الفصل الحادى والعشرون

ضريبة قاسية و اي قسوة هذه لكنه انتوي ان يعيد حياته من جديد ، يعمل جاهدا علي تصحيح ما إقترفه في حياته سنوات كانت من أجمل واحلي سنوات عمره ، سنوات مرت عليه زهرة شبابه التي بذل فيها جهدا فاق طاقته بل اراد ان يكون شخص أخر الان  حياة جديدة يريد ان يبدء من جديد ارسل لها الرسالة الصوتية بحب وهل تحمل الكثير والكثير وفي اثناء حديثه مع حبيبته اتته رسالة من الدكتورة خرج من رسائل حبيبته وإتجه نحو رسالة الدكتورة التي قالت له فيها :-
أخبارك ايه يا ديمون يارب تطون بخير انا انتظرت تبعتلي رسالة او تكمل الحكاية انا سمعاك جدا ومتابعة معاك حكايتك وعاوزو اساعدك ، حابة اسالك غيابك كان ليه الاول ، عاوزة اعرف يارب يكون المانع دا خلاك تعيد هيكلة حياتك من جديد ، خلاك تفكر في اللي جاي وتنسي اللي راح كن واثق من نفسك اولا قبل اي حاجة في حياتك  كده كده الحباة بتكمل بس
انا عاوزاك تكون عارف ان الماضي دا هيبقي صفحة في حياتك لازم تطويها وتتخلص منها وبدل ما تبص علي اللي فات بص علي اللي جاي وانت هتعرف ان اللي جاي خير ليك مش شر ابدا ، خليك واثق من خطواتك وكلنا بنغلط ، كلنا مفيش حد فينا مش بيغلط ، بس اللي بيغلط وقادر يعترف بغلطه هو اللي بيعدي وبيتخطي كل ده ، هو الوحيد اللي قادر يكمل مش هيرجع ولا خطوة لورا مش هتندم ابدا علي الماضي بس خليه ليك دافعة ، وخليك عارف ان محدش مبيغلطش هو الغلط متفاوت بس ، الغلط دايما ملوش مبرر ، وانا معاك ومش هسيبك ابدا منتظراك تكلمني وتكمل حكايتك وانا هفضل معاك .
تنهد ديمون أو أدم بأريحية وشعر بالفرح مما سمعه من طبيبته التي لم يخجل منها فقد قص عليها أسوء مخاوفه ، وقد تعري امامها وأصبح لا يحمل سيئا سوي السعادة فما هي الا خطوات بسيطة حتي يعود لحياته الاولي التي كانت قبل ان يسافر الي العالم الذي نزع منه براءته وحياته  خرج من رسالتها التي بثت فيه الامل من جديد فاصبح طفلا او تحول إلي طفل يحمل السعادة داخل قلبه ، طفلا اراد السعادة او اتت له لعبة تمني ان يمتلكها يوما ما وها هو الان إمتلك تلك اللعبة البغيضة يوما ما
تذكر أدم أيامه عندما لم يتخطي عمره الثامنة عشر عام حلمه ان يمتلك أموالا لشراء حذاء كان باهظ الثمن ولم يستطع لم تكفي الاموال التي معه وهنا بغض علي وضعه وتلك تلك الظروف التي حرمته مما يتمني ، فقد كان يعمل من اجل أخواته البنات التي حينها كان يعمل بكد من أجلهم فقد توفي والده منذ ان كان عمره عشر سنوات ، وتركه مع امه واخوته البنات الاتي يصغرن عنه ب سبع اعوام ، نعم كان يعمل من أجلهم ، إستطاع ان يجعلهم يكملون تعليمهم  لم يترك عملا الا وعمل به ، في كل عمل إستطاع ان يطبع بصمته عليه لكنه لم يستطع ان يسد تلك الافواه فكانت الظروف قاسية عليه وانه لم يكمل تعليمه إكتفي ب دبلوم التجارة الذي حصل علي شهادته بعد معاناة وأخيرا عزم علي الرحيل للخارج لعد رإصرار من رفض والدته التي الحت عليه ب الايسافر لكنه قرر وعظم علي الرحيل فهي النهاية المحتومة عليه ان يكمل طريقهفقد وجد رفض قاطع من من حوله علي السفر لكنه عزم قراره في النهاية بان يسافر ظل يبحث عن المال للسفر ، حتي قام باستدانة المبلغ من احد اصدقائه الي ان يسافر ووعده بان يرسله له مع الوقت ، ووسط سفر مكلل بالحزن سافر قد يشق طريقه من البداية ، طريقه الذي ظل يبحث عنه حتي وجد في النهاية بعد عدة اشهر من البحث عملا قد اخبره به احد اصدقائه وهنا ذهب الي العمل وتعرف علي صاحب البنزينة ، ومع الوقت اصبحت الاموال معه ليشتري ما يريد لكنه لم يرد ان يصرف كي يرسل لاسرته التي تركها ووعدهم انه سيبذل قصار جهده علي العمل من اجلهم وانه سيوفر لهم حياة هنيئة ، وعن امه التي كانت تعمل بالخياطة فقد طلب منها ان تكف عن العمل وانه سيعوضهم وفعلا شاء القدر له وفتح له باب الرزق الاول في البنزينة ، عمل فيها واصبح يعمل بكد حتي اعجب به جون في تلك الاثناء كان ديمون في نهاية عامه التاسع عشر ظل يعمل بكد الي حدث ما حدث معه من بداية علاقته مع جون ، ووفاته وانه قد ترك له ارث كبير جدا لا يعلم اذا كان هذا المال نعمة عليه ام نقمة ، لكنه يعلم انه يستحقه في النهاية ، شرد بعقله عن ايامه الماضية وعن التعب الذي كان يلاقيه من الناس ، فقد تعب كثيرا من الترحال والاختباء من الحكومة والان بات يملك المال والتصاريح الكافية لكي يعبر بكل اريحية كيفما يشاء دون خوف هذا ما ارده لكنه الان يريد شئ اخر وهو رحمة ، عاد لرسائلها فقد وجدها تركت له رسالة صوتية قالت له فبها :-
لو الوقت يا ادم هو اللي هخليك ترجعلي تاني ، بس ادم اللي انا حبيته ولقيت منه الحب ، الوقت اللي هيخليني الاقي حبيب يحبني من جديد ويخاف علي ، واني احس الحب الحقيقي منك هستناك مش سنة بس لا هستناك العمر كله صدقني ،  مش هزعل ابدا علي الوقت اللي فات لان انا واثقة ان ربنا هيعوضني بحاجة حلوة قوي حاجة هنتراضي بيها انا وانت في الاخر بس عشان خاطري متطولش الغيبة عشان العمر ميعديش هدر لا انا عاوزة اعيش معاك كل اللحظات واعيش معاك في كل التفاصيل الحقيقية اللي جوايا ، انا عاوزة اكمل حياتي معاك بدون خوف او قلق ، عاوزة نرجع لبعض ، بس خد وقتك وانا جمبك وقت ماتحتاجني هتلاقيني ، لاني ملكك وعمري ما هكون لحد غيرك .
ترقرت الدموع في عينيه لم يصدق مايسمعه منها كيف له ان يترك هذا ملاك الرحمة ويغادر بكل اريحية وبجاحة ، لكنه القدر اراد ان ينظفه من اوساخه مرة اخري كي يعود لها ولا يحمل علي عاتقه اعباء الماضي الاليم ، هذا الماضي الذي وجد فيه كل شئ ولا يريد منه اي شئ سوي ان يحاول ان ينساه فقط ، فان في انه ينسي الحياة دون عودة فيكفيه ما لاقاه من معاناة .
ترك لها رسالة صوتية ما إن استمع لرسالتها قائلا فيها :-
انا كده يا رحمة ارتحت حقيقي مش عاوز حاجة من حياتي غير اني اكون جمبك واوعدك اني هبذل كل حاجة عشان اخف واكون كويس ، وعمري ما هخذلك تاني لاني عاوزك بجد ومش عاوز غيرك .
ارسل لها الرسالة وهو يحمل داخله سعادة لما يكن لها مكان في قلببه تذكر تلك الايام التي تعرف فيها علي رحمة وكم كان يحب الحديث معها ورغم هذا كان يفعل ما يفعله اما الان فبات كل شيئا ميسرا وسهلا ، وانه عزم علي العلاج ترك الباب بيمه وبين حبيبته مفتوح علي وعد باللقاء .
عودة الي رسائل الطبيبة .
بعدما قرا ما ارسلته له ارسل لها .
انا دلوقتي حكيت ليكي علي كل حاجة من الماضي مبقاش عندي حاجة تحكيهالك الا رحمة ، رحمة الملاك اللي سيبته بس هرجعله مرة تانية ، انا اسمي ادم ، بس هنا بيندهولي ديمون ، حبيت اكون صريح واكمل ، انا بعد وفاة جون واني اتجوزت وبعد سنة او قبل السنة سافرت بره وبعت عشان اطلق مراتي ، في الوقت دا انا كنت اتعرفت علي شاب في ديسكوا وحبيت القاعدة معاه وطلبت يجي يقعد معايا في البيت وهو مامنعش ، وفعلا لاني في الفترة دي كنت لسة جاي من مصر مبقاليش ايام ، وبعدها تبتديت اهمل رحمة وانشغلت مع الشاب دا وكنا عايشين سوا نفس اللي حصل مع جون ، وكانت الايام عادية ومع الوقت مبأتش ارد علي رحمة ، وعيشت بدماغي لحد ماطلبت الانفصال منها ، وقتها كانت هتتجن من اللي بيحصل وكانت رافضة تماما وان لازم نصحح العلاقة وكده وانا وقتها كنت بارد جدا ومكنش عندي ادني مسئولية اني اكمل ، وانسحبت بهدوء جدا وقولت لوالدها اني مريض كنت حاسس اني عاوزها وفي نفس الوقت مش عاوزها بس انا حاسس بمشاعر نحيتها جامدة بس كانت مشاعري للشاب اقوي لانه كان معايا وانا اتعودت عليه ومكرهتش قعدته ، بس مع الوقت ابتديت احس اني كاره نفسي بغضتها بشكل مش طبيعي ، الشاب دا قعد معايا سنتين الا كام شهر وهو كان ليه الفضل انه انقذني من الموت ونقلني المستشفي معرفش لبا عمر جديد باين اني اكمل حياتي ، او ليا نصيب اصحح غلطاتي بعيدا عن اي حاجة



يوم جديد بدأ معهم، كل في دنياه، قررت ملك مغادرة منزلها المشترك مع سامى فقد حان الوقت لحل تلك الامور هى لن تبقي الخيار الثاني لأحد، هى الان حرة من سيطرة الجميع، حتى حبها المريض هذا يجب أن يتواجد له حلا، ربما أخطأت في البداية لكنها لن تستمر في الخطأ للابد، لم تترك خلفها اى شيء كأنها أرادت أن تمحو وجودها بحياة سامى علها تختار ما ستفعله معها أما أن تتمسك بها وتغير حياتها أو تنهى كل شيء كل يرتاح قلبها
تركت رسالة لرفيقتها قبل مغادرتها علها تستمع لها
"عزيزى سامى، كما اعتدت على مخاطبتك كذكر  سوى، لن تنكر حبي لك وتعليق الشديد يك لكن الوقت قد حان كى تتخلص من تلك المشكلة، لقد سبق وحسم الطب الأمر لصالحك لكن تمسكك بالبقاء مأرجح بين جنسين هو أمر غير مقبول لى بعد الان، كما سبق وتركت بلدى، أهلى، حياتى كلها من اجلك حان الوقت كى تختار أما أنا أو تلك الحياة، سأنتظر ردك واى كان صدقنى لن يكون بيننا غير الاحترام والعرفان لأيام حين احتجت بها أحدا كى يبق بصفة فكنت أنت خير معين لي "
                                       المخلصة للابد/ملك
مواقف حاسمة اتخذت وتبقي النتائج مبهمة، كل سعى لينهى ما كان سببا بتوترهم يوما لكن النهاية غير معروفة لأى منهم
كعادته حين ينهى ليلته مع إحداهن يصرفن كأنهم غرض انتهى منه ولفظه، اتجه المشفي التى يعمل بها كى يمارس مهنته المحببة لكنه لاحظ اهتمام احداهن المبالغ به، تلك الممرضة التى تتابعه بعينيها اينما ذهب، يعلم أنه جذاب لكنه ابدا لم يكترث فقرر أن يستمع لنصحية الطبيبة، اقترب حيث تقف تلك الممرضة وقرر أن بخاطرها
مرحبا
ابتسمت الممرضة بخجل
مرحبا دكتور راسل
ما اسمك؟
أسمى اندي
اسم جميل اندى هل تعملين هنا منذ فترة؟
نعم أنا اعمل هنا منذ عام تقريبا
عام! حسنا هلا قبلت دعوتى للعشاء؟
توترت الفتاه من جرأته تلك القصة أمانيها كانت أن يتحدث معها فقط لكن أن يدعوها للعشاء باول حديثك لهما؟
حسنا يبدو أننى لم اثر اهتمامك اعتذر
لم يكد يغادر حتى إجابته على عجل
بالطبع موافقة اعتذر فقد تفاجئت
حسنا ساقابلك بالمساء اتفقنا؟
اتفقنا
ابتسم وغادر هو الآخر منتظراما ستؤول له الأمور الايام القادمة

رغم عدم تفاجىها بالأمر الا انها كانت تمنى نفسها بألا ياتى هذا اليوم، لقد اعتقدت أن لن تبالى بالأمر لكنها شعرت بالحزن، الخذلان وايضا الغضب، لقد ظنت أن حبها لملك سيمنعها من المغادرة لكن ها هى تتركها وتغادر وتخيرها بين التخلى عن هذه الحياة أو التخلى عنها، خلعت ملابسها كاملة ووقفت أمام المرآة أمر لم تفعله منذ سنوات، منذ عاشت برفقة ملك، تقبلت حقيقة أنها رجل كما عاملتها ملك، وخارج المنزل امرأة فملابسها وتقاسيم جسدها توخى لمن يراها بأنها انثي لكن الحقيقة مختلفة، نظرت بجسدها المقسوم لنصفين تماما مثل روحها، نصفها العلوى يوحى بأنها امرأة أما النصف الآخر فيصرخ بفحولة رجل كامل، لم تتحمل النظر لنفسها كثيرا والقت بزجاجة العطر في المرأة لتنكسر الأشلاء  كروحها
التقطت هاتفها بنوبة غضبها واتصلت بملك، أتاها صوتها القلق
سامى
اجابتها ببرود
نعم ملك، سامى، اذا لقد قررت هجرى؟
سامى أنا....
اريد ردا ملك هل قررت هجرى؟
نعم سامى لقد قررت هجرك، انت ضعيفة سامى، لقد ظننت أنك ستتغيرين وتتخلصي من سيطرة والدتك لكنك أبيت دون ذلك
لاحظت انها تخاطبها كانثي وليس كرجل كما اعتادت
لست ضعيفة ملك، فانا اخترت هذه الحياة
اذا انتهينا سامى لقد اخترت تلك الحياة وانا لن اقبل بها أكثر، لقد اخترتك من قبل وتركت كل شيء من اجلك لكننى لم افعل مرة أخرى لانسانة أنانية واعتذر لاننى انتظرت كل هذا الوقت كى اصارحك بذلك، أنا احبك سامى كرجل وليسامحنى الله على قبول بهذا الوضع الشاذ من قبل
ملك، لقد كسرتينى
كى تقومى نفسك سامى، انت رجل حبا في الله وانا لن اقبل بذلك أكثر إذا ما اخترت تلك الحياة فلتنسينى سامى وليعنى الله على نسيانك
أغلقت ملك الهاتف قبل أن تسمع كلمة أخرى منها، هى اكتفت منها ومن نفسها ومما هن به
اللقاء قدر جاء من صدفة غير مدبرة
مطعم راق بمساء ليلة دافئة جمعت بينهم دون موعد
اصطحب دافيد اندى للعشاء كى يحاول أن يعطى نفسه فرصة للتعرف على امرأة سوية بعيدا عن عالمه السادى، أما آنا فقد حضرت برفقة سيرجى كى تتناول العشاء بصحبة أصدقائه
بسمتها الرقيقة، ثوبها ذو اللون الأسود الأنيق سحرتا سيرجى الذي ظل مسلطا نظره عليها حتى وهو يحيي اصدقاءه ليلاحظ تغير ملامحها، ظهور الصدمة عليها وهى تنظر أمامها صوب صديقه ادم الذي لم يقل عنها صدمة
آنا!
هل تعرفها؟
لم يجبه آدم وظل مسلطا نظره على أنا التى بدأت دموعها بالتساقط
أنا هل كل شيء بخير؟
لا، ليس كل شيء بخير، هل جئت بي لهنا لتهيننى؟
اهينك؟
نعم، الم يخبرك صديقك من انا؟ الم يخبرك باننى أخته العاهرة التى عاشرت زوج امها؟ الم يخبرك أننى تلك الفتاة التى تركها خلفه ليتخلص من عاارها ولم يفكر بما حل بها؟
احتلت الصدمة سيرجى ولم يجد ما يقوله حقا فلم يتخيل يوما أن شقيقة ادم التى كان يبحث عنها هى انا، لم يفقد أحدا من صدمته حتى لاحظوا مغادرتها المكان، اسرع سيرجى وادم خلفها كى يعيدوها، كان كل ما يفكرون به هو الاعتذار منها، سيرجى لتركه لها وادم لما فعله معها، أردت أن يخبرها أنه كان يبحث عنها بكل مكان، أراد أن يخبرها أنه اسف على ما فعله

غادرت مسرعة وهى تهرب من ماض ظهر ليلاحقها وحاضر لا وجود لها به، أسرعت صوب ملاذها الوحيد وهى مقتنعة تماما بأنها لن تغادر هذا الوكر ابدا 
رتابة حفت العشاء الذي دعاها اليه، رغم بطاقتها وجمالها الظاهر للجميع إلا أنه لم ينسجم جيدا معها، حاول أن يتواصل معها كرجل سوى دون سيطرة تامة أو فرض رأى إلا أنه كان يحيد عن الطريق بلحظات كثيرة
اثناء تناولهما العشاء لاحظ دخولها البهي، ثوبها المهملة الرقيق، شعرها القصير الذي نجحت بجمعه بدبوس شعرى ماسي وزينتها البسيطة التى أظهرت جمال عينيها وشفتيها الشهية، نظر لها مطولا لكنه تضايق من وجودها بصحبة رجلا لا يعرف منه هو لكن يبدو عليها الانسجام معه جدا، ظلت عيناه تتابعها طيلة السهرة دون ان تلحظ هى وجوده, شعر بالضيق, لم يحب رؤيتها مع احد غيره, لم يستطع ان يفسر سبب ما شعر به كونه لاويعلم ما هى الغيرة
لم يجد سببا ليطيل السهرة اكثر من هذا, طلب من مرافقته المغادرة وكم رحبت بذلك, ما ان نهض من الطاولة حتى تعمد ان يجعلها تلحظ وجوده وهو ما نجح به حين مر بجوار طاولتها هى ورفيقها, ابتسم لها فور تلاقي اعينهما واقترب حيث تجلس كى يحيبها
دكتور ناجى
ابتسمت له وحيته هى الاخرى
دكتور راسل
نظر بتساؤل لمرافقها فعرفته عليه من باب اللباقة
دكتور يحيي صديق لى وزميل دراسة, دكتور دافيد طبيب نسا وصديق لى
صافح الرجلين بعضهما ونظرة كل منهما تقيم الاخر اما ظافيد فقد تجاهل مرافقته لولا نظرة امل اتجاهها فاضطر ان يعرفها بها
اندى, صديقة لى
ابتسمت امل بود وحيت الفتاه التى خجلت من تعريفه لها
استاذن ليغادر كى لا يظهر ضيقه اكثر ويشعر به من حوله, ركب سيارته وبجواره اندى التى لا تعلم ما الذي سيحدث بعد ذلك
هل ترافقينى لشقتى
ابتسمت ووافقت على الفور فها هى تحقق حلمها اخيرا

ابتسمت امل حين غادر المطعم وهى تتمن ان يستطيع ان يحقق مراده ويرتاح قليلا من الضغط على نفسه
اخرجها من تفكيرها صوت يحيي ابذي لاحظ انشغالها منذ مغادرة دافيد
لقد كاد يقتلنى
من
دافيد بالطبع الرجل مولعا بك
ماذا؟لا اعتقد هذا
صدقينى, لقد كاد يحرقنى بنظراته
حذرته من الخوض بالامر كعادته
يحيي
ماذا؟ هل ستظلين راهبة للابد, الم تستمعى لنصحية زوجتى وصديقتك
مريم, لقد اشتقت لها حقا متى ستأتى كى تخلصنى من رفقتك هذه
قوس فمه بحزن زائف
هل مللت منى ابنة عمى
ضحكت امل ونفت ما قاله
على العكس يحيي فانت ومريم ستملئون حياتى حقا
لم تنس كم سعدت حين علمت بقرار ابن عمها وزجته الهجرة والعيش بنفس البلدة التى تعيش بها, حضر يحيي اولا كي يرتب امورهما وبعدها سيرسل لزوجته كى تحضر هى الاخرى

عاد سيرجى وادم بخيبة امل حين لم يلحقا بآنا
جلس سيرجى وطلب من آدم ان يخبره كل شيء مر بحياة شقيقته كى تصل لهذه الحالة
بدأ ادم بقص كل شيء وسط ذهول سيرجى واستنكاره للامر
ارتمت باحضانه بعنف تعوض ابتعادها عنه ظنا منها انها ستشفي من لعنته, لم تكتفي منه بمرة وطالبته باخرى كى ترهق نفسها وتظل معه كى تتذكر دائما انها لن تفارق هذا الوحل للابد, تناست كل ما كانت تهرب منه وارتمت باحضانه كى تبقي معه وتغرق نفسها في ذنب لا حيلة لها به, كعادة المعتدى عليه يلوم نفسه بذنب المعتدى ويظن انه يستحق ذلك
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي