الفصل الثالث والعشرين

بسم الله الرحمن الرحيم
رأس حربة
الفصل الثالث و العشرين

اوقات الظاهر بيبقي خداع ... هو مش اوقات هو كل الاوقات المظاهر بتخدع سواء للحلو او للوحش بس الاكيد إن الباطن اعمق بكتير بل و له مبرراته و اسبابه و ده يخلينا مانصدقش اي حاجه نشوفها و نحكم من بعيد ....

في فرنسا
في مكان ضلمه بس بينوره ضوء بسيط ، كانت نايمة مكة و بتأن جامد ... هنا نقلوها من مكان لمكان تاني ، بدات تفتح عيونها شويه شويه ... بتبص حواليها و اخيرا استوعبت و قامت تقعد بتعب و هي ماسكه راسها .
بصت حواليها تاني و بدات تنادي :
- مين هنا ... انا فين .
اتفتح نور و ظهر منه واحد يبان في الخمسينات من عمره او اقل اواخر الاربعينات مثلا
انكمشت في نفسها كده و سألت بسرعه :
- انت مين ؟
فضل يتأملها و أخيرا فاق من حالته الي كان فيها و قال :
- حمدلله علي سلامتك .
- انت مين و عايزين مني ايه ؟
- براحه يا حبيبتي مش كده ... انا هفهمك علي كل حاجه .
كان هيلمس وشها بس هي بعدت فهو بعد ايده و ابتسم بتفهم .
اتنقل من كرسيه لسريرها عشان يقعد اودامه و هي بعدت اوي و كانت يعتبر لازقه في الحيطة
اتنهد و قال :
- انا اسف ... انا الي جبتك بالطريقه دي
دققت في الملامح و الصوت و بعدين قال و هي بتساله :
- انا شوفتك قبل كده صح ؟
- ايوه ... انا كمال ... الي انقذتيه و فوقتيه .
افتكرت لما كانت مصدومه من زيد وراحت تعيط بعيد عن شارعها و اي حد و اثناء ما كانت ماشيه بتعيط كلن كمال ماشي تايه و هي بحركه منها بعدته عن الطريق لان العربيه كانت هتخبطه

عوده للماضي

- خلي بالك .
فتح عينه بعد ما كان مغمضها جامد و قال :
- ماسبتنيش ليه ؟
- حرام عليك ده كده كفر .
- عايز اروح لبنتي ... بنتي ماتت .
- ادعلها لما تموت مين هيزورها ويبعتلها هدايه بالدعاء .
سكت و ماتكلمش بس هي كملت :
- روح الله يرضي عليك وادعي و صلي و اقرأ قرأن .
و سابته و مشيت ، ماكنتش تعرف انه بيتأملها و مش بس كده لا ده راقبها كمان .

عودة للحاضر

- انتي الي فوقتيني .
- طب انا فوقتك ده رد الجميل
- ماتعرفيش اد ايه انا حبيتك و اتمنيتك في بيتي
- يا سلااام ... انت بتقول ايه يا عم انت
- ايوه حبيتك ... عارف اني اكبر منك بكتير ، و علي فكره وصلت لاخوكي
اتفجات و فتحت بوقها مش مستوعبه و هو كمل :
- بس رفض و طبعا ما جبلكيش سيره و عشان كده خطبك ل علي .
- انت تعرف علي كمان ؟
ضحك باستهزاء و قال :
- الا اعرفه ... هو السبب في وجودك ده .
- ايه ؟ ا انت بتقول ايه ؟
ما ردش و هي كملت بعدم استيعاب :
- ايوه انت اكيد بتشوه صورته اودامي عشان احبك انت صح ... ابوس ايدك ابعد عني انا مش ناقصه .
بص في الارض و بعدين بص عليها تاني و قال :
- انا اسف علي الي هقوله ... هو كان بيحبك ، بس هو بيحب الفلوس اكتر عرضت عليه مال الدنيا و هو وافق و خليت اخته تقنعه و الدوي ع الودان امر من السحر ... حصل كل ده عشان يوصلك ليا هنا و هناك في مصر انتو الاتنين اختفيتوا .
دق قلبها بسرعه ، الدموع اتجمدت في عيونها رافضه الفكره دي طبعا ... ازاي دي صدقته ، اه لسه ما حبتهوش بس صدقته و امنته علي نفسها .
قام و قال :
- عارف انها صدمه بس انتي اودامك خيارين و هما لاما ترضي بالامر الواقع و تبقي ليا او ... تموتي و انا وراكي الاختيار ليكي .
و سابها و مشي ... سابها تعاني ، مش فاهمه و مش مستوعبه ... فضلت فتره مبلمه و اول ما مشي انفجرت في العياط
- لا ... لا يا رب يا رب يبقي مجرد حلم ... كابوس مش حقيقه ، يارب انا معملتش حاجه وحشه في حد يارب ساعدني و اقف جمبي يا رب انقذني .
انهارت و هي مصدومه ماتعرفش ان في حد متابع كل ده بقلب متوهج .

                             

فيلا النجار

حاولوا يفوقوها ، اغم عليها من الصدمه و عدم الاستيعاب
ابوها وصاحبتها و كام واحده من صاحبتها في النادي حواليها ، قلقانين عليها و زعلانين جامد ... معقول عبيد يطلع كده .
فاقت و بصت اودامها ، استوعبت و قامت بسرعه و هي بتقول :
- عبيد ! ... عبيد فين ؟
بصوا لبعض و سكتوا و هي شافت الحزن علي وشوشهم ، ايقنت ان الي حصل ما كنش حلم لا كان حقيقه
قامت بسرعه و نزلت رغم محاوله الكل انه يوقفها
فضلت تتنقل بين الحضور تبص علي وشوشهم ، هما مستغربين حالتها مش فاهمين في ايه ... لفت علي الكل مش لاقيه حبيبها ندهت عليه كذا مره و الكل بيبص لبعض في صدمه مش فاهمين هي مالها
قعدت في الارض بفستانها الي فرش الارض كلها
عيطت جامد اوي ، ندهت عليه :
- عبيد ... انت فين ؟ ... يارب يطلع كل ده غلط ياارب
سكتت شويه و جاوبت علي نفسها :
- بس لا .. ده اتخلي قبل كده اتخلي كتير اووي ، لا مستحيل لا
و بصوت عالي فاروق اتقصد انه يتكلم :
- طلع بيخدعنا ... سابها ليله فرحها بعد ما سرق ايوه للاسف عرفت من المحامي انه حول لحسابه فلوس و مبلغ عدي ال ١٠ مليون ... كسر قلبها عشان فلوس ... انا كده مستقبل بنتي ضاع .
فضلت للحظات تبص اودامها ، تفكر في كلام ابوها ... حست انها السبب في الفضيحه دي ، وعيها صورلها ان ده ليه حل واحد
قامت و كأنها انسان آلي و اتكلمت و هي مش بصاله :
- بابا ... اسفه اني ماسمعتش كلامك ... انا هوافق علي اي حاجه تعملها
بتعاقب نفسها بالكلمه دي و في لحظه ابتسم فاروق بانتصار و هو بيقول :
- لازم ناكد للكل ان مافيش زيك ، و لسه وائل عايزك و مستعد يتجوزك انهارده قبل بكره .
و كانها بتنتقم من نفسها ردت بغل و بقهره :
- انا موافقه .
لحظه دي وافقت .... هي مش في وعيها الصدمه قصرت عليها حاولت عز و الاء يمنعوها بس خافوا من باباها ، بس الاء دعت ان كل حاجه تتحل اما فاروق فكلم وائل .

                              

كانت قاعده بتفكر مش عارفه تصدق كل الي الراجل ده بيقولوا ، هو في حب كده اصلا ... ده اد ابوها هو بيقول اي
طب علي هو فعلا كده ، طب ازاي حبه كان باين في عينه مستحيل مستحيل الي سمعته ده يبقي صح .
عيطت جامد اووي ، بتدعي ربنا انه يخرجها من الي هي فيه ده .
اثناء تفكيرها ده سمعت صوت حد جاي عليها و الدنيا ضلمه بس لما قرب اتفجات
- زيد ؟ انت ايه الي جابك هنا ؟

                          

عودة لفيلا النجار
وائل لبي الطلب و جه ، عز و الاء و سهير هيتجننوا من الي بيحصل و سدرة في وادي تاني خالص
مش في وعيها ابدا
المأذون كان قاعد و كل حاجه كان متفق عليها عشان عقد القران يتم
عز اول واحد يتكلم :
- سدره اكيد في حاجه غلط ، عبيد اكيد حصله حاجه
فاروق بصله و قال :
- لو سمحت ما تأثرش عليها كفايه الي حصل لحد كده .
الاء اتدخلت هي كمان :
- لا اسمعي الكلام بتاع عز والله اكيد في حاجه غلط ، سدرة ابوس ايدك فوقي من الي انتي فيه ده .
المأذون اتكلم و قال :
- استاذ فاروق حط ايدك في ايد وائل
بالفعل حصل و التلاته هيموتوا و يوقفوا الي بيحصل
- قول ورايا يا استاذ فاروق زوجتك ابنتي
- زوجتك اب .....
- الكلام ده علي جثتي .
الكل اتلفت لمصدر الصوت و كلهم اتصدموا ، اصله عبيد الي جه و كان متشوه علي الاخر
عز جري عليه و سأله بخضه :
- عبيد ايه الي حصلك ؟
كان كل حواس عبيد باصه علي فاروق و وائل و سدرة الي اول ما شافته وقفت و عيطت جامد ، برغم الي هو في و منظره اتحامل علي نفسه و جه .
- سدرة عروستي انا و مش هتتكتب علي اسم حد غيري
فاروق و وائل بصوا لبعض و فاروق قام بسرعه و قال :
- جاي ليه بعد ما سرقتنا و كنت هتضيع مستقبل بنتي .
اتقدم منهم ببطئ لانه كان متصاب جامد و وقف اودام فاروق بتحدي و قال :
- ما نجحتش انك تخلص مني زي ما خلصت من بابا و ماما
الجمله استوقفت الكل و حتي سدرة بصت بصدمه و عبيد كمل :
- ياريتني ما عرفت اني عندي عم و فضلت كده علي عمايا .
سدرة وقفت اودام عبيد و سألته :
- عبيد فهمني انت بتقول ايه ؟
بصلها و قال بنبره قاطعه :
- سدره موافقه دلوقتي حالا تتجوزيني و تعيشي عمرك كله معايا .
- افهم بس يا عبيد في اي .
- ردي الاول و هفهمك كل حاجه ... و الرد بتاعك هيبقي مصيري فكري كويس و ردي .
بصت لابوها و سألت :
- بابا الكلام ده صحيح انت فعلا ليك يد في الي حصل ده ؟
- محصلش .
فضلت تبص لابوها حست ان كلام عبيد صح
لفت تبص علي وائل لقته اختفي ، ايقنت انهم اتفقوا علي عبيد
رجعت عيونها لعبيد و اتكلمت :
- اكتب الكتاب يا حضرت الشيخ .
- توكلنا علي الله ، يلا يا استاذ فاروق .
كان كلام المأذون لفاروق الي رفض و قال :
- مش هبقي وكيلها انا مش موافق .
سدرة ردت و قالت و هي بتبص لابوها :
- بابا وافق ... هتستفاد اي من الي بيحصل خلاص القدر كان ضدك ، شريكك و هرب بص حواليك كده تلاقيه لما اتكشف مشي
بص فعلا حواليه مالقهوش ، اما سدره فكملت :
- بابا لو بتحبني و عايزني فرحانه مره في حياتي وافق .
اما فاروق ففضل يبصلها و ساكت

                             

هاله قررت تكلم نجلاء و تقابلها عشان تتفاوض معاها و فعلا اتقبلوا في مكان ما
- اؤمري ؟
- اي مبلغ تطلبيه قصاد الفيديو ده .
ضحكت نجلاء علي هبل خصمها و قالت :
- الفيديو ده حق ابني ، مستحيل اتنازل عنه ، انسي يا هاله و فكري هتخلصي مني ازاي .
كانوا واقفين في شارع مش عمومي نظرا انهم فنانين و معروفين و خايفين من الفانز
هاله سالت بمنطقيه :
- ليه ما سلميتش الفيديو للبوليس ؟
- عشان اتشفي فيكي شويه جزء من الي عملتيه فيا .
ضحكت هاله علي هبلها و قالت :
- للاسف مش هتلحقي
نجلاء قلقت من كلمتها و ملامحها اتغيرت و لسه هتتكلم لقت الي حط منديل علي مناخيرها و هي حاولت تقاوم بس المخدر خلاها تنام
- خدوها للبوس و كده انا مهمتي خلصت و هستني تأشيره اسافر بيها علي اي حته .

                                  

- بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير .
شال عبيد ايده من ايد عمه بسرعه ، عمه الي وافق بعد ما حس ان مافيش فايده قرر يديها سعادتها بقي قاوح كتير و هو تعب من المقاوحه دي
سدرة وقفت اودام عبيد الي اول ما خلصوا حضنها جامد و غمض عينه و كأنها كانت اعظم انتصاراته ، هي فعلا كده اما هي ففخرها انها حرمه كان عظيم جدا
طلعت من حضنه لما لقته ابتدي يتوجع ، سألت و كأنها افتكرت :
- عبيد من فضلك احكيلي الي حصل .
كان لسه هيحكي بس صوت عز الي علي هو الي خلاه ينسي انه هيحكيلها
- علي انت بتقول اي ؟ اختي فين ؟
الاء سألت :
- في ايه يا عز ؟
عز مكمل مكالمته :
- سافرت ؟ .... انت اكيد اتجننت ،الوو الوو .
قفل السكه و عبيد راحه بسرعه و ساله :
- في ايه يا عز ؟
- الزفت الي اسمه علي بيكلمني و بيقول كلام فارغ ... بيقول ان مكه هربت مع حبيبها ، حبيبها ؟ حبيبها اي الواطي ده ؟
سكت شويه و هو بيلف حواليه و تايه و كمل عز :
- و قال اي طلقها غيبي و و سافر ... انا مش عارف في ايه
قعد بتعب حاسس ان رجله مش شيلاه .
عبيد قرب منه هو و الاء و قال عبيد :
- اهدي هنروحلهم دلوقتي و نفهم كل حاجه
سدرة اتكلمت و قالت :
- بكلم مكه تليفونها مقفول .
قام عز و راح معاه عبيد و الاء للحاره عندهم
وصلوا لبيت علي الي اكتشفوا انهم سابوه ، اضطروا يكسروا الباب و من بعدها عرفوا انهم فعلا سافروا
فضلوا قاعدين بعد ما طلعوا شقته و عز خلاص لحظه و هيموت فيها ، قعد و عمال يسال هو في ايه و ايه الي بيحصل
الاء اتكلمت بعياط :
- عز اهدي اكيد مكه بخير ما تقلقش
جاله رساله من رقم علي فتحها و كانت صوره الرساله الي بعتتها مكه من رقمها لعلي
" علي انا اسفه انا عمري ما حبيتك انا بحب شخص تاني و لقيته مستعد يهرب معايا انا خايفه من اخويا و امي قولهم يسامحوني و سامحني انت كمان انا مش هقدر اسعدك و لا اكمل معاك
مكه "
قام وقف يستوعب الي بيقراه و في لحظه و قع من طوله .

                              

تاني يوم الصبح و في مكان غريب عن نجلاء خدت بالها منه كويس اوي بعد ما فاقت ... لقت اودامها واحد ماتعرفهوش
- انت مين ؟
- انا الي هخلص عليكي
اتخضت و قالت نجلاء :
- هاله الي بعتاك صح ... خلي بالك انتو هتندموا ، و هتروحوا في داهيه انا مش انا لوحدي الي معايا الفيديو و لا انا لوحدي الي عارفه الموضوع يعني هتروحوا فيها هتروحوا فيها
بصوا لبعض و بعدين الراجل راح قرب منها و بصوت قلقها قال :
- طيب بهدوء بقي كده تقوللنا مين غيرك عارف لاما ورب الكعبه لتتمني الموت و مهتلاقيه .
أما هي فبلعت ريقها بخوف .

                              

رجعوا عز البيت لانه كان اغماء من الضغط ، وصل لبيته و كان معاه عبيد و الاء الي ملازمينه و سدره جت هي و سهير بناءا علي طلب عبيد عشان يعتنوا بوالده عز
كانوا لسه هيقعدوه سمعوا صوت مكه جاي من وراهم
لفوا لقوها بتعيط و معاها زيد
- عز ... شوفت الي حصلي
قري منها بهدوء و هي كانت مستعده عشان يخدها في حضنه ، بس المفجاه كانت كف علي وشها صدم الجميع
اسرار اتكشفت و غيرها هيكتشف النهايه لحكايتهم امتي و الحق هيرجع امتي في فصل جديد تابعوني .

تيسير محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي