الفصل الثالث

‌خدعنى حبه
الحلقة التالتة
................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
عادت جميلة إلى البيت والفرحة تملىء وجهها بعد أن حدثها كريم وأثنى على جمالها وهى التى كانت تتمنى منه نظرة واحدة فكيف أن يحدثها ويعجب بها أيضا .

فشعرت بالسعادة وكأنها فراشة تحلق فى الهواء .
جميلة محدثة نفسها .....اخيرا يا كريم اخدت بالك منى .
وانا اللى كنت بتمنى بس تعدى تحت البيت عشان اشوفك .
ياااه انا فرحانة اوى والدنيا مش سيعانى من كتر الفرحة .

ثم ولجت إلى والدتها وقبلتها بحنو قائلة ...ادينى رجعت اهو يا ست الكل .

وكاملة اهو مش ناقصة ايد ولا رجل .
عشان بس متخفيش عليا بزيادة كده اوى .

والدة جميلة ....حمدلله على السلامة يا قلبى .
ومتزعليش منى ، انا بس بخاف عليكى زيادة .
الدنيا غدارة يا بتى .

جميلة ....ربنا الحافظ يا ست الكل .

وها قوليلى تحبى السمك صينية ولا أقليه على النار .
والدة جميلة ...لا أنتِ استريحى من المشوار وكفاية عليكى السوق وانا هقوم اعمله .

جميلة بمداعبة. ..لا أنتِ النهاردة راحة وانا هعمل كل حاجة ومتقلقيش على بطنك مش هتوجعك .

ثم قبلتها مرة أخرى وطارت إلى المطبخ تندن بسعادة .
تعجبت والداتها من سر فرحتها تلك ، بعد أن كانت مهمومة وحزينة دوما .

والدة جميلة ... ماشاء الله وشها منور النهاردة ، كل ده عشان خرجت .

انا عارفة انى مزوداها معاها بس غصب عنى ، دى هى اللى طلعت بيها من الدنيا وكان غصب عنى حرمتها من التعليم عشان قلة الفلوس .

وكانت يا عين امها بتكسف تقعد بين البنات ويتريقوا عليها انها مش بتروح مدرسة زيهم .

واول مرة النهاردة أشوفها مبسوطة كده ، يارب ديما يا بنتى ، وعقبال ما اشوفك عروسة حلوة.

تتطرق لسمع جميلة أثناء خروجها من الغرفة دعاء والداتها لها .
فتمتمت ...يارب .

ثم تخيلت نفسها عروسة تزف إلى كريم .
والفرحة تملىء وجهه وجهها والكل يبارك ويهنىء .
ثم تراقصت معه على أنغام أغنية رومانسية ، حتى تمايلت بالفعل وهى تحضر وجبة السمك من كثرة تخيلها .
ولم يخرجها عن التخيل هذا إلا صوت الباب يعلن عن مجىء زائر .

فأسرعت لترى من الذى جاء ، وعندما فتحت الباب وجدت عمر أمامها يتطلع إليها بحب .

فهو قد شغفه حبها منذ الصغر ولكنها لا تشعر به وتحب كريم ولا تعيره هو اى اهتمام .

جميلة ....اهلا يا عمر ،اتفضل .
وايه اللى ماسكه فى ايدك ده ؟

عمر بتلعثم ...دول شوية قرص على فطيرتين ، عملتهم امى ،وقالت لازم تدوقي صنع ايديها أنتِ وخالتى .
جميلة ...تسلم ايديها الحلوة .

طيب اتفضل جوا سلم على امى .

عمر بحرج ...لا مرة تانية إن شاءالله .

جميلة محدثة نفسها ...هو ماله عامل زى البنات كده بيكسف وبيطلع الكلمة بالعافية .

هو صراحة طيب وابن حلال بس قفل زيادة وانا بحب الراجل الفرفوش زى كريم اللى بيحب يهتم بنفسه ولبسه .

مش عمر اللى مش حتى عارف يلبس كويس زى الشباب ، وعلى طول رايح جاى بالقفطان كده .

لكن احمد حاجة تانية ، اخر شياكة وكل طقم بلون لا مؤاخذة المركوب بتاعه .

يخربيت شياكته وحلاوته .

ولكن هل الظاهر يغنى عن الباطن ، أم ستخدع جميلة فى ذلك المخادع .

غادر عمر .
وسمعت جميلة صوت والدتها من الداخل قائلة ...مين اللى جه يا بت يا جميلة ؟

جميلة بصوت عالى ...ده عمر يا ماما .

ثم ذهبت اليها بما تحمله من قرص وفطير.
والدة جميلة ..ايه بس الحجات الحلوة دى ، ديما كده الست ام عمر تعبة نفسها وبعتلنا .
ربنا يبارك لها فى اولادها ويفرحها بيهم .

بس ليه عمر مدخلش يسلم عليه؟
فضحكت جميلة ...بيقول مستعجل بس انتِ عرفاه بيكسف زى البنات .

والدة جميلة...اه والله ماشاء الله عليه ، راجل ببعض بصره يا بتى ده مش كسوف دى أخلاق عالية .

ربنا يكرمه وينجح ويكون دكتور قد الدنيا .

ويعوض عليهم المحصول اللى أكلته الدودة ده .
فتمتمت جميلة بالدعاء ...يارب هو وكريم .
......
وفى الليل شرد كريم فى جميلة واخذ يفكر كيف سيراها مرة أخرى .
ثم عقد العزم على الذهاب لها مبكرا لعله يلمح طيفها من شرفة منزلها .

كما قضت جميلة تلك الليلة شاردة فى كريم وتمنت أن يجمعها القدر به .

وفى اليوم التالى ذهب بالفعل كريم الى بيتها وعندما تطلع إلى الشرفة وجدها فعلا تقوم بنشر الملابس .

فابتسم لها ولكنها سرعان ما رأته ارتبكت وعمها الخجل من جديد ولم تدرى ما تفعل ، بل ولم تصدق أنه بالفعل جاء ليراها فدق قلبها بشدة واخفضت عينيها خجلا ولم تستطع استكمال نشر الملابس ، فهرولت للداخل .

ولكنها اخذت تتطلع إليه من وراء الستار.

جميلة ...معقولة اللى انا شيفاه ده ،كريم يجى لغاية هنا عشان يشوفنى انا ؟

معقول يكون حس بقلبى اللى بيحبه ؟

ياه ده انا هكون اسعد بنت فى الدنيا لو كان من نصيبى.
كريم محدثا نفسه ....هى البت دى عبيطة ولا ايه ؟

يعنى انا اجى لغاية عندها وتدخل كده من غير لما اشورها ولا اكلمها اى كلمة .

بس انا وراها لغاية متجيلى برجليها .

وبكرة هاجى تانى واكون بس محضر ورقة صغيرة كده ، احدفلها وقولها تقابلنى.

ثم أخذ يدندن ،هقبله بكرة وبعد بكرة .

وبينما هو واقف هكذا يتطلع بعينيه إلى الشرفة وجد عمر أمامه .

فماذا سيحدث بينهما ؟؟.
توقعوا معى الاحداث .
..........
شيماء سعيد، أم فاطمة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي