الفصل الثانى عشر

أكملت امل الرسالة باهتمام فهى ترى الان الشق الآخر من تلك المشكلة
مكنتش عارف هعمل ايه وانا عارف انى هعيش الرعب دا، حسيت وقتها بكل اللى عملته فيها وكنت يدعى ربنا يسترها معاها ومعايا ويدينى إشارة أنه تاب عليا ولما لقيت والدتى بتقولى أنها نفسها تخطبهالى وافقت وقولت هنزل بنفسي ولما شوفتها ربنا رزقني حبها فعلا وبقيت مقتنع أنها قدرة بس اللى مزعلنى هو انى ربيت لها عقدة وكل منايا دلوقت أنها تخف وتبقي طبيعية
استغلت امل كونه مازال متواجد وارسلت له رسالة
طيب ممكن اعرف ايه اللى اتغير لما شاف ت؟ اكيد في سبب للتغير دا
انتظرت للحظات حتى وجدت إجابته
اولا اهلا بيك يا دكتورة وشكرا على اهتمامك
انا حقيقي مش عارف ايه اللى حصل بس يمكن لما لقيت نفسي مسئول عن نفسي وعن كل اللى بعمله، لقيتنى عايش مع ناس الشغل والجد حياتها ورغم أن الملذات مفتوحة عندهم قيم مش بيتعدوها، لقيتنى بفكر في حياتى القديمة ولقيت نفسي بفكر أنا كنت بعمل ايه
مع الوقت بدأت افتكر الزيف اللى كنت عايش فيه اللى هو طالما الناس شيفاك كويس يبقي خلاص، ولا اى حاجة وان الموضوع مش مهم اللى بينك وبين ربنا، لما فكرت انى اخترت الغلط مع بنت صغيرة على انى اشوف بنت في سنى أو واعية تقبل أو ترفض عرفت انى بستخبي من الناس ومش بستخبي من ربنا ولا فرق معايا ساعتها قلبي وجعنى انى ازاى قدرت أعدى كل دا وانى ازاى خدعت نفسي كل دا
عارفة حسيت انى مريض لما فكرت انى معملتش دا مع اى حد تانى ولا حتى طفلة تانية هى كانت منى بس مش فتش غيرها ولا فكرت في غيرها رغم أن اختها الصغيرة كانت قدامى وبنت اختى وبنات تانية غيرها بس هى منى مش ببرر لنفسي ولا بدفع عن نفسي تهمة أنا اعترفت بيها عشان متقوليش انى عملت كدا مع حد تانى لا ابدا هى منى يمكن كنت بحبها بس دا لو حقيقي يبقي كنت مريض بحب الجنس مع اطفال لكن لا لأن. لما شوفتها لما كبرت حبيتها اكتر ارجوك قوليلى هل أنا مريض فعلا ولا طبيعى واللى حصل دا حاجة يمكن ضعف ايمان لكن مش مرض
ابتسمت امل وقررت أن تسجل له الرد بصوتها كى يشعر بالأمان حقا
فتحت المايك وبدأت بتسجيل الرسالة
اولا انت مش مريض والحمد لله ودا شيء كويس لان اللى انت بتقوله يتنافس مع كونك مريض باشتهاء الاطفال خصوصا انك قولت انك معملتش دا مع حد غير منى، طبيعة جسمها أو زى ما بتقول انها كانت زى بنات اكبر من سنها لكن دا مينفيش كونك غلطان لان دى كانت طفلة ودا ميبررش اللى عملته لكن اعترافك بالذنب دا وانك مكابرتش يخليك في طريق الصح كدا المشكلة عند منى لان هى اللى اتضررت من دا كله لذلك لازم تساعدها تتخلص من العقدة دى عشان بعد كدا مياثرش دا على اطفالكم وحياتكم في المستقبل
أنهت امل الرسالة وإرسلتها له وانتظرت حتى يسمعها ويجيبها عما قالته
لم ينكر دافيد انجذابه لها، تلك الفتاة المتحدية لسيطرته، هو يراه أحد كبير له لكنه خائف الآن أن يخسر ذلك التحدى إذا ما دق قلبه له فيصبح خاسر مرة أخرى كوالده الذي ظل ضعيفا أمام والدته رغم كل ما فعلته معه منذ زن، رأى خيانتها له وتكرارها وعفو والده وقبول عودتها حتى بات الأمر عادة واستطاعت أن تكسر حاجر الخوف والندم وباتت تتبجح أمامه بعلاقتها ولا تخفيها لدرجة أنها جاءت بعشاقها للمنزل حيث ابنها بغياب زوجها كى تتنعم بلحظات المتعة المحرمة أمام ناظريه، القي دافيد الكاس من يده حين تذكر كل هذا فحديثه مع امل جلب لعقله ذكريات جاهد لسنوات كى يوىدها بعيدا وها هى تعود بكل قوة وظهرت للعلن مهددة هدوىه وسلامه، فقد بات الأمر مرهق حقا حتى بات يتساءل هل يكمل تحديه حتى يحصل عليها ام ينهى الأمر كى لا ينعدم نعبده كاملا بسبب تلك المشاعر التى بدأت تتوغل بداخله؟


إستسلم لذكري باتت مطموسة في الواقع ، لكنها الان باتت واضحة ويعيش معها بكل تفاصيلها شاهدها أمامه وهي تهرع إليه خائفة ، تتلفت حولها وهي تبحث عنه إلي ان وجدته أمامها نائما علي الشاطئ واضعا يده أسفل رأسه سابحا في ملكوت أخر ، إقتربت منه بثوبها الابيض الطويل الذي يبرز جسدها الابيض ، ضحكت ما إن شاهدته علي وضعه ، إستمع لصوت ضحكاتها وإعتدل ينظر إليها يطالعها في شوق ولهفة ، اما هي فهي تنظر له بلهفة جلست بجانبه ووضعت أناملها الطويلة في راسه تداعبه وهي تنظر إليه بحب ولهفة ، سمع صوتها لاول مرة منذ غياب طويل صوتها الدافئ وهي تساله لماذا .
تبا للعتاب الذي يجعلك عاجزا غن إبداء الاسباب للرحيل المفاجئ
توقفت عن اللعب في رأسه وإعتدلت بالقرب منه ونظرت له برجاء ممزوج بأسف وقالت وقد ترقرت العبرات في عيونها هل حقا لم تحبني ؟
تعلم كم أحببتك ؟
لماذا تزوجتني اذا ؟
اسئلتها التي تشبه الجمر تقذفها في وجهه مثل بركان منصهر قرر ان يثور ليتقيأ كل ما بداخله دون شفقة او رحمة .
كانت الكلمات ثقيلة في حلقه ، اراد ان يجيبها بشئ واحد فقط اراد ان ينطقها ويجيبها أنا أحبك ولم أحب أحدا مثلك .
لكن ماذا تحولت أمامه من زهرة جميلة إلي إمراة شاحبة الوجهه ، ذبلت عيناها من كثرة البكاء
حاول أن يمسك يدها ، حاول ان يقترب منها لكن هناك شئ يمنعه من الحركة ، جسده يؤالمه كل حركة منه تؤلمه بشدة .
لقد تجمدت الايام ومعها تجمدت الذكري ، لكن هناك دائما ذكري معلقة لا نستطيع البوح بها ، ذكري كتب عليه ان تظل صامتا فيها قد نكتفي بكلمة واحدة أسف ...
أسف ماذا تعني
هل هذه الكلمة قادرة علي الاجابة هل ستشفي نيران القلب 
ام ستكون مثل المياه الباردة حين نسكبها علي الجرح ليشفي ويندمل ...
إنه الحب حينما تعشق بدون سبب ، حينما تعطي بل تجود وتجود بما لديك .
تبا للاعتذار .. تبا له مرة أخري .
نهضت من الارض وإعتدلت واقفة ونظرت له بعتاب وقالت وهي تستدير لترحل أنا أسامحك ..
كلمة أخري قالتها لتزيد عذابه اطنانا واوجاعا ، كلمة واحدة جعلته يبكي دما عوضا عن البكاء دموعا ..
اراد ان يسالها ماذا فعلت كي تسامحيني ، لماذا تعذبييني هكذا
ليأتيه صوتا من الفراغ يقول بصوت عال لاني أحبك يا أبله
حقا هكذا نعم يعلم انها تحبه بجنون ، نعم سالته قبل ان يختفي من عالمها لماذا تريد الرحيل وتتركني ، خذني معك اريدك ..
لكنه إكتفي بكلمته أسف ...
....
علي الشاطئ دايمون
إنه حبيبه ينادي عليه بان ينهض ينادي وينادي دون جواب ، قرر ان يطلب له سيارة الاسعاف ، وبعد مرور عشر دفائق وصلت السيارة وقامت بنقله للمشفي وسط خوف حبيبه ، عدة اسئله اطلقها الاطباء كيف يرتدي هكذا في هذا الجو البارد
لماذا ذهب للشاطي هل يقدم علي الانتحار
لماذا ولماذ اذا هو يعاني من حالة نفسية تؤثر عليه .
هذا هو الجواب الصحيح .
اما عن حبيبيه الذي يدعي ..زي ..
سال عنه الطبيب الذي قال له انه يعاني من درجة حرارة عالية تؤثر علي الكبد والرئة وسبظل في غرفة العناية ثمانية واربعون دقيقة كي يتم ملاحظته خوفا عليه لان جسده أصيب بنوبة برد حادة .
لم يعلم زي ماذا يفعل حقا اصابه الخوف والقلق من رحيل حبيبه
لذا عزم علي المكوث في المشفي حتي يطيب ويعود له مرة أخري .
تبا للاشتياق حينما يأتي من بعيد لا نستطيع ان نمسك فيه كي لا يرحل .

نعم انه يشتاق لها للمستها وصوتها الجميل يشتاق لحديثها العذب الذي يريحه عند السماع اليه
هذه المرة يراها فب منزلهما الذي يجمعهما ، يراها تنتظره ترتدي قميص أزرق اللون طويل يبرز مفاتن جسدها ، لقد احبه عليها منذ اول مرة راها ترتديه وقد طلب منها ان تبتاع الوانه جميعا كي يراها علبها ، كم ضحكت علي حديثه فقالت له حبيبي المجنون يريد ان يزوج القمصان  لبعضهما البعض ام ماذا .
تذكر كل هذا يريد ان يستأنس بها يستمع لصوت انفاسها .
هل ستنفع الذكري ام يكفي طيفها لا يريد ان يعود لعالمه بل اراد ان يظل معها هكذا .
لماذا الان ياقلبي تفكر بها
لماذا تراودك هكذا
إنها رحمة  رحمة حين تزوجها ، رحمة حين تركها ، رحمة حين تأتي عابرة له تطمئن عليه تطيب خاطره وتبا انها تسامحه .
حينما يكون الحب ، هناك التسامح .
وقق زي علي باب الغرفة يطالع ديمون بحب وقلق لا يدري ماذا يفعل له لقد مرت ثلاثة ايام علي ديمون امامه جثة نائمة مجرد بضعة انفاس تخرج امامه وصدره يعلو ويهبط كثيرا ، ففي خلال هذه الايام كم حضر الاطباء ينقذونه من الموت الحتمي .
هل حقا الموت افضل شئ للهروب من هذا العالم ، ام مجرد العودة وتصحيح الاخطاء مرة ثانية .
ماذا سنفعل حينما نعود وعذاب الضمير قاتلا الي هذا الحد .
وقف ديمون في غرفة سوداء لا يعرف كيف حضر او متي حضر الي هذا المكان ، الغرفة مظلمة قاحلة لكن هناك عدة اصوات حوله متداخلة ، هناك صوت يألفه كثيراكان يسمعه دوما ، انه جون
شهقة دنت من ديمون تردد صوتها في المكان ردد الاسم علي طرف لسانه قائلا جون
كيف اذا انا اصبحت في تعدد الاموات .
لكن جون سمع صوت تفكيره وقال له لا لست في تعداد الاموات يا ديمون انت ما زلت علي قيد الحباة
ليجيبه ديمون علي الفور كيف ، ولما الغرفة مظلمة هكذا من فصلك تعالي تقدم مني اني اخاف .
ليجيبه جون علي الفور
لا أستطيع فهناك باب كبير يفصل بيني وبينك يمنعني من التقدم منك .
قال له ديمون بضيق وهو يحاول بيديه ان يتحسس الهواء :-
اي باب لعين هذا انا المكان حولي مظلم جدا ولا اري شيئا لا يوجد بصيص من الضوء من فضلك ابحث عن مكان وخذني معك .
ساد الصمت قليلا وخبتت الاصوات جميعا وهنا تكلم جون قائلا :؛لقد تباعدت سبلنا يا ديمون لقد تبدلت من داخلك ، وتحولت مشاعرك وعادت كما كانت مننذ البداية ، لقد كنت ناقما علي نفسك ، ناقما علي كل مايحدث ، وساقتك الاقدار ومكثت معي سنوات .
بكي ديمون وقال بهدوء :-
لقد . 
ليساله جون بصوت حزين  :-
لقد ماذا يا ديمون ؟
انا وأنت لم نعد كما كنا ، تفرقت سبلنا وتحولنا من عالمنا هذا ،
سمع جون صوت خطوات تقترب منه ليسال جون بقلق :-
لا تقترب يا ديمون من فضلك .
صرخ فيه ديمون :-
لماذا لماذا
خبت صوت جون قليلا وقال له مجيبا :-
ليس هناك تلاقي او لقاء ، لقد تبدلت حبواتنا ياحبيبي لم ولن نلتقي لذا لا تبحث عني .
ساله ديمون بقلق:-
لماذا لا ابحث عنك
قال له :-
لانك نسيتني ما إن نثرت علي قبري هذه الورود التي ذبلت مع الايام ، لانك نسيت جون الذي لم يضحك سوي معك
لانك ...
صرخ فيه ديمون وقال :-
كفي .. كفي لم انساك
ليصرخ فيه جون :-
بلي لا تكذب لم أعهدك كاذبا يا ديمون لقد عاهدتك صادقا عطوفا محبا
عاهتك متخبط المشاعر وتنسي .
لقد نسيتني مع الايام لانك لم تحبني يوما ، لقد نسيتني لانك كنت رافضا منذ البداية لكنك إنصعت لي
لنا لا تعود لها قالها جون في نهاية عتابه ل ديمون الذي قال علي الفور دون ان يدرك حديث جون منذ البداية
لا استطيع
صدحت ضحكة عالية من جون وقال :-
علمت الان لماذا اقول لك هذا
ليرد عليه ديمون :-
لم أقصد ان ...
بتر جون حديثه قايلا :-
عد لها ولا تنادي علي مرة أخري
أشعر بالخوف ..
قالها ديمون موجها حديثه لجون
ليجيب عليه جون قائلا :-
لا تخف وسر في طريقك
قال ديمون ب رجاء :-
اريد ان احتضنك يا جون للمرة الاخيرة
ليجيب عليه الاخر بحزن :-.
لا استطيع يا ديمون ، هناك فيصل بين عالمي وعالمك ، وانا قد قد ....ثم صمت
ساله ديمون بقلق :-
قد .. ماذا ...
صمت جون وبعد قليل قال :-
قد تبدلت ما عدت انا .
ساله ديمون بتعجب :-
كيف .. ماذا تقصد
تنهد جون بحزن وقال :-
لقد تبدلت ياحبيبي ماعدت اشبه البارحة ، تبدلت هيئتي وملامحي وشكلي ما عدت انا بل اصبحت مسخا مقيتا
قال له ديمون برجاء :-
اريد ان احتضنك انا احب الروح التي عشت معها سنوات ، لا اكترث لما تقول ، وكيف تحولت مسخ وانت تتحدث معي كفي مزاح من فضلك .
سمع ديمون صوت بكاء لجون الذي قال :-
هل تعتقد ان مافعلناه صوابا يا ديمون .
صدمة سقطت علي راس ديمون لا يصدق ان جون يساله هذا السؤال كيف ، لقد تذكر يوما حديث دائر بين بعضهم البعض وهو يتكلم عندما رفض ديمون لنفسه بعدما فعل هذا ، وسال جون فيما بعد هل ما نفعله حرام
ليجيب عليه جون لا لا يجوز ان تقول هذا نحب بعضنا البعض ونحن متفاهمان كثيرا ويحق لنا الزواج وتأسيس عائلة .
تعجب ديمون من هذه الاجابة فهو لم يكن يدرك حقيقة الامر هذا  .
هنا سمع صوت جون يقول له :-
اعلم واسمع ماتفكر فيه صدقني انا  انا لم اقصد هذا ..
بلي كنت اقصده يا ديمون ، انا احببتك بصدق ولم اكترث لاي شي في الدنيا لقد بحثت عما اريد انا ولم ابحث عما تريده انت
لم اكترث للكنيسة وان مافعلته يغضب الرب اعلم
صرخ ديمون بصوت جهوري صدح في المكان ، ثم جثي علي ركبتيه وهو يضع كفيه علي راسه :-
لماذ الان تخبرني هكذا ، لماذا لقد شاخت روحي وانا ابحث عن الحقيقة .. الحقيقة والرفض وكره نفسي لقد انهكت روحؤ ياجون ولم قادرا علي البوح ، سر اصبح يؤرق نفسي ويؤرق روحي ، سر ثقيل وهم أثقل جعلني اتخلي وافقد كل ما احبه ، لقد استبدلت الذهب ب لوح من صفيح صدئ
لا اعلم
اتمنى اشوف ارائكم على الرواية
مستنية تعليقاتكم واى حاجة حابين تناقشونى فيها ويارب تستمتعوا بقرائتها
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي