الفصل الاول
فى احدى المنازل القديمة
التي كانت تتميز بكثرة الغرف والممرات
تعيش اسرة صغيرة
مكونة من الام والاب والابن عابد
اسرة هادئة
من الطبقة الارستقراطية فى ذلك الوقت القديم
كان عابد المدلل لهذا المنزل
فهو الابن الوحيد لظافر وكاميليا
اللذان حضرا سويا من احدى دول الخليج العربي
كاميليا.عابد حبيبى
صباح الخير ياقلب ماما
يلا نصحى علشان ميعاد الفطار
عابد طفل وسيم ويتمتع بشدة الجمال
فهو صاحب العينان الزرقاء
والشعر الاصفر
استيقظ عابد
وهو يفتح عينيه بتكاسل
عابد.بونجور ماما
كاميليا بأبتسامة.بونجور يا عيون ماما
يلا بينا الفطار جاهز
ادخل على الحمام يلا اغسل اسنانك ووشك
ويلا حصلنى على السفرة
بابا مستنينا
عابد.حاضر
خرجت كاميليا بأبتسامتها الجميلة
وردائها الرقيق
بلونه الزهرى
ونهض عابد من سريره واتجه نحو باب الحمام
الموجود داخل غرفته
التى تتميز بمظاهر الترف والثراء
قام بغسل وجهه واسنانه
وخرج استبدل ملابسه
كعادة تلك الطبقة فى الزمن القديم
وخرج من غرفته بعد ما تأكد من مظهره
عابد بأبتسامة.بونجور بابا
ظافر.بونجور يا عابد
ينفع كده كل ده مستنيك علشان افطر
عابد بأبتسامة طفل صاحب عشر اعوام.اسف يا بابا
لكن انا متأخرتش
كاميليا بأبتسامه.خلاص يا ظافر
سيب الولد بقى يفطر
بلاش الهزار اللى بيحسسه انه غلط ده
ظافر بيضحك.لاء طبعا عابد باشا ظافر مبيغلطش ابدا
انا بحب بس اشوفه وهو بيبرر
بيعجبنى توتره
عابد.بقى كده يعنى يابابا
عجبك انى بقلق اكون ضايقتك
ظافر.حبيبى انا مقدرش ابدا اضايق منك
يلا افطر بقى
ابتسم ظافر وكاميليا وعابدا
وابتدوا يتناولوا بوجبتهم بسعادة
حتى انتهوا من الطعام
واستعد ظافر وكاميليا لشرب الشاى
وتناول ظافر عصير البرتقال المفضل بالنسبة له
ظافر.انا هخرج
هخلص شوية اشغال
علشان الرحلة بتاعت نهاية الاسبوع
عايز اكون جاهز ومش شاغل بالى بأى حاجة غير الاجازة بتاعتنا
عابد بفرحة.انا فرحان جدا انى اخيرا هروح بيت المزرعة
انا بحب البيت ده اكتر من هنا
كاميليا.غريب انت يا عابد
يعنى بتحب البيت اللى هناك
برغم انه اصغر من هنا بكتير
ومفيش فيه كل الالعاب اللى هنا
ولا كل وسائل الترفيه اللى انت بتحبها
عابد.ايوة انا بحب هناك
هادى جدا
ومنظر البحر من الشباك شكله بيجنن
غير ان الارض الخضرا اللى قدام البيت ممتعة بالنسبالى
وبحب جدا الدفاية اللى فى البيت هناك
ظافر.قنوع اوى انت يا عابد
بيعجبنى فيك انك بتحب البساطة
مش زى الاطفال اللى بتعجبها لالعاب والمظاهر المبالغ فيها
ابتسم عابد
وانهى ظافر فنجان الشاى الخاص به
واستعد للخروج
نهضت كاميليا وعابد لتوديعه
بأجمل ابتسامه وحب
تركهم ظافر وخرج اتجه نحو سيارته
اخدها وتحرك
كاميليا.يلا بينا احنا بقى يا عابد
نطلع نجهز الحاجات اللى هناخدها معانا
اوعى تنسى حاجة
عابد.لا يا ماما
متقلقيش
انا تقريبا عارف كل اللى هحتاجه هناك
ومجهزه كل اللى هيحصل بس انى هحط حاجتى فى الشنطة
كاميليا.برافو عليك ياحبيب ماما
خلاص تعالى معايا بقى ساعدنى انا
صعد عابد وكاميليا لغرفتها
وقاموا بتجهيز الشنط
وحاولت الا تنسى اى شئ سوف يحتاجون اليه فى هذا المنزل المتطرف بعيدا عن المدينة بعدة كيلومترات
كاميليا.واخيرا خلصنا
يلا بقى نروح اوضتك نحط العابك وحاجتك فى الشنط
عابد.يلا بينا
بس انا مش هاخد العاب
انا هاخد معايا الكتب بتاعتى بحب جدا القرأة فى الهدوء اللى هناك ده
كاميليا.اول مرة اشوف طفل فى سنك بيبعد عن اللعب
وبيتشد للكتب وبس
ابتسم عابد
وتحرك هو وكاميليا الى غرفته
وابتدوا يجمعوا ملابسه واغراضه الشخصية
واختار الكتب بعناية شديدة ووضعها بداخل حقيبته
كاميليا.كده كل حاجه جاهزة
مش باقى غير اننا نروح بقى
عابد.اااه ياماما
اد ايه الجو هناك صحى جدا
ومفيد
بس مقولتليش ياماما
هو البيت ده انتم امتى اشترتوه
وليه مش بنعيش هناك علطول
كاميليا وهى تجلس على حافة سرير عابد.البيت ده بتاع جدك الكبير
هو اللى عمله بنفسه
من بداية ما كان مجرد اوضة واحدة بس
لحد ما قدر يخليه البيت اللى انت بتحب تروح تقعد فيه ده
هو اللى اشتغل وعرف يعمل كل حاجة فيه وساعدوه فى الشغل ده اشخاص كتير
عابد.واضح انهم كانوا متمرسين وشاطرين يا ماما
علشان كده عملوا بيت بالجمال والهدوء ده
كاميليا.لاء خالص
دول كانوا اطفال صغيرين
اكبر طفل فيهم كان عنده 14 سنة
هما كانوا مش بيصمموا اى حاجة
لكن هما كانوا بس بينفذوا اللى بيطلبه منهم
عابد.اطفال
طيب مش حرام يا ماما فى السن ده اطفال تشتغل شغل شاق ومتعب للدرجة دى
ازاى جدى قبل انهم يتعبوا كده
كاميليا.هما اهاليهم اللى كانت بتيجى لجدك تطلب منه انه يشغلهم
او يشوفلهم شغل
علشان كانوا بيحتاجوا فلوس
وجدك لأن الاطفال دى كانت بتصعب عليه
كان بيخليهم يساعدوه فى اللى بيعمله
احسن من انهم يشتغلوا فى مزرعة ولا منحل ولا حتى مصنع
لأن التعب فيهم هيكون اكتر
مش بس كده يا عابد
جدك كمان
كان عاملهم اوض كتير جوة البيت
يناموا فيها
وكان دايما يدفع لأهاليهم الفلوس اللى بيحتاجوها
عابد بعدم اقتناع.لاء انا بصراحة ياماما مش قادر اقتنع ان فيه اطفال فى السن ده بدل ما تلعب وتتعلم
تشتغل وتتعب
كاميليا.كل ناس لها ظروفها ياعابد
مش كل الناس تقدر على مصاريف التعليم واللعب
والحياة طبقات
فيها الغني وفيها الفقير
عابد.طيب ياماما
هو انا مش مقتنع
بس يمكن انتم ليكم وجهة نظركم
انا هقوم اتدرب شوية على البيانو
كاميليا.طيب ياحبيبى
وانا هكمل اللى ورايا فى البيت
علشان نكون جاهزين ومفيش ورانا حاجة
ونقعد نكمل دروس الفرنساوى بتاعتنا
عابد.طيب يا ماما
بعد اذنك
مر اليوم بأحداثه المعتادة
عابد يتدرب على العزف على البيانو
كاميليا التى تفضل ان تكون مسؤلة عن كل شئ داخل منزلها
ولا تسمح لأحد ابدا ان ساعدها فى مسؤلياتها تجاه عابد وظافر
وبعدما انجزت المهام الخاصة بمنزلها
انهت عملها فى تعليم ودراسة اللغات لأبنها عابد
عاد ظافر من الخارج
ويحمل فى يده حقيبة
قابله عابد بسعادة وترحيب
ظافر.اهلا بالبطل بتاعى
عرفت انك كنت ممتاز النهاردة فى البيانو
وكمان فى الدروس بتاعتك
عابد.طبعا انت عارفنى يابابا
الا المذاكرة
دى متعة بالنسبالي
ظافر.وعلشان كده قررت انى اجيبلك هدية هتعجبك جدا
عابد بسعادة.بجد هى ايه
ظافر.جيبتلك سلسلة الكتب الجديدة اللى كنت عايزها
عابد بيتنطط من الفرحة.بجد
مش ممكن
شكرا يا بابا
الف الف شكر
ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك
ظافر.علشان تقرأ فى الاجازة براحتك
وتستمتع بالطريقة اللى بتعجبك
عابد اخذ من يد ابيه الحقيبة الممتلئة بالكتب التى كان يتمنى الحصول عليها
واخذ يجول فى المنزل فرحا
امام نظر كاميليا وظافر السعداء بأبنهم الوحيد وحماسه للتعلم والاطلاع
ظافر.كاميليا
احنا ممكن نمشى الصبح على فكرة
جاهزة ولا لسه فيه حاجة وراكي عايزة تعمليها
كاميليا.لا كل حاجة جاهزة
انا بس هجهز حاجات بسيطة كده
ساندوتشات وعصير
علشان الطريق
تحب حاجة معينة
انا اخدت معايا كل حاجة خاصة بيك بتحتاجها هناك
فيه حاجة معينة عايزها تكون معانا
ظافر.لاء انا عارف ان انتى بتهتمى بكل حاجتى
وعارف انك مستحيل تكوني ناسية حاجة
كاميليا.مالك يا ظافر
راجع وشك متغير
لما خرجت الصبح كنت احسن من كده
ظافر.مفيش يا كاميليا
انا كويس
كاميليا بعدم اقتناع.لاء انا عارفاك كويس
فى حاجة فى الشغل
ظافر بحزن.يعنى شوية مشاكل
ان شاء الله تتحل
كويس اننا اجازة علشان اريح اعصابى من الضغط ده
كاميليا.طيب مش حابب تحكيلى
ظافر.مش دلوقتى
خلينا بس نطلع الاوضة فوق عايز اخد دش
واغير هدومي
جسمى كله مكسر
كاميليا.طيب تعالى انا هدلكلك ضهرك وهخلي جسمك يفك
واعصابك تهدا
ظافر بأبتسامة.ربنا يخليكي ليا
صعد ظافر وكاميليا الى غرفتهم
قامت هى بتجهيز الحمام
واتجه هو للداخل
واستمر تحت المياه الساخنه وكأنه يلقى بكل افكاره وضغوطاته مع تساقط قطرات المياه على جسده
خرج من الحمام
وكانت كاميليا فى انتظاره بأبتسامتها الجميله
كاميليا.حمام الهنا
يلا تعالى بقى نام على السرير
واهدا خالص
مش عايزاك تفكر فى اى حاجة
ابتسم ظافر وسمع كلام مراته
وابتديت بأيديها الناعمة
تدلك جسم ظافر برقة ونعومة
حتى استسلم للراحة وارتخاء اعصابه وغمض عنيه
وراح فى النوم
ابتسمت كاميليا وخرجت من غرفتها متجهة الى غرفة عابد
غابد بفرحة.ماما انا اخدت الكتب فى الشنطة بتاعتى
بس خليت كتاب اقرأه فى الطريق
انا متحمس جدا
كاميليا.طيب ممكن بقى نتغدا الاول
وبعدين نشوف موضوع الحماس ده
علشان انا شايفة ان انت ناسى الاكل بتاعك
عابد.شبعان ياماما
الفرحة شبعتنى والله
كاميليا.لاء مفيش حاجة اسمها كده
يلا انزل معايا اتغدا واطلع اقرأ شوية ونام بدرى علشان
هنمش الصبح بدرى
عابد.طيب مش هتتغدوا معايا
كاميليا.بابا نام شوية علشان راجع من الشغل مرهق
لما يصحى يبقى ياكل اى حاجة خفيفة
يلا بينا بقى
عابد يسير بجوار كاميليا وعلى وجهه كل علامات السعادة
فهو يعشق الكتب
التي كانت تتميز بكثرة الغرف والممرات
تعيش اسرة صغيرة
مكونة من الام والاب والابن عابد
اسرة هادئة
من الطبقة الارستقراطية فى ذلك الوقت القديم
كان عابد المدلل لهذا المنزل
فهو الابن الوحيد لظافر وكاميليا
اللذان حضرا سويا من احدى دول الخليج العربي
كاميليا.عابد حبيبى
صباح الخير ياقلب ماما
يلا نصحى علشان ميعاد الفطار
عابد طفل وسيم ويتمتع بشدة الجمال
فهو صاحب العينان الزرقاء
والشعر الاصفر
استيقظ عابد
وهو يفتح عينيه بتكاسل
عابد.بونجور ماما
كاميليا بأبتسامة.بونجور يا عيون ماما
يلا بينا الفطار جاهز
ادخل على الحمام يلا اغسل اسنانك ووشك
ويلا حصلنى على السفرة
بابا مستنينا
عابد.حاضر
خرجت كاميليا بأبتسامتها الجميلة
وردائها الرقيق
بلونه الزهرى
ونهض عابد من سريره واتجه نحو باب الحمام
الموجود داخل غرفته
التى تتميز بمظاهر الترف والثراء
قام بغسل وجهه واسنانه
وخرج استبدل ملابسه
كعادة تلك الطبقة فى الزمن القديم
وخرج من غرفته بعد ما تأكد من مظهره
عابد بأبتسامة.بونجور بابا
ظافر.بونجور يا عابد
ينفع كده كل ده مستنيك علشان افطر
عابد بأبتسامة طفل صاحب عشر اعوام.اسف يا بابا
لكن انا متأخرتش
كاميليا بأبتسامه.خلاص يا ظافر
سيب الولد بقى يفطر
بلاش الهزار اللى بيحسسه انه غلط ده
ظافر بيضحك.لاء طبعا عابد باشا ظافر مبيغلطش ابدا
انا بحب بس اشوفه وهو بيبرر
بيعجبنى توتره
عابد.بقى كده يعنى يابابا
عجبك انى بقلق اكون ضايقتك
ظافر.حبيبى انا مقدرش ابدا اضايق منك
يلا افطر بقى
ابتسم ظافر وكاميليا وعابدا
وابتدوا يتناولوا بوجبتهم بسعادة
حتى انتهوا من الطعام
واستعد ظافر وكاميليا لشرب الشاى
وتناول ظافر عصير البرتقال المفضل بالنسبة له
ظافر.انا هخرج
هخلص شوية اشغال
علشان الرحلة بتاعت نهاية الاسبوع
عايز اكون جاهز ومش شاغل بالى بأى حاجة غير الاجازة بتاعتنا
عابد بفرحة.انا فرحان جدا انى اخيرا هروح بيت المزرعة
انا بحب البيت ده اكتر من هنا
كاميليا.غريب انت يا عابد
يعنى بتحب البيت اللى هناك
برغم انه اصغر من هنا بكتير
ومفيش فيه كل الالعاب اللى هنا
ولا كل وسائل الترفيه اللى انت بتحبها
عابد.ايوة انا بحب هناك
هادى جدا
ومنظر البحر من الشباك شكله بيجنن
غير ان الارض الخضرا اللى قدام البيت ممتعة بالنسبالى
وبحب جدا الدفاية اللى فى البيت هناك
ظافر.قنوع اوى انت يا عابد
بيعجبنى فيك انك بتحب البساطة
مش زى الاطفال اللى بتعجبها لالعاب والمظاهر المبالغ فيها
ابتسم عابد
وانهى ظافر فنجان الشاى الخاص به
واستعد للخروج
نهضت كاميليا وعابد لتوديعه
بأجمل ابتسامه وحب
تركهم ظافر وخرج اتجه نحو سيارته
اخدها وتحرك
كاميليا.يلا بينا احنا بقى يا عابد
نطلع نجهز الحاجات اللى هناخدها معانا
اوعى تنسى حاجة
عابد.لا يا ماما
متقلقيش
انا تقريبا عارف كل اللى هحتاجه هناك
ومجهزه كل اللى هيحصل بس انى هحط حاجتى فى الشنطة
كاميليا.برافو عليك ياحبيب ماما
خلاص تعالى معايا بقى ساعدنى انا
صعد عابد وكاميليا لغرفتها
وقاموا بتجهيز الشنط
وحاولت الا تنسى اى شئ سوف يحتاجون اليه فى هذا المنزل المتطرف بعيدا عن المدينة بعدة كيلومترات
كاميليا.واخيرا خلصنا
يلا بقى نروح اوضتك نحط العابك وحاجتك فى الشنط
عابد.يلا بينا
بس انا مش هاخد العاب
انا هاخد معايا الكتب بتاعتى بحب جدا القرأة فى الهدوء اللى هناك ده
كاميليا.اول مرة اشوف طفل فى سنك بيبعد عن اللعب
وبيتشد للكتب وبس
ابتسم عابد
وتحرك هو وكاميليا الى غرفته
وابتدوا يجمعوا ملابسه واغراضه الشخصية
واختار الكتب بعناية شديدة ووضعها بداخل حقيبته
كاميليا.كده كل حاجه جاهزة
مش باقى غير اننا نروح بقى
عابد.اااه ياماما
اد ايه الجو هناك صحى جدا
ومفيد
بس مقولتليش ياماما
هو البيت ده انتم امتى اشترتوه
وليه مش بنعيش هناك علطول
كاميليا وهى تجلس على حافة سرير عابد.البيت ده بتاع جدك الكبير
هو اللى عمله بنفسه
من بداية ما كان مجرد اوضة واحدة بس
لحد ما قدر يخليه البيت اللى انت بتحب تروح تقعد فيه ده
هو اللى اشتغل وعرف يعمل كل حاجة فيه وساعدوه فى الشغل ده اشخاص كتير
عابد.واضح انهم كانوا متمرسين وشاطرين يا ماما
علشان كده عملوا بيت بالجمال والهدوء ده
كاميليا.لاء خالص
دول كانوا اطفال صغيرين
اكبر طفل فيهم كان عنده 14 سنة
هما كانوا مش بيصمموا اى حاجة
لكن هما كانوا بس بينفذوا اللى بيطلبه منهم
عابد.اطفال
طيب مش حرام يا ماما فى السن ده اطفال تشتغل شغل شاق ومتعب للدرجة دى
ازاى جدى قبل انهم يتعبوا كده
كاميليا.هما اهاليهم اللى كانت بتيجى لجدك تطلب منه انه يشغلهم
او يشوفلهم شغل
علشان كانوا بيحتاجوا فلوس
وجدك لأن الاطفال دى كانت بتصعب عليه
كان بيخليهم يساعدوه فى اللى بيعمله
احسن من انهم يشتغلوا فى مزرعة ولا منحل ولا حتى مصنع
لأن التعب فيهم هيكون اكتر
مش بس كده يا عابد
جدك كمان
كان عاملهم اوض كتير جوة البيت
يناموا فيها
وكان دايما يدفع لأهاليهم الفلوس اللى بيحتاجوها
عابد بعدم اقتناع.لاء انا بصراحة ياماما مش قادر اقتنع ان فيه اطفال فى السن ده بدل ما تلعب وتتعلم
تشتغل وتتعب
كاميليا.كل ناس لها ظروفها ياعابد
مش كل الناس تقدر على مصاريف التعليم واللعب
والحياة طبقات
فيها الغني وفيها الفقير
عابد.طيب ياماما
هو انا مش مقتنع
بس يمكن انتم ليكم وجهة نظركم
انا هقوم اتدرب شوية على البيانو
كاميليا.طيب ياحبيبى
وانا هكمل اللى ورايا فى البيت
علشان نكون جاهزين ومفيش ورانا حاجة
ونقعد نكمل دروس الفرنساوى بتاعتنا
عابد.طيب يا ماما
بعد اذنك
مر اليوم بأحداثه المعتادة
عابد يتدرب على العزف على البيانو
كاميليا التى تفضل ان تكون مسؤلة عن كل شئ داخل منزلها
ولا تسمح لأحد ابدا ان ساعدها فى مسؤلياتها تجاه عابد وظافر
وبعدما انجزت المهام الخاصة بمنزلها
انهت عملها فى تعليم ودراسة اللغات لأبنها عابد
عاد ظافر من الخارج
ويحمل فى يده حقيبة
قابله عابد بسعادة وترحيب
ظافر.اهلا بالبطل بتاعى
عرفت انك كنت ممتاز النهاردة فى البيانو
وكمان فى الدروس بتاعتك
عابد.طبعا انت عارفنى يابابا
الا المذاكرة
دى متعة بالنسبالي
ظافر.وعلشان كده قررت انى اجيبلك هدية هتعجبك جدا
عابد بسعادة.بجد هى ايه
ظافر.جيبتلك سلسلة الكتب الجديدة اللى كنت عايزها
عابد بيتنطط من الفرحة.بجد
مش ممكن
شكرا يا بابا
الف الف شكر
ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك
ظافر.علشان تقرأ فى الاجازة براحتك
وتستمتع بالطريقة اللى بتعجبك
عابد اخذ من يد ابيه الحقيبة الممتلئة بالكتب التى كان يتمنى الحصول عليها
واخذ يجول فى المنزل فرحا
امام نظر كاميليا وظافر السعداء بأبنهم الوحيد وحماسه للتعلم والاطلاع
ظافر.كاميليا
احنا ممكن نمشى الصبح على فكرة
جاهزة ولا لسه فيه حاجة وراكي عايزة تعمليها
كاميليا.لا كل حاجة جاهزة
انا بس هجهز حاجات بسيطة كده
ساندوتشات وعصير
علشان الطريق
تحب حاجة معينة
انا اخدت معايا كل حاجة خاصة بيك بتحتاجها هناك
فيه حاجة معينة عايزها تكون معانا
ظافر.لاء انا عارف ان انتى بتهتمى بكل حاجتى
وعارف انك مستحيل تكوني ناسية حاجة
كاميليا.مالك يا ظافر
راجع وشك متغير
لما خرجت الصبح كنت احسن من كده
ظافر.مفيش يا كاميليا
انا كويس
كاميليا بعدم اقتناع.لاء انا عارفاك كويس
فى حاجة فى الشغل
ظافر بحزن.يعنى شوية مشاكل
ان شاء الله تتحل
كويس اننا اجازة علشان اريح اعصابى من الضغط ده
كاميليا.طيب مش حابب تحكيلى
ظافر.مش دلوقتى
خلينا بس نطلع الاوضة فوق عايز اخد دش
واغير هدومي
جسمى كله مكسر
كاميليا.طيب تعالى انا هدلكلك ضهرك وهخلي جسمك يفك
واعصابك تهدا
ظافر بأبتسامة.ربنا يخليكي ليا
صعد ظافر وكاميليا الى غرفتهم
قامت هى بتجهيز الحمام
واتجه هو للداخل
واستمر تحت المياه الساخنه وكأنه يلقى بكل افكاره وضغوطاته مع تساقط قطرات المياه على جسده
خرج من الحمام
وكانت كاميليا فى انتظاره بأبتسامتها الجميله
كاميليا.حمام الهنا
يلا تعالى بقى نام على السرير
واهدا خالص
مش عايزاك تفكر فى اى حاجة
ابتسم ظافر وسمع كلام مراته
وابتديت بأيديها الناعمة
تدلك جسم ظافر برقة ونعومة
حتى استسلم للراحة وارتخاء اعصابه وغمض عنيه
وراح فى النوم
ابتسمت كاميليا وخرجت من غرفتها متجهة الى غرفة عابد
غابد بفرحة.ماما انا اخدت الكتب فى الشنطة بتاعتى
بس خليت كتاب اقرأه فى الطريق
انا متحمس جدا
كاميليا.طيب ممكن بقى نتغدا الاول
وبعدين نشوف موضوع الحماس ده
علشان انا شايفة ان انت ناسى الاكل بتاعك
عابد.شبعان ياماما
الفرحة شبعتنى والله
كاميليا.لاء مفيش حاجة اسمها كده
يلا انزل معايا اتغدا واطلع اقرأ شوية ونام بدرى علشان
هنمش الصبح بدرى
عابد.طيب مش هتتغدوا معايا
كاميليا.بابا نام شوية علشان راجع من الشغل مرهق
لما يصحى يبقى ياكل اى حاجة خفيفة
يلا بينا بقى
عابد يسير بجوار كاميليا وعلى وجهه كل علامات السعادة
فهو يعشق الكتب