الفصل السادس

في اللحظة دي كل الناس بدأت حركتهم تقف تدريجيا لحد ما وقفت الحركة تماما كأنهم في حالة تنويم. وكلهم التفتوا ناحية اسيا. اللي ميلت براسها لليمين وهي باصة ناحيته وفتحت بقها فتحة كبيرة قوي. وبدأت تخرج اصوات من بقها مخيفة. في الاول كان صوت وبدأ يعلى لحد ما بقى صوت ما حدش يقدر يتحمله. وتبدل المشهد من الصبح لبليل والشمس اختفت. وش الناس بقى شاحب وبعد كده بدأت تمشي بهدوء. وفي اللحظة دي اتفتحت كل ابواب الترب وانا واقف محلك سر. لقيت الناس كلهم بيروحوا ناحية المقابر. وانا مشيت وراهم. مشيت غصب عني كأني مكتوب الارادة. في الوقت ده المقابر اختفت. وما فيش غير قبر واحد هو اللي فضل موجود. كلهم وقفوا حوالينه. وكان هناك في مخلوق جسمه كبير بحجم البني ادم. عيونه لونها لون الدم. واقف على القبر من فوق. وقفت اسيا بهدوء قدام القبر. وكان في حد نايم عليه. قربت انا من القبر عشان اشوف مين اللي نايم على القبر ده. شفت واحدة شبه مراتي سلافة نايمة فوق القبر نسخة منها بالظبط يا استاذ. اتفزعت من المنظر ومش عارف اعمل ايه؟ جت ورفعت ايدها اليمين علشان يظهر خنجر من الخلاء ومسكت شعر مراتي بايدها الشمال وقالت الان يتجدد العهد. وشدت راس مراتي وحطت الخنجر على رقبتها وسلخت وشها. وهي بتعمل كده الدم بقى ينتشر في كل حتة ويقع على اسيا. كانت شبه الشيطان فضلت تصرخ صرخات شيطانية. في الوقت ده انا صحيت وانا مفزوع ومرعوب. قلت كابوس وما لوش معنى ولا له تفسير. واضعاف احلام. ونسيت الموضوع واللي خلانا انساه كمان. حصلت في البيت اللي قدام فوزي. يومها صحيت على صوت صرخة وحشية جاية من بيت جارنا الاستاز فوزي. كان بيصرخ كانه بيتعزب وصوت مراته كمان وهي بتصرخ كان صعب. قمت بسرعة واتصلت بالشرطة حكيت لهم اللي سمعت وقلت لهم انا كنت ما اعرفش ايه اللي بيحصل. وخايف ادخل جوة. الشقة كانت واحدة بعد نص الليل والصوت سكت. قفلت التليفون. فضلت مش عارف اعمل ايه? قلت لازم ما فيش مفر لازم اروح اشوف فيه ايه? مراتي منعتني وطلبت مني استنى لكني رفضت وقلت يمكن الحقه. خرجت من البيت ومسكت في ايدي حديدة وبدأت اقرب من باب بيت الجيران. اللي كان مفتوح على الاخر وانا بترعش. فضلت انادي على استاز فوزي يا استاز فوزي. ما فيش رد. انا بلغت الشرطة. الشرطة جاية لكم دلوقتي. ودخلت البيت يا استاذ كمال كل حاجة كانت ضلمه دي ريحة وحشة قوي وعلى ارضية الصالة في دايرة مرسومة بلون احمر دم مش لون دم انا متأكد انه كان دم وسمعت صوت حاجة جاية من اوضة مقفولة وبعدها سكت. مش عارف هفضل مكاني ولا ارجع بيتي بس انا حاسس بالمسؤولية ناحية الراجل الغلبان ومراته. دخلت الاوضة دي وحطيت ايدي على الحيطة وبدأت ادور على زراير النور لحد ما لقيته. وياريتني ما لقيتة وقت ما نورت النور اتمنيت ان انا اسيبها ضلمة. شفت على الحيطة رموش الشيطان هي مرعبة مالية الحيطة. في كل مكان حتى الارضية والسقف مليانين الرموز دي. وفي وسط الرموز كان مرسوم صورة لوش كبير وحواليه. ست وشوش تاني اصغر مني مرسومين بالدم. مرسومين بدقة شديدة لدرجة ان انا حسيت ان الوسوس المرسومة دي والله هتنطق. ولقيت الاستاز فوزي مرمي على الارض وحواليه دم. بركة دم. كان شبه عاري وجسمه مليان نفس النقوش والرسوم اللي على الحيطة. بس كانت منقوشة ومقطعة جسمه بموس او بمشرط. شكله مخيف مرعب. نزيف رهيب. انا مش عارف هو اغم عليه ولا مات. وجنب منه كانت الغلبانة مراته في نفس الوضع. وعلى جسمها نفس النائش . "" ## لحد هنا وماقدرتش اكمل قصة الكتاب دة . تقدر تقول خوف وهو في الحقيقة يرعب الاسد او ظروف الليل والمواقف البتحصل من ادم وبرضو النوم كان بدا يغلبني .شوية ونمت وقلقت تاني على صوت خبط على الباب وكان باين ان في خيال حد واقف ورا الباب وحيد الحقيقة. ما رضتشي . بعد كده بدأ يحاول يفتح الاكرة بتاعة الباب علشان يدخل. قمت قعدت ومستني اشوف هو عاوز ايه. فتح الباب ودخل وحيد ومشي ناحيتي بس ملامحه كانت باردة مش واضح عليه اي تعبيرات او اي احساس . ادم تعالى معايا الاوضة هوريك حاجة مهمة الساعة كانت اثني عشر بالليل حاجة ايه يا وحيد اللي هنشوفها في الوقت ده انت كل شوية هتيجي بقى ولا ايه في ايه. مردش عليا واداني ضهر ومشي في الحظة دي انا تركت ان وحيد بيمشي وهو نايم. وطبعا دي حاجات هنكتشفها او كل شوية هنكتشف حاجة لان احنا مش عايشين مع بعض. نزلت من على السرير ومشيت وراه ناحية الاوضة وهو ماشي وانا عمال انادي عليه وقلت له اديني جيت معك عايزني اشوف ايه. وصل عند الاوضة. فتح الباب وشاور لي بايده علي جوة. رحت ناحية الباب وبصيت جوة ناحية مكان بيشاور. الاوضة شبه ضلمة. كان النور الوحيد اللي جاي هو نور الاباجورة اللي جنب السرير بتاع وحيد. بس سرير ادم ما كانش فاض. سرير وحيد كان عليه حد نايم. كان عليه وحيد نايم على ضهره ومبرق للسقف . انا شبه فقدت النطق لما شفت كده. اومال اللي جابني هنا ده مين؟ في اتنين قدامي.

واحد نايم على السرير والتاني واقف جنبي. نسخة طبق الاصل من بعض. حسيت بقشعرة في جسمي وتعبت وبدأت اترعش. اتلفت للي باصة جنبي وقلت له هو فيه ايه؟ ابتسم ابتسامة خبيثة جدا. وبدأ يتلاشى ويختفي . لحد ما اختفى وكانه اتبخر. استعزت بالله من الشيطان الرجيم. قفلت الباب على وحيد . علشان ارجع اوضتي لان انا مش متحمل الموقف الحصل لي حالا . لكني سمعت صوت خبطة او دقة جاية من جوة اوضة وحيد. وقفت في مكاني وبدأت احاول اسمع مرة تانية صوت الخبط انا خايف يكون وحيد بيعمل في نفسه حاجة ولا حصل له حاجة. رجعت وفتحت الباب. مجرد ما فكرت بس فيه صوت صرخة. وقبل ما ادخل الاوضة سمعت صوت الصرخة جامد جدا. الصرخة جمدت الدم في عروقي. رجعت ورا بخوف. وقبل ما اعمل اي حاجة تانية خرج وحيد وعلى وشه ابتسامة بشوشة وقال لي. في حاجة يا ادم ؟ عاوز حاجة يا ابن عمي؟ ايه ؟ لا. طب انت كنت واقف قدام باب الاوضة ليه؟ آآ انا كنت جاي اطمن عليك ياحبيبي علشان سمعت صوت غريب . شكرا ربنا يخليك لي. وهو بيكلمني حاولت اتفحص بعنيا كده الاوضة من جوة اشوف ايه اللي فيها لكن الظلام كان شديد جوة ونور الاباجورة كان مطفي فما شفتش حاجة. انت عاوز حاجة تاني يا ادم ؟ اه كان فيه كتاب بتاع الكلية بتاعي نسيته جو انا هدخل اجيبه. لا لأ خليك واقف هنا دقيقة لو سمحت. ثانية واحدة. ودخل الاوضة وخرج شايل مجموعة كتب اللي موجودة في الاوضة كلها . اتفضل للكتب. ولو الكتاب فيهم خده عادي. ولو سمحت ما بحبش حد يدخل اوضتي بدون استئزاني. بابا وماما علموني كده. ماما علمتك ازاي؟ انا سمعت ان والدتك اتوفت وانت بتتولد يا ادم. لأ ما هي بتجيلي في الحلم تعلمني حاجات وبتكلمني . اه .. بدأ يتعامل انها اوضته. بدأ يتعامل ان البيت بتاع ان هو مش ضيف. اخدت الكتب ودخلت الاوضة رميت نفسي على السرير ونمت. صحيت تاني على صوت كانت الساعة تلاتة بعد نص الليل. خرجت من اوضتي بهدوء شديد وبدأت امشي ورا مصدر الصوت لحد ما وصلت زي كل مرة عند الاوضة. اوضة وحيد. كنت سامع كل حاجة بوضوح . سامع وحيد وهو بيقول بصوت واطي كانه بيكلم حد موجود معه. امشي. كانت دي اول مرة اسمع صوت حد بيرد عليه. صوت بيتكلم بشر وبغضب. فتحت الباب فجأة على وحيد. ودخلت لقيته قاعد على السرير وضهره لي. بيبص على الحيطة قدامه. رغم ان الدنيا ضلمة لكني لمحت. لمحت حاجة بتختفي وسط الضلمة. ادم لف ناحيتي. ولقيت غضب ظهر علية وقال لي اخرج من هنا اخرج. انت بتكلم مين يا وحيد ؟ وانا بقول لك اخرج. اخرج من اوضتي. بصيت كويس في كل ركنة في الاوضة. ما فيش حد موجود. قفلت عليه الباب ورجعت اوضتي. فضلت قاعد. كل ما احاول انام افتكر المحادثة المخيفة اللي سمعتها او اسمع صوت وحيد والشخص ده هم بيتكلموا تاني مع بعض والصوت بيتردد في نفوخي. تاني يوم الصبح لقيت وحيد قاعد بتتفرج على التليفزيون وبياكل سندوتش وعمال يفطر عادي. وجنب منه كوباية لبن كبيرة ولا كأن في حاجة حصلت امبارح. وقفت جنبه في صمته بعد دقيقتين من الصمت المربك. وحيد بص لي وقال لي بصوت واطي.
اوعا تكون زعلت مني امبارح. انا بحب الخصوصية. واكيد انت كمان بتحب الخصوصية. لا ابدا يا ادم. بس انا كنت سامع صوت حد تاني معك بيتكلم. هي الخصوصية ان في حد يكون معك في الاوضة. انا ما عرفش هو مين. ضحك بسخرية خفيفة كدة وراح قايلي لا ما فيش حد ولا حاجة. انا بحب اقلد الاصوات. فتلاقيك سمعتني وانا بغير صوتي. انا ممكن اغير لك صوتي دلوقتي عادي. فانا بحب كدة اووي انا دي عندي هواية. بتحب تغير الاصوات؟ بعد الساعة تلاتة بالليل يا وحيد. انا متأكد ان الصوت اللي سمعته دا مش صوتك نهائي يا وحيد الصوت اللي سمعته ده مستحيل يخرج من حنجرة طفل يا وحيد. رن جرس التليفون. كان والدي بيتصل يطمن ويعرف ايه الاخبار. الحقيقة ما حكيتلوش عن الحاجات اللي حصلت مؤخرا. وطمنته وقلت له كل حاجة تمام وزي الفل واحنا كويسين ووحيد مبسوط معانا . ورجعت لوحيد تاني . اليوم دة كان عندي معسكر تبع الجوالة بتاعت الجامعة فقولت اعرض علي وحيد يجي معايا بحيث اخلية يغير قاعدة البيت دي ويفصل عن الوضع ال هو فيه . فسالني ببراة الاطفال كدة يعني . بتعملو اية انتو هناك يعني ؟ بس ياسيدي هو نشاط بنعملة بيعتمد علي الطبيعة ..بنجرب عيشة الغابات والحياة الاولية للانسان البدائي بنجرب كل الطرق والادوات البسيطة .حتي بنعمل اكلنا بنفسنا .بعيد عن الحجات المتطورة يعني ياوحيد . بنتعلم نعمل خيم ونبنيها وازاي نولع النار من غير كبريت ونحمي نفسنا من اي حاجة ممكن تكون خطر علينا .. هنقعد هناك ليلتين .اول ليلة بنام في حاجة اسمها الخلاء ال هي الخيم . تاني ليلة هنبات في معسكر او في بيت بنقول علية عندنا بيت الشباب

وحيد ما كنش عايز يخرج ولا يسيب البيت. لكني فضلت اتكلم معه واشجعه لحد ما اقتنع انو ييجي معايا . المعسكر كان في منطقة مزارع واشجار قريبة من الطريق السريع عندنا. كنا بالظبط حوالي تلاتين شخص. بدأنا نعمل الانشطة بتاعتنا المعتادة وظبطنا القاعدة ولبسنا لبس الكشافة. ونصبنا الخيم اللي هنقعد فيها وعلى اخر اليوم حفلة سمر وكل واحد بيعرض موهبته. في اللي يغني وفي اللي يطلع يقول شعر وكل واحد حسب الشيء بقى اللي هو بيميزه. لما خلصنا قعدت مع شوية من صحابي القدام هزرنا وضحكنا كتير وفي النهاية قررنا هنولع نار تنور لنا شوية وتدفينا. ونكمل باقي الليلة حواليها لحد اه يعني ما نخلص. طول الوقت كل شوية وحيد يسالني هو احنا هنخلص امتى؟ انا زهقت عاوز ادخل الخيمة انام. حاضر يا وحيد .حاضر يا حبيبي انا عايزك تستمتع يا وحيد بالحاجات دي ونفسي اخليك تشترك انت كمان.. و انا بقول لك انا تعبت وزهقت انا قلت لك من الاول مش عاوز اجي وانت اللي فضلت تزن عليا لحد ما جبتني معك وانا الموضوع كلة مش عاجبني نهائي . حاضر يا ادم حاضر. بص لي وسكت وما اتكلمش تاني . مر الوقت وانا عمال اتكلم مع صحابي ونحكي ونهزر ونضحك. ونسيت انه موجود. لحد ما سمعت صوت حاجة تقيلة بتقع .سكتنا كلنا و بدأنا نبص لبعض. سمعتم يا جماعة الصوت ده؟
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي