الفصل التاسع

واقف من بعيد اراقب عربيات الاسعاف وهي رايحة جاية وعمالة تنقل صحابي. الكل عمال يسأل ايه اللي حصل بالظبط . ازاي حوالي تلاتين شاب يتقفل عليهم باب القاعة. وفي خلال نص ساعة يصابوا كلهم بحالة عجيبة اشبه بالجنون. او الصرع. الاصابات كانت كتير وفيه منهم اللي في حالة خطر جدا. وفي وسط الزحمة دي كلها رجعت بالذاكره لورا. ايوا خليني افكركم. انا ادم الموضوع بدأ لما والدي نزل اجازته الشهرية من الشغل. ولما رجع كان معه طفل صغير. اول مرة اشوفه وعرفت منه ان ده ادم ابن عمي. ابن عمي اللي مات من مدة بسيطة وما فيش حد يرعاه غيرنا. لان والدته كمان متوفاه. بصراحة كنت حاسس بنوع من ناحية وحيد وخصوصا انه اصبح يتيم الاب وهو اصلا يتيم الام.ومع مرور الايام حياتي اتقلبت مية وتمانين درجة. اتقلبت حرفيا لجحيم زي ما بيقولوا. شيء شيطاني دخل البيت مع دخول وحيد. بعد مدة اضطريت اني اخد وحيد معايا لمعسكر فريق الجوالة اللي انا عضو فيه. والامور اتطورت بسرعة وبد يظهر شيء مرعب يسيطر على كل افراد الكشافة. انفجرت الاحداس اكتر وعشنا كلنا ليالي مرعبة طويلة. انتهت بان كل شاب في المعسكر مرمي على الارض ما حدش منهم بيتحرك خالص والدم مغرق كل المكان في وسط كل اللي بيحصل حاولت ادور على وحيد لكنه مختفي بلا اثر. وبيظهر مكانه مخلوق مشوه مزيج من ملامح البشر والشياطين. ولما اتكلم اكتشفت ان صوته هو نفس صوت وحيد. فضلت ازحف على الارض ناحية الباب رغم اني بيني وبين الباب مسافة عن عشرة متر لكني حسيت انها مئات الامتار. كل ما كنت بزحف كنت بسمع صراخ الشيء المرعب. كان يقدر يلحقني بسهولة لكنه كان واقف مكانه بدون سبب كانه بيستمتع برؤيتي وانا بزحف ومرعوب وخايف. قدرت اوصل للباب في النهاية لكن قبل ما المسه فوجئت بيه يتفتح وبيدخل ناس كتير علشان تبدأ عملية الانقاز. جت الاسعاف والشرطة وانا ما كنش عندي اي تفسير او حاجة اقدر اقولها. كل اللي قلته لهم ان فجأة الكل اصيب بحالة من الجنون. اقدر اقول ان ما فيش حد نيجي من اللي حصل غيري وغير وحيد. وحيد اللي لقيته ظهر فجأة ما عرفش جه منين وواقف جنب مني ومالمحه باردة ولا كأن في حاجة حصلت. على بداية طلوع النهار اخدت وحيد ورجعنا البيت بعد ما نبهت عليه انه ما يجيبش سيرة لاي حد عن اللي حصل. رد علي وقال لي ما تقلقش انا هعرف اصرف اموري كويس. الدور عليك انت يا ابن عمي بقى. لما رجعنا اتجنبت ان انا اتكلم معه. او احكي حتى معي في اللي حصل مرة تانية. هو كمان كان طول الوقت ساكت وسرحان كانه في عالم تاني اول لما وصلنا البيت لقيته دخل اوضته بمنتهى الهدوء وقفل على نفسه ما بقاش يخرج منها غير وقت الاكل بس. ولما والدتي كانت بتحاول تدخل عشان ترتب الاوضة كان بيرفض ويقول لها بحزم شديد مش عاوز حد يدخل الاوضة دي غيري انا من فضلك. والدتي ما كانتش بترضى تزعله لانه طفل. وكانت بتسيبه براحته لكن بمرور الوقت انا بقى عندي فضول غير طبيعي ان انا اعرف ايه اللي بيحصل في الاوضة دي ومش عاوز حد يعرفه. كان الوقت الوحيد اللي بيفتح فيه الباب لما كان بيخرج علشان ياكل او يدخل الحمام. والغريب انه طول ما هو موجود في البيت كان بيعمل اي حاجة علشان يمنعنا من من دخول الاوضة. زي ما يكون عنده حساسية في الموضوع مش مهم هو فين في البيت مهما كان المكان اللي هو موجود فيه كان بيحس لو حد قرب من الاوضة وييجي يجري. لحد ما في مرة كان في الحمام وحاولت افتح باب الاوضة وادخل فوجئت به واقف ورايا مبلول ولافف على نفسه فوطة وبيقول لي رايح فين يا ادم يا ابن عمي؟ انا كنت جاي اقعد معاك شوية اشوف ازا كنت محتاج حاجة ولا لأ دخل وشكرني وقفل الباب على نفسه اتكلمت مع والدتي عن اللي وحيد بيعمله قالتلي ان بابا قالها ان ادم طفل انطوائي ومن النوع اللي بيحب يفضل قافل على نفسه بس اكيد بمرور الوقت هياخد علينا وهيغير طباعه وما تنساش ان موت والده ومأثر عليه جدا. يا ماما انا مقدر كل ده بس آآ معلش يا حبيبي استحمل شوية هو ما عملش حاجة تخليك تبقى متضايق منه بالشكل ده. انا شايفاه طفل هادي ووديها وساكت مش شقي. ما هو انت يا ماما ما شفتيش اللي انا شفته. طيب يا حبيبي شفت ايه؟ احكي لي فهمني. بعدين يا ماما بعدين. براحتك يا حبيبي. على العموم وحيد ده ابن عمك واخوك وامانة عندنا. اوعى تنسى الكلام ده ابدا وتنسى وصية ابوك. كان لازم اشيل وحيد من دماغي وبلاش افكر فيه. بس الفضول للاسف اقوى مني. مرور وقت ما قدرتش امنع نفسي فقررت اعمل حركة جريئة. رحت. لوحيد واحنا قاعدين على سفرة الاكل. وحيد انت قافل ليه على نفسك؟ بص لي بصة. مخيفة جدا. وردوا كان رد غير متوقع. علشان مصلحتك. وصدقني اخر حاجة نفسك تعملها انك ممكن تدخل الاوضة عندي بالليل. ليه يعني ايه اللي هيحصل لو عملت كده يعني؟ اسمع كلامي يا ابن عمي. خلينا بس اقول لك انهم بيقولوا الجهل نعمة نعمة كبيرة. انت شايف كده يعني؟ ما حاولتش اتكلم معه تاني. الموضوع واضح وبسيط ومش محتاج زكاء يعني. سر مرعب مخيف جوة الاوضة مرتبط به.

بعد كم يوم عرفت ان عيد ميلاده قرب وكانت ماما مقررة تعمل له حفلة عيد ميلاد في البيت وتشتري له هدية كويسة. يوم عيد ميلاده وماما خرجت واخدته معها وقالت لي هشتري لك طقم جديد هدية لك. كان رافض جدا. ولكن تحت الحاح وتصميم ماما ومكالمة من بابا. خرج. مجرد ما خرجوا كان وقتي. ايوا وقتي. وقتي ان انا ادخل الاوضة. انا مش ناوي اطول جوة بس عايز عليها جوة واشوف هو مخبي ايه وبيعمل ايه جوة. وقفت قدام باب اوضة وحيد اتفاجئت انه معلق ورقة على الباب وكاتب فيها ممنوع الدخول يا ابن عمي. مسكت مقبض الباب وانا حاسس بتوتر وخوف وبصيت حواليا لا اراديا انه يظهر فجأة انا فتحت الباب وزقيته دخلت الاوضة وقفلت الباب ورايا الحقيقة ما فيش حاجة غريبة تلفت الانتباه. الحيطان البيضة السرير متغطي وفوق منه بطانية صغيرة متكومة وجنب منها لعب اطفال عادية يعني. خبط الحقيقة كنت يعني متهيأ لي ان انا الاقي حاجة غم سر مشيت ناحية سرير وحيد. وانا ماشي حسيت بحاجة متكومة من تحت رجلك. وطيت على الارض شلت جزء من السجادة اللي كان تحتها الحاجة دي. لقيت تحتها كمية رماد اسود كتير قوي. كأن وحيد بيجمع الرماد ويخبيه تحت السجادة. ست رميات كان ناعم وريحته غريبة. ده نفس الرماد اللي ظهر في المعسكر. اخدت منهم شوية وحطيتهم معي. وقمت بعد لما رجعت السجادة مكانها. الحقيقة ما فيش حاجة تانية لقيتها. بصيت بصة اخيرة على المكان علشان اخرج. لكني سمعت حد بينادي علي باسمي. الاوضة كانت فاضية. وما فيش اي حد فيها. لكن بلفة التانية لقيت وحيد قدامي. ملامحه مختلفة شكله مرعب عينيه مشقوقة بطول. جسمه متوسخ وعليه الرماد الاسود ده بكميات كبيرة. اجزاء من وشه متقطعة والدم نازل منها. والنظرات اللي على وشه كلها غض ما لوش ماثيل. وهو بيقول لي. (ماسمعتش كلام وحيد لية !!!) .هو..هو انت مش وحيد؟ قرب مني بخطواتك بطيقة و تقيلة. كل ما كان بيقرب كانت رجله بتسيب اثر على الارض. الاثر ده عبارة عن رماد اسود كتير عمال ينزل من جبينه و من شعر دماغه. قرب مني مش قادرة اتحرك الخوف مجمدني وشالل حركتي حط ايديه ايديه على رقبتي ايده كانت باردة جدا خنق فيا بقبضة زي الحديد. سمعت صرخات. صرخات معرفش مصدرها وضلمة بدأت تظهر في سقف الاوضة كأن السحابة السودة بتتجسد بحاول اشيل ايدو لكن قوتو رهيبة كنت كل ما تقاوم اكتر كان ايدو بتخنقني اكتر والهوا بيتمنع عني لحد ما وقعت على الارض بضعف وهو بيخنق فيا وبيعصر في رقبتي باب الاوضة اتفتح كان وحيد واقف عالباب بيبصلي غضب بس ملامحه كانت ملامح الطفل وحيد العادية. ومعايا جوة النسخة التانية الشيطانية. اتنين موجودين في نفس اللحظة منه. واحد بملامح شيطانية والتاني بملامح عادية. هي دي اخر حاجة الحقيقة انا فاكر ان انا شفتها. لما فقت لقيت نفسي في اوضتي ونايم على سريري بدأت اكح بعنف واخد نفسي ومسكت رقبتي اللي كانت بتوجعني جدا لسه حاسس بالالم والكدمات حوالين رقبتي مكان الخنقة اما امي ووحيد فكانوا قاعدين على طرف السرير ووحيد بيبص لي بصة بمنتهى البرود. قالت لي حمد الله على السلامة. احنا رجعنا من برة لقيناك مرمي جوة اوضة وحيد ومغمى عليك. خير ايه اللي حصل؟ ما حصلش حاجة يا ماما. انا مش فاكر. يعني ايه مش فاكر؟ ايوا يا ماما مش فاكر. لو سمحت انا تعبان. ارجوكم سيبوني استريح دلوقتي. ماما اتضايقت من طريقة كلامي وردي عليها وخرجت قام وحيد فضل يبص لي نفس البصة الباردة وقرب مني ووقف جنب راسي وقال لي. منا حظرتك وقولتلك لو دخلت الاوضة مش هيحصلك كويس شفت بقا حصلك اية . هو ايه اللي عندك في الاوضة ده يا وحيد قام وقف ومشي ناحية باب الاوضة وقبل ما يخرج من الاوضة بص لي وقال احمد ربنا يا ابن عمي ان انا لحقتك انا انقزتك كتير على فكرة ومش هفضل انقزك على طول. دقيقة واحدة تأخير وكنت هتحصل ابويا قال الكلام الغامض اللي مش مفهوم ده وخرج وقفل الباب وراه. وانا مش فاهم اي حاجة. افتكرت الرماد اللي اخدته من الاوضة. رماد زي ما هو كمية رماد ناعم اسود. حطيته على كف ايدي لاحظت انه بدأ يتحول لحاجة اشبه بالمادة اللزجة الزيتية وريحتها وحشة قوي. بدأت احس ان جلد ايدي بيتحرق. جريت مسحت ايدي بسرعة. لكن لكن المادة اللزجة كانت بتتوغل بين صوابعي وبتزحف كانها دود كأنها دود صغير لونه اسود. فضلت اخبط كف ايدي في في السرير وفي الارض. ايدي اتعورت ونزفت ودم ايدي اختلط بالمادة اللزجة السودة اللي حسيت انها زي ما تكون بتتكاسر. جريت على الحمام وانا باصرخ. شفت امي بتجري ورايا. فتحت حنفية المية وبدأت اغسل ايده. الماية الحقيقة كان لها السحر. بدأت تمحي المادة وتحولها لبخار لونه اخضر. نشفت ايدي بس باقي فيها اثار جروح. بدأت الف ايدي بقطنة وشاش لما طهرتها بالمرهم الطبي وقلت لامي اي كلام ورجعت الاوضة وقفلت علي الباب. بعد اليوم ده ساعات كتير بقيت اصحى من نومي مش قادر احرك عضلة في جسمي. وبشوف حد واقف يراقبني من على باب اوضته. خيال اسود مخيف.

بيراقبني بصمت بغمض عنيا واحاول اتنفس بالراحة لحد ما النوم يغلبني ولما بصحى الصبح وكل حاجة بترجع زي ما كانت. الخيال خيال وحيد. مع اني بشوفه جوة وانا قافل على نفسي بالمفتاح. كمان بلاقي رماد اسود كتير على الارض. رماد في كل مكان في الاوضة في الصالة في البلكونة. ماما نفسها بدأت تهرب وتقول البيت بدأ يتملي تراب اسود وانا بنضف. ومهما كنا نشيله كان بيرجع تاني. لحد ما في يوم صحيت من النوم وانا حاسس بتعب وتكسير في جسمي. وبرضو لمحت الخال الاسود موجود. كان اطول وما كانش ثابت. كان كل مرة بيبقى ثابت ومش بيتحرك لكن لاول مرة لقيته بيتحرك. خرج من اوضتي وقف قدام الباب يراقبني شوية قبل ما يتحرك ناحية الصالة. راح هناك واختفى. كل ده في وانا في مكاني مشلول من الحركة بعد شوية رجع وقف على باب اوضتي وبعد دقايق من الوقوف بثبات بدأ يتحرك ناحيتي ببطء. من الخوف الشديد كانت دقات قلبي اشبه بقرع القبول. بدأت اشم ريحة غريبة في الاوضة مع كل خطوة كان بيقربها مني. ريحة زي ريحة الدخان والفحم. بدا يتقدم لحد ما بقى قدامي مباشرة هو الشكل شكل وحيد بس مشوهة وعلى وشه كانت اكتر واكبر ابتسامة مرعبة ممكن حد يتخيلها تطلع من طفل مخيف عينيه سودا تماما ما فيهاش اي لون ابيض جسمه شاحب اصفر عضم جسمه نافع من تحت الجلد زي ما بيقولوا كده كانه جلد على. عضم وبيضحك. كان فاتح بوقه بيضحك لكن صوت الضحك كان جاي من كل حتة حواليا مش من بقه بس. فضل يتقدم لحد ما بقى قدامي مباشرة هو الشكل شكل وحيد بس الملامح مشوهة وعلى وشه كانت اكتر واكبر ابتسامة مرعبة ممكن حد يتخيلها تطلع من طفل. مخيف عنيه سودا تماما ما فيهاش اي لون ابيض حد يصدق ان ده طفل عنده عشر سنين وبيعمل كل ده بدأ يمشي بضهره كأنه مشهد سينمائي بيتعاد بالمقلوب لورا كان بيرجع بخطواته لورا ويمشي بضهره وعينيه سابتة عليا ابتسامته المخيفة سابتة على وشه النظرة الشريرة اللي في عينيه ما بتتغيرش. بدأ يخرج بضهره بخطوات الية لحد ما خرج ووقف وسط الضلمة وقال لي يا ادم. احظ ر. تاني يوم وصلتني رسالة على الموبايل من منصور صاحبي بيقول لي انه عايز يشوفني ضروري. منصور على فكرة من ضمن الموجودين يوم المعسكر واخر حاجة اعرفها عنه انه محبوس في المستشفى بيتعالج من اللي حصل له. على اخر النهار كنت في طريقي للمستشفى اللي هو فيها سألت على الاوضة اللي هو محبوس فيها لحد ما وصلت له. كان داخل اوضة عناية طبية عادية حجمها متوسط وريحة المطهرات قوية جدا فيها. قعدت جنبه وقلت له وانا بشجعه سلامتك يا بطل. انا سألت عنك الدكتور وقال لي كلها كم يوم يعني وهتخرج ان شاء الله وهتبقى كويس. وهترجع البيت باقول لك باقول لك. هو اللي قاطعني وقال لي باقول لك. نعم يا حبيبي. هو وحيد اخباره ايه؟ وحيد كويس. لكن خير انك بتسأل عنه يعني وانت في الحالة دي. بقول لك ايه؟ وحيد قريبك ده وراك كل اللي حصل في المعسكر وانت عارف كويس الكلام ده يا ادم. ها؟ ليه منصور بتقول كده؟ الموضوع كله بيبدأ بالليل لما الناس كلها بتبقى نايمة. ما بيبقاش صاحي غير الدكاترة او الممرضين اللي بيمروا من وقت للتاني علي وعلى غيري. لكن طول الليل الاوضة اللي انا محجوز فيها مقفولة علي وانا قاعد فيها لوحدي. فجأة بلاقي الحيطان بتتملي دم. بتتشقق ويخرج ما بين الشقوق سيول من الدم الاحمر بتملى المكان. وفي وسط الدم كان في جسم الصغير بيظهر. مش ببقى شايفه كويس. بيكون ظاهر على هيئة ضل اسود. بس ببقى سامع صوته وهو عمال ينادي علي باسمي ويقول لي مش هسيبك. صوت وحيد ابن عمك على فكرة. انا في الاول قلت تهيؤات والدوا و اللي حصل السبب كنت اصرخ لحد ما يجوا لي وبعد كده يلاقوا ما فيش حاجة. ويدوني مهدئات وادوية ويقولوا ان ده تأثير الصدمة اللي حصلت لي يوم المعسكر. في يوم قمت من النوم قلقان حسيت ان فيه حاجة غريبة بتحصل. لمحت بطرف عيني حركة فركن بعيد من الاوضة. دققت النظر لقيت وحيد ابن عمك واقف قدامي بالظبط وبيبص لي. ما كنتش شايف ملامحه كويس في الضلمة بس متأكد ان هو. الرعب شلني وما قدرتش اتحرك. كنت ثابت في مكاني حاولت اقاوم الخوف اللي كنت حاسس به لكن برضه الخوف بيزيد. كنت بترعش من الرعب. اما وحيد ابن عمك كان بيتحرك من ناحيتي جد وبيقرب. لحد ما ملامحه بقت واضحة وظهرت. ماتسالنيش دخل عندك ازاي انا ما اعرفش. لكن هو بس ملامحه كانت قالبة على ملامح ابليس. وفيه بشع عينيه سودا وشه شاحن جسمه ابيض مصفر وكان عريان. ايديه كانت طويلة ولها مخالب. حوالين وشه وصدره بقعة لونها احمر. فالوقت ده الحيطان رجعت تنزل دم من كل شبر فيها وانا فضلت اصرخ اصرخ حسيت بحاجة خفية مش شايفها بتخنقني صدري بدأ يوجعني من الضغط وجسمي اتملى عرق من الخوف والرعب الروية بدات تتهز قدامي ولساني كانة اتربط مش قادر انطق بحرف .

لحد مابقت كل حاجة سودة قدام عنيا وانا مش قادر اتنفس بعد شوية الدنية ضلمت وماعرفتش اية الحصل ؟الدكاترة بيقولو اني قلبي وقف شوية واني انا مت لمدة دقايق وبقيت في تعداد الموتي وتم تسجيل توقيت موتي كمان هما قالو كدة عايز اقولك ياادم . اني انا بقا لما كنت ميت ماشفتش بقا شريط طويل ولا النقف ال بيبقا في اخرة نور ولا حاجة من الحجات البنسمع عنها دي خالص الموضوع بالظبط ذي مايكون حد بيطفي مفتاح نور كده. ضغطة زرار وكل حاجة بتبقى هدوء وسكون وضلمة. الحقيقة انا كنت ميت يا ادم. وحيد جه بيقتلني. بس المعجزة قلبي رجع ينبض مرة تانية ورجعت اعيش. وحيد ابن عمك مش هيسيبني. هو قال لي كده. فجأة منصور جسمة خشب وبدأ يترعش ويتنفض ولسانه خرج لبرة وعينيه برقت ولقيت جهاز ضربات القلب صوته ارتفع وعمال يعمل اصوات وبعد كده عمل خط مستقيم على الشاشة وصوت زي جرس انزار فضل يضرب في المكان رجعت بضهري لورا دخل دكتور ومعه اتنين ممرضات وجريوا يحاولوا يعملوا له انعاش للقلب. كل حاجة بعد كده حسيت انها بتحصل بمنتهى السرعة. خرجت جري من المستشفى وانا مش عارف. هو ازاي ان منصور ممكن يكون مات؟ وهل ممكن يكون له حقوق؟ لما رجعت دخلت اوضتي وفضلت قاعد قافل ومش راضي اخرج علي الساعة 7 بليل سمعت صوت خبط خفيف علي باب الشقة روحت افتح لقيت بابا راجع من الشغل كان تعبان ومرهق وكان معه راجل كبير في السن لابس جلابية بني وليه دقن بيضا. وماسك في ايده سبحة كبيرة. ابويا اول ما شاف شكلي قال لي ما لك يا ادم فيك اية يابني ؟ حضنته. وعنيا مليانة دموع وكنت بترعش. حصل كتير. حصل كتير قوي وانت مش موجود. هو مين حضرتك؟ ده الشيخ عبدالتواب يا ادم. انا جايبه معي وهفهمك كل حاجة دلوقتي. المهم وحيد فين؟ في اوضته كالعادة وقافل عليه ما بيخرجش. طيب كويس. يلا بينا. رحنا قعدنا كلنا في الصالة ولاحظت ان الشيخ عبدالتواب قاعد طول الوقت ما بيتكلمش وساكت. قلت لبابا هي ماما عرفت ان حضرتك راجع النهاردة؟ اه يا حبيبي. وانا اللي طلبت منها بالمناسبة تروح تقعد عند خالتك لحد ما اتصل عليها تيجي. اية الحصل؟ احكي للشيخ عبدالتواب كل الحصل ؟ كل ال حصل بخصوص اية ؟ ياحبيبي كل الحصل بخصوص وحيد . احكي انا عارف وحيد يبابا طفل مش طبيعي من وقت ما جه
عندنا وانا طول الوقت عايش في رعب. انا بشوفه على هيئة كائن بشع هو انت يا بابا نازل بدري هو فيه حاجة حصلت؟ دي مش اجازات يابني . انا انزل علشانك. يعني ايه؟ والدتك اتصلت علي امبارح وقالت انك تعبان وعمال تعمل تصرفات غريبة. فانا اللي بعمل تصرفات غريبة انا لسة بحكي لك على اللي وحيد بيعمله. الشيخ عبدالتواب قال لي ما تقلقش يا ابني كل حاجة وليها حل. كل حاجة بتتحل. انت جاي ليه يا شيخ عبدالتواب؟ اوعى تكونوا فاكرين ان انا اللي ملبوس ولا حاجة. والله العظيم انا كويس. يا ابني مهو الشخص اللي بيبقى عليه مش عمره ما بيبقى عارف انه ممسوس. يعني ايه؟ يعني ايه؟ معقول كل ده يكون وهم عندي؟ معقول النفس يكون في انا! معقول! ممكن اشوف اوضتك يا ادم يا ابني؟ اتفضل يا شيخ اتفضل. اخدته على اوضتي. لكن قبل ما يدخلها وقف ثابت وشفت نظرة غريبة على وشه وهو بيقول. ادم . في ايه ؟ شاور لي على حيطة من حيطان الاوضة وهو بيقول لي الرماد الاسود ده بتلاقيه هنا كتير يا بني قدام عيني وعلى الحيطة البيضاء النضيفة تماما كان في شكل ووش وش مرسوم بالرماد الاسود على الحيطة كان وش وحيد مشي الشيخ لحد اللي على الحيطة وهو بيلمسه بايده وبيشم وبيقول ده ده اثر الجن .حضرتك عرفت منين ان ده اسمه اثر الجن ؟ وفق كل ذي علم عليم يا ابن ما تسألش في حاجات ما تخصكش. طيب والرماد ده جاي منين؟ اعتقد انها من حقي اسأل السؤال ده. انت شفت وحيد على هيئة ايه بالظبط يا ادم يا ابني؟ دايما بشوفه على هيئة ضل اسود بيكون واقف على الباب بيراقبني. لكن النهارده كان شخص اطول من كل مرة. واوقات تانية منه نسختين في نفس الوقت. ده غير الاحلام والكوابيس المرعبة اللي بشوفه فيها. وبيحاول اكتر من مرة يدخلني جوة قبر. وفضل الشيخ عبدالوهاب يسمع كلامي وساكت تماما. ايه؟ آآ ايه اللي بيحصل؟ هو انا انا اللي مريض وممسوس ولا علي جن ايه ؟ الشيخ عبدالتواب حط ايده على كتفي وطبطب عليا وقال لي انت كويس يا ادم يا ابني وبعدها شاور على اوضة وحيد وقال لكن هو لأ. كانت نجدة الجملة اللي قالها في الاخر ورجعنا قعدنا في الصالة مرة تانية وبدأ بابا يحكي ويقول انا هحكي لك يا ادم كل حاجة بس ارجوك سامحني يا ابني انت عارف ان انا وعمك حامد من سنين ما بنكلمش بعض بسبب مشاكل قديمة بينا المدة الطويلة . الخلاصة ان احنا قاطعنا بعض وما نعرفش عن بعض اي حاجة. لكن من مدة لقيته بيتصل بيا وبيطلب يقابلني ضروري. رغم اللي كان بينا لكن اول لما كلمني نسيت كل حاجة او زعل قديم بنا ورحت له على طول. كان ساكن مش في بيت. لكن فيلا كبيرة في منطقة هادية. الفيلا كان لها سور كبير وجنينة مليانة شجر. الشجر كله دبلان وميت. ضربت الجرس واستنيت شوية.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي