الفصل الرابع عشر

بعد ساعات منتصف الليل كانت بسمة تخبئ رأسها في ملجئها الذي يزيدها تماسكاً و قوه صدر آلمها وأملها حسام ،
"حسام حبيبي"
"ياوتين حسام قولي؟"
"الوتين:-شريان متصل بالقلب اذا أنقطع أنقطعت حياه الأنسان" 
رفعت رأسها ونظرت أليه ، "كيف تفكر بأن يلمسني أحد غيرك هذا مستحيل ، جسدي يأبى لمسات غيرك!"
"بسمة توقفي لاتفسدي كل شيء الأن ، لنترك كل شيء خلفنا ونبدأ من الأن من هذا الليله التي ستنحفر بذاكرتنا للأبد ، أصبحنا واحدا الأن ، فكري بنا نحن فقط "حسام بسمة " لا يفصلنا حتى الواو ، "
"هل أنت مجنون ياملاكي أنا بكل دقيقه بكل ثانيه عقلي المجنون يفكر بك ، " 

"حقآ مدام حسام!؟" 
"اوه ، منذ متى أصبحت مدام السيد حسام!"
"من النظره الأولى ، نعم منذ تلك اللحظه التي ألتقت عيني بعينك اصبحتي هكذا! ستكونين زوجتي و قريبا جدا سأحتضنك بقلبي قبل يدي ، ستصبحين مدامتي عن قريب ، سأنام على أنفاسك و أستيقظ على لمساتك ، وقتها لن أطلب من الدنيا شيئآ فاأنا أأمن اني أخذت نصيبي من الفرح حين عرفتك ، "

رفعت رأسها و طبعت قبله على خده ، "سأكون فخوره جدا و انا مدام السينيور أيبليكجي ، سأعشقك فوق العشق عشقآ و فوق الحب أضعافا ، نعم أصبحت كامله الأن" 

حل صباح مليء بالحب مع نسمات هواء بارده صباح هادئ احتاجته بسمة و كذلك حسام منذ وقت ، دخلت نسمات الهواء الخفيفه من شرفة حسام و تبدأ خصلات شعر بسمة تتطاير بالهواء و تتبعثر باغواء على وجهه حبيبها و ملاذها الأوحد حسام ،
فتحت بسمة عينها مع ابتسامه زينت وجهها لتزيده جمالآ فوق جمالها الاخاذ ،
رفعت رأسها و نظرت لحسام نظرات كلها حب و أتمتنان للقدر الذي جمعها مع نصفها الذي أكملها الأن ،
طبعت قبلات متناثره على وجهه
"صباح الخير ملاكي "
"صباح الخير أملي" لتطبع أخرى 

"صباح حسام الذي زاد صباحي جمالآ ، "
"أستيقظ يا كسول يجب أن نذهب ، "
ليتمتم حسام بنبره ناعسه بالكاد تسمع
"لاأريد انا متعب" 

ضحكت و هي تقول "وأنا متعبه أيضا يا سيد قلبي لكن ماذا نفعل يجب ان نذهب للجامعه"
سحبها حسام ليشدها أكثر ويخبئها داخل أحضانه 
"لاأريد الخروج لأي مكان ماذا نفعل حيال هذا بسمتي ؟اريد أن اقضي اليوم معك لن أفسده بخروجي ابدا ، هل أطلب شيئآ كثيرا؟"
"حسام لا تفعل أنهض لنذهب ، "
بدأ حسام بمشاكستها بلمسات خبير محترف ، و هي تضحك بشدة ، بعد ساعات الظهر كانت بسمة تنام بشكل طفولي و خصلات شعرها تتناثر على بياض بشرتها لتصبح كـ ملاك على هيئه بشر ،

نهض حسام و أستدار لجهتها ،
"مصيبتي ماذا حدث؟ قومي ياكسوله ، "
لم تجيب كانت تغط بنوم عميق ،  
اقترب و هو يتحسس رأسها البارز من اللحاف ،
"ملاكي النائم هيا أستيقظي ، "
لتهمس بنبره محمله بالنعاس
"أبتعد عني سأضربك والله دعني أنام و لو قليل عديم الرحمه ، "
ضحك حسام و هو يقول;- "انا عديم الرحمه! من قال لك ان تكوني بهذا الجمال انها مشكلتك! هيا انهضي و بدأ يسحبها من يدها لكنها لا تنهض"

بعد يأسه ،
قام و نزل للأسفل ،
احضر لها صينيه فطور شهيه جدا مع كأس من العصير وبعض الزهور الحمراء ، صعد ليجد بسمة لا تزال نائمه ،  
"انظر يالله لا تزال نائمه ماذا افعل بها ، بسمة حبييتي هل سنقضي اليوم كله و أنتي نائمه كنت أفكر بأشياء اخرى ، لكني سأنفذ خططي حتمآ ، هيا انهضي لتتناولي الطعام ،  
نهضت بسمة بصعوبه و هي تتذمر واضعه يدها على عينها ،
بدأ حسام يطعمها ، و هو يضحك على حالتها كانت تغفي بين لقمه و أخرى ليعود حسام و يفيقها ،
أكملت الطعام و عادت لتنام ،  
استلقى حسام بجانبها ، "لا يعقل بسمة ستفسدين اليوم كله بنومك هذا! كم تحبين النوم هيا أنهضي وأستحمي لتعودي لنشاطك ، "

"لا أريد"
"بسمة قلت أنهضي ، "
"حسنا حسنا سأنهض" قامت بتذمر
و هي تجذب نفسها من دفء فراشها ، ثم توقفت وأستدارت لحسام الذي يتكئ على السرير واضعا احدى يديه خلف رأسه، فرمقته بريبة قاىلة:
"حسام اتركني أنهض و لا تشاكس كعادتك"
حسام بأبتسامه خبيثه;- "لن أتركك ، سأذهب معك"
"حسام!"
نهض وحملها بين يديه: "حسام ني؟ قلت لن تذهبي من دوني؟"
دخل بها و هي تصرخ به و تضربه على صدره "انزلني انزلني ، " 

بعد ساعه خرجت بسمة و هي ترتدي ملابس جذابة تخطف الانظار و شعرها النادي مثل زهور الربيع يتناثر على وجهها ليخرج حسام خلفها ،
"لم تدعني براحتي !"
اقترب و هو يحتضن خصرها بيديه ،
" لكن هذا المره الأولى التي اخذ بها راحتي جيد ، ."

"حسنا ماذا سنفعل الأن؟"
"ماذا تريدين؟"
"سلطه فواكه!"
"حسنا لننزل و احضرها لك ، "
"هااير أنا سأقوم بتحضريها و انت ستطعمني ، "
"حسنا يامصيبتي هياا"
أبتسمت بوجهه ونزلت ،
أرتدى حسام بجامه منزليه ، ونزل ليجد بسمة في المطبخ و قد أخرجت جميع الفاكهه من الثلاجه وتناثرت على الطاوله و هي ترفع شعرها بالمكبس للاعلى لتظهر رقبتها التي تتساقط عليها قطرات الماء ،
اقترب و أحتضنها لتشهق مبتسمه "حسام !" و هو يقبل رقبتها

"وتين حسام "
"ماذا تحضر لي بلائي الجميل"
"الأ ترى حسام أساسا قلت لك"
"ماذا افعل انا لاأرى سوى بسمة "
ألتفت اليه لتضع حبه فريز في فمه ،
"هيا تعالي لنجلس"
أخذت بسمة صحن الفواكه و اقتربت من حسام لتجلس. 
سحبها لتسقط بين حجره. 
"هكذا أفضل لنطعم صغيرتي ، " 
اخذ يطعمها و هو يتحسس وجهها وينظر لعينيها بعمق وهي تشع جمالآ ولمعانآ 
"حسام لنتعارف!"
"بسمة ماذا تقولين؟ 
"يعني سأسألك و انت تجيب حسنا؟" 
"حسنا أسالي"
"ماذا تحب؟"
-"بسمة "
"ماذا تعشق؟"
-"عينا بسمة و من غيرهما"! 
"ماذا تكره؟"
-"كل ثانيه وانا بعيد عنك وعن عينيك"
"حسنا ما هو أسوء موقف حصل معك و لم تنساه؟"
ـ"عندما تركتك يوم خطبتنا كنت اطير فرحآ لأتحطم بثانيه هذا أسوء شيء أبعدوني عن وطني رغم عني ، لكن مهما حدث لابد بأني سأعود يوما ، وعدت"

"حسنا كم مره أحببت؟"
-"أوه بسمة لاأتذكر ، لكن "رفع أصابعه وبدأ يعدد ، نوران و نرمين في السنه الأولى و هناك توجد ناتالي و ، ."
لتصرخ بسمة به "معقول ، و انا ماذا ؟ بدأت دموعها تتساقط ،
و انا كنت اقول حسام يحبني انا فقط اتضح انه هناك فريق غيري ، "
ضحك حسام و هو يضمها لصدره ، "مجنونه أقسم ، أنت كل شيء ، أنت الأول و الأخير أنتي البدايه و النهايه ، انتي بأختصار "أجمل أقداري "
مسحت دموعها و رفعت رأسها
"لأكمل ، كيف كنت تعيش حياتك قبلي؟" 

-"كنت أعيش مع أمي و أبي هنا كان لدي ثلاث اخوان ، نيڤين الكبيره تعرفتي عليها ، ولدي اخوان تؤم "مراد وميلا" ، كنت اعشق ميلا اختي الصغيره حسام ها لم يتجاوز 6 سنوات كانت مشاغبه كثيرا ، لكني فقدتها بسبب مشكله حدثت بين أبي وأمي بسبب دخول شخص ثالث بينهما ، و تشاجرا سمعتهم و خرجت مسرعه من البيت تبكي لنخرج بعد ساعات و نراها مرميه على الأرض و دمائها تغطي جسدها الصغير ، و تخفي صفار خصلات شعرها بلونها المرعب ، عندها أيقنت ان الأنسان لايموت مره واحده ، ستعيشين في هذه الدنيا و تواجهين أشياء تجعلك تموتين أكثر من مره ، موت أخ خذلان صديق رحيل أب أو أم هذه ستكون كفيله بأن تجعلك تموتين و أنت على قيد الحياه ، لكننا مجبرين على مجارات الدنيا نتصنع القوه لكي لاتفترسنا بأنيابها الحاده ، نتحمل ونتركها للوقت ، الوقت هو الوحيد الذي يضمد جراحنا ، نحاول جاهدين أن ننسى ستختفي نعم لكنها ستبقى مدفونه في قلوبنا بشكل وجع غافي ربما يأتي يوم و تهب عليك رياح لتجعل تلك الجراح تنزف من جديد ، لكني ندمت لأني لم أأخذ بحقها ، اخذت أمي أختي و أخي و سافروا خارج البلاد و انا أضطررت على البقاء هنا بسبب جامعتيـ ، ."

لم يكمل عندما سمع شهقات بسمة ألتفت ليراها تغرق بدموعها و تهمس بصوت طفولي ،  
"هل أشتقت لها؟"
"كيف لا أشتاق كانت قطعه مني تنام بجانبي كل الوقت رحلت من عالمي نعم لكنها ستبقى داخلي أبدا ، "
مسح دموعها و هو يرمق عينها بنظرات أختلطت بالحب والحزن ،
"اخذها مني الله ليرزقني بطفله أعند منها ، حتى كانت تشبه عيونك كثيرا ، رزقني بك ، انت نعمه سقطت علي لتعوضيني عن كل شيء ، "

ضمته بقوه أليها:- "سأعوضك عن كل شيء سأكون لك أم وأخت و صديقه ، سأحتضنك كـ أمك و أشاغبك كـ أختك و اكون ملاذ أسرارك كـ صديقتك لا تقلق بسمة معك يا قدري الجميل

تظلمنـا الدنيا أحيانا ، و أحيانا كثيره ، ترمينا وسط عتمه دامسه غارقين بهمومنا و أخطائنا ، نجري باحثين عن أي طيف ضوء ليقودنا للخروج ، نيأس ونجلس لتحاوطنا همومنا المطعمه بخيبه من كل جهه ، و فجأه ومن دون مقدمات ترفع رأسك لتجد شخص أمامك يشع نورآ وسط تلك الظلمه يمد يديه لك ، مع أبتسامه تزين وجهه وكأنه يخبرك ، "ها أنا جئت خذ بيدي لنخرج من هنا ، ." نعم أنها المعجزات ، فـ مهما تعذبنا وأنكسرنا وفقدنا ، هناك شخص مخصص لنا في هذه الدنيا ، سيأتي في الوقت المناسب ليحط على حياتنا ويغيرها ، سيشد على أيدينا ، و يخرجنا من تلك الوحده التي روضنا قلوبنا عليها ، سيكون مرهمآ لجراحنا ، سيفرح لفرحنا ، ويتقطع المآ لحزننا ، يصحح أخطائنا ويقف بوجه همومنا ، لذلك عليكم الأيمان بالمعجزات هذا ماحدث معي جائت معجزتي لتخرجني من العتمه و الفقدان الذين اعيش بهما ، ستخرجني لحياه مشرقه كـ أبتسامتها ، نقيه كـ نقاء قلبها ، لهذا لاتيأسوا ، "بسمة "

أحتضنت بسمة يد حسام و قبلت باطنها بكل حب ، و هي تنظر لعينيه التي أختلط بياضها بأحمرار "لاتخف سأحميك ، و أأخذ هذا الوجع و عنك بعيدا سأرميه ، سأقف بوجهه كل حزن يباغت قلبك ، عيناك هاتين لن تخلق لتحزن ، خلقت لتعشق ، لن أجعلمها تذرفان دمعه و أن ذرفت فستكون لفرحه ، من الأن سنقتسم كل شيء ايآ كان حزنآ فرحآ وجعآ ألما ، سنتغلب على كل شيء سويآ ، سنضحك سويآ و نبكي سويآ ، " تحسست عينيه و أكملت ، "سنبدل هذه الأحزان الى افراحآ و اعياد أعدك يا نبض دفنتك ، "

كان حسام غارقآ بكلماتها التي اصبحت كالبلسم تغلف جراحه ، امسك بوجهها و همس بنبره أمتنان "كم انا محظوظ يالله ، وجدت جميع نسائي بك ، أعلم بكل وعودك سـ تفين ، لن أخطأ ابدا عندما أسميتك "وتين" كوني بقربي دائما فأنا بدونك لا أكون ، لنبدأ يابسمة حياه جديده أنت و انا فقط ، لن نحتاج احد ، فأنا وجدت بك أمي وأختي وانا سأكون لك أبآ يحميك من كل الهموم ، لنكون عالمآ لنا ، يجمعنا سقف واحد وبيت صغير ، هذه أقصى طموحاتي لو تعلمين ، عديني بأنك لا تتركيني مهما حدث"

شدت على يديه بقوه كانت كافيه لأخبار حسام أنها لن تتخلى "هل يترك الأنسان ملجئ يحميه بعد ضياع ؟ سنعيش حسام نحن نستحق سنترك كل شيء و نبدأ من جديد يكفي الآلم الذي عشناه و نحن بعيدين عن بعضنا ، يكفي حزن الأن جاء دور الفرح ، هيا أنهض معي"
"الى أين؟" 
"أنهض" مسكت يديه وأتجهت الى المطبخ
"سنبدأ من هنا!"
"ماذا؟"
"سأغير كل شيء انا سيده هذا البيت لا تعترض ،
مثلا هذه الطاوله ، " و أتجهت نحوها لتجلس فوقها
سنغيرها لان لونها كئيب 
أقترب منها حسام واضعآ يديه على جانبي الطاوله ليحاوطها ، و هو يرمقها بنظره خبيثه ، "حسنا يا سيدتي سنغيرها لكن الأن دعيني أأخذ شيء " أقترب لبسمة و هي تحذره بشدة مضحكة: لا تفعل حسام سـ يتشوش عقلي يجب أن أكمل كل شيء"
 
حسام ضاحكآ:-"حسنا لنكمل" 
نزلت و بدأت تتجول في المنزل ، "حسام ما هذه الغرفه؟ لماذا مغلقه؟"
"أتركيها بسمة ، "
"حسام قلنا سنبدأ من جديد هيا أخبرني!"
"هذه غرفه أختي ميلا أتركيها ، "
"حسنا سأتركها تعال نذهب لغرفه الأستقبال ، "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي