الجزء الرابع
تمت معاينة مسرح الحادثة
وقام رجال المباحث
بمعاينة كل التفاصيل
واخيرا وبعد معاينة المدفأة مكان وجود الجثة
تم اكتشاف اداة قطع الرأس
وعلموا بعد معاينة الاطباء
ان الشعلة عند تحريكها فجأة هى التى تسببت فى تلك الحادثة البشعة
ولا يد لأى احد فى هذا الحادث المشؤوم
مر الوقت بطئ والاجراءات متعبة ومرهقة جدا بالنسبة الى عابد وكاميليا
وكانت اسواء الاوقات التى يعيشونها سويا من بداية حياتهم
فهم ليس لهم سوى بعض
حتى اقربائهم يعيشون فى دول بعيدة عنهم
ومنهم من هاجى منذ سنوات طويلة
وقليل جدا عندما يتواصلوا هاتفيا
وللضرورة
وفى هذا الوقت
كانت كاميليا لا تستطيع ابدا ان ترفع سماعة الهاتف وتخاطب اي احد من اقاربها
اما عابد فهو فى حالة صمت تام
انتهت كل اجراءات المعاينة والتحقيقات
وخرج تصريح الدفن
واخيرا تم دفن ظافر
وسط ذهول كاميليا وعابد
انتهت مراسم الدفن
التى اصر عابد ان تكون فى حديقة منزل المزرعة
وهو المكان المحبب الى قلب عابد
المصدوم
ولعدم قدرة كاميليا على اى رفض او قبول
فلم تستطع مناقشة عابد فى رأيه
وقد كان
تم دفن ظافر فى حديقة المنزل
وبعدما كان هو احب مكان لقلوبهم
اصبح هو المكان الذي فقدوا فيها اغلى شخص على قلوبهم
مرت فترة حداد وسط صمت واكتئاب
وحزن
لم يستطيعوا الخروج منه
وفى احدى الايام استيقظت كاميليا المتشحة بالملابس السوداء
ودلفت الى غرفة عابد فلم تجده
فسرى القلق الى قلبها
وهى تبحث عنه فى ارجاء المنزل
ولكن ليس له وجود
خرجت كاميليا من باب المنزل
لتجد ظافر يجلس على ركبتيه
امام قبر والده
خرجت وهى تقترب الى عابد اباكي
كاميليا.عابد ايه اللى مقعدك هنا
عابد بدموع.جيت اتكلم مع بابا
كاميليا لمعت عيناها بالدموع.لاحول ولا قوة الا بالله
حبيبى ادعيله بالرحمة
خلينا ندخل جوة الجو برد عليك
عابد.خلينى قاعد جنبه شوية
وحشنى صوته والكلام معاه
كاميليا دموعها تساقطت.حبيبى يلا ندخل
وهو هيسمعك لما تتكلم معاه من اى مكان
هو حوالينا فى كل حتة
واى مكان هنكون فيه هيكون هو معانا
لأنه بيحبنا وعارف اننا بنحبه
اتكلم معاه واحكيله براحتك
بس خلينا جوة البيت
علشان متتعبش
عابد نهض ووقف على قدميه.مش قادر اصدق يا ماما
مش قادر اصدق اللى حصل ولا استوعبه
معقول
فى لحظة كده يختفى من حياتنا
صوته اللى كان لسه بيرن فى ودني
اختفى بالسهولة دى
صورته الجميلة وضحكته اللى كانت بتحسسنى انى بعمل احسن حاجة فى الدنيا كل ما بيشوفنى
خلاص كده مش هشوفها تانى
اقتربت كاميليا من عابد وضمته لصدرها
كاميليا.عابد يا روحى
ده قضاء ربنا وقدره
احنا ياحبيبى مالناش فى نفسنا حاجة
وده اللى كان مكتوب
احنا صدمتنا كبيرة اوى يا عابد
واكبر من طاقتنا
مش هنقدر نتخطى الكارثة دى بسرعة
لكن لازم انا وانت نستقوى ببعض يا عابد
علشان نقدر نكمل حياتنا
عابد بدموع.مش قادر يا ماما مش قادر
كاميليا.طيب خلاص خليك قاعد شوية اتكلم معاه براحتك
وانا هدخل اجهزلك الفطار
ونفطر سوا هنا
بس الاول هجيبلك حاجة تقيلة تلبسها علشان الجو برد عليك
عابد بأستسلام.ماشى ياماما هستناكي
ابتسمت كاميليا فى وجه عابد وطبعت قبلة رقيقة على وجنته
ودلفت للمنزل
وتوجهت الى المطبخ كى تشعل النيران لتجهيز الشاى
ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن
وفى اقل من لحظة
تتطاير احدى شظايا نيران عود الكبريت
لتلتقط بوشاح كاميليا الحرير
وبرغم صراخها الا ان عابد لم يتسطع سماعها
وتزداد النيران
لتلتهم جسد كاميليا فى اقل من ثوانى معدودة
لتزهق روحها
محترقة
ليس هذا فقط
بل النيران بدأت تمتد للخارج ايضا
ولم يلاحظ عابد خروج النيران سوى بعد ان اعتلت السنتها
لخارج باب المنزل
وكانت الصدمة الثانية
فى حياة عابد صاحب العشرة اعوام
عندما شاهد النيران تخرج من كل نوافذ المنزل
وتلتهم منه الاخضر واليابس
ولا يجد اثر لوالدته
فتأكد حينها انه خسر حياته بأكملها
عابد ينظر لقبر ابيه.ماما جاتلك يا بابا
جاتلك وسابتنى لواحدى
انا خلاص بقيت لواحدى من غيركم
ظل عابد ثابت مكانه
لا يعلم ما الذى يجب عليه فعله
حتى الهاتف هو لم يستطيع ايجاده وسط السنة النيران المشتعلة
ولكن مش سرعة انتشار النيران وعلوها
لفتت انتباه بعض سكان المدينة الذين لاحظوا ارتفاع ادخنة وغبار اسود
يدل على وجود حريق
وهم من قاموا بأبلاغ الشرطة
وسرعان م اتجهت الشرطة فى طريق تلك الادخنة
حتى وصلوا الى ذلك البيت
ليصدموا فذلك البيت هو نفسه صاحب الحادثة المشؤومة التى لم يمر على حدوثها شهر بالتمام
ياترى ماذا حدث بداخل هذا المنزل المنكوب
ومثلما حدث فى المرة السابقة
انتشر رجال المطافى فى ارجاء الحديقة
يبذلوا قصارى جهدهم فى اطفاء النيران
ويلتف حول عابد الصامت
التى تحجرت فى عيناه الدموع
يحاولون ان يخرجوا منه بأى معلومة
ولكن هو صامت
الظابط.عابد
ايه اللى حصل
ازاى النار دى مسكت فى البيت كله بالشكل ده
وهل فيه حد جوة البيت ولا لاء
عابد عيناه على المنزل ويلتزم الصمت
الظابط.عابد انا مقدر الصدمة اللى انت فيها
لكن لازم ترد عليا
علشان لو فيه حد جوة
نحاول نوصله
ولو نقدر نقدمله اى مساعدة
قبل ما يفوت الوقت
عابد بثبات.اتأخر فعلا الوقت
حتى لو فيه حد جوة
مستحيل تلاقى اثر له
النار والعة من اكتر من ساعة
واللى كانت جوة البيت امي
وحتى مسمعتش صوت استغاثة
اكيد فات الوقت فعلا
الظابط بحزن.مش عارف اقولك ايه
انا عارف ان صدمتك كبيرة
واحنا اول ما جالنا البلاغ خرجنا فورا
متأخرناش ابدا عن الاستجابة
لكن معندناش علم ان الحريقة كانت من وقت طويل
عابد بثبات رجل كبير.ده اللى مكتوب حضرتك
كله نصيب وقدر
وهى دى ارادة ربنا
احنا مالناش حاجة فى نفسنا
الظابط متعجب.انت فعلا قوي يا عابد
ان انت تكون بالثبات والقدرة دى فى الوقت ده
دى فعلا منتهى القوة
مش عارف انا لو مكانك فى الموقف ده رد فعلي وتصرفى كان هيبقى عامل ازاى
لكن اكيد مش هقدر اكون فى ثباتك وقوتك دى
عابد وعيناه متعلقة بأدخنة النيران.
قوة
ثبات
انا يا فندم
حضرتك عندك حق
انا فعلا قوى
وجدا
بس اتمنى ان من جوايا اكون بنفس القوة اللى حضرتك بتتكلم عنها
الظابط بأعجاب.مش متخيل ان طفل فى سنك يتكلم بالاسلوب ده
ولا يكون واعى بالشكل اللى انت بتتكلم بيه ده
عابد بأنكسار.خلاص مبقيتش طفل من اللحظة دى
خلاص من النهاردة بقيت فى السن اللى يسمح لحضرتك
انك تبعتنى على اى دار للمسنين
صدقنى يافندم
انا من جوايا حاسس انى عندى تسعين سنة
الظابط بحزن.الصدمة كبيرة عليك فعلا
لكن انت لسه صغير يا عابد
هتقدر مع الزمن تتعايش مع اللى حصل
حتى لو مستحيل يتنسى
لكن مع الوقت
هتلاقى الدنيا بتمشى
وهتلاقى نفسك بتكمل حياتك وبتعيش كل لحظة فيها
وبتنجح وتقع وتقوم تانى
وتعمل عيلة
ويبقى اللى حصل ده من الماضى
عابد ينظر على المنزل الذى تم اطفاء نيرانه
ويراقب دخول رجال الاطفاء للمنزل
وهو منتظر على امل خروج والدته معهم
ولكن كانت مجرد امنية صعبة المنال
الظابط.لازم تيجي معانا دلوقتى يا عابد
مش هينفع تستنى فى البيت ده
عابد بحزن.هو خلاص كده
مفيش اى حد هيطلع من جوة البيت
الظابط.لو فيه حد كان طلع
عابد.ولا حتى اثر للجثة
الظابط بحزن.اكيد الرفات لو موجودة ويقدروا انهم يجمعوها
هتتجمع وتتدفن
عابد.ارجوك يا فندم لو سمحت
لو فعلا فيه حاجة تستاهل الدفن
يبقى خلينا ندفنها هنا جنب بابا
بلاش تبعد عنهم
لأنها عمرها ما بعدت عنه
ولا انا هقدر ابقى بين الاتنين
لكن وجودهم مع بعض هيساعدنى انى اكون جنبهم
الظابط.جنبهم فين يا عابد
انت مش هينفع تفضل هنا لواحدك
عابد.انا مش بخاف حضرتك
وبعرف اعتمد على نفسى
متقلقش عليا
الظابط.مش فكرة قلق وبس يا عابد
لكن انت لسه سنك صغير
القانون مش هيسمحلك فى السن ده انك تكون مسؤل عن نفسك
لازم تكون تحت رعاية الدولة
عن طريق الاماكن المختصة
عابد.مش فاهم قصد حضرتك ايه
الظابط.يعنى انت لازم تكون فى دار رعاية لحد ما تكمل السن القانونى
عابد بذهول.انا اروح دار رعاية
لاء ده مستحيل
وقام رجال المباحث
بمعاينة كل التفاصيل
واخيرا وبعد معاينة المدفأة مكان وجود الجثة
تم اكتشاف اداة قطع الرأس
وعلموا بعد معاينة الاطباء
ان الشعلة عند تحريكها فجأة هى التى تسببت فى تلك الحادثة البشعة
ولا يد لأى احد فى هذا الحادث المشؤوم
مر الوقت بطئ والاجراءات متعبة ومرهقة جدا بالنسبة الى عابد وكاميليا
وكانت اسواء الاوقات التى يعيشونها سويا من بداية حياتهم
فهم ليس لهم سوى بعض
حتى اقربائهم يعيشون فى دول بعيدة عنهم
ومنهم من هاجى منذ سنوات طويلة
وقليل جدا عندما يتواصلوا هاتفيا
وللضرورة
وفى هذا الوقت
كانت كاميليا لا تستطيع ابدا ان ترفع سماعة الهاتف وتخاطب اي احد من اقاربها
اما عابد فهو فى حالة صمت تام
انتهت كل اجراءات المعاينة والتحقيقات
وخرج تصريح الدفن
واخيرا تم دفن ظافر
وسط ذهول كاميليا وعابد
انتهت مراسم الدفن
التى اصر عابد ان تكون فى حديقة منزل المزرعة
وهو المكان المحبب الى قلب عابد
المصدوم
ولعدم قدرة كاميليا على اى رفض او قبول
فلم تستطع مناقشة عابد فى رأيه
وقد كان
تم دفن ظافر فى حديقة المنزل
وبعدما كان هو احب مكان لقلوبهم
اصبح هو المكان الذي فقدوا فيها اغلى شخص على قلوبهم
مرت فترة حداد وسط صمت واكتئاب
وحزن
لم يستطيعوا الخروج منه
وفى احدى الايام استيقظت كاميليا المتشحة بالملابس السوداء
ودلفت الى غرفة عابد فلم تجده
فسرى القلق الى قلبها
وهى تبحث عنه فى ارجاء المنزل
ولكن ليس له وجود
خرجت كاميليا من باب المنزل
لتجد ظافر يجلس على ركبتيه
امام قبر والده
خرجت وهى تقترب الى عابد اباكي
كاميليا.عابد ايه اللى مقعدك هنا
عابد بدموع.جيت اتكلم مع بابا
كاميليا لمعت عيناها بالدموع.لاحول ولا قوة الا بالله
حبيبى ادعيله بالرحمة
خلينا ندخل جوة الجو برد عليك
عابد.خلينى قاعد جنبه شوية
وحشنى صوته والكلام معاه
كاميليا دموعها تساقطت.حبيبى يلا ندخل
وهو هيسمعك لما تتكلم معاه من اى مكان
هو حوالينا فى كل حتة
واى مكان هنكون فيه هيكون هو معانا
لأنه بيحبنا وعارف اننا بنحبه
اتكلم معاه واحكيله براحتك
بس خلينا جوة البيت
علشان متتعبش
عابد نهض ووقف على قدميه.مش قادر اصدق يا ماما
مش قادر اصدق اللى حصل ولا استوعبه
معقول
فى لحظة كده يختفى من حياتنا
صوته اللى كان لسه بيرن فى ودني
اختفى بالسهولة دى
صورته الجميلة وضحكته اللى كانت بتحسسنى انى بعمل احسن حاجة فى الدنيا كل ما بيشوفنى
خلاص كده مش هشوفها تانى
اقتربت كاميليا من عابد وضمته لصدرها
كاميليا.عابد يا روحى
ده قضاء ربنا وقدره
احنا ياحبيبى مالناش فى نفسنا حاجة
وده اللى كان مكتوب
احنا صدمتنا كبيرة اوى يا عابد
واكبر من طاقتنا
مش هنقدر نتخطى الكارثة دى بسرعة
لكن لازم انا وانت نستقوى ببعض يا عابد
علشان نقدر نكمل حياتنا
عابد بدموع.مش قادر يا ماما مش قادر
كاميليا.طيب خلاص خليك قاعد شوية اتكلم معاه براحتك
وانا هدخل اجهزلك الفطار
ونفطر سوا هنا
بس الاول هجيبلك حاجة تقيلة تلبسها علشان الجو برد عليك
عابد بأستسلام.ماشى ياماما هستناكي
ابتسمت كاميليا فى وجه عابد وطبعت قبلة رقيقة على وجنته
ودلفت للمنزل
وتوجهت الى المطبخ كى تشعل النيران لتجهيز الشاى
ولكن تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن
وفى اقل من لحظة
تتطاير احدى شظايا نيران عود الكبريت
لتلتقط بوشاح كاميليا الحرير
وبرغم صراخها الا ان عابد لم يتسطع سماعها
وتزداد النيران
لتلتهم جسد كاميليا فى اقل من ثوانى معدودة
لتزهق روحها
محترقة
ليس هذا فقط
بل النيران بدأت تمتد للخارج ايضا
ولم يلاحظ عابد خروج النيران سوى بعد ان اعتلت السنتها
لخارج باب المنزل
وكانت الصدمة الثانية
فى حياة عابد صاحب العشرة اعوام
عندما شاهد النيران تخرج من كل نوافذ المنزل
وتلتهم منه الاخضر واليابس
ولا يجد اثر لوالدته
فتأكد حينها انه خسر حياته بأكملها
عابد ينظر لقبر ابيه.ماما جاتلك يا بابا
جاتلك وسابتنى لواحدى
انا خلاص بقيت لواحدى من غيركم
ظل عابد ثابت مكانه
لا يعلم ما الذى يجب عليه فعله
حتى الهاتف هو لم يستطيع ايجاده وسط السنة النيران المشتعلة
ولكن مش سرعة انتشار النيران وعلوها
لفتت انتباه بعض سكان المدينة الذين لاحظوا ارتفاع ادخنة وغبار اسود
يدل على وجود حريق
وهم من قاموا بأبلاغ الشرطة
وسرعان م اتجهت الشرطة فى طريق تلك الادخنة
حتى وصلوا الى ذلك البيت
ليصدموا فذلك البيت هو نفسه صاحب الحادثة المشؤومة التى لم يمر على حدوثها شهر بالتمام
ياترى ماذا حدث بداخل هذا المنزل المنكوب
ومثلما حدث فى المرة السابقة
انتشر رجال المطافى فى ارجاء الحديقة
يبذلوا قصارى جهدهم فى اطفاء النيران
ويلتف حول عابد الصامت
التى تحجرت فى عيناه الدموع
يحاولون ان يخرجوا منه بأى معلومة
ولكن هو صامت
الظابط.عابد
ايه اللى حصل
ازاى النار دى مسكت فى البيت كله بالشكل ده
وهل فيه حد جوة البيت ولا لاء
عابد عيناه على المنزل ويلتزم الصمت
الظابط.عابد انا مقدر الصدمة اللى انت فيها
لكن لازم ترد عليا
علشان لو فيه حد جوة
نحاول نوصله
ولو نقدر نقدمله اى مساعدة
قبل ما يفوت الوقت
عابد بثبات.اتأخر فعلا الوقت
حتى لو فيه حد جوة
مستحيل تلاقى اثر له
النار والعة من اكتر من ساعة
واللى كانت جوة البيت امي
وحتى مسمعتش صوت استغاثة
اكيد فات الوقت فعلا
الظابط بحزن.مش عارف اقولك ايه
انا عارف ان صدمتك كبيرة
واحنا اول ما جالنا البلاغ خرجنا فورا
متأخرناش ابدا عن الاستجابة
لكن معندناش علم ان الحريقة كانت من وقت طويل
عابد بثبات رجل كبير.ده اللى مكتوب حضرتك
كله نصيب وقدر
وهى دى ارادة ربنا
احنا مالناش حاجة فى نفسنا
الظابط متعجب.انت فعلا قوي يا عابد
ان انت تكون بالثبات والقدرة دى فى الوقت ده
دى فعلا منتهى القوة
مش عارف انا لو مكانك فى الموقف ده رد فعلي وتصرفى كان هيبقى عامل ازاى
لكن اكيد مش هقدر اكون فى ثباتك وقوتك دى
عابد وعيناه متعلقة بأدخنة النيران.
قوة
ثبات
انا يا فندم
حضرتك عندك حق
انا فعلا قوى
وجدا
بس اتمنى ان من جوايا اكون بنفس القوة اللى حضرتك بتتكلم عنها
الظابط بأعجاب.مش متخيل ان طفل فى سنك يتكلم بالاسلوب ده
ولا يكون واعى بالشكل اللى انت بتتكلم بيه ده
عابد بأنكسار.خلاص مبقيتش طفل من اللحظة دى
خلاص من النهاردة بقيت فى السن اللى يسمح لحضرتك
انك تبعتنى على اى دار للمسنين
صدقنى يافندم
انا من جوايا حاسس انى عندى تسعين سنة
الظابط بحزن.الصدمة كبيرة عليك فعلا
لكن انت لسه صغير يا عابد
هتقدر مع الزمن تتعايش مع اللى حصل
حتى لو مستحيل يتنسى
لكن مع الوقت
هتلاقى الدنيا بتمشى
وهتلاقى نفسك بتكمل حياتك وبتعيش كل لحظة فيها
وبتنجح وتقع وتقوم تانى
وتعمل عيلة
ويبقى اللى حصل ده من الماضى
عابد ينظر على المنزل الذى تم اطفاء نيرانه
ويراقب دخول رجال الاطفاء للمنزل
وهو منتظر على امل خروج والدته معهم
ولكن كانت مجرد امنية صعبة المنال
الظابط.لازم تيجي معانا دلوقتى يا عابد
مش هينفع تستنى فى البيت ده
عابد بحزن.هو خلاص كده
مفيش اى حد هيطلع من جوة البيت
الظابط.لو فيه حد كان طلع
عابد.ولا حتى اثر للجثة
الظابط بحزن.اكيد الرفات لو موجودة ويقدروا انهم يجمعوها
هتتجمع وتتدفن
عابد.ارجوك يا فندم لو سمحت
لو فعلا فيه حاجة تستاهل الدفن
يبقى خلينا ندفنها هنا جنب بابا
بلاش تبعد عنهم
لأنها عمرها ما بعدت عنه
ولا انا هقدر ابقى بين الاتنين
لكن وجودهم مع بعض هيساعدنى انى اكون جنبهم
الظابط.جنبهم فين يا عابد
انت مش هينفع تفضل هنا لواحدك
عابد.انا مش بخاف حضرتك
وبعرف اعتمد على نفسى
متقلقش عليا
الظابط.مش فكرة قلق وبس يا عابد
لكن انت لسه سنك صغير
القانون مش هيسمحلك فى السن ده انك تكون مسؤل عن نفسك
لازم تكون تحت رعاية الدولة
عن طريق الاماكن المختصة
عابد.مش فاهم قصد حضرتك ايه
الظابط.يعنى انت لازم تكون فى دار رعاية لحد ما تكمل السن القانونى
عابد بذهول.انا اروح دار رعاية
لاء ده مستحيل