الفصل 45
تخبره بوجود مذيعة الإذاعة فأذن بدخولها ، ثم أغلق الحاسوب وتناول مستند قام بفتحه ليفحص أوراقه ، فيما دخلت جين متشبثة في حقيبتها بقوة وتنظر إلى الأرض ، كانت تلتقط أنفاسها بصوت مستمع وتبتلع لعابها كل فنينه وأخرى ، ثم وقفت أمام المكتب ورفعت رأسها أخيرا لتنظر إليه ، و وجدت نفسها تشهق بخفة مع دقات القلب العالية التي تدق في صدرها ، وتجمعت الدموع داخل عيناها ولكن سيطرت علي دموعها تلك ، وأخيرا تحدثت ولكن بصوت مرتبك ممزوج بنبرة البكاء :
-مرحبا جوزيف بك
صوتها أخترق أذنيه و توقف عن الكتابة فوراً ، يحفظ صوت جين جيداً الذي لم يتغير كثيراً ، نعم صوتها ، رفع رأسه فجأة ليندهش بشدة ، فالشكل مختلف تماماً ولكن نفس الصوت ، فيما أطرقت جين عيناها لم تستطيع أن تنظر إليه وألا ضعفت وألقت نفسها في أحضانه ، تشكي له على كل شيء صعب مرت به ، تنحنح بخفة وقال :
-مرحبا .. تفضلي اجلسي
جزت على أضراسها بقوة ثم تنهدت وتحدثت دون أن تنظر إليه :
-لا داعي .. للجلوس
ثم أخرجت ظرف على المكتب فأخذه جوزيف وأخرج ورقة وقام بفحصها ، ثم نظر إليها للحظات ثم قال :
-حسنا موافق
ثم تناول قلم ومضى على الورقة و وضعها داخل الظرف فأخذته جين من يده متمته بالشكر ، ثم رفعت عيناها لتنظر إليه نظرة أخيرة وتقابلت عيناهم للحظات قليلة ثم همت بالذهاب ، وظل جوزيف ينظر إلى الفراغ الذي كانت تحتله جين منذ لحظات ، ثم تنهد بهدوء وقام بمتابعة العمل
******
هبطت أوجين الدرج وقامت بفتح الباب فتفاجأت بشقيقها توماس ، ابتلعت لعابها بصوت مستمع وجاءت تغلق الباب وضع قدمه كحاجز فركضت إلى الداخل ، فيما دخل توماس و وقف خلف الباب قائلاً :
-أوجبن انتظري .. لن أوذيك
توقفت عن صعود درجات الدرج ونظرت إليه برهبة متسائلة :
-ماذا تريد إذا ؟!
-جئت .. لكي أعتذر على ما بدر مني
نظرت إلية للحظات من الصمت ثم هبطت الدرجتين الذي قد صعدتهم ، و وقفت في مواجهته متسائلة بتأفف :
-وهل اعتذارك سيجعلني أنجب أطفالا ؟!
قطب جبينه بعدم فهم متسائلا :
-ماذا ؟! .. لست أفهم !
تركت العنان لدموعها تملئ وجهها وقالت :
-لا استطيع ان أنجب أطفالا ثانية .. خمس سنوات أذهب إلى الدكاترة واتناول أدوية بسببك
أطرقت رأسه غاضباً من نفسه على ما فعله بشقيقته ، فيما مسحت أوجين دموعها وأشارت إلى الباب تصيح به :
-أخرج .. لا اطيق أن أرى وجهك
حاول التقرب منها متمتما بالاعتذار ولكن تراجعت أوجين للخلف وصرخت في وجهه ليخرج مجددا ، جاء يتحدث رأى الباب ينفتح فالتفت ليجد جان ، فنظر جان إليه متعجباً من وجوده هنا ثم أغلق الباب ونظر إلى أوجين الحزينة والتي بكت بمجرد أن رأت جان ، فتقدم نحوها و وقف يتساءل ما بها ، فتشبثت في معطفه من الخلف وقالت ببكاء :
-أرجوك دعه يخرج من هنا
زفر توماس مغمض العينين فيما نظر جان إليه متسائلاً بحده :
-ماذا فعلت بها يا توماس ؟!
لينظر إليه بابتسامة واسعة قائلا :
-لم أفعل شيئا
لتصرخ في وجهه بألم ممزوج بالبكاء :
-بل فعلت .. أنت من تسببت في فقدان طفلي الذي تمنيت أن أرى
تبادلت نظرات جان بينهم في دهشة متسائلا :
-ماذا ؟! .. ماذا قلتي ؟!
نظرت إليه لتأكد على حديثها وأخبرته أنه من قام بضربها حتى فقدت جنينها ، وقف جان مصدوما للحظات ، لم يتخيل أن شقيقها يؤذيها بهذه الطريقة البشعة ، فيما تقدم توماس نحوه و وقف يعتذر منه ولم يكمل حديثه واستقبل لكمية قوية من جان ، ثم أخذ جان بتلابيبه وباليد الأخرى يسدد له عدة لكميات ثم دفعه بقوة ليسقط أرضاً ، فيما اتسعت عينين أوجين واضعة يدها على فاها مندهشة من ردة فعل جان التي لم تكن على البال ، فيما فتح جان باب المنزل وقبض على معصم توماس يسحبه إلى الخارج ، حتى ألقى به في الخارج وتحدث بنبرة متوعده :
-لا تأتي إلى هنا ثانية .. وألا سأقتلك
ثم أغلق الباب بقوة فنهض توماس يحسس على كدمات وجهه ثم غادر دون أن يتفوه بكلمة ، فيما استند جان بظهره إلى الباب يتطلع إلى الفراغ بحده ، بينما تقدمت أوجين نحوه بخطوتين وقالت :
-لم أتوقع هذا منك .. كان الطفل يهمك لهذه الدرجة ؟!
لينظر إليها بنفس الحده وتحدث بغضب :
-نعم كان طفلي مثل ما كان طفلك ..
ثم اقترب منها و وقف يتساءل بعصبية مفرطة :
-لماذا لم تخبرينني بما فعله توماس في وقتها ؟!
تراجعت للخلف خطوتين وقالت بنبرة بكاء :
-أمي من طلبت مني هذا
حرك رأسه بأسف ثم اتجه نحو الدرج قائلا :
-حقا فتاة حمقاء .. تركتي حق طفلك بهذه السهولة
ثم صعد إلى الطابق العلوي تاركاً إياها تبكي وتوبخ نفسها بأنها لم تخبره بذاك الأمر من قبل ، وإذا كانت أخبرته لكان توماس نال عقابه من جان أولا قبل القانون
******
وضعت أمامه فنجان قهوة ثم جلست تشاهد التلفاز ، فيما جاء اتصال إلى كيفين وعلى الفور أجاب على المتصل ، الذي ينقل له حركات عائلته وخاصة شقيقة ابراهام ، غضبت بوني كثيراً وقد سأمت منه ومن كثرة بحثه عن ابنة عمه ، وبعد أن أنهى المكالمة قالت بدون مقدمات :
-اذا استمريت بالبحث عن أديل سأترك لك المنزل
لينظر إليها ببرود ثم تنحنح بخفة وتساءل :
-ماذا قلتي ؟!
نظرت إليه بحده وقالت بعصبية :
-مثل ما سمعت يا كيفين .. توقف عن البحث عنها واهتم بي أنا .. أنا زوجتك ومديرة أعمالك
حك ذقنه ينظر إلى الارض للحظات ثم تحدث بهدوء :
-ومنذ متى وزوجتي أو مديرة أعمالي تتدخل في أشياء لم تخصها ؟!
تعجبت من حديثه وتفاجأت بصفعه قوية على وجنتها جعلتها تصرخ متأوه ، فيما نهض كيفين قابضا على شعرها بقوة لينهضها ، فأمسكت في معصم يده تتوسل له أن يتركها ولكن مضى ساحبا إياها خلفه ، ثم هبط إلى قبو المنزل وقام بفتح باب غرفة وألقى بها في الداخل ، ثم أغلق الباب فنهضت تركض إلى الباب وتترجى بخوف :
-أرجوك أخرجني من هنا .. لم اتدخل في هذا الأمر ثانية
-حسنا .. ستخرجين بعد يومين مثل المرة السابقة
ثم تركها لتصرخ مناديه عليه تترجى أن يخرجها ، ولكن لم يعطي لها اهتمام وأكمل السير حتى صعد إلى الأعلى ، وكاد أن يجلس دق جرس الباب فاتجه نحوه وفتح ليجد فيليب ومعه بيير ، تنحى جانبا ودخلوا دون أن يتفوه أحدهم بكلمة ، فألقى كيفين نظره في الخارج ثم أغلق الباب ودخل ليجلس معهم ، ثم وضع القليل من الخمر في ثلاثة أكواب وعزم عليهن ، ليأخذ كل منهم كوبه ليشربن الخمر على مرة واحده ..
ثم أشار فيليب إلى بيير وعرف الاثنان على بعضهم ، فاستند كيفين بظهره إلى الأريكة متسائلة :
-ماذا تريد يا فيليب ؟!
قال دون مقدمات :
-أريد كمية من المواد المسرطنة
-لماذا ؟!
أشار إلى بيير قائلا :
-يحب الفتاة التي كانت متزوجة جوزيف .. ولا زالت تحبه وهو يريد أن يسجن جوزيف
حرك رأسه بالفهم ثم نهض من مكانه وصعد الدرج ، فنظر فيليب إلى بيير الذي يبدو عليه الغضب وقال :
-سأخذ منك مليون دولار
أبتسم بيير بخفة وتساءل :
-لماذا ؟! .. سأعطيك لك مائة ألف دولار فقط
وضع فيليب القليل من الخمر في الكوب وتناوله على مره واحده ، ثم تحدث بحده :
-أنا أستحق أكثر من مليون يا بيير .. أنا من شوهت وجه جين كما أمرتني لتغير وجهها
فصاح بعصبية :
-نعم .. ولكن لم اطلب منك أن تقتلها
-نعم كنت اود قتلها .. ولكن تركت حقيبتها معها لتتصل بك وتلحق بها .. أعلم أنها ستنجو من الموت لأنك كنت قريب منها .. لقد فعلت كل شيء طلبته مني وجعلت جين كالدمية تغير في وجهها كما تشاء
-حسنا .. سأعطي لك نصف المبلغ الأن والنصف الثاني بعد أن يدخل جوزيف السجن
اتفق الاثنان وانتظرا للحظات حتى عاد كيفين ومعه زجاجة ممتلئة بمواد مسرطنه أعطاها إلى فيليب ، وقال بجدية :
-انتبه وأنت تستعملها
صافح كيفين متمتما له بالشكر ثم غادر برفقة بيير واستقلوا السيارة ، فتناول بيير الزجاجة ينظر إليها وتساءل :
-متى ستضع تلك المادة في العطور
-ليس الأن .. في الوقت المناسب
******
-ألن تتزوجي ثانية ؟!
لتنظر أديل إليها بحده ولم تجيب على سؤالها ، فتوقفت ساره عن السير و وقفت أمامها قائلة :
-كمال يحبك
زفرت بسأم ثم قالت بحنق :
-ساره توقفي عن هذا الحديث أرجوك .. أنا لن أحب ولن أتزوج .. سأعيش من أجل ابنتي فقط
مسحت على ذراعها متمته بالاعتذار ثم ضمتها إليها ، فيما جاءت كير و وقفت تنظر إليهم وقالت بمزح :
-يبدو انني جئت في وقت غير مناسب
ليبتعدوا عن بعض وينظرن إليها بابتسامة واسعة ، فقالت كير بحماس :
-ستحضرون عرض البالية ثم تأتون معي تصوير الاعلان
اختفت ابتسامة أديل فجأة وقالت بحزن :
-أعذريني يا كير .. لا استطيع أن أتي إلى التصوير
ثم تركتهم واتجهت إلى المنزل ، فنظرت كير إليها بتأثر فقالت ساره :
-لا تضغطي عليها أكثر
دخلت أديل لتجد طفلتها تلعب مع روبير بسعادة وجدتها نائمة على المقعد ، فاقتربت منها و وقفت ثم افاقتها من نومها لتأخذها إلى الغرفة لتريح جسدها على الفراش ، ثم نظرت إلى ساعة يدها التي تدق الثامنة مساء ، ثم خرجت متجه نحو المطبخ لتجد كمال يصنع البيتزا باحتراف ، وقفت في صمت حتى التفت كمال لينظر إليها ثم تناول طبق من الطماطم وتحدث معها برسمية :
-أسف على التأخير .. نصف ساعة وسيكون العشاء جاهز
-لم أتي من أجل العشاء .. جئت لاعتذر عن ما بدر مني في البارحة
توقف عن عمله ينظر إلى الفراغ للحظات ثم التفت لها بابتسامة خفيفة قائلا :
-لا عليك يا أديل .. أعترف أنني أخطأت
تنهدت بهدوء وكأن جبل انزلق من على صدرها ، ثم اقتربت منه لتقف بجواره وبدأت في وضع الطماطم على البيتزا بنظام وكان كمال يساعدها ، حتى انتهوا و وضع ثلاثة من البيتزا داخل الفرن ، ثم أمسك بيد أديل وانحنى ليقبلها فسحبت يدها على الفور تحدق به ، فيما رفع كمال رأسه ينظر إليها بحب قائلا :
-البيتزا ستكون رائعة .. لأنك وضعتي الطماطم عليها
تنحنحت أديل بخفة ثم خرجت دون أن تتحدث فلاحت ابتسامة على ثغرة فيما دخلت ساره واضعة يدها على بطنها قائلة :
-لقد هلكت جوعا
-تحملي لدقائق فقط
خرجت ساره إلى الجنينة وجهزت كل شيء لتناول العشاء ، ثم خرج كمال يحمل صينية كبيرة ممتلئة بالبيتزا الساخنة ، فركضت ساره إلى الداخل تنادي الجميع ، ثم دلفت إلى المطبخ وملئت الاكواب بالمشروب البارد ثم خرجت لتضع الصينية على الطاولة ، ثم جلست على ركبتيها تأكل من البيتزا الخاصة بها ، كانت تطعم أديل طفلتها ونظرت إلى كمال الذي كان ينظر إليها فتلاشت النظر إليه ..
-أرجوك يا كمال علمني طريقة البيتزا
قالتها كير بإعجاب واضح ليرد روبير عليها :
-نعم .. تعملينها بعد الزواج
لكزته بخفة فتساءلت أديل :
-متى ستحددون موعد الزفاف ؟!
نظر روبير إلى كير ثم عاد بالنظر إلى أديل قائلا :
-سنحدد الموعد بعد انتهاء عرض الازياء القادم
******
-مرحبا جوزيف بك
صوتها أخترق أذنيه و توقف عن الكتابة فوراً ، يحفظ صوت جين جيداً الذي لم يتغير كثيراً ، نعم صوتها ، رفع رأسه فجأة ليندهش بشدة ، فالشكل مختلف تماماً ولكن نفس الصوت ، فيما أطرقت جين عيناها لم تستطيع أن تنظر إليه وألا ضعفت وألقت نفسها في أحضانه ، تشكي له على كل شيء صعب مرت به ، تنحنح بخفة وقال :
-مرحبا .. تفضلي اجلسي
جزت على أضراسها بقوة ثم تنهدت وتحدثت دون أن تنظر إليه :
-لا داعي .. للجلوس
ثم أخرجت ظرف على المكتب فأخذه جوزيف وأخرج ورقة وقام بفحصها ، ثم نظر إليها للحظات ثم قال :
-حسنا موافق
ثم تناول قلم ومضى على الورقة و وضعها داخل الظرف فأخذته جين من يده متمته بالشكر ، ثم رفعت عيناها لتنظر إليه نظرة أخيرة وتقابلت عيناهم للحظات قليلة ثم همت بالذهاب ، وظل جوزيف ينظر إلى الفراغ الذي كانت تحتله جين منذ لحظات ، ثم تنهد بهدوء وقام بمتابعة العمل
******
هبطت أوجين الدرج وقامت بفتح الباب فتفاجأت بشقيقها توماس ، ابتلعت لعابها بصوت مستمع وجاءت تغلق الباب وضع قدمه كحاجز فركضت إلى الداخل ، فيما دخل توماس و وقف خلف الباب قائلاً :
-أوجبن انتظري .. لن أوذيك
توقفت عن صعود درجات الدرج ونظرت إليه برهبة متسائلة :
-ماذا تريد إذا ؟!
-جئت .. لكي أعتذر على ما بدر مني
نظرت إلية للحظات من الصمت ثم هبطت الدرجتين الذي قد صعدتهم ، و وقفت في مواجهته متسائلة بتأفف :
-وهل اعتذارك سيجعلني أنجب أطفالا ؟!
قطب جبينه بعدم فهم متسائلا :
-ماذا ؟! .. لست أفهم !
تركت العنان لدموعها تملئ وجهها وقالت :
-لا استطيع ان أنجب أطفالا ثانية .. خمس سنوات أذهب إلى الدكاترة واتناول أدوية بسببك
أطرقت رأسه غاضباً من نفسه على ما فعله بشقيقته ، فيما مسحت أوجين دموعها وأشارت إلى الباب تصيح به :
-أخرج .. لا اطيق أن أرى وجهك
حاول التقرب منها متمتما بالاعتذار ولكن تراجعت أوجين للخلف وصرخت في وجهه ليخرج مجددا ، جاء يتحدث رأى الباب ينفتح فالتفت ليجد جان ، فنظر جان إليه متعجباً من وجوده هنا ثم أغلق الباب ونظر إلى أوجين الحزينة والتي بكت بمجرد أن رأت جان ، فتقدم نحوها و وقف يتساءل ما بها ، فتشبثت في معطفه من الخلف وقالت ببكاء :
-أرجوك دعه يخرج من هنا
زفر توماس مغمض العينين فيما نظر جان إليه متسائلاً بحده :
-ماذا فعلت بها يا توماس ؟!
لينظر إليه بابتسامة واسعة قائلا :
-لم أفعل شيئا
لتصرخ في وجهه بألم ممزوج بالبكاء :
-بل فعلت .. أنت من تسببت في فقدان طفلي الذي تمنيت أن أرى
تبادلت نظرات جان بينهم في دهشة متسائلا :
-ماذا ؟! .. ماذا قلتي ؟!
نظرت إليه لتأكد على حديثها وأخبرته أنه من قام بضربها حتى فقدت جنينها ، وقف جان مصدوما للحظات ، لم يتخيل أن شقيقها يؤذيها بهذه الطريقة البشعة ، فيما تقدم توماس نحوه و وقف يعتذر منه ولم يكمل حديثه واستقبل لكمية قوية من جان ، ثم أخذ جان بتلابيبه وباليد الأخرى يسدد له عدة لكميات ثم دفعه بقوة ليسقط أرضاً ، فيما اتسعت عينين أوجين واضعة يدها على فاها مندهشة من ردة فعل جان التي لم تكن على البال ، فيما فتح جان باب المنزل وقبض على معصم توماس يسحبه إلى الخارج ، حتى ألقى به في الخارج وتحدث بنبرة متوعده :
-لا تأتي إلى هنا ثانية .. وألا سأقتلك
ثم أغلق الباب بقوة فنهض توماس يحسس على كدمات وجهه ثم غادر دون أن يتفوه بكلمة ، فيما استند جان بظهره إلى الباب يتطلع إلى الفراغ بحده ، بينما تقدمت أوجين نحوه بخطوتين وقالت :
-لم أتوقع هذا منك .. كان الطفل يهمك لهذه الدرجة ؟!
لينظر إليها بنفس الحده وتحدث بغضب :
-نعم كان طفلي مثل ما كان طفلك ..
ثم اقترب منها و وقف يتساءل بعصبية مفرطة :
-لماذا لم تخبرينني بما فعله توماس في وقتها ؟!
تراجعت للخلف خطوتين وقالت بنبرة بكاء :
-أمي من طلبت مني هذا
حرك رأسه بأسف ثم اتجه نحو الدرج قائلا :
-حقا فتاة حمقاء .. تركتي حق طفلك بهذه السهولة
ثم صعد إلى الطابق العلوي تاركاً إياها تبكي وتوبخ نفسها بأنها لم تخبره بذاك الأمر من قبل ، وإذا كانت أخبرته لكان توماس نال عقابه من جان أولا قبل القانون
******
وضعت أمامه فنجان قهوة ثم جلست تشاهد التلفاز ، فيما جاء اتصال إلى كيفين وعلى الفور أجاب على المتصل ، الذي ينقل له حركات عائلته وخاصة شقيقة ابراهام ، غضبت بوني كثيراً وقد سأمت منه ومن كثرة بحثه عن ابنة عمه ، وبعد أن أنهى المكالمة قالت بدون مقدمات :
-اذا استمريت بالبحث عن أديل سأترك لك المنزل
لينظر إليها ببرود ثم تنحنح بخفة وتساءل :
-ماذا قلتي ؟!
نظرت إليه بحده وقالت بعصبية :
-مثل ما سمعت يا كيفين .. توقف عن البحث عنها واهتم بي أنا .. أنا زوجتك ومديرة أعمالك
حك ذقنه ينظر إلى الارض للحظات ثم تحدث بهدوء :
-ومنذ متى وزوجتي أو مديرة أعمالي تتدخل في أشياء لم تخصها ؟!
تعجبت من حديثه وتفاجأت بصفعه قوية على وجنتها جعلتها تصرخ متأوه ، فيما نهض كيفين قابضا على شعرها بقوة لينهضها ، فأمسكت في معصم يده تتوسل له أن يتركها ولكن مضى ساحبا إياها خلفه ، ثم هبط إلى قبو المنزل وقام بفتح باب غرفة وألقى بها في الداخل ، ثم أغلق الباب فنهضت تركض إلى الباب وتترجى بخوف :
-أرجوك أخرجني من هنا .. لم اتدخل في هذا الأمر ثانية
-حسنا .. ستخرجين بعد يومين مثل المرة السابقة
ثم تركها لتصرخ مناديه عليه تترجى أن يخرجها ، ولكن لم يعطي لها اهتمام وأكمل السير حتى صعد إلى الأعلى ، وكاد أن يجلس دق جرس الباب فاتجه نحوه وفتح ليجد فيليب ومعه بيير ، تنحى جانبا ودخلوا دون أن يتفوه أحدهم بكلمة ، فألقى كيفين نظره في الخارج ثم أغلق الباب ودخل ليجلس معهم ، ثم وضع القليل من الخمر في ثلاثة أكواب وعزم عليهن ، ليأخذ كل منهم كوبه ليشربن الخمر على مرة واحده ..
ثم أشار فيليب إلى بيير وعرف الاثنان على بعضهم ، فاستند كيفين بظهره إلى الأريكة متسائلة :
-ماذا تريد يا فيليب ؟!
قال دون مقدمات :
-أريد كمية من المواد المسرطنة
-لماذا ؟!
أشار إلى بيير قائلا :
-يحب الفتاة التي كانت متزوجة جوزيف .. ولا زالت تحبه وهو يريد أن يسجن جوزيف
حرك رأسه بالفهم ثم نهض من مكانه وصعد الدرج ، فنظر فيليب إلى بيير الذي يبدو عليه الغضب وقال :
-سأخذ منك مليون دولار
أبتسم بيير بخفة وتساءل :
-لماذا ؟! .. سأعطيك لك مائة ألف دولار فقط
وضع فيليب القليل من الخمر في الكوب وتناوله على مره واحده ، ثم تحدث بحده :
-أنا أستحق أكثر من مليون يا بيير .. أنا من شوهت وجه جين كما أمرتني لتغير وجهها
فصاح بعصبية :
-نعم .. ولكن لم اطلب منك أن تقتلها
-نعم كنت اود قتلها .. ولكن تركت حقيبتها معها لتتصل بك وتلحق بها .. أعلم أنها ستنجو من الموت لأنك كنت قريب منها .. لقد فعلت كل شيء طلبته مني وجعلت جين كالدمية تغير في وجهها كما تشاء
-حسنا .. سأعطي لك نصف المبلغ الأن والنصف الثاني بعد أن يدخل جوزيف السجن
اتفق الاثنان وانتظرا للحظات حتى عاد كيفين ومعه زجاجة ممتلئة بمواد مسرطنه أعطاها إلى فيليب ، وقال بجدية :
-انتبه وأنت تستعملها
صافح كيفين متمتما له بالشكر ثم غادر برفقة بيير واستقلوا السيارة ، فتناول بيير الزجاجة ينظر إليها وتساءل :
-متى ستضع تلك المادة في العطور
-ليس الأن .. في الوقت المناسب
******
-ألن تتزوجي ثانية ؟!
لتنظر أديل إليها بحده ولم تجيب على سؤالها ، فتوقفت ساره عن السير و وقفت أمامها قائلة :
-كمال يحبك
زفرت بسأم ثم قالت بحنق :
-ساره توقفي عن هذا الحديث أرجوك .. أنا لن أحب ولن أتزوج .. سأعيش من أجل ابنتي فقط
مسحت على ذراعها متمته بالاعتذار ثم ضمتها إليها ، فيما جاءت كير و وقفت تنظر إليهم وقالت بمزح :
-يبدو انني جئت في وقت غير مناسب
ليبتعدوا عن بعض وينظرن إليها بابتسامة واسعة ، فقالت كير بحماس :
-ستحضرون عرض البالية ثم تأتون معي تصوير الاعلان
اختفت ابتسامة أديل فجأة وقالت بحزن :
-أعذريني يا كير .. لا استطيع أن أتي إلى التصوير
ثم تركتهم واتجهت إلى المنزل ، فنظرت كير إليها بتأثر فقالت ساره :
-لا تضغطي عليها أكثر
دخلت أديل لتجد طفلتها تلعب مع روبير بسعادة وجدتها نائمة على المقعد ، فاقتربت منها و وقفت ثم افاقتها من نومها لتأخذها إلى الغرفة لتريح جسدها على الفراش ، ثم نظرت إلى ساعة يدها التي تدق الثامنة مساء ، ثم خرجت متجه نحو المطبخ لتجد كمال يصنع البيتزا باحتراف ، وقفت في صمت حتى التفت كمال لينظر إليها ثم تناول طبق من الطماطم وتحدث معها برسمية :
-أسف على التأخير .. نصف ساعة وسيكون العشاء جاهز
-لم أتي من أجل العشاء .. جئت لاعتذر عن ما بدر مني في البارحة
توقف عن عمله ينظر إلى الفراغ للحظات ثم التفت لها بابتسامة خفيفة قائلا :
-لا عليك يا أديل .. أعترف أنني أخطأت
تنهدت بهدوء وكأن جبل انزلق من على صدرها ، ثم اقتربت منه لتقف بجواره وبدأت في وضع الطماطم على البيتزا بنظام وكان كمال يساعدها ، حتى انتهوا و وضع ثلاثة من البيتزا داخل الفرن ، ثم أمسك بيد أديل وانحنى ليقبلها فسحبت يدها على الفور تحدق به ، فيما رفع كمال رأسه ينظر إليها بحب قائلا :
-البيتزا ستكون رائعة .. لأنك وضعتي الطماطم عليها
تنحنحت أديل بخفة ثم خرجت دون أن تتحدث فلاحت ابتسامة على ثغرة فيما دخلت ساره واضعة يدها على بطنها قائلة :
-لقد هلكت جوعا
-تحملي لدقائق فقط
خرجت ساره إلى الجنينة وجهزت كل شيء لتناول العشاء ، ثم خرج كمال يحمل صينية كبيرة ممتلئة بالبيتزا الساخنة ، فركضت ساره إلى الداخل تنادي الجميع ، ثم دلفت إلى المطبخ وملئت الاكواب بالمشروب البارد ثم خرجت لتضع الصينية على الطاولة ، ثم جلست على ركبتيها تأكل من البيتزا الخاصة بها ، كانت تطعم أديل طفلتها ونظرت إلى كمال الذي كان ينظر إليها فتلاشت النظر إليه ..
-أرجوك يا كمال علمني طريقة البيتزا
قالتها كير بإعجاب واضح ليرد روبير عليها :
-نعم .. تعملينها بعد الزواج
لكزته بخفة فتساءلت أديل :
-متى ستحددون موعد الزفاف ؟!
نظر روبير إلى كير ثم عاد بالنظر إلى أديل قائلا :
-سنحدد الموعد بعد انتهاء عرض الازياء القادم
******