وفقدت هُناك قلبها

rena ahmed`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2022-06-30ضع على الرف
  • 135.5K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الثالث

الفصل الثالث ..
_______________
الن تستسلمي لي ابدا ؟
قالت بثقة واضحة :
_لا !
اقترب منها قائلًا :
_لست مستعدا للتخلي عنك بعد ، ساراك
إيف .

ومرر اصبعه على خدها متعاليا ،
ثم توقف قليلًا على فمها ،
قبل ان يحني رأسه واثقا من نفسه ..
بعد ذلك توجه الى حيث يقف دانيل و ويتسون فودعهما وانصرف .
,صاح بها دانيل حين انضمت اليهما :
_ماذا فعلت به ؟ لم اره يغادر حفلة في الحادية عشرة من قبل .

هزت كتفيها بسخرية قائلة :
_يجب ان يكون هناك دائما مرة اولى .
حاول دانيل الاعتراض بحيرة قائلا :
_اجل لكن ...
فأوقفته إيف قائلة :
_ربما لم تنتبه الى ان فتاته غادرت كذلك .
ضم دانيل حاجبيه مرددًا :
_لقد غادرت مع رجل اخر ، بعد ان عاد تيوان اليك ،
لقد ارادت ان تعطي رجلا اخر حظا .
رددت بغضب :
_فاسقة !
ابتسم دانيل :
_الين تختار رجلا جديدا في كل حفلة لذا ساطلب من ويتسون الا تدعوها بعد الان .
اردفت إيف :
_وهي متكبرة كذلك !

توقفي عن تغير الموضوع ، ماذا فعلت حتى
ترك تيوان الحفلة ؟
اجابته :
_لا شيء .
ردد بتعجب :
_لا شيء ؟
تأففت إيف قائلة :
_لا شيء ابدا وساستمر على هذا المنوال
..
لاتنس ان تخبر ويتسون بقدومي غدا لتناول الغداء .
حرك رأسه بإهمال قائلًا :
_أنتِ تعرفين أختك انها تطبخ دائما مايكفي جيشا .

لقد اطلق عليها تيوان كارتر لقب الفتاة الثرية المسكينة لانه لم يكن يعرفها قبل الان ..
فحين تزوجت قبل اربع سنوات كانت فتاة مدللة لكن ذاك الزواج بدلها وحولها الى امرة اخرى .
كانت قد تزوجت رغم ارادة ابيها الذي رفض ان تتزوج برجل يعتمد في معيشته على ركوب الاخطار ، لكنه حين تأكد من سعادتها قبل ان
يموت وذلك منذ سنتين ، بارك لهما زواجهما ..
لقد منحت ابيها الحبيب على الاقل نعمة راحة البال فموته جعله لايرى ما تعانيه من الم بسبب موت دايمن …
فلا حتى اقرب المقربين لها يعرف او يفهم
، مدى المها وحزنها على موته ، ولا أحد يعرف انها تخشى ان تموت ايضا .
اللعنة على تيوان كارتر فلقد اثار ذكرياتها حين اشار بفظاظة الى سوء علاقتها بدايمن قبل موته .
لكنه كان على حق في امر واحد ..
فالخطا الذي حدث في علاقتها مع زوجها كانت هي السبب فيه ...
فالرجل حين لا يجد في بيته ومع زوجته الاكتفاء التام يتوجه الى مكان اخر للسلوان ،
____________________
فتحت ويتسون الباب ظهر اليوم التالي وهي تقول لها :
_لااعرف كيف تستطعين البقاء على هذه
الروعة وكأنك عارضة ازياء ..
انظري إلي أنا لست بأكثر من ربة منزل ، بدأت البدانة تتسلل إلي ، بينما اهمالي لمظهري بسبب المسؤوليات مثير للشفقة .
ضمت إيف حاجبيها بإشفاق ، وهي تربت على كتف أختها ويتسون قائلة :
_لكنك جميلة أنا لا ابدو بهذه الحال إلا انني اهجر المطبخ واتناول غدائي في المطاعم .
قبلتها بمحبة على وجنتيها وضحكتا .
ليدلفا للداخل ، بينما ويتسون تقول لها :
_لكن هذا لا يفسر سبب اشراقك و روعتك حتى حين نلبي دعوتك للغداء في شقتك .
اجابتها إيف بهمس :
_اطلب الطعام جاهزا .
تنهدت رافضة التصديق :
_ أنتِ طاهية ماهرة .....
ثم تركتها تجلس وهي تتوجه للمطبخ قائلة :
-   حسنا الافضل لا ابقيك بعيدة عن كيت ولوسي .. انهما بانتظارك في غرفة الجلوس .

مرت الدقائق التالية بالاستقبالات الحارة والقبل من فتاتي شقيقتها .
كانت كيت في السادسة ولوسي في الخامسة
لكنهما كانتا تبدوان توأمين ..
فكلاهما اشقر ..
الشعر ازرق العينين كامهما ..
مع ان لهما جسد ابيهما الممشوق ونظراته الجادة .
جلس دانيل على مقعده الاثير يراقبهم بابتسامة حنون ويدخن غليونه المفضل .

كانت ويتسون ودانيل مقربين من بعضهما بعضا رغم فارق السن والطبائع .. ولكنها تخطوا كل ذلك والتحموا ببعضهم البعض بالحب والتفاهم ..
اقترب موعد الغداء و دانيل لم يثر موضوع تيوان كارتر ، ومن الواضح أنه يقصد ذلك .. فقررت هي أن تثيره بنفسها.
_ دانيل ......
_الغداء جاهز .......
اعلنت ويتسون هذا عند الباب فابتسم دانيل راضيا عن نفسه ووقف يجيبها :
_شكرا لك يا حبيبتي !
نظرت له إيف بطرف عينيها قائلة :
_وانا كذلك يجب ان اشكرك ، لكنك لن تهرب مني بسهولة بعد الغداء .
ابتسم لها قائلًا :
_ستكون عندها معدتي مليئة .
رفعت له حاجبًا واحدًا :
_لن يساعدك هذا .
اجابها وهو يتوجع نحو منضدة الطعام :
_ربما لا ,لكنك ستكونين اقل غضبا حين تأكلين .
ضيقت عينيها قائلة :
_غضب مالماذا يا دانيل ؟ فأنا لست غاضبة .
رفع سبابته قائلًا :
_تذكريني احيانا بأبيكِ بشكل غريب !
حركت رأسها قائلة :
_لقد كان رجلا عجوزا رائعا رغم سرعة غضبه لكنني لا أرى نفسي أشبهه أبدًا ..
رفع كتفيه بإقرار قائلًا :
_اوه انه موجود فلقد شاهدت مثالا له في تعاملك مع تيوان كارتر ...
جلست على مقعدها وهي تقترب برأسها منه قائلة :
_ما اسعدني لانك لم تنسيه .
وضع دانيل رأسه في صحنه قائلًا :
_لا ..... لكن الغداء اولا .
امسكت بمعلقتها تتناول بعضًا من الشوربة وهي تقول :
_بدا صبري ينفذ يا دانيل .
اجابها وهو يُقطع اللحم ويدخلها فمه :
_ لم اكن اعلم ان لديك صبرا .
واستمر مرحهما اثناء تناول الغداء اللذيذ الذي اعدته ويتسون وهي تشاركهم المرح مع ابنتيها .
بعد ان انهو وجبتهم ساعدت إيف أختها في تنظيف الطاولة
بينما ساعدتهم الفتاتان في نقل الأدوات للمطبخ ،
ثم حملت صنية القهوة الى حيث جلس دانيل امام التلفاز .

واعلنت بحزم :
_انا ودانيل سنتناول قهوتنا في المكتب اليس كذلك يا دانيل ؟
اجاب بتوتر :
_صحيح ؟ حسنا .. اعتقد هذا .
ووقف على مضض :
_لن نمكث طويلا يا إيف .
رددت ويتسون :
_اوه .....لا باس حظا سعيدا دانيل .
قال وهو يخطوا امامها :
_قد احتاج للحظ السعيد فعلًا .
في المكتبة جلست امامه قائلة :
_والان اخبرني يا دانيل ماالعمل الذي يجمعك أنت و تيوان كارتر ؟
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يقول لها :
_لن يعجبك .
رددت وهي ترفع حاجبها :
_هذا هو شعوري ...

وقف ليذرع الغرفة بقلق :
_لم يكن دار النشر مؤخرا ناجحة لذا انا بحاجة الى مال لاغطي العجز فترة ما .
شهقت بقوة :
_نعم ؟
أكمل بقلق ظهر على وجهه :
_كنت احاول عقد اتفاق مع تيوان منذ اشهر وحين جاء الى سيدني منذ اسبوعين وجدت الفرصة مؤاتية لمحادثات اخرى ،
لقد انهينا الاتفاق يوم لجمعة ولذلك اقمت الحفلة ليلة امس .
وقفت أمامه وقد بدأ القلق يتسرب إليها بقوة :
_وبعد ؟

بدا القلق يتحول لذعر على وجه إيف وتجنب دانيل النظر اليها قائلًا :
_حسنا ... هذا كل شيء .

ردت بنعومة :
_لا .. هذا ليس كل شيء يا دانيل ... لم تخبرني حتى الان مالا اعرفه !
ماهو الاتفاق
الذي اجريته مع تيوان ؟ هل اقترضت منه المال فقط ام جعلته شريكا ؟
بلل دانيل شفتيه وقال مترددا :
_لا هذا ولا ذاك .

ليس من عادة دانيل المراوغة .. فاستبد القلق بإيف :
_اذن ماهو الاتفاق ؟تأفف دانيل بضيق قائلًا :
_اسمعي ..... حين مات أبيكِ عهدت الي كل الاعمال .. أليس كذلك ..
وربما ما كان على أبيكِ ان
يضعها على عاتقي لكنك كنت سعيدة ومتزوجة يومذاك .
أوقفته قائلة :
_انا لم اشأ ان استلم العمل يا دانيل وانت تعرف هذا ..
ولك مطلق الحرية بفعل ما تشاء ،
لكنني فقط اريد معرفة موقفي من الاتفاق
,الا يحق لي ان اعرف ؟ تنهد دانيل بحدة :
_اجل ....... انها مجلة شؤون المراة .

شهقت :
_ماذا عنها ؟
هز كتفيه يدعي الخفة :
_لقد اصبحت منذ يوم الجمعة ملك لتيوان كارتر ..
وهذا يعني انك تعملين الان عنده .

خرج نفس إيف من صدرها فحيحا وهي تصرخ :
-  شؤون المراة اصبحت ملك تيوان كارتر !
كيف ؟؟!
لم تصدق إيف ما سمعته أذنيها ..
فالمجلة اصبحت بالنسبة لها كل حياتها انها الشيء الذي يحثها على ان تحيا من اجله منذ وفاة دايمن !
وما ذلك الا لقدرتها على فهم ماهو جديد وعصري وماهو مهم للمراة الراغبة في الموضة .

والان اصبح هذا كله ملك تيوان كارتر !
قالت ببلادة تفكير :
_يجب ان اترك العمل .
خبط دانيل على جبهته قائلًا :
_آه . ....
رددت وهي تضع كفها على رأسها لتتلقى مصيبة أخرى :
_نعم ؟
تجنب دانيل النظر لعينيها وهو يقول لها :
_ثمة شرط في الاتفاق يقضي ان تستمري في العمل فترة الانتقال على الاقل ..
رددت برعب :

_ ومامقدار هذه الفترة ؟!
أجاب سريعًا :
_ستة اشهر .
وقفت ببطء على قدميها ... وقالت له ببرود
:
_لا يا دانيل ، لايحق لك عقد اتفاق كهذا دون استشارتي ،
هل طلب منك الا تخبرني ؟!
بدا الخجل على دانيل وهو يقول لها :
_كنت اعلم انك تقبلي .......
رددت بذهول :
_كنت تعلم ؟
قال لها بحرجٍ :
_حسنا انا و تيوان كنا نعلم .
هزت رأسها بإقرار قائلة :
_اذن فكلاكما على حق ...... انا لن استطيع العمل عنده .
ردد دانيل بخوف من ردة فعلها :
_لكنني وقعت العقد !
فقالت له بثبات واضح رغم ارتعاد قليها لما حدث :
_اما انا فلا ..
كيف تفعل وانت تعلم يقينا برفضي له ..
اعذرني دانيل انا لن التزم بتوقيعك .
حاول دانيل أن يجعلها تفهم الوضع قائلًا :
_انت مرتبطة بعقد مع المجلة ، كائنا من يكون مالكها .
خبطت على المكتب قائلة :
_اذن فانا مستقيلة .
ذم دانيل شفتيه قائلًا :
_ثمة شرط في العقد يلزمك باعطاء انذار قبل ثلاثة اشهر .
وبإصرار كبير قالت له :
_انا متنازلة عن اي مال استحقه اعطني فقط توصية .
رفع دانيل كتفيه بقلة حيلة قائلًا :
_لا استيطع لانني ماعدت رب عملك اعلمي ان تيوان اذا تركت العمل سيقاضيك ويقاضني للاخلال بالعقد .
لمعت عيناها تحديا :
_دعه يفعل اذن !

انخفض صوته حتى بات توسلا :
_ إيف ..
لقد وقعت الصفقة بناء على الثقة بيننا ، وإن اي اخلال باي بند من بنود العقد سيدمر الصفقة بأكملها .
صرخت به بنفاذ صبر :
_اذن ... يجب أن تدمر !
ردد بنبرة رجاء :
_وقد تتاثر الشركة كلها !

قطبت جبينها تبحث في خبايا وجه زوج أختها ، التي تعتبره أخيها ..
,فرات خطوط القلق تشقه ..
وتوترا شديد يجتاح وجهه ... فقالت له بهدوء :
_اوضعك سيء الى هذه الدرجة ؟
اجاب بحزن :
_اجل .
تأففت وهي تقول :
_لكن لا يمكن لتيوان كارتر ان يلغي الاتفاق كله لانني ارفض العمل معه !
قال بثقة :
_بل سيلغيه .
صاحت بعدم فِهم :
_ايعقل ؟
اجابها بحنق :
_لقد رفض التفكير في توقيع العقد قبل ان يشملك الاتفاق .
ردد بذهول :
_يا الهي !
أردف دانيل :
_من الطبيعي ان يبقى الموظفون الكبار بعد التوقيع مثل هذا العقد .
نظرت له بغضبٍ قائلة :
_لاشيء في تيوان كارتر طبيعي ..
وانت تعلم سبب اقدامه على هذا العقد يا دانيل
... لقد رفضت ان اخرج معه ،
لذلك يدفعني الى اقامة علاقة معه بواسطة العمل .
اوقفها قائلًا :
_هذا هراء .. قلت لك اننا تباحثنا امر الاتفاق منذ اشهر .
سألته وهي تضيق عينيها :
_ومتى دخلت انا في صلب المفاوضات ؟
_منذ ..... حسنا ...... انا ......
قاطعته :
_منذ اسبوعين ما كان قبل هذا الوقت ليهتم بموظف من موظفي المجلة وماكان ليأبه البتة اذا بقوا او تركوا .
نفى الأمر :
_هذا غير صحيح ..... لقد كان مستقبل الموظفين في اوليات اهتماماتي .
رفعت سبابتها أمام وجهه مرددة :
_اهتماماتك أنت يا دانيل ... أما عن تيوان كارتر فهو لايهتم بمن يقف في طريقه من الصغار هذا ماقاله لي بنفسه .
قال لها دانيل :
_لكن لن يقف احد في المجلة في طريقه .
حدقت به بعينيها قائلة :
_انا ساقف فلن يشكل كونه رب عملي الحالي فرقا شيئًا لدي ..
فمشاعري تجاهه ستبقى على حالها ، لانني لن اعجب به ابدا .
ربت على كتفيها بحنو قائلًا :
_لست بحاجة للاعجاب به ..... اعملي فقط .....
قالت له بنفاذ صبر :
_انت تعلم ان هذا ليس ما يريده تيوان !
كيف تفعل بي ذلك ؟
لقد رأيت بام عينك نظرته لي وملاحقته الدؤوب لي ،
انا مضطرة الى
الاستقالة انما لا تخشى شيئا ..
فسامنحه الانذار القانوني ، لكنني امل ان يوكل ادارة المجلة الى احد مرتزقيه .
انهت جملتها وتركته وخرجت من المكتب ، لتحيي أختها وتقبل الفتاتان برقة لتستأذن منهم عائدة لشقتها ...
دخلت الشقة وهي ترمي حقيبتها بإهمال ، ثم خلعت حذائها لترمي به هو الآخر ،
لتخطوا نحو غرفتها بغيظ كبير ،
قذفت بجسدها أعلى الفراش وهي تردد :
-  حسنًا يا تيوان كارتر .. سنرى من سيفوز في النهاية ..
___________________
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي