الفصل الثاني
الفصل الثاني ..
________________
تيوان لا يفقد اعصابه بسهولة ونادرا ما يفعل ..
وها هو يفقدها وبشكل مؤثر .
فأجابته بهدوء :
_ليس لدي عذر ..... فلست الا مجرد مسؤولة عن مجلة يملكها دانيل .
ردد بثقة :
_هذا ما ابلغني اياه انه لقب سطحي ....انا واثق من هذا .
ابتسمت له ببرود قائلة :
_لاتكن واثقا من نفسك الى هذا الحد ، فقد
تكون مجلة شؤون المرأة مجلة نسائية لاتهم رجلا مثلك ، لكنني اديرها بكفاءة ..
اقترب خطوة منها هامسًا :
_وما مدى هذه الكفاءة ؟
تضرج وجهها من جراء هذه الاهانة المقصودة فردت بلؤم :
_اسال دانيل !
ضحك تيوان قائلًا :
_على الاقل ....هذا تقدم لابأس به ، فقد
دفعتك الى ان تفقدي اعصابك ثلاث مرات في خمس دقائق .
رددت بتحدِ واضح :
_احسبنا بذلك بتنا متساويين .
اقترب منها خطوة أخرى ، حتى بات يلتصق بها قائلاً :
_لا أبدا فقد سيطرت على نفسي منذ التقيت بك بصعوبة الا ان كلمة منك قد تنهي توتري .
عرفت تماما ماهي الكلمة التي يريدها !
فقالت بحدة :
_انا لم استخدم مثل هذه الكلمة في المدة الاخيرة .
فقال بنظراته القاتمة :
_منذ وفاة زوجك ؟
تسمرت إيف وتعالت نبضات قلبها قائلة :
_وماذا تعرف عن هذا ؟
اجابها ببساطة :
_لم يكن موته سرًا أو حتى الطريقة التي مات فيها .
رغمًا عنها ارتعد جسدها بحُزن ، وهي تقول بخفوت :
_صحيح .
لم يكن موت دايمن سرا ، فقد نشر الخبر على الصفحات الاولى في صحف العالم ..
سائق سباق سيارات سابق يُقتل في حادث سير ..
تابع تيوان تطفله على حياتها الخاصة :
_وليس سرا كذلك وجودك معه في السيارة
وقت الحادثة ،
كما لم يكن سرا ان زواجكما كان منتهيا قبل .
جعلت كلماته القاسية العرق يتقطر من جبينها
ومع ان نظراتها المتبلدة الباردة بقيت مبتعدة نحو انحدار ..
ليتابع :
_انتما من المشاهير .. أليس كذلك .
فالتفتت اليه بحدة :
_لو تعذرني سيد كارتر ..
_واذا لم اعذرك ؟
شدت اصابعه على ذراعها لكن نظراتها القاسية الباردة اليه وصوتها الاجش الفظ جعله يسقط يده :
_بل ستعذرني .
ودون ان تعيد النظر اليه ابتعدت عنه ، وسرعان ما احست بيد دانيل تلامس يدها وهو يقول لها :
_ ايف ؟ ماذا قلت لتيوان ؟ يبدو غاضبا كالصاعقة !
رفعت بصرها الى زوج اختها المرتبك الذي يكبرها بسبع سنوات ، ليسألها بإصرار :
_انت لم تغضبيه أليس كذلك ؟
ردت ساخرة :
_ايبدو لك انني أغضبته ؟
كان تيوان يتكئ الان الى الجدار يهمس في اذن شقراء تضحك .
فقال دانيل :
_انه ليس مهتما بها .
رددت بسخرية أكبر :
_اوه ؟
ليُكمل دانيل :
_تعرفين هذا .
رفعت حاجبيها بدهشة مصطنعة قائلة :
_وهل حقًا أعرف ؟
تضايق دانيل قائلًا :
_انت اكبر من ان تتظاهري بالحياء فالرجل يريدك كما تعرفين .
_اعرف ...... واعرف كذلك انني لن اكون
له .
ردد دانيل بحنق :
- إيف !
نظرت الى وجه زوج أختها المتضرج بقلق :
_ دانيل .....اظن ان علينا ان نتكلم عن علاقتك المفاجئة بهذا الرجل .
اجابها ببساطة :
_انه عمل .
ضيقت عينيها وهي تدقق النظر بحدقتيه قائلة :
_اي عمل ؟ متى كان تيوان كارتر يهتم بعالم الطباعة والكتب والنشر والمجلات ؟
فاجأها دانيل بالرد :
_انه لايهتم بها ..
اقترب منه تتسأل بقلق :
_اذن ما هو العمل الذي يجمعك به .
توتر دانيل وهو يجيبها :
_لانستطيع التحدث عن هذا الموضوع هنا ..
انها حفلة وانت تعلمين ان ويتسون لا تحب التحدث عن الاعمال اثناء حفلاتها ..
تنهدت قائلة :
_في الغد اذن ؟
أومأ برأسه قائلًا :
_يوم الاحد ؟ حسنا ..
تعالي لتناول الغداء مع كيت ولوسي اللذان سيحبان هذا .
ترقرقت اساريرها عندما سمعت اسمي بنتي أختها ،
وشعرت أن دانيل يتلاعب بها مجددًا ، فهو يعرف جيدًا مدى عشقها لكيت ولوسي ..
قالت له بإصرار :
_سنتحدث عن تيوان كارتر قبل الغداء ساصل في حوالي الثانية عشرة .
ردد بتوتر واضح :
_عظيم .
ابتسمت مستغربة اضطرابه لتهمس له :
_هل زججت نفسك في ورطة ؟
تأفف بضيق :
_ إيف ...
لمست خده مداعبة بسخرية :
_في الغد حبيبي واريد شرحا مستفيضا .
حاول الاعتراض :
_لكن ....
فضغطت حروف كلمتها بتصميم :
_شرحا مستفيضا .
زفر بضيق وهو يهمس :
_بدات اتساءل من هو الاكبر في هذا العائلة .
وابتعد عنها ليتحدث الى ضيفين كانا على وشك المغادرة فسمعت من ورائها صوتا لايخطئ صاحبه ابدا .
_انه سؤال جيد .....
التفتت اليه ترى منذ متى وقف مسترقا السمع ؟
ليُكمل تيوان دون اكتراث :
_لاتضغطي كثيرا على دانيل حلوتي انظري الي.
التفت تصك اسنانها بغضب وهي تحاول السيطرة على صوتها ، حتى لا تغضب اختها انها دمرت حفلتها الخاصة :
_قلت لك .......
قاطعها !
_انت لم تبذلي حتى الان جهدا مقتنعا دعيني اوصلك الى المنزل وعندها اخبرك عن كل شيء .
ردت متصلبة :
_لدي سيارتي .
همس في أذنها :
_اذن اوصليني انت الى منزلي ، فقد ركبت التاكسي وصولا الى الحفلة .
اجابته بنزق :
_افضل الا اقلك .
لمع الغضب في عينيه :
_لااستغرب اذن انتقال زوجك الى نساء اخريات .
شحبت إيف شحوب الأموات وهي تصرخ به :
_ماذا قلت ؟
تابع حديثه باستمتاع :
_حين تجعل الزوجة زوجها يتجمد في فراشه فمن المحتمل ان ينتقل الى نساء اخريات طلبا للإشباع والاكتفاء .
وصل الغضب في جسدها لذروته وهي تقول له :
_اتقول ان هذا ماكان يفعله دايمن ؟
قال محاولًا اخفاء ابتسامته :
_هذه معلومات عامة .
ضيقت عينيها متسائلة :
_صحيح ؟
واجهها بقوة وثبات :
-اكان يعاشرك قبل ان يموت ؟
صرخت به :
_لاشان لك بحياتنا الخاصة ......اوه !
شهقت من الالم الذي احدثته قبضته على
معصمها ، فقد لوي ذراعها الى ظهرها ، حتى اصبح جسدها قربه بشكل خطير فامرته بغيظ :
_دعني !
رد بشراسة :
_ابتسمي قلت ابتسمي ........اللعنة !
نظرت الى ماحولها يائسة ، فذهلت لان مامن احد يلاحظ ما يفعله هذا الرجل بها فاكثر الرجال ممشغولين ،
بالنساء اللاتي تعرفوا اليهن في هذه الحفلة وقد ينتهي المطاف ببعضهم الى علاقة حب او زواج .
لكن هذا لن يحدث بينها وبين هذا الوحش الذي مازال يؤلمها .
فتاوهت :
_كيف لي ان ابتسم وانت تكاد تكسر ذراعي
؟
ارخى قبضته عنها ..
لكن حركته هذه جعلت جسدها يلتصق به بشكل حميم اكثر .
_اسف ... والان اجيبي عن سؤالي .
تنهدت بقوة لتجيبه :
_نسيت ما هو .
همس لها :
_كاذبة!
جعلتها لهجته الحقود تنتفض مذعورة :
_لن اتباحث معك علاقتي بزوجي الراحل !
تنهد تيوان وتركها :
_انت تختارين التحدي حتى في اوقات الخطر .
رددت بدهشة واستهزاء :
_خطر ! .
حدقه بمقلتيها قائلًا :
_انت باردة ، باردة للغاية ، وهذا غير طبيعي ،
فعيناك جمرتان من نار تخبران عما قد تهبينه لرجل
......
رفعت زاوية فمها بابتسامة تحدي قائلة :
_ربما لكن ليس لك انت !
تأفف بضيق قائلًا :
_انا ..... لقد بدات اسام الانتظار إيف ..
رفعت حاجبيها قائلة :
...
_ماخطبك سيد كارتر ؟ هل لانني ارملة منذ ستة ااشهر،
قد اقع في حبك كثمرة ناضجة حين تقترب مني هكذا !
او تحسبني محبطة احباطا اقبل معه اي اغواء
يعرضه علي رجل ؟
وتصاعد صوتها بغضب ........ فرد بحزم :
_قد تكونين حقا باردة .
ردت ساخرة :
-هذه الاهانة لن تجديدك نفعا فهل تنتظر حقا ان ابرهن لك برودي او عدمه ؟....لقد مررت
هذه الخدعة من قبل سيد كارتر ..
لقد خيبت املي لانني توقعت منك حنكة ابعد من هذه .
اشتد غضبه ، لكنه سال بهدوء ونفاذ صبر :
_ولماذا تقاوميني ؟
لقد طلبت منك الخروج معي خلال الاسبوعين الاخيرين مرات لااستطيع احصاءها .
فأجابته وهي تقترب منه :
-اذن استسلم !
ابتلع ريقه بصعوبة ليقول لها بخفوت مؤثر لحواسها :
_اريدك إيف وانا لا استسلم عادة اذا كنت اريد امرا بالحاح كما اريدك انتِ كذلك ..
لقد تركت
خطا طويلا من اشخاص محطمين ورائي بامكانهم اخبارك ما الذي يمكنني فعله بهن ..
شحب وجهها كثيرا .
فقد امنت بتهديده لتسأله بوضوح :
-كان هذا في مجال العمل ..
رف كتفيه بإهمال :
_لايهمني ان كان في مجال عمل ام في مجال شخصي مادمت اكسب في النهاية .
ردت عليه بقناعة تامة :
_لن تكسب هذه المرة .
سألها وهو يغزوا عمق عينيها :
_هل احببت زوجك اهذا هو السبب ؟
لم تستطع الا ان تشعر بالسخط .
لكنها ردت بحدة :
_اجل .
أردف وهو مازال يُفند نظراتها المتوترة :
_ومازلت تحبينه ؟
ردت دون تفكير :
_اجل .
فأجاب بابتسامة واثقة :
_لا اصدقك !
ارتد راسها الى الوراء بكبرياء وصاحت :
_انها الحقيقة .
رد بخشونة :
_والحفلات التي تحضرينها كل ليلة تقريبا ..
.......والرجال الذين يتوددون اليك اهذا نوع من الحزن عليه ؟
احمرت عينيها من الغضب قائلة :
_ وهل يجب عليّ البقاء وحيدة في البيت ؟ أم أن دايمن كان يرغب في ذلك ؟
رد بشراسة :
_لكنني قد ارغب فيه انا ...... كنت سارغب في ان توصدي الباب عليك حتى تموتي ايضا .
قطعت حدته انفاسها فابتلعت ريقها بصعوبة وقالت :
_ربما هذا ما فعله ... انتظر الموت .
رد ساخرا :
_في الحفلات كل ليلة ؟
نظرت اليه ثابتة الجنان بعينيها الزرقاء :
_ربما لااريد ان اكون وحدي حين اموت .
بدا وكأن تيوان قد تلقى ضربة منها ، فشحبت بشرته السمراء وهو يردد :
_ ايف ....؟
تنهدت تهز راسها وتدفع عنها يده قائلة :
_يبدو ان الفتاة التي ترافقتك تتوق الى ان تعود اليها ،
انا على يقين من انها ستذعن لك اذعانا لن تجده عندي ابدا .
ردد بصوته الأجش :
_لكنني لا اريدها .
قالت بتأثر :
_مسكينة ........انها في غاية الجاذبية .
تنهد وهو يقول لها :
_لكن ليس لها شعر كالذهب وعينان زرقاء مثلك .
رفعت حاجبيها قائلة :
_انا متاكدة من وجود الاف النساء الراغبات في عقد صفقة معك .
أقر بضحكة متوارية :
_مع التشديد على الراغبات ، هه ؟
ابتسمت له ابتسامة حلوة خبيثة :
_بالضبط !
هز رأسه قائلا :
_ ولكني مازلت اريدك انتِ .
اعتذرت منه بلُطفٍ :
_انا اسفة .
فأردف بإقرار :
_وانا مؤمن بأنك اسفة .
تعجبت من رده قائلة :
_اجل .
بدا حائرا :
_لا افهمك .
قالت له بتحذير :
_لاتحاول أن تتورط معي ......
اقترب منها قائلًا :
_اريدك دون أن اتورط !
ابتسمت ابتسامة حقة هذه المرة وقالت ساخرة
:
_والواحدة تلي الاخرى معك ؟
اجاب بصدق :
_اجل ..
تحركت خطوتان للخلف وهي تحيبه :
_عمت مساء سيد كارتر ....... هل سنلتقي
ثانية ؟
ابتسم نحوها قائلًا :
_راهني على ذلك ان شئت !
اجابته وهي تبتعد :
_لا اراهن عادة ، لكنني ساكسب الرهان هذه المرة ان فعلت .
ردد بضحكة ساحرة :
_ايتها المزعجة !
تلاشى مرحها بالسرعة التي ارتفع بها :
_لست بمزعجة ابدا سيد كارتر فلقد طلبت منك مرارا ان تتركني وشاني ،
لكنك اخترت ان توصد السمع دون نصيحتي ..
فهلا قدمت لي ولك معروفا فتخلي عن التفكير في حتى تريح نفسك من المتاعب .
ضم حاجبيه قائلًا :
_الن تستسلمي لي ابدا ؟
قالت بثقة واضحة :
_لا !
اقترب منها قائلًا :
_لست مستعدا للتخلي عنك بعد ، ساراك
إيف .
ومرر اصبعه على خدها متعاليا ،
ثم توقف قليلًا على فمها ،
قبل ان يحني رأسه واثقا من نفسه ..
بعد ذلك توجه الى حيث يقف دانيل و ويتسون فودعهما وانصرف .
,صاح بها دانيل حين انضمت اليهما :
_ماذا فعلت به ؟ لم اره يغادر حفلة في الحادية عشرة من قبل .
هزت كتفيها بسخرية قائلة :
_يجب ان يكون هناك دائما مرة اولى .
حاول دانيل الاعتراض بحيرة قائلا :
_اجل لكن ...
فأوقفته إيف قائلة :
_ربما لم تنتبه الى ان فتاته غادرت كذلك .
ضم دانيل حاجبيه مرددًا :
_لقد غادرت مع رجل اخر ، بعد ان عاد تيوان اليك ،
لقد ارادت ان تعطي رجلا اخر حظا .
رددت بغضب :
_فاسقة !
ابتسم دانيل :
_الين تختار رجلا جديدا في كل حفلة لذا ساطلب من ويتسون الا تدعوها بعد الان .
اردفت إيف :
_وهي متكبرة كذلك !
أوقفها دانيل :
_توقفي عن تغير الموضوع ، ماذا فعلت حتى
ترك تيوان الحفلة ؟
اجابته :
_لا شيء .
ردد بتعجب :
_لا شيء ؟
تأففت إيف قائلة :
_لا شيء ابدا وساستمر على هذا المنوال
..
لاتنس ان تخبر ويتسون بقدومي غدا لتناول الغداء .
حرك رأسه بإهمال قائلًا :
_أنتِ تعرفين أختك انها تطبخ دائما مايكفي جيشا .
لقد اطلق عليها تيوان كارتر لقب الفتاة الثرية المسكينة لانه لم يكن يعرفها قبل الان ..
فحين تزوجت قبل اربع سنوات كانت فتاة مدللة لكن ذاك الزواج بدلها وحولها الى امرة اخرى .
كانت قد تزوجت رغم ارادة ابيها الذي رفض ان تتزوج برجل يعتمد في معيشته على ركوب الاخطار ، لكنه حين تأكد من سعادتها قبل ان
يموت وذلك منذ سنتين ، بارك لهما زواجهما ..
لقد منحت ابيها الحبيب على الاقل نعمة راحة البال فموته جعله لايرى ما تعانيه من الم بسبب موت دايمن …
فلا حتى اقرب المقربين لها يعرف او يفهم
,مدى المها وحزنها على موته ، ولااحد يعرف انها تخشى ان تموت ايضا .
اللعنة على تيوان كارتر فلقد اثار ذكرياتها حين اشار بفظاظة الى سوء علاقتها بدايمن قبل موته .
لكنه كان على حق في امر واحد ..
فالخطا الذي حدث في علاقتها مع زوجها كانت هي السبب فيه ...
___________________
________________
تيوان لا يفقد اعصابه بسهولة ونادرا ما يفعل ..
وها هو يفقدها وبشكل مؤثر .
فأجابته بهدوء :
_ليس لدي عذر ..... فلست الا مجرد مسؤولة عن مجلة يملكها دانيل .
ردد بثقة :
_هذا ما ابلغني اياه انه لقب سطحي ....انا واثق من هذا .
ابتسمت له ببرود قائلة :
_لاتكن واثقا من نفسك الى هذا الحد ، فقد
تكون مجلة شؤون المرأة مجلة نسائية لاتهم رجلا مثلك ، لكنني اديرها بكفاءة ..
اقترب خطوة منها هامسًا :
_وما مدى هذه الكفاءة ؟
تضرج وجهها من جراء هذه الاهانة المقصودة فردت بلؤم :
_اسال دانيل !
ضحك تيوان قائلًا :
_على الاقل ....هذا تقدم لابأس به ، فقد
دفعتك الى ان تفقدي اعصابك ثلاث مرات في خمس دقائق .
رددت بتحدِ واضح :
_احسبنا بذلك بتنا متساويين .
اقترب منها خطوة أخرى ، حتى بات يلتصق بها قائلاً :
_لا أبدا فقد سيطرت على نفسي منذ التقيت بك بصعوبة الا ان كلمة منك قد تنهي توتري .
عرفت تماما ماهي الكلمة التي يريدها !
فقالت بحدة :
_انا لم استخدم مثل هذه الكلمة في المدة الاخيرة .
فقال بنظراته القاتمة :
_منذ وفاة زوجك ؟
تسمرت إيف وتعالت نبضات قلبها قائلة :
_وماذا تعرف عن هذا ؟
اجابها ببساطة :
_لم يكن موته سرًا أو حتى الطريقة التي مات فيها .
رغمًا عنها ارتعد جسدها بحُزن ، وهي تقول بخفوت :
_صحيح .
لم يكن موت دايمن سرا ، فقد نشر الخبر على الصفحات الاولى في صحف العالم ..
سائق سباق سيارات سابق يُقتل في حادث سير ..
تابع تيوان تطفله على حياتها الخاصة :
_وليس سرا كذلك وجودك معه في السيارة
وقت الحادثة ،
كما لم يكن سرا ان زواجكما كان منتهيا قبل .
جعلت كلماته القاسية العرق يتقطر من جبينها
ومع ان نظراتها المتبلدة الباردة بقيت مبتعدة نحو انحدار ..
ليتابع :
_انتما من المشاهير .. أليس كذلك .
فالتفتت اليه بحدة :
_لو تعذرني سيد كارتر ..
_واذا لم اعذرك ؟
شدت اصابعه على ذراعها لكن نظراتها القاسية الباردة اليه وصوتها الاجش الفظ جعله يسقط يده :
_بل ستعذرني .
ودون ان تعيد النظر اليه ابتعدت عنه ، وسرعان ما احست بيد دانيل تلامس يدها وهو يقول لها :
_ ايف ؟ ماذا قلت لتيوان ؟ يبدو غاضبا كالصاعقة !
رفعت بصرها الى زوج اختها المرتبك الذي يكبرها بسبع سنوات ، ليسألها بإصرار :
_انت لم تغضبيه أليس كذلك ؟
ردت ساخرة :
_ايبدو لك انني أغضبته ؟
كان تيوان يتكئ الان الى الجدار يهمس في اذن شقراء تضحك .
فقال دانيل :
_انه ليس مهتما بها .
رددت بسخرية أكبر :
_اوه ؟
ليُكمل دانيل :
_تعرفين هذا .
رفعت حاجبيها بدهشة مصطنعة قائلة :
_وهل حقًا أعرف ؟
تضايق دانيل قائلًا :
_انت اكبر من ان تتظاهري بالحياء فالرجل يريدك كما تعرفين .
_اعرف ...... واعرف كذلك انني لن اكون
له .
ردد دانيل بحنق :
- إيف !
نظرت الى وجه زوج أختها المتضرج بقلق :
_ دانيل .....اظن ان علينا ان نتكلم عن علاقتك المفاجئة بهذا الرجل .
اجابها ببساطة :
_انه عمل .
ضيقت عينيها وهي تدقق النظر بحدقتيه قائلة :
_اي عمل ؟ متى كان تيوان كارتر يهتم بعالم الطباعة والكتب والنشر والمجلات ؟
فاجأها دانيل بالرد :
_انه لايهتم بها ..
اقترب منه تتسأل بقلق :
_اذن ما هو العمل الذي يجمعك به .
توتر دانيل وهو يجيبها :
_لانستطيع التحدث عن هذا الموضوع هنا ..
انها حفلة وانت تعلمين ان ويتسون لا تحب التحدث عن الاعمال اثناء حفلاتها ..
تنهدت قائلة :
_في الغد اذن ؟
أومأ برأسه قائلًا :
_يوم الاحد ؟ حسنا ..
تعالي لتناول الغداء مع كيت ولوسي اللذان سيحبان هذا .
ترقرقت اساريرها عندما سمعت اسمي بنتي أختها ،
وشعرت أن دانيل يتلاعب بها مجددًا ، فهو يعرف جيدًا مدى عشقها لكيت ولوسي ..
قالت له بإصرار :
_سنتحدث عن تيوان كارتر قبل الغداء ساصل في حوالي الثانية عشرة .
ردد بتوتر واضح :
_عظيم .
ابتسمت مستغربة اضطرابه لتهمس له :
_هل زججت نفسك في ورطة ؟
تأفف بضيق :
_ إيف ...
لمست خده مداعبة بسخرية :
_في الغد حبيبي واريد شرحا مستفيضا .
حاول الاعتراض :
_لكن ....
فضغطت حروف كلمتها بتصميم :
_شرحا مستفيضا .
زفر بضيق وهو يهمس :
_بدات اتساءل من هو الاكبر في هذا العائلة .
وابتعد عنها ليتحدث الى ضيفين كانا على وشك المغادرة فسمعت من ورائها صوتا لايخطئ صاحبه ابدا .
_انه سؤال جيد .....
التفتت اليه ترى منذ متى وقف مسترقا السمع ؟
ليُكمل تيوان دون اكتراث :
_لاتضغطي كثيرا على دانيل حلوتي انظري الي.
التفت تصك اسنانها بغضب وهي تحاول السيطرة على صوتها ، حتى لا تغضب اختها انها دمرت حفلتها الخاصة :
_قلت لك .......
قاطعها !
_انت لم تبذلي حتى الان جهدا مقتنعا دعيني اوصلك الى المنزل وعندها اخبرك عن كل شيء .
ردت متصلبة :
_لدي سيارتي .
همس في أذنها :
_اذن اوصليني انت الى منزلي ، فقد ركبت التاكسي وصولا الى الحفلة .
اجابته بنزق :
_افضل الا اقلك .
لمع الغضب في عينيه :
_لااستغرب اذن انتقال زوجك الى نساء اخريات .
شحبت إيف شحوب الأموات وهي تصرخ به :
_ماذا قلت ؟
تابع حديثه باستمتاع :
_حين تجعل الزوجة زوجها يتجمد في فراشه فمن المحتمل ان ينتقل الى نساء اخريات طلبا للإشباع والاكتفاء .
وصل الغضب في جسدها لذروته وهي تقول له :
_اتقول ان هذا ماكان يفعله دايمن ؟
قال محاولًا اخفاء ابتسامته :
_هذه معلومات عامة .
ضيقت عينيها متسائلة :
_صحيح ؟
واجهها بقوة وثبات :
-اكان يعاشرك قبل ان يموت ؟
صرخت به :
_لاشان لك بحياتنا الخاصة ......اوه !
شهقت من الالم الذي احدثته قبضته على
معصمها ، فقد لوي ذراعها الى ظهرها ، حتى اصبح جسدها قربه بشكل خطير فامرته بغيظ :
_دعني !
رد بشراسة :
_ابتسمي قلت ابتسمي ........اللعنة !
نظرت الى ماحولها يائسة ، فذهلت لان مامن احد يلاحظ ما يفعله هذا الرجل بها فاكثر الرجال ممشغولين ،
بالنساء اللاتي تعرفوا اليهن في هذه الحفلة وقد ينتهي المطاف ببعضهم الى علاقة حب او زواج .
لكن هذا لن يحدث بينها وبين هذا الوحش الذي مازال يؤلمها .
فتاوهت :
_كيف لي ان ابتسم وانت تكاد تكسر ذراعي
؟
ارخى قبضته عنها ..
لكن حركته هذه جعلت جسدها يلتصق به بشكل حميم اكثر .
_اسف ... والان اجيبي عن سؤالي .
تنهدت بقوة لتجيبه :
_نسيت ما هو .
همس لها :
_كاذبة!
جعلتها لهجته الحقود تنتفض مذعورة :
_لن اتباحث معك علاقتي بزوجي الراحل !
تنهد تيوان وتركها :
_انت تختارين التحدي حتى في اوقات الخطر .
رددت بدهشة واستهزاء :
_خطر ! .
حدقه بمقلتيها قائلًا :
_انت باردة ، باردة للغاية ، وهذا غير طبيعي ،
فعيناك جمرتان من نار تخبران عما قد تهبينه لرجل
......
رفعت زاوية فمها بابتسامة تحدي قائلة :
_ربما لكن ليس لك انت !
تأفف بضيق قائلًا :
_انا ..... لقد بدات اسام الانتظار إيف ..
رفعت حاجبيها قائلة :
...
_ماخطبك سيد كارتر ؟ هل لانني ارملة منذ ستة ااشهر،
قد اقع في حبك كثمرة ناضجة حين تقترب مني هكذا !
او تحسبني محبطة احباطا اقبل معه اي اغواء
يعرضه علي رجل ؟
وتصاعد صوتها بغضب ........ فرد بحزم :
_قد تكونين حقا باردة .
ردت ساخرة :
-هذه الاهانة لن تجديدك نفعا فهل تنتظر حقا ان ابرهن لك برودي او عدمه ؟....لقد مررت
هذه الخدعة من قبل سيد كارتر ..
لقد خيبت املي لانني توقعت منك حنكة ابعد من هذه .
اشتد غضبه ، لكنه سال بهدوء ونفاذ صبر :
_ولماذا تقاوميني ؟
لقد طلبت منك الخروج معي خلال الاسبوعين الاخيرين مرات لااستطيع احصاءها .
فأجابته وهي تقترب منه :
-اذن استسلم !
ابتلع ريقه بصعوبة ليقول لها بخفوت مؤثر لحواسها :
_اريدك إيف وانا لا استسلم عادة اذا كنت اريد امرا بالحاح كما اريدك انتِ كذلك ..
لقد تركت
خطا طويلا من اشخاص محطمين ورائي بامكانهم اخبارك ما الذي يمكنني فعله بهن ..
شحب وجهها كثيرا .
فقد امنت بتهديده لتسأله بوضوح :
-كان هذا في مجال العمل ..
رف كتفيه بإهمال :
_لايهمني ان كان في مجال عمل ام في مجال شخصي مادمت اكسب في النهاية .
ردت عليه بقناعة تامة :
_لن تكسب هذه المرة .
سألها وهو يغزوا عمق عينيها :
_هل احببت زوجك اهذا هو السبب ؟
لم تستطع الا ان تشعر بالسخط .
لكنها ردت بحدة :
_اجل .
أردف وهو مازال يُفند نظراتها المتوترة :
_ومازلت تحبينه ؟
ردت دون تفكير :
_اجل .
فأجاب بابتسامة واثقة :
_لا اصدقك !
ارتد راسها الى الوراء بكبرياء وصاحت :
_انها الحقيقة .
رد بخشونة :
_والحفلات التي تحضرينها كل ليلة تقريبا ..
.......والرجال الذين يتوددون اليك اهذا نوع من الحزن عليه ؟
احمرت عينيها من الغضب قائلة :
_ وهل يجب عليّ البقاء وحيدة في البيت ؟ أم أن دايمن كان يرغب في ذلك ؟
رد بشراسة :
_لكنني قد ارغب فيه انا ...... كنت سارغب في ان توصدي الباب عليك حتى تموتي ايضا .
قطعت حدته انفاسها فابتلعت ريقها بصعوبة وقالت :
_ربما هذا ما فعله ... انتظر الموت .
رد ساخرا :
_في الحفلات كل ليلة ؟
نظرت اليه ثابتة الجنان بعينيها الزرقاء :
_ربما لااريد ان اكون وحدي حين اموت .
بدا وكأن تيوان قد تلقى ضربة منها ، فشحبت بشرته السمراء وهو يردد :
_ ايف ....؟
تنهدت تهز راسها وتدفع عنها يده قائلة :
_يبدو ان الفتاة التي ترافقتك تتوق الى ان تعود اليها ،
انا على يقين من انها ستذعن لك اذعانا لن تجده عندي ابدا .
ردد بصوته الأجش :
_لكنني لا اريدها .
قالت بتأثر :
_مسكينة ........انها في غاية الجاذبية .
تنهد وهو يقول لها :
_لكن ليس لها شعر كالذهب وعينان زرقاء مثلك .
رفعت حاجبيها قائلة :
_انا متاكدة من وجود الاف النساء الراغبات في عقد صفقة معك .
أقر بضحكة متوارية :
_مع التشديد على الراغبات ، هه ؟
ابتسمت له ابتسامة حلوة خبيثة :
_بالضبط !
هز رأسه قائلا :
_ ولكني مازلت اريدك انتِ .
اعتذرت منه بلُطفٍ :
_انا اسفة .
فأردف بإقرار :
_وانا مؤمن بأنك اسفة .
تعجبت من رده قائلة :
_اجل .
بدا حائرا :
_لا افهمك .
قالت له بتحذير :
_لاتحاول أن تتورط معي ......
اقترب منها قائلًا :
_اريدك دون أن اتورط !
ابتسمت ابتسامة حقة هذه المرة وقالت ساخرة
:
_والواحدة تلي الاخرى معك ؟
اجاب بصدق :
_اجل ..
تحركت خطوتان للخلف وهي تحيبه :
_عمت مساء سيد كارتر ....... هل سنلتقي
ثانية ؟
ابتسم نحوها قائلًا :
_راهني على ذلك ان شئت !
اجابته وهي تبتعد :
_لا اراهن عادة ، لكنني ساكسب الرهان هذه المرة ان فعلت .
ردد بضحكة ساحرة :
_ايتها المزعجة !
تلاشى مرحها بالسرعة التي ارتفع بها :
_لست بمزعجة ابدا سيد كارتر فلقد طلبت منك مرارا ان تتركني وشاني ،
لكنك اخترت ان توصد السمع دون نصيحتي ..
فهلا قدمت لي ولك معروفا فتخلي عن التفكير في حتى تريح نفسك من المتاعب .
ضم حاجبيه قائلًا :
_الن تستسلمي لي ابدا ؟
قالت بثقة واضحة :
_لا !
اقترب منها قائلًا :
_لست مستعدا للتخلي عنك بعد ، ساراك
إيف .
ومرر اصبعه على خدها متعاليا ،
ثم توقف قليلًا على فمها ،
قبل ان يحني رأسه واثقا من نفسه ..
بعد ذلك توجه الى حيث يقف دانيل و ويتسون فودعهما وانصرف .
,صاح بها دانيل حين انضمت اليهما :
_ماذا فعلت به ؟ لم اره يغادر حفلة في الحادية عشرة من قبل .
هزت كتفيها بسخرية قائلة :
_يجب ان يكون هناك دائما مرة اولى .
حاول دانيل الاعتراض بحيرة قائلا :
_اجل لكن ...
فأوقفته إيف قائلة :
_ربما لم تنتبه الى ان فتاته غادرت كذلك .
ضم دانيل حاجبيه مرددًا :
_لقد غادرت مع رجل اخر ، بعد ان عاد تيوان اليك ،
لقد ارادت ان تعطي رجلا اخر حظا .
رددت بغضب :
_فاسقة !
ابتسم دانيل :
_الين تختار رجلا جديدا في كل حفلة لذا ساطلب من ويتسون الا تدعوها بعد الان .
اردفت إيف :
_وهي متكبرة كذلك !
أوقفها دانيل :
_توقفي عن تغير الموضوع ، ماذا فعلت حتى
ترك تيوان الحفلة ؟
اجابته :
_لا شيء .
ردد بتعجب :
_لا شيء ؟
تأففت إيف قائلة :
_لا شيء ابدا وساستمر على هذا المنوال
..
لاتنس ان تخبر ويتسون بقدومي غدا لتناول الغداء .
حرك رأسه بإهمال قائلًا :
_أنتِ تعرفين أختك انها تطبخ دائما مايكفي جيشا .
لقد اطلق عليها تيوان كارتر لقب الفتاة الثرية المسكينة لانه لم يكن يعرفها قبل الان ..
فحين تزوجت قبل اربع سنوات كانت فتاة مدللة لكن ذاك الزواج بدلها وحولها الى امرة اخرى .
كانت قد تزوجت رغم ارادة ابيها الذي رفض ان تتزوج برجل يعتمد في معيشته على ركوب الاخطار ، لكنه حين تأكد من سعادتها قبل ان
يموت وذلك منذ سنتين ، بارك لهما زواجهما ..
لقد منحت ابيها الحبيب على الاقل نعمة راحة البال فموته جعله لايرى ما تعانيه من الم بسبب موت دايمن …
فلا حتى اقرب المقربين لها يعرف او يفهم
,مدى المها وحزنها على موته ، ولااحد يعرف انها تخشى ان تموت ايضا .
اللعنة على تيوان كارتر فلقد اثار ذكرياتها حين اشار بفظاظة الى سوء علاقتها بدايمن قبل موته .
لكنه كان على حق في امر واحد ..
فالخطا الذي حدث في علاقتها مع زوجها كانت هي السبب فيه ...
___________________