الفصل العاشر

مش عارف ان إحساسي ايه مش قادر احدد بصراحة ، يا خوف يا قلق يا زعل مش قادر بس قولتله اني عاوز اعاتبك ولا معتبكش انا حاسس اني مش حاسس بحاجة خالص ، انا شايف اد الدنيا غريبة وان الدنيا فيها حاجة مختلفة ، يعني مبتقفش علي حد ، صحيح بس فيه حاجة ان الدنيا رغم انها كده بس انا طلعت بيك من الحياة واني مش عارف ان هعمل ايه من غيرك ، مش عارف بصراحة ، يعني هرجع البيت وانت مش موجود ، البيت فاضي ، صحيح انت كتبتلي هدية للعمر كله وقولت انهاىمكافأة نهاية الخدمة بالنسبة ليك انت بس مش عارف احدد اي حاجة بالنسبالي .
انا عيشت العمر دا كله معاك وتقريبا معرفش حد فيه خالص غيرك واتنين كمان كانوا في الشغل عندك .
متخيلة الاحساس اللي انا حاسس بيه ، مش قادر اقول حاجة ، اصل مينفعش تقولي حاجة هو اختار حياته وانا كمان كملت حياتي معاه والموت خطفه مني .
يومها رجعت البيت كنت ماشي في الشارع حاسس اني عريان ، عريان ومتجرد من روحي ، حاسس ان فيه حاجة غلط ، والدنيا وقفت عليه بجد ، انا صحيح اختارت بس مكنتش فاهم ان الوضع كده .
لما وصلت نزلت الاوضة ، وشوفت ان فيه حاجة غلط  انا عارف ان جون بطبيعته بيحب النظام والنضافة والترتيب
ازاي مأ أخدتش بالي ان المكان كان فيه زي مايكون حد بيدور علي حاجة .
جريت بسرعة علي كاميرات المراقبة ولاحظت حاجة ان فيه حد كان علي السلم نازل من البيت من فوق ، يعني حد جاي يسرق وتقريبا لما حس ان مفيش حد فوق في البيت قرر  انه ينزل عادي خالص ، وهنا اكيد جون فكر اني جيت واللي نزل دا كان شاب في نهاية العشرين ملامحمه مش واضحة قوي ، شايفه نازل عادي ، تقريبا هنا جون فتح الباب لان الشاب دا عينه راحت لمكان جه منه نور شديد والمكان دا من الاوضة ، انا شوفت الابتسامة علي وشه وهو بيجري بيقرب لجون ، وعشان بطبيعة جون انه مش صغير يدافع عن نفسه حولت الكامير اللي بره للكاميرا اللي جوا الاوضة وهنا شوفت ان الشاب لما شاف جون كده اغتصبه ، مش نام معاه عادي لا دا إغتصبه بكل أريحيه ، وقام لبس عادي وإبتدي يدور حوالين منه علي اي حاجة بس مش لاقي ، لان جون كان شخص ذكي جدا جدا وكل حاجة بيعملها بدقة عشان محدش يحس بيه حتي الاوضة دي اللي عملها كان مهندس من المانيا واخد مبلغ كبير في نظام التصميم وكله بفريقه وكان عامل ليهم إقامة تحت في المكان عشان محدش يعرف عنهم حاجة وخلصوا الاوضة في شهرين بس .
المهم ان الشاب دا راح مسكه من هدومه وكان بيرج في جسمه كتير تقريبا كان بيساله عن حاجة وجون وقتها فتح الدرج وطلعله كان مبلغ بسيط ادهوله بس الشاب مسكهم وحدفهم في وشه وجون واقف قدامه جمب الحيطية بيبص جوالين منه من الفزع ، وقتها الشاب الغضب اتملك منه تاني وراح مقلع جون هدومه وإغتصبه تاني المرة دي جون مقامش من علي الارض والشاب راح لبس هدومه وراح حدفله بوسه علي الهوا ولم الفلوس اللي في الارض وراح ماشي، بعد نص ساعة جون قام او كان بيحاول يقوم ، راح قغل الباب لانه كان خايف ووقع علي الارض  وهنا بعد عشر دقايق ل اتناشر دقيقة انا وصلت ولقيته كده واخدته وروحنا علي المستشفي وحصل اللي حصل وانه فعلا جاله مرض من الشاب عرفت ليه الشاب حدفله بوسه في الهوا لانه كان عارف انه متصاب ودا يبرر انه اخد الفلوس ومشي علطول ، وبكده هو كافأه .
انا مبقتش عارف اعمل ابه بصراحة اودي التسجيلات للشرطة ولا اعمل ايه ، مش حابب افضح جون هو خلاص مات والشاب اللي عمل كده هيموت ، انا بعدها اتدمرت بكل المعاني وتعبت وبقيت منعزل تماما ومش قادر وحاسس ان الدنيا قفلت ابوابها وقتها امي كانت شايفة اني لازم اتجوز كنت بدات اتقرب ليهم مرة تانية واكلمهم باستمرار عشان افرغ الكبت اللي جوايا ووقتها أمي عرضت علي اني اتجوز وفيه عروسة بنت ناس ومحترمة وعاوزة انها نخطبهالي ، وقتها انا قولت لامي بلاش ومش وقته وهنا اابتدي الزن هتفضل لحد امتا وكده .
انا وافقت وخلاص وافقت عشان انا مليش حد ، وفقت وقولت خلاص اغير البداية بقا ، واشوف بداية طبيعية تخرجني من اللي انا فيه بعيدا عن تعب القلب دا وارتاح بقا ويومها اب بعديها بيوم بعتتلي صورت رحمة ، اهي رحمة دي كانت رحمة من كل حاجة بس انا مشوفتش دا خالص ، مشوفتش انها رحمة غير بعد فوات الاوان ، عجبتني مش هنكر بس انا جوايا مشاعر متلخبطة مش قادر احددها مشاعر الحب والكره ، مشاعر الرغبة والنفور ، مشاعر انا مش فاهمها اصلا ولا فاهم نفسي ، وبقيت اشك اني مش طبيعي لان الرغبات دي وخاصة اللي مش سوية متدلش علي انسان طبيعي ، بس قولت يمكن الدنيا تتغير عادي وابقي انسان طبيعي وكويس واوافق وخلاص وطلبت منها انها تتقدم ليها بس امي قالتلي اتي ابعت صورة ليا
طب صورة ازاي واللي يشوفني كنت زي العفريت دقني طويلة وشكلي متبهدل ، ومكنتش متعود اني انضف مكاني كنت عايش مرفهه ولا شايل للدنيا هم ومرتاح ، طب دلوقتي مجبر اني اقوم اسبوع عدي علي وانا معرفش ليلي من نهاري حياة مختلفة وقومت اخدت دش بعد ماقولتلها طيب هبعتلك وبقيت اتصور بعد ماحلقت دقني زي المراقين كان احساس مختلف عاوزها تشوفني جميل ، مش بقولك مشاعر متضاربة ومش مفهومة  ، منين انا حزين ومنين اني عاوز اكون جميل ومتشيك وكده وفعلا عملت كده واتصورت مش صورة واحدة لا صور كتير باشكال كتيرة ، تصدقي اني اول مرة اتصور الصور دي ، كانت امي زمان تتحايل علي اتصور بس انا كنت برفض المرة دي انا كنت فرحان بشكل لا يوصف وحسيت ان الحياة بدات تنور من اول وجديد وخلاص كده هفوق وارجع لطبيعتي مرة تانيةوعمري ما هكون مختلف واقفل علي الصفحة القديمة دي وافتح صفحة جديدة مع نفسي صفحة نضيفة لاني عارف اني كنت في الوساخة
انا عارف اني تقلت علي حضرتك معرفش حاسس اني عاوز اتكلم عاوز افضفض ، او أخرج اللي جوايا ، مش قادر اسكت.
يمكن المرة دي احساسي مختلف عن كل مرة إحساسي اني اقولك كل حاجة من البداية ، اصلي مريت بالوضع دا لما روحت لدكاترة قبل كده كل واحد فيهم عاوزني اقعد واحكي لكن انا وقتها مكنتش حابب اتكلم ، ممكن اكون كنت مبسوط بحياتي  كده ، عاجبني الوضع معرفش بس اكيد ، انما انا حاسس اني عاوز اتحرر من كل حاجة من نفسي ورحي وحياتي بس صدقيني المرة دي فيه حاجة عاوز اتحرر عشانها جوايا هدف اني اتكلم او اقول اللي جوايا .
مش بس افضفض ، انا اللي جوايا كتير قوي فوق ما تتخيلي .
تفتكري انا ممكن اكون كويس او ارجع لطبيعتي مرة تانية حتي يعد ما كرت المدة دي كلها ولا هفضل كده متخبط في الحياة ومش لاقي بر .
انا بكلمك دلوقتي وانا عند البحر ، يمكن ميهكيش تفاصيل صغيرة بس انا اخدت دش سخن وقاعد قدام البحر ، حاسس .. حاسس احساس غريب واحساس مختلف مش قادر احدده يمكن البرد اللي ابتدي يدخل جسمي ولا ممكن دفي داخل قلبي مش قادر اوصف ا  احدد بصراحة .
كل هذا والدكتور تشاهد ما يكتبه بفضول وترقب ، تعلم انه يريد البوح ومن المفترض انها تستمع له بكل تفصيلة داخلها ، لكنها تعجبت انه توقف عن الكتابة لها .
أما عند ديمون .....
فقد خرج من صندوق الرسائل الخاص بالدكتور بتلك الرسائل وعاد يفتح موضع الصور علي هاتفه ، فربما يجد الخلاص هو يمتع ناظريه من التمعن في وجهه حبيبته التي تركها بعيدا لكنه لا يعلم انه قد ترك قلبه معها ، تركه لها تفعل به ما تريد وكيفما تريد .
برودة مخيفة تخللت جسده رويدا رويدا بات يشعر بدوار يكتنف عفله ..
أمام البحر وضع جسده عاي الرمال ، وقد باتت اسنانه تصطك ببعضها اابعض من شدة البرد ، إستستلم له برغم انه كابد ان يظل يقظا ، لكنه لم يحتمل ، لم يدرك أن هناك من يراقبه من بعيد وهو يري انه أصبح يغوص في متاهة الاوعي ، وقبل از يستلم لرحلته إرتسم علي وجهه إبتسامة مهزوزة سقط الهاتف علي صدره وأعلنت عيناه رفضهمها لاي شئ أخر وغاص في عالمه الذي إختاره الان .
ركض إليه حبيبه الذي تركه في المنزل كان خائفا عليه من ركضه خلف المنزل ، إرتدي ملابسه علي عجالة وركض خلفه في قلق ، اراد ان يطمئن عليه فقد خاف غليه
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي