الحلقة٤٦
الحلقة السادسة و الاربعون
المطرودة من الجنة
بقلم نورا محمد علي
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
رمضان كريم علينا و عليكم و كل سنة و انتم طيبين
٠٠٠٠٠
كانت ثورة ميرنا شئ غير متوقع منها هي المنطوية التي لم تجرأ علي فعلها من قبل و لكن يبدوا ان الكيل فاض و الغضب المخزون بداخلها زاد انفلت المارد من المصباح أعلنت غضبها علي كل ما ال عليه حالها و علي حبها الضائع و قلبها المكسور و عينها التي سكنها الحزن و الدمع قالت كل ما لم تجرأ علي قوله له من أجلها و لكنها لم تقوي أن تظل تتفرج
و لكن من هول ما قالت لم يشعر سامي بنفسه و هو يرفع يده ليصفعها علي خدها و من قوة الصفعة تراجعت خطوة و اختل توازنها و هي تنظر إليه بصدمة و ايريني تصرخ بصوت مرتفع و هي تتحرك إلي ابنتها
ايريني : سامي ايه اللي عملته ده انت اتجننت
اخذت تضم ميرنا و هي تحاول ان تساعدها لتنهض و بينما هي تقف كانت ميرنا تنظر إليه و هي تقول
ميرنا : حتي لو قتلتني مش هسكت و مش هسمح ليك تعمل فيها اللي عملته فيا اختي هتدخل الجامعة
أيريني : اهدي اهدي بس تعالي نتكلم بعدين
ميرنا : مفيش بعدين اختي هتدخل الجامعة و الكلية اللي هيا عاوزاها كمان
سامي : ماشي يا بنت ايريني وريني ازاي
ميرنا و كأن نوبة من الجنون تسيطر عليها قالت
ميرنا : بنت ايريني أيوة انا فعلا بنت أيريني لانك عمرك ما كنت اب و من ناحيتي هوريك هتشوف بنت ايريني هتعمل ايه
يبدوا انها ليست في حالتها الطبيعية و الا كانت انزوت او بكت و لكن يبدو ان الجنون مسيطر عليها
اما سامي كان يشعر بالصدمة من كلام ابنته الصادم و لكنه يعرف انها لن تفعل شئ فماذا في يدها لتفعله
و لكن في لحظة اجل لحظة واحدة شعر بانها محقة و لكنه رجع الي رأيه او بمعني اصح رأي امه ان البنت مسيرها للزواج حتي لو كانت متعلمة و ان هذه المصاريف لن تجدي عليه شيئ و لكن ان عملت بعد الثانوية سيكون لها دخل و قد تساعد في جهازها
اما هناك في الغرفة فكانت البنات
كانت ميرنا في الغرفة تنظر اليها ماريا بمزيج من الحزن و الفرح هي حزينه علي ما فعله والدها لاختها التي اخيرا نطقت و سعيدة بان اختها تقف في ظهرها اقتربت منها لتضمها بمحبة و كانها تجد فيها ما لم تجده مع والدها و هي تقول
ماريا : خلاص
ميرنا نظرت اليها بستفسار و كأنها تسأل هو ايه اللي خلاص
ماريا ردت و قالت : خلاص انا كفاية عليا ثانوية عامة و ممكن أشتغل زيك رغم انا فرحانة اوي انك واقفة جنبي و بتدعميني بس انا عارفة بابا مش هيصرف جنيه بدل مش عاوز و انتي عارفة كده كويس فبلاش تقفي قصاده علي الفاضي بدل ما يزعلك تاني و هو قرر خلاص
ميرنا : بس انتي مش عارفة انا هعمل ايه و وقتها تقولي ميرنا قالت و عملت
نظرت اليها ايريني التي لازالت تحتضنها باستفسار لكن ميرنا تنقلت عينها بين امها و اختها و قالت
ميرنا : بكرة تعرفوا و هتقولوا ميرنا قالت بس بكرة
و رغم نظرة ايريني الي ميرنا التي تشعر انها قد بدات تفهم فيما تفكر ميرنا و لكنها ايضا خائفة من النتيجة
و لم تنتظر أن تمر ايام او يغير سامي رأيه كانت تعرف انه لن يتغير و أنه لن يحن حتي بعد أن نامت ايريني في غرفة البنات و لم تتكلم معه من الأساس لقد فاض الكيل و هي ستقف مع ابنتها حتي لو فتحت ملف في الكنيسة و هي خطوة تعد صادمة في عائلتها و لكن ان كانت الطفلة وقفت مع أختها فهي لن تتخاذل فهذه المرة لم تكن مرة وعدت و هي لم تنام فقط من اجل ان تدعم ميرنا أو تطيب خاطرها بل كان قرارها لقد قالت ميرنا كل شيئ كل الكلام الواقف علي لسانها و كانها تتكلم عن ما تحمله ايريني في قلبها و هي في هذه اللحظة تري انه لو أمامها فرصة لكسرت ذلك الرباط المقدس الذي لم يلتزم به سامي فلا هو كان القائد و لا السيد و لا كان السند هو فقط متكل عليها و لو بيدها أن تطلب الطلاق لما تأخرت و لكن كيف و هو من رابع المستحيلات أن يتكلم احد في الطلاق سواء كان في دينها أو كنيستها
اما ميرنا كانت قد عزمت امرها و في اليوم التالي لم ترجع علي البيت بل اخذت تاكسي املته العنوان و هي تنظر من النافذة و ترتب الكلام في عقلها الي ان اقتربت من المكان
ميرنا : لو سمحت هنا
اوقف السائق التاكسي امام الوكالة
ناولته الاجرة و نزلت الي حيث بجلس جدها
الذي ما ان رأها حتي أبتسم لها و لكن ما ان لمح وجهها و نظرة عينها التي تحمل الكثير و الكثير من الكلام شعر بالحزن علي الصغيرة التي كبرت علي يده و كانت ولا زالت مدللته رغم انها كبرت
و لكن ما يراه في وجهها اشعره بالوجع
أشار إليها لتقترب منه ضمها في حضنه و هو يقول
جمال : حبيبة جدها مالها
نظرت إليه نظرة أبلغ من كل الكلام و قالت
ميرنا : عاوزاك اتكلم معاك يا جدي محتاجة ليك
جمال : اتكلمي يا قلب جدك و كل اللي انتي عاوزاه من عين دي قبل دي المهم انك كويسة و بخير اي حاجة تانية مقدور عليها ايه بقي
ميرنا : بابا
و هنا شعر بالشفقة عليها و علي ابنته فهو يلوم نفسه و برغم كل المساعدات التي يقدمها الي إيريني الا انه يعرف انه عنصر اساسي في كل المشاكل التي تعاني منها ابنته و حفيدتيه
جمال : عمل ايه تاني
نظرت إليه بوجع و حكت له كل ما حدث و ماذا قال ورفضه ان يدخل ماري الي الجامعة
جمال : انا هكلمه
ميرنا : مش هيقتنع يا جدي انا عارفة
جمال : انا هقنعه ولو مش أقتنع انا هتكفل بكل مصاريف ماريا
ميرنا : انا مش بتكلم علي الفلوس يا جدي طيب ما انا بشتغل و معايا فلوس بس انا بتكلم عليه علي ابويا اللي المفروض نكون اهم حد عنده احنا أخر اهتماماته لان أول اهتماماته جدتي ماري و بعدين جدي سمير و عمي بولس و ابنه و احنا فين ليه يحصل معانا كده ليه يا جدي
احنا أقل من مين ده مطلع عنينا علي اي حاجة طيب نعمل ايه
جمال : مش انتي اللي هتعملي
نظرت اليه باسفسار فابتسم جمال و هو يربت علي يدها و يقول
جمال : مش انتي اللي هتعملي انا اللي هعمل بس اشربي العصير و اهدي
هزت رأسها وهي ترفع كوب العصير الي فمها و بعد قليل كانت تنهض لتتحرك و لكن جدها قال
جمال : اصبري هجيب مفاتيح العربية و اجي أوصلك
ميرنا : لا بلاش تتعب نفسك انا كده كده هاخد تاكسي عشان ما تاخرش و بعدين المهم انك تكلمه
هز راسه و هو يناولها مبلغ من المال و هو يقول
جمال : حاسبي التاكسي و خلي الباقي معاكي هزت رأسها و هي تنظر اليه برفض و تقول
ميرنا : معايا يا جدي صدقني
جمال : مصدقك بس خدي من ايدي ولا عاوزاني ازعل ولا ايه
ميرنا : بابتسامة قالت الا زعلك انت يا جدي انت عارف قد أيه انت غالي يا مقدس جمال عليا
جمال : عارف يا قلب المقدس يا بنت الغالية..
لم يمر وقت حتي كانت ميرنا تصل الي الشقة و ما ان دخلت حتي اتجهت إلي غرفتها عندما رأت ابوها يجلس امام التلفزيون
نظر اليها و هي تتحرك و كأنها تهرب من المكان الذي يجلس فيه و حتي ايريني نفسها لم تخرج من الغرفة مع ماريا و كانها تتجاهل وجوده لم تكلف نفسها و تسال ان كان يريد شيئ
مرت اللحظات قليلة قبل ان يزعجه صوت التليفون الذي اخرجه من افكاره ولانه لجواره رد علية
سامي : الو
جمال لم يرد جمال بالكلمة المعتاد عندما يتكلم مع احد في التليفون بل قال بحزم و شده
جمال : انت مش في ورشتك ليه
سامي : عمي ازيك عامل ايه
جمال : مش مهم عامل ايه المهم انت عمايلك مش هتتعدل بقي مش هتبقي راجل انا رنيت علي الورشة
عشان كنت عاوزك تجيني فالوقت تكون عندي حالا
سامي : حاضر يا عمي مسافة السكة
و لكن ما ان اغلق الهاتف حتي تحرك الي غرفة البنات و هو يفتح الباب دون ان يطرق و هو يبحث بعينه عنهم ميرنا التي تجلس بجوار ماريا
سامي: انتي كنتي عند جدك
نظرت إليه دون أن ترد و لكن الرد وصل
و لكن الغضب في عينه و علي وجهه و لكنها لم تهتم فماذا هناك ليفعله أكثر
نظر إلي ايريني التي ادارت وجهها كأنها لم تعد تريد أن تنظر إلي وجهه و لكنه تحرك إلي باب الشقة ليذهب إلي عمه و هو يترقب ماذا سوف يكون الحوار
و لكنه مهما تخيل لم يستطيع أن يصل الي ما سيحدث لقد وقف جمال وهو ينظر اليه بقوة و غضب ممزوجه بحدة و قال
جمال : انت هتفضل كده لامتي انت ايه مش بني أدام مش راجل عارف ان بيتك مسئول منك و أن بناتك اهم مسئوليتك
سامي : و انا قصرت في اية يا عمي انا
جمال : انت ايه انت مش شايف ولا انت مش حاسس بنتك مقهورة و التانية هتحصلها ايه هو مش ابن اخوك مش بيتعلم و هيكمل ولا ابن اخوك يكمل بفلوسك و بنتك لا
سامي : انا ماقولتش كده
جمال : انت ما قولتليش انت لو مش عاوزهم خلاص شيل ايدك خالص عن ايريني و بناتها مش هما بناتها زي ما انت بتقول ليهم هي كده كده قاعدة في ملكها و انا هتكفل بيهم و انت برحتك روح ربي ابن اخوك و ارمي لحمك .. وده انا اللى متوقعه منك يا ابن ماري هاستنى ايه من واحد مربياه واحده جاحده زيها
بهت وجه سامي.
سامي : حضرتك بتقول ايه لا طبعا انا ما.قدرش استغني عن ايريني و بناتي
جمال : مش بأبن
سامي : انا بس زعلت لما ميرنا اتكلمت بالطريقة دي ده خلاني اقول كده و بعدين انا كنت فرحان بالوظيفة دي فرصة بس اللي انتي شايفة
جمال : يعني هتدفع المصاريف ولا ادفع انا
سامي: لا طبعا هدفع يا عمي انا اللي خلاني اقول كده الأسلوب نفسه
جمال ى بلا اسلوب بلا زفت انت مسئول عن بيتك و عن احتياجاتهم و زي ما قولت ليك انا ممكن اشيل الشيلة بس لو انا هشيل شيلتك انت مش هيبقي ليك مكان و دي اخر مرة اتكلم في الموضوع ده لاني بعد كده هاخد طريقة مش هيعجبك
هز سامي راسه و هو ينتظر أن يقول عمه شى اخر و لكنه نظر اليه ليذهب
خرج سامي يشعر بالارتباك و الاحراج فلقد اهانه عمه و عراه امام نفسه و هو يتحرك إلي بيته
كان يدخل إلي الشقة و يبحث بعينه عنهم و لكنهم لازالوا في نفس الغرفة لم يتحركوا منها
وقف بالباب و هو ينظر إلي ميرنا و ايريني التي لا تنظر إليه
سامي وتكلم مع ماريا و قال : انتى قلتى كلية ايه
ماريا بجد و نظرت اليه و إلي امها و اختها و كأنها لا تصدق
سامي : ايه رجعتي في كلامك
ماريا : لا ابدا انا بس مش مصدقة يعني حضرتك وافقت
سامي : انتي شايفة ايه يمكن بهزر
ماريا : لا لا يا بابا مش قصدي المهم شكرا بجد طيب ايه رايك طب
سامي : طب سبع سنين ايه ما صدقتي لا طبعا دي مصاريفها غاليا و بعدين انا هدفع كل المصاريف بتاعت الكتب و الكلية بس
ميرنا : يعني ايه
سامي : زي ما سمعتي مش هدفع غير الحاجات الأساسية بس و لو عملتي حاجة تانية يا ميرنا هرجع في كلامي
ميرنا : ماشي مش هعمل حاجة تاني و انا هتكفل بمصريفها و مواصلاتها و لو هشتغل بدل الشغلانة ثلاثة
سامي : برحتك بس هي مافيش غير اربع سنين بس
هزت ماريا رأسها فكما يقولون نصف رغيف افضل من لا شئ
خرج وتركهم نظرت اليها ماريا وهى تسالها بلهفه
ماريا : انتى عملتى ايه
ميرنا : كلمت جدو جمال وحكيتله كل الل حصل معايا ومعاكي
نظرت لها ماريا بصدمه .. اما ايرينى قالت : ده اللى كان لازم يحصل من بدرى
يتبع ٠ ٠ ٠ ٠
(المطرودة من الجنة)
المطرودة من الجنة
بقلم نورا محمد علي
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا و حبيبنا و نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠ ٠
رمضان كريم علينا و عليكم و كل سنة و انتم طيبين
٠٠٠٠٠
كانت ثورة ميرنا شئ غير متوقع منها هي المنطوية التي لم تجرأ علي فعلها من قبل و لكن يبدوا ان الكيل فاض و الغضب المخزون بداخلها زاد انفلت المارد من المصباح أعلنت غضبها علي كل ما ال عليه حالها و علي حبها الضائع و قلبها المكسور و عينها التي سكنها الحزن و الدمع قالت كل ما لم تجرأ علي قوله له من أجلها و لكنها لم تقوي أن تظل تتفرج
و لكن من هول ما قالت لم يشعر سامي بنفسه و هو يرفع يده ليصفعها علي خدها و من قوة الصفعة تراجعت خطوة و اختل توازنها و هي تنظر إليه بصدمة و ايريني تصرخ بصوت مرتفع و هي تتحرك إلي ابنتها
ايريني : سامي ايه اللي عملته ده انت اتجننت
اخذت تضم ميرنا و هي تحاول ان تساعدها لتنهض و بينما هي تقف كانت ميرنا تنظر إليه و هي تقول
ميرنا : حتي لو قتلتني مش هسكت و مش هسمح ليك تعمل فيها اللي عملته فيا اختي هتدخل الجامعة
أيريني : اهدي اهدي بس تعالي نتكلم بعدين
ميرنا : مفيش بعدين اختي هتدخل الجامعة و الكلية اللي هيا عاوزاها كمان
سامي : ماشي يا بنت ايريني وريني ازاي
ميرنا و كأن نوبة من الجنون تسيطر عليها قالت
ميرنا : بنت ايريني أيوة انا فعلا بنت أيريني لانك عمرك ما كنت اب و من ناحيتي هوريك هتشوف بنت ايريني هتعمل ايه
يبدوا انها ليست في حالتها الطبيعية و الا كانت انزوت او بكت و لكن يبدو ان الجنون مسيطر عليها
اما سامي كان يشعر بالصدمة من كلام ابنته الصادم و لكنه يعرف انها لن تفعل شئ فماذا في يدها لتفعله
و لكن في لحظة اجل لحظة واحدة شعر بانها محقة و لكنه رجع الي رأيه او بمعني اصح رأي امه ان البنت مسيرها للزواج حتي لو كانت متعلمة و ان هذه المصاريف لن تجدي عليه شيئ و لكن ان عملت بعد الثانوية سيكون لها دخل و قد تساعد في جهازها
اما هناك في الغرفة فكانت البنات
كانت ميرنا في الغرفة تنظر اليها ماريا بمزيج من الحزن و الفرح هي حزينه علي ما فعله والدها لاختها التي اخيرا نطقت و سعيدة بان اختها تقف في ظهرها اقتربت منها لتضمها بمحبة و كانها تجد فيها ما لم تجده مع والدها و هي تقول
ماريا : خلاص
ميرنا نظرت اليها بستفسار و كأنها تسأل هو ايه اللي خلاص
ماريا ردت و قالت : خلاص انا كفاية عليا ثانوية عامة و ممكن أشتغل زيك رغم انا فرحانة اوي انك واقفة جنبي و بتدعميني بس انا عارفة بابا مش هيصرف جنيه بدل مش عاوز و انتي عارفة كده كويس فبلاش تقفي قصاده علي الفاضي بدل ما يزعلك تاني و هو قرر خلاص
ميرنا : بس انتي مش عارفة انا هعمل ايه و وقتها تقولي ميرنا قالت و عملت
نظرت اليها ايريني التي لازالت تحتضنها باستفسار لكن ميرنا تنقلت عينها بين امها و اختها و قالت
ميرنا : بكرة تعرفوا و هتقولوا ميرنا قالت بس بكرة
و رغم نظرة ايريني الي ميرنا التي تشعر انها قد بدات تفهم فيما تفكر ميرنا و لكنها ايضا خائفة من النتيجة
و لم تنتظر أن تمر ايام او يغير سامي رأيه كانت تعرف انه لن يتغير و أنه لن يحن حتي بعد أن نامت ايريني في غرفة البنات و لم تتكلم معه من الأساس لقد فاض الكيل و هي ستقف مع ابنتها حتي لو فتحت ملف في الكنيسة و هي خطوة تعد صادمة في عائلتها و لكن ان كانت الطفلة وقفت مع أختها فهي لن تتخاذل فهذه المرة لم تكن مرة وعدت و هي لم تنام فقط من اجل ان تدعم ميرنا أو تطيب خاطرها بل كان قرارها لقد قالت ميرنا كل شيئ كل الكلام الواقف علي لسانها و كانها تتكلم عن ما تحمله ايريني في قلبها و هي في هذه اللحظة تري انه لو أمامها فرصة لكسرت ذلك الرباط المقدس الذي لم يلتزم به سامي فلا هو كان القائد و لا السيد و لا كان السند هو فقط متكل عليها و لو بيدها أن تطلب الطلاق لما تأخرت و لكن كيف و هو من رابع المستحيلات أن يتكلم احد في الطلاق سواء كان في دينها أو كنيستها
اما ميرنا كانت قد عزمت امرها و في اليوم التالي لم ترجع علي البيت بل اخذت تاكسي املته العنوان و هي تنظر من النافذة و ترتب الكلام في عقلها الي ان اقتربت من المكان
ميرنا : لو سمحت هنا
اوقف السائق التاكسي امام الوكالة
ناولته الاجرة و نزلت الي حيث بجلس جدها
الذي ما ان رأها حتي أبتسم لها و لكن ما ان لمح وجهها و نظرة عينها التي تحمل الكثير و الكثير من الكلام شعر بالحزن علي الصغيرة التي كبرت علي يده و كانت ولا زالت مدللته رغم انها كبرت
و لكن ما يراه في وجهها اشعره بالوجع
أشار إليها لتقترب منه ضمها في حضنه و هو يقول
جمال : حبيبة جدها مالها
نظرت إليه نظرة أبلغ من كل الكلام و قالت
ميرنا : عاوزاك اتكلم معاك يا جدي محتاجة ليك
جمال : اتكلمي يا قلب جدك و كل اللي انتي عاوزاه من عين دي قبل دي المهم انك كويسة و بخير اي حاجة تانية مقدور عليها ايه بقي
ميرنا : بابا
و هنا شعر بالشفقة عليها و علي ابنته فهو يلوم نفسه و برغم كل المساعدات التي يقدمها الي إيريني الا انه يعرف انه عنصر اساسي في كل المشاكل التي تعاني منها ابنته و حفيدتيه
جمال : عمل ايه تاني
نظرت إليه بوجع و حكت له كل ما حدث و ماذا قال ورفضه ان يدخل ماري الي الجامعة
جمال : انا هكلمه
ميرنا : مش هيقتنع يا جدي انا عارفة
جمال : انا هقنعه ولو مش أقتنع انا هتكفل بكل مصاريف ماريا
ميرنا : انا مش بتكلم علي الفلوس يا جدي طيب ما انا بشتغل و معايا فلوس بس انا بتكلم عليه علي ابويا اللي المفروض نكون اهم حد عنده احنا أخر اهتماماته لان أول اهتماماته جدتي ماري و بعدين جدي سمير و عمي بولس و ابنه و احنا فين ليه يحصل معانا كده ليه يا جدي
احنا أقل من مين ده مطلع عنينا علي اي حاجة طيب نعمل ايه
جمال : مش انتي اللي هتعملي
نظرت اليه باسفسار فابتسم جمال و هو يربت علي يدها و يقول
جمال : مش انتي اللي هتعملي انا اللي هعمل بس اشربي العصير و اهدي
هزت رأسها وهي ترفع كوب العصير الي فمها و بعد قليل كانت تنهض لتتحرك و لكن جدها قال
جمال : اصبري هجيب مفاتيح العربية و اجي أوصلك
ميرنا : لا بلاش تتعب نفسك انا كده كده هاخد تاكسي عشان ما تاخرش و بعدين المهم انك تكلمه
هز راسه و هو يناولها مبلغ من المال و هو يقول
جمال : حاسبي التاكسي و خلي الباقي معاكي هزت رأسها و هي تنظر اليه برفض و تقول
ميرنا : معايا يا جدي صدقني
جمال : مصدقك بس خدي من ايدي ولا عاوزاني ازعل ولا ايه
ميرنا : بابتسامة قالت الا زعلك انت يا جدي انت عارف قد أيه انت غالي يا مقدس جمال عليا
جمال : عارف يا قلب المقدس يا بنت الغالية..
لم يمر وقت حتي كانت ميرنا تصل الي الشقة و ما ان دخلت حتي اتجهت إلي غرفتها عندما رأت ابوها يجلس امام التلفزيون
نظر اليها و هي تتحرك و كأنها تهرب من المكان الذي يجلس فيه و حتي ايريني نفسها لم تخرج من الغرفة مع ماريا و كانها تتجاهل وجوده لم تكلف نفسها و تسال ان كان يريد شيئ
مرت اللحظات قليلة قبل ان يزعجه صوت التليفون الذي اخرجه من افكاره ولانه لجواره رد علية
سامي : الو
جمال لم يرد جمال بالكلمة المعتاد عندما يتكلم مع احد في التليفون بل قال بحزم و شده
جمال : انت مش في ورشتك ليه
سامي : عمي ازيك عامل ايه
جمال : مش مهم عامل ايه المهم انت عمايلك مش هتتعدل بقي مش هتبقي راجل انا رنيت علي الورشة
عشان كنت عاوزك تجيني فالوقت تكون عندي حالا
سامي : حاضر يا عمي مسافة السكة
و لكن ما ان اغلق الهاتف حتي تحرك الي غرفة البنات و هو يفتح الباب دون ان يطرق و هو يبحث بعينه عنهم ميرنا التي تجلس بجوار ماريا
سامي: انتي كنتي عند جدك
نظرت إليه دون أن ترد و لكن الرد وصل
و لكن الغضب في عينه و علي وجهه و لكنها لم تهتم فماذا هناك ليفعله أكثر
نظر إلي ايريني التي ادارت وجهها كأنها لم تعد تريد أن تنظر إلي وجهه و لكنه تحرك إلي باب الشقة ليذهب إلي عمه و هو يترقب ماذا سوف يكون الحوار
و لكنه مهما تخيل لم يستطيع أن يصل الي ما سيحدث لقد وقف جمال وهو ينظر اليه بقوة و غضب ممزوجه بحدة و قال
جمال : انت هتفضل كده لامتي انت ايه مش بني أدام مش راجل عارف ان بيتك مسئول منك و أن بناتك اهم مسئوليتك
سامي : و انا قصرت في اية يا عمي انا
جمال : انت ايه انت مش شايف ولا انت مش حاسس بنتك مقهورة و التانية هتحصلها ايه هو مش ابن اخوك مش بيتعلم و هيكمل ولا ابن اخوك يكمل بفلوسك و بنتك لا
سامي : انا ماقولتش كده
جمال : انت ما قولتليش انت لو مش عاوزهم خلاص شيل ايدك خالص عن ايريني و بناتها مش هما بناتها زي ما انت بتقول ليهم هي كده كده قاعدة في ملكها و انا هتكفل بيهم و انت برحتك روح ربي ابن اخوك و ارمي لحمك .. وده انا اللى متوقعه منك يا ابن ماري هاستنى ايه من واحد مربياه واحده جاحده زيها
بهت وجه سامي.
سامي : حضرتك بتقول ايه لا طبعا انا ما.قدرش استغني عن ايريني و بناتي
جمال : مش بأبن
سامي : انا بس زعلت لما ميرنا اتكلمت بالطريقة دي ده خلاني اقول كده و بعدين انا كنت فرحان بالوظيفة دي فرصة بس اللي انتي شايفة
جمال : يعني هتدفع المصاريف ولا ادفع انا
سامي: لا طبعا هدفع يا عمي انا اللي خلاني اقول كده الأسلوب نفسه
جمال ى بلا اسلوب بلا زفت انت مسئول عن بيتك و عن احتياجاتهم و زي ما قولت ليك انا ممكن اشيل الشيلة بس لو انا هشيل شيلتك انت مش هيبقي ليك مكان و دي اخر مرة اتكلم في الموضوع ده لاني بعد كده هاخد طريقة مش هيعجبك
هز سامي راسه و هو ينتظر أن يقول عمه شى اخر و لكنه نظر اليه ليذهب
خرج سامي يشعر بالارتباك و الاحراج فلقد اهانه عمه و عراه امام نفسه و هو يتحرك إلي بيته
كان يدخل إلي الشقة و يبحث بعينه عنهم و لكنهم لازالوا في نفس الغرفة لم يتحركوا منها
وقف بالباب و هو ينظر إلي ميرنا و ايريني التي لا تنظر إليه
سامي وتكلم مع ماريا و قال : انتى قلتى كلية ايه
ماريا بجد و نظرت اليه و إلي امها و اختها و كأنها لا تصدق
سامي : ايه رجعتي في كلامك
ماريا : لا ابدا انا بس مش مصدقة يعني حضرتك وافقت
سامي : انتي شايفة ايه يمكن بهزر
ماريا : لا لا يا بابا مش قصدي المهم شكرا بجد طيب ايه رايك طب
سامي : طب سبع سنين ايه ما صدقتي لا طبعا دي مصاريفها غاليا و بعدين انا هدفع كل المصاريف بتاعت الكتب و الكلية بس
ميرنا : يعني ايه
سامي : زي ما سمعتي مش هدفع غير الحاجات الأساسية بس و لو عملتي حاجة تانية يا ميرنا هرجع في كلامي
ميرنا : ماشي مش هعمل حاجة تاني و انا هتكفل بمصريفها و مواصلاتها و لو هشتغل بدل الشغلانة ثلاثة
سامي : برحتك بس هي مافيش غير اربع سنين بس
هزت ماريا رأسها فكما يقولون نصف رغيف افضل من لا شئ
خرج وتركهم نظرت اليها ماريا وهى تسالها بلهفه
ماريا : انتى عملتى ايه
ميرنا : كلمت جدو جمال وحكيتله كل الل حصل معايا ومعاكي
نظرت لها ماريا بصدمه .. اما ايرينى قالت : ده اللى كان لازم يحصل من بدرى
يتبع ٠ ٠ ٠ ٠
(المطرودة من الجنة)