما وقفت "آية" قبالتها وقالت :
- لقد تذكرت كل شىء يا مريم .
ردت "سجدة" بدموعها :
_ هذا معناه انك ستتركينا و تعودى معه يا ايات .
ردت عليها "آية" وقالت بنبرة قاطعة :
_ لا لن اترككم فانتم ايضا عيلتي و اهلي .
قال لها "مروان" وهو ينصرف :
_ اية ساتركك حتي الصباح و ساتي لاخذك كي نعود بيتنا .
أومأت له برأسها وقالت :
- إن شاء الله .
إبتسم لها "مروان" وعيونه وقلبه لا يريدون تركها وخرج ..
جلست طوال الليل تحكى لهم عن "آية" التى لا يعرفونها حتى نام الجميع إلا هما خرجت من غرفتها لتجده جالس يتطلع للبحر جلست بجواره وهى تنظر للبحر وقالت :
_ لماذا لم تنم يا حازم ؟ ما سبب سهرك ؟!!
اجابها باقتضاب :
- افكر قليلا .
نظرت له وقالت بألم :
- هل ستتركني ابتعد عنك و اعود اليهم .
نظر لها بحزن وقال :
_ جاء الوقت لتعودى اية كما كنتي و تعودى لاسرتك .
إبتسمت بسخرية وقالت :
_ هل حقا كنت الضابط المكلف بالتحقيق في قضيتي ؟
إبتسم وقال :
_ نعم وتاثرت نفسيا فترة كبيرة بحالتك و حمدت ربي علي نقلي لهنا كي اخرجك من راسي لتاتي ورائي حتي هنا .
ضحكت وقالت بسخرية :
_ لا اراه شيئا غريبا ما حدث معنا .. هذا ما يسمي القدر وليس لنا دخل بترتيباته .
تنهد بعمق وقال :
- القدر ... الحب قدر و الفراق ايضا قدر .. و لكن لماذا لم يكن النسيان ايضا قدر .
قطبت حاجبيها وقالت بخوف :
_ كلماتك مبهمة و غير واضحة ..ماذل تقصد يا حازم ؟
إبتسم لها وقال :
_ لا شىء هيا الى النوم كي تستيقظي مبكرا لان طريق سفرنا طويل و لا اريدك ان تتعبي .
إلتفت بجسدها نحوه ثم قالت برجاء :
_ هل لي بطلب منك لو سمحت لي ؟
_ انت تامريني وانا علي التنفيذ يا ايات .
تأملته قليلا بحب وقالت :
_ اريد ان نذهب لبيتك كي اخذ العروسة التي احضرتها لي برمضان .
اوما براسه و قال بابتسامة رائقة :
_ حسنا كل طلباتك اوامر و سانفذها كلها .. و الان هيا الي النوم .
إبتسمت له وتركته وقلبهما يبكى دما كيف له فراقها محبوبته المجنونة .. وهى كيف لها بالبعد عن أمانها وحياتها التى تعيش من أجلها .
**********************
فى الصباح حزمت الحقائب مرة أخرى وركبوا سيارة "حازم" وإتبعهم "مروان" بسيارة أجرة .
وصلوا وحملت" آية" عروستها وتركت باقى أشيائها فسألتها "سجدة" بتعجب :
_ لماذا تركتي اشيائك يا اية لقد اشتريناها لك .
ربتت على ذراعها وقالت بثقة :
_ لكي اعود يا سجدة .. ام انكم لن تسمحون بعودتي و تخلصتم مني .
إحتضنتها "سجدة" وقالت بعتاب :
_ ماذا تقولين يا ايات.. اللهم صبرنا علي فراقك يا حبيبتي .
بينما قالت "مريم" بدموعها :
_ ساشتاق اليك يا اجمل مجنونة بالدنيا كلها .. و لا اعرف كيف ستمضي ايامي من غيرك .
إحتضنتها "آية" وقالت بحزن :
_ سافتقدكم كثيرا .. اعلم اننا سنتعب قليلاو لكننا سنعتاد علي البعد .
خرجت من غرفتها لتجد "أحلام" منهارة من البكاء جلست قبالتها على الأرض وقالت :
_ هل تعلمين انك الوحيدة التي قلت لها يا امي منذ وفاة امي و انا طفلة صغيرة .
جذبتها "أحلام" لحضنها وقالت بدموعها :
_ يعلم الله مقدار حبك في قلبي كحبي لمريم وسجدة و لولا ان اهلك قد اشتاقوا اليك ما كنت تركتك تبتعدين عن حضني ابدا يا قلب امك .
ابتعدت "آية" عنها وقالت بحرقة :
_ انا لا اريد الابتعاد عنكم يا امي و ربي و لكن .. .
نظرت "لحازم" الذى يقف و يدارى حزنه وألمه وهي تنتظر منه ان يتمسك بوجودها بحياته وأردفت قائلة :..؟
_ ساتي لزيارتكم دائما و ساهاتفكم كل يوم باذن الله .
وقفت ونظرت لهم جميعا ودموعها لا تتوقف لم تتمالك نفسها وخرجت تركض على الدرج وهى منهارة من البكاء ، رأها "مروان" تخرج بدموعها حاملة العروسة فى حضنها رق لها قلبه فاقترب منها وقال :
_ اهداي يا حبيبتي يكفيكي بكاء .. باي وقت تحبين ساحضرك اليهم اتفقنا .
نظرت "آية" "لحازم" وقالت :
_ اريد ان امشي من هن بسرعة فقلبي يؤلمني كثيرا .
ركب "حازم" وركبت بجواره و"مروان" يستشيط غضبا ثم ركب بالخلف ...
ظلت طوال الطريق تبكى و"مروان" يحاول معها كى تهدأ ولكن دون جدوى ، صف "حازم" السيارة بجانب الطريق وإلتفت إليها وقال :
_ انا اريد ان اسالك سؤالا .. الم تشتاقي لجدتك و خالتك و ابنة خالتك ؟!!
- أنا عاوز أسألك سؤال هى مش تيته وخالتك وبنت خالتك وحشوكى .
ردت وهى تمسح أنفها بطريقة طفولية :
_ نعم اشتقت اليهم .
تابع قائلا بعدما شعر باستجابتها لحديثه :
_ حسنا فكرى و لو انت امامهم الان و تطالعينهم امامكالن تفرحي ؟
ظهرت إبتسامة خفيفة على شفتيها فأدرف قائلا :
_ اهداي يكفي قد تورمت عيناكي و انفك .
مسحت دموعها وهى تنظر له فقال ليضحكها :
_ ماذا تريدين ان تسمعي ساحقق كل طلباتك اليوم .
ضحكت و قالت بعد تفكير :
- اريد ان أسمع اغنية قد الحروف لاصالة .
كل هذا و"مروان" بينهم يتابع حديثهم واضعا يده على خده ثم قال بضيق :
_ الن نمشي فالجميع هناك علي نار بانتظارنا .
لم يعره "حازم" إهتمام و بحث لها عن الاغنية وشغلها لها وإنطلق......
وهى تنظر له طوال الطريق عله يفهم أنها تحب هذه الأغنية لأنها تذكرها به .
_ ماذا تحبين ان تشربي كي اطلبه لك .
ردت عليه "آية" بفقدان صبر :
_ انا لا اريد اناءكل او اشرب اخبرني مباشرة عن من تحب ,
إبتسم وقال بتعقل :
_ فلتهدأي قليلا ساخبرك بكل شىء و لكنفلنتحدث سويا بالاول .
جلس بجوارهم مجموعة شباب يتبادلون حديثهم بضحك وصوت عالى نظر إليهم "حازم" و نظرت لهم "آية" بضيق و عادت اليه وقالت :
_ ركز معي انا و اخبرني بماذا سنتحدث ؟!
وضع يديه على الطاولة وقال :
_ اريد ان اخبرك انه ببداية لقاؤنا لم اكن اطيق رؤيتك امامي صراحة .
إختفت إبتسامتها وقالت بامتعاض :
_ و هل اتعبت حالك و جأت بي الى هنا كيتقول لي هذا الكلام و تحزنني .
إبتسم حازم بهدوء وقال :
_ اصبرى قليلا .. المهم انك كنتي سمجة و دمك ثقيل للغاية و لكن بعد ذلك شعرت انني اعرفك منذ زمن و كاننا تقابلنا من قبل في مكان اخر .. وبدات اشعر انك قريبة مني للغاية و اخاف عليك من كل شىء و افكر بك كثيرا .
إتسعت عيونها من الفرحة ووضعت يدها على فمها وأشارت له بيدها أن أكمل فتعالت أصوات الشباب مرة أخرى فنظر لهم "حازم" مرة أخرى زفرت بضيق ووقفت وقالت :
_ هذا يكفي لقد تمادوا كثيرا هذه المرة .
فقال لها "حازم" بخوف :
_ الي اين انت ذاهبة يا مجنونة ؟!!
إتجهت لطاولتهم بغضب وقالت بجدة :
_ لو تفضلتم اخفضوا من صوتكم قليلا .. هذا المكان يفترض انه هادىء فارجوكم التزموا بذلك .
تركتهم وإلتفتت لتعود لطاولتها ليوقفها صوت تعرفه جيدا يقول :
- آية !!!!
وقفت مصدومة من هذا الصوت الذى لا يفارق رأسها ولا تعلم من هو إلتفتت إليه فاقترب منها وقال بفرحة هيستيرية :
_ آية !!!! هل تقفين امامي حقا ام نني اتوهم كعادتي .
نعم هو نفس الشخص ولكن من هو فقالت بتعجب :
_ من انت اشعر انني رايتك من قبل و لكن لا اتذكر اين ؟!!!
رد عليها "مروان" بعدم فهم :
_ اية انا مروان .. هل مازلت غاضبة مني ؟
هنا مر شريط حياتها كله أمام عينها بسرعة آلمت رأسها فأمسكتها و هي تتاوه وإلتفت لأمانها الذى وقف يتطلع لحديثهم نظرت له بألم وصرخت به قائلة :
_ حازم ..... ساعدني .
* * * *
ركض "حازم" إليها لتسقط مغشى عليها بين ذراعيه ...... فقال بقلق وخوف :
_ آيات ما بك يا ايات اجيبيني ارجوكي .
نظر له "مروان" بتعجب وقال :
_ من هي ايات انها اية ابنة خالتي .
نظر له "حازم" وقال مستوضحا مضيقا عينيه عله يتذكر:
_ اعتقد انني رايتك من قبل اليس كذلك ؟
رد عليه "مروان" :
_ نعم انا اعرفك يا حضرة الضابط و لكن ما الذي جمعكما ؟
قال له "حازم" بصوت عالى :
_ اخرج مفتاح سيارتي من جيبي بسرعة .
وحملها بين ذراعيه وخرج مسرعا .
فقال له "مروان" بضيق :
_ اتركها انت و انا ساحملها .
زفر "حازم" بضيق وقال :
_ هذا ليس وقته ادر السيارة بسرعة ارجوك .
طالع مروان قلقه بضيق و فتح له السيارة و ادارها حتي وضعها "حازم" فى الكرسى الخلفى فركب بجوارها "مروان" ورفع
رأسها على قدميه و"حازم" يستشيط غضبا من ملامسته لها و لكنه تغاضي كي ينقذها.
وقف "محمد" و"عبده" ينظرون لبعض بتعجب .
وصلوا للمشفى حملها "حازم" وجرى بها للإستقبال، عاينها الطبيب وقال مطمئنا :
_ لا تقلقوا حالة اغماء بسيطة .
حاول الطبيب إفاقتها فاستجابت له فأردف قائلا :
_ لحظت بسيطة و ستفيق باذن الله .. حمدا لله علي سلامتها .
نظر "حازم" "لمروان" وقال له بفضول :
_ لقد قلت انك تعرفني .. عرفني بنفسك .
جلس "مروان" بجوارها وقال :
_ انا اسمي مروانو هذه اية ابنة خالتي و انت كنت الضابط المكلف بقضيتها .. قضية الاغتصاب التي حدثت لها .
رجع "حازم" بذاكرته لهذه الفتاة التى تعرضت للإغتصاب وظلت بعقله فترة كبيرة إضطر بعدها أن ينتقل للمنصورة ليخرج صوتها وشكلها من رأسه ضحك "حازم" وهز رأسه قائلا :
_ كنت اشعر انني رايتها من قبل و لكنني لم اتذكرها .
فقال له "مروان" :
_ و اين تقابلتما و كيف ؟!
قص عليه "حازم" ما حدث معها ومعه وعيونه لا تفارقها فقال
له "مروان" بدهشة :
_ هل تقصد انها فقدت الذاكرة كل هذه المدة .
أومأ "حازم" برأسه وقال مؤكدا :
_ نعم .. الاطباء اكدوا انها تعرضت لصدمة نفسية قوية كانت السبب في فقدانها للذاكرة .
تذكر "مروان" لقائهم الأخير وكلامه الجارح لها ورؤيتها له وهو يخونها مع غيرها .. فقال بضيق :
_ ساذهب لاحضر زجاجة ماء .
سمعوا صوت "آية" التى قالت وهى نائمة :
- حازم .... .
ليرد عليها بابتسامة :
_ انا بجوارك يا ايات استيقظى لا تقلقي .
نظر له "مروان" بغضب لتعاود "آية" وقالت :
- ولكن ... مروان .
ليرد عليها الاخر بابتسامة :
_ انا هنا فتحي عيناكي يا عمرى .
رمقه "حازم" بنظرة نارية لاحظها "مروان" فقال :
_ اننا نحب بعضنا و مخطوبين كما تعلم سابقا .
نزل كلامه على "حازم" كالصاعقة تعلقت عيونه "بآية" وقال فى نفسه بحزن :
_ كنت اعلم ان هذا اليوم ات .. لماذا طاوعت قلبي لحبك ؟!
لاحظوا حركتها فقالت بصوت خفيض :
- أنا احبك .
نظر لها الإثنان بإبتسامة فنظر كل منهما للأخر بتحدى لينسحب
"مروان" قائلا :
_ ساحضر المياه و ساعود بعد اذنك .
فتحت "آية" عيونها وقالت "لحازم" :
_ اين انا ؟!
إبتسم لها وقال :
_ انت في المشفي اغشي عليكي و احضرتك الا هنا كي اطمأن عليكي لا تقلقي .
جلست فقال مسرعا بخوف :
_ ابقي مرتاحة .
_ لا تقلق انا بخير .. اعتقد انني رايت .... .
ليدخل "مروان" فنظرت له ونظر لها إبتسمت له فاقترب منها وقال :
_ حبيبتي لقد اشتقت اليك كثيرا و كنت اموت من قلقي عليكي .
ردت بدهشة بعدما همت واقفة :
_ مروان انت امامي اليس كذلك ؟
اومأ براسه مؤكدا و قال بفرحة :
_ نعم انا امامك يا قلب مروان .
وإحتضنهاوحملها ولف بها ،كل هذا و"حازم" يموت وهو يراها بين أحضانه إعتصر يديه حتى غرست أظافره بيده لم يحتمل فتركهم وخرج ...
بينما قالت "آية" لمروان بضيق :
_ مروان انزلني هل جننت لقد اصيبت بالدوار ؟!!
أنزلها حتى لامست قدميها الأرض .. ثم تطلع داخل عينيها بشوق وقال :
_ اشتقت اليك كثيرا .. كنت اموت و انتي بعيدة عني .. مازلت لا اصدق انك امامي .. و اتطلع داخل عيونك و لمستك بيدي يا عمرى .
ردت عليه "آية" بلهفة :
_ هخل جدتي بخير .. و خالتي و سارة و بابا رؤوف كيف حالهم جميعا طمني عليهم ارجوك .
صفع رأسه بيده وقال بعدما تذكرهم اخيرا :
_ لقد نسيتهم تماما من فرحتي .. ساتصل بهم كي اخبرهم .
أخرج هاتفه وهاتف سهام ، ردت عليه بجمود :
_ هل تريد شيئا يا مروان .
اجابها بفرحة :
_ امي انا احضر لك مفاجاة لن تستوعبيها فقوى حالك .. لقد وجدت اية يا امي .
ردت عليه بتعجب :
_ ماذا تقول هل تهذى ؟ هل انت ثمل كعادتك ؟!!
تمسك بكف اية التي تجمعت العبرات بعينها مع صوت خالتها و قال بتاكيد :
_ لا لست ثمل وربي اية امامي و اطالعها و متمسك بكفها بين راحتي .
فقالت له "سهام" بلهفة :
_ اقسم انها معك يا مروان وانك لا تضحك علي .
إخترق إسم "آية" أذن "سارة" لتقول بقلق :
_ اية !!! ما بها اية يا امي هل هي بخير ام ... ؟
ردت عليها "سهام" بسعادة :
_ مروان يقول انه مع اية يا سارة .. اخبرني يا مروان اين انتما ؟
_ اننا براس البر يا امي .. اية معك تفضلي .
أعطى الهاتف "لآية" فقالت بدموعها :
_ خالتي .
تحولت دموع "سهام" لنحيب لتقول :
_ يا حبيبة قلب خالتك ونور عيني خالتك .. اين كنتي يا اية لقد امتنا من رعبنا عليكي يا حبيبتي .
أخذت "سارة" الهاتف وقالت بتلهف :
_ اية انا سارة يا قلبي اسمعيني صوتك ارجوكي .
كففت اية عبراتها و قالت :
_ سارة .. لقد اشتقت اليك يا حبيبتي كيف حالك و كيف حال زياد ؟!
اجابتها سارة بسعادة :
_و هلهذا وقت زياد .. عودى حالا يا اية حالا .
ردت عليها "آية" بدموعها :
_ هل جدتي بخير يا سارة ؟
ردت عليها "سارة" بفرحة :
_ سانزل اليها و اعطيها الهاتف فورا ان قلبها ينفطر عليكي يا حبيبتي .
ركضت "سارة" علي الدرج بسرعة ودخلت على الجدة وقالت بفرحة :
_ تيتة اية علي الهاتف يا تيتة وربي .
اتسعت عيني الجدة بصدمة بينما اعطتها سارة الهاتف لياتيها صوت "آية" قائلة :
_ تيتة هل تسمعينني يا حبيبتي ردى علي .
نزلت دموع الجدة وقالت بسعادة :
_ ابنتي حبيبتي .
طالعت اية مروان المبتسم لها بسعادة ويربت علي كفها ليطمانها و قالت :
_ اشتقيت اليك يا حبيبتي كثيرا جدا جدا جدا .
فقالت لها الجدة بوهن :
_ يا حبيبة قلبي انا لا اصدق انني اسمع صوتك و انك بخير و الحمد لله .
مسحت "آية" دموعها وقالت :
_ لا تبكي كي لا تمرضي ارجوكي انا بخير حال و الحمد لله .
لاحظت "آية" "حازم" الواقف أمام شرفة المشفى مبتعدا عنهم فقالت مسرعة :
_ ساهاتفك مجددا يا تيتة .. تفضل هاتفك يا مروان .
ناولته الهاتف و سحبت كفها من كفه و ذهبت "لحازم" وقفت قبالته وقالت بفرحة :
_ حازم لقد تذكرت كل شىء و عرفت من انا اخيرا .
إبتسم لها إبتسامة ميتة وقال :
- حمدا لله على سلامتك .
تمسكت بذراعيه و قالت بسعادة :
- انا لا اصدق ما حدث .. اشتاق اليهم جميعا .
نظر لها طويلا وقال بحزن :
_ هل جاء وقت الرحيل يا ايات و ستعودى اليهم ؟!!
قالت له بخوف :
- واتركك !!!!!
وقف قبالتها وقال بجدية ممزوجة بالحزن :
_ لابد انك ستتركيني وتعودى لعيلتك و اهلك و حياتك و دراستك .
ردت بخنقة :
_ ولكنني اريد ان ابقي معك .. اقصد ان ابقي معكم .
اجابها و هو يتطلع بالبعيد :
_ سنكون معك دائما كما نفعل مع راما .. وسنهاتفك طوال الوقت .
وقفت امام مكرمي عينيه و قالت باعتراض :
- ولكن يا حازم انا ... .
قاطعها "مروان" قائلا بابتسامة متسعة :
_ الجميع ينتظرك يا اية .. ستاتي معي اليس كذلك ؟!
ردت عليه بحزم وهي متعلقة بعيني حازم :
_ لا .. سابقي ببيت حازم الليلة و بالصباح حازم سيوصلني بنفسه كياعرفه علي الجميع .
قال لها "مروان" بدهشة :
- اية ترفقي بهم فهم لاشهر يموتون قلقا عليكي و بانتظارك و كلهم شوق لك .
ردت وهي مازالت متعلقة بعيون "حازم" :
_ غدا ان شاء الله .. تعال معنا اليوم لاعرفك بماما احلام والدة حازم و اختيه مريم وسجدة .. هل توافق يا حازم .
أومأ حازم برأسه وقال مسرعا :
_ بالتاكيد .. اهلا وسهلا به .
عادوا للشاليه فاستقبلتهم "أحلام" بابتسامتها الدافئة حتي لاحظت "مروان" لتختفى إبتسامتها تعجبا .. اقتربت منها "آية" وقالت بسعادة :
_ لقد تذكرت كل شىء يا امي .. وهذا مروان ابن خالتي .
نظرت اية "لمروان" وقالت :
_ هذه هي ماما احلام يا مروان .. وهذه سجدة و هذه مريم اختاي و حبيباتي .. لقد فتحوا ليبيتهم و عاملوني احسن معاملة وعالجوني و لم يقصروا معي باي شىء و كانني واحدة منهم .
إبتسم "مروان" وقال بامتنان :
_ كلمات الشكر لا تكفيكم لانكم حافظتوا عليها لي .
نظرت "مريم" "لحازم" لترى على وجهه حزن كبير إنفطر قلبها عليه .. بينما وقفت "آية" قبالتها وقالت :
- لقد تذكرت كل شىء يا مريم .
ردت "سجدة" بدموعها :
_ هذا معناه انك ستتركينا و تعودى معه يا ايات .
ردت عليها "آية" وقالت بنبرة قاطعة :
_ لا لن اترككم فانتم ايضا عيلتي و اهلي .
قال لها "مروان" وهو ينصرف :
_ اية ساتركك حتي الصباح و ساتي لاخذك كي نعود بيتنا .
أومأت له برأسها وقالت :
- إن شاء الله .
إبتسم لها "مروان" وعيونه وقلبه لا يريدون تركها وخرج ..
جلست طوال الليل تحكى لهم عن "آية" التى لا يعرفونها حتى نام الجميع إلا هما خرجت من غرفتها لتجده جالس يتطلع للبحر جلست بجواره وهى تنظر للبحر وقالت :
_ لماذا لم تنم يا حازم ؟ ما سبب سهرك ؟!!
اجابها باقتضاب :
- افكر قليلا .
نظرت له وقالت بألم :
- هل ستتركني ابتعد عنك و اعود اليهم .
نظر لها بحزن وقال :
_ جاء الوقت لتعودى اية كما كنتي و تعودى لاسرتك .
إبتسمت بسخرية وقالت :
_ هل حقا كنت الضابط المكلف بالتحقيق في قضيتي ؟
إبتسم وقال :
_ نعم وتاثرت نفسيا فترة كبيرة بحالتك و حمدت ربي علي نقلي لهنا كي اخرجك من راسي لتاتي ورائي حتي هنا .
ضحكت وقالت بسخرية :
_ لا اراه شيئا غريبا ما حدث معنا .. هذا ما يسمي القدر وليس لنا دخل بترتيباته .
تنهد بعمق وقال :
- القدر ... الحب قدر و الفراق ايضا قدر .. و لكن لماذا لم يكن النسيان ايضا قدر .
قطبت حاجبيها وقالت بخوف :
_ كلماتك مبهمة و غير واضحة ..ماذل تقصد يا حازم ؟
إبتسم لها وقال :
_ لا شىء هيا الى النوم كي تستيقظي مبكرا لان طريق سفرنا طويل و لا اريدك ان تتعبي .
إلتفت بجسدها نحوه ثم قالت برجاء :
_ هل لي بطلب منك لو سمحت لي ؟
_ انت تامريني وانا علي التنفيذ يا ايات .
تأملته قليلا بحب وقالت :
_ اريد ان نذهب لبيتك كي اخذ العروسة التي احضرتها لي برمضان .
اوما براسه و قال بابتسامة رائقة :
_ حسنا كل طلباتك اوامر و سانفذها كلها .. و الان هيا الي النوم .
إبتسمت له وتركته وقلبهما يبكى دما كيف له فراقها محبوبته المجنونة .. وهى كيف لها بالبعد عن أمانها وحياتها التى تعيش من أجلها .
**********************
فى الصباح حزمت الحقائب مرة أخرى وركبوا سيارة "حازم" وإتبعهم "مروان" بسيارة أجرة .
وصلوا وحملت" آية" عروستها وتركت باقى أشيائها فسألتها "سجدة" بتعجب :
_ لماذا تركتي اشيائك يا اية لقد اشتريناها لك .
ربتت على ذراعها وقالت بثقة :
_ لكي اعود يا سجدة .. ام انكم لن تسمحون بعودتي و تخلصتم مني .
إحتضنتها "سجدة" وقالت بعتاب :
_ ماذا تقولين يا ايات.. اللهم صبرنا علي فراقك يا حبيبتي .
بينما قالت "مريم" بدموعها :
_ ساشتاق اليك يا اجمل مجنونة بالدنيا كلها .. و لا اعرف كيف ستمضي ايامي من غيرك .
إحتضنتها "آية" وقالت بحزن :
_ سافتقدكم كثيرا .. اعلم اننا سنتعب قليلاو لكننا سنعتاد علي البعد .
خرجت من غرفتها لتجد "أحلام" منهارة من البكاء جلست قبالتها على الأرض وقالت :
_ هل تعلمين انك الوحيدة التي قلت لها يا امي منذ وفاة امي و انا طفلة صغيرة .
جذبتها "أحلام" لحضنها وقالت بدموعها :
_ يعلم الله مقدار حبك في قلبي كحبي لمريم وسجدة و لولا ان اهلك قد اشتاقوا اليك ما كنت تركتك تبتعدين عن حضني ابدا يا قلب امك .
ابتعدت "آية" عنها وقالت بحرقة :
_ انا لا اريد الابتعاد عنكم يا امي و ربي و لكن .. .
نظرت "لحازم" الذى يقف و يدارى حزنه وألمه وهي تنتظر منه ان يتمسك بوجودها بحياته وأردفت قائلة :..؟
_ ساتي لزيارتكم دائما و ساهاتفكم كل يوم باذن الله .
وقفت ونظرت لهم جميعا ودموعها لا تتوقف لم تتمالك نفسها وخرجت تركض على الدرج وهى منهارة من البكاء ، رأها "مروان" تخرج بدموعها حاملة العروسة فى حضنها رق لها قلبه فاقترب منها وقال :
_ اهداي يا حبيبتي يكفيكي بكاء .. باي وقت تحبين ساحضرك اليهم اتفقنا .
نظرت "آية" "لحازم" وقالت :
_ اريد ان امشي من هن بسرعة فقلبي يؤلمني كثيرا .
ركب "حازم" وركبت بجواره و"مروان" يستشيط غضبا ثم ركب بالخلف ...
ظلت طوال الطريق تبكى و"مروان" يحاول معها كى تهدأ ولكن دون جدوى ، صف "حازم" السيارة بجانب الطريق وإلتفت إليها وقال :
_ انا اريد ان اسالك سؤالا .. الم تشتاقي لجدتك و خالتك و ابنة خالتك ؟!!
- أنا عاوز أسألك سؤال هى مش تيته وخالتك وبنت خالتك وحشوكى .
ردت وهى تمسح أنفها بطريقة طفولية :
_ نعم اشتقت اليهم .
تابع قائلا بعدما شعر باستجابتها لحديثه :
_ حسنا فكرى و لو انت امامهم الان و تطالعينهم امامكالن تفرحي ؟
ظهرت إبتسامة خفيفة على شفتيها فأدرف قائلا :
_ اهداي يكفي قد تورمت عيناكي و انفك .
مسحت دموعها وهى تنظر له فقال ليضحكها :
_ ماذا تريدين ان تسمعي ساحقق كل طلباتك اليوم .
ضحكت و قالت بعد تفكير :
- اريد ان أسمع اغنية قد الحروف لاصالة .
كل هذا و"مروان" بينهم يتابع حديثهم واضعا يده على خده ثم قال بضيق :
_ الن نمشي فالجميع هناك علي نار بانتظارنا .
لم يعره "حازم" إهتمام و بحث لها عن الاغنية وشغلها لها وإنطلق......
وهى تنظر له طوال الطريق عله يفهم أنها تحب هذه الأغنية لأنها تذكرها به .