الفصل 49

-أنه بيير .. لقد جاء اللعين
ثم اتجهت نحو الباب لتفتح الباب ونظرت إليه باشمئزاز ، فدخل بيير يلقي بالسلام على والدة جين وصافحها ، فيما أغلقت جين الباب بقوة ثم التفتت إليهم معقده ذراعيها وقالت بحده :
-من أعطى لك الحق في أن تتحدث مع جوزيف وتخبره بزواجنا ؟!
نظر إلى والدتها وهو يمسح على ذقنه ، ثم نظر إليها بابتسامة باردة قائلا :
-لأننا سنتزوج يا جين
جزت على أسنانها بغيظ وهي تتقدم نحوه و وقف تتحدث من بين أسنانها :
-لن نتزوج .. أنت صديق وكنت شقيق .. ولكن الأن لا أريد أن أرى وجهك مجددا
-لقد فعلت الكثير والكثير من أجلك يا جين .. أنا من انقذتك من الموت يا جين .. جوزيف إذا كان استمر في حياتك كان سيدمرك .. هو السبب في تغير شكلك .. ورطك مع فيليب
صاحت بعصبية :
-أنا من ورط نفسي يا بيير .. و ورط جوزيف معي
ثم أشارت إلى الباب وهي تقول بحسم :
-أخرج .. ولا تأتي إلى هنا ثانية وألا قتلتك بيدي
غضب من حديثها كثيراً ولأول مره يندم على حبه لها ، ونظر إليها بنظرة متوعده ثم غادر دون أن يتفوه بكلمة ، فنظرت إلى والدتها بعتاب وعينين تلألأت الدموع داخلهما ، فاقتربت منها بخطوات سريعة لتضمها إليها بحنان ، لتعانقها جين بشدة ، فهي تحتاج إلى ذاك العناق كثيراً الأن ، تود أن تخترق جدار قلبها لتختبئ داخل ذاك القلب الحنون من قسوة العالم
مسحت على شعرها برفق وهي تقول بنبرة مؤلمه :
-لا زال قلبك يعشقه يا عزيزتي
ابتعدت عنها لتنظر إليها بابتسامة ممزوجة بالبكاء قائلة :
-قلبي لم يتوقف عن حبه قط
******
بعد إنهاء عرض البالية صفق الجميع ثم غادر الجميع ، وانتظر جان مع أرنو ليتبعن تصوير الاعلان ، أمسكت ساره بيد الصغيرة وتقدمت نحو جان لتصافحه فحدقت أوجين بها ، شعرت بالخوف من أن تخبره شيئا عن أديل ، فيما تحدثت ساره بشيء أخر له علاقة بالشغل ، فيما كانت تحملق الصغيرة به وبعد أن أنهت ساره حديثها تساءلت بصوت طفولي :
-أنت صديق أمي ؟!
لينظرن إليها وكانت نظرت ساره لها داخل شيء من الدهشة ، فيما تبسم جان واضعا يده على شعرها متسائلا :
-ومن تكون والدتك ؟!
تحدثت ساره أولا قبل أن تجيب الصغيرة لتغير الحوار :
-جان بك .. سألتقط بعض الصور للإعلان .. حسنا
-حسنا .. الله معك
ثم أخذت الصغيرة وذهبت ، فيما تلاشى جان سؤال الصغيرة لأنها مجرد طفلة ولم ينتبه إلى حديثها ، دلفن إلى غرفة كير وسألت الصغيرة في دهشة :
-من أخبرك أنه صديق والدتك ؟!
-أمي .. لقد رأيت صورة تجمع بينهم وهي أخبرتني أنه صديقا لها
أغمضت ساره عيناها بحزن ثم جلست على حافة الفراش وضمة الصغيرة إليها وهي تقول سرا :
-سأخذ معك قرارا حاسم أديل .. سأخبر جان بكل شيء
خرجت كير من المرحاض وعندما رأتهم على هذا الوضع تساءلت بقلق :
-ما بها ؟!
-سأخبرك فيما بعد .. والأن سيتم تصوير الاعلان
ثم تناولت ساره الكاميرا الخاصة بها وأخذت الصغيرة وعادت إلى المسرح ، وجعلت الصغيرة تجلس على مقعد في الصف الأول ، وجان خلفها بصفين ولكن على اليسار ، فيما كان أرنو واقفا على المسرح يتابع العمال وهي تقم بتنظيمه ، فصعدت ساره إلى المسرح لتراها أوجين مجددا ثم نظرت إلى جان الجالس بجوارها يتطلع إلى هاتفه ..

وقفت ساره بجواره دون أن ينتبه لها ونظرت إلى المسرح قائلة :
-إعداد أكثر من رائع
عقد حاجبيه متعجباً ثم نظر إليها للحظات فرمقته بنظره سريعة ثم نظرت إليه بابتسامة وقالت دون مقدمات :
-لم تتحدث معي مثل ما كنت تفعل .. تتجاهل حديثي دائماً .. لماذا ؟!
نظر إلى معصم يدها ليجد حرف حبيبها ثم عاد بالنظر إليها وقال بابتسامة باهته :
-وهل للقلب أن يتحدث مع من عشقه وهو لا يحبه ؟!
ضيقت عيناها قليلا وحركت رأسها بعدم فهم ، فلاحت ابتسامة على ثغرة وقال :
-أكتب أحيانا بعض الكلمات .. والذي تسمى بالشعر
-أعلم انك شاعر راقي .. ولكن لم تجيب على سؤالي
نظر إلى الأمام وهو يخرج تهنيده قوية من صدره ثم قال :
-ساره لا أريد أن اتعلق بيكي أكثر
ارتسم فاها بابتسامة رائعة متسائلة :
-لماذا ؟!
شعر بالغضب من سؤالها فهي حقا حمقاء ، قبض على معصم يدها بقوة لتتبدل ابتسامتها بألم وهو يقول :
-لأنكِ تحبين شخصاً أخر
حركت يدها بطريقة دائرية ليتركها ثم قالت بنبرة بكاء :
-الشخص الذي أحبه تركني يا أرنو .. تركني ورحل بعيدا .. رحل وهو يدافع عن الوطن ..
حدق بها في دهشة ، وهبطت دموعها على وجنتيها متابعة بنبرة مؤلمه :
-لقد مات
ثم أطرقت رأسها تبكي ، فأمسك بيدها ثم ضمها إليه متمتا بالاعتذار ، فلكزت أوجين جان لينظر إليها وهي تتساءل :
-يحبون بعض ؟!
فنظر إلى ما تنظر إليه ثم ابتسم قائلا :
-هذا واضح
ابتعد عنها قائلا :
-هيا اذهبي امسحي دموعك .. وسنتحدث لاحقا
اعطت له الكاميرا وتركته متجه نحو المرحاض ، فيما نظرت الصغيرة خلفها ثم صعدت فوق المقعد وجلست على ركبتيها لتنظر إلى جان ، أتلفت نظره بعد لحظات وينظر إليها ، فتبسمت ليجد نفسه يبادلها بابتسامته والتي تشبه ابتسامتها كثيراً ، فوضعت ذراعيها على المقعد لتستند بذقنها عليها تتأمله ، مما نظر جان إلى الأمام وكان يرمقها بنظرات مطولة للحظات فرآها لا زالت تنظر إليه ، فضحك لتنظر أوجين إليه متعجبة فيما نهض جان متجه نحوها وهي تحرك عدسة عيناها معه حتى جلس على المقعد المجاور لها ، ثم أخرج من محفظته ورقة مالية باهظة ومد يده بها إليها قائلا :
-الشوكولاتة ليست بحوزتي الأن .. خذي هذه وقومي بشراء الشوكولاتة
نظرت إلى الورقة ثم عادت بالنظر إليه قائلة :
-أنا لا أحب الشوكولاتة
تأمل في عيناها للحظات ثم تنهد قائلا :
-وأنا أيضا لا أحب الشوكولاتة .. حسنا قومي بشراء لعبة
أخذت المال متمته له بالشكر فوضع يده على شعرها مداعبا ثم تساءل :
-ما أسمك يا أميرة
-ساره
عادت ساره و وقفت تبتلع لعابها برهبه عندما رأت ساره وجان يتحدثون ، وعلى الفور تقدمت نحوهم وجلست على المقعد المجاور الثاني وتحدثت برهبه :
-بماذا تتحدثون ؟!
ليقول جان مبتسما :
-لا شيء .. فقط كانت تنظر إلي
جهزت كير للتصوير فنهض جان من مكانه و وقف مع أرنو يتتبع التصوير ، فيما أخذت ساره الكاميرا من أرنو وبدأت بالتصوير ، بينما جلس روبير بجوار الصغيرة ساره كما طلبت ساره منه حتى لا تتحدث مع جان في شيء
******
استيقظ كيفين وتناول الفطار ثم تناول المشروب الساخن خاصته ، وهبط إلى القبو ، ثم وقف أمام الغرفة التي سجن بوني داخلها ، وقام بفتح الباب لتنهض و ركضت إليه برهبه ، فقبض على شعرها وقال بنبرة متوعده :
-اذا غضبت بسببك ثانية سيكون الحبس أسوأ من بكثير
حركت رأسها برهبه قائلة :
-لن أغضبك مجددا .. لم أفعل شيئا يضايقك
-حسنا .. اذهبي إلى الاعلى الأن
تركته وركضت وكانت تتعثر من حين لأخر ، فيما زفر كيفين ثم صعد من القبو وكاد أن يجلس ولكن دق جرس الباب ، فاتجه نحوه ليفتح الباب ليجد شقيقة ابراهيم ، والذي دخل دون أن يأذن كيفين له ، فأغلق كيفين الباب وهو يزفر ثم التفت له ، فالتفت ابراهام هو الأخر وقال :
-توقف عن مراقبتي يا كيفين .. أنا لست مجرم
-أين أديل يا ابراهام ؟
زفر ثم تحدث بسام :
-أخبرتك في السابق انني لم أعلم عنها شيئاً
أبتسم كيفين وتحدث بتأكيد :
-تعلم .. منذ فترة دلفت إلى إحدى المطاعم وتأخرت كثيراً فدخل المراقب يسأل عنك لم يجدك وعلم أن المطعم له باب خلفي لقد هربت منه .. لتذهب إلى أديل دون أن يراك ..
لم يجيب ابراهام عليه فتابع كيفين حديثه بثقة :
-المراقبة ستتوقف من اليوم .. لأنني سأعلم بمكان أديل قريباً
ارتفع حاجبيه بمرح ثم تركه واتجه نحو الباب وقام بفتحه ليرى فيليب وبيير والذي لم يعرف عنهم شيئا ، فتابع السير إلى الخارج ولكن نظر فيليب إليه ثم دخل برفقة بيير ، تبادلت نظرات كيفين بينهم ليقول فيليب بانتصار :
-لقد انتشر المرض في المدينة
تعجب كيفين فيما فتح بيير التلفاز وسأل عن رقم قناة الأخبار ليخبره كيفين ، وجلبها بيير ثم شاهد الثلاثة التلفاز بعمق ، تحدث مذيع الاخبار عن مرض السرطان الذي انتشر في المدينة بنسبة كبيرة ، والكاميرا شاهدت بعض الحالات في المستشفى ولا زالت الأطباء تجهل السبب ، تناول كيفين جهاز التحكم من يده ليغلق التلفاز ثم نظر إلى فيليب في غضب واضح قائلا :
-أنت وضعت كمية كبيرة من المادة و وضعتها في جميع العطور
-نعم فعلت ذلك
جز على أسنانه بقوة ثم اندفع بعصبية :
-أنت قلت ستضع كمية صغيرة وفي مجموعة العطور الخاصة بالقرى
أخذ بتلابيبه بقوة وصاح في وجهه :
-أنت ستدمر العالم كله .. تعلم أن جوزيف يصدر العطور لجميع البلدان
دفعه فيليب للخلف ليبتعد عنه ثم أشار إليه بسبابته قائلا بعصبية :
-أنت لا تدخل في شغلي .. عملك أن تعطيني المادة وعملك انتهى معي
ثم فتح الباب وغادر ، فنظر كيفين إلى بيير وتساءل بعصبية :
-أكنت تعلم أنه يخطط لهذا ؟
***
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي