الفصل السابع

كانت تلك أولى صدمات هذا الموسم هل حقا ما يقال، تلك السيدة التى ظن الجميع أنها تبلغ من العمر خمسون وربنا أزيد فلا احد يعلم سنها الحقيقي حقا لقد كان محصنة ضد كل شيء تقريبا فالحماية المفروضة عليها من جهات عليا تعلمها مها جيدا فهى سبق وسمعت عنها من العديد من صديقاتها، تلك الهالة التى تحيطها لم يخترقها أحدا من فلم الان تخبر الجميع قصتها ولم اختارت برنامجها لتقص كل ذلك على مسامع الجميع
تلك السيدة المجهولة للجميع والمعروفة جدا لهم معروفة مشيدة لها بركات وأمور جادة تكاد تصل المعجزات لكنها مجهولة عن الجميع لم يرها أحدا من قبل حتى وإن قابلوها
هنا سألتها مها بريبة
ازاى تحكى كل دا على العوا وأنت اصلا كنتى زى اللغز للجميع ودا سر نجاحك!
ضحكت مارو بصخب ونهرت مها
انا سر نجاح مش في غموضى يا قلبي ولا حد له عندى حاجة
اعتبر دا تحدى منك للكل؟
طبعا اومال انت فاكرة ايه؟
بس دا كله ممكن يروح بلحظة؟ ممكن حد يوقعك
ومين قالك أن دا مش متوقع بس هل انت فاكرة انى مش مستعدة لكل دا
فجأة شعرت مها بانقباضة بقلبها كأنها شعرت بتلك السيدة التى تعانى من الأمر لا كما ادعى مستمتعة به
وقد جاء كلامها بعد ذلك تأكيدا لما فكرت به مها
انا انفرض عليا الأمر كل دا غصب عنى وللاسف مقدرتش اتخلص من كل دا بس قدرت استغله صح
قصدك العهد؟
ومين قال انى اخدته؟ أنا بس استغربت الأمر
طيب وليه أعلنت عن كل دا؟ ليه دلوقت
عشان في وريث ليا هياخد كل دا وللاسف قدره يشيل الشيلة دى كلها
صمتت مها وهى تشفق على ذلك الوريث الذي سيحمل ما لا طاقة له به
يعنى انت فضحت الأمر علشان خلاص هتورثي الامر؟
لا، لانه كان لازم يعرف كل دا
يعرف كل دا ازاى وكل الناس سمعت اللى قولتيه؟
متأكدة أنهم سمعوا؟
لم تفهم معا ما قالته تلك السيدة حتى لاحظت انها أغلقت بالفعل زر البث وان البرنامج قد انتهى منذ فترة لتصعق من حقيقة أنها لم تشعر بالامر؟ اين المخرج والمعد وكيف لم يلاحظ أن الأمر
متحاوليش يا مها المعد والمخرج شافوكى وأنت خارجة من شوية وقبلها وأنت بتخلصي البرنامج
صعقت مها مما قالته تلك السيدة وحقيقة أنها مخفية الان عن الجميع
من امتى؟
لما النور طفي كل حاجة خلصت لان الكل روح وبيبثوا اغانى مسجلة من فون المخرج زى ما اتعودتوا
حقيقة أنها وحدها بالشقة التى اتخذوا منها ستوديو جعلها تصعق فهي الان تتحدث مع امرأة لديها عشيرة من الجان
لم تشعر بنفسها غير وهى فاقدة الوعى ولم تشعر بما يحدث حولها

يا مها اصحى يا بنتى ادهم روشنى من الصبح فونك مغلق ليه
سمعت نداء والدتها التى دخلت غرفتها وفتحت الشباك لتصير أشعة الشمس الغرفة فتغضن وجهها
في ايه يا ماما
يابنتى تليفونك مقفول وادهم مبطلش رن عليا كل شوية أقوله سيبها ترتاح شوية دى راجعة وش الفجر
فاقت مها من نومها وراحت تتذكر ما حدث بالأمس ففتحت أعينها عن آخرها
انا جيت هنا ازاى ومين جابنى؟
نظرت والدتها لها بتعجب
هو ايه اللى جينى ازاى وايه اللى حصل خير يا بنتى؟
ماما أنا جيت ازاى؟
بسم الله الرحمن الرحيم زى كل يوم بعربيتك ودخلنى نمتى بعد ما اختك وجوزها اتعشوا معانا ومشيوا
اختى وجوزها! هو احنا النهاردة ايه؟
مالك يا بنتى
ماما بقولك النهارده ايه؟
النهاردة الخميس يا بنتى ميعاد حلقة برنامجك قومى يلا هتتاخرى
لم تصدق مها ما سمعته هل اليوم يعاد مرة أخرى ام أنها كانت تحلم؟ ما الذي يحدث فهى لا تفهم حقا
أسرعت نحو هاتفها وقامت بفتحه، اتجهت لمحرك البحث تبحث عن الحلقة كعادة ادهم بعد انتهاء الحلقة يقوم برفعها على القناة الخاصة بهم، لم تجدها بالفعل فقد كانت الحلقة السابقة فقط هى الموجودة!
لم تكد تنتهى من بحثها حتى سمعت رنات الهاتف وشاشته تضئ باسم ادهم فأسرعت بالرد عليه
ايوا يا ادهم
جارها صوته الساخط كعادته
في ايه يا مها اتأخرتى كالعادة برده يا بنتى ايه خم نوم
معلش يا دهم والله بس حقيقي مش عارفة في ايه
لم تحاول أن تشرح له ما حدث فكل ذلك معرف حقا هل كان حلم ونظرا لارهاقها فقد شعرت كان الأمر حقيقي؟
أم أنه حدث بالفعل حقا
ساعة مرت عليها وهى تتجهز للخروج من شقتها كى تلحق بأدهم ورائد بالاستوديو الخاص بهم
لم تلتفت لحقيقة أنها ارتدت نفس الثوب أو أنها خرجت بنفس الموعد لكن ما نبيها حقا لذلك هو صوت مذيعة إحدى محطات الراديو وهى تتحدث عن ستنا مارو التى أنشأت مشفي لعلاج النساء فقط كما اعتادت فكل تبرعاتها تخص النساء دون غيرهن
لم تتعجب مها من ذلك لكن كون هذه السيدة حقا أسطورة لكن ما حلمت به يحكى شيئا اخر
وصلت البناية حيث الشقة التى أعدتها برفقة أصدقائها منذ عامين كاستوديو خاص بمحطتهم
لم يمض غير دقائق من العتاب من ادهم ورائد واتجهت الحجرة البث وبدأت البرنامج كما اعتادت  وهى لا تعلم ما بها حقا
خفق قلبها وهى تنتظر صوت اول متصل حتى أتاها صوت رجل فتنفست الصعداء
انا عاوز تحكى اللى عندى بس دا مش عليا دا على حد اعرفه يمكن تكون قصته مش مختلفة كتير عن أى حد قصته اتذاعت هنا ودائما في حاجات مشتركة بينهم لكن الفرق أنه اللى حصله ضيع  من عمره  سنين
اتفضل قول واحنا معاك
الراجل دا كان طيب في حاله شاب مؤدب والكل يشهد ليه، وزى ما بنقول كل ذى نعمة محسود فهو كان محسود عليه من الكل من رجالة وستات لغاية ما فكر يتجوز واختار بنت الكل كان مفكر أنه هيختار الاجمل ولا الأغنى بس هو اختار بنت سمعتها زى الفل اه جميلة ومش غنية قوى بس مستورة ودا خلاه برده يتحسد لان ابوها مكنش ليرضي باى حد لا غنى ولا حسب بس لما اتقدم اتقبل لحسن سيرته
وكان الفرح حاجة تشرف مش عشان كبير ولا فخم لا عشان الناس اللى فرحت بجد واللى جات تتفرج برده عليهم
خلص الفرح وكله روح والعروسين احتلوا ببعض
لكن اللى حصل مكنش على البال ولا عالخاطر
العريس معرفش يخلو بها بجد وفضلت بنت حاول كتير واستغفر ومافيش فائدة ولأنها بنت اصول خبت الأمر وسكتت وتتكرر الأمر تانى يوم وتالت وفكر أنه عيان لانه مكنش له في الغلط وعدت الايام تقيلة وهو حاسس أنه قليل قدام مراته لكن بنت الاصول ولا فكرت في الأمر وشجاعته يروحوا يكشفوا ولا يخاف من حاجة وكل الامور هتعدى
وفعلا راحوا للكشف والدكتور قام بكل الفحوصات وقاله أنه سليم مئة في المئة لكن اللى بيحصله ممكن تكون حالة نفسية
وللاسف الموضوع متغيرش مهما حاول وللاسف اللى حصل بعدها مكنش حد متخيله لأن اللى حصل يخسر بجد
سألته مها بفضول ايه اللى حصل
راجل سو منه لله راحله وقاله أنه رابطه وان ربطته دى مش هايتفك غير بايده وفعلا قاله هديك اللى انت عاوزه قاله مراتك طبعا لا هو رضي ولا مراته وافقت وقالتله نصبر والأمر بيد الله
لكن هيصبر ازاى على الذي زى دا
طيب وحصل ايه وهل محاولش يفكه؟
للاسف حاول كتير وراح بكذا شيخ اللى ينصب وياخد فلوس واللى يقوله الأمر اكبر منه لغاية ما ربنا هداهم لشيخ ازهرى لكن اللى قاله خلاهم يتصدموا بجد
سألته مها وهى تتعجب مما يقول
طيب قالهم ايه بقي الشيخ؟
تنهد الرجل وأخبرها بما قاله الشيخ
قالهم أنه فعلا ربطه لا يعرف يعاشر مراته ولا غيرها وربطه دا بنجم ليظهر كل خمستاشر سنة ومش هيتفك غير بعد ما يرجع النجم دا تانى ويظهر
خمستاشر سنة! وهل انتظروا طيب ومراته؟
ما أنا قولت لك انها بنت اصول وفعلا بنت الاصول استنت معاه وكانوا كل يوم صلاة ودعا وربنا اكرم بعد خمستاشر سنة يومها جهزت نفسها زى العروسة الجديدة وربنا اكرم ودخل بيها وبعد ما ربنا كرمهم طلع على الدجال دا وقتله
ايه قتله؟
ايوا قتله وسلم نفسه وبالفعل الشيخ شهد معاه
طيب ليه قتله ما كان بلغ عنه أو حاول معاه
للاسف الدجال دا كان شغله كله مربوط بالنجم دا ولما ظهر كل أمور الناس اتفكت عشان كدا قتله قبل ما يعمل حاجة تانية لحد
تعجبت مها من قصة ذلك الرجل الذي صبر على ذلك البلاء لسنوات وحين تخلص منه خلص البشرية معه
طيب هل اتحاكم ولا ايه اللى حصل؟
اتحكم عليه سنة مع إيقاف التنفيذ بس القاضي خلى الأمر ممنوع النشر فيه عشان ميثرش القلق العام وحتى حكايتنا دى ممكن محدش يصدقها
وافقته مها فالأمر لم يسمع عنه من قبل حقا
هي فعلا قصة غريبة جدا خاصة ازاى واحد يقتل واحد ويخرج براءة
للاسف دا قتل غيره كتير بنات حياتها باظت، ورجاله خسروا حياتهم وزوجاتهم بسببه وبيوت لآخرين ولما حصل وحد تجرأ واخد حقه الناس وقفت جنبه خاصة أنه جات لجنة من مشيخة الأزهر ولقيت عنده كتب سحر فعلا وتعاويذ وبلاوى
أغلقت مها المكالمة وعلقت عن الأمر كيف يمكن لمجتمع أن يحارب ذلك الدجل فقط بوعى كاف كما فعل ذلك الرجل وان كان قتله الدجال ليس بالأمر الجيد لكن من يلومه؟
لم تكد تستقبل اتصال اخر حتى سمعت همس بأذنها
باقي اربع ايام
كرنين بعقلها سمعت ما قاله ذلك الصوت فراحت تتلفت حولها علها تلمح شيئا لكنها لم تر شيئا فظنت أن رائد كعادته يحاول أن يخيفها فأرسلت لها رسالة تنهره بها واستقبلت الاتصال الجديد
ونقول الو
الو استاذه مها ساعدينى بالله عليك قوليلهم بيسيبونى في حال.
تعجبت مها من ترجى تلك السيدة التى لا تعلم من هى
اتفضل عاوزة ايه وهما مين دول؟
معرفش والله ولا شايفاهم بس اللى اعرفه انهم هياذونى بسببك والله سامحينى هرجع لك فلوسك والعربية
لم تقدم حيرة مها غير لحظات حتى تذكرت تلك السيدة التى اشترت منها سيارة منذ عدة سنوات وخدعتها ولم تسجل السيارة لتخسر السيارة والنقود
انتي ياه لسة فاكرة دا انت كنتى هتلبسينى تهمة يومها بانى سرقت عربيتك يا شيخة منك لله
سامحينى والله كنت فاكرة انها شطارة واقدر اعمل اللى أنا عوزاه بس والله خلاص توبت وهرجعلك كل حاجة الفلوس والعربية أنا مش عوزاها هديلك الجديدة بس خليهم يسيبونى انا بقيت كل اما انزل من البيت يشتغلون ابوس ايدك يا ستنا
تعجبت مها من قول ستنا ذلك الذي قالته تلك السيدة
ستنا؟
ايوا قالولى مش هنسيبك غير لما ترضي عنك ستنا وتعفو عنك
بس انا مش ست حد اكيد حد تانى نصبتى عليه شوفى مين تانى انت اكيد اللستة مليانة
أغلقت مها الاتصال بعيد ولكنها تعجبت من لفظ ستنا الذي قالته السيدة ذلك كأنه ذكرها بما رأته بالحلم
استقبلت اتصال اخر من فتاه أرادت أن تحكى لها عن معاناتها مع السحر الذي ظنت أنه لعبة يمكنها أن تتخلص منها بسهولة
انا هحكيلك بقي قصتى أنا بنت عيلة محترمة زى ما بيقولوا لا ناقصنى مال ولا اي حاجة في الدنيا ويمكن دا اللى خلانى امل حياتى السهلة وادور على حاجة تحمسنى للحياة جربت السفر، المخاطر حتى انى انك من طيارة
ابتسمت مها وهى تسمع ما قاله ادهم بالمايك الخاص بها
ربنا يوعدنا ملل من النوع دا
تنحنحت مها وركزت بما تقوله الفتاه مرة أخرى
كل دا وبرده فضل الممل موجود لغاية ما فيوم صديقة أجنبية اقترحت أننا نجرب نوع جديد من التهور وهو أننا نحضر عرض سحرة بس مش اى عرض دا عرض خاص بيتقدم في مكان محدد كل شهر مرة واللى بيحضروه عدد محدد بس في اي بي يعنى طبعا اتحمست لانى مش بصدق في الأمور دى فقولت اخر تجربة جديدة عليا وخلاص وفعلا روحنا العرض دا واللى لقيت الحاضرين بس عشر أشخاص
غيرنا وبس
المكان كان غريب مهجور ومش نضيف وفيه ريحة عطن كدا زى مايكون رطونة، مكنش فيه إضاءة غير بس شموع شكلها غريب
اتجمعنا كلنا بمكان زى المسرح كدا وقعدنا بقي محدش شايف ملامح التانى بس الغريب أنه مكنش في رجالة خالص غير المضيف دا والباقي كان ستات من أعمار مختلفة
الراجل دا كان لبسه كله اسود وعنده وشوم غريبة جدا على دراعة ورقبته أما عنيه كانت متحددة بكحل اسود لدرجة أنه صاحبتى اتريقت عليه وقالت إنه بيرسم عنيه افضل منها
بدأ كالعادة حركات السحرة اللى عارفينها كلنا ودا خلانى احس بالملل فعلا لغاية ما لقيته فجأة بص ناحيتنا وقال إنه في عرض اخير بس هيحتاج مساعدة عذراء فيه عشان يتم، حسيت وقتها أنه كلامه موجه ليا وانى أنا المقصودة وفعلا لقيت كل الستات نفوا أن حد فيهم لسه بكر
الموضوع دا مكنش فارق معايا الصراحة ولا عمرى فكرت فيه ولو كنت لقيت فرصة كويسة تغرينى كنت عادى تخلصت من عذريتى دى
صدمت مها من تصريح الفتاه الحرة لكنها فطنت لحقيقة أنها تعيش حياة منفتحة للغاية
أكملت الفتاه ما لديها
وبالفعل تطوعت للأمر وقومت وقفت جنبه ولقيته مسك ايديا ومعرفش جرحلى ايديا ونقط دم من ايديا نزلت في كأس كان ماسكه وبدأ يقول كلام مش مفهوم عشان احس بهوا سخن بيضرب وشي وشموع بدأت ترقص بفعل هوا شديد ضرب المكان وقفلت عنيا عشان احس انه في حد واقف قدامى ولما فتحت عنيا كنت هيعمل عليا من الصدمة اللى حصلتلى خاصة وأن كلى اللى قاعدين كانوا ساجدين على الأرض للكائن اللى قدامى دا واللى مش عارفة أوصفه ازاى
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي