الفصل الرابع والعشرين

بسم الله الرحمن الرحيم
رأس حربه
الفصل الرابع و العشرين

الناس الجميله الي روحها حلوه دايما تلاقي ناس كتير مش حبنها يمكن عشان هي اجمل منهم و تتحب عنهم ، يمكن القرب من ربنا هو الي محلي الناس دي ، لا ده اكيد بس ثقه في ربنا اي حد قريب منه محمي و متصان في رعايه ربنا و كل الي بيمر به ما هو الا اختبارات ...

صدمة اجتاحتها مش عارفه تقول اي بصت لاخوها و ساكته ما توقعتش ان ده رد فعله ، لحظة هو ليه ضربها اصلا و ايه الي حصل هي مش عارفه مش فاهمه
هي اصلا ساكته و مش بتتكلم طول طريق السفر مش عارفه تقول اي حاجه كل الي في دماغها اللحظه الي توصل فيها اودام اخوها و تترمي في حضنه تشتكيله الي حصلها و الي صابها
زيد اتقدم و بقي الفاصل بينها و بين عز و اتكلم بانفعال :
- عز في ايه ليه تضربها كده يا اخي انت ماتعرفش الي حصلها
عز رد عليه بعصبيه و تحذير و قال :
- انت تبعد عني خالص عشان العيب مش عليك العيب علي اختي و الي مني هعرف اشوف شغلي معاه .
- عززز فوق هو ايه الي حصل اصلا ، ليه بتضربها ؟
بص علي اخته و اتكلم بزعيق و طريقه كرهت فيها نفسها :
- الهانم المتربيه المحترمه تهرب من جوزها مع حبيبها و فاكره اني مش هعرف اطولها لا و تكتب لجوزها بعين بجحه انها مش بتحبه و انها هتهرب ... طب مش خايفه مني و لا منه تخاف من ربنا ايه هتزني ؟
زيد زقه بكل قوته و من ضعف عز وقع علي الكرسي الي وراه فبالتالي كان قاعد و زيد بعلو صوته اتكلم :
- انت دماغك دي متركبه ايه فهمني ، اختك في فرنسا اتخطفت و الباشا علي هو السبب في كل ده و كان متفق مع الراجل .
- انت جاي تكدب عليا
- بذكائك لو هي هربت فعلا هترجعلك تاني ليه ، فكر يا عز ... علي اتفق مع واحد غني اوي ان هو يجبله مكه بطريقه ما في حين يتجوزها و يطلقها في فرنسا و ده ليه عشان الباشا الغني جه طلبها منك و انت رفضت و هي يعني طيبتها هي الي خليتها تصدق علي و تنقذ الراجل ده من الموت لما فقد بنته .
عز سرح شويه هو فاكر حاجه زي دي حصلت ، بص علي اخته لقي وشها شاحب و هي مش في الدنيا اصلا
سدرة و سهير و الاء راحولها بيكلموها و هي و لا هنا
امها الي كانت علي درايه بكل ده اتحملت علي نفسها و قامت و شايفه كل الي حصل و ساكته
عبيد بيتابع في صمت و لقي كل كلام زيد صح و قرر انه يسانده
- عز انا شايف ان كلامه منطقي ... هو ازاي راجل مراته تسيبه ما يجيش يشوفك و يهد الدنيا ، يطلقها بكل سهوله و يسافر و يختفي هو و اخته كمان مين الي في الموضوع ده غلطان لو الكلام ده صح هل هو و لا بنتنا .
مكه زي ما هي و كأنها صنم ، هي تعبت من الي حصل بس لا خلاص مش قادره تصمد بعد كده خاصه لما اخوها بص في عنيها و ابتدي يشوفها بقلبه
حست للحظه ان الدنيا بتلف بيها خاصه بعد ما عرفت انه طلقها كده اتأكدت ظنونها لانها و لحد ما جت هنا كانت مكدبه الراجل و مصدقه ان علي ما يعملش كده ، ده جوزها ازاي كده و في لحظه كانت وقعت من طولها من الصدمه و الدنيا بقت سوده .

اما فاروق فكان في وادي تاني ، قاعد في مكانه من امبارح لا يري و لا يسمع و لا يتكلم
بيفتكر بس كل الي فات بيفتكر ازاي قدر يقتل اخوه و مراته ، ايوه هو قاتلهم خطط و دبر و كان فاكر ان ولادهم معاهم بس لا ازاي ربنا بيمهل و لا يهمل ابدا

عودة للماضي

فايز الي عبيد دلوقتي في شبه منه كتير كان بيلاعب التوأم اولاده الي نايمين علي السرير بيحمد ربنا في كل ثانيه علي الرزق العظيم ده
- يلا يا علا بسرعه عايزين نلحق معاد الزياره
- حاضر يا حبيبي ما تقلقش ، الزياره ساعتين و لو كده هنتصرف و ندخل
كانت اودامه و هو قام وقف اودامها و باس جبينها
- مالك يا حبيبي ؟
- مش عارف بس يمكن مبسوط
- ربنا يسعدك دايما و يديك علي اد قلبك .
بص لولاده و بعدين قال :
- نفسي اعيش لحد ما اجوزهم يا علا
- هتعيش و هتجوزهم و تشوف عيالهم كمان
- يارب
اتنهد في الاخيره بقلق و بعدين علا اتكلمت :
- بس انت ليه اصريت علي زيد و عبيد
- هههه انتي ناسيه ولا ايه انتي اتريقتي اول ما عرفتي انهم توأم و قولتي هجيب زيد و عبيد قولت والله لاسميهم كده بقي و اعقدك اكتر
ضحكت جامد و ماعلقتش اما هو فقال :
- طب يلا هاتي العيال و تعالي نلحق زياره ممدوح
- ربنا يعفو عنه يارب و يشفيه
- يارب
( ممدوح ده كان زميل علا و فايز الي كان بيكبر علا بسنتين بس كانوا التلاته كليه واحده و يعتبر هو الي جوزهم لبعض )
قابلوا عبد العظيم الي كان بيشتغل عندهم ، و برغم انه بيشتغل عندهم الا انه كان صاحب فايز
- علي فين كده ؟
- ابدا رايحين نزور ممدروح
- هتروحوا بالعيال كده ؟
- لازم طبعا مافيش حد يهتم بيهم حتي سألت فاروق اخويا علي مراته قالي هتروح عند اهلها فقولتله اني هخدهم معانا بقي
- يا عم هاتهم انا ههتم بيهم انا و ناديه
علا اتدخلت في الكلام :
- دايما المنقذ بتاعنا ، اومال ناديه فين ؟
- مين جايب سيرتي .
كانت ناديه الي لسه جايه فضحكت علا و قالت :
- ابن الحلال عن ذكره بيبان ، تعالي يا ستي جوزك دبسك في مهمه .
ادتها زيد و ناديه بفرحه قالت :
- يا خبر دي اجمل تدبيسه في الدنيا .
علا طبطبت علي كتفها و قالت :
ربنا يرزقكوا بالذريه الصالحه اللهم امين
ابتسموا كلهم و فايز استأذنهم و خد علا و مشيوا
عبد العظيم بص لعبيد الصغير و سرح و قال :
- ربنا يسعدهم يارب و اشوفهم احسن الناس و يكبروا ، و يرزقنا بزيهم
- يا ما نفسي كانوا يبقوا عيالي يالهوي والله ما اشتغل و اقعد جمبهم
- ناديه قولي الحمد لله ربنا يخللهم ابوهم و امهم ... يلا بينا بقي نطلع
و اثناء ما كانوا ماشيين سمعوا فاروق بيتكلم في مكتبه :
- انت عبيط و لا ايه انت عارف لو فايز عاش هو و ولاده انا مش هيبقي ليا حاجه غير اني لسه ما خلفتش يعني كل الهيلمان ده هيبقي بتاعه ... مش كفايه خد علا مني .
كان بيتكلم في التليفون مع المحامي و سرح في اخر كلمه بس بعدها فاق و اتكلم :
- المهم بعت الراجل يدبر كل حاجه .
- تمام يا باشا
- يعني هسمع خبرهم انهارده ؟
- عيب عليك ما بنلعبش احنا
- طير انت دلوقتي .
اول ما عبد العظيم و ناديه سمعوا الي حصل ناديه اتصدمت و اترعشت و خدت عبد العظيم من ايده بعيد و قالت :
- يا عبده يلا بسرعه من هنا بالعيال لو عرف انهم ما رحوش مع ابوهم هيموتهم و يموتنا كمان
- لازم اتصل بفايز احذره
- مش وقته يلا من هنا و نتصل بيه و احنا ماشيين
و بالفعل مشيوا من المكان و جم يتصلوا بفايز الخط ما جمعش و بعد ما راحوا بيتهم الي في الحاره وصلهم خبر موتهم .
- قدرنا نربي العيلين دول و ربنا يقدرني و اعرف اصرف عليهم

عودة للحاضر

كان بيفكر ازاي كان بيدبر الحادثه لاخوه و مراته ، مراته حب عمره للحظه حس بندم اد ايه الريح بتمشي عكس رغبته و بعد اكتر من عشرين سنه ربنا ينتقم منه .
ما ركزش خالص في اختفاء عبد العظيم و ناديه في التوقيت ده بس كان فرحته بانفراده بامبراطويه النجار كانت منسياه كل حاجه .
بيحاول يفكر في طريقه بس لا مش لاقي طريقه يرجع بيها بنته قبل ما يرجع بيها فلوسه الي هتتاخد منه.
و كأن ربنا اراد ان ينتقم منه اشد اننقام و ياخد حق مظلومين و انتقم منه عن طريق بنته الي هي اهم حاجه في حياته و بدل ما تكون معاه هتبقي ضده .

قدروا يفوقوها و يجبولها دكتور الي قال ان هي يعتبر في حاله صدمه
سابوها ترتاح ، امها جمبها و الكل خرج بره الاوضه و الحوار كان ماشي علي وتيره هاديه بين عز و زيد :
- احكيلي يا زيد ايه الي حصل بالظبط .
خد زيد نفس عميق و بعدين اتكلم :
- بص يا سيدي ،انا بقالي تقريبا اسبوع في فرنسا بصور فيلم هناك المهم و انا فاتح الفيس بوك كنت متابع كومنتات البنات علي بروفايل سدره و الصوره الي نزلتها لمكه و ده قبل ما يتمسحوا ، بصراحه كده حسيت اني عايز ... اشوفها
عز بصله و ما تكلمش اما زيد فكمل :
- شوفتهم من المطار و عرفت هما هيبقوا في انهي فندق ، و تاني يوم كنت في نفس الفندق بصراحه انا معرفش ليه كنت براقبهم ماحدش يسألني كل ده لا اراديا بالنسبالي ، شوفتها قاعده لوحدها في المطعم روحت و كلمتها و هي مش عارف ليه اتعصبت عليا و بعدت عني و كمان خرجت بره الفندق كله و دي كانت البدايه انها تيجي عربيه و تخدها و تمشي
من حسن حظي ان كان معايا عربيه بتنقل بيها خدتها و روحت وراهم و قدرت استخبي و ادخل المكان من غير ما حد يحس لحد ما لقيت الاوضه الي هي فيها و سمعت الكلام الي اتقال و عرفت حكايه الراجل الغريب ده استنيت لما سابها و مشي و انا دخلتلها و قدرت اخرجها ، و لاول طياره علي مصر كنا هنا بعد ما خدنا جواز السفر بتاعها من الفندق
سكت بيشوف رد فعل عز بس هو ساكت ما تكلمش غصب عنه و هو بيموت وقال :
- لمين يلايمني علي علي اشرب من دمه
محدش اتكلم بس سدره تليفونها رن و هي ردت بصوت واطي :
- ايه يا انجي في ايه ؟
- اسفه يا سدره اني بكلمك في وقت زي ده بس عبيد في مشكله كبيره جدا و ممكن يتعرض لتحقيق لجنه من الفيفا
- ليه كل ده ؟
صوتها علي و الكل انتبه
- في عقد وصل لاداره النادي ان عبيد مضي مع نادي تاني دون الرجوع للاداره في حين ان عقده في بند ان النادي هو الي يتعامل اذا جاله اي عرض من نادي بره و الا هيلجا للقانون بلاس ان في شرط جزايي لازم يدفعه الموضوع كبير اوي يا سدره لازم عبيد يجي .
عبيد اتقدم منها و سال :
- ايه الي حصل يا سدره ؟
- اقفلي يا انجي دلوقتي .
قفلت و بصت لعبيد و قالت :
- في حاجه غلط
- هو ايه الي غلط فهميني
- عبيد انت مضيت مع نادي تاني ؟
- ازاي ده مستحيل طبعا هو في ايه ؟
- لازم نروح علي النادي حالا
و بالفعل خرجت بره البيت و هو خرج وراها
سهير اول واحده اتكلمت بعد صمت دام لدقايق :
- لا حول و لا قوة الا بالله اختبارات يا جماعه من ربنا و اكيد هتنجحوا فيها
- يارب
كان رد الاء الوحيد
علي صوت الاء عز بصلها و كأنه افتكر مشكلتهم و هي حست هو بيفكر في ايه فقالت :
- دخلتك في مشاكلي و انت اصلا مش ناقص
- محدش دخلني في حاجه ... انا الي دخلت نفسي بنفسي
- انا اسفه
- مش وقت الكلام ده ، بصي انا لقيت حل
- ايه هو ؟
بصلها و سكت

اما خارج مصر فكان كمال رجل الاعمال المعروف علي اتصال بعلي الي رد عليه علي طول
- صباح الفل
- صباح الزفت علي دماغك ... مكه فين ؟
- نعم مكه ايه مهي معاك يا باشا
- ولا انت هتعملهم عليا و لا ايه انت الوحيد الي عارف مكانها و انها عندي عايز تقولي انها عرفت تهرب من عندي لوحدها
علي كان نايم و في لحظه قام و اتعدل و قال :
- وربنا انا مشيت علي طول و معرفش هي فين انا اصلا سبت الحاره و مشيت
- ماليش فيه اتصرفلي و هتهالي من تحت الارض
- يا باشا انا مهمتي خلصت
- قسما عظما لو ما عرفتلي طريقها لطربقها علي دماغك
قفل السكه في وشه و نجوة اخته جات علي صوته و سألت :
- في ايه صوتك عالي ليه ؟
- الزفت كمال ده مكه هربت منه و عايزني القيها انا مالي انا .
- بلا وكسه و عامل فيها رجل خطير و مش عارف ايه بلا نيلا
- الراجل ده مش سهل و ممكن يخلص علينا .
- انت هتقلقني ليه يا واد
- اعتقد لازم انزل مصر

بنزوله مصر هي اول خطوه للانتقام منه ، ايه رد فعل سدره لو عرفت ان ابوها قاتل
سهير لسه في خطر عليها و لا بكشف الي ورا كل ده هي كده بامان ، و اخير ايه الي منتظر نجلاء ، زيد و مكه حق مجهول و في فصل جديد تابعوني

تيسير محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي