الفصل الثاني
الحلقة التانية
خدعنى بحبه
.................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
سار كريم حزينا على نبذ أصحابه له بسبب جميلة ، وأخذ يفكر كيف سيقنع والدة جميلة أن تخرج للعب معهم مرة أخرى لكى يرضى عنها أصدقائه من جديد .
فلم يجد سوى احمد فهو المفضل لدى والدة جميلة دائما لأنه دوما يحنو على صغيرتها جميلة لأنها فقيرة اليد .
رغم أنه مازال صغيرا .
فكان يعطيها شيئا من مصروفه القليل ، كما يقاسمها ما يشتريه من حلوى .
وما زاده جمال وقرب ، أنه يحاول أن يعلمها ما يأخذ فى المدرسة .
كما أنه لا يقسو عليها ويفضلها على باقى اصدقائه وينهر كل ما يمسها بسوء ويدافع عنها .
حتى تعلمت منه مبادىء الكتابة والقراءة البسيطة .
......
فعاد كريم إلى عمر مرة أخرى ، وعندما رآه عمر نظر له باستياء قائلا ..انت ايه رجعك تانى ؟
مش كفاية اللى حصل لـ جميلة بسببك .
كريم ......مخلاص بقا يا عم عمر ، غلطة ومش هتكرر تانى .
وانا رجعت اهو عشان اقولك إزاى تخلى خالتى ام جميلة ترضى ترجعها تلعب معانا تانى .
عمر.....ازاى يا خفيف ؟
كريم ...انا عارف انها بتحبك عننا كلنا ، فلو رحتلها وطلبت تكلمها كلمتين حلوين ، تسترضيها فيها .
انا واثق أنها هترضى تخليها تتطلع تلعب تانى معانا .
عمر...ماشى ، هجرب ويارب توافق .
ثم ذهب عمر الى محل الحلوى واشترى لها حلوى ملونة دائما كانت تنول رضاها .
ثم توجه إلى منزلهم فاستقبلته والدة جميلة بترحاب .
والدة جميلة ...اهلا يا ابنى ، عامل ايه ؟
وازى امك ؟
عمر ...الحمد لله يا خالتى ،وامى بتسلم عليكى .
ثم جاءت جميلة على صوته ورحبت به ، فاعطاها الحلوة ، ففرحت بها وشكرته على صنعه .
والدة جميلة.....برده كده ، ديما مكلف نفسك يا ابنى ، وانت لسه صغير .
عمر ..انا مش صغير ، أنا راجل .
فابتسمت والدة جميلة قائلة ....فعلا والله يا ابنى ، مهى الرجولة مش بالسن .
انت صغير فى السن بس عقلك كبير وحنين .
عمر ....خالتى انا عايز اطلب منك حاجة وياريت متكسفنيش .
والدة جميلة ...قول يا ابنى ، عايز ايه ؟
عمر....معلش عشان خاطرى خلى جميلة تطلع تلعب معانا تانى .
والدة جميلة ...يا بنى اولا هى مبقتش صغيرة على اللعب وكمان الواد كريم ده ، بيغلس عليها كتير.
فقعدتها فى البيت احسن .
عمر ...لا متخليش عليها ، هو وعدنى مش هيضايقها تانى .
وأنا كمان معاها ، مش هخلى حد يقرب منها خالص وهحميها .
والدة جميلة ...يسلم عمرك يا ابنى .
طيب عشان خاطرك بس .
فقفزت جميلة من الفرحة ولمعت عينيها ، محدثة نفسها .....ربنا يهديك يا كريم عليا .
هو اه شقى أوى بس عسل كده ،ومعرفش رغم شقاوته بس انا بحب اشوفه والعب معاه .
ثم أخذ عمر ينظر إلى جميلة بسعادة محدثا نفسه ....يارب اشوف الفرحة دى فى عينيكى على طول يا جميلة .
وبالفعل خرجت معه جميلة ووجدت كل اصدقائها فى انتظارها .
وبالرغم من أن هذا طلب كريم من احمد إلا أنه شعر بالغيرة من تأثير عمر على والدة جميلة ،وانها تحبه وتحترمه لهذه الدرجة ، وليس هى فحسب ، فجميع من فى القرية يحترمه ويقدره رغم صغر سنه .
أما هو بالرغم من أنه ابن اكبر تاجر فى البلدة إلا أنه غير محبوب لانه مشاكس دوما ، فينفر الناس منه .
............
وهكذا هى الايام تتوالى سريعا وسنة يتبعها سنة حتى نضج ابطالنا .
ووصلت جميلة لسن الشباب واصبح عمرها ثمانية عشرة سنة .
وكما زاد عمرها زاد معه جمالها ، فأصبحت محط نظر جميع الشباب ، وإذا رأوها خارجة يقومون بملاطفتها واسماعها عذب الكلمات .
ولكنها كانت تنفر منهم جميعا ، ولا تستمع لأحد ، سوى واحد فقط ، هو من شغلها بكلماتها المعسولة وخطف قلبها منذ أن كانت صغيرة .
هل تعلمون من هو ؟؟
وبسبب تلك المعاكسات ، خافت والدة جميلة عليها ، فامرتها الا تخرج من البيت لعدم التعرض لتلك المعاكسات حتى يأتى لها نصيبها فى الحلال الطيب.
جميلة بتذمر ....يعنى أنتِ عايزة تحبسينى فى البيت يا ماما ؟
طيب حتى يوم واحد اروح اشوف هدى صاحبتى.
والدة جميلة ....انا هكلم امها ،اخليها هى تجيلك هنا .
لكن أنتِ متخرجيش من عتبة البيت ده .
أنتِ فاهمة ؟
فصمتت جميلة ولم تشأ مجادلة والدتها وهى غاضبة وانتظرت حتى تهدأ قليلا .
وبالفعل جاءت لها صديقتها هدى ، ورحبت بها ترحاب شديد قائلة ...اهلا يا هدى ، اخيرا جيتى .
انا كنت خالص قربت اجنن من القعدة فى البيت ولا بشوف حد ولا حد بيشوفنى .
هدى ..صراحة عندك حق يا بت يا جميلة ،مش عارفة امك ، قافلة عليكى ليه كده ؟
خلاص الناس هتكلك برا !
ده انتى حتى مؤدبة ، امال لو شفتى فلانة وعلانة .
دول بجحين اوى يا اختى ومبيكسفوش وبيقولوا علنا كده .
انا بحب فلان وبحب فلان وبنتقابل كمان ..
جميلة ...يا عيب الشوم ،ليه كده ،مفروض يتكسفوا .
بس قوليلى يا بت يا هدى .
هو الحب ده عامل ازاى ؟
فضحكت هدى ....عامل كويس يا اختى .
جميلة ...انا بكلم بجد .
هدى ..مش عارفه ،بس يعنى حسب ما بسمع .
أنه بخليكى زى ما تكونى طايرة فى السما ،وعينكى بتلمع اول ما بتشوفى اللى بتحبيه ،وقلبك بيدق وتحسى أن روحك كده بتتخطف منك .
فشهقت جميلة ووضعت يدها على فمها محدثة نفسها...يعنى انا فعلا كده بحب فعلا ،عشان كل اللى قالته هدى بحس بيه فعلا لما بشوف احمد .
هدى...ايه الجميل ماله سرح كده ، اوعى يا بت لتكون السنارة غمزت ؟
فاضطربت جميلة قائلة ...لا سنارة مين وبتاع ايه ؟
انا مليش فى الحجات دى .
هدى ...ايوه ، كده ،ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتى .
والبنت الشاطرة هى اللى تستنى نصيبها يجى لغاية باب بيتها .
ويلا هقوم بقا عشان اتأخرت .
جميلة ..ما لسه بدرى يا هدى .
ملحقتش اشبع منك .
هدى ...معلش يا حبيبتى ، أنتِ عارفة امى ،قلتلى هى ساعة زمن وحدة بس وارجع ولو اتأخرت مش هترضى تخلينى اجيلك تانى .
جميلة ...لا متجيش ازاى ؟
خلاص يا حبيبتى ، فى امان الله وسلمى على ماما كتير .
هدى ...يوصل بإذن الله ، مع السلامة .
.....
مرت الايام ومازالت جميلة حبيسة المنزل حتى فاض بها الكيل وذهبت إلى والدتها فى غرفتها .
والدة جميلة ...ايه يا ضنايا ، جعانة ، اعملك لقمة تكليها ؟.
جميلة...اه ياما ونفسى فى صينية سمك من ايديكى الحلوة .
والدة جميلة...بس يا بتى معندناش سمك دلوقتى .
معلش نقضيها اى حاجة النهاردة وبكرة اروح اسوق اجبلك السمك إن شاءالله .
عشان مقدراش اطلع النهاردة.
جميلة ...خليكى أنتِ يا ماما وانا هطلع السوق اجيبه .
والدة جميلة. ..احنا قولنا ايه يا جميلة ، مفيش خروج يا بتى ، اخاف عليكى من عين الناس وحد يبصلك بصة كده ولا كده .
جميلة .....متخفيش يا ست الكل ، هروح وارجع على السريع وهمشى ابص فى الارض ومش هعبر حد ولا اتكلم مع حد .
والدة جميلة ...امرى لله ،بس البسى حاجة واسعة وظبطى الحجاب كويس يا بتى ،ربنا يسترك دنيا وآخرة .
فأقبلت إليها جميلة تقبل جبينها بإمتنان قائلة ...ربنا يخليكى ليا يا ست الكل .
والدة جميلة ..ويحفظك يا بت قلبى ،ومتعوقيش مسافة السكة وتيجى طوالى .
جميلة ..حاضر يا امى متقلقيش .
والدة جميلة ...استودعك الله يا قلب امك .
فطارت جميلة من الفرحة الى غرفتها وارتدت عباءة سوداء وطرحة من نفس اللون أظهر لون بشرتها البيضاء أكثر وازادات جمالا .
ثم خرجت إلى الطريق تتنفس الهواء باستمتاع قائلة...اخيرا خرجت اشم شوية هوا بدل الحبسة فى البيت دى .
ثم اتجهت إلى السوق ومع كل خطوة ، يراها اى شاب أو رجل من أهل القرية ينظر لها متفحصا .
وتطرق لأذنها كلمات الاعجاب بجمالها وكان لا يخفى على قلبها أن تلك الكلمات تسعدها ولكن أثرت أن تغض طرفها وان تسرع فى اتجاهها غير مبالية لأى كلمات أو نظرات .
....................
وصل عمر وكريم الآن إلى الثانوية العامة .
وكان متوقعا من عمر مجموعا كبيرا يليق بذكائه واجتهاده على عكس من كريم الذى كان يتمنى والداه مجرد النجاح فقط لأنه لا يهتم كثيرا بالدراسة ويقضى معظم وقته فى اللهو .
وعلى الرغم من تفاوت الأمر بين كريم وعمر
إلا أن قلب جميلة اختار كريم رغم تفاهته وغروره وعدم تحمله المسئولية وكأن القلب اعمى لا يبصر الحقيقة إلا بعد فوات الاوان .
وليس قلب جميلة فقط هو من احب كريم وانما كثير من الفتيات التى خدعهم كريم بكلماته المعسولة وروحه المرحة ووعده لتلك وتلك بالزواج .
.....
ويشاء القدر اثناء مرور جميلة بالسوق لشراء احتياجاتها وجدت كريم أمامها .
فتتطلع إليها بنظراته التى اخترقت جسدها ، فتخشبت مكانها من الخجل ودق قلبها بعنف ووقفت الكلمات فى عنقها واحمرت وجنتيها خجلا .
كريم ....انا بشبه عليكى ، شفتك فين قبل كده ؟
جميلة بتعلثم ..انت مش فاكرنى يا سى كريم .
انا جميلة اللى كنا هنلعب مع بعض زمان قدام البيت .
اتسعت عين احمد قائلا ..معقول أنتِ جميلة .
بس أنتِ كبرتى وحلويتى اوى يا جميلة .
بس ازاى انا مكنتش واخد بالى منك الفترة دى كلها .
صراحة يعنى زى القمر ، يخربيت حلاوتك يا شيخة .
امتزجت مشاعر جميلة بين الفرح لأنه اعجب بها وبين الخجل من كلماته الرنانة تلك ، فرتجفت وأسرعت من أمامه تجرى وكأنها تسابق الريح .
تعجب كريم من موقفها هذا فضحك قائلا ...باين عليها خام اوى ،ويعجبنى الصنف ده اوى .
هيضحك عليها بسرعة الصاروخ .
بس صراحة حتة قمر ، ده على كده انا طلعت مصاحب غفر .
بس ابتدى معاها ازاى دى ؟
لازم فكرة حلوة من افكارك الجهنمية يا كرملة.
...
فكيف سيصل إليها كريم ؟؟
وهل كما يقول المثل فعلا
مراية الحب عمية !
.......
شيماء سعيد ، أم فاطمة
خدعنى بحبه
.................
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
سار كريم حزينا على نبذ أصحابه له بسبب جميلة ، وأخذ يفكر كيف سيقنع والدة جميلة أن تخرج للعب معهم مرة أخرى لكى يرضى عنها أصدقائه من جديد .
فلم يجد سوى احمد فهو المفضل لدى والدة جميلة دائما لأنه دوما يحنو على صغيرتها جميلة لأنها فقيرة اليد .
رغم أنه مازال صغيرا .
فكان يعطيها شيئا من مصروفه القليل ، كما يقاسمها ما يشتريه من حلوى .
وما زاده جمال وقرب ، أنه يحاول أن يعلمها ما يأخذ فى المدرسة .
كما أنه لا يقسو عليها ويفضلها على باقى اصدقائه وينهر كل ما يمسها بسوء ويدافع عنها .
حتى تعلمت منه مبادىء الكتابة والقراءة البسيطة .
......
فعاد كريم إلى عمر مرة أخرى ، وعندما رآه عمر نظر له باستياء قائلا ..انت ايه رجعك تانى ؟
مش كفاية اللى حصل لـ جميلة بسببك .
كريم ......مخلاص بقا يا عم عمر ، غلطة ومش هتكرر تانى .
وانا رجعت اهو عشان اقولك إزاى تخلى خالتى ام جميلة ترضى ترجعها تلعب معانا تانى .
عمر.....ازاى يا خفيف ؟
كريم ...انا عارف انها بتحبك عننا كلنا ، فلو رحتلها وطلبت تكلمها كلمتين حلوين ، تسترضيها فيها .
انا واثق أنها هترضى تخليها تتطلع تلعب تانى معانا .
عمر...ماشى ، هجرب ويارب توافق .
ثم ذهب عمر الى محل الحلوى واشترى لها حلوى ملونة دائما كانت تنول رضاها .
ثم توجه إلى منزلهم فاستقبلته والدة جميلة بترحاب .
والدة جميلة ...اهلا يا ابنى ، عامل ايه ؟
وازى امك ؟
عمر ...الحمد لله يا خالتى ،وامى بتسلم عليكى .
ثم جاءت جميلة على صوته ورحبت به ، فاعطاها الحلوة ، ففرحت بها وشكرته على صنعه .
والدة جميلة.....برده كده ، ديما مكلف نفسك يا ابنى ، وانت لسه صغير .
عمر ..انا مش صغير ، أنا راجل .
فابتسمت والدة جميلة قائلة ....فعلا والله يا ابنى ، مهى الرجولة مش بالسن .
انت صغير فى السن بس عقلك كبير وحنين .
عمر ....خالتى انا عايز اطلب منك حاجة وياريت متكسفنيش .
والدة جميلة ...قول يا ابنى ، عايز ايه ؟
عمر....معلش عشان خاطرى خلى جميلة تطلع تلعب معانا تانى .
والدة جميلة ...يا بنى اولا هى مبقتش صغيرة على اللعب وكمان الواد كريم ده ، بيغلس عليها كتير.
فقعدتها فى البيت احسن .
عمر ...لا متخليش عليها ، هو وعدنى مش هيضايقها تانى .
وأنا كمان معاها ، مش هخلى حد يقرب منها خالص وهحميها .
والدة جميلة ...يسلم عمرك يا ابنى .
طيب عشان خاطرك بس .
فقفزت جميلة من الفرحة ولمعت عينيها ، محدثة نفسها .....ربنا يهديك يا كريم عليا .
هو اه شقى أوى بس عسل كده ،ومعرفش رغم شقاوته بس انا بحب اشوفه والعب معاه .
ثم أخذ عمر ينظر إلى جميلة بسعادة محدثا نفسه ....يارب اشوف الفرحة دى فى عينيكى على طول يا جميلة .
وبالفعل خرجت معه جميلة ووجدت كل اصدقائها فى انتظارها .
وبالرغم من أن هذا طلب كريم من احمد إلا أنه شعر بالغيرة من تأثير عمر على والدة جميلة ،وانها تحبه وتحترمه لهذه الدرجة ، وليس هى فحسب ، فجميع من فى القرية يحترمه ويقدره رغم صغر سنه .
أما هو بالرغم من أنه ابن اكبر تاجر فى البلدة إلا أنه غير محبوب لانه مشاكس دوما ، فينفر الناس منه .
............
وهكذا هى الايام تتوالى سريعا وسنة يتبعها سنة حتى نضج ابطالنا .
ووصلت جميلة لسن الشباب واصبح عمرها ثمانية عشرة سنة .
وكما زاد عمرها زاد معه جمالها ، فأصبحت محط نظر جميع الشباب ، وإذا رأوها خارجة يقومون بملاطفتها واسماعها عذب الكلمات .
ولكنها كانت تنفر منهم جميعا ، ولا تستمع لأحد ، سوى واحد فقط ، هو من شغلها بكلماتها المعسولة وخطف قلبها منذ أن كانت صغيرة .
هل تعلمون من هو ؟؟
وبسبب تلك المعاكسات ، خافت والدة جميلة عليها ، فامرتها الا تخرج من البيت لعدم التعرض لتلك المعاكسات حتى يأتى لها نصيبها فى الحلال الطيب.
جميلة بتذمر ....يعنى أنتِ عايزة تحبسينى فى البيت يا ماما ؟
طيب حتى يوم واحد اروح اشوف هدى صاحبتى.
والدة جميلة ....انا هكلم امها ،اخليها هى تجيلك هنا .
لكن أنتِ متخرجيش من عتبة البيت ده .
أنتِ فاهمة ؟
فصمتت جميلة ولم تشأ مجادلة والدتها وهى غاضبة وانتظرت حتى تهدأ قليلا .
وبالفعل جاءت لها صديقتها هدى ، ورحبت بها ترحاب شديد قائلة ...اهلا يا هدى ، اخيرا جيتى .
انا كنت خالص قربت اجنن من القعدة فى البيت ولا بشوف حد ولا حد بيشوفنى .
هدى ..صراحة عندك حق يا بت يا جميلة ،مش عارفة امك ، قافلة عليكى ليه كده ؟
خلاص الناس هتكلك برا !
ده انتى حتى مؤدبة ، امال لو شفتى فلانة وعلانة .
دول بجحين اوى يا اختى ومبيكسفوش وبيقولوا علنا كده .
انا بحب فلان وبحب فلان وبنتقابل كمان ..
جميلة ...يا عيب الشوم ،ليه كده ،مفروض يتكسفوا .
بس قوليلى يا بت يا هدى .
هو الحب ده عامل ازاى ؟
فضحكت هدى ....عامل كويس يا اختى .
جميلة ...انا بكلم بجد .
هدى ..مش عارفه ،بس يعنى حسب ما بسمع .
أنه بخليكى زى ما تكونى طايرة فى السما ،وعينكى بتلمع اول ما بتشوفى اللى بتحبيه ،وقلبك بيدق وتحسى أن روحك كده بتتخطف منك .
فشهقت جميلة ووضعت يدها على فمها محدثة نفسها...يعنى انا فعلا كده بحب فعلا ،عشان كل اللى قالته هدى بحس بيه فعلا لما بشوف احمد .
هدى...ايه الجميل ماله سرح كده ، اوعى يا بت لتكون السنارة غمزت ؟
فاضطربت جميلة قائلة ...لا سنارة مين وبتاع ايه ؟
انا مليش فى الحجات دى .
هدى ...ايوه ، كده ،ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتى .
والبنت الشاطرة هى اللى تستنى نصيبها يجى لغاية باب بيتها .
ويلا هقوم بقا عشان اتأخرت .
جميلة ..ما لسه بدرى يا هدى .
ملحقتش اشبع منك .
هدى ...معلش يا حبيبتى ، أنتِ عارفة امى ،قلتلى هى ساعة زمن وحدة بس وارجع ولو اتأخرت مش هترضى تخلينى اجيلك تانى .
جميلة ...لا متجيش ازاى ؟
خلاص يا حبيبتى ، فى امان الله وسلمى على ماما كتير .
هدى ...يوصل بإذن الله ، مع السلامة .
.....
مرت الايام ومازالت جميلة حبيسة المنزل حتى فاض بها الكيل وذهبت إلى والدتها فى غرفتها .
والدة جميلة ...ايه يا ضنايا ، جعانة ، اعملك لقمة تكليها ؟.
جميلة...اه ياما ونفسى فى صينية سمك من ايديكى الحلوة .
والدة جميلة...بس يا بتى معندناش سمك دلوقتى .
معلش نقضيها اى حاجة النهاردة وبكرة اروح اسوق اجبلك السمك إن شاءالله .
عشان مقدراش اطلع النهاردة.
جميلة ...خليكى أنتِ يا ماما وانا هطلع السوق اجيبه .
والدة جميلة. ..احنا قولنا ايه يا جميلة ، مفيش خروج يا بتى ، اخاف عليكى من عين الناس وحد يبصلك بصة كده ولا كده .
جميلة .....متخفيش يا ست الكل ، هروح وارجع على السريع وهمشى ابص فى الارض ومش هعبر حد ولا اتكلم مع حد .
والدة جميلة ...امرى لله ،بس البسى حاجة واسعة وظبطى الحجاب كويس يا بتى ،ربنا يسترك دنيا وآخرة .
فأقبلت إليها جميلة تقبل جبينها بإمتنان قائلة ...ربنا يخليكى ليا يا ست الكل .
والدة جميلة ..ويحفظك يا بت قلبى ،ومتعوقيش مسافة السكة وتيجى طوالى .
جميلة ..حاضر يا امى متقلقيش .
والدة جميلة ...استودعك الله يا قلب امك .
فطارت جميلة من الفرحة الى غرفتها وارتدت عباءة سوداء وطرحة من نفس اللون أظهر لون بشرتها البيضاء أكثر وازادات جمالا .
ثم خرجت إلى الطريق تتنفس الهواء باستمتاع قائلة...اخيرا خرجت اشم شوية هوا بدل الحبسة فى البيت دى .
ثم اتجهت إلى السوق ومع كل خطوة ، يراها اى شاب أو رجل من أهل القرية ينظر لها متفحصا .
وتطرق لأذنها كلمات الاعجاب بجمالها وكان لا يخفى على قلبها أن تلك الكلمات تسعدها ولكن أثرت أن تغض طرفها وان تسرع فى اتجاهها غير مبالية لأى كلمات أو نظرات .
....................
وصل عمر وكريم الآن إلى الثانوية العامة .
وكان متوقعا من عمر مجموعا كبيرا يليق بذكائه واجتهاده على عكس من كريم الذى كان يتمنى والداه مجرد النجاح فقط لأنه لا يهتم كثيرا بالدراسة ويقضى معظم وقته فى اللهو .
وعلى الرغم من تفاوت الأمر بين كريم وعمر
إلا أن قلب جميلة اختار كريم رغم تفاهته وغروره وعدم تحمله المسئولية وكأن القلب اعمى لا يبصر الحقيقة إلا بعد فوات الاوان .
وليس قلب جميلة فقط هو من احب كريم وانما كثير من الفتيات التى خدعهم كريم بكلماته المعسولة وروحه المرحة ووعده لتلك وتلك بالزواج .
.....
ويشاء القدر اثناء مرور جميلة بالسوق لشراء احتياجاتها وجدت كريم أمامها .
فتتطلع إليها بنظراته التى اخترقت جسدها ، فتخشبت مكانها من الخجل ودق قلبها بعنف ووقفت الكلمات فى عنقها واحمرت وجنتيها خجلا .
كريم ....انا بشبه عليكى ، شفتك فين قبل كده ؟
جميلة بتعلثم ..انت مش فاكرنى يا سى كريم .
انا جميلة اللى كنا هنلعب مع بعض زمان قدام البيت .
اتسعت عين احمد قائلا ..معقول أنتِ جميلة .
بس أنتِ كبرتى وحلويتى اوى يا جميلة .
بس ازاى انا مكنتش واخد بالى منك الفترة دى كلها .
صراحة يعنى زى القمر ، يخربيت حلاوتك يا شيخة .
امتزجت مشاعر جميلة بين الفرح لأنه اعجب بها وبين الخجل من كلماته الرنانة تلك ، فرتجفت وأسرعت من أمامه تجرى وكأنها تسابق الريح .
تعجب كريم من موقفها هذا فضحك قائلا ...باين عليها خام اوى ،ويعجبنى الصنف ده اوى .
هيضحك عليها بسرعة الصاروخ .
بس صراحة حتة قمر ، ده على كده انا طلعت مصاحب غفر .
بس ابتدى معاها ازاى دى ؟
لازم فكرة حلوة من افكارك الجهنمية يا كرملة.
...
فكيف سيصل إليها كريم ؟؟
وهل كما يقول المثل فعلا
مراية الحب عمية !
.......
شيماء سعيد ، أم فاطمة