الحلقة ٥٣
الحلقة الثالثة و الخمسون
المطرودة من الحنة
بقلم نورا محمد علي
اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
نظرت اليه بصدمة و هي لا تعرف كيف ترد عليه
موسي : انا معايا معهد
ميرنا : ايه
موسي : هو ايه اللي ايه انا بجاوب علي سؤالك انا خريج معهد فني تجاري و المقدس ما كنش موافق اني أكمل دراسة جامعية
نظرت اليه بتعاطف فربما هم متشابهون في هذه النقطة
موسي : ايه النظرة دي تعاطف ولا تفهم ولا الاتنين مع بعض
ميرنا : ممكن بس يكمن عشان أحنا زي بعض
موسي نظر إليها بدهشة و تسال
ميرنا : بابا رفض اني ادخل جامعة
موسي : بصرة المهم انا حاليا بشتغل في وكالة المقدس شنودة و شقتي جاهزة و دخلي كويس و هشطب الشقة علي زوقك المهم تنوريها
نظرت أرضا دون رد و هي تفرك يدها إلي أن حمحم سامي و هو يدخل من باب الصالون و يقول
سامي : مساء الخير
موسي : مساء النور ازيك يا عمي
نظر اليه سامي بابتسامة و قال
سامي : نشكر الرب انت عامل ايه
موسي : بخير
أخذهم الكلام و قدمت ايريني عصير و شاي و قهوة
و لكن موسي نهض رغم انه لازال يريد ان يبقي أن يتكلم معها أكثر أن يشبع عينه و قلبه منها و لكنه وقف و هو يقول
موسى : استأذن انا
ايريني : ليه بس انا بحضر تتعشى معانا
موسي : مرة تانية بعد اذنكم
سامي : ليه بس انت بخيل ولا ايه
هز راسه بالنفي و هو يقول
موسى : المرات جاية كتير
نهض سامي معه إلي الباب اما هو ابتسم لسامي و هو يلقي نظرة اخيرة علي ميرنا التي لم يدري ان ايرينى هي من طلبت منها ان تذهب خلفه
ابتسم لها و هو يتحرك إلي الاسانسير
كان يصل إلي بيته و هو في حالة غريبة كأنه خفيف كالهواء
دخل إلي البيت و هو يدندن بأحد النغمات الحديثة اخذ يردد اغنيه علي حميدة لولاكي لولا لولا
حتي أن امه ما ان رأته حت ابتسمت و هي تقول
جميلة : الرب يفرحك يا حبيبي و يتم عليك بالخير
ابتسم لها و اقترب منها يقبل جبينها و هو يقول
موسى : ايوة يا مقدسة صلي عشاني
جميلة : بصلي ليك يا حبيبي و مش من النهاردة ده من زمان هو انا عندي غيرك انت واخوك الرب يبارك فيكم و اشوكم سند ليا انا و ابوك
ابتسم لها و هو يقول الرب يبارك في عمرك يا امي هدخل اخد دوش و اجي
جميلة : ماشي يا حبيبي تحب تاكل اغرف ليك
هز رأسه و هو يقول
سامي : مسكوا فيا للعشا بس انا ما رضيتش حتي عمي سامي كان باين انه زعلان رغم اني لو جيتي للحق ما كنتش عاوز امشي من اصله
.ضحكت جميلة بصوتها كله و قالت
جميلة : بجد يا موسي يا حبيبي بجد لحقت تحبها
موسي نظر إلي امه و قال
موسي : اه يا ست الكل يمكن من اول مرة شوفتها
و لكن عقله كان له رأي اخر كان يقول
له انت ما حبتهاش أيوة ما حبتهاش و لو حبيتها كنت سيبتها للي احسن منك كنت سبيتها تعيش و تحس باللي عمرك ما هيقدر تحسسه بيه
بهت وجهه و اظلمت عينه و هو يقول في نفسه اسيبها لغيري ازاي ده و هو يفكر في قلبه و يقول لنفسه بيدق من اول ما عيني لمحتها عاوزني اسيبها عشان ارجع ميت
اخذت الأفكار تاخده و تتركه و أن فكر بضميره لتركها و لكن اين الضمير في هذه المعركة هو يفكر في ذلك الذي كان يظنه لا وجود له و وجده ينبض بطريقة مختلفة من اجلها
أخرجه من افكاره التي ظهرت بوضوح علي وجهه صوت امه و هي تقول
جميلة : موسي موسي انت رحت فين يا حبيبي شكل العروسة خطفت قلبك
نظر الي امه بابتسامة و قال
موسى : شكل الموضوع كده
كان شنودة يستمع الي كلام ابنه و لم يعجبه ان يكون مسلوب العقل امام خطيبته و لكنه فضل ان يسكت للان حتي لا يحدث خلاف مع أبنه و ايضا زوجته
اما موسي تحرك إلي غرفته يقف تحت رزاز الماء البارد عله يهدأ و لكن عقله اخذه إلي أن يذهب لطبيب مرة اخري عله يجد حل يجب لن يبحث عن حل هو لن يتركها و لذي عليه أن يبحث عن طريقة ليسعدها
في اليوم التالي كان ينظر إلي والده الذي لجلس علي مكتبه اما موسي كان يقف مع البائعين
انهي موسي البيع لاحد الزبائن و ما ان تحرك الزبون ليذهب حتى اقترب من والده و هو يقول
موسي ى عندي مشوار هخلصه في السريع
شنودة : رايح لعروستك تاني ولا ايه
موسي : لا ده واحد صاحبي تعبان و هروح اشوفه
شنودة : و الموضوع ده ما يتأجلش لبليل ولا لازم الوقتي
موسي برتباك قال : اه معلش يا مقدس
شنودة : اتفضل بس ما تتاخرش ورانا شغل
موسي : حاضر و تحرك
ليترك الوكالة إلي حيث ذلك الطبيب الذي اتصل به من وقت و اخذ ميعاد
كان يوقف التاكسي امام العيادة و ينزل منها و هو يتلفت حوله حتى لا يراه احد
وقف قليلا ليتاكد من خلو الشارع و أن أحد لا يراه و هو يدخل إلي حيث عيادة دكتور عبد الرحمن البحيري
كان يدخل إلي غرفة الكشف و عبد الرحمن يبتسم له و هو يقول
عبد الرحمن : اهلا يا موسي اخير قررت تلجأ لعلاج
هز موسي راسه و هو ينظر إلي الطبيب و يقول
موسي : بس عاوز اسأل حضرتك سؤال يعنى هو في النهاية هيبقي فيه فايدة
عبد الرحمن : اسمعني يا موسي انت مش صغير و انا مش هقدر اخدعك اما لازم افهمك كل حاجة عشان لو التحسن اتأخر ما تقلقش
موسي : يعني ممكن يتأخر و ممكن ما يحصلش و أفضل زي ما انا
عبد الرحمن : ليه التشائم ده انا بس بوضح ليك الصورة و بدل انت هنا النهاردة يبقي في دافع قوي ليك عشان توافق انك تتعالج
نظر اليه موسي دون رد
عبد الرحمن : لو كنت لجأت بدرى العلاج من اول ما عرفت المشكلة كان ممكن نبقي في مراحل احسن كنا هنحتاج بس محفز خارجي
نظر له موسي و قال : كله باوان و لما الرب أراد
هز عبد الرحمن راسه و هو يقول
عبدالرحمن : هتعمل التحليل ده عشان نطمن و مبدأيا هناخد ادوية و هتاكل اكل معين يعني تكتر من الحديد و الفسفور و ممكن نشوف نسبة التحسن
موسي : و ده ازاي انا مش متجوز
عبد الرحمن : اه طيب هنشوف حل أو حتي نلجأ لعامل إثارة خارجي
نظر اليه موسي و هو يقول : بأمر الرب
بعد وقت كان يخرج من العيادة الى ذلك المعمل الذي اوصي به الدكتور عبد الرحمن
و ما ان انتهي التحليل رجع إلي الوكالة علي أن يأتي بعد يومين ليعرف النتيجة
كان يدخل إلي الوكالة و هو يلقي التحية علي والده و يقف مع اخوه ماجد و باقي العمال الا أن عقله كان في مكان آخر كان خائف من أن يبني قصر من رمال ثم ينهار الاساس
ولا يبقي منه الا دمار شاسع في قلبه و روحه و لكن ليس بيده شئ الا أن يحاول فالوقوف في مكانه لن يغير شئ لذي عليه أن يتحرك او يعرف علي الاقل أن كان يستطيع يوما أن يكون طبيعي ام لا
مرت الايام و ذهب ليحضر نتيجة التحليل و قلبه يرتجف يخشي من ما مكتوب في ذلك التقرير الذي لم يفهم منه شئ و لم يجرأ أن يسأل احد من المعمل على النتيجة فهو لن يقدر أن يري نظرات الشفقة في عين من أمامه يكفى أنه استطاع ان يتكلم مع الطبيب
اخذ الظرف و تحرك من المعمل الي عيادة الطبيب مباشر و كأنه علي صفيح ساخن يحلم بكلمة ترطب علي قلبه الملتاع من العشق و الممزق من الخوف من آن يكون صفر لا شى ليس رجل كامل أو رجلا من الأساس لن يستطيع أن يهب لها طفل و لا حتي اقل شئ أن يهب لها حقها كاي انثي و أن يشبع أنوثتها
لكن ماذا يفعل في قلبه و الاهم ماذا يفعل في عقله الذي تبع القلب دون أن يفكر او يقرر
هو فقط تحرك خلف بريق عينها الممزوج بلمعة الحزن و الخجل
و لكن اي نوع من العلاقه هذا الذي يمارس هو لن يقدر علي القرب ولا حتي البعد هو يتمزق بين الخيارين هو من لا يملك خياران من الأساس و لكنه مسلوب الارادة
كان ينتظر ان ياتي عليه الدور و دمعة تترقرق في عينه جعلته ينهض إلي الحمام لغسل وجهه و كأنه يغسل قلبه من الوجع
بعد وقت كان يجلس امام دكتور عبد الرحمن الذي ابتسم له و هو يفتح الظرف
يقرأ التقرير بعملية ثم وضعه امامه و هو ينظر الي موسي الذي ينتفض مع كل ثانية تمر دون أن يقول الطبيب شئ
إلي أن حمحم عبد الرحمن ليجلي صوته و هو يقول
عبد الرحمن : النتيجة زي ما توقعتها
موسي بقلق و خوف قال :
بمعني انا مش فاهم حاجة
عبد الرحمن : اطمن في امل
موسي : يا عذرا يا ام النور شفاعتك يا أمنا
ابتسم عبد الرحمن لموسي الذي يشكر الرب و العذراء و كأنه قضى الليل يصلي لهم
ثم انتبه إلي عبد الرحمن ذلك الرجل الذي عجنته الايام و السنين و تظهر معالم الايام علي وجهه و قال
موسي : يعني ينفع اتجوز
عبد الرحمن نظر الي موسي و قال :
بص يا موسي انت زي ابني و لو هتكلم معاك في الموضوع ده من قبل كده كنت هقولك أجل الموضوع شوية بس اللمعة اللي في عينك و الحماس اللي بتتصرف بيها يخلوني اقولك اه ممكن تتجوز بس شوية كده يعني خد وقتك علي ما نطمن علي كل حاجة
موسي : تمام اللي تشوفه يا دكتور
ابتسم عبدالرحمن و كتب له انواع أدوية قال :
هتاخد الأدوية ده و تيجي كمان اسبوعين
هز موسي راسه و هو ينهض
تحرك ليخرج و لكنه لم يذهب الي الوكالة بل ذهب الي الكنيسة وقف امام المدبح و نظر إلي أيقونة المسيح و هو يقول
موسي : يا سيدي أدعوك يا يسوع أن تشفيني أن تمد يدك بالشفاء إلي أنا ابنك الضعيف
وقف إلي وقت طويل ثم تحرك إلي أيقونة العذراء و هو يردد و يقول
موسى : يا عذراء يا ام النور صلي لابنك الضعيف و بعد وقت كان يخرج من بيت الرب
مرت الايام و كانت ميرنا تشعر بعدم الرضي و عدم الاقتناع لا تعرف لما هناك هاجس يسكن عقلها و قلبها و في اغلب الأوقات تشعر بأنها لا تريد أن تتم هذه الخطبة هناك شيئ في داخلها يشعرها بالخوف أو الرفض اولا اثنين معا و لكنها كانت تحاول ان تتاقلم معه فهو يبدو مرح محب يحبها بطريقة تكفيهم هم الاثنين و لكن هل ما يكنه لها بمفرده يكفي هي لا تشعر برعشة في قلبها في وجوده و لا تفكر فيه و هو بعيد هو شيئ عادي لا يشغل عقلها لا يزحف الى قلبها أو بمعني اصح لا تكن له مشاعر قوية
و ما ان مر شهر كانت وصلت لنهاية صبرها فهي لن تربط نفسها بشخص لا تحبه باقي عمرها
و خاصة انها تشعر بالخوف من القادم من أن تقضي باقي العمر دون حب أو حتي أن يحدث الاسوء فقد تقابل الحب يوما بعد ان أصبحت زوجة
و لكن لما الخوف هي لم تترك لقلبها العنان من قبل هي فقط لا تشعر بالراحة
مر شهر آخر و كانت لا تزال تشعر بنفس الشئ
ايرينى تلاحظ ما يحدث مع ابنتها في صمت و لكن ماذا بعد
لم يبقي علي النصف اكليل سوي شهر و أن لم تكن مقتنعه فمن الأفضل أن تنهي الآن
و لكن حتي إيريني نفسها لم يكن لديها الجرأة لتقول لها شيئ و لكنها أن هناك عاصفه ستهب قريبا و قد تكون سبب في انقلاب الحال و تغير الأحوال
اما ميرنا كانت كمن تعيش في دوامة قوية
اما هناك في بيت عائشة كانت تتهيى و تقف أمام المرأة تتجمل و هي تبتسم لصورتها في المرأة فلقد اتصل بها صلاح من المطار
خرجت لتنظر إلي الطعام في الفرن و ابتسامة علي وجهها
فلقد مرت الست شهور عليها بشوق و لهفة و هي تمني نفسها بيوم العودة و ها هو اليوم
بعد وقت كانت تقف أمامه على الباب و هي تنظر إليه بعين بملئها الحب و اسكنها اللهفة و هو لا يقل عنها في شئ بل يزيد
الابتسامة المشرقة علي وجهها و البريق الاخاذ في عينها المرسومة بالكحل و شفتيها التي تهمس بعشق
عائشة : حمد لله علي السلامة
اغلق الباب و هو يقترب منها كالمغيب ينظر إلي عمق عينها و هو يقول
صلاح : الله يسلم قلبك و مد يده بدل ان يسلم عليها اخذها ببن ذراعيه يحتضنها بحب و لهفة و شوق و هو يقول
صلاح : وحشتيني يا شوشو و حتي حضنك و حبك و ..
عائشة قاطعته و هي تضع اصبعها علي شفتيه و هي تقول :
عائشه : مش كده بس الولاد جوه
نظر إليها بعشق و هو يقول
صلاح : الولاد جوه
هزت رأسها بالايجاب فقترب يقبل طرف شفتيها و هو يقول
صلاح : شكلهم بيفهموا
ابتسمت له و هي تقول
عائشه : اه بيفهموا طبعا
صلاح : طيب رغم اني مش عاوز اسيبك أو أطلعك من حضني بس هسلم عليهم و بعدين افضالك
ابتسمت له و هي تضم نفسها إليه و تقول
عائشه : ربنا ما يحرمني منك
قبل جببنها و هو يبتعد عنها ليسير إلي غرفة اولاده وجد " علي" يجلس علي مكتبه يدرس احد المشاريع و ما ان رآه حتي نهض عن المكتب و هو يقول بابا
صلاح : أيوة بابا يا علي باشا
علي : حمد لله علي السلامة و اقترب منه يضمه بقوة و هو يقول
علي: وحشتني اوي يا باشمهندس
صلاح : انت كمان يا باشمهندس ولا ناوي علي ايه
علي : تزعل لو قولت ليك لا
صلاح بستفسار : لا علي ايه مش عاوز هندسة
هز علي راسه مما جعل و الده ينظر إليه بستفسار و هو يقول
صلاح : تمام ناوي علي ايه
علي : طب
صلاح : أن كان كده انا موافق ربنا يوفقك يا دكتور
علي : بس يعني مصاريف الطب غالية
صلاح : من عيني بس انت جيب مجموع الطب
ابتسم علي و احتضن والده بمحبه و قال
علي : ربنا يخليك لينا و ما نتحرمش منك ابدا
أقترب محمد الذي استيقظ من النوم علي صوت كلامهم وما ان رأي والده حتي رقض اليه يضمه بلهفة و هو يقول
محمد : حمد لله علي السلامة يا بابا انت جيت امتي
صلاح : حالا
ضمه محمد و هو يقول: انا خوفت أكون نمت و انت موجود
ضمه صلاح و هو يقول : تعالي شوف انا جيبت ليك ايه بس فين اختكم
عائشة : لسه في الجامعة و بعدين انت بتدور عليها هنا ليه انا نقلتها هي حاجتها من هنا عشان تقدر تاخد مساحه من الخصوصية
هز رأسه بتفهم و خرج مع اولاده إلي الانتريه
أخذهم الكلام و المرح و الفرحة و هو يعطي لمحمد اللعب و الملابس التي احضرها له
و ها هي اميرة ترن الجرس ثم تفتح بالمفتاح و هي تقول
اميرة : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و لكن صوت والدها و هو يقول
صلاح : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا باش مهندسة
أسرعت إلي والدها تأخذه في حضن طويل و تقول
أميرة : وحشتني اوي اوي يا باشمهندس عامل ايه يا بابا وحشتني
احاط وجهها بيده و هو يقول
صلاح : و انتي أكتر يا قلب ابوكي عاملة ايه في دراستك و حياتك
اميرة و هي تجلس بجوار والدها قالت
اميرة : كله تمام الحمد لله ما كانش نقصني غير وجودك يل بابا و الحمد لله جيت بالسلامة و نورت البيت
.ابتسم لها و هو يربت عليها و يقول
صلاح : يسلم قلبك يا قلب ابوكي
عائشة و هي تضع الطعام قالت
عائشه : لا انا كده هغير
ضحك صلاح و هو يقول :
ازاي بقي دا انت القلب نفسه
علي : لا الكلام ده كبير و انا هاكل و ادخل اذاكر
اميرة : و انا كمان بس ايه الريحة الخرافه دى يا ماما تألقتي ولا عشان الباش مهندس صلاح
علي: ابتسم و هو يرد علي اخته و يقوى ايوة بقي
عائشة : ايه يا اميرة انت و علي اللي يسمعكم يقول مش بطبخ و بابا مش هنا
اميرة : ازاي بقي دا انت كل حاجة من ايدك عسل بس بقي بقالنا كتير ما اكلناش الاكل ده
صلاح : طيب ياله عشان انا الريحة فتحت نفسي اوي
عائشة : الف هنا
و بعد وقت كانت أميرة تأخذ محمد معها إلي غرفتها و تقول له انها ستعلمه اللعب علي تلك العبة
اما علي قال : وريا مذاكرة كتير هخلص البحث و ابقي اقعد مع حضرتك يا بابا بالليل بعد حتي ترتاح شوية من السفر و كده
هز صلاح رأيه و هو يبتسم لابنه و هو يقول:
ربنا يوفقك يا حبيبي
و ما ان دخلوا إلي غرفتهم حتي نظر الي عائشة التي تنظر إليه بابتسامة و قال
صلاح : شكل عقلهم اكبر من سنهم عارفين ان ابوهم تعبان و غمز لها
كادت أن تضحك علي كلامه
اما هو غمز لها و هو يقترب منها
عائشة : صلاح الله
ضحك بصوته كله و هو يقول
صلاح : الله هو انا لسه عملت حاجة ولا ايه
نظرت إليه بصدمة فقال
صلاح : ما هو مش معقولة الولاد فهموا و انت لا
هنا وضعت يدها علي فمها حتى لا تضحك بصوتها
كله علي كلماته التي تحمل أكثر من معني
و هو يحاوطها بذراعه و يتحرك إلي غرفة النوم و هو يلتفت ليغلق الباب بالمفتاح و ينظر إليها بطريقة جعلت عظامها تذوب و قلبها يرتجف من فرط الشوق و هو يقترب يلتقي شفتيها ل يقبلها بشغف و كأن الحياه تبعث من بينهم و عينه تقول الكثير و الكثير
و هو في هذه اللحظة يشعر انه قي الجنه
يتبع ٠ ٠ ٠٠٠٠
(المطرودة من الجنة)
المطرودة من الحنة
بقلم نورا محمد علي
اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
نظرت اليه بصدمة و هي لا تعرف كيف ترد عليه
موسي : انا معايا معهد
ميرنا : ايه
موسي : هو ايه اللي ايه انا بجاوب علي سؤالك انا خريج معهد فني تجاري و المقدس ما كنش موافق اني أكمل دراسة جامعية
نظرت اليه بتعاطف فربما هم متشابهون في هذه النقطة
موسي : ايه النظرة دي تعاطف ولا تفهم ولا الاتنين مع بعض
ميرنا : ممكن بس يكمن عشان أحنا زي بعض
موسي نظر إليها بدهشة و تسال
ميرنا : بابا رفض اني ادخل جامعة
موسي : بصرة المهم انا حاليا بشتغل في وكالة المقدس شنودة و شقتي جاهزة و دخلي كويس و هشطب الشقة علي زوقك المهم تنوريها
نظرت أرضا دون رد و هي تفرك يدها إلي أن حمحم سامي و هو يدخل من باب الصالون و يقول
سامي : مساء الخير
موسي : مساء النور ازيك يا عمي
نظر اليه سامي بابتسامة و قال
سامي : نشكر الرب انت عامل ايه
موسي : بخير
أخذهم الكلام و قدمت ايريني عصير و شاي و قهوة
و لكن موسي نهض رغم انه لازال يريد ان يبقي أن يتكلم معها أكثر أن يشبع عينه و قلبه منها و لكنه وقف و هو يقول
موسى : استأذن انا
ايريني : ليه بس انا بحضر تتعشى معانا
موسي : مرة تانية بعد اذنكم
سامي : ليه بس انت بخيل ولا ايه
هز راسه بالنفي و هو يقول
موسى : المرات جاية كتير
نهض سامي معه إلي الباب اما هو ابتسم لسامي و هو يلقي نظرة اخيرة علي ميرنا التي لم يدري ان ايرينى هي من طلبت منها ان تذهب خلفه
ابتسم لها و هو يتحرك إلي الاسانسير
كان يصل إلي بيته و هو في حالة غريبة كأنه خفيف كالهواء
دخل إلي البيت و هو يدندن بأحد النغمات الحديثة اخذ يردد اغنيه علي حميدة لولاكي لولا لولا
حتي أن امه ما ان رأته حت ابتسمت و هي تقول
جميلة : الرب يفرحك يا حبيبي و يتم عليك بالخير
ابتسم لها و اقترب منها يقبل جبينها و هو يقول
موسى : ايوة يا مقدسة صلي عشاني
جميلة : بصلي ليك يا حبيبي و مش من النهاردة ده من زمان هو انا عندي غيرك انت واخوك الرب يبارك فيكم و اشوكم سند ليا انا و ابوك
ابتسم لها و هو يقول الرب يبارك في عمرك يا امي هدخل اخد دوش و اجي
جميلة : ماشي يا حبيبي تحب تاكل اغرف ليك
هز رأسه و هو يقول
سامي : مسكوا فيا للعشا بس انا ما رضيتش حتي عمي سامي كان باين انه زعلان رغم اني لو جيتي للحق ما كنتش عاوز امشي من اصله
.ضحكت جميلة بصوتها كله و قالت
جميلة : بجد يا موسي يا حبيبي بجد لحقت تحبها
موسي نظر إلي امه و قال
موسي : اه يا ست الكل يمكن من اول مرة شوفتها
و لكن عقله كان له رأي اخر كان يقول
له انت ما حبتهاش أيوة ما حبتهاش و لو حبيتها كنت سيبتها للي احسن منك كنت سبيتها تعيش و تحس باللي عمرك ما هيقدر تحسسه بيه
بهت وجهه و اظلمت عينه و هو يقول في نفسه اسيبها لغيري ازاي ده و هو يفكر في قلبه و يقول لنفسه بيدق من اول ما عيني لمحتها عاوزني اسيبها عشان ارجع ميت
اخذت الأفكار تاخده و تتركه و أن فكر بضميره لتركها و لكن اين الضمير في هذه المعركة هو يفكر في ذلك الذي كان يظنه لا وجود له و وجده ينبض بطريقة مختلفة من اجلها
أخرجه من افكاره التي ظهرت بوضوح علي وجهه صوت امه و هي تقول
جميلة : موسي موسي انت رحت فين يا حبيبي شكل العروسة خطفت قلبك
نظر الي امه بابتسامة و قال
موسى : شكل الموضوع كده
كان شنودة يستمع الي كلام ابنه و لم يعجبه ان يكون مسلوب العقل امام خطيبته و لكنه فضل ان يسكت للان حتي لا يحدث خلاف مع أبنه و ايضا زوجته
اما موسي تحرك إلي غرفته يقف تحت رزاز الماء البارد عله يهدأ و لكن عقله اخذه إلي أن يذهب لطبيب مرة اخري عله يجد حل يجب لن يبحث عن حل هو لن يتركها و لذي عليه أن يبحث عن طريقة ليسعدها
في اليوم التالي كان ينظر إلي والده الذي لجلس علي مكتبه اما موسي كان يقف مع البائعين
انهي موسي البيع لاحد الزبائن و ما ان تحرك الزبون ليذهب حتى اقترب من والده و هو يقول
موسي ى عندي مشوار هخلصه في السريع
شنودة : رايح لعروستك تاني ولا ايه
موسي : لا ده واحد صاحبي تعبان و هروح اشوفه
شنودة : و الموضوع ده ما يتأجلش لبليل ولا لازم الوقتي
موسي برتباك قال : اه معلش يا مقدس
شنودة : اتفضل بس ما تتاخرش ورانا شغل
موسي : حاضر و تحرك
ليترك الوكالة إلي حيث ذلك الطبيب الذي اتصل به من وقت و اخذ ميعاد
كان يوقف التاكسي امام العيادة و ينزل منها و هو يتلفت حوله حتى لا يراه احد
وقف قليلا ليتاكد من خلو الشارع و أن أحد لا يراه و هو يدخل إلي حيث عيادة دكتور عبد الرحمن البحيري
كان يدخل إلي غرفة الكشف و عبد الرحمن يبتسم له و هو يقول
عبد الرحمن : اهلا يا موسي اخير قررت تلجأ لعلاج
هز موسي راسه و هو ينظر إلي الطبيب و يقول
موسي : بس عاوز اسأل حضرتك سؤال يعنى هو في النهاية هيبقي فيه فايدة
عبد الرحمن : اسمعني يا موسي انت مش صغير و انا مش هقدر اخدعك اما لازم افهمك كل حاجة عشان لو التحسن اتأخر ما تقلقش
موسي : يعني ممكن يتأخر و ممكن ما يحصلش و أفضل زي ما انا
عبد الرحمن : ليه التشائم ده انا بس بوضح ليك الصورة و بدل انت هنا النهاردة يبقي في دافع قوي ليك عشان توافق انك تتعالج
نظر اليه موسي دون رد
عبد الرحمن : لو كنت لجأت بدرى العلاج من اول ما عرفت المشكلة كان ممكن نبقي في مراحل احسن كنا هنحتاج بس محفز خارجي
نظر له موسي و قال : كله باوان و لما الرب أراد
هز عبد الرحمن راسه و هو يقول
عبدالرحمن : هتعمل التحليل ده عشان نطمن و مبدأيا هناخد ادوية و هتاكل اكل معين يعني تكتر من الحديد و الفسفور و ممكن نشوف نسبة التحسن
موسي : و ده ازاي انا مش متجوز
عبد الرحمن : اه طيب هنشوف حل أو حتي نلجأ لعامل إثارة خارجي
نظر اليه موسي و هو يقول : بأمر الرب
بعد وقت كان يخرج من العيادة الى ذلك المعمل الذي اوصي به الدكتور عبد الرحمن
و ما ان انتهي التحليل رجع إلي الوكالة علي أن يأتي بعد يومين ليعرف النتيجة
كان يدخل إلي الوكالة و هو يلقي التحية علي والده و يقف مع اخوه ماجد و باقي العمال الا أن عقله كان في مكان آخر كان خائف من أن يبني قصر من رمال ثم ينهار الاساس
ولا يبقي منه الا دمار شاسع في قلبه و روحه و لكن ليس بيده شئ الا أن يحاول فالوقوف في مكانه لن يغير شئ لذي عليه أن يتحرك او يعرف علي الاقل أن كان يستطيع يوما أن يكون طبيعي ام لا
مرت الايام و ذهب ليحضر نتيجة التحليل و قلبه يرتجف يخشي من ما مكتوب في ذلك التقرير الذي لم يفهم منه شئ و لم يجرأ أن يسأل احد من المعمل على النتيجة فهو لن يقدر أن يري نظرات الشفقة في عين من أمامه يكفى أنه استطاع ان يتكلم مع الطبيب
اخذ الظرف و تحرك من المعمل الي عيادة الطبيب مباشر و كأنه علي صفيح ساخن يحلم بكلمة ترطب علي قلبه الملتاع من العشق و الممزق من الخوف من آن يكون صفر لا شى ليس رجل كامل أو رجلا من الأساس لن يستطيع أن يهب لها طفل و لا حتي اقل شئ أن يهب لها حقها كاي انثي و أن يشبع أنوثتها
لكن ماذا يفعل في قلبه و الاهم ماذا يفعل في عقله الذي تبع القلب دون أن يفكر او يقرر
هو فقط تحرك خلف بريق عينها الممزوج بلمعة الحزن و الخجل
و لكن اي نوع من العلاقه هذا الذي يمارس هو لن يقدر علي القرب ولا حتي البعد هو يتمزق بين الخيارين هو من لا يملك خياران من الأساس و لكنه مسلوب الارادة
كان ينتظر ان ياتي عليه الدور و دمعة تترقرق في عينه جعلته ينهض إلي الحمام لغسل وجهه و كأنه يغسل قلبه من الوجع
بعد وقت كان يجلس امام دكتور عبد الرحمن الذي ابتسم له و هو يفتح الظرف
يقرأ التقرير بعملية ثم وضعه امامه و هو ينظر الي موسي الذي ينتفض مع كل ثانية تمر دون أن يقول الطبيب شئ
إلي أن حمحم عبد الرحمن ليجلي صوته و هو يقول
عبد الرحمن : النتيجة زي ما توقعتها
موسي بقلق و خوف قال :
بمعني انا مش فاهم حاجة
عبد الرحمن : اطمن في امل
موسي : يا عذرا يا ام النور شفاعتك يا أمنا
ابتسم عبد الرحمن لموسي الذي يشكر الرب و العذراء و كأنه قضى الليل يصلي لهم
ثم انتبه إلي عبد الرحمن ذلك الرجل الذي عجنته الايام و السنين و تظهر معالم الايام علي وجهه و قال
موسي : يعني ينفع اتجوز
عبد الرحمن نظر الي موسي و قال :
بص يا موسي انت زي ابني و لو هتكلم معاك في الموضوع ده من قبل كده كنت هقولك أجل الموضوع شوية بس اللمعة اللي في عينك و الحماس اللي بتتصرف بيها يخلوني اقولك اه ممكن تتجوز بس شوية كده يعني خد وقتك علي ما نطمن علي كل حاجة
موسي : تمام اللي تشوفه يا دكتور
ابتسم عبدالرحمن و كتب له انواع أدوية قال :
هتاخد الأدوية ده و تيجي كمان اسبوعين
هز موسي راسه و هو ينهض
تحرك ليخرج و لكنه لم يذهب الي الوكالة بل ذهب الي الكنيسة وقف امام المدبح و نظر إلي أيقونة المسيح و هو يقول
موسي : يا سيدي أدعوك يا يسوع أن تشفيني أن تمد يدك بالشفاء إلي أنا ابنك الضعيف
وقف إلي وقت طويل ثم تحرك إلي أيقونة العذراء و هو يردد و يقول
موسى : يا عذراء يا ام النور صلي لابنك الضعيف و بعد وقت كان يخرج من بيت الرب
مرت الايام و كانت ميرنا تشعر بعدم الرضي و عدم الاقتناع لا تعرف لما هناك هاجس يسكن عقلها و قلبها و في اغلب الأوقات تشعر بأنها لا تريد أن تتم هذه الخطبة هناك شيئ في داخلها يشعرها بالخوف أو الرفض اولا اثنين معا و لكنها كانت تحاول ان تتاقلم معه فهو يبدو مرح محب يحبها بطريقة تكفيهم هم الاثنين و لكن هل ما يكنه لها بمفرده يكفي هي لا تشعر برعشة في قلبها في وجوده و لا تفكر فيه و هو بعيد هو شيئ عادي لا يشغل عقلها لا يزحف الى قلبها أو بمعني اصح لا تكن له مشاعر قوية
و ما ان مر شهر كانت وصلت لنهاية صبرها فهي لن تربط نفسها بشخص لا تحبه باقي عمرها
و خاصة انها تشعر بالخوف من القادم من أن تقضي باقي العمر دون حب أو حتي أن يحدث الاسوء فقد تقابل الحب يوما بعد ان أصبحت زوجة
و لكن لما الخوف هي لم تترك لقلبها العنان من قبل هي فقط لا تشعر بالراحة
مر شهر آخر و كانت لا تزال تشعر بنفس الشئ
ايرينى تلاحظ ما يحدث مع ابنتها في صمت و لكن ماذا بعد
لم يبقي علي النصف اكليل سوي شهر و أن لم تكن مقتنعه فمن الأفضل أن تنهي الآن
و لكن حتي إيريني نفسها لم يكن لديها الجرأة لتقول لها شيئ و لكنها أن هناك عاصفه ستهب قريبا و قد تكون سبب في انقلاب الحال و تغير الأحوال
اما ميرنا كانت كمن تعيش في دوامة قوية
اما هناك في بيت عائشة كانت تتهيى و تقف أمام المرأة تتجمل و هي تبتسم لصورتها في المرأة فلقد اتصل بها صلاح من المطار
خرجت لتنظر إلي الطعام في الفرن و ابتسامة علي وجهها
فلقد مرت الست شهور عليها بشوق و لهفة و هي تمني نفسها بيوم العودة و ها هو اليوم
بعد وقت كانت تقف أمامه على الباب و هي تنظر إليه بعين بملئها الحب و اسكنها اللهفة و هو لا يقل عنها في شئ بل يزيد
الابتسامة المشرقة علي وجهها و البريق الاخاذ في عينها المرسومة بالكحل و شفتيها التي تهمس بعشق
عائشة : حمد لله علي السلامة
اغلق الباب و هو يقترب منها كالمغيب ينظر إلي عمق عينها و هو يقول
صلاح : الله يسلم قلبك و مد يده بدل ان يسلم عليها اخذها ببن ذراعيه يحتضنها بحب و لهفة و شوق و هو يقول
صلاح : وحشتيني يا شوشو و حتي حضنك و حبك و ..
عائشة قاطعته و هي تضع اصبعها علي شفتيه و هي تقول :
عائشه : مش كده بس الولاد جوه
نظر إليها بعشق و هو يقول
صلاح : الولاد جوه
هزت رأسها بالايجاب فقترب يقبل طرف شفتيها و هو يقول
صلاح : شكلهم بيفهموا
ابتسمت له و هي تقول
عائشه : اه بيفهموا طبعا
صلاح : طيب رغم اني مش عاوز اسيبك أو أطلعك من حضني بس هسلم عليهم و بعدين افضالك
ابتسمت له و هي تضم نفسها إليه و تقول
عائشه : ربنا ما يحرمني منك
قبل جببنها و هو يبتعد عنها ليسير إلي غرفة اولاده وجد " علي" يجلس علي مكتبه يدرس احد المشاريع و ما ان رآه حتي نهض عن المكتب و هو يقول بابا
صلاح : أيوة بابا يا علي باشا
علي : حمد لله علي السلامة و اقترب منه يضمه بقوة و هو يقول
علي: وحشتني اوي يا باشمهندس
صلاح : انت كمان يا باشمهندس ولا ناوي علي ايه
علي : تزعل لو قولت ليك لا
صلاح بستفسار : لا علي ايه مش عاوز هندسة
هز علي راسه مما جعل و الده ينظر إليه بستفسار و هو يقول
صلاح : تمام ناوي علي ايه
علي : طب
صلاح : أن كان كده انا موافق ربنا يوفقك يا دكتور
علي : بس يعني مصاريف الطب غالية
صلاح : من عيني بس انت جيب مجموع الطب
ابتسم علي و احتضن والده بمحبه و قال
علي : ربنا يخليك لينا و ما نتحرمش منك ابدا
أقترب محمد الذي استيقظ من النوم علي صوت كلامهم وما ان رأي والده حتي رقض اليه يضمه بلهفة و هو يقول
محمد : حمد لله علي السلامة يا بابا انت جيت امتي
صلاح : حالا
ضمه محمد و هو يقول: انا خوفت أكون نمت و انت موجود
ضمه صلاح و هو يقول : تعالي شوف انا جيبت ليك ايه بس فين اختكم
عائشة : لسه في الجامعة و بعدين انت بتدور عليها هنا ليه انا نقلتها هي حاجتها من هنا عشان تقدر تاخد مساحه من الخصوصية
هز رأسه بتفهم و خرج مع اولاده إلي الانتريه
أخذهم الكلام و المرح و الفرحة و هو يعطي لمحمد اللعب و الملابس التي احضرها له
و ها هي اميرة ترن الجرس ثم تفتح بالمفتاح و هي تقول
اميرة : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و لكن صوت والدها و هو يقول
صلاح : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته يا باش مهندسة
أسرعت إلي والدها تأخذه في حضن طويل و تقول
أميرة : وحشتني اوي اوي يا باشمهندس عامل ايه يا بابا وحشتني
احاط وجهها بيده و هو يقول
صلاح : و انتي أكتر يا قلب ابوكي عاملة ايه في دراستك و حياتك
اميرة و هي تجلس بجوار والدها قالت
اميرة : كله تمام الحمد لله ما كانش نقصني غير وجودك يل بابا و الحمد لله جيت بالسلامة و نورت البيت
.ابتسم لها و هو يربت عليها و يقول
صلاح : يسلم قلبك يا قلب ابوكي
عائشة و هي تضع الطعام قالت
عائشه : لا انا كده هغير
ضحك صلاح و هو يقول :
ازاي بقي دا انت القلب نفسه
علي : لا الكلام ده كبير و انا هاكل و ادخل اذاكر
اميرة : و انا كمان بس ايه الريحة الخرافه دى يا ماما تألقتي ولا عشان الباش مهندس صلاح
علي: ابتسم و هو يرد علي اخته و يقوى ايوة بقي
عائشة : ايه يا اميرة انت و علي اللي يسمعكم يقول مش بطبخ و بابا مش هنا
اميرة : ازاي بقي دا انت كل حاجة من ايدك عسل بس بقي بقالنا كتير ما اكلناش الاكل ده
صلاح : طيب ياله عشان انا الريحة فتحت نفسي اوي
عائشة : الف هنا
و بعد وقت كانت أميرة تأخذ محمد معها إلي غرفتها و تقول له انها ستعلمه اللعب علي تلك العبة
اما علي قال : وريا مذاكرة كتير هخلص البحث و ابقي اقعد مع حضرتك يا بابا بالليل بعد حتي ترتاح شوية من السفر و كده
هز صلاح رأيه و هو يبتسم لابنه و هو يقول:
ربنا يوفقك يا حبيبي
و ما ان دخلوا إلي غرفتهم حتي نظر الي عائشة التي تنظر إليه بابتسامة و قال
صلاح : شكل عقلهم اكبر من سنهم عارفين ان ابوهم تعبان و غمز لها
كادت أن تضحك علي كلامه
اما هو غمز لها و هو يقترب منها
عائشة : صلاح الله
ضحك بصوته كله و هو يقول
صلاح : الله هو انا لسه عملت حاجة ولا ايه
نظرت إليه بصدمة فقال
صلاح : ما هو مش معقولة الولاد فهموا و انت لا
هنا وضعت يدها علي فمها حتى لا تضحك بصوتها
كله علي كلماته التي تحمل أكثر من معني
و هو يحاوطها بذراعه و يتحرك إلي غرفة النوم و هو يلتفت ليغلق الباب بالمفتاح و ينظر إليها بطريقة جعلت عظامها تذوب و قلبها يرتجف من فرط الشوق و هو يقترب يلتقي شفتيها ل يقبلها بشغف و كأن الحياه تبعث من بينهم و عينه تقول الكثير و الكثير
و هو في هذه اللحظة يشعر انه قي الجنه
يتبع ٠ ٠ ٠٠٠٠
(المطرودة من الجنة)