الفصل 46
في الصباح وصل جوزيف إلى برنامج الإذاعة ورحب به الجميع بحرارة ، ورأى الكثير من المتابعين في استقباله أمام محطة الإذاعة ، والتقطا بعض الصور معه من الفتيات والشباب ، كانت واقفة جين أمام الباب من الداخل في انتظاره ، ويبدو عليها التوتر الشديد وقلبها يدق في صدرها ، وقد جف فاها وتناولت بعض الماء ولكن بلا جدوى ، وعندما رأته يقترب ويصافح مدير المحطة ابتلعت لعابها بصعوبة ثم شعرت بالغثيان من كثرة التوتر ..
فركضت إلى الحمام واضعة يدها على بطنها وافرغت ما في معادتها متأوه ، بينما رحب المدير بجوزيف داخل غرفة التسجيل ثم أرسل مساعدته أن تبحث عن جين ، فبدأت بالبحث عنها وكلما قابلت أحد كانت تسأله عنها ولم يعلم بمكانها ، حتى خرجت جين واستندت بظهرها إلى الحائط تمسح على فاها بمنديل ، بمجرد أن رأتها المساعدة ركضت إليها و وقفت تمسك بيدها متسائلة :
-ما بكِ ؟!
وضعت يدها على جانب رأسها وقالت بنبرة مرتعشة :
-أشعر بالحمى الشديدة .. أعتذر عن تقديم حلقة اليوم
-مستحيل يا جين
ثم وضعت يدها على وجهها لتشعر بحرارة جسدها المرتفعة قليلا ، فتنهدت جين بعمق ثم تركتها واتجهت نحو المصعد الكهربائي لتمضي الفتاة خلفها ، واستقلت معها المصعد إلى الطابق الرابع ، كانت تلهث جين بصوت مستمع مما جعل صدرها يعلوا ويهبط برهبه شديدة ، ثم خرجت متجه نحو مكتب الزميل واعطت له ورقة الحلقة و وافق أن يقدم الحلقة بدلا منها ، وذهب معها إلى رئيس المحطة لتعتذر جين منه كثيراً ، مما جعله يتذمر و وافق مضطرا ، لتتنهد جين بهدوء تام ثم اتجهت نحو غرفة التسجيل و وقفت خلف نافذة عريضة من زجاج تنظر إلي جوزيف من خلالها وتستمع إلى حديثه مع زميلها ، شعرت بالندم والحزن على اعتذارها للحلقة ، كانت فرصة لها تتحدث معه كثيراً وتسأل على مشروعات وأخباره باهتمام ، كانت مستعده لتخبره أنها جين صغيرته بفضل اهتمامها البالغ لمعرفة أخباره ، كانت ستعشر بالراحة عندما تتحدث معه ولكن لم تستطيع ، شيء ما منعها ، عشقها له جعلها تتوتر كثيرا ولم تسطع على الحديث معه ..
انتهت حلقة اليوم ولا زالت جين واقفة وعندما خرج زميلها ، ضمت قبضتها بقوة وتشجعت ثم دلفت إلى الغرفة فنظر جوزيف إليها مقطب جبينه ، وعيناها تشع بالحنان والاشتياق لاستماع نبرة صوتها التي تشبع صوت صغيرته التي فقدها ، وقفت أمامه بابتسامة مضطربة وقالت بوهن :
-أسفه على اعتذاري لتقديم الحلقة .. لقد شعرت بالمرض
شرد في عيناه بنظرات توحي للجدية البالغة ولم يتفوه بكلمة ، مما تعجبت جين ثم تنحنحت بخفة وقالت :
- أنت بخير ؟!
ليقول وهو لا زال شاردا في عيناها :
-لا .. عيناك تذكرني بفتاة أحبها
شعرت بغصة في قلبها وتراجعت للخلف وهي تطلع إليه برهبه وتلاشت النظر إليه متمتمه بالاعتذار ثانية ثم التفتت وجاءت تسير أوقفها حديثه :
-لا عليك .. المهم سلامتك
حركت رأسها بخفة ثم تابعت السير فقال :
-انتظري
توقفت مغمض العينين ثم فتحتهما والتفتت إليه فيما أقترب جوزيف منها و وقف ينظر إلى عيناها ، وكأنه يرى جين أمامه و يود أن يراها أمامه دائما ولهذا قال :
-أحتاجك معي في الشركة
-لماذا ؟!
لاحت ابتسامة على شفتيه وقال :
-في انتظارك غدا حينها سأخبرك بكل شيء
وافقت على حديثه فيما جاء المذيع زميلها فاستأذنت لتذهب ، وزالت عيناه عالقة عليها حتى اختفت من أمامه ، ثم صافح المذيع وهم بالذهاب ليقابله رئيس المحطة وصافحة ثم أوصله إلى السيارة ، ثم دعه وقاد جوزيف سيارته وآذنيه لا زالت تستمع إلى نبرة صوتها وعيناه لم ترى إلا عيناها وأيضا عالقة في رأسه
******
عقب وصوله إلى الشركة دلف إلى مكتبه ليجد جان في انتظاره ، فألقى عليه السلام ولم يجيب جان عليه فقط كان ينظر إليه بتذمر ، فيما جلس جوزيف على مكتبه وتساءل :
-لما كل هذا التذمر ؟!
ليجيب على سؤال شقيقة بحده :
-لماذا وافقت على توظيف توماس هنا ؟!
استند بظهره ينظر إلى الأعلى وهو يزفر ثم نظر إليه وقال بهدوء :
-يبدو عليه التغير يا جان .. لا تكن عقبة في حياة شخص يود أن يتغير
نهض واقفا وصاح بعصبية :
-ألا توماس .. كان يريد قتلي .. وهو من قتل طفلي
تعجب متسائلا :
-طفلك ؟!
-نعم .. قام بضرب أوجين حتى فقدت الطفل
تساءل جوزيف في دهشة :
-ولماذا لم تعترف أوجين عليه ؟!
-الشيطانة لويز هي من منعتها ..
ثم تنهد بنفاذ صبر وقال بحسم :
-سأترك الشغل هنا.. ألا إذا طردتك توماس
ثم مضى نحو الباب فنادى جوزيف عليه ولكن لم ينصت له وخرج مغلقا الباب خلفه ، فزفر جوزيف بعمق ثم عصر جبينه ، ما عدا ألا لحظات واستمع إلى صوت فتح الباب ، فنظر اتجاه الباب فتفاجأ بوالده دانييل بك ، فهم واقفا ولاحت ابتسامة واسعة على ثغره ، فقد شعر بالسعادة بوجود والده ، الذي اشتاق إليه كثيراً ، فلم يأتي إلى الشركة منذ انفصاله عن جين ولم يتحدث معه كثيرا كعادته ..
كاد جوزيف أن يتحدث ولكن قاطعة حديث والده الحاد :
-أين جان ؟!
اختفت ابتسامته فجأة ثم قال :
-اعتقد أنه في مكتبه
أبتسم بخفة ثم قال بجدية :
-لقد ذهبت إلى مكتبه ولم يكن هناك .. لم اتعمد أن أتي إلى مكتبك
شعر جوزيف بالحزن من حديث والده المؤلم ، ثم حرك رأسه بخفة وتحدث بصوت مبحوح من فرط تأثره :
-يبدو أنه ذهب ليتفقد العطر الجديد
-حسنا .. سأنتظره في المكتب
ثم غادر متجه نحو مكتب جان والذي لم يذهب إليه كما أخبر جوزيف ، بل تعمد أن يذهب إلى جوزيف بحجة البحث عن جان ليرى ، اشتاق إلى ابنه وللحديث معه ولكن يود أن يعاقبه ، بمجرد أن دخل المكتب نهض جان ليرحب به كثيراً ..
فيما اشعل جوزيف سيجارة وألقى بجسده على الأريكة بعد أن أمر مديرة مكتبه ألا تدخل أحد الأن
******
تلتقط ساره بعض الصور لنجوم المجلة الخاصة بالعطور ، والتقطت بعض الصور لزجاجات العطور الفاخرة بشكل راقي محترف ، حتى جاء توماس و وقف ينظر إليها وهي تقلب الصور داخل الكاميرا، ثم ابتسم وتقدم نحوها و وقف يصبح عليها ، فنظرت إليه بلهفة ثم ابتسمت ومدت يدها قائلة :
-مرحبا توماس بك
صافحها بابتسامة اعجاب واضحة وقال :
-توماس فقط من فضلك
-حسنا
ثم سحبت يدها من يده فأخرج كاميرا باهظة الثمن ليريها إلى ساره ، فأعجبت بها كثيراً و وضعت الكاميرا خاصتها على المقعد لتأخذ كاميرا توماس ، وأخذت تفحصها وهي تصفر بإعجاب ثم نظرت إليه قائلة :
-رائعة .. منذ متى وأنت تصور؟!
-الأن .. أنا طالب وأنتِ أستاذتي
ارتفع حاجبيها بمرح ثم تنهدت بعمق وهي تقول بحماس :
-حسنا .. سنبدأ الأن ..
ثم نظرت إلى الأشجار المجاورة وأشارت إليها قائلة :
-أتعلم ! .. التصوير أحساس .. التعمق في التفكير
ثم أمسكت بإحدى أوراق الشجر وتابعت :
-اذا كنت تود تصوير الأوراق تلك .. فيجب عليك أن تحسها أولا .. تلتقط لهما الصورة في خيالك .. ثم تحاول أن تلتقط الأوراق بنفس احساسك بهما وتصويرك لهما في خيالك
ثم رفعت الكاميرا إلى عيناها والتقطت صوره رائعة للأوراق لتريها إلى توماس ، ليعبر عن إعجابه بهذه الصورة فابتسمت بحماس ثم التقطت بعض الصور ، حتى خرج أرنو إلى البهو ليتابع الشغل ، حتى لفت نظره ساره التي تقف مع توماس وتري شيئا ما في الكاميرا ، شعر بالغضب وأخذ يجز أسنانه ثم أشار إلى الجميع يصيح بعصبية :
-الكل ينتبه إلى شغله .. لا للهو والضحك حتى تنتهوا من شغلكم
لينظر الجميع إليه في دهشة ، مما أعطت ساره الكاميرا إلى توماس وطلبت منه أن يلتقط بعض الصور حتى تعود ، ثم ركضت إلى أرنو الذي دخل ، لتلحق به أمام المصعد الكهربائي مناديه عليه ، فنظر إليها بجمود حتى وقفت أمامه تلتقط أنفاسها بهدوء ثم تساءلت :
-ما سبب انفعالك ؟!
-لا شيء .. أود أن ينتهي الشغل
-حسنا .. لماذا تركتني في المطعم وذهبت ؟!
زفر بسأم ثم تحدث بغيظ :
-حتى لا يراك حبيبك معي فيتشاجر معك
اتسعت عيناها في دهشة وحدقت به للحظات ، ثم قالت بصوت هادئ :
-لم ولن يرانا يا أرنو
ثم استأذنت وعادت إلى توماس ، ألقت نظره على الصور التي التقطها لتهنئه عليها ثم عادت إلى شغلها وهي شارده ويبدو عليها الحزن مما لاحظ توماس ذلك
******
كان يتحدث في الهاتف ثم أنهى المكالمة بابتسامة انتصار ، ثم نظر إلى بيير الجالس بجواره وقال بنبرة شيطانية :
-تم وضع المادة المسرطنة بنجاح
***
فركضت إلى الحمام واضعة يدها على بطنها وافرغت ما في معادتها متأوه ، بينما رحب المدير بجوزيف داخل غرفة التسجيل ثم أرسل مساعدته أن تبحث عن جين ، فبدأت بالبحث عنها وكلما قابلت أحد كانت تسأله عنها ولم يعلم بمكانها ، حتى خرجت جين واستندت بظهرها إلى الحائط تمسح على فاها بمنديل ، بمجرد أن رأتها المساعدة ركضت إليها و وقفت تمسك بيدها متسائلة :
-ما بكِ ؟!
وضعت يدها على جانب رأسها وقالت بنبرة مرتعشة :
-أشعر بالحمى الشديدة .. أعتذر عن تقديم حلقة اليوم
-مستحيل يا جين
ثم وضعت يدها على وجهها لتشعر بحرارة جسدها المرتفعة قليلا ، فتنهدت جين بعمق ثم تركتها واتجهت نحو المصعد الكهربائي لتمضي الفتاة خلفها ، واستقلت معها المصعد إلى الطابق الرابع ، كانت تلهث جين بصوت مستمع مما جعل صدرها يعلوا ويهبط برهبه شديدة ، ثم خرجت متجه نحو مكتب الزميل واعطت له ورقة الحلقة و وافق أن يقدم الحلقة بدلا منها ، وذهب معها إلى رئيس المحطة لتعتذر جين منه كثيراً ، مما جعله يتذمر و وافق مضطرا ، لتتنهد جين بهدوء تام ثم اتجهت نحو غرفة التسجيل و وقفت خلف نافذة عريضة من زجاج تنظر إلي جوزيف من خلالها وتستمع إلى حديثه مع زميلها ، شعرت بالندم والحزن على اعتذارها للحلقة ، كانت فرصة لها تتحدث معه كثيراً وتسأل على مشروعات وأخباره باهتمام ، كانت مستعده لتخبره أنها جين صغيرته بفضل اهتمامها البالغ لمعرفة أخباره ، كانت ستعشر بالراحة عندما تتحدث معه ولكن لم تستطيع ، شيء ما منعها ، عشقها له جعلها تتوتر كثيرا ولم تسطع على الحديث معه ..
انتهت حلقة اليوم ولا زالت جين واقفة وعندما خرج زميلها ، ضمت قبضتها بقوة وتشجعت ثم دلفت إلى الغرفة فنظر جوزيف إليها مقطب جبينه ، وعيناها تشع بالحنان والاشتياق لاستماع نبرة صوتها التي تشبع صوت صغيرته التي فقدها ، وقفت أمامه بابتسامة مضطربة وقالت بوهن :
-أسفه على اعتذاري لتقديم الحلقة .. لقد شعرت بالمرض
شرد في عيناه بنظرات توحي للجدية البالغة ولم يتفوه بكلمة ، مما تعجبت جين ثم تنحنحت بخفة وقالت :
- أنت بخير ؟!
ليقول وهو لا زال شاردا في عيناها :
-لا .. عيناك تذكرني بفتاة أحبها
شعرت بغصة في قلبها وتراجعت للخلف وهي تطلع إليه برهبه وتلاشت النظر إليه متمتمه بالاعتذار ثانية ثم التفتت وجاءت تسير أوقفها حديثه :
-لا عليك .. المهم سلامتك
حركت رأسها بخفة ثم تابعت السير فقال :
-انتظري
توقفت مغمض العينين ثم فتحتهما والتفتت إليه فيما أقترب جوزيف منها و وقف ينظر إلى عيناها ، وكأنه يرى جين أمامه و يود أن يراها أمامه دائما ولهذا قال :
-أحتاجك معي في الشركة
-لماذا ؟!
لاحت ابتسامة على شفتيه وقال :
-في انتظارك غدا حينها سأخبرك بكل شيء
وافقت على حديثه فيما جاء المذيع زميلها فاستأذنت لتذهب ، وزالت عيناه عالقة عليها حتى اختفت من أمامه ، ثم صافح المذيع وهم بالذهاب ليقابله رئيس المحطة وصافحة ثم أوصله إلى السيارة ، ثم دعه وقاد جوزيف سيارته وآذنيه لا زالت تستمع إلى نبرة صوتها وعيناه لم ترى إلا عيناها وأيضا عالقة في رأسه
******
عقب وصوله إلى الشركة دلف إلى مكتبه ليجد جان في انتظاره ، فألقى عليه السلام ولم يجيب جان عليه فقط كان ينظر إليه بتذمر ، فيما جلس جوزيف على مكتبه وتساءل :
-لما كل هذا التذمر ؟!
ليجيب على سؤال شقيقة بحده :
-لماذا وافقت على توظيف توماس هنا ؟!
استند بظهره ينظر إلى الأعلى وهو يزفر ثم نظر إليه وقال بهدوء :
-يبدو عليه التغير يا جان .. لا تكن عقبة في حياة شخص يود أن يتغير
نهض واقفا وصاح بعصبية :
-ألا توماس .. كان يريد قتلي .. وهو من قتل طفلي
تعجب متسائلا :
-طفلك ؟!
-نعم .. قام بضرب أوجين حتى فقدت الطفل
تساءل جوزيف في دهشة :
-ولماذا لم تعترف أوجين عليه ؟!
-الشيطانة لويز هي من منعتها ..
ثم تنهد بنفاذ صبر وقال بحسم :
-سأترك الشغل هنا.. ألا إذا طردتك توماس
ثم مضى نحو الباب فنادى جوزيف عليه ولكن لم ينصت له وخرج مغلقا الباب خلفه ، فزفر جوزيف بعمق ثم عصر جبينه ، ما عدا ألا لحظات واستمع إلى صوت فتح الباب ، فنظر اتجاه الباب فتفاجأ بوالده دانييل بك ، فهم واقفا ولاحت ابتسامة واسعة على ثغره ، فقد شعر بالسعادة بوجود والده ، الذي اشتاق إليه كثيراً ، فلم يأتي إلى الشركة منذ انفصاله عن جين ولم يتحدث معه كثيرا كعادته ..
كاد جوزيف أن يتحدث ولكن قاطعة حديث والده الحاد :
-أين جان ؟!
اختفت ابتسامته فجأة ثم قال :
-اعتقد أنه في مكتبه
أبتسم بخفة ثم قال بجدية :
-لقد ذهبت إلى مكتبه ولم يكن هناك .. لم اتعمد أن أتي إلى مكتبك
شعر جوزيف بالحزن من حديث والده المؤلم ، ثم حرك رأسه بخفة وتحدث بصوت مبحوح من فرط تأثره :
-يبدو أنه ذهب ليتفقد العطر الجديد
-حسنا .. سأنتظره في المكتب
ثم غادر متجه نحو مكتب جان والذي لم يذهب إليه كما أخبر جوزيف ، بل تعمد أن يذهب إلى جوزيف بحجة البحث عن جان ليرى ، اشتاق إلى ابنه وللحديث معه ولكن يود أن يعاقبه ، بمجرد أن دخل المكتب نهض جان ليرحب به كثيراً ..
فيما اشعل جوزيف سيجارة وألقى بجسده على الأريكة بعد أن أمر مديرة مكتبه ألا تدخل أحد الأن
******
تلتقط ساره بعض الصور لنجوم المجلة الخاصة بالعطور ، والتقطت بعض الصور لزجاجات العطور الفاخرة بشكل راقي محترف ، حتى جاء توماس و وقف ينظر إليها وهي تقلب الصور داخل الكاميرا، ثم ابتسم وتقدم نحوها و وقف يصبح عليها ، فنظرت إليه بلهفة ثم ابتسمت ومدت يدها قائلة :
-مرحبا توماس بك
صافحها بابتسامة اعجاب واضحة وقال :
-توماس فقط من فضلك
-حسنا
ثم سحبت يدها من يده فأخرج كاميرا باهظة الثمن ليريها إلى ساره ، فأعجبت بها كثيراً و وضعت الكاميرا خاصتها على المقعد لتأخذ كاميرا توماس ، وأخذت تفحصها وهي تصفر بإعجاب ثم نظرت إليه قائلة :
-رائعة .. منذ متى وأنت تصور؟!
-الأن .. أنا طالب وأنتِ أستاذتي
ارتفع حاجبيها بمرح ثم تنهدت بعمق وهي تقول بحماس :
-حسنا .. سنبدأ الأن ..
ثم نظرت إلى الأشجار المجاورة وأشارت إليها قائلة :
-أتعلم ! .. التصوير أحساس .. التعمق في التفكير
ثم أمسكت بإحدى أوراق الشجر وتابعت :
-اذا كنت تود تصوير الأوراق تلك .. فيجب عليك أن تحسها أولا .. تلتقط لهما الصورة في خيالك .. ثم تحاول أن تلتقط الأوراق بنفس احساسك بهما وتصويرك لهما في خيالك
ثم رفعت الكاميرا إلى عيناها والتقطت صوره رائعة للأوراق لتريها إلى توماس ، ليعبر عن إعجابه بهذه الصورة فابتسمت بحماس ثم التقطت بعض الصور ، حتى خرج أرنو إلى البهو ليتابع الشغل ، حتى لفت نظره ساره التي تقف مع توماس وتري شيئا ما في الكاميرا ، شعر بالغضب وأخذ يجز أسنانه ثم أشار إلى الجميع يصيح بعصبية :
-الكل ينتبه إلى شغله .. لا للهو والضحك حتى تنتهوا من شغلكم
لينظر الجميع إليه في دهشة ، مما أعطت ساره الكاميرا إلى توماس وطلبت منه أن يلتقط بعض الصور حتى تعود ، ثم ركضت إلى أرنو الذي دخل ، لتلحق به أمام المصعد الكهربائي مناديه عليه ، فنظر إليها بجمود حتى وقفت أمامه تلتقط أنفاسها بهدوء ثم تساءلت :
-ما سبب انفعالك ؟!
-لا شيء .. أود أن ينتهي الشغل
-حسنا .. لماذا تركتني في المطعم وذهبت ؟!
زفر بسأم ثم تحدث بغيظ :
-حتى لا يراك حبيبك معي فيتشاجر معك
اتسعت عيناها في دهشة وحدقت به للحظات ، ثم قالت بصوت هادئ :
-لم ولن يرانا يا أرنو
ثم استأذنت وعادت إلى توماس ، ألقت نظره على الصور التي التقطها لتهنئه عليها ثم عادت إلى شغلها وهي شارده ويبدو عليها الحزن مما لاحظ توماس ذلك
******
كان يتحدث في الهاتف ثم أنهى المكالمة بابتسامة انتصار ، ثم نظر إلى بيير الجالس بجواره وقال بنبرة شيطانية :
-تم وضع المادة المسرطنة بنجاح
***