الفصل الثامن

سمعت مها للفتاه وهى تقص قصتها باهتمام فما تقوله مختلف تماما عما سبق وسمعته فقد وصل الأمر لخارج نطاق الدجل بل وصل لعبادة محرمة هنا
فجأة الدنيا لفت بيا وكنت هقع من طولى لكن لقيت اللى بيسندنى وانا مكنتش حاسة بنفسي وانا بين الصحيان والنوم شايفة كل حاجة وحاسة بكل حاجة لكن مش قادرة اقاوم ولا  فاهمة فيه ايه كل اللى كان بيحصل أنه حلم يمكن حقيقة معرفش لكن لقيت نفسي نايمة على سرير معرفش جه منين والكائن دا قدامى، وشه اللى شبه المعزة وقرونه وجسمه زى البشر ماعدا رجليه زى رجلين الماعز ولقيت هدومى كلها انقطعت من عليا وبقيت عريانة قدامهم ومش قادرة حتى استر نفسي عنهم، واللى حصل بعد كدا كان شيء صادم انى لقيت جسمى بينتهك من كيان معرفش ايه هو ولا ايه اللى أنا حاسة بيه مكنتش رافضة ولا قابلة بس كان شعور فوق الوصف
مر يجى ساعة وانا كدا بين أيديهم لغاية ما سمعت منه صرخة خلعت قلبي رغم النزهة اللى كنت فيها وبعدها اختفي وانا بدأت افوق شوية بشوية فعلا ولقيتهم اتلموا حوليا منتظرين ردة فعلى واللى كانت مخالفة لتوقعاتهم لما سألت ليه كنت متخدرة وانى كنت عاوزة احس بالتجربة كاملة، ساعتها حسيت بصاحبتى دى يتقرب وبتغطينى وهى فرحانة بيا وبتقولى انى عجبته ودى من المرات النادرة اللى بيقول فيها قربان بقالهم سنة بيحاولوا يعملوا دا
خوفت ساعتها من اللى قالوه وقولت هيقتلونى لكن هى قالتلى أنه هما بيجيبوا بنت وبيحصل نفس الطقوس لكن مافيش مرة قبلها وبيختفي على طول لكن المرة دى مختلفة وكملوا التجربة وارضوه لدرجة أنه حرم قتلى وهما لازم ينصاغوا للأمر وانى مبقتش قربان لا بقيت رفيقة ليه
فجأة بقيت مقدسة ليهم وطلبات أوامر افتكرت أنهم مجانين وأن الأمر مجرد استحضار شيطان وبس
تعجبت مها من برود الفتاه التى تتحدث عن تلك التجربة بقلب جامد كالصخر
طيب انت مخوفتيش مزعلتيش على اللى حصلك؟
بصراحة خوفت بس استمتعت بالتجربة لانى مكنتش هشوف حاجة كدا ببساطة وكل دا طبعا كان ميجيش حاجة في اللى حصل بعد كدا
وآية هو؟
انى بقيت رفيقة شيطان مقدس ليحضر ليا وبيدى أوامره ليهم من خلالى
توقفت الفتاه عن الحكى عند هذا الحد كى لا تزيد الأمور تعقيدا
طيب وأنت بعدتى عنهم أو اتخلصتى منهم؟
لا خالص ولا هيحصل لانى ببساطة مش مسموحلى تحكى اكتر من كدا بس اللى حابة أقوله لك أنه في شرور كتير في العام احمدوا ربنا انكم بعيد عنها
أنهت مها الاتصال وهى لا تعلم سبب ذلك الاتصال فالأمور أصبحت مبهمة للغاية
أشار لها ادهم كى تستقبل الاتصال القادم
ومعانا اتصال جديد ونقول الو
الو استاذة مها؟
ايوا معاك اتفضلي
انا محتاجة مساعدة بجد كل حاجة معايا ملخبطة ومش معروف سببها أنا بجد ندمانة والله
طيب أهدى واحكيلى
انا كنت بنت فضولية جدا وكنت حابة اتعلم حاجات كتير ومنها قراية الفنجان وقراية ورق التارووت وهنا بقي الأمور تختلف، البداية كانت مع اصحابي وبناخد الموضوع هزار حقيقي ومش جد بس شوية شوية الأمور بدأت تختلف وبدأت اقول حاجات بحسها فعلا وبتطلع حقيقة ودا كان مع واحدة صاحبتى كنا قاعدين مع بعض بتشرب قهوة وقولت لها تعالى اقرالك الفنجان وقعدنا نهزر وفجأة لقيتنى بقولها احذرى حد قريب منك ماسك لك خنجر ودا معناه غدر ساعتها استغربت حتى صحبتى استغربت اللى قولته ولقيتها بتقول. اول مرة اسمعك بتقولى كدا كل مرة كنتى بتقولى سكة سفر وبتاع، بصيت لها بجدية ولسة كلامى حاد زى ما هو وقولت لها احذرى القريب وزى ما كون فوقت وبصيت لها لقيتها بتبصلي بذهول وبتقولى ايه يا بنتى خوفتينى ساعتها ضحكت وقولت لها معلش شوية اكشن وانا نفسي مستغربة بس حبيت خوفى واستغرابي دا جوايا وعدى اليوم لكنى مافيش يومين ولقيت صحبتى دى بتتصل بيا ومضمونة نفسها من العياط وبتقولى أنه جوزها بيخونها مع واحدة قريباتها كانت باعتبرها اخت وأنها مكنتش متخيلة دا ابدا وان الصدفة كشفتهم وساعتها قالتلى كان عندك حق كان عندك حق
انا مفكرتش في الأمر ولقيتنى بقولها متغدريش في الأمر كدا دى صدفة ولما قابلتها لقيتها بتقولى اقرالها ورق ساعتها استغربت من طلبها دا كله كان هزار بس هى قالتلى أن الأمور اختلفت وانى فعلا أتقنت الأمر وقالتلى جربي وفعلا فردت الورق وبدأت اقرا لقيتنى بقولها أنه الغدر مستمر وان في ورق هيتقلب غليك، زوج وصديق هيتحدوا لدمارك ساعتها قالتلى يبقوا بيخططوا يتهمونى أنا بالخيانة وأمور غريبة ساعتها قولت لها اعملى نفسك سامحتيه ولا كان حاجة حصلت وشوفي هيحصل ايه فجأة سمعت حاجة زى همس بيقولى أوضة نومها
قولتها أوضة نومك لا هى فهمت ولا انا فهمت بس لما روحت بمافيش ساعة لقيتها متصلة عليا وبتقولى أنه في كاميرا في أوضة نومها ساعتها الدنيا انقلبت ومعرفتش هتعمل ايه غير أنها اتصلت باخوها والدينا كلها اتخربت
لم تفهم معا علاقة تلك الامور ببعضها وما سبب فهمها لتلك الأمور
طيب انت عرفتيها ايه او ازاى عرفتى؟
صدقينى معرفتش حاجة ولا كان ليا دور لكن صاحبتى دى قالتلى انى كنت عارفة واتهمتنى انى خدعتها وهى اتأكدت لان هى عارفة انى مبعرفش لا أقرأ الفنجان ولا الورق بس هى لعبت لعبتها دى معايا عشان تعرف منى ايه اللى بيعملوا من وراها
عدى الموقف وطبعا خسرت صحبتى دى اللى للاسف انفصلت عن جوزها وبينهم قضايا ومشاكل لانه مكنش امين عليها
كل دا كان لعب ومافيش عليه حاجة جد وقررت معلش اللعبة دى تانى مع حد لكن للأسف كنا في تجمع أصحاب تانى ولقيت واحدة منهم مصممة انى اقرا فنجانها بس انا فكرتها باللى حصل من فترة وهى قالتلى حتى لو كنت عارفة حاجة بس انا حذرتها وان صحبتنا دى كانت عاوزة حد تفرغ غضبها في حد
فعلا مسكت الفنجان وفجأة شوفت سلسلة ملفوفة على رجلها وفلوس قولت لها انها هتتغنى في فلوس جيالها، ضحكت وقالت ياريت بس كان قلبي مقبوض وقولت لها بس في سلسلة حوالين رجليك
ضحكت وقالت لى ياستى تيجى الفلوس بس وانا البس سلاسل كلى
خلصنا قعدتنا ومشينا وانا ركبت عربيتى وروحت بعدها بكام ساعة لقيت صحابي متصلين بيقولى أن صحبتنا دى عملت حادثة وفى المستشفي وبالفعل روحت لقيتها متجبسة ورجليها متدمرة ولازم تعمل عملية زرع شرائح ومسامير ولما شوفتها حسيت بالندم على اللى قولته لها لكن هى ضحكت اول ما شافتنى وقالتلى بركاتك يا شيخة اتدشدت فين بقي الفلوس رجليها متسلسلة اهى
قولتها ياستى انت كمان أنا اتشائمت من الفنجان خلاص توبة، والدتها ساعتها بصتلى بكره كانى لعنت بنتها ودا خلانى احس بالحرج بس تغاضيت عن الأمر وانا قاعدة معاها وبنتكلم لقينا راجل جاى وبيقولى أنه محامى صاحب العربية اللى ضربتها وأنه مستعد يدفع اللى تطلبه وأنه هيكتب لها شيك بمبلغ خرافي وتتنازل عن المحضر ساعتها صحبتى بصت لى وقالتلى دا بجد بقي
انا مصدقتش اللى بيحصل بس قولت في حاجة غريبة خاصة لما بصيت بصحبتى وبقولها حاسبي من الجرس مفهمتش اللى بقوله ومشيت ولما روحت ازورها تانى مرة لقيتها تعبانة جدا وبتبصلي بذهول وهى بتقولى انت عملتى ايه عشان تعرفي كل دا؟
مفهمتش اللى بتقوله لكن هى فسرتلى الأمر لما قالتلى أنه بعد ما مشيت المرة اللى فاتت تعبت و قولت اطلب ممرضة تدينى مسكن لسة رايحة اضغط الجرس افتكرت كلمتك وبعدين ضحكت وطنشت لكن مجرد ما لمسته اتكهربت ولولا وجود ماما كنت موت في لحظة لان كان في ماس
بصيت لها وبصيت لوالدتها اللى كانت بتبصلى به ف وبتقولى انت بتشتغلى في الحاجات دى؟
قولت لها حاجات اية يا طنط؟
السحر و الحاجات دى؟
قولت لها سحر ايه بس انا كل الحكاية بحب أقرأ الفنجان وواحدة الأمر هزار والله بس معرفش اية اللى حصلى بقالى فترة
ساعتها طبطبت على ضهرى وقالتلى انى جلبت الأمر لنفسي ولعبي قلب بجد ولازم اشوف حل ومفرحش باللى بيحصل
ساعتها خوفت من كلامها لكن صحابي عرفوا وبقوا بيتسابقوا على مين هقراله الفنجان وبالفعل بقيت يقرأه ليهم وحاجات تتحقق وكل مرة الأمر يزيد عن اللى قبلها بس في المقابل بقيت بتوع ومش مركزة وبقيت مستهلكة تماما ومش عارفة مالى لغاية ما لقيتنى في يوم بين النوم والصحيان بسمع خلاوي والهلاوس دى بتقولى انى ممكن احقق كل اللى يتمناه لو عقدت عهد معاهم مكنتش فاهمة مع مين غير لما قالولى وألقى وهتعرفي ويارتنى ما وافقت فجأة الاوضة حسيت انها ضلمت وشوفت خيالات كتير قدامى مش واضحة ملامحهم ومنهم كارم وقف قدامى وقالى العهد بينا زى ما هنديك هادينا ولازم تحافظ على العهد دا
فوقت لنفسي لقيتنى مش قادرة اقوم بس بقيت بسمع كويس جدا كنت فاكرة انها قدرات بس طلعت لعنات لانى بقيت بسمع اللى يعمل مشاكل وبس، يعنى اسمع شتيمة حد لحد، غيبة واحدة لصديقة أو قريبة بقيت عاملة زى محراب الشر يبلغ المصائب وبس ساعتها عرفت أن الضريبة للى عملوه انى اكون كدا سبب في شحن الناس بالمشاكل ومع الوقت هما قوتهم بتزيد من الطاقة السلبية اللى بيبعتوها للناس وهما بيمتصوا طاقة اى حد يقرب منى بقيت مصاصة كافة لغيرة مش ليا ومع الوقت بقيت كارهة الأمر خاصة انى مش أنا اللى سعيت ليه دا انفرض عليا بسبب هزار بينى وبين اصحابي بقي واقع مرير وانا فيه بالفعل
مع الوقت الأمور زادت عن حدها وبقيت عاملة زى السراب اللى محدش ليحقق من وراه اى خير ومع الوقت بعدت عن الناس وقررت امتنع عن الأمور دى ودا خلاهم يسحبوا طاقتهم منى عشان يرغمونى ارجع الى كنت بعمله، لكن أنا رفضت وقررت تتعالج روحت لشيخ وعرفته اللى عملته وللاسف قالى أنه اللى عملته دا ميفرقش عن الشرك حاجة ولازم اتوب وأعظم الأمر للعودة لدينى وابعد عن كل دا وفعلا قررت دا وبعدت عن الكل فعلا وبقيت ملزمة بمصحفي وصلاتى مش هقولك انى كنت قوية ومحصلش حاجة بالعكس الموضوع كان شبه مستحيل لان كانوا كتير وعلى قدر قوتهم كان لازم تكون عزيزتى وعدى الوقت وانا بين شد وجذب لغاية ما الحمد لله اتغلبت عليهم وبعدت عنهم وبعدها عنى بس مازلت بسمع وبشوف عارفة زى المدمن وقدامه الشيء اللى ادمنه وفى اى لحظة ممكن يضعف دى بقيت حياتى ولازم افضل اقاوم العمر كله لذلك عاوزه اقول بلاش هزار في أمور زى دى لانها ممكن تقلب بغم فعلا
طيب ممكن سؤال بقي أوجهه ليك؟
طبعا اتفضلي
فى الفترة دى اللى كنتى بتشوفى فيها حاجات كسبتى ايه هل نفعتى نفسك بشيء؟
اهو دا بقي الفخ، للاسف مش بتستفيدى حاجة غير سراب التحكم والخوف اللى في عيون اى حد يشوفنى لكن للاسف لا اقدر اكتسب احترام حد ولا اعمل اى حاجة لنفسي لذلك بقولك دى سراب
اشكرك بجد واتمنى اللى يسمعنا يعرف أنه الطريق دا مش سهل وليه طرق كتير توصل له لكن كلها سهلة في الظاهر وزى الشوك في باطنها
أنهت مها الحلقة وهى ما زالت تعاني من هذيان لا تعلم سببه لكنها أرجعت الأمر للحلم الذي ارهقها بالأمس
خرجت من غرفة البث واتجهت حيث يجلس رائد وادهم يعدان الحلقة للرفع على قناة اليوتيوب
لم تناقش باى أمر وقررت أن تعود لمنزلها فقد أرهقت حقا ولا مجال لديها للتحدث اليوم باى شيء
فور خروجها من الشقة لاحظت أن السلم مظلم فقررت أن تهبط بالمصعد وكم تكره ذلك فهى اعتادت أن تستغل كون الشقة بالدور الرابع كى تهبط السلم كى تمرن ساقيها بعد جلستها لساعات بالاستوديو
فور ركوبها المصعد ضغطت زر الدور الارضي حتى اتجه المصعد للاسفل لم يهبط غير دور وتوقف المصعد كان أحدهم أوقفه فانتظرت أن يدخل من طلب المصعد لكن أحدا لم يدخل فضغطت الزر مرة أخرى إلا أن المصعد لم يتحرك ففتحت الباب لتر سبب توقفه فوجدت سيدة واقفة بباب شقة فسألتها عما إذا كانت قد رأت من اوقف المصعد إلا أن السيدة أخبرتها أنه ربما تتطلع وطلبت منها أن تساعدها بإدخال الحقائب معها للشقة، أحرجت مها منها واقتربت حيث تقف السيدة المسنة وحملت معها الحقائب لداخل الشقة
اعجبت مها بتصميم الشقة الداخلى حيث شعرت بالأمر كأنها لحقبة السبعينات الالوان الساطعة و الإضاءة الزاهية
وضعت مها الحقائب على إحدى الطاولات واتجهت صوب الباب كى تغادر إلا أن السيدة استوقفتها
هامشي كدا من غير ما نشرب حاجة مع بعض كفاية تعبك معايا
أحرجت مها منها إلا أنها حاولت أن تعتذر بلطف
معلش يا طنط لازم امشي علشان متاخرش
خمس دقائق مش هيعطلوكى أنا عائشة لوحدى وما بصدق حد يكلمنى أو يزورنى
شعرت مها بالشفقة على السيدة فاومأت لها وجلست بكرسي الصالون منتظرة حضور السيدة التى أحضرت كوبين من عصير الطماطم ربما مما جعل مها تستغرب الأمر فهى حتى لم تسألها عما تريد شربه لكنها لم تعقب على الأمر واكتفت بذكرها وشرب العصير كى تغادر
الا قوليلى يا مها اخبار ستنا ايه؟
كاد قلب مها ينخلع من مكانه حين سمعت ما قالته تلك السيدة التى حين ركزت بملامحها شعرت بالرهبة حيث عيناها لا تعلم حياة بل العكس فهى تبث شعور بالموت لا يخطؤه احد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي