الفصل السابع والعشرين

بسم الله الرحمن الرحيم
رأس حربه
الفصل السابع و العشرين


عمر الغلط ما يستمر ، و عمر المخطئ ما هيفضل يهرب كتير
مسير الحق يبان ، و مش انسان الي هينتقم لا هو ربنا الحق الي بيمهل و لا يهمل و الي بيظهروا الحق من البشر ما هم الا اسباب .

صباح يوم جديد
سدرة قررت تروح النادي الي استدعاها عشان ترجع للمران للموسم الجديد
دخلت و حست ان في عيون مركزه معاها و كان في حاجه غلط فيها ، هي فاهمه هما بيقولوا عليها ايه بس هي و كالعاده و لا هاممها .

دخلت و في لاعبات اصحابها رحبوا بيها ، جالهم سليمان الي رحب بيهم و بعدين اتكلم :
طبعا احنا في فتره جديده و مختلفه المدرب اتغير و بالتالي الخطط اتغيرت .

محدش عقب بس هو كمل :
عشان كده هبدأ اغير بعض الحاجات و الي كنت شيفها غلط و سبب في اي تقصير .

اتنحنح بصوت عالي و قال :
بداية الدفاع الي كنا ماشيين بيه هيفضل زي ما هو ، بس اثناء التمرينات ممكن القي حد من الدكه اتقدم و الي من الاساسي في حاجه عنده مش مظبوطه دلوقتي الوضع هيتغير و طبعا باقي الفرقه هحدد هتبقي ازاي بس عشان نعرف كل ده ياريت تقسمولي نفسكم فريقين عشان نبدأ نشوف الدنيا ازاي .

بالفعل بدأوا و بدأ يتابع سدرة كويس اوي و بعد ما خلصوا تمرين و الماتش الي كان ما بينهم و طبعا كان فريق فيه هايدي و الضد كان فيه سدره ، جمعهم تاني و اتكلم :
بعد بكره في ماتش لينا و بكره هحدد القايمه الاساسيه بس قبلها هناخد راحه و نرجع ندرب علي العرضيات دي اهم حاجه ، اتفضلوا

مشيوا و هايدي اتكلمت :
مش عيزاك تحطني اساسي عشان خطيتنا عيزاك تبقي مقتنع .

كانت بتقولها بشويه دلع فهو قال بنفس طريقتها او بنفس مغزي كلامها :
هو علي الاقتناع انتي عارفه انك مهاجم علي ما تفرج بس انا هتصرف مالكيش دعوه .

ماضايقتش بس ضحكت و سابته و مشيت و هو فضل يبص عليها اما سدرة فلاحظت و انجي كانت جمبها فسدرة قالت :
من امتي هايدي و سليمان بيتكلموا ؟

جاوبتها انجي و هي مش فاهمه اهتمام سدره :
من قبل فرحك تقريبا ، بتسألي ليه ؟

هزت دماغها و هي بتحاول تبعد اي ظن وحش و قالت :
لا عادي استغربت بس

زيد نزل من بيته راح لبيت عز ، استناه تحت و هو دقيقتين و نزل و اول ما شافه ابتسم و قال :
صباح الخير

رد عليه عز بنفس البسمه :
ياه يا زيد بقالي كتير ماشوفتش الضحكه دي ، صباح النور يا سيدي .

بص زيد في الارض و بعدين قال بهدوء :
كنت مغيب شويه بس الحمد لله ، المهم عايز اروح المصحه ضروري .

خبط عز علي كتفه زيد و هو بيقول :
ده اكيد يلا بينا .

و فعلا خدوا تاكس عشان يروحوا ، بي زيد اول ما ركب سال بعد ما تردد كتير اوي اخيرا قرر يتجرأ و يسأل :
احم هي مكه عامله ايه دلوقتي ؟

بصله عز للحظه بصمت و بعدين قال :
كويسه الحمد لله بقت احسن .

هز راسه باقتناع و معقبش ، عز حاسس لا متاكد ان في حاجه ناحية زيد ، هي بقي كانت موجوده و مش باينه او ماكنتش موجوده اصلا و لسه ظاهره مش عارف بس مسيره يتكلم ، و لو مش هيبقي الكلام ليه اكيد هيبقي الكلام لمكه .

شركه شبير
راحت الاء لوحدها نوعا ما مش خايفه ، اصل خلاص اهلها و عرفوا و الي كانت خايفه منه حصل ، ما بقتش باقيه علي حاجه .

دخلت و كانت هتقعد بس اتفجأت بعاصم قاعد و مستنيها ، اتصنعت البرود و قعدت مكانها و بكل سلاسه اتكلمت :
أؤمر ؟

كان حاطط ايده علي وشه في وضع الانتظار بس نزلها اول ما اتكلمت ، اتكلم بسخريه و قال :
و جوزك ده بقي ظهر امتي ؟

بينت انها مش هاممها و قالت :
و الله كان موجود بس اكيد مش هفضل ماشيه في الشارع اقول للكل اني اتجوزت .

هز راسه بيحاول يقتنع و بعدين قال :
الموضوع مش داخل دماغي و طول عمر الغلط بيتكشف فمتقلقيش هنعرف الحقيقه قريب .

رجعت ضهرها لورا و قالت :
زي غلطات عمك و غلطاتك انت كمان صح ، و لا اه صح انتو رجاله مابتغلطوش معاكوا تصريح ملائكي معصومين بيه من الخطأ استغفر الله العظيم .

رفع حاجبه و ما تكلمش ، خد نفس و بعدين قام و عدل بدلته و قال :
مايفرقش معايا كلامك ، بس في ظرف اسبوع و ده بناءا علي كلام كبار العيله لو القسيمه ماظهرتش في نفس اليوم هتبقي مراتي انا و ملك ليا .

سابها و مشي بعد مارماها ببصه استهزاء ، اما هي اول ما مشي الوش الي كانت مصدراه و هو وش القوه نزلته و حطت ايدها علي وشها حست انها خلاص هتنتهي ، حطت ايدها علي راسها بتفكر في حل ، ما هي بردو بين نارين توافق علي عز بسرعه كده و لا ماتوافقش و هما يخدوها .

ماعرفتش تعمل حاجه غير انها كلمت عز الي رد عليها بسرعه و هي قالت بنبره حاولت تهديها :
عز ينفع اشوفك ؟

هو قلق منها فقال :
ساعه و اكون عندك .

قفلت السكه و من بعدها خدت شنطتها و مشيت من الشركه خالص .

اودام باب النادي
خرجت سدرة لقت عبيد مستنيها ، راحتله ببسمه جميله و هو كان مستنيها في فارغ الصبر :
كل ده تأخير ؟

كان سؤاله الي ردت عليه بشويه دلع و قالت :
حقك عليا يا بيبي اول يوم و سليمان كان بيحاول يعمل شو بقي .

هز راسه بتفهم و بعدين قال :
طب يلا عشان هنتغدي بره .

ابتسمت جامد و قالت :
اوبااا حيث كده بقي ناكل سمك .

ضحك لانه اتفاجا من اختيارها و قال :
يا سلام اشمعنا سمك ؟

ردت عليه و هي بتشاور بايدها و قالت :
اصلي بحبه اوووووي اوووي يا باشا اه و الله و يلا عشان انا هفتانه و جوعت

اديته مفتاح عربيتها و هو فتحلها الباب و قعدت و هو قعد جمبها و شغل العربيه و انطلق .

أما في المصحه
الدكتور قدر يخلي زيد و عز يتكلموا مع شهاب الي حالته بقت احسن من الاول ، زيد بيحاول يفهم من شهاب هو شهاب بيتهته شويه في كلامه و ده هو مش عارف سببه بس المهم انه بيحاول و بيصبر عليه عشان يفهمه .

سأل زيد باستفسار :
ايوه انت بقي تقدر تعرف مكان لهاله لانها بجد اختفت فص ملح و داب .

رد عليه شهاب بصعوبه :
عندها مكانين ممكن اقولك عليهم ، بس غير كده انا معرفش .

عز رد بسرعه و قال :
قول العنوان طيب .

هز راسه بموافقه و ملي العناوين لزيد الي اول ما خلص بص لشهاب و قال :
معلش تعبتك ، انا لازم امشي دلوقتي بس هجيلك تاني .

كان هيمشي شهاب مسك ايده فوقفه ، زيد بصله بتساؤل و شهاب قال :
رجعلي ماما ، انا من غيرها اضيع يا زيد ، قالتلي عنك انك جدع جه الوقت انك تبقي جدع معاها .

نبرته قهرته و في لحظه حضنه هو مشقف عليه شاب بس بعقل عيل صغير مر بكتير و جه الوقت يرد جميل من جمايل نجلاء
اينعم كانت طريقتها غلط بس حاولت تعمل صح ، اينعم كان نص اغراضها لنفسها بس غصب عنها و ما نقدرش ننكر الحلو الي هي عملته .

مكه صحيت من النوم بعد ما حاولت تنام كتير اووي ، كوابيس كانت بتجيلها و حاجات كتير اوي زي عياط و غيره ، حاجات كانت بتخليها تقوم مفزوعه و خايفه ، قدروا يكلموا الدكتور و يديها منوم و ده الي خلاها تنام حبه ، امها دخلت عليها و بالصدفه لانها كانت كل شويه تدخل تطمن عليها ، لقيتها صاحيه راحتلها و قعدت علي طرف السرير ، حضنا وشها بكفيها و سألت بقلق :
عامله ايه يا قلب امك دلوقتي ؟

مكه كان وشها شاحب بس ردت ببسمه جميله :
الحمد لله احسن كتير .

فضلت مامتها تحسس علي وشها من خوفها و مكه بتحاول تصدق انها رجعت لمامتها و في لحظه حضنتها جامد و امها ضمتها و كأنها بقالها قرن بعيد عنها ، قدروا الاتنين يمسكوا دموعهم و بعدين امها خرجتها من حضنها و قالت :
اوعي يا بت ده انا النشاط خدني النهارده و قدرت اقوم اعمل كوبايه شاي بلبن زي ما بتحبي و حطيت الاكل جمبه استني اجبهولك .

ضحكت مكه و امها سابتها و قامت و هي بتتسند علي الحيطه عشان تروح ، هي قادره تمشي عادي بس عوامل ابسن خلاها تعرج و بتلجا في نص الطريق كده لحاجه تنسند عليها .

اتنهدت مكه و بعدين مسكت التليفون الي معاها ، هو تليفون ادهولها عز امبارح و قررت تكلمه ، حطت الفون علي ودنها و لحظات و اتكلمت :
الو !

بس قلبها دق جامد لما لقته زيد :
ازيك يا مكه .

يا ربي صوته و اسمها مع بعض قلبها دق جامد و معرفتش تتكلم و كان السكوت هي بدايه القصيده .

كانو قاعدين في المطعم بياكلوا و بيضحكوا بالذات علي طريقه اكل سدرة للسمك و عبيد اول واحد اتكلم :
يا حبيبتي واحده واحده السمكه بتعوم مش بتطير فماتخفيش .

اتكلمت و هي بتبلع :
بس يا عبيد انت مش فاهم بقالي كتير نفسي ريحاله و بعدين السمك بالنسبالي حياه في ناس كتيره مش بتحبه مش عارفه ازاي ده بيدي طاقه و فعلا بيخلي الواحد ذكي مش كلام و خلاص .

حط ايده تحت دقنه و فضل يتفرج عليها و هي بتاكل ، هي وقفت لما لقته بيتأملها فسالت :
في ايه ؟

رد و هو لسه علي وضعه و بضحكه بسيطه قال :
بحبك .

يا الله سدره اخيرا الخجل عرفلها طريق ، لا و خدودها كمان احمرت و كأنها حاسه انها بنت لاول مره بعيدا عن الجو التاني الي كانت عيشاه ده .

لسه كانت هتتكلم بس تليفونها رن ، بصت و كان رقم بيتهم استغربت و عبيد رمي نظره علي الاسم الي مستغرباله بس قال :
ردي .

ردت فعلا :
الو

سمعت الي اتقلها و بصدمه قالت :
ا انت بتقول ايه ؟ بابا !

في مكان تاني خالص جوه مصر و هو المطار ، نزل علي و معاك اخته من الطياره اخيرا بعد رحله طويله ، و هو كان باين عليه الفلوس من حيث اللبس و غيره ، بص يمين و شمال بعد ما طلع من المطار و قال لاخته :
ها هنعمل ايه بقي ؟

اتكلمت بردو نجوة و هي و كأنها واحده تاني خالص و قالت :
تعالي بس نطلع علي اي فندق و وقتها نفكر و قبل اي حاجه لازملنا واحد يكون مش معروف لمكه و لا لاي حد من الحاره لان هو الي هيجبلنا قرارها .

نهايه الاشرار زي ما بيقوله و بدايه لكل حياة حلوه و لناس كان كل امنيتها تبقي مبسوطه و عايشه و مش اكتر من كده في الفصول الاخيره من رأس حربه تابعوني

تيسير محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي