الفصل 47
كان يتحدث في الهاتف ثم أنهى المكالمة بابتسامة انتصار ، ثم نظر إلى بيير الجالس بجواره وقال بنبرة شيطانية :
-تم وضع المادة المسرطنة بنجاح
ليبتسم بيير بسعادة ثم تناول الهاتف وبدأ في كتابة رسالة (( جين ابتعدي عن عطور ومساحيق التجميل الخاصة بجوزيف .. فداخلها مواد مسرطنة )) ثم أرسل الرسالة ..
بمجرد أن وصلت الرسالة تناولت الهاتف وقامت بفحصها ثم رفعت عيناها لتنظر إلى الفراغ ببعض من التعجب والدهشة ، خرجت جوليا من المطبخ واعطت كوب المشروب الساخن إلى جين التي تركت هاتفها ، ثم جلست جوليا بجوارها وقالت بنبرة عتاب :
-أخطأت يا جين على اعتذارك لتقديم الحلقة
لم تتبادل معها بالحديث بفضل رسالة بيير العالقة في رأسها ، فلكزتها جوليا بخفة وهي تعيد حديثها لتنظر جين إليها بعدم وعي ولكن سرعان ما استعادت وعيها وقالت :
-لم استطيع .. لقد شعرت بالحمى ..
ثم تناولت أول رشفه من المشروب ثم تنهدت بصوت مستمع وقالت بقلق عميق :
-أشعر بالخوف من مقابلته غدا .. لقد أخبرني أن عيناي تذكره بفتاة يحبها
تعمقت جوليا بالتفكير لتقول :
-صوتك عيناك لم يتغيران قط .. و يود تعويض حبيبته جين بالقرب منك
ظلت تطلع إليها للحظات من الصمت ثم قالت بحزن :
-و سأطرح عليه سؤال مهم .. الفتاة التي لا زلت تضعها على المجلة لماذا لم تسأل عنها .. لماذا هجرتها ؟! .. إذا يحبها بهذا الشكل لما البعد لأكثر من خمسة سنوات ؟!
******
في الصباح ذهبت جين إلى الشركة ويبدو عليها الإرهاق ، بفضل عدم أخذ كفايتها من النوم من كثرة التفكير في مقابلة جوزيف لها ، وأخذت تتعمق أكثر وأكثر من أجل البحث عن إجابة لبعض الأسئلة ولم تجد إجابة مقنعة ..
بعد أن مرت على مديرة مكتبه واعطت خبر إلى جوزيف ، دخلت جين وهي تتمالك أعصابها ونظرت إليه بكل شجاعة ، تصافحا ثم أشار إلى المقعد لتجلس جين ، وتساءلت دون مقدمات :
-ما هو الشغل الذي بيننا ؟!
كان يمضي على ورقة أخيرة ثم أغلق المستند ورفع السماعة الخاصة بمكتب جان وطلب منه أن يأتي ، ثم وضع السماعة ونظر إليها قائلا :
-سأخبرك بكل شيء ..
ثم فتح أخر درج وأحضر علبة هدايا صغيرة وضعها أمامها قائلا :
-هذه لكِ .. العطر الجديد وأيضا مساحيق التجميل
حدقت به بقلق وتذكرت رسالة بيير على الفور ، فيما دخل جان واعطى جوزيف له الملف ، قام جان بفحصه سريعاً ثم نظر إلى شقيقة متسائلا :
-ماذا فعلت مع توماس ؟!
تنهدت وهو يحرك رأسه بخفة ثم قال مضطرا من أجل شقيقة :
-سأتحدث معه اليوم يا جان .. الأهم لا تفعل شيئا جنونيا
تطلع إليه للحظات مقطب جبينه ثم أردف :
-حسنا
ثم غادر المكتب عائدا إلى مكتبه ، فيما نهض جوزيف متجه نحو طاولة الاجتماع يطلب من جين أن تأتي ، فوضعت حقيبة الهداية داخل حقيبتها ثم نهضت متجه نحوه ، لتجلس على مقعد مجاور له ونظرت إلى المجلات المتناثرة على الطاولة ، فيما تناول جوزيف ورقة سميكة وقال :
-خمسة أيام فقط .. تتحدثين عن العطر النسائي والرجالي الجديد كدعاية .. ما رأيك ؟!
-تحدثت مع رئيس المحطة ؟
-نعم .. لقد تحدثت معه و وافق .. ولكن الأهم هو رأيك
نظرت إلى الورقة لتجد أسماء العطور ومساحيق التجميل الجديدة للحظات تتذكر رسالة بيير ، ثم حكت جبينها وقالت بتردد :
-أأأ .. حـ حسنا .. جوزيف بك
لاحت ابتسامة جانبية على ثغره ثم تساءل :
-ما أسمك ؟!
تعلم جيدا أنه لم يتابع محطة الإذاعة يوما ما وتذكرت شيئا سريعا ،( وهو عندما أخبرته أنه سيستمع إلى الاذاعة رغما عنه عندما تصبح مذيعة ، ) وجدت نفسها تبتسم ثم تصنعت الدهشة متسائلة :
-يبدو انك لم تتابع البرنامج
-نعم هذا صحيح
-حسنا .. أسمي .. جيـ ..
توقفت عن الحديث فجأة تبتلع لعابها بهدوء متابعة :
-جينا .. أسمي جينا
حرك رأسه بخفة هامسا :
-جينا .. جينا
تلاشت النظر إليه ثم تناولت مجلة الشركة ، تنظر إلى جين التي اشتاقت إليها ، فنظر جوزيف هو الأخر إلى صورة المحلة ، مما تشجعت جين وأخذت قرارا حاسم وهو أن تطرح عليه الأسئلة وبالفعل فعلت :
-لماذا تضع صورة قديمة على الغلاف ؟! .. أقصد لقد رأيت تلك الصورة على مجلة سابقة ؟!
نظر إليها نظرة حزن واضحة وتحدث بندم :
-بطلة المجلة تركت الشغل هنا منذ سنوات .. و وعدتها أن أضع صورتها على المجلة دائما .. وها أنا اوفي بوعدي لها
لامعت عيناها من الدموع متسائلة :
-أكنت تحبها ؟!
أبتسم بأسف وحزن قائلا :
-كنت لا .. بل لا زلت أحبها
-ولما لا تتحدث إليها ؟!
ضغط على شفتيه بأسف وتحدث بنبرة حقا مؤلمه :
-لقد تزوجت
وقعت كلماته عليها كنيزك وقع على رأسها دمرها بالكامل ، ما هتف به لم يكن سهل عليها أبدا ، لم يخيل لها أن تكون هذه إجابته ، وضعت يدها على عنقها الذي شعرت بألم حاد داخله من صدمتها ثم تساءلت بصوت مبحوح :
-كيف عرفت ؟!
-بعد أن أصرت على الانفصال تركتها .. ولكن دائما كنت أتحدث إليها واهتم بأخبارها ..
عقد حاجبيها بشدة عندما تذكر شيئا وكأنه عاد إلى الماضي متابعا :
-كنت أشعر أنها لا تود مخاطبتي .. فكنت اسالها على حالها وأفصل المكالمة سريعاً .. قلت انه مجرد دلال وستعود لي مجدداً .. حتى جاء لي خبر زواجها .. هاتفها يوماً تفاجأت بصوت شاب يخاطبني أنه اللعين بيير .. قال لي لا تتحدث إليها مجدداً لا تود مخاطبتك ولقد تمت خطبتنا وسنتزوج عن قريب ..
رفع عدسة عيناه للأعلى مانعا دموعه من الهبوط على وجنتيه ، ثم تابع :
-تحدثت مع والدي ليتحدث إلى والدتها لتخبره أن الخبر صحيح .. ولا زال والدي غاضبا مني بسبب تركي لها
ثم نظر إليها بابتسامة باهته وقال بتأكيد :
-أتعلمين .. أعلم أنني لا زلت عالقا بقلبها
ابتسمت ابتسامة باهته ثم حركت رأسها بتأكيد وقالت بحزن غير واضح :
-اتمنى أن تعود إليها
تنهدت بعمق ثم نهض متجه نحو مكتبه قائلا :
-رقم هاتفي على الورقة .. قبل بدأ الحلقة بقليل أخبريني
******
رن هاتفه للمرة الثامنة وينظر إلى شاشته التي تضيء باسم والدته لويز ، زفر بسأم هذه المرة بينما ألقت ساره نظره على شاشة هاتفه ثم نظرت إليه قائلة :
-انها والدتك
-نعم .. أعلم
ثم مد يده بالكاميرا إليها لتأخذها ساره ثم أبتعد عنها ، و وقف يتحدث مع والدته ، وتساءلت بحده :
-ماذا فعلت مع جوزيف و جان ؟ .. أخبرني فورا
مسح على شعره من الأمام إلى الخلف يتنهد بأسف ثم قال :
-لم أفعل شيئاً .. لقد اشتغلت مع جوزيف
نهضت واقفة من صدمتها وتساءلت بحنق :
-ماذا ؟! .. اشتغلت معه ؟! .. أنت ذاهب لتشتغل معه أم تطالب بحقك ؟!
-أمي لقد علمت أن هذا حقهم وليس حقنا
جزت على أسنانها حتى استمعت إلى صريرها ثم تحدثت بعنف :
-لا تتحدث معي ثانية كما فعلت شقيقتك
ثم أنهت المكالمة دون أن تستمع إلى حديثه ، فزفر توماس بشأن فيما جاءت فتاة وأخبرته أن جوزيف بك يريده في مكتبه ، فهم بالذهاب إلى المكتب وعقب دخوله تبسم إلى جوزيف الذي كان ينظر إليه بجمود ثم عزم عليه بالجلوس ، وجلس يستمع إلى حديث جوزيف والذي جعله يشعر بالحزن والندم ، وبعد أن أنهى حديثه تحدث توماس بأسف :
-أعلم أنني أخطأت .. كنت أفكر بعقل شيطان .. وجان محق
تساءل جوزيف بفضول :
-ما سبب تغير أحوالك ؟!
نظر إليها مقطب جبينه ثم تبسم قائلا :
-من المحتمل أن يكون الحب
حدق جوزيف به للحظات ثم وجد نفسه يضحك ثم تساءل من بين ضحكاته :
-الحب ! .. أحببت من ؟!
دخلت ساره بابتسامتها الواسعة لينظرن إليها ثم وقف توماس قائلا :
-ساره
لتجيب عليه بنعم فيما اندهش جوزيف ، هو يعلم أنه لم ينادي عليها بل يجيب على سؤاله ، والأن احتار بين صديقة وابن عمه توماس ، الحب بدل حاله لأحسن حال ، والذي يتغير من أجل الحب ، يعود إلى شراسته إذا توقف عن الحب ..
استأذن توماس وأخذ الكاميرا من ساره قبل من يغادر ، ثم وقفت ساره بجوار جوزيف لتري الصور الجديدة الخاصة بالمجلة ، وقام باختيار بعض الصور حتى دخلت تالة ويبدو عليها الحزن الشديد ، نظر جوزيف إليها مقطب جبينه ، وبكل لطف قالت تالة :
-أريد أن أتحدث معك
فنظر إلى ساره وطلب منها أن تذهب الأن لتغادر فورا ، ثم نظر إليها باهتمام وحالفهم الصمت للحظات فقط ، ثم قالت بنبرة بكاء :
-مضى أكثر من خمسة سنوات ولا زلت تعشق جين يوما بعد يوم وتضع صورتها على المجلة .. وأنا أمامك أفعل ما تأمرني به .. وأحبك كثيراً .. لماذا لم تحبني إذا ؟!
تركت العنان لدموعها تملئ وجنتيها فيهما نهض جوزيف من مكانه متجه نحوها ، و وقف ليضمها إليه فتشبثت في معطفه وبكت بصوت مستمع وبشهقات عالية ، أغمض عيناه لبرهه ثم تحدث بهدوء :
-اراكي دائما صديقتي الغالية وشقيقتي .. لا تغضبي مني تاله .. أنا احبك كصديقتي وليس كحبيبة .. تعاهدنا على السير معا كأصدقاء ..
ثم ابتعد عنها وأمسك بيديها وتابع بتأكيد :
-تعلمين انني لم استطيع أن ادير الشركة بمفردي .. أنتِ دائما معي
رفعت عيناها الممتلئة بالدموع لتنظر إليه بألم قائلة :
-لم استطيع أن أتحمل أكثر .. لا استطع ان ابقى مع شخص أحبه ولم يحبني .. سأترك شغلي هنا
-هذا مستحيل .. فكري جيدا يا تاله .. هذا مكانك قبل أن يكون مكاني
سحبت يديها من بين راحتي يده لتمسح دموعها ثم قالت :
-حسنا .. اعطيني عطلة أفكر بهدوء
ربت على وجنتها برفق وقبلها على رأسها بلطف ثم قال :
-حسنا
***
-تم وضع المادة المسرطنة بنجاح
ليبتسم بيير بسعادة ثم تناول الهاتف وبدأ في كتابة رسالة (( جين ابتعدي عن عطور ومساحيق التجميل الخاصة بجوزيف .. فداخلها مواد مسرطنة )) ثم أرسل الرسالة ..
بمجرد أن وصلت الرسالة تناولت الهاتف وقامت بفحصها ثم رفعت عيناها لتنظر إلى الفراغ ببعض من التعجب والدهشة ، خرجت جوليا من المطبخ واعطت كوب المشروب الساخن إلى جين التي تركت هاتفها ، ثم جلست جوليا بجوارها وقالت بنبرة عتاب :
-أخطأت يا جين على اعتذارك لتقديم الحلقة
لم تتبادل معها بالحديث بفضل رسالة بيير العالقة في رأسها ، فلكزتها جوليا بخفة وهي تعيد حديثها لتنظر جين إليها بعدم وعي ولكن سرعان ما استعادت وعيها وقالت :
-لم استطيع .. لقد شعرت بالحمى ..
ثم تناولت أول رشفه من المشروب ثم تنهدت بصوت مستمع وقالت بقلق عميق :
-أشعر بالخوف من مقابلته غدا .. لقد أخبرني أن عيناي تذكره بفتاة يحبها
تعمقت جوليا بالتفكير لتقول :
-صوتك عيناك لم يتغيران قط .. و يود تعويض حبيبته جين بالقرب منك
ظلت تطلع إليها للحظات من الصمت ثم قالت بحزن :
-و سأطرح عليه سؤال مهم .. الفتاة التي لا زلت تضعها على المجلة لماذا لم تسأل عنها .. لماذا هجرتها ؟! .. إذا يحبها بهذا الشكل لما البعد لأكثر من خمسة سنوات ؟!
******
في الصباح ذهبت جين إلى الشركة ويبدو عليها الإرهاق ، بفضل عدم أخذ كفايتها من النوم من كثرة التفكير في مقابلة جوزيف لها ، وأخذت تتعمق أكثر وأكثر من أجل البحث عن إجابة لبعض الأسئلة ولم تجد إجابة مقنعة ..
بعد أن مرت على مديرة مكتبه واعطت خبر إلى جوزيف ، دخلت جين وهي تتمالك أعصابها ونظرت إليه بكل شجاعة ، تصافحا ثم أشار إلى المقعد لتجلس جين ، وتساءلت دون مقدمات :
-ما هو الشغل الذي بيننا ؟!
كان يمضي على ورقة أخيرة ثم أغلق المستند ورفع السماعة الخاصة بمكتب جان وطلب منه أن يأتي ، ثم وضع السماعة ونظر إليها قائلا :
-سأخبرك بكل شيء ..
ثم فتح أخر درج وأحضر علبة هدايا صغيرة وضعها أمامها قائلا :
-هذه لكِ .. العطر الجديد وأيضا مساحيق التجميل
حدقت به بقلق وتذكرت رسالة بيير على الفور ، فيما دخل جان واعطى جوزيف له الملف ، قام جان بفحصه سريعاً ثم نظر إلى شقيقة متسائلا :
-ماذا فعلت مع توماس ؟!
تنهدت وهو يحرك رأسه بخفة ثم قال مضطرا من أجل شقيقة :
-سأتحدث معه اليوم يا جان .. الأهم لا تفعل شيئا جنونيا
تطلع إليه للحظات مقطب جبينه ثم أردف :
-حسنا
ثم غادر المكتب عائدا إلى مكتبه ، فيما نهض جوزيف متجه نحو طاولة الاجتماع يطلب من جين أن تأتي ، فوضعت حقيبة الهداية داخل حقيبتها ثم نهضت متجه نحوه ، لتجلس على مقعد مجاور له ونظرت إلى المجلات المتناثرة على الطاولة ، فيما تناول جوزيف ورقة سميكة وقال :
-خمسة أيام فقط .. تتحدثين عن العطر النسائي والرجالي الجديد كدعاية .. ما رأيك ؟!
-تحدثت مع رئيس المحطة ؟
-نعم .. لقد تحدثت معه و وافق .. ولكن الأهم هو رأيك
نظرت إلى الورقة لتجد أسماء العطور ومساحيق التجميل الجديدة للحظات تتذكر رسالة بيير ، ثم حكت جبينها وقالت بتردد :
-أأأ .. حـ حسنا .. جوزيف بك
لاحت ابتسامة جانبية على ثغره ثم تساءل :
-ما أسمك ؟!
تعلم جيدا أنه لم يتابع محطة الإذاعة يوما ما وتذكرت شيئا سريعا ،( وهو عندما أخبرته أنه سيستمع إلى الاذاعة رغما عنه عندما تصبح مذيعة ، ) وجدت نفسها تبتسم ثم تصنعت الدهشة متسائلة :
-يبدو انك لم تتابع البرنامج
-نعم هذا صحيح
-حسنا .. أسمي .. جيـ ..
توقفت عن الحديث فجأة تبتلع لعابها بهدوء متابعة :
-جينا .. أسمي جينا
حرك رأسه بخفة هامسا :
-جينا .. جينا
تلاشت النظر إليه ثم تناولت مجلة الشركة ، تنظر إلى جين التي اشتاقت إليها ، فنظر جوزيف هو الأخر إلى صورة المحلة ، مما تشجعت جين وأخذت قرارا حاسم وهو أن تطرح عليه الأسئلة وبالفعل فعلت :
-لماذا تضع صورة قديمة على الغلاف ؟! .. أقصد لقد رأيت تلك الصورة على مجلة سابقة ؟!
نظر إليها نظرة حزن واضحة وتحدث بندم :
-بطلة المجلة تركت الشغل هنا منذ سنوات .. و وعدتها أن أضع صورتها على المجلة دائما .. وها أنا اوفي بوعدي لها
لامعت عيناها من الدموع متسائلة :
-أكنت تحبها ؟!
أبتسم بأسف وحزن قائلا :
-كنت لا .. بل لا زلت أحبها
-ولما لا تتحدث إليها ؟!
ضغط على شفتيه بأسف وتحدث بنبرة حقا مؤلمه :
-لقد تزوجت
وقعت كلماته عليها كنيزك وقع على رأسها دمرها بالكامل ، ما هتف به لم يكن سهل عليها أبدا ، لم يخيل لها أن تكون هذه إجابته ، وضعت يدها على عنقها الذي شعرت بألم حاد داخله من صدمتها ثم تساءلت بصوت مبحوح :
-كيف عرفت ؟!
-بعد أن أصرت على الانفصال تركتها .. ولكن دائما كنت أتحدث إليها واهتم بأخبارها ..
عقد حاجبيها بشدة عندما تذكر شيئا وكأنه عاد إلى الماضي متابعا :
-كنت أشعر أنها لا تود مخاطبتي .. فكنت اسالها على حالها وأفصل المكالمة سريعاً .. قلت انه مجرد دلال وستعود لي مجدداً .. حتى جاء لي خبر زواجها .. هاتفها يوماً تفاجأت بصوت شاب يخاطبني أنه اللعين بيير .. قال لي لا تتحدث إليها مجدداً لا تود مخاطبتك ولقد تمت خطبتنا وسنتزوج عن قريب ..
رفع عدسة عيناه للأعلى مانعا دموعه من الهبوط على وجنتيه ، ثم تابع :
-تحدثت مع والدي ليتحدث إلى والدتها لتخبره أن الخبر صحيح .. ولا زال والدي غاضبا مني بسبب تركي لها
ثم نظر إليها بابتسامة باهته وقال بتأكيد :
-أتعلمين .. أعلم أنني لا زلت عالقا بقلبها
ابتسمت ابتسامة باهته ثم حركت رأسها بتأكيد وقالت بحزن غير واضح :
-اتمنى أن تعود إليها
تنهدت بعمق ثم نهض متجه نحو مكتبه قائلا :
-رقم هاتفي على الورقة .. قبل بدأ الحلقة بقليل أخبريني
******
رن هاتفه للمرة الثامنة وينظر إلى شاشته التي تضيء باسم والدته لويز ، زفر بسأم هذه المرة بينما ألقت ساره نظره على شاشة هاتفه ثم نظرت إليه قائلة :
-انها والدتك
-نعم .. أعلم
ثم مد يده بالكاميرا إليها لتأخذها ساره ثم أبتعد عنها ، و وقف يتحدث مع والدته ، وتساءلت بحده :
-ماذا فعلت مع جوزيف و جان ؟ .. أخبرني فورا
مسح على شعره من الأمام إلى الخلف يتنهد بأسف ثم قال :
-لم أفعل شيئاً .. لقد اشتغلت مع جوزيف
نهضت واقفة من صدمتها وتساءلت بحنق :
-ماذا ؟! .. اشتغلت معه ؟! .. أنت ذاهب لتشتغل معه أم تطالب بحقك ؟!
-أمي لقد علمت أن هذا حقهم وليس حقنا
جزت على أسنانها حتى استمعت إلى صريرها ثم تحدثت بعنف :
-لا تتحدث معي ثانية كما فعلت شقيقتك
ثم أنهت المكالمة دون أن تستمع إلى حديثه ، فزفر توماس بشأن فيما جاءت فتاة وأخبرته أن جوزيف بك يريده في مكتبه ، فهم بالذهاب إلى المكتب وعقب دخوله تبسم إلى جوزيف الذي كان ينظر إليه بجمود ثم عزم عليه بالجلوس ، وجلس يستمع إلى حديث جوزيف والذي جعله يشعر بالحزن والندم ، وبعد أن أنهى حديثه تحدث توماس بأسف :
-أعلم أنني أخطأت .. كنت أفكر بعقل شيطان .. وجان محق
تساءل جوزيف بفضول :
-ما سبب تغير أحوالك ؟!
نظر إليها مقطب جبينه ثم تبسم قائلا :
-من المحتمل أن يكون الحب
حدق جوزيف به للحظات ثم وجد نفسه يضحك ثم تساءل من بين ضحكاته :
-الحب ! .. أحببت من ؟!
دخلت ساره بابتسامتها الواسعة لينظرن إليها ثم وقف توماس قائلا :
-ساره
لتجيب عليه بنعم فيما اندهش جوزيف ، هو يعلم أنه لم ينادي عليها بل يجيب على سؤاله ، والأن احتار بين صديقة وابن عمه توماس ، الحب بدل حاله لأحسن حال ، والذي يتغير من أجل الحب ، يعود إلى شراسته إذا توقف عن الحب ..
استأذن توماس وأخذ الكاميرا من ساره قبل من يغادر ، ثم وقفت ساره بجوار جوزيف لتري الصور الجديدة الخاصة بالمجلة ، وقام باختيار بعض الصور حتى دخلت تالة ويبدو عليها الحزن الشديد ، نظر جوزيف إليها مقطب جبينه ، وبكل لطف قالت تالة :
-أريد أن أتحدث معك
فنظر إلى ساره وطلب منها أن تذهب الأن لتغادر فورا ، ثم نظر إليها باهتمام وحالفهم الصمت للحظات فقط ، ثم قالت بنبرة بكاء :
-مضى أكثر من خمسة سنوات ولا زلت تعشق جين يوما بعد يوم وتضع صورتها على المجلة .. وأنا أمامك أفعل ما تأمرني به .. وأحبك كثيراً .. لماذا لم تحبني إذا ؟!
تركت العنان لدموعها تملئ وجنتيها فيهما نهض جوزيف من مكانه متجه نحوها ، و وقف ليضمها إليه فتشبثت في معطفه وبكت بصوت مستمع وبشهقات عالية ، أغمض عيناه لبرهه ثم تحدث بهدوء :
-اراكي دائما صديقتي الغالية وشقيقتي .. لا تغضبي مني تاله .. أنا احبك كصديقتي وليس كحبيبة .. تعاهدنا على السير معا كأصدقاء ..
ثم ابتعد عنها وأمسك بيديها وتابع بتأكيد :
-تعلمين انني لم استطيع أن ادير الشركة بمفردي .. أنتِ دائما معي
رفعت عيناها الممتلئة بالدموع لتنظر إليه بألم قائلة :
-لم استطيع أن أتحمل أكثر .. لا استطع ان ابقى مع شخص أحبه ولم يحبني .. سأترك شغلي هنا
-هذا مستحيل .. فكري جيدا يا تاله .. هذا مكانك قبل أن يكون مكاني
سحبت يديها من بين راحتي يده لتمسح دموعها ثم قالت :
-حسنا .. اعطيني عطلة أفكر بهدوء
ربت على وجنتها برفق وقبلها على رأسها بلطف ثم قال :
-حسنا
***