الفصل 48
الفصل الثامن والأربعون
بسم الله الرحمن الرحيم
طبعا واجب اعتذار للجميع على التأخير ده بس ربنا وحده عالم ايه اللي كنت فيه، مش هطول عليكم.....
تضع رأسها على الفراش ودموعها تغرق وسادتها، تتألم من الداخل بشدة، لاتدري أحزنها هذا من كانت تسمى والدتها; أم من والدتها التي حرمت منها دون رؤيتها، لكنها أيضا فارقتهم حتى أخوتها لم ينعموا بحبها، عانوا الوحدة والألم بسببها، كانت سبب الألم للجميع، أذت العائلة السعيدة لتمزقها إربا لأشلاء متناثرة، ظلت الأفكار تطيح بعقلها مرارا وتكرارا، دخل عليها إخوتها بألم لحالتها، فقد تم دفن "سلمى" نظرا لعدم وجود أحد لها، لكنهم أدوا واجبهم من أجل فرد من عائلتهم حرم من حقوقه في الحياة،
جلس "محمد" لجوارها من اليمين، و"رؤى" أمامها تمسك يديها، تضمها بقوة تبثها الأمان والحنان، تخبرها أنهم لجوارها، لن يتخلوا عنها مهما حدث، انهارت دموعها تباعا لاتستطيع المقاومة، الألم يفتك بحنايا قلبها، يكاد يفتك به
تتحدث ببكاء يماثل بكائها: عشان خاطري يا جنى اهدي، انا والله موجوعة عشانك، وحاسة بعجز وانا مش قادرة اهون عليكي، احنا كلنا جنبك احنا عيلتك وأهلك، هنفضل مع بعض مهما حصل، السنين اللي فات اعتبريها اختبار من ربنا لينا كلنا، بس لازم نقوى ونكون مع بعض
تنظر لها بوجه مليء بآثار البكاء وعيون حمراء من شدة البكاء، تعلم جيدا صدق حديثها، لكنها تتألم، لتجد يد حانية، لكنها قوية تمدها بالدعم، نظرت نحو من تمنت يوما أن يكون أخيها، لتدرك أنها حقيقة أخته،
محمد: جنى انا مش هزود كتير على كلام رؤى; لكن هقلك حاجة مهمة لازم تعرفيها، انا ورؤى اتحرمنا من أهلنا، بل والأكتر عيشنا واتبهدلنا وشفنا الويل عشان نوصل للمرحلة دي بفضل من ربنا وبس، يممن انتِ كنتِ أفضل مننا شوية، وربنا أراد يحميكي من الشارع; حتى لو مكنش بيت بالمعنى الحقيقي; لكن حماكي من الشارع واللي فيه، واحنا ربنا رزقنا بواحدة طيبة حمتنا من الشارع لكن اتعذبنا لحد موصلنا لبعض في النهاية، دلوقتي لازم نحمد ربنا انه جمعنا بعد كل السنين دي
نظرت له بقلب هدأ قليلا من الألم، بدأت داخلها تحمد الله على نعمته التي رزقها الله إياها بعد زمن،
نظرت نحو عائلتها الجميلة الحنونة التي كانت عوض الله إليها، لترتمي بأحضان أخيها ملقة ألمها وهمومها داخل حضن الأمان الخاص بها، حضن الأمان التي طالما تمنته، ليمد يده لأخته الأخرى ويخبئهم داخل أحضانه
في هذا المنزل الذي خيم عليه الحزن، كان يجلس لجوار والدته التي تبكي ألما لفراق والده، كان يواسي والدته التي كانت منهارة من البكاء، لم يكن يعلم أن والدته تحب والدته بهذا الشكل، رغم فتور العلاقة التي كان يلاحظها بين والديه، لتنهار والدته وهي تخبره بأنها تتألم، لم يكن يدري ماذا يجب عليه فعله،
يحتضن والدته ويواسيها،
نادر: ماما اهدي عشان خاطري، انا مكنتش اعرف انك بتحبي بابا اوي كدة، أنا كنت.....
ترفع رأسها نحو ولدها الوحيد، وتقرر إخراج مافي جعبتها لابنها الوحيد..
....: نادر انا تعبت اوي يا ابني، تعبت من الحمل اللي على قلبي، تعبت وخلاص دي كانت النهاية القاضية ليا، كنت مستحملة عشان بحب ابوك وعمري محبيت غيره، بس هو عمره محبني، ولا حسسني انه بيحبني، ولما كنت بسأله كان يفضل يقولي اني بتوهم، لحد في يوم كان معايا وناداتي باسم "حنين" وقتها اتخنقت لكن اللي صدمني بعدها لما سمعته وهو بيتكلم مع "شمس"
نظر نحوها بتعجب شديد،
نادر: طنط شمس! كلام ايه اللي سمعتيه ياماما!
تنظر نحوه وهي تخبره: والدك وشمس كانوا السبب في موت "حنين" وجوزها اللي اسمه"محمود"
نادر: ايه! قتل! حضرتك بتقولي ايه يا ماما!
تومئ برأسها بألم من الحقيقة البشعة التي علمت بها مؤخرا: للأسف ده اللي عرفته وكمان عرفت ان "جنى" مش بنت شمس، " جنى بنت الست اللي اسمها حنين، اللي ابوك محبش غيرها، وعمل كل حاجة عشان ياخدها ومعرفش، واتفق مع شمس وعملوا اللي عملوه
لازالت الصدمة تسيطر عليه، هل مايسمعه حقيقة أم وهم،
نادر: ماما ايه اللي انتِ بتقوليه! معقول بابا يكون عمل كدة، أنا...
يقطع حديثهم الخادمة تخبره بوجود ضابط شرطة بالأسفل، ويطلب لقاءه
كان الجميع يجلس مجتمعين في منزل عائلة الجد صالح، مجتمعين بفرحة يشوبها الحزن، فرحة باجتماع الجميع وعودة الأبناء لأحضان عائلتهم، وحزن لحالة الحزن التي تسيطر عليهم، ليقرر الجميع إخراجهم من حالتهم تلك بأي طريقة كانت، فاختاروا إجبارهم على الخروج من قرقعة الحزن هذه، لتذهب خالتهم الحبيبة وجدتهم، ومعهم هنا ورنا،
الجدة بهدوء بعد جلوسها لجوارهم: دلوقتي انا هقول كلمتين يا ولادي، انا يممن تعتبروني ست كبيرة ودقة قديمة; لكن هقولكم كلمتين اعتبروهم خلاصة الكلام ده كله، انسوا كل اللي فات، وقولوا الحمد لله اللي جمعكم على خير، وربنا الحكم العدل، مبيظلمش حد، وبياخد حق المظلوم لو بعد حين، ولازم تعرفوا ان ابوكم وامكم ربنا خد لهم حقهم في الدنيا وحفظم بحفظه ورعايته، وجمعكم بعد سنين طويلة، جمعكم وانتوا بتحبوا بعض، مش وانتوا كارهين بعض، ربنا مأرادش ان قلوبكم تتملي بنار الكره والانتقام، ساب الحب يتحكم فيكم، ورغم انه جمعكم بعد سنين إلا انكم بتحبوا بعض; حتى من قبل متعرفوا الحقيقة، انا عاوزاكم تنسوا وتعيشوا وكفاياكم حزن ووجع يا حبايب عيني
كانوا ينظرون نحوها بانتباه لحديثها الذي تملأه الحنية والحب، حديثها به من العقل والحب مايكفي لينفذ نحو العقول والقلوب، اتجهت خالتهم نحوهم بحنية،
فاطمة: انا مش هقول كلام وخلاص، انتوا ولادي ومش بس كدة، ده انتوا ولاد نبض قلبي اللي فارقتتي وفراقها بيقطع فيا لحد النهاردة، انتوا حته منها وحتة مني، والله العظيم عمركم مهتحسوا اني فرقت بينكم وبين ولادي، ده انا بحمد ربنا انه جمعني بكم تاني، ودلوقتي عاوزة من ولادي يفرحوا، عاوزاهم يعيشوا حياتهم وسط أهلهم اللي بيحبوهم، يكملوا دراستهم ويعيشوا وسطنا ولادنا وعيلتنا
عند هذا الحد وكانت دموع الفرحة بدأت تشق وجوه الجميع، ليتبادلوا العناق، واتجه بعدها "محمد " للخارج وتركهم يأخذوا حريتهم مع بعضهم البعض، لتحاول "هنا" فك أجواء الحزن برحها المرحة
هنا: لا كدة نفرح ونزغرط يا أهل الخير بقي، البت جنى بقت بنتنا رسمي ومش هتمشي وتسيبنا تاني، ودلوقتي بقي بت يا "رؤى " انتِ هتوافقي بالذوق وبالعافية عشان انا عاوزة اتخطب يا بت، كدة هخلل واخوكوا هيطفش مني يرضيكي كدة يا قردة منك ليها
شهقة خرجت من والدتها واختها الواقفة لجوارها
رنا: بت ياهنا انت مدلوقة اوي كدة ليه، لااااا ده انتِ واقعة واقعة يعني، طب كنت قولي، أاه يا سوسة
الجدة حنان: وماله يا بنتي طالما الحب في الحلال ليه لأ، وبعدين محمد طالبها في الحلال، وكمان طالب يكتب كتابه عشان وجودهم في نفس البيت، وسليم عمل زيه وده برده عين العقل، ربنا يكملها بالحلال ياولادي ويسعدكم يارب تحت راية الحب الحلال
فاطمة: خلاص بقي كفايانا حزن يا ولاد نفرح شوية بقي، ايه رأيك يا جنى..
تنظر نحو أختها بابتسامة وهنا كذلك وتقرر ترك الحزن الذي تملكها، تريد الفرحة، ولن تجد فرحة أكثر من فرحتها بإخوتها
جنى: صح يا ماما فاطمة، نفرح بقي كفايا حزن
تأخذها بين أحضانها، وعندها تشعر بحنان الأم الذي فقدته، لتأخذ "رؤى " بأحضانها، حضن أم وحضن لزوجة ولدها
بالأسفل تفاجأ الجميع بنزولهم للأسفل والضحكة مرتسمة على وجوههم، لتشق الفرحة وجوه الجميع، كان سعيدا لسعادة اخوته، تمنى من الله أن تظل الضحكة مرسومة على وجوههم،
نظر الجد نحوهم بحب وفرحة وفتح ساعديه يطلب منهم القدوم، اتجها نحوه ينهلون من حبه الصافي، حمدلله بالسلامة يا حبايب عيني، الضحكة الحلوة دي عاوزها تفضل دايما مرسومة كدة على طول
تحدث عمهم بحب،
مصطفى: إن شاء الله يا عمي الضحكة دي عمرها مهتروح طالما هما معانا وفي وسطنا، وبإذن الله كل الأمور تتحل ونعيش مبسوطين
حسن: عندك حق يا مصطفى الحمد لله لحد كدة ربنا عداها على خير
تحدثت الجدة بابتسامة واسعة: لا وكمان الفرحة هتكمل لما تعرفوا انوا البنات خلاص وافقوا على الخطوبة
هناك من انتفض من موضعه بفرحة شديدة، وتشكلت معالم الفرحة على وجوه الجميع
الجد صالح: صح الكلام ده يا حاجة حنان.. يااه لا كدة نفرح بقي ونتم الخطوبة قبل مترجعوا مصر بقي.. ولا ايه رأيكم يا بنات
تحدث سليم بسعادة : أيوة يا جدوا نتمم الخطوبة عشان خلاص هنرجع بعد يومين
نظر نحوه الجد بابتسامة: انا بسأل البنات يا سليم، لسة مسألتكش على حاجة
نظر نحوه رائف بلبتسامة: يابني اتكا على الزرار الناس تقول ايه، انت مدلوق كدة ليه
سليم: اتكتم انت وخليك في حالك
مصطفى: خلاص ياعمي نفرح بقي ونتمم الموضوع ونخلي كتب الكتاب لبعد الامتحانات بتاع البنات، والخطوبة تتم هنا في وسط أهلهم
الحاج صالح: وانا معاك يا ولدي نتمم الموضوع، ونفرح شوية، مخمد يا ولدي موافق على كدة
محمد : موافق يا جدي
هنا وانهالت المباركات والتهنئة والفرحة عمّت المكان، واتجهت الفتيات للاحتفال براحة وسعادة بمفردهم بعيدا عن مجلس الرجال، الذين كانوا يستعدون لاتمام الخطبة
بسم الله الرحمن الرحيم
طبعا واجب اعتذار للجميع على التأخير ده بس ربنا وحده عالم ايه اللي كنت فيه، مش هطول عليكم.....
تضع رأسها على الفراش ودموعها تغرق وسادتها، تتألم من الداخل بشدة، لاتدري أحزنها هذا من كانت تسمى والدتها; أم من والدتها التي حرمت منها دون رؤيتها، لكنها أيضا فارقتهم حتى أخوتها لم ينعموا بحبها، عانوا الوحدة والألم بسببها، كانت سبب الألم للجميع، أذت العائلة السعيدة لتمزقها إربا لأشلاء متناثرة، ظلت الأفكار تطيح بعقلها مرارا وتكرارا، دخل عليها إخوتها بألم لحالتها، فقد تم دفن "سلمى" نظرا لعدم وجود أحد لها، لكنهم أدوا واجبهم من أجل فرد من عائلتهم حرم من حقوقه في الحياة،
جلس "محمد" لجوارها من اليمين، و"رؤى" أمامها تمسك يديها، تضمها بقوة تبثها الأمان والحنان، تخبرها أنهم لجوارها، لن يتخلوا عنها مهما حدث، انهارت دموعها تباعا لاتستطيع المقاومة، الألم يفتك بحنايا قلبها، يكاد يفتك به
تتحدث ببكاء يماثل بكائها: عشان خاطري يا جنى اهدي، انا والله موجوعة عشانك، وحاسة بعجز وانا مش قادرة اهون عليكي، احنا كلنا جنبك احنا عيلتك وأهلك، هنفضل مع بعض مهما حصل، السنين اللي فات اعتبريها اختبار من ربنا لينا كلنا، بس لازم نقوى ونكون مع بعض
تنظر لها بوجه مليء بآثار البكاء وعيون حمراء من شدة البكاء، تعلم جيدا صدق حديثها، لكنها تتألم، لتجد يد حانية، لكنها قوية تمدها بالدعم، نظرت نحو من تمنت يوما أن يكون أخيها، لتدرك أنها حقيقة أخته،
محمد: جنى انا مش هزود كتير على كلام رؤى; لكن هقلك حاجة مهمة لازم تعرفيها، انا ورؤى اتحرمنا من أهلنا، بل والأكتر عيشنا واتبهدلنا وشفنا الويل عشان نوصل للمرحلة دي بفضل من ربنا وبس، يممن انتِ كنتِ أفضل مننا شوية، وربنا أراد يحميكي من الشارع; حتى لو مكنش بيت بالمعنى الحقيقي; لكن حماكي من الشارع واللي فيه، واحنا ربنا رزقنا بواحدة طيبة حمتنا من الشارع لكن اتعذبنا لحد موصلنا لبعض في النهاية، دلوقتي لازم نحمد ربنا انه جمعنا بعد كل السنين دي
نظرت له بقلب هدأ قليلا من الألم، بدأت داخلها تحمد الله على نعمته التي رزقها الله إياها بعد زمن،
نظرت نحو عائلتها الجميلة الحنونة التي كانت عوض الله إليها، لترتمي بأحضان أخيها ملقة ألمها وهمومها داخل حضن الأمان الخاص بها، حضن الأمان التي طالما تمنته، ليمد يده لأخته الأخرى ويخبئهم داخل أحضانه
في هذا المنزل الذي خيم عليه الحزن، كان يجلس لجوار والدته التي تبكي ألما لفراق والده، كان يواسي والدته التي كانت منهارة من البكاء، لم يكن يعلم أن والدته تحب والدته بهذا الشكل، رغم فتور العلاقة التي كان يلاحظها بين والديه، لتنهار والدته وهي تخبره بأنها تتألم، لم يكن يدري ماذا يجب عليه فعله،
يحتضن والدته ويواسيها،
نادر: ماما اهدي عشان خاطري، انا مكنتش اعرف انك بتحبي بابا اوي كدة، أنا كنت.....
ترفع رأسها نحو ولدها الوحيد، وتقرر إخراج مافي جعبتها لابنها الوحيد..
....: نادر انا تعبت اوي يا ابني، تعبت من الحمل اللي على قلبي، تعبت وخلاص دي كانت النهاية القاضية ليا، كنت مستحملة عشان بحب ابوك وعمري محبيت غيره، بس هو عمره محبني، ولا حسسني انه بيحبني، ولما كنت بسأله كان يفضل يقولي اني بتوهم، لحد في يوم كان معايا وناداتي باسم "حنين" وقتها اتخنقت لكن اللي صدمني بعدها لما سمعته وهو بيتكلم مع "شمس"
نظر نحوها بتعجب شديد،
نادر: طنط شمس! كلام ايه اللي سمعتيه ياماما!
تنظر نحوه وهي تخبره: والدك وشمس كانوا السبب في موت "حنين" وجوزها اللي اسمه"محمود"
نادر: ايه! قتل! حضرتك بتقولي ايه يا ماما!
تومئ برأسها بألم من الحقيقة البشعة التي علمت بها مؤخرا: للأسف ده اللي عرفته وكمان عرفت ان "جنى" مش بنت شمس، " جنى بنت الست اللي اسمها حنين، اللي ابوك محبش غيرها، وعمل كل حاجة عشان ياخدها ومعرفش، واتفق مع شمس وعملوا اللي عملوه
لازالت الصدمة تسيطر عليه، هل مايسمعه حقيقة أم وهم،
نادر: ماما ايه اللي انتِ بتقوليه! معقول بابا يكون عمل كدة، أنا...
يقطع حديثهم الخادمة تخبره بوجود ضابط شرطة بالأسفل، ويطلب لقاءه
كان الجميع يجلس مجتمعين في منزل عائلة الجد صالح، مجتمعين بفرحة يشوبها الحزن، فرحة باجتماع الجميع وعودة الأبناء لأحضان عائلتهم، وحزن لحالة الحزن التي تسيطر عليهم، ليقرر الجميع إخراجهم من حالتهم تلك بأي طريقة كانت، فاختاروا إجبارهم على الخروج من قرقعة الحزن هذه، لتذهب خالتهم الحبيبة وجدتهم، ومعهم هنا ورنا،
الجدة بهدوء بعد جلوسها لجوارهم: دلوقتي انا هقول كلمتين يا ولادي، انا يممن تعتبروني ست كبيرة ودقة قديمة; لكن هقولكم كلمتين اعتبروهم خلاصة الكلام ده كله، انسوا كل اللي فات، وقولوا الحمد لله اللي جمعكم على خير، وربنا الحكم العدل، مبيظلمش حد، وبياخد حق المظلوم لو بعد حين، ولازم تعرفوا ان ابوكم وامكم ربنا خد لهم حقهم في الدنيا وحفظم بحفظه ورعايته، وجمعكم بعد سنين طويلة، جمعكم وانتوا بتحبوا بعض، مش وانتوا كارهين بعض، ربنا مأرادش ان قلوبكم تتملي بنار الكره والانتقام، ساب الحب يتحكم فيكم، ورغم انه جمعكم بعد سنين إلا انكم بتحبوا بعض; حتى من قبل متعرفوا الحقيقة، انا عاوزاكم تنسوا وتعيشوا وكفاياكم حزن ووجع يا حبايب عيني
كانوا ينظرون نحوها بانتباه لحديثها الذي تملأه الحنية والحب، حديثها به من العقل والحب مايكفي لينفذ نحو العقول والقلوب، اتجهت خالتهم نحوهم بحنية،
فاطمة: انا مش هقول كلام وخلاص، انتوا ولادي ومش بس كدة، ده انتوا ولاد نبض قلبي اللي فارقتتي وفراقها بيقطع فيا لحد النهاردة، انتوا حته منها وحتة مني، والله العظيم عمركم مهتحسوا اني فرقت بينكم وبين ولادي، ده انا بحمد ربنا انه جمعني بكم تاني، ودلوقتي عاوزة من ولادي يفرحوا، عاوزاهم يعيشوا حياتهم وسط أهلهم اللي بيحبوهم، يكملوا دراستهم ويعيشوا وسطنا ولادنا وعيلتنا
عند هذا الحد وكانت دموع الفرحة بدأت تشق وجوه الجميع، ليتبادلوا العناق، واتجه بعدها "محمد " للخارج وتركهم يأخذوا حريتهم مع بعضهم البعض، لتحاول "هنا" فك أجواء الحزن برحها المرحة
هنا: لا كدة نفرح ونزغرط يا أهل الخير بقي، البت جنى بقت بنتنا رسمي ومش هتمشي وتسيبنا تاني، ودلوقتي بقي بت يا "رؤى " انتِ هتوافقي بالذوق وبالعافية عشان انا عاوزة اتخطب يا بت، كدة هخلل واخوكوا هيطفش مني يرضيكي كدة يا قردة منك ليها
شهقة خرجت من والدتها واختها الواقفة لجوارها
رنا: بت ياهنا انت مدلوقة اوي كدة ليه، لااااا ده انتِ واقعة واقعة يعني، طب كنت قولي، أاه يا سوسة
الجدة حنان: وماله يا بنتي طالما الحب في الحلال ليه لأ، وبعدين محمد طالبها في الحلال، وكمان طالب يكتب كتابه عشان وجودهم في نفس البيت، وسليم عمل زيه وده برده عين العقل، ربنا يكملها بالحلال ياولادي ويسعدكم يارب تحت راية الحب الحلال
فاطمة: خلاص بقي كفايانا حزن يا ولاد نفرح شوية بقي، ايه رأيك يا جنى..
تنظر نحو أختها بابتسامة وهنا كذلك وتقرر ترك الحزن الذي تملكها، تريد الفرحة، ولن تجد فرحة أكثر من فرحتها بإخوتها
جنى: صح يا ماما فاطمة، نفرح بقي كفايا حزن
تأخذها بين أحضانها، وعندها تشعر بحنان الأم الذي فقدته، لتأخذ "رؤى " بأحضانها، حضن أم وحضن لزوجة ولدها
بالأسفل تفاجأ الجميع بنزولهم للأسفل والضحكة مرتسمة على وجوههم، لتشق الفرحة وجوه الجميع، كان سعيدا لسعادة اخوته، تمنى من الله أن تظل الضحكة مرسومة على وجوههم،
نظر الجد نحوهم بحب وفرحة وفتح ساعديه يطلب منهم القدوم، اتجها نحوه ينهلون من حبه الصافي، حمدلله بالسلامة يا حبايب عيني، الضحكة الحلوة دي عاوزها تفضل دايما مرسومة كدة على طول
تحدث عمهم بحب،
مصطفى: إن شاء الله يا عمي الضحكة دي عمرها مهتروح طالما هما معانا وفي وسطنا، وبإذن الله كل الأمور تتحل ونعيش مبسوطين
حسن: عندك حق يا مصطفى الحمد لله لحد كدة ربنا عداها على خير
تحدثت الجدة بابتسامة واسعة: لا وكمان الفرحة هتكمل لما تعرفوا انوا البنات خلاص وافقوا على الخطوبة
هناك من انتفض من موضعه بفرحة شديدة، وتشكلت معالم الفرحة على وجوه الجميع
الجد صالح: صح الكلام ده يا حاجة حنان.. يااه لا كدة نفرح بقي ونتم الخطوبة قبل مترجعوا مصر بقي.. ولا ايه رأيكم يا بنات
تحدث سليم بسعادة : أيوة يا جدوا نتمم الخطوبة عشان خلاص هنرجع بعد يومين
نظر نحوه الجد بابتسامة: انا بسأل البنات يا سليم، لسة مسألتكش على حاجة
نظر نحوه رائف بلبتسامة: يابني اتكا على الزرار الناس تقول ايه، انت مدلوق كدة ليه
سليم: اتكتم انت وخليك في حالك
مصطفى: خلاص ياعمي نفرح بقي ونتمم الموضوع ونخلي كتب الكتاب لبعد الامتحانات بتاع البنات، والخطوبة تتم هنا في وسط أهلهم
الحاج صالح: وانا معاك يا ولدي نتمم الموضوع، ونفرح شوية، مخمد يا ولدي موافق على كدة
محمد : موافق يا جدي
هنا وانهالت المباركات والتهنئة والفرحة عمّت المكان، واتجهت الفتيات للاحتفال براحة وسعادة بمفردهم بعيدا عن مجلس الرجال، الذين كانوا يستعدون لاتمام الخطبة