الفصل 44
-نعم .. أخاف على ابنتي كثيراً .. أخاف عليها من أي شيء .. أرجوك لا تأخذها من المدرسة بدون أذن مني
ثم تركته واتجهت إلى الداخل فيما وقفت كير أمام البوابة ونظرت إلى أديل الغاضبة وهي تدخل ، ثم تقدمت نحو كمال و وقفت أمامه بحرج قائلة :
-لا تحزن من أديل .. هي ام وتقلق على طفلتها كثيراً
-وأنا أيضا أحب ساره .. وفكرت أن أخذها إلى مدينة الألعاب
-حسنا .. فعلت خيرا
ثم نظرت خلفه لترى سيارة ساره تقتري حتى أوقفت ساره السيارة بجوارهم ، ثم رفعت النظارة على شعرها متسائلة :
-لماذا تقفون هنا ؟!
استأذن كمال منهم فقالت ساره على الفور :
-كمال انتظر .. غدا الساعة الثامنة مساء موعد عشاءنا معا
حرك رأسه موافقا ثم غادر ، فاستقلت كير السيارة وأكملت ساره سيرها إلى الداخل ومير تقص عليها ما حدث بين كمال وأديل ، فيما أخرجت ساره المفتاح من السيارة وتحدثت بجدية :
-ما فعله كان خطأ .. تعملين أديل تقلق على ابنتها كثيراً
ثم ترجل الاثنان من السيارة وما أن دلفن إلى المنزل نهضت أديل تنظر إلى ساره بشغف ، فهي تنتظر عودتها من العمل بفارغ الصبر لتطمئن على جان ، قذفت ساره السلام على أديل وعي تلقي بالحقيبة على الأريكة ثم جلست بجوارها بإرهاق واضح وجلست أديل بجوارها تطمئن على أخبار جان منها ، وكير جلست على المقعد تطلع إلى أديل وتتعجب من شغفها في كل مرة تسمع أخبار جان من ساره ..
وبعد أن أنهت ساره من الحديث ، تحدثت كير بجدية :
-اذهبي إليه يا أديل .. من حقه أن يرى ابنته
لتضيف ساره على حديث كير :
-نعم يا أديل .. لابد أن يعلم بأمر ابنته .. هذه انانية منكِ
تبادلت نظراتها بينهم وهي تقول بحنق :
-وايضا ستكون أنانية مني إذا فرقت بينه وبين زوجته
ثم نهضت وهي ترتدي حقيبة يدها متابعة :
-علي الذهاب إلى عملي
ما أن أنهت حديثها وذهبت ، فنهضت كير وجلست بجوار ساره وقالت :
-أخبري جان بكل شيء يا ساره
شهقت بخفة ثم قالت بلهفة :
-لا .. لا .. إذا فعلت هذا أديل ستغضب مني كثيراً
******
بعد انتهاء الحلقة انهتها جين بأغنية تحب أن تسمعها كثيراً ، ثم صافحت سيدة الأعمال التي كانت ضيفة الحلقة لتذهب ، فاستندت جين بظهرها إلى المقعد وهي تزفر بسأم ثم رفعت سماعة الهاتف وطلبت مشروب ساخن ، فيما رن هاتفها المحمول لتنظر إلى شاشته التي تضيء باسم أمي ، فأجابت عليها وبعد تبادل السلام ، تحدثت والدتها :
-جين لابد أن تأتي إلى القرية في أسرع وقت
زفرت جين بسأم وهي تنهض من مكانها واراحت جسدها على الأريكة متسائلة :
-لماذا يا أمي ؟!
-من أجل دانييل بك .. يود أن يراكِ .. تعملين أنه أخبرني انك لا تودين رؤيته لأن جوزيف انفصل عنك
عقدت حاجبيها بحزن وشعرت بالرغبة في البكاء قائلة :
-ولكن لا أود أن يراني حتى لا يراني بهذا الشكل .. هو يود أن يرى جين التي تزوجت ابنه .. ولكن أنا لست جين .. قدمي له اعتذار نيابة عني
ثم أنهت معها المكالمة واعتدلت في جلستها ثم تناولت منديل لتمشح دموعها ، فيما دخل العامل و وضع فنجان قهوه أعلى المنضدة وخرج ، لتدخل مساعدة مدير المحطة واعطت لها ظرف قائلة :
-هذا سيكون ضيف الحلقة القادمة
اومأت رأسها بالإيجاب فيما خرجت الفتاة وتناولت جين الظرف وقامت بفتحه ، وبعد فحص بداية الورقة اتسعت عيناها في ذهول وشعرت بالتوتر الشديد وهي تقول :
-جوزيف ؟!
نظرت إلى الاسم مجددا وصدرها يعلوا ويهبط بتوتر شديد ، ثم وضعت الورقة داخل الظرف لتضعه جانبا وتناولت الفنجان بيد مرتعشة ليسقط القليل من الفنجان ، ثم أخذت أول رشفة و وضعته كما كان ..
دخل بيير مغلقا الباب خلفه حاملا باقة ورد ، وجلس بجوار جين التي لا زالت شاردة في كيف ستقابل جوزيف ؟! ، فيما هنئها بيير على حلقة اليوم ولكن لم تنتبه ، فلكزها بيير بخفة لتنظر إليه بلهفة ثم قالت :
-بيير ؟! .. مرحبا
-مبروك نجاح حلقة اليوم يا جين
ابتسمت متمته بالشكر فأعطى لها باقة الورد ، لتنظر إليها وتفاجأت بعلبة حمراء قطيفة بين الورد ، فالتقطت العلبة وقامت بفتحها لتجد خاتم الزواج ، فقال بسعادة :
-لقد انتهيت من دراستك وناجحة في شغلك .. إذا لا مانع للزواج
أغلقت العلبة وضعتها أعلى المنضدة ثم تنهدت ويبدو عليها السعادة قائلة :
-بيير أنت تعلم ما المانع .. لا زلت أحب جوزيف
ضحك ضحكة خفيفة ساخرة وقال :
-لابد انك تمزحين
نظرت إليه للحظات ثم قالت بجدية :
-لا .. لم أمزح .. أنا أحب جوزيف .. أحبه كثيراً .. أحبه ..
حدق بيير بها متعجبا ، فيما تلألأت الدموع داخل عيناها وتابعت باشتياق من القلب :
-اشتقت إليه كثيراً
ثم تناولت العلبة وضعتها على راحة يده ثم تناولت الظرف والحقيبة ومضت إلى الباب متمته بالاعتذار ، ضغط بيير على العلبة بقوة ثم تناول الهاتف واتصل على فيليب ، والذي أجاب عليه على الفور فتساءل بيير بحده :
-متى ستعود إلى باريس ؟ .. لدينا أعمال كثيرة هنا
******
عقب وصولها إلى المنزل بدلت ثيابها وجلست أمام المكتب ثم فتحت الحاسوب وأخذت تقلب صورة جوزيف والذي كانت تحفظ صورة أول بأول كلما نشر صورة جديدة له ، استندت بوجنتها على راحة يدها تتأمل ضحكته ، عيناه ، جسده العريض حتى أوردت يده لفتت انتباها ..
دخلت جوليا الغرفة حاملة كوبين من المشروب الساخن و وضعت واحد أمام جين ، ثم جلست جوليا على الفراش وهي تحتسي النسكافيه ، فيما أغلقت جين الحاسوب ثم أحاطت الكوب براحتي يديها لتدفئهما ثم قصت عليها ما حدث بينها وبين بيير اليوم ، فقالت بتذمر :
-قلت لكِ يكفي تعامل معه يا جين
-لقد وقف بجانبي كثيرا يا جوليا .. وهو صديق عزيز ..
ثم تناولت رشفة وتساءلت :
-لماذا توقفت عن حبه يا جوليا ؟! .. لماذا أنا لا زلت أحب جوزيف وأفكر به ؟
حركت جوليا مقلتيها تفكر ثم تنهدت بعمق وقالت بجدية :
-جوزيف يحبك يا جين .. تتذكرين دائما معاملته الطيبة معك .. حنيته .. فعل لك الكثير يا جين .. و وفى بوعده لك وكل شهر يضع صورتك غلاف مجلة الشركة .. يستحق أن يكون له مكانه في قلبك ..
ثم لاحت ابتسامة حزينة على ثغرها وتابعت :
-أما عن بيير .. فماذا فعل لي لأحبه ؟! .. ماذا فعل لأفكر به ؟؟ .. بيير لم يفعل شيء يذكرني به يا جين .. قلبي بدون مقدمات توقف عن حبه وأيضا عقلي ..
ثم تنهدت بعمق وأردفت :
-الأهم يا جين .. لا تنسي جوزيف .. إذا تزوجتِ وأنجبتِ أطفالا أخبريهم بحب جوزيف لك وحبك له
تبسمت جين لها ثم اومأت برأسها ، فقالت جوليا بحماس :
-هيا أخبريني .. مستعدة لمقابلة جوزيف غدا ؟
وضعت يدها على صدرها الذي دق برهبة فجأة ، عندما ذكرت جوليا مقابلتها مع جوزيف ثم حركت رأسها باضطراب قائلة :
-نعم .. مستعده
******
الفصل التاسع
ليت قلبك يتعذب مثلما يتعذب قلبي ، ليت الحب مثل الحمامة يذهب برسائل الحب إلى العشاق الذي افترض عليهم الفراق ، لكان أخبرك مدى عذابي في فراقك ، ليتك تعلمين مدى حبي لكِ ، ليتك تتعذبين مثلي ، ليتك معي الأن ، لكان كل شيء بداخلي بخير الأن ..
-لقد مضى على فراقكم أكثر من خمسة سنوات .. لماذا تعذب نفسك ؟!
قذف جوزيف تلك الكلمات من فمه بحده لينظر جان إليه بنفس الحده وصاح :
-مثلك تماما يا جوزيف .. أنت لا زلت تفكر في جين وتحبها .. لماذا تعذب نفسك ؟!
لم يجيب جوزيف عليه ونظر إلى الفراغ ثم تحدث بنبرة مختنقة :
-أنا مختلف عنك يا جان .. أنت متزوج وأنا لست متزوج .. واجب عليك أن تنسى الفتاة التي تركتك وتحب زوجتك
ركل مقعد طاولة الاجتماع بغيظ قابضا قبضته بقوة وقال بجنون :
-لماذا تركتني ؟! .. اود أنا اقابل تلك الفتاة .. واستفهم منها لماذا تركتني .. لماذا ..
أخذ صدره يعلوا ويهبط بقوة وصوت أنفاسه تخترق مسامع جوزيف ، الذي ينظر إليه بخوف واضح من انفعاله الزائد ، فيما مسح جان على ذقنه وينظر حوله وقد تشتت عقله من كثرة التفكير ، فتقدم جوزيف نحوه وأمسك بذراعه فسحب ذراعه من يده وركل مقعد أخر بقوة وبرزت أوردته ، فيما دخلت ساره واستمعت إلى انفعال جان :
-لا أريد منها شيئا سوى لان تقابليني وتخبرني أنها لم تعد تفكر بي ثانية .. وقتها سيتوقف قلبي عن حبها وعن التفكير بها
ابتلعت ساره لعابها ونظرت إلى المقاعد التي سقطت أرضاً ثم نظرت إليه بتأثر ، ولامعت عيناها من الدموع عندما تذكرت حبيبها وشعرت بالاشتياق له كثيراً ولهذا رفعت يديها لتضعهما على صدرها الذي يؤلمها ، وتذكرت حديث كير معها الليلة الماضية أن تخبر جان بكل شيء ، وجاءت تتحدث قاطعها جوزيف الذي ضم شقيقة إليه قائلا بهدوء :
-اهدئي يا أخي .. سنجدها عن قريب
ثم قبله جانب رأسه و وضع المقاعد كما كانت ثم نظر إلى ساره متسائلا :
-تريدين شيئا يا ساره ؟!
التفت جان برأسه لينظر إليها ثم غادر المكتب ، فيما تنهدت ساره وسيطرت على دموعها مانعه إياها من الهبوط ، ثم قالت :
-نعم .. لقد طلبتني
جلس جوزيف على مقعده الخاص وتذكر قائلا :
-نعم .. أعلم أنك تحبين البالية .. وإعلان العطر الجديد ستكون بطلته راقصة بالية معروفة .. لأن فكرة الإعلان عن رقص البالية
تبسمت وهي تومئ برأسها بالفهم ثم قالت :
-حسنا .. فهمت .. سأجلب لك فتاة رائعة
تمتم لها بالشكر ثم أمرها أن تغادر ، فغادرت فورا ثم فتح الحاسوب ودخل على ملف صور ، وفتح فيديو يجمع بينه وبين جين وكانت تقوم بدور المذيعة وتسأله عن أخبار العطور وحطته الثانية ، فابتسم جوزيف على مزحها معه ومشاكستها وهي تحسس على عضلات جسده وتخبره انها حقا رائعة ثم نظرت إلى الكاميرا وكأنها تحدث مشاهدين ..
فضحك ضحكة خفيفة فيما دق الباب فنظر إليه ولا زالت ابتسامة من آثار الضحك عالقة على ثغرة ، ودخلت مديرة مكتبه تخبره بوجود مذيعة الإذاعة فأذن بدخولها
ثم تركته واتجهت إلى الداخل فيما وقفت كير أمام البوابة ونظرت إلى أديل الغاضبة وهي تدخل ، ثم تقدمت نحو كمال و وقفت أمامه بحرج قائلة :
-لا تحزن من أديل .. هي ام وتقلق على طفلتها كثيراً
-وأنا أيضا أحب ساره .. وفكرت أن أخذها إلى مدينة الألعاب
-حسنا .. فعلت خيرا
ثم نظرت خلفه لترى سيارة ساره تقتري حتى أوقفت ساره السيارة بجوارهم ، ثم رفعت النظارة على شعرها متسائلة :
-لماذا تقفون هنا ؟!
استأذن كمال منهم فقالت ساره على الفور :
-كمال انتظر .. غدا الساعة الثامنة مساء موعد عشاءنا معا
حرك رأسه موافقا ثم غادر ، فاستقلت كير السيارة وأكملت ساره سيرها إلى الداخل ومير تقص عليها ما حدث بين كمال وأديل ، فيما أخرجت ساره المفتاح من السيارة وتحدثت بجدية :
-ما فعله كان خطأ .. تعملين أديل تقلق على ابنتها كثيراً
ثم ترجل الاثنان من السيارة وما أن دلفن إلى المنزل نهضت أديل تنظر إلى ساره بشغف ، فهي تنتظر عودتها من العمل بفارغ الصبر لتطمئن على جان ، قذفت ساره السلام على أديل وعي تلقي بالحقيبة على الأريكة ثم جلست بجوارها بإرهاق واضح وجلست أديل بجوارها تطمئن على أخبار جان منها ، وكير جلست على المقعد تطلع إلى أديل وتتعجب من شغفها في كل مرة تسمع أخبار جان من ساره ..
وبعد أن أنهت ساره من الحديث ، تحدثت كير بجدية :
-اذهبي إليه يا أديل .. من حقه أن يرى ابنته
لتضيف ساره على حديث كير :
-نعم يا أديل .. لابد أن يعلم بأمر ابنته .. هذه انانية منكِ
تبادلت نظراتها بينهم وهي تقول بحنق :
-وايضا ستكون أنانية مني إذا فرقت بينه وبين زوجته
ثم نهضت وهي ترتدي حقيبة يدها متابعة :
-علي الذهاب إلى عملي
ما أن أنهت حديثها وذهبت ، فنهضت كير وجلست بجوار ساره وقالت :
-أخبري جان بكل شيء يا ساره
شهقت بخفة ثم قالت بلهفة :
-لا .. لا .. إذا فعلت هذا أديل ستغضب مني كثيراً
******
بعد انتهاء الحلقة انهتها جين بأغنية تحب أن تسمعها كثيراً ، ثم صافحت سيدة الأعمال التي كانت ضيفة الحلقة لتذهب ، فاستندت جين بظهرها إلى المقعد وهي تزفر بسأم ثم رفعت سماعة الهاتف وطلبت مشروب ساخن ، فيما رن هاتفها المحمول لتنظر إلى شاشته التي تضيء باسم أمي ، فأجابت عليها وبعد تبادل السلام ، تحدثت والدتها :
-جين لابد أن تأتي إلى القرية في أسرع وقت
زفرت جين بسأم وهي تنهض من مكانها واراحت جسدها على الأريكة متسائلة :
-لماذا يا أمي ؟!
-من أجل دانييل بك .. يود أن يراكِ .. تعملين أنه أخبرني انك لا تودين رؤيته لأن جوزيف انفصل عنك
عقدت حاجبيها بحزن وشعرت بالرغبة في البكاء قائلة :
-ولكن لا أود أن يراني حتى لا يراني بهذا الشكل .. هو يود أن يرى جين التي تزوجت ابنه .. ولكن أنا لست جين .. قدمي له اعتذار نيابة عني
ثم أنهت معها المكالمة واعتدلت في جلستها ثم تناولت منديل لتمشح دموعها ، فيما دخل العامل و وضع فنجان قهوه أعلى المنضدة وخرج ، لتدخل مساعدة مدير المحطة واعطت لها ظرف قائلة :
-هذا سيكون ضيف الحلقة القادمة
اومأت رأسها بالإيجاب فيما خرجت الفتاة وتناولت جين الظرف وقامت بفتحه ، وبعد فحص بداية الورقة اتسعت عيناها في ذهول وشعرت بالتوتر الشديد وهي تقول :
-جوزيف ؟!
نظرت إلى الاسم مجددا وصدرها يعلوا ويهبط بتوتر شديد ، ثم وضعت الورقة داخل الظرف لتضعه جانبا وتناولت الفنجان بيد مرتعشة ليسقط القليل من الفنجان ، ثم أخذت أول رشفة و وضعته كما كان ..
دخل بيير مغلقا الباب خلفه حاملا باقة ورد ، وجلس بجوار جين التي لا زالت شاردة في كيف ستقابل جوزيف ؟! ، فيما هنئها بيير على حلقة اليوم ولكن لم تنتبه ، فلكزها بيير بخفة لتنظر إليه بلهفة ثم قالت :
-بيير ؟! .. مرحبا
-مبروك نجاح حلقة اليوم يا جين
ابتسمت متمته بالشكر فأعطى لها باقة الورد ، لتنظر إليها وتفاجأت بعلبة حمراء قطيفة بين الورد ، فالتقطت العلبة وقامت بفتحها لتجد خاتم الزواج ، فقال بسعادة :
-لقد انتهيت من دراستك وناجحة في شغلك .. إذا لا مانع للزواج
أغلقت العلبة وضعتها أعلى المنضدة ثم تنهدت ويبدو عليها السعادة قائلة :
-بيير أنت تعلم ما المانع .. لا زلت أحب جوزيف
ضحك ضحكة خفيفة ساخرة وقال :
-لابد انك تمزحين
نظرت إليه للحظات ثم قالت بجدية :
-لا .. لم أمزح .. أنا أحب جوزيف .. أحبه كثيراً .. أحبه ..
حدق بيير بها متعجبا ، فيما تلألأت الدموع داخل عيناها وتابعت باشتياق من القلب :
-اشتقت إليه كثيراً
ثم تناولت العلبة وضعتها على راحة يده ثم تناولت الظرف والحقيبة ومضت إلى الباب متمته بالاعتذار ، ضغط بيير على العلبة بقوة ثم تناول الهاتف واتصل على فيليب ، والذي أجاب عليه على الفور فتساءل بيير بحده :
-متى ستعود إلى باريس ؟ .. لدينا أعمال كثيرة هنا
******
عقب وصولها إلى المنزل بدلت ثيابها وجلست أمام المكتب ثم فتحت الحاسوب وأخذت تقلب صورة جوزيف والذي كانت تحفظ صورة أول بأول كلما نشر صورة جديدة له ، استندت بوجنتها على راحة يدها تتأمل ضحكته ، عيناه ، جسده العريض حتى أوردت يده لفتت انتباها ..
دخلت جوليا الغرفة حاملة كوبين من المشروب الساخن و وضعت واحد أمام جين ، ثم جلست جوليا على الفراش وهي تحتسي النسكافيه ، فيما أغلقت جين الحاسوب ثم أحاطت الكوب براحتي يديها لتدفئهما ثم قصت عليها ما حدث بينها وبين بيير اليوم ، فقالت بتذمر :
-قلت لكِ يكفي تعامل معه يا جين
-لقد وقف بجانبي كثيرا يا جوليا .. وهو صديق عزيز ..
ثم تناولت رشفة وتساءلت :
-لماذا توقفت عن حبه يا جوليا ؟! .. لماذا أنا لا زلت أحب جوزيف وأفكر به ؟
حركت جوليا مقلتيها تفكر ثم تنهدت بعمق وقالت بجدية :
-جوزيف يحبك يا جين .. تتذكرين دائما معاملته الطيبة معك .. حنيته .. فعل لك الكثير يا جين .. و وفى بوعده لك وكل شهر يضع صورتك غلاف مجلة الشركة .. يستحق أن يكون له مكانه في قلبك ..
ثم لاحت ابتسامة حزينة على ثغرها وتابعت :
-أما عن بيير .. فماذا فعل لي لأحبه ؟! .. ماذا فعل لأفكر به ؟؟ .. بيير لم يفعل شيء يذكرني به يا جين .. قلبي بدون مقدمات توقف عن حبه وأيضا عقلي ..
ثم تنهدت بعمق وأردفت :
-الأهم يا جين .. لا تنسي جوزيف .. إذا تزوجتِ وأنجبتِ أطفالا أخبريهم بحب جوزيف لك وحبك له
تبسمت جين لها ثم اومأت برأسها ، فقالت جوليا بحماس :
-هيا أخبريني .. مستعدة لمقابلة جوزيف غدا ؟
وضعت يدها على صدرها الذي دق برهبة فجأة ، عندما ذكرت جوليا مقابلتها مع جوزيف ثم حركت رأسها باضطراب قائلة :
-نعم .. مستعده
******
الفصل التاسع
ليت قلبك يتعذب مثلما يتعذب قلبي ، ليت الحب مثل الحمامة يذهب برسائل الحب إلى العشاق الذي افترض عليهم الفراق ، لكان أخبرك مدى عذابي في فراقك ، ليتك تعلمين مدى حبي لكِ ، ليتك تتعذبين مثلي ، ليتك معي الأن ، لكان كل شيء بداخلي بخير الأن ..
-لقد مضى على فراقكم أكثر من خمسة سنوات .. لماذا تعذب نفسك ؟!
قذف جوزيف تلك الكلمات من فمه بحده لينظر جان إليه بنفس الحده وصاح :
-مثلك تماما يا جوزيف .. أنت لا زلت تفكر في جين وتحبها .. لماذا تعذب نفسك ؟!
لم يجيب جوزيف عليه ونظر إلى الفراغ ثم تحدث بنبرة مختنقة :
-أنا مختلف عنك يا جان .. أنت متزوج وأنا لست متزوج .. واجب عليك أن تنسى الفتاة التي تركتك وتحب زوجتك
ركل مقعد طاولة الاجتماع بغيظ قابضا قبضته بقوة وقال بجنون :
-لماذا تركتني ؟! .. اود أنا اقابل تلك الفتاة .. واستفهم منها لماذا تركتني .. لماذا ..
أخذ صدره يعلوا ويهبط بقوة وصوت أنفاسه تخترق مسامع جوزيف ، الذي ينظر إليه بخوف واضح من انفعاله الزائد ، فيما مسح جان على ذقنه وينظر حوله وقد تشتت عقله من كثرة التفكير ، فتقدم جوزيف نحوه وأمسك بذراعه فسحب ذراعه من يده وركل مقعد أخر بقوة وبرزت أوردته ، فيما دخلت ساره واستمعت إلى انفعال جان :
-لا أريد منها شيئا سوى لان تقابليني وتخبرني أنها لم تعد تفكر بي ثانية .. وقتها سيتوقف قلبي عن حبها وعن التفكير بها
ابتلعت ساره لعابها ونظرت إلى المقاعد التي سقطت أرضاً ثم نظرت إليه بتأثر ، ولامعت عيناها من الدموع عندما تذكرت حبيبها وشعرت بالاشتياق له كثيراً ولهذا رفعت يديها لتضعهما على صدرها الذي يؤلمها ، وتذكرت حديث كير معها الليلة الماضية أن تخبر جان بكل شيء ، وجاءت تتحدث قاطعها جوزيف الذي ضم شقيقة إليه قائلا بهدوء :
-اهدئي يا أخي .. سنجدها عن قريب
ثم قبله جانب رأسه و وضع المقاعد كما كانت ثم نظر إلى ساره متسائلا :
-تريدين شيئا يا ساره ؟!
التفت جان برأسه لينظر إليها ثم غادر المكتب ، فيما تنهدت ساره وسيطرت على دموعها مانعه إياها من الهبوط ، ثم قالت :
-نعم .. لقد طلبتني
جلس جوزيف على مقعده الخاص وتذكر قائلا :
-نعم .. أعلم أنك تحبين البالية .. وإعلان العطر الجديد ستكون بطلته راقصة بالية معروفة .. لأن فكرة الإعلان عن رقص البالية
تبسمت وهي تومئ برأسها بالفهم ثم قالت :
-حسنا .. فهمت .. سأجلب لك فتاة رائعة
تمتم لها بالشكر ثم أمرها أن تغادر ، فغادرت فورا ثم فتح الحاسوب ودخل على ملف صور ، وفتح فيديو يجمع بينه وبين جين وكانت تقوم بدور المذيعة وتسأله عن أخبار العطور وحطته الثانية ، فابتسم جوزيف على مزحها معه ومشاكستها وهي تحسس على عضلات جسده وتخبره انها حقا رائعة ثم نظرت إلى الكاميرا وكأنها تحدث مشاهدين ..
فضحك ضحكة خفيفة فيما دق الباب فنظر إليه ولا زالت ابتسامة من آثار الضحك عالقة على ثغرة ، ودخلت مديرة مكتبه تخبره بوجود مذيعة الإذاعة فأذن بدخولها