الفصل السابع عشر

طلعت الفصل واستنيت الكل يتجمع عشان الامتحان ومكنش موجود حد غيري لان الكل تحت منتظرين الجرس عشان كله يروح فصله، قعدت اشغل نفسي بالفون ومأخدتش بالى من سامى اللى دخلت الفصل ولقيتها قربت منى وقعدت على الديسك فبصيت لها لقيتها بتبصلى ووشها عليه تعبير مش فهماه، لقيتها بتقول
كنتى فين كل دا؟
رديت عليها بصوت واطي
كنت مسافرة
ليه اختفيت ملك؟
كنت خائفة
منى؟
ايوا أنا مش عارفة انت مين ولا ايه حكايتك ولا اللى انت فيه دا ايه ولا قولت عنى ايه لاصحابك
انا مقولتش حاجة ولا هقول ملك
طيب ولما هو كدا ليه اذتنى ليه عملت فيا كدا؟
لقيتها بصتلى بصة غريبة وقالتلى
لانى عاوز اعمل كدا
سابتنى ومشيت وانا مكنتش عارفة ايه اللى هيحصل بعد كدا
هنا أوقفتها امل عن الاسترسال فى الحكى وقررت أن تسألها بضع أسئلة
طيب ملك انا حابة احكى معك شوى قبل ما اعرف شو صار بعدين
تمام اتفضلى
هلا بعرف انك كنت في حالة صدمة وما كان الموردة الفعل المتوقعة بهيك موقف بس فينى أسألك كيف كان شعورها وقتها؟
الصراحة مقدرش احدد متنسيش انى شربت منشط ودا خلانى مش قادرة اقول انى رفضت الأمر أو مستمتعتش بيه ويمكن دا اللى خلانى اتقبل اللى حصل بعد كدا
مش دا قصدى يا ملك، ليه محستيش بالظلم أو أنك تعبتى أو فكرتى تكلمنى حدا مامتك مثلا
مامى؟ طبعا لأ، يمكن تحسي أن ردود فعلى باردة على حاجة مهمة كدا بس الوسط اللى كنت عايشة فيه مكنش بيهتم بالامور دى ولا بتشغلنا ولا كنت متعلقة بكوني فيرجن أو لا لكن أنا اللى مكنتش حابة دا ولا حابة اكون كدا، كنت بتمنى احب شخص أبدأ معاه حياتى
حاولت أمل أن تضغط عليها أكثر كى تخبرها عن رده فعلها الحقيقية فهى لا تعتقد أن هناك من ستتعامل بهذا البرود مع اغتصابها باى طريقة كانت
لكن هيدا برود ملك، ياللى حصل هو اغتصاب حتى وإن مقامتيهوش كيف مرأتى الأمر هيك؟
ما ممرته أنا اللى حسيت بالذل والتعب، أنا هربت عشان محدش يشوف ضعفي، أنا قضيت شهر بعيط وبتحسر على حالى
ليش ما خبرتى والدتك ليش؟
مامى ميهمهاش حد، اهم حاجة منظرها قدام أصحابها وفي المجتمع المهملة بتاعها، عمرها ما دورت عليا ولا سألت أنا عاملة ايه
لهيك انت ما لومتى سامى على اللى حصل؟
طبعا تخيلى واحدة عايشة على الهامش هتدور علي حد غريب اذاها يمكن الشيء الوحيد اللى حبيته أنه سامى شافتنى او كانت عوزانى حتى لو عشان تتحكم فيا أو تمسك عليا ذلة
أمسكت امل قلمها وسجلت اولى ملاحظاتها على الحالة، هى لم تهتم بكل ماقيل كون الفتاه لم تخبرها عن سبب ما هى به حتى وضعت يدها على ما تسبب في المشكلة من الأساس "فقد الاهتمام"
تمام ملك وما دام هيك فأنت اكيد فكرتى بهاى المرة ياللى كنتى فيها مع سامى على أساس أنها أول تجربة ليك؟
ايوا طبعا تجربة عشتها واللى معرفتش وقتها أن سامى عملت كدا عشان محسش بالرفض من ناحيتها، رغم اختلاف وضعنا إلا أننا كنا زى بعض حاسين بالرفض من الجميع
وليش هى حاسة بهيك؟ هل بسبب وضعها؟ أم شي تانى؟
للاسف كانت حاسة بنبذ من نوع اخر، رغم ثقتها في نفسها الظاهرية دى الا انها كانت فعلا وحيدة وهشة جدا، بعد اليوم دا حسيت بأنها بتحمينى حتى من نظرات البنات وبدأ بعضهم يقربلى عشان يرضوها، لغاية ما في يوم لقيت البنت اللى كانت صاحبتها دى بتكلمنى وبتقولى اشمعنى انا، ليه سامى حبتنى
استغربت اللى بتقوله حب ايه وظفت ايه الوضع كله غلط؟ ازاى تحبنى أو احبها دا مخالف الفطرة
هنا سألتها امل
وهل انتى خبرتيها بهيك؟
طبعا لا لكن نفيت أنى بحب حد ولا يمكن اعمل كدا ولو حصل لا يمكن تكون سامى
مكنتش اعرف انها سمعت اللى قولته وأنها كانت واقفة برة معرفش ليه لما خرجت ولقيتنا حسيت بالاحراج خاصة لما شوفت نظرتها المكسورة للحظة قبل ما تقلب برود ، سبتها ومشيت ومهمنيش حاجة أنا مش منهم ولا من وسطهم ولا عاوزة ابقي كدا
تمام كل دا منيح شو ياللى خلاك رجعت لها الطريق؟
لان رفضي مستمرش كتير، والدى أترقب في منصب أعلى وانشغل اكتر ووالدتى بقي عاشت حياتها خروج وسفر وانا بقيت شيء هامشي يشوفونى وقت ما يحبوا لغاية ما في يوم تعبت وكانت الدادة في اجازتها، يومها مكنتش عارفة اعمل ايه ولا اتصل بمين الخدم ناموا وانا لوحدي. لقيتنى بتصل عليها هى وللاسف جاتلى فورا و جابت دكتور وفضلت جنبي طول الليل لكن لما صحيت الصبح ملقتهاش ولما اتصلت عليها لقيتها بترد بلهفة خائفة اكون تعبت تانى لكن لقيتنى بشكرها قالتلى مافيش داعى أنا كنت هعمل كدا لاى حد
رجعنا المدرسة وبرودها ناحيتى زاد مبقتش حتى بتبصلى وعرفت انها صاحبت البنت اللى وقعتنى فيها وعرفت انها نسينتنى خلاص ودا ضايقنى وهنا عرفت انى اتغيرت وميولى اتغيرت وخوفت وللاسف اخدت قرار ندمت عليه بعدين
شو عملتى؟
قبلت انى لصاحب ولد زميلنا كان معجب فينى وبدأت أخرج معاه وكنت فاكرة انى نسيت سامى واللى حصل بس للاسف دا اكدلى انى مش هيبقي طبيعية تانى، في يوم خرجنا واحنا في عربيته باينة وساعتها محستش بحاجة وافتكرت بوسة سامى ولقيت قلبي بيدق ولما رجعت البيت كنت عاوزة اتكلم مع مامى بس كالعادة لقيتها مشغولة ولما حاولت احكيلها لقيتها مسمعتش ولا كلمة وكان ردى الآلى يا حبيبتى اعملى اللى انت عوزاه
ردها دا عرفنى انى كل اللى قولته دخل من ودن وخرج من التانية وانها مسمعتنيش اصلا تخيلى اقولها انى فقدت عذريتى مع بنت غصبتنى على دا ومتسمعنيش؟
شعرت هنا امل بمدى التخبط الذي كانت فيه الفتاة بسبب لامبالاة والدتها التى ظنت بأن توفير المال والعيش الرغد سيعوض ابنتها عن وجودها
توقعت امل ما حدث بعد ذلك وقد أكدته ملك
خرجت من البيت وروحت لها اول ما فتحت لى الباب لقيتنى اتخضت بس رسمت البرود وساأتنى ايه اللى جابنى هنا؟ وأنها مش فاضي إلى
اتحرجت من كلامها وافتكرت أن معاها حد محستش بنفسي غير ودموعى على وشي بعتذر لها وكنت همشي لقيتها وقفتنى وبصتلى بحيرة
مالك ملك؟
محتاجلك قوى
من بين دموعى شوفتها وهى محتارة لكن أنا قررت انى أنهى حيرتها واترميت في حضنها وضمتها جامد
هى كمان حضنتنى وشدتنى ودخلنا شقتها وقفلنا الباب، قعدتنى على كنبة الانترية وقعدت جنبي وفضلت تطبطب عليا لغاية ما هديت وحسيت بنفسي
أنا اسفة جيت من غير ما اقول بس معرفتش اروح فين غير هنا، اسفة لو عطلتك عن صحبتك انا همشي
وفعلا لسة هقوم لقيتها شدتنى اقعد تانى
محدش بيجى هنا، عمر ما واحدة منهم جات هنا غيرك
اتكسفت ساعتها بس هى بعدت عنى ورجعت لبرودها معايا وسالتنى ليه جيت ومين زعلنى
مكنتش عاوزة اتكلم ولا كنت عاوزة ابعد عنها ولقيتنى بقرب منها وانا اللى بوستها، مش همسي صدمتها ساعتها بس هى بعدتنى عنها وقامت وهى بتزعق فيها
ايه اللى بتعمليه دا، وفين صاحبك؟ ولا مش مدكيش اللى عوزاه فجيالى ؟
اتحرجت من كلمتها لأنها افتكرت انى زى البنات التانية اللى بيستغلوها عشان ميتقلش أنهم على علاقة بولاد
بعدت عنها وانا مش عارفة اقولها ايه
أنا اسفة افتكرت انك محتاجنى زى ما أنا محتاجلك
لقيتها ضحكت وقالتلى أنها عندها الف واحدة تديلها اللى هى عوزاه
بصيت لها بلوم
لو كان اللى عوزاه هو دا بس ففعلا في الف حد يدهونى بس انا كنت عاوزة حاجة تانية وشكلها مش موجودة عندك وذكاىي خانى بعتذر
اول ما وصلت للباب لقيتها شدتنى لحضنها ولقيتنى ببكى وبحكيلها اللى أنا فيه وانى لوحدى ومحدش بيحبنى وانى حاسة انى كماليات في حياة والدى ووالدتى حاجة كدا زى ضريبة زواج
محستش بنفسي امتى كنت في حضنها وانتى وصلنا السرير وانتى حصل دا بينا برضايا بدون غصب او تأثير تانى وقد ايه كنت مبسوطة وسألتها اغلب سؤال ساعتها
هو أنا ممكن احمل؟
ساعتها ضحكت جدا رغم الالم اللى في ضحكتها
لا، لانى مش راجل كامل أنا ست وراجل في بعض
بس انت مائل لراجل اكتر ليه محبوس في جسم ست؟ انت جاى من مجتمع متحضر
وقتها بعد عنى وبدأ يحكيلى عن معاناته من صغره ومع تفكير والدته اللى شجعته أنه يفضل كدا، ولما جه مصر معاها حس بالفرق لكن هو مش حابب دا بس والدته مش راضية تسمح ليه يتغير وهو حابب دا دلوقتى
نسينا نفسنا وفضلنا مع بعض وانا سلمت أنه دا اللى أنا نحتاجها، حب واهتمام وكمان متعة في السر ومحدش يقدر يحاسبنى عليها

تمام ملك بس هيك انت دخلت لهاى العالم غلط، كون سامى رجل بيخليك شبه طبيعية لأنها لو كانت صديق سوى كنت هتميلى اله
دا حقيقي بس هى مش سوية ولا انا، وعشنا كدا كتير لغاية ما خلصت الثانوية وقررت اكمل دراستى برة وفعلا سافرنا مع بعض وعيشنا هنا بحريتنا لكن....
لكن ايه؟
أنا مش عاوزة كدا أنا عاوزة حياة بجد نتجوز ونعيش كزوج وزوجة
وشو يا اللى منعك هون في قانون لزواج بيسمحلكن بهيك شي
أنا عاوزة أعيش حياة طبيعية اولا سامى مش على دينى ولا هى راجل ولا ست أنا عاوزة حياة سوية
طيب ليش ما تسيبيها؟
دا اللى أنا خائفة منه انى اكون بقيت كدا، متعودة على انى اكون معاها مش مع راجل وخائفة تخسرها
مافى حدا بياخد كل شي ملك لازم تعترفى أن في مشكلة لتساعدينى اعالجها
انت في السابق كنتى بتدورى على سيف زوون وكانت سامى هى الامان كله لكن هلا انت حرة وبدأت تفكرى والأمر هون الو شقين الاول انك عاوزانى اقولك ابعدى لتكوني سوية أو أنك متعلقة فيها حقيقي وبدك حل وفي هيك حالة لازم تكونى انت وهى متواجدين معا لأجل المشكل لان واضح أنه سامى نفسها عنها مشكلة في تقبل حقيقتها
للاسف دا حقيقي لدرجة أنها أخفت حقيقتها وأنها ست وبتتعامل أننا ...
غير سويين مش هيك؟
ايوا طبعا ورافضة كونها رجل نهائي
تمام لهيك إذا كانت العلاقة بينكم قوية حقيقي راح تخليها تجى معك وبنشوف هلا شو الحل
يعنى انت شايفة كدا، مش هتقوليلى حرام وحلال؟
بدك تسمعى من شو ملك؟ الأمر طبعا مو طبيعي وغلط كبير بس انا طبيبة وما بقدر أوجهك هيك  انت راشدة وعارفة أنه هبلة الأمر غلط لهيك اجيتى لهون وما سالتى شيخ مثلا، لانك عارفة أنه في مشكلة لان لو أمر دينى كنتى اقلعتى عنه فورا من غير مساعدتى حتى
للاسف دى الحقيقة
سؤال اخير ملك وين اهلك من على اشياء ؟
والدتى لما عرفت تعاملت لتحضر طبعا وقالتلى براحتك
شعرت امل بالمها وشعرت أنها تمنت أن يكون موقف والدتها مختلف
أنهت امل الجلسة وطلبت من ملك أن تتواصل معها إذا ما أقنعت شريكها بالحضور، واستعدت لجلسة دافيد
جلست امل تسجل الملاحظات جميعها وكم شعرت بالسوء مما تفعله بعض الأمهات بأبنائهن، الانجاب ليسة مهمة سهلة فتلك مسؤولية كبيرة لا يقدرها البعض قدرها

أسند ديمون راسه للخلف بعدما انهي حديثه مع الطبيبة علي الهاتف ، شعر براحة كبيرة غمرته بسعادة ، علي إحدي جانبيه كانت تقف الممرضة التي وضعت المحقن في المحلول المعلق علي جانبه الموصول بمحقن اخر في ظهر يده ، في تلك الاثناء وضع الهاتف بجانبه شعر ان جفنه قد ثقل كثيرا لذا إستسلم له فس سعادة وغاص في عالم أخر ، عالم قد رسم كل تفصيلة فيه دون ان ينسي واحدة ، نسي العالم حوله وتذكرها هي ، وحدها حبيبته الغائبة بجسدها لكنها لم تغب بروحها التي طالما كانت رفيقة له في رحلته .
هناك علي الشاطئ شاهدها وهي تهرع نحوه في سعادة ، كانت تستدير حول نفسها عدة مرات ، وكان ردائها الفضفاض يتموج مع كل حركة تفعلها ، فستانها الازرق المليئ بوردات بيضاء مزينة داخل الفستان ، وشعرها الاسود الذي يطير بسلاسة في الهواء دون عائق يمنعه ، او يقيد حركته .
في تلك الاثناء كان ديمون نائما علي كرسي بالقرب من البحر ، يطالعها بسعادة وعلي محياه إبتسامة جميلة ، لم ينسي تفاصيل ووجهها المشرق الباسم او عيونها الخجولة وهي تضحك له ، كل هذا لم ينساه فهي متجسدة امامه في سعادة .
تمني ان يغمرها بين يديه لكنه كلما حاول الحركة من فوق الكرسي ، شعر انها تبتعد عنه ، كلما تحرك إبتعدت حاول التماسك او النداء عليها لكنها لم تسمعه ، ووجد ضجيج حوله لا يعرف من اين اتي قد حجب صوته عنها ، في تلك الاثناء شعر بثقل قوي جثي علي قلبه لا يدري من اين هذا الالم ، انه يعلم ما يحدث ، لكن حلمه اصبح بالنسبة له صعب المنال يريد ان يتحدث معها او يسمعها ، لكن هذا الذي يمنعه ، يجبره علي الانتظار ولكن إلي متي .
بعد عدة ساعات إستيقظ من نومه ، ونظر في ساعة هاتفه إكتشف ان الوقت قد تخطي منتصف الليل بعدة ساعات فتح هاتفه ونظر فيه بلهفة فقد إنتظر ان تشاهد الطبيبة رسائله لكي يخبرها بالمزيد والمزيد من الحكايات التي مرت عليه .
رغم هذا عندما لم يجد اغلق الرسائل وراح يفتح رسائل رحمة ثم تنهد وضع اصابعه علي الرسائل كي يرسل لها رسالة تسارعت ضربات قلبه بشدة قبل ان يضغط علي صورتها فتحها وتمعن فيها وإلي تفاصيلها الجميلة التي إشتاق لها بشدة
ثم عزم اخيرا ان يبعث  لها برسالة أخيرا  كتب فيها :-
وحشتيني .
نظرا الي الحروف النابعة من قلبه قبل ان يرسلها تردد قليلا قبل ان يضغط علي زر الارسال واخيرا ضغط عليه ليتفأجا بانها وصلت وقد انيرت الخطين في الرسالة
ليتفأجا بانها قالت له :-
انت مين
تبا لهذا الوجع الذي صدمه ، لا يصدق بانها سالت من هو هل حقا ازالت رقم هاتفه بصدق ، ام يخيل اليه لكنه اصر ان يبقي معها فقال :-
معقول نسيتيني ؟
ليتفاجا بانها قالت له :-
سنتين كانت كفيلة اني انسي كل حاجة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي