الفصل الخامس عشر

انا كنت خائفا عليك كثيرا ، لقد .. لقد تابعتلك وكنت خائفا عليك وتعجبت انك ما زلت صامدا وجالسا هنا ، حاولت ان ااتي لك لكني توقفت وابيت ذلك رايت انك تريد ان تختلي بنفسك وانا لم اريد ان اقتطع من خلوتك ، لذا إنتظرتك هنا ، ووجدت انك ما زلت جالسا وبعد وقت شاهدتك وانت تميل علي جانبك لذا خفت عليك كثيرا وغبت عن الوعي ،
عندما حضرت بالقرب منك حاولت إيقاظك كثيرا لكنك لم تستيقظ هاتفت سيارة الاسعاف وها انت الان إطمئننت عليك وسأرحل الان .
نظر له ديمون بدهشة وساله :-
إلي اين ترحل ؟
بال له مجيبا :-
صدقني يا ديمون انا لم اعد مرتحا معك ، اقصد اشعر بالنفور منك برغم علاقتنا ، نفور غريب لذا اريد ان اتركك واشعر بانك لا ترغب في .
اريد ان اسالك ديمون هل حقا ترغب ان استمر معك ام ان شعوري هذا غير صحيح ؟
نكس ديمون راسه في أسف وقبل ان يتكلم قال له زي :-
اعلم ان شعوري هذا صحيح لذا اردت ان اتاكد منك ، سامحني انا سارحل .
أمسك ديمون يده سريعا ونظر له بأسف قائلا :-
أعتقد ان القدر اراد ان انفصل عن نفسي يوما ما ، فرحلت انا ايضا عن نفسي وتركتها تتألم بما يكفي ، لكني لم اعد اطيق ان اعيش بدونها ، لقد سئمت من حياتي كثيرا دون جدوي هي ، اتا أشعر بك حقا وصدقا ، لكن هناك .. هناك شئ داخلي يرفض الكثير والكثير من الامور التي تؤرقني هناك ليال ظالمة تأتي علي تجعلني اختنق ، أخاف هذا الخوف النابع داخلي اعرف مداه ، اعرف شعوره الغريب ، لكن العلاج بعيد حقا عني ، بعيد حد الدرجة التي يؤلمني بها ، أعتذر منك يا زي .
ربت زي علي يده بحزن وأسف وقال وهو يخاول التماسك :-
لا تعتذر ديمون ، لقد تمتعت معك بايام جميلة مرحا فيها سويا انا لم ازعل منك ابدا صدقني ، لقد ارتضيت بك حبيبا ، لكنك لم ترتضي بي حبيبا ، ها هي الحياة ديمون .
ترك زي يد ديمون ونهض واقفا حاول ان يزيح تلك العبرات التي استقرت داخل عيونه ، حاول محوها سريعا ، قبل ان يرحل دون عودة .
أراح ديمون راسه علي الوسادة وهو يتذكر الكثير الذي مر عليه وفوق كل هذا تذكر هذا الكابوس المقيت الذي لم يدري معناه حتي هذه اللحظة ، لذا ترك العنان لنفسه يستريح قبل ان يضع خطته القادمة ماذا سيفعل ، لكن البداية بالنسبة له هو استكمال حياته الطبيعية ، سيبدء برحلة العلاج اولا ، لكن هناك شي يطالبه بان يهاتف رحمة ،نظر جانبه شاهد هاتفه موضوعا علي المنضدة ، مد يده والتقطه علي الفور وجد الهاتف قد فرغت بطاريته ، تنهد في ضيق وقام بالضغط علي الزر فوق فراشه حضرت له الممرضة وهنا طلب منها شاحن لهاتفه غادرت الممرضة لكي تحضر له واحدا ، وعندما عادت كانت قد جلبته معها ، واعطته اياه لكي يشحن هاتفه
وضع الشاحن سريعا في هاتفه وإنتظر قليلا حتي أضاء ، فتحه في عجالة لتقابله صورة حبيبته رحمة التي إبتسم سريعا لرؤيتها فهي الشفاء بعد العناء والراحة بعد التعب تنهد وقام بتقبيل شاشة هاتفه بشوق وسط نظرات الممرضة التي تعجبت له ، لم يكترث لنظراتها الفضوليه لكنه فتح الداتا الخاصة بالهاتف وإنتظر قليلا اراد يبعث للطبيبة رسائل كثيرة ففي جعبته الكثير والكثير من القصص ، ما إن فتح الرسائل بينهم وجدها قد تركت له رسالة قبل ان تستكمل قراءة رسائلها فقد كتبت له :-
أنا إستنيت تحكيلي بقيت حكايتك بس الوقت طول والايام عدت ومفيش اي رسائل منك ، أنا معاك وقولتلك مدام عندك استعداد انك تحكيلي اللي جواك هتلاقيني جمبك ومش هقصر معاك ، كل اللي عوزاه انك تقولي علي كل اللي شاغل تفكيرك واللي خلاك تتغير وانا سمعت البداية ، عاوزة اقولك انك مش مريض ولا حاجة ، احيانا التعود بيكون اقسي من المرض ، انك خلاص اتعودت علي حاجة وافضها دا بيكون مؤلم خاصة لو حاسس انك بتعملها كده مش مجرد انك حاببها ، وعشان كده انا جمبك ، دي حاجة الحاجة التانية ، الحب اللي جواك كبير ، ودا مخلي الدافع عندك اكبر انك تتغير ، انا هتعامل معاك نقول زي الحرامي اللي بيسرق وهو مش محتاج ، او السائل اللي بيمد ايده رغم انه مش عاوز ، كل دول مش عاوزين او مش محتاجين ، بس حاجة جواهم بتطلب منهم انهم يعملو كده ، ودول بتكون حدة تعبهم او تعودهم خفيفة عشان كده بيخفوا بسرعة جدا ، انت كمان كده انت مش مريض ، دي حالة طفيفة اللي جواك ، وحبك دا السلاح اللي هتواجه بيه حالتك دي ، حبك واخلاصك هيخليك تتخلص من معاناة وجعتك وتعبتك ليالي ، انا مبسوطة انك بتتعالج لوحدك شعورك واحساسك دا كفيل انه يغيرك .
بس محتاجة اعرف انفصالك عن رحمة ، لاننا لازم نلاقي النقط الاساسية قبل ما تكمل وترجع تاني ، وتكون متأكد من مشاعرها هي كمان ، بأنها تكون عوزاك هي كمان ، مش مجرد انك سيبتها .
لا بالعكس انت لازم تكون مستعد للمواجهة ليه سيبتها واتخليت صحيح عندك اسبابك لكن فيه اسباب وامور بتكون اقوي مننا ازاي نواجهه دا كله بدون اننا ما نقل في عيون نفسنا ، انا واثقة انك قدها وهتقدر تكمل من غير مواجهة ولا غيره بس اهم حاجة ازاي توصل لمرحلة الرضا عن نفسك دا مبدئيا وازاي تتقبل ماضيك بدون خجل من نفسك حتي لو هتقفل الباب لازم تكون راضي تماما قبل ماتدفن كل حاجة ، انا منتظرة انك تكمل معايا وتحكيلي وواثقة انك قدها ..
قرا ديمون هذا الكلام في سعادة تملكت منه ، ادرك حقا انه يسير نحو الدرب الصحيح ، ادرك اخيرا ان السعادة قد تكمن في أمور بسيطة لم نكن علي دراية كافية بها ، راي ان الهناء والفرح قريب منه  محرد خطوات بسيطة ويصل نحو وجهته سالما ، لكن عليه ان يصعد الجبل كي يصل للنهاية التي ارادها بصدق ، ورضي عنها من داخله ، يريد ان يبذل هذا المجهود الشاق كي يستلذ بالذة الوصول ، وهو علي يقين بنفسه وبقدراته الكامنة داخله تنفس الصعداء بحب وسعادة ، إستشعر هذا البصيص القادم من بعيد ، ربما أيضا لرؤيته ل رحمة التي اصبحت حلم صعب المنال بالنسبة له لكنه اقسم في قرارة نفسه انه سيبذل ما استطاع من قوة كي يكمل الطريق الذي سيظل الوجهة الاساسية له ، هذا الممر المليئ بالورور المزينة تحت سماء ساطعة وشمس منيرة يكاد نورها يخترق القلوب والعقول في سعادة وفرح ، دون خوف مستتر ،هذا هو الذي يريده ، يريد من قلبه هذا كله تحت السماء الالهية دون ان يختفي في النهار الفاضح ويستتر في الظلام الذي يخفي ما يريد وفوق كل هذا يريد بصدق ان يرجع الي الله بكل ذرة داخله قلبا وقالبا ، نعم بصدق يتمني هذا الشي بصدق ، اراح راسه للخلف وتنهد فقد بات تحقيق حلمه علي اعتاب النور وستنقشع غمامة اليأس وستحل محلها السعادة الحقيقة  فتح الهاتف بعدما اعتدل وقرر ان يرسل لطبيبته ما تبقي من حكاية يريد ان يقص عليها كل شئ دون خجل فقد ارتاح قلبه كثيرا ما ان ارسل إليها وقد باتت كلماتها بلسم لشفاء هذا الجرح النافذ داخل قلبه فكتب لها
انا حكيت ليكي عن عمي ابو رحمة الراجل الطيب الاصيل اللي معرفتش اواجهه ولا اقول حاجة انا فاكر اخر حاجة كانت بينا قبل النهاية  لما بكيت ليه في التلفون وقولتله سامحني وقتها سكت وقالي بالنص كده انا يابني مسامحك والله ومش زعلان منك انا عارف ان اكيد فيه ظروف انا حاسس بيك ،بس صعبان علي بنتي
وقتها اتا رديت عليه وقولتله بنتك دي ملكة وكانت تستاهل حد احسن مني اديني فرصة وهرجع تاني  ليها قولها تستناني انا بحبها وعمري ما حبيبت ولا هحب حد غيرها
قالي وقتها وهي عمرها ما حبت ولا هتحب حد غيرك يابني وانا مستنيك بس متطولش الغيبة انا بقالي سنتين غايب عنها باقي شهرين وخلاص السنتين يخلصوا
مش عاوزهم يخلصوا قبل ما اكون راجع ليها ولحضنها هي حبيبتي وروحي ودنيتي .
وقت ما اتقدملتلها كان جون وقتها لسة متوفي وقلت خلاص ادخل في علاقة جديدة انسي بيها وكنت حاسس بان عندي لا مبالاة وخلاص المفروض وقتها
كنت اتعالج او علي الاقل اتكلم مع حد وافضفض معاه مش ادهل في علاقة تراكمية فيها لخبطة كبيرة وكتيرة وكلها تناقضات لا انا اخترت الطريق الاسهل وفكرت انه عادي ومفيهاش حاجة والدنيا تمام وخلصنا ، لكن للاسف الدنيا باظت بالنسبالي خطبت رحمة ورجعت بعد ٣شهور لمصر وقولت ادي لنفسي فرصة والفترة دي انا كنت بتكلم معاها في الفون وعلي النت وكده عشان ناخد علي بعض ، ابتديت احس مشاعر حلوة قوي منها الخوف والقلق واللهفة والحنية والطيبة ، بس بصراحة مكنتش يعني حاسس بدا كله ، بصي انا كنت مبسوط بس مش قادر احدد كل المشاعر دي ، ومش فاهمها بصراحة بس كنت بستلذ بالاحساس دا خاصة ان رحمة بنت دلوعة ومحترمة ، وكنت بحترم فيها ذكائها جدا ودا انا كنت حابه فيها ومستلطف دا كله ، لما رجعت مصر كنت اول حاجة عاوز اعملها اني اروح ليها ، وهي كانت طايرة من الفرحة ، او مرة اشوف عيون بتطلع قلوب ، انا رحت قعدت تقريبا تلت ساعة مع والدها ووالدتها واخوها الكبير ، وكان وقت جميل ، وكنت رايح معايا شنطة خاصة برحمة بس كانت اكبر واحلي شنطة ، تخيلي لفيت علي شنطة لونها بينك عشانها ، سالتها اجبلك ايه قالتلي كفاية انت ، تخيلي الكلمة دي كانت كفيلة اني اجمع البلد كلها واوديها ليها في سعادة ، وبعد شوية دخلت علي ، عارفة  البدر في ليلة تمامه اهي هي ، كانت لا بسة بلوزة زرقا باللون السما وجيبة كحلي غامق ، وطرحه مزيج باللونين مع الاصفر  ،مع وشها المنور كانت رائعة بكل تفاصيلها حقيقي ، مكنتش حاطة حاجة علي وشها خالص ، يادوب روج لونه بينك وتقريبا كحل ، مع ان عيونها كحيلة وجميلة تخليكي تبصي ليها ومتنزليش عيونك من عليها ، او ما شوفتها قمت وقفت ليها ولما سلمت علي بوست ايديها ، اول مرة اعملها في حياتي كانت ليها واخر مرة كانت معاها ، بصراحة كنت جايب ليها خاتم سولتير ، وكانت في جيبي ليها ، انا مكنتش بغريها بحاجة ، هي عيونها حلوة ، وعمرها ماقالت غير الحلو كله تفتكري استخسر فيها حاجة انتي غصب عنك هتلاقي حاجة جواكي بتحركك عشانها ومش عاوزة تعملي حاجة الا ليها بكل حب حقيقي هو دا كان احساسي وقتها ، قعدت علي كرسي بعيد عني شوية ، كنت سايبها علي راحتها حتي لما كانت بتبص في الارض كمان استنيت مردتش اتكلم غير لما هي تتكلم او تقول حاجة ، كنت عاوز اسمع صوتها وهي بتحكي زي ما كانت بتحكي علي التلفون ، كنت بكون مبسوط قوي
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي