الفصل الثالث والعشرون

انا علي اد منا مبسوط مش مبسوط فرحان ان في حد انقذني وزعلان علي الماضي اللي راح ومستفدتش منه بحاجة خالص ، حاسس ان ربنا انا بتكسف اقول كده من كتر الغلط اللي عملته ومع ذلك شايف انه بيديني فرصة جديدة اصحح فيها اخطائي من جديد واكون شخص مميز انا مش عاوز  ارجع للي فات عاوز اكون حد كويس ونفسي اوصل لحالة الرضا عن نفسي كون اني اوصل لكده .
ارسل ادم الرسالة الي الطبيبة النفسية ، ثم ارسل لها رسالة أخري كتب فيها :-
انا كلمت رحمة ، رحمة كلامها عامل زي البلسم الشافي اللي بيدهل القلب ، رحمة وهي رحمة فعلا ، حاولت اقولها ووضحتلها اني مريض نفسي ومحتاج اخد وقتي عشان اتعالج واكون كويس ، هي تقبلت كوني مريض بس مش عاوزة اكون مطول الفترة دي ، مش عاوزة اغيب عليها تكتر من كده ، لان العمر بيعدي وحقيقي هي عندها حق ، مش لازم نطول عن كده لاننا محتاجين نرجع لبعض ونعيد تقييم حياتنا من جديد اوقات الخوف بيمنعنا اننا نعمل غلطات
بس دا لما يكون ضميرنا حي وواعي ومدرك لغلطاته ، طب دلوقتي لو كانت ضمايرنا مش حية ومش مدركة للغلط هنعمل ايه وهنصحح اغلاطنا ازاي انا مش فاهم ولا عارف هتتحل ازاي ، طب ازاي اتعلم المواجهة واني اواجهه اسوء كوابيسي اللي بتطاردني بدون رحمة ، انا اتهلمت ان الوقت دا بيخلينا نصحح لنفسنا طول مافيه نفس جوانا طول ما احنا مدركين للي بنعمله بصدق من جوانا مش متصنعين قوليلي اعمل ايه عشان ارتاح .
تفاجأ ادم من رد الدكتورة عليه في الحال فبعدما اريل لها الرسالة أراح راسه للخلف فقالت له في رسالة طويلة :-
عزيزي ادم هذا ما أفضل ان اناديك به تعرف ان كده أفضل اننا نرجع لاصولك الاولية  ....
أكيد زي ما حكيت ليا عن الوحش اللي انت مريت بيه اكيد في الغربة دي والعمر دا كله اللي عيشته اكيد صادفك فيه حاجات حلوة عيشتها وشوفتها والا مكنتش عيشت دا كله هنا عامتا رجوعك لبلدك هيخليك تنسي اللي مريت بيه الوحش كله ، ويخليك تفتح صفحة جديدة مع نفسك بعيدا عن اي وجع ، احنا بنفكر اننا خلصنا اخدنا نصيبنا من الحياة خلص بس طول ما احنا بنتنفس وعايشيين خلاص مكملين في حياتنا بنتوجع شوية بس ايماننا ويقينا بنفسنا معدي الحدود ودي اهم خصلة لازم تكون حاسس وشايف انك تكون متقبل نفسك مش كارهها ، هنحط بند اننا غلطنا ونرجع نتوب ربنا دا اولا ، بعد كده لازم تبدء بنفسك انك ازاي تقومها نحو السلوك الصحيح ازاي تخليها ترفض شعورك وتحول كرهك لنفسك دا لكرهك للغلط دا في حد ذاته وقتها هتحس نفسك بدأت صح مش غلط وتحط نقط انك مهما كان بشر ولازم تغلط ونرجع نتوب تاني ونتعلم ، الفكرة ازاي نسخر الغلط ونحوله لصح ازاي تكون من جواك حاسس انك عاوز تتغير للاحسن ، وتكون حد نافع لنفسك وواثق منها هترجع تاني وتكون حد كويس ومدام بدات كده وعاوز تتغير وتكون أفضل يبقي هستناك تشرفني ونقعد مع بعض شوية هناخد شوية علاجات بسيطة محفزة للمخ وللفترة الجاية وبما انك عاي استعداد يبقي انت هتبقي حاجة كويسة جدا وهتخف وترجع احسن من الاول أتمني ليك السعادة ادم
وواثقة فيك جدا واثقة انك حد قد المسئولية ولازم تغير كل حاجة وحشة في حياتك واي حاجة سايبة ذكري مش حلوة معاك ، لان الذكري مع المكان دا مش حلو عشانك كمان .
ثم أرسلت له هذه الرسالة وإنتظرت ان يقرأها وبعد قليل وصل إشعار لادم بوصول رسالة جديدة فتحها وبدء القراءة إستغرق وقتا حتي يستشعر جمال الكلمات التي ارسلتها الطبيبة وانه مقتنع جدا ان حديثها معه قد جعله يستشعر الكثير وان يمحي من راسه فكرة اليأس او الخوف من القادم .
ما إن إنتهي بعدما قرأ تلك الكلمات الخاصة بالمكان والذكريات مر علي خاطره هذا الكابوس المزعج الذي كان قد شاهده منذ عدة ايام ، وشعر بالحاح شديد انه وجب عليه ان يقصه علي الطبيبة فبدء كلامه لها مرسلا رسالة :-
انا بشكرك جدا علي كلامك الجميل دا

وحابب اقولك علي حلم انا حلمته هو غريب شوية بس مش قادر احدده انا هحكيلك من اول اللي حصل وقوليلي انتي لاني مش عارف بصي انا حلمت اني واقف في اوضة ضلمة ومش عارف انا فين ولا ايه اللي بيحصل المهم سمعت صوت جون اللي مات ، سمعته وهو بيكلمني وبيقولي كلام كتير وإني انا اللي ندهتله رغم اني مندهتلوش ولا قولتله حاجة لقيته بيعاتبني واني انا اللي قولتله علي اللي بيحصل واللي بيحصل انا معرفوش ولا اعرف حاجة خالص وكان موجود فيه صراع بيني وبينه انا مش فاهمه ، وحسيت انه عاوزني زي ما انا وانا رافض دا كله وحاسس اننا بنتخانق وهو طلب مني اني احضنه ولما حضنته لقيته متغير جدا وصحيت من النوم مفزوع علي علي شكله المخيف اللي مش حابب اتذكره خالص ، ارسل لها هذه الرسالة وإنتظر منها الرد
بعد مرور وقت كتبت له رسالة وقالت له فيها :-
جميل قوي الحلم دا تعرف زي ايه انت جواك صراع كبير تشكل علي هيئة شخصين انت وجون كل واحد فيكم ليه شخصية منفصلة وعاوز حاجة غير التاني انت اخترت طريقك اللي رسمته ومش حد يغيرهولك وكون ان جون ظهرلك يبقي هو جاي عشان يغيرلك طريقك اللي انت خلاص بقيت ماشي فيه ومش محتاج اي حاجة اعتبر ان الحلم دا اشارة بينك وبين نفسك ، حاجة كده زي وانت انتصرت لانك عرفت ان في النهاية ان دا غلط وسئ للغاية ، حاول تكون نفسك انت واتحرر بقا ، كون ان الماضي جالك يبقي هيطاردك ولازن تتغلب عليه وتفضل تكافحه كانك في حرب ومع كل لحظة لازم تواجه كل دا وتنتصر للي بيحصل وتتحر بقا لانك قادر علي دا كله ودايما يكون عندك يقين بنفسك انك قدها وهتنتصر في النهاية وتكون علي علم بدا كله وتنتصر في النهاية .
ارسلت له الرسالة وكتب لها بشكر وعرفان :-
انا اول مرة مرة ارتاح كده واكون سعيد جدا بكلامك ومبسوط وحاسس اني اسعد شخص في الدنيا انا ان شاء الله هجي لحضرتك عشان نقفل الباب دا كله وارجع بلدي وانا مطمن ومرتاح ومش عاوز حاجة تانية ، اول ما اطلع من المستشفي هاجي لحضرتك علطول ، شكرا يا دكتور بحجم الكون بجدجلست ريما امام هاتفها وشاهدت الصفحة الشخصية لدكتور امل ناجي اخصائية في الطب النفسي وشاهدت الصفحة لها وهناك البوست الاخير لها وقد كتب فيه انها قامت بتخصيص يوم مميز للرد علي جميع الاستشارات النفسية والحالات التي تريد الشفاء وهي تريد تقديم المساعدة للحميع من اجل حياة مميزة وخالية من التعب ، ومن يريد ان يسال او يستفسر عن شي فيرجي إرسال الرسايل علي الخاص وسوف تقوم بالرد عليه في القريب العاجل ومتابعة الجميع في سرية تامة دون إطلاع احد عليها .
شاهدت الصفحة ووجدت ان هناك عدد لا باس به من اللايكات علي الصفحة ، وقفت تنظر الي الصفحة وبين نفسها وعقلها تريد ان ترسل رسالة لكنها ماذا تقول لها هل تقول ان التحرر هو ما اجبرها علي ماتفعله ام ان مافعلوه بها لكنها عزمت في نفسها ان ترسل لها رسالة ضغطت ريما علي ارسال الرسالة وكتبت لها باصابع مترددة :-
انا اللي عملت علاقة كاملة مع جوز امي باردتي ...
بدات الرسالة بهذه الكلمات التي تشيب لها البدن تركت ريما الرسالة معلقة بعدما ارسلتها للدكتورة وإنتظرت الرد منها لكنها قالت في نفسها انها تريد ان تتحدث كي تخرج من تلك البوتقة المخذية التي اوقعت نفسها فيها لذلك ارادت ان تكمل حديثها وقالت لها بحزن :-
انا عمري ثلاثون عاما إسمي ريما
خلصت كليه تجارة انجلش ، والدي اتوفي وانا عندي خمسة عشر سنة سابني لوحدي مع والدتي مليش اخوات كانت أمي صاحبتي وكنت محور اهتماماتها وكنت بمعني اصح كل حياتها ، والدتي اتجوزت ابويا وهي صغيرة وكان عنده مشكلة في الخلفة وعشان كده جيت او اتولدت بعد إحداشر سنة جواز خلفوني وكبرت في كنف ابويا خمستاشر سنة كنت متعلقة بيهم جدا جدا فوق ما اي يتخيل وكنت متعودة اني انام معاهم في الاوضة ومع الوقت كانوا بيرجعوني الاوضة انام فيها تاني لاني كبرت ومينفعش انام معاهم بس عشان انا كنت متعلقة بيهم كنت بصحي بليل وكنت بعوز اروحلهم تاني حتي لما كبرت وفي ليلة كنت تقريبا عندي تسع سنين كنت قايمة انام معاهم سمعت صوت ضحك وصوت اهات من ماما بس صوت اهاتها كان الغالب رحت فتحت عليهم الباب علطول ودخلت وشوفت بابا فوق ماما وهما الاتنين عريانيين تماما وقتها كنت ببصلهم وببص لماما لانها علمتني مقلعش قدام حد حتي لو بابا وكون اشوفها كده حسيت بالتناقض التام ، صح اني مشوفتش كل حاجة بس كان فيه نور ضعيف في الاوضة ومن يومها وبابا نزل من علي ماما وبسرعة شدو الغطا ومباقوش عارفين يقولولي ايه وانا طلعت جمبهم علي السرير نمت في النص من غير ما اتكلم ولا اقول حاجة وزي مايكون المشهد دا انطبع في عقلي تماما ، طبعا من يومها وانا بقيت اترقب نومهم واول ما ادخل اوضتي اقوم اسمعهم رغم انهم بقوا يقفلوا الباب علي نفسهم الا اني بقيت احب اسمعهم وارجع اوضتي تاني ابتديت احس حاجات غريبة جدا في جسمي وابتديت احس انه بيسخن جدا ومش ببقي عارفة اعمل الموضوع دا بقي شاغلني جدا وابتديت اكون فاضولية جدا من ناحية موضوع الجنس دا وكل يوم بيتولد عندي إحساس مختلف والاحساس دا زاد لما والدي اتوفي ، رغم الحزن الا اني بقيت احس برغبة غريبة جدا وبقيت دايما اشوف المشهد بتاع والدي ووالدتي وانا نايمة
والدي اتوفي وامي عندها ست وثلاثين سنة يعني صغيرة وانا في الوقت دا كملت خمستاشر سنة يادوب بعد وفاودة والدي ب ثلاثة شهور وكنت قبلها بسنتين كنت بلغت وبقي جسمي ملفوف كده وبقت العين عليا ، طبعا في الوقت دا مكنتش اعرف يعني ايه الست اللي بتعرف تعيش من غير راجل والست اللي عايشة مع راجل ، كون اني عيشت في مصر شوية وبعد كده اللي حصل ان بعد وفاة ابويا بسنة ونص جه عريس لماما كان عنده اتنين واربعين سنة وكان بيسافر بره وكان متجوز من واحدة اجنبية
وخلف منها طفلين وانفصلوا بعدها ، وكان عاوز يتجوز واحدة مصرية ، طبغا عرفت بعد كده انه هو وماما جيران يعني طلع قريبها من بعيد وفيه ناس رشحوها ليه وبناء عليه هو جه اتقدم ليها وهي بعد الحاح من اسرتها وافقت ، وجه وقعدت معاه وبعد كده عرفته علي وقعد اتكلم معايا كتير ، كان شخص ناضج جدا ووسيم ووالدتي كمان جميلة شكلا وجسمها كمان ، فترة الخطوبة بينهم كانت يادوب ست شهور هو جهز شقة هنا في مصر لينا وكمان كان بيسافر بره وكمان جهز مكان نعيش فيه بره ، لما ماما اتجوزت قعدت اسبوعين عند جدتي في البيت الفترة دي وحسيت اني مشتاقة لامي وبعدها هي طلبت اتنقل بقا معاها ، كان فيه محاولات كتيرة من أهل ابويا اني اروح اعيش معاهم بس والدتي رفضت وجوزها كمان كان واقف ليهم بالمرصاد ، اول مرة احس ان امي رجعت شباب تاني والدموية رجعت ليها تاني ، شوفتها عروسة جدا وكانت جميلة وسعيدة يمكن محستش بسعادتها دي لما كانت عايشة مع والدي اكتشفت حاجات كتيرة بعد كده من مرض والدي وكده ودا كان مخلي موضوع الرغبة عنده ضعيفة وكانت قالتلي انها اتظلمت لما اتجوزته رغم انها بتحبه بس مكانش مكفيها جسديا رغبتها كانت اقوي منها ودي طبيعة ست مش بتعرف تتحكم فيها بس غصب عنها وفي نفس الوقت عمرها مافكرت تعمل خاجة حرام او تخل بالعشرة بينهم قدام ربنا ،
طبعا انا رحت قعدت معاهم في الاسبوع الثالث ومن هنا ابتديت الاحظ حاجات كتيرة واتعلمت كمان في المدرسة وعرفت يعني ايه علاقة يعني مبقتش صغيرة وعلي اعتاب دخول الجامعة ، طبعا انا كنت بشوف جوز امي المثال في الكمال لانها مكنتش مقصرة معاه وبالتالي هو مكنش مقصر معاها في اي حاجة لانها بطبيعتها شخص مطيع ومش متكلفة بس هادية جدا بس دي كانت مشكلتها ، قعدت بقا في البيت معاهم ، وكانوا بيسهرو وانا كنت متعودة انام بدري بس زي مايكون الزمن بيعيد نفسه وقررت اني اتصنت عليهم في الاوضة واسمعهم ولقيت انهم بيعملوا علاقة كل يوم يعني احساس الرغبة جوايا كان عدي فعلا .
في الوقت دا كنت في ثانوية عامة وكان المفروض اذاكر لكن جوز امي سافر بره وقرر انه يبعتلنا اننا نقعد معاه عشان والدتي كمان وسافرنا واخدت الثانوية العامة هنا بىه في مدارس عربية واتعلمت و بقا عندي انفتاحة بشكل كبير وعرفت كل حاجة عن العلاقة ومن هنا اتولد جوايا احساس بالحب من جوز امي ، مكنش بيكبر ابدا ولو كبر كان بيزيد وسامة وشياكة وكنت بكون مبسوطة انه بيجي المدرسة يوصلني وبشوف نظرات الاعجاب في عيون البنات وابتديت احس اني غيرانه عليه ، دخلت الكلية برده وانا بره وكان افضل حاجة اني استني بره افضل من اني ارجع مصر لاني قررت اختار طريقي لوحدي

عادت امل بجهازها النقال مرة أخرى لتجد رسالة أخرى آتية من فتاه، قرأت جزء منها وبدى لها أن الفتاه مازالت تكتب قصتها، كم تشابهت القصص بين قصة هذه الفتاة وقصة آنا لكن الغريب هنا هو بداية القصة وما قالته الفتاه عن كونها من رغبت بذلك، انتظرت امل أن تقرا باقي الاحداث كى تحكم جيدا على الأمور فيبدو أن موازين هذه العائلات قد اختلف كثيرا عن الماضي كأن الظروف التى اختلفت هذه أثرت سلبا على العلاقات بداخل الأسرة الواحدة، فمتى كان زوج الام محط أنظار الابنة أو العكس
موضوع قررت أمل أنه يحتاج لدراسة متعمقة به سيكون عنوان البحث الجديد لها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي