الفصل الثامن عشر

تفأجا من ردها الغير متوقع ففي النهاية هو حقها ولا بد ان يعترف بذلك .
صمت قليلا ثم سالها :-
تفتكري لو حاولت ارجع اللي إتنسي زمان ممكن ينفع ؟
ساد الصمت قليلا بعد ان شاهدت رسالته فقالت له بعد وقت  :-
علي حسب ايه اللي هيرجع ومين اللي هيرجع وليه مشي وليه راجع؟
كانت الاسئلة تاتي له مثل سيل عارم لم يستطع ان يفكر كيف سيجيبها علي هذا كله لكنه آثر ان يجيب بعض الاسئلة مع طبيبته ستساعده وهنا قال لها مجيبا :-
اللي هيرجع حد ندمان انه فرط في كنزه الغالي ، اللي هيرجع واحد عايش حياته مهموم من غيرك .
مبنحسش بقيمة الغالي الا لما تحسي ان نفسك اد ايه رخيصة وتعبت .
انا تعبان يارحمة تعبان ومش عاوزة حاجة غيرك انا سافرت واتغربت وتعبت .
ارسل لها هذه الرسالة فشاهد وهي تكتب له لترسل :-
انت تعرف ايه عن التعب ، وبعدين مجاوبتنيش علي اسئلتي ، ليه بعدت لما انت راجع ندمان !
الجمته صدمة سؤالها لم تكن يريد هذا السؤال منذ كيف سيجيبها علي اسئلته فهو هرب منه منذ عامين لكن هذه المرة من المفترض الا يهرب فأرسل لها قائلا :-
انا هجاوبك علي كل اسئلتك ومش ههرب المرة دي ، مش هكون جبان وانسحب ، لا انا هكون اد كل حاجة بس قبل ما اجاوبك عاوز اسئلك سؤال واحد بس ودا هيحدد حاجات كتيرة جدا
أرسل لها وإنتظر قليلا حتي تقرا ، ثم عادت وأرسلت له :-
إتفضل !
تبا لهذا الجفاء الذي لاقاه منها هل تبغضه الي هذا الحد ، هل حقا لا تتمني رؤيته نعم فاذا كان هذا جوابها فهو حقها بكل ماتعنيه الكلمات  من وجع هو حقا يحبها بصدق ولم ولن يتخيل حياته بدونها يعشقها حد الجنون هل  نسيته ، ام تناست الايام فيما بينهم،  حقا هل نسيت الذكريات الجميلة ام مافعله اجبرها علي النسيان .
كلما حاول ان يكتب لها خانته الكلمات ليكتب لها :-
انتي نسيتيني ؟
كانت الكلمة قاسية عليها مؤلمة ، نسيته وهل هناك من ينسي روحه ، ام هناك من ينسي نبضات قلبه فهي قلبه وعقله ، وكل كيانه .
كانت تريد ان تقول له كيف انساك وفي دمي حبك وذاكراك .
كيف أنساك والهواء أتنفسه من أجلك فأعلم انك تتنفس منه ، فتمر علي رائحتك علي أنفي تزكيني فأرتاح فأنت معي ، وداخلي ، كيف أنسي منزلنا وضحكاتنا ومزاحنا سويا ، كيف أنسي صوتك ونظراتك التي الهبت قلبي ، ومشاعري ، كيف لي انسي وانا أتنفس من أجلك ، وانا لم اصدق انك عدت من أجلي فانا أعلم انك تحبني كما أحبك ولكن لا أستطيع ان أنسي رحيلك دون مبرر فأعطيك قلبي مرة اخري فتعبث به وتتركه ، هذه المرة لن يعود للحياة ، بل سيلفظ انفاسه الاخيرة ولن أتحمل .
تلعثمت الحروف منها قبل ان تكتب له فبماذا تجيبه تخاف ان تخونها الكلمات لذا صمتت وكتبت له :-
أنساك .
كل حرف من الكلمة دي كلمة لوحدها
أنا نسيت ساعات الحزن
انساك ازاي ، قولي انا مشوفتش منك الا الحلو كله ، مشوفتش الا الحنان والحب والطيبة ، مشوفتش الا حياتي وعمري معاك
ثم عادت وأزالت ما كتبته لتعيد الكتابة له مرة أخري :-
أنساك دا سؤال ولا إجابة
مقدرش انساك ، مقدرش نهائي
انا عيشت عمري كله منتظرة الحب والحبيب اللي اسلمه قلبي ، إنتظرته وكنت علي يقين اني هقابله وقابلته ، قابلت الحب والطيبة والحنية وختمت كلماتها والقسوة ثم أرسلته له .
قرأ كلماتها بسعادة حتي توقف عند كلمة القسوة فكانت بمثابة نصل حاد إنغمس داخله دون رحمة اراد ان يصرخ لها ويقول انا لست بقاسي ، انا احبك ولكني خفت عليكي ان تكتشفي حقيقي المخزية ، اردت ان امتلكك في كل لحظة لكني اريد ان اتعافي من عادتي الرخيصة ، اريد ان ابقي معك دون ان اعود لهذا الماضي مرة أخري ، فانا اتالم لو تعلمين كم بكيت وانا اتلهف لرؤيتك لعلمتي ان العاشق لا ينسي من يحب .
صمت قليلا قبل ان يكتب لها :-
عشانك انا رجعت كنت خايف
ولو سالتي خايف من ايه هقولك معرفش ، معرفش غير اني بحبك ومقدرش اعيش من غيرك ، حبيبتك والحياة في بعادك مؤلمة بكل الطرق ، يمكن بعدت بدون سبب بس رجوعي بسبب ، مش عاوز حاجة غير اكون معاكي وبس .
انا عارف ان الكلام هتقولي سهل بس والله عمري ماحسيت الاحساس دا ، عمري ما حسيت بكل المشاعر دي ، مشاعري او مرة اقولها وانا مطمن ومرتاح ، مطمن عشان معايا ، مطمن رغم بعادنا ان طيفك كان بيزوني في احلامي مكنش بيسبني ابدا ، مطمن عشان متاكد انك بتحبيني ومستنياني اكون معاكي مرة تانية .
ارجوكي اديني فرصة واحدة اصلح اللي عملته ، اديني الفرصة دي وبعدها اموت مش هيفرق ، سبيني ارجع واعيش معاكي تاني قصتنا اللي لا يمكن تتنسي ، انا مدين ليكم ولوالدك واخوكي ووالدتك وامي واهلي مدين ليهم واحد واحد بعتذار بس انتي اكتر واحدة اللي لو رضيت عني هكون ملكت العالم كله بايدي انتي الحياة والروح انتي الحب الاول والاخير ، انتي عمري .
انا متاكد من مشاعرك ليا حاسس بيها لانك بتحبيني بس هثبتلك اني بحبك اكتر


لم تمض لحظات حتى وجدته امامها، استقبلته كطبيبة ونحت كل مقابلاتهما الخارجية جانبا وهو أيضا فعل المثل
فور جلوسه بدأت بسؤاله عن أحواله بهذه الفترة ليجيبها ببرود
لست بخير ابدا، أنا لا اعلم ما الذي أريد أو ما الذي اخطط له فعلا، كل ما يحدث الآن جعلنى متوترا حقا ولا أرغب بشيء مما حولى
وما سبب ذلك؟
أنا
انا؟
نعم، أنا حقا اريدك امل كى ارتاح مما افكر به، أنا رجل أحب أن أرتب أمورى جيدا كى لا أشعر بهذا التوتر
لكننى لست شيء لتحصل عليه دافيد ولست ممن يلقين أنفسهن بعلاقات عابرة ولا أعتقد أننى المشكلة هنا
إذا ما المشكلة؟
انت ساخط على نفسك ومنها دافيد، لقد جئت لطبيب رجل لكنك وجدت نفسك امامى، امرأة قد تكون هناك أوجه شبه بينها وبين جدتك لكنك ترفض ذلك، فانت تشعر بأن الصورة المثالية لجدتك لن تتكرر وتريد أن تثبت ذلك بكل قوة، انت لست متعلقا بي او تريدنى صدقنى، لقد تركت الأمور خارج هذا الباب تسير كما تريد لكن يجب أن تعلم أن هذا لن ينجح أنا لن اكون جزء من خطتك المسيطرة هذه وأنت لست بوضع يؤهلك لذلك
هل تظنين أننى ضعيف؟
لا، على العكس تماما لكنك مشتت، انت لست محبا لتلك الحياة لكنها تمكنك من التحكم بمن تريد خاصة النساء، لماذا تريد أن تكون شخصا آخر غير نفسك؟
بداية الأمر فانت لست ساديا حبا في الله، وانا وانت تعلم جيدا ذلك، كونك مسيطر فهذا أمرا اخر فأغلب الذكور هكذا
لا، ليسوا جميعا
من حيث اتيت الغالبية هكذا حتى والدى
لمعت عيناه دافيد حين سمع ما قالته
لذلك اعلم انك ستكونين مثالية لى
لا، لست كذلك هناك العديدين ممن سيتقبلن شخصيتك هذه خارج نطاق السادية لذلك حاول أن تبحث عن احداهن تعوض عنك ذلك ويجب أن تعلم أن والدتك ليست نموذج لكل النساء
لا، لكنها كغالبيتهن
ربما الأنانية وحب النفس هى صفات متأصلة بنا لكن تختلف كثيرا من مرآة لأخرى والان لندع هذا حتى تجد لديك الرغبة للتحدث عن الأمر واخبرنى هل حقا تستمتع بايذاء النساء؟ هل تبلغ نشوتك بمجرد أن تؤذى احداهن؟
لا، حقا لا أفعل ولم امارس السادية بهذه الطريقة أنا فقط اتحكم بهن، كى لا يعصبن امرى، اعشق أن أراهن تحت قدمى لا يرفعن بصرهن لى
إذا تكره أن تراهن ينظرن اليك، تكره لمستهن لك؟
نعم، لا تجرؤ احداهن على ذلك، تلك حدود معهن لا، لمس لا حديث أوامر فقط تطاع
اذا انت تريد آلة تتحكم بها فقط؟ وماذا عن الحب الم تقع احداهن بحبك مرة؟
لقد حدث بكل مرة وكنت تتركهم حين يصلن لذلك
اذا انت تتعمد أن يقعن بغرامك؟
نعم افعل كل شيء ليقعن بحبي وحينها ابلغ قمة استمتاعى وتلذذي بالمهن
اذا انت تمارس سادية نفسية عليهن؟
نعم، لا شيء آخر
لكن ذلك فظيع أيضا لا تنكر
هذا صحيح
اذا وما الذي جعلك تأتى لطبيب نفسي؟
كرهت وحدتى، أن أكون وحدى لا اسمح لأحد بالتقرب منى
بداخل رجل يريد حياة وأسرة
نعم لكننى خاىف من ذلك
ولم؟
اخاف أن ا
أُجرح، اجد نفسي عبدا بعشقي لامرأة
ولم تنظر للأمر هكذا؟ لم لا تتقبل كونك قويا وهناك امرأة يتحرك ولن تستغل هذا؟
كون والدتى لم تفعل فمن ستحبنى هكذا؟
وضعت امل يدها على طرف الخيط كما أرادت وحان الوقت لتشده
حسنا ومن قال إنها لم تحبك
حسنا لقد احبتنى للحد الذي أرادت أن تقتلنى به كي ترثنى أنا وابي
هذا فظيع حقا
بالفعل هو كذلك، لقد رأيت ضعف ابي وعدم قدرته على ردعها لحبه الشديد لها، لقد غفر لها العديد والعديد من الذلات حتى باتت عادة عندها أن تخونه وحين فاض بها الأمر قررت أن تتخلص منه، وحين فشلت خطتها اتهمته بأنه هو من حاول قتلها وأنها كانت تدافع عن نفسها، تسببت بسجنه لاشهر كونى دخلت بصدمة وأحمد الله أننى وضعت بمشفي بعيدا عن يدها وإلا كانت قالتلى كى لا اثبت كذبها، كرهت ضعفي وقتها كونى تركت والدى يعانى لاشهر بسبب عدم قدرتى على تحمل ما فعلته والدتى، منذ ذلك الحين وانا اتجاهل مشاعرى كلا أشعر بالضعف مرة أخرى كما سبق وحدث والان ها أنا أعانى لكن بشكل اخر
انت سئمت كل هذا أليس كذلك؟
نعم
حسنا دافيد بداية يجب أن تخرج من قالب المسيطر هذا، فلتدعو امرأة ما للخروج معك، حاول أن تعيش بطبيعة لفترة وبتر ما الذي سيحدث
حسنا هلا خرجت بصحبتى
ابتسمت امل فها هو يحاول مرة أخرى بممارسة اللاعيبه
لا، لن تشعر معى بانك طبيعي دافيد كونى اعلم ماهية الأمر يجب أن تبحث عن امرأة أخرى
ولكن أنا معجب بك حقا
دع إعجابك جانبا الان حتى منتهى مما أنت فيه، فاى مشاعر لديك الان قد تكون مشوشة لذلك لا تعتمد عليها
لكن لا تنكرى اننى تركت تأثيرا بك
لن تنكر ذلك حقا فقد ذكرتنى بوالدى لذلك أنا أيضا مشاعرى مشوشة
لم تنكر ما أحدثه بنفسها كى تعطيه الثقة بنفسه كى يجرب التعرف على امرأة أخرى غير التى اعتاد عليها لخمس عشر عاما وكم سيكون الأمر مرهق له حقا
حسنا دكتورة ناجى لكن هل ستظل صديقين
بالطبع نحن كذلك
واذا استقرت مشاعرى هل ستعطينى الفرصة حينها؟
ابتسمت امل واومأت له
حسنا سافعل لكن سأنتظر موعدنا للخروج معا كصديقين اتفقنا
تعلم أنه سيحاول أن يمارس سيطرته مرة أخرى كى يظل بوضعه الأمن لكنها لن تخبره بذلك فالأمر يجب أن يمر ببساطة
سافر للعمل بإحدى الولايات التى يتواجد بها احدى فروع الشركة التى يعمل بها، مشروع تطوير مطعم بأحد اهم الشوارع سيضعه بمركز محترم بالشركة كمهندس معمارى
سافر بصحبة صديقته تاركا والدته بصحبة زوجها، والدته التى تغيرت علاقته بها منذ علم حقيقة ما فعلته بشقيقته، كيف كان غبيا لهذه الدرجة، ترك فتاه لم تبلغ الثامنة عشر مع رجل يكبرها بخمسة عشر عاما متهما إياها بالمجون، كيف ظن أن الصغيرة الخجولة تفعل ذلك لكنه كان غاضبا منها ومن نفسه كونه تركها تصل لهذه الدرجة لكنه لم يتوقع أن تكون الفتاة ضحية لامبالاة والدتها، حين أخبرته أنها استنجدت بها ولم تصدقها تركتها لزوجها كى يحولها لعاهراه تحت أنظار والدته، ثلاث سنوات حتى باتت حقا كذلك دون أن ينجدها أحدهم حتى هو تركها له، حاول أن يعثر عليها لكنه لم يفلح لقد اخذها ذلك الوعد وغادر الولاية لتنقطع اخبارها عنه حتى الآن وهو لم يمل ولم يقصر بالبحث عنها
آدم
مادته صديقته لتخرجه من دوامة أفكاره
عزيزتى
لقد جاء سيرجى هل ستقابله؟
طبعا لقد اشتقت له هذا الوفد
سيرجى ذلك الرجل الذي تعرف عليه ايام الجامعة وظل على تواصل معه منذ ذلك الحين
عانق صديقه
كيف حالك سيرجى
أكثر من بخير صديقي
وكيف حال حانتك اذا
حسنا، راىعة كالعادة فهى ملاذي كما تعلم
نعم اعلم بالصراخ مهندس والمساء نادل بها
نعم، لا اريد أن يعلم أحدهم انتى صاحب المكان كى اكون على سجيتى معه
لطالما كنت متواضعا سيرجى اخبرنى إذا هل قابلت احداهن ام ماذا.
لا، ولكن هناك من اريد حقا أن تتقرب منها لكنها ترفض ذلك
من تلك القوية التى رفضتك؟
حسنا فتاة لا اعلم سر انجذابي إليها فهى صغيرة وبريئة للغاية
اووو يبدو أن أحدهم غارق بالحب
ليس الأمر كذلك لكننى أسعر أنها تحتاج للحماية من لا اعلم حقا عيناها حزينة للغاية رغم صغر عمرها، لكنها لا تثق بنفسها حقا لا اعلم من الوفد الذي اوصلها لذلك الوضع فهى ترى أنها لا تستحق الاعجاب أو الحب اتعلم لقد ظننت أنها لا تحبذ الرجال لكنها اخبرتنى أنها لا شيء كى يعجب بها أحدهم وأنها لن ترقي لذلك، كانت تظن أننى أشعر بذلك لاننى لا اعرفها جيدا وان جمالها ليس الشيء المحبب بها بل هو لعنة لها تصيبها بكل سيء لذلك أشعر انها حقا تفتقر للكثير من الأمان
شعر آدم بالشفقة اتجاه الفتاة وكم ذكرته بشقيقته التى لم يجدها للان
اذا لم لا تدعوها للعشاء غدا وتحضرها معك لنتعرف عليها ربما ساعدها التواجد مع أناس يشعرنها بقيمتها فهذا سيجعلها تحسن نظرتها لنفسها قليلا
فكرة جيدة حقا سأحاول أن أراها كى تدعوها
فلتتصل بها
حسنا ليس لدى رقمها لكننى اعرف عنوانها سأذهب لهناك واظل مرتبطا هناك حتى اراها وادعوها
انت ميؤوس منك حقا
للغاية يا صديقي
ضحك آدم من صديقه الذي عشق فتاه دون حتى أن يتقرب منها على غير عادته لكنه تمنى أن تكون الفتاة تستحق رجل كسبرجى فهو رجل جيد بالفعل لأى فتاه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي