الفصل الثانى والعشرون

لم يصدق ما أخبره به آدم، تلك الصغيرة عانت الكثير لأعوام ومازلت تعانى، لان صديقه على فعلته تلك والتى أودت بسنوات عمر شقيقته بين براثن ذلك الوغد
كيف استطعت أن تفعل بها ذلك؟ لقد كانت طفلة حبا في الله
شعر آدم بالخجل من عتاب صديقه
للاسف سيرجى لقد صدقت ما قالته والدتى
وان كان ذلك صحيحا تتركها له لقد كانت صغيرة بالسن ما كان يجب أن تتخلى عنها، انت لا تعلم ما تعانيه الفتاه معقدة فعلا
لا اعلم حقا ما أفعله هل ستقبل أن أعتذر منها لقد بحثت عنها كثيرا لكننى لم اجدها
لا تقلق ادم دع الامر لى
طمىن صديقه وقرر أن يذهب لها كى يتحدث معها ربما استطاع أن يعلم منها ما فعلته بتلك السنوات وحدها

ما أن وصل شقته حتى صحبها للداخل، لم يكد يلتفت حتى رآها تجلس أمام الباب بوضعية الخاضعة مما جعل ضحكته تنطلق بصخب ساخر مما آلت له أموره
اقترب منها ورفع ذقنها لتنظر إليه
قفى
أجابت أمره واخفضت عيناها
اذا انت تعلمين عنى؟ من اخبرك؟
ساره
اها
ساره تلك الفتاه التى كانت مرافقته لسنة كاملة، لقد كانت مثالية لكنه لم يرد التعلق باحداهن وقد نجح بالانفصال عنها بهدوء
ومتى أخبرتك عنى وكيف فعلت الأمور هذه تتم بسرية بالغة
هى لم اخبرنى مباشرة لكننى اعلم بميولها وقد رايتها برفقتك بأحد الليالي فعلمت انك مسيطر  كم تمنيت أن اكون إحدى خاضعاتك
اذا انت ذات ميول
نعم، منذ سنوات وأتمنى أن أكون بخدمتك
لم بجد بدا من إكمال اللعبة التى انخرط بها بعيدا
حسنا اتبعينى
جثت على ركبتيها وزحفت خلفه مما جعله يشعر بالضيق فقد زهد هذه الأمور، بات الان يريد امرأة تسير بجواره لا زاحفة خلفه

غادرت فورا لم تستطع أن تبقي معه، شعرت بأن نفسها تغيرت لم تعد كما كانت، أرادت أن تبتعد عنه لم تطل أكثر رغم أنها من سعت إليه هي من تعود له بكل مرة بعد ابتعادها، غادرت لشقتها علها ترتاح، راح عقلها يعيد الليلة مرة اخرى، تذكرت شقيقها الذي لم تره منذ سنوات، سيرجى الذي علم حقيقتها الان ومؤكد سينشر تلك الأخبار بالارجاء، عادت محملة بخيبة الأمل وهى لا تعلم ما الذي ستفعله بعد الآن فهى ستضطر لمغادرة البلدة بعد أن يعرف الجميع حقيقتها
ما أن وصلت للشارع الذي به شقتها حتى وجدت من ينادى عليها، أسرعت بخطواتها حين ميزت صوته، سيرجى، دار بعقلها ما سيفعله بها، هل سيشتمها ام سيصرخ بها كونها عاهرة
أسرعت بخطاها لكنه لحقها قبل أن تغلق باب شقتها ودخل واغلق الباب خلفه
لم تهربين منى؟
ما الذي تريده سيرجى؟
اريد ان اتحدث معك
جلست على الأريكة غير مبالية بما يقوله
ليس لدى ما أقوله فها أنت ترانى على حقيقته الان مجرد عاهرة
عاهرة اذا؟
نعم، اركض خلف الرجال أو بمعنى اوضح إلى فراشهم
لم يطق سيرجى أن يسمع منها ذلك لحملها واتجه لغرفة نومها وسط اعتراضها
للفراش إذا عاهرتى
اعتادت مما قاله وحاولت أن تهرب منه إلا أنه لم يدعها تفعل ذلك، ألقاها على الفراش ومالةبجذعه كى يقبلها برقة ذابت هى معها، كادت الأمور أن تتطور فتذكرت ما كانت به فابتعدت عنه
ابتعد عنى سيرجى فأنا ملوثة بذنبي
قبض يديه حين فهم اين كانت، حين نظرت لوجهه ظنت أنه سيتركها ويغادر لكنه حملها مرة أخرى لحمامها وفتح الصنبور واوقفها تحته
اذا فلتغسلى نفسك
لن تزيح السلة ما بي سيرجى
لا تقلقي ستتولى أنا أمر تطهيرك من ذنبك هذا
لم يفعلها الوقت وخلع عنها ملابسها كاملة ليحممها بنفسه، لم تصدق أن رجل سيفعل هذا معها دون أن يستغل الموقف وكم كانت محقة فهو يجاهد ألا يفعل ما يندم عليه فهى امرأة وهو رجل سوى لكنها ليست كذلك وإذا ما وقع فريسة لشهوته سيجعلها تكرهه وتكره نفسها
اسرع بإنهاء الأمر ولفها بثوب الحمام وخرج معها مرة أخرى لكن للمطبخ ليعد لها كوب من القهوة وجلس مقابلا لها
والان هلا اخبرتنى ما الذي حدث معك طيلة هذه السنوات منذ تركك ادم ووالدتك
تجرعت غصتها ونظرت له بحزن
لقد كانت اسوا ايام حياتى صدقا، لقد صرت ملكا له كليا، بعد أن كنت نزوة أصبحت ملكه واقتنعت أننى لن اتخلص منه بسهولة، تقنعنى لمغادرة البلدة لأخرى ووافقت، صرت عاهرته التى يلجأ إليها كلما أراد امرأة أو هجرته إحدى صديقاته، كان يبدل النساء كل فترة وابقي أنا لدرجة أنه كان يجمعني معهن بفراش واحد، اجبرنى على مشاهدة تلك الأفلام طيلة الوقت كى أظل محتاجة له وقد نجح رغم ذلك سمح لى بالدراسة بالجامعة وانهيتها لكننى لم املك الثقة بالنفس كى اعمل بوظيفة محترمة لاننى لا استحق هذا، غادرت المنزل والتحقت بعملى بالمطعم الذي لازالت اعمل به لكننى مازلت احتاجه واذهب إليه كما الليلة
ولم لم تتعرفي على رجل آخر يلبي لك تلك الاحتياجات؟
ولم الوث غيري بقذارتى، أنا لا استحق ذلك
لكنك جميلة حقا أنا
اعلم ذلك سيرجى أننى جميلة لكننى لا اطيق لمسة اى رجل عاداه
اذا دعى الامر لى فانا الآن اعلم الحقيقة كاملة واقبلك كما انت
لم سيرجى، لم تريد أن تربط نفسك بامرأة مثلي؟
ربما اريد أن اتحدى نفسي، أن أثبت لك أننى استطيع أن انسيك اى رجل
سخرت من نفسها إذ ظنت أنه سيخبرها أنه يحبها
تنسينى إياه اذا؟
نعم، هلا وافقت على ذلك ؟
واذا ما وافقت ونسبته ؟هل ستغادر
شعر هو باضطرابها وعدم ثقتها بنفسها
اقترب منها حتى بات على بعد شعرة من شفتيها
حينها ربما تكونين واقعة بغرامة ولن استطيع أن اغادر
أغلقت عينيها تاركة عقلها جانبا مستمتعة بهذا الاضطراب بنفسها الذي تحدثه ذلك الرجل بنفسها، شعور جديد بعيدا عن الندم أو الاحتقار اتجاه نفسها
قبلها قبلة رقيقة استجابت هى لها بعدم خبرة رغم كل ما قصته عليه ليعلم أنها رغم كل هذا لم تشعر بالحب من قبل بل من المستحيل أن تشعر به مع رجل سلبها القدرة على الحب وحرية الاختيار
ابتعد عنها رغما عنه كى يأخذ منها الاذن كى يتعمق أكثر بما يفعله وحين وجد منها تذمر لابتعاده حملها لغرفتها وهو يهمس لها، انت تستحقين الحب انا فلا تفكرين بأمر اخر
همست لنفسها مؤكدة على حديثه
أنا استحق الحب
عاملها برقة كى تستجيب له، عانى من توافرها ومحاولته الابتعاد عنه لكنه صبر معها حتى أتى بها بأرضه وسقاها من عشقه ما فاضت به روحها
عانقها بحنو بالغ فذابت بين أحضانه ولأول مرة تغفو بحضن أحدهم وهي متعلقة بذراعه
ابتسم وغفى هو الآخر بجوارها داعيا الرب أن يعينه على ما سيعانيه معها في الأيام القادمة


عانى من رتابة الأمر معها، هو لم يعد مستمتع بالأمر كثيرا كونه يفكر بأمر اخر، هو بات بحاجة للحب كثيرا لا القسوة أو التحكم كما كان منذ البداية
غادر الغرفة بهدوء تاركا إياها غارقة بالنوم واتجه صوب مكتبه، اتصل بها دون شعور منه فهو يشعر بحاجته للحديث معها
ما أن أجابت اتصاله حتى تنهد ببطء
امل
دافيد
لم ينجح الأمر
اين هى مرافقتك؟
بفراشي
صمتت للحظات لم يعلم ما الذي يدور بخلدها
تحدثت بعملية شديدة
اذا؟ لقد نجح الأمر
لا، فهى تعرف عن ميول. لذا....
اووو دافيد لا تفقد الامل ليست جميع النساء هكذا اختر احداهن ممن عن بعيدا عن محيطك
امل
ماذا؟
هل تقبلين دعوتى على العشاء؟
دافيد...
لم يدع لها الفرصة كى تعترض واسرع لاقناعها
دعوة عشاء امل ارجوك فالأمر ليس بهذا السوء
بالطبع ليس كذلك، فمن ترفض طبيب وسيم مثلك
انت
ضحكت من رده لكنها قررت أن توافق فهى لن تنكر إعجابها به لكنها يجب أن تحصل على موافقة استاذها اولا فما ستقدم عليه مناف الدار مهنتها
اذا يجب أن تتوقف عن رؤيتى كطبيبة نفسية
يعلم جيدا أن ذلك ما يجب أن يحدث لذلك وافق على الفور
أنا لم أحتاج لطبيب نفسي من الأساس أنا أردت صديق للتحدث معه امل لذلك حين وجدت اغتنمت الفرصة
حسنا دافيد سنتقابل كصديقين اتفقنا
اتفقنا

اغلق الهاتف وعاد لغرفته كى يجد اندى مستيقظة بانتظاره لكنه طلب منها أن تغادر فلم تناقشه واسرعت بالمغادرة كى لا يغضب منها

لم تعد بحاجتها، هذا ما دار بهلد سامى وهى تدلف لذلك الملهي الليلى الخاص بالنساء، قررت أن تصحب احداهن معها كى تنسي ملك وعلاقتهما التى امتدت لسنوات لم تفكر بها أن تخونها ولو لمرة، حافظت على كونها رفيقتها فقط بإخلاص، دارات عيناها بالنساء من حولها تلتقط نظارت العجاب من هنا وهناك حتى استقرت عيناها على فتاه تشبه جميلتها ملك لكنها ليست هى بالرغم من ذلك، اقتربت منها وتحدثت معها قليلا حتى وافقت الفتاه على مرافقتها
لم تفعل نظرات الإعجاب من الفتاة التى استمتعت بكل لحظة معها، شعرت بالثقة الزائفة بنفسها كونها أسعدت رفيقتها لكنها شعرت بشعور اخر إلا وهو التيه، ما هى هل هى امرأة ام رجل شردت بعيدا عن رفيقتها فلم تشعر بنفسها غير وهى جالسة بمطبخ شقتها وتتصل بها، ملك، كانت تظن أنها ستجعلها تشعر بالسوء حين تعلم أنها مع فتاه أخرى
ما أن أجابت ملك حتى تبددت ثقة سامى ولم تعلم ما تقوله فسألتها عن حالها وما الذي تفعله بحياتها، علمت ملك أنها تشعر بالوحدة مثلها لكنها فوجئت بصوت فتاه تنادى عليها
هل انت بصحبة فتاه ما؟
اجابتها سامى ساخرة
هل ظننت أننى لن استطع أن اصاحب غيرك؟
بل ظننت أنك لن تستطيع تغيير بهذه السرعة لكننى كنت مخطىة فالأمر لا يفرق معك كثيرا أنا أو غيرى
أغلقت ملك الهاتف ورغم حزنها الا أنها شعرت بأن ثقل كبير قد أزيح عن صدرها فقد كانت تشعر بأنها قد هجرت سامى رغم كل ما فعلته معها لكنها كانت مخطىة فها هى استبدلها بنفس الليلة التى غادرت بها
أما الأخري فقد كادت تختنق حين انتهى الاتصال من طرف ملك، علمت أنها خسرتها للابد ولن يغير شيئا هذا الأمر فقد بات الأمر واضحا للجميع أنها لا تريد أن تتغير وان اى امرأة سامبا الفراغ بحياتها بسهولة كانت ملك أو غيرها وهو ما كان خطأ فهى ما كانت لتستبدل ملك باى شخص اخر رغم أنها كانت تتعامل معها كونها رجل لا أمراة ومطالبتها كثيرا بأن تحدد موقفها مما هى فيه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي