الفصل التاسع

انا حاولت اتعالج من التعب دا كله ورحت لدكاترة كتير بس مكملتش يمكن مكنش عندي هدف معين واللي هو عادي لو مكملتش علاج اني كده كده كويس ، لكن إكتشفت ان الوساخة طول منا فيها عمري ماهنضف حتي لو قلت عاوز انضف كده بس مش قادر احدد احساسي اللي ضايع  مني وضيعتها مني ومش عارف اعمل انا تعبان ومش قادر خلاص انا روحي بتروح مني .
انا اللي تعبت من كل حاجة حوالين مني وروحي راحت من التعب انا البي استسلمت للشيطان خلاص .
كان نفسي اتحرر من كل حاجة يوم ما روحت للشاب دا فرغت فيه طاقتي بكره وضيق ورجعت بعدها البيت ماشي في طريقي مش حاسس باي حاجة مش حاسس بنفسي ولا روحي ، مش حاسس غير بأن الدنيا خلاص قفلت ابوابها في وشي ولما وصلت الببت لقيت جون واقع من طوله في الارض ، حاولت افوقه معرفتش اخدته وطلعت
الشقة فوق عشان محدش يشوفه وكمان غيرتله هدومه تحت في الاوضة كمان وقفلتها بسرعة ، بس كنت قلقان عليه وقتها لانه كان مش عاوزني امشي من البيت وشدينا سوا وقتها ، طلعت وطلبت الاسعاف اللي جات علطول ولما رحت المستشفي معاه عرفت ان عنده ازمة قلبية شديدة ، و لازم يعمل عملية كبيرة خلال أيام وقتها دخلتله الاوضة اول ما فتح عنييه لاقاني جمبه بصلي بحب ولهفة ومسك ايدي انا كمان مسكت ايده جامد انا مهما كان شوفت معاه كل الخير كله والدلع  كله كان ليا انا بس ، و عرفته ان لازم يعمل عملية ضروري خلال الايام دي ، كلب مني اني معملوش اي عمليات وانه حابب يموت وهو معايا هنا ، واني أفضل معاه مفارقهوش ، لدرجة ان في عز تعبه كانت المررضات بتدخل ليه الاوضة وكانت بتبصلي جامد شوفت في عينه الغيرة اللي قالي فيها ، قالي لما اموت عيش حياتك بس خلي الشوية اللي باقيين ليا تكون ليا لوحدي .
وقتها قولتله انا مش ببص لحد غير ومعاك وهتقوم ونروح سوا نكمل حياتنا وأموت معاك .
ضحك من قلبه او مرة اشوفه بيضحك كده ، اول مرة اشوف نظرات السعدة في عينيه لدرجة انه قالي ياااه معقولة بقا اسمع منك الكلام ده ، يعني انت بتحبني صح
قولتله يعني انت متعرفش اني بحبك ، قاعد معاك بقالي سنين ومتعرفش
قالي لا  افتكرتك عايش معايا غصب عنك عشان شغلك
قولتله لا انا عيشت معاك انت وحبيت القعدة معاك وشوفت منك كل خير ومشوفتش الا الخير منك بس .
وقتها رفع ايدي و باسها وقالي انا كده مرتاح وحضرتك مفاجأتين
سالته بفضول انا عمري ماحد عملي مفاجأة وقولتله
قالي عشان انت غير اي حد
قالي علي الخزنة اللي في البيت
وقالي الباث ورد بتاعها
قولتله انا مش رايح البيت غير وانت معايا .
قالي لا مش هروح خلاص البيت انا مش هروحه تاني انا عيشت السعادة كلها معاك ، كفاية خوفك علي ، ولهفتك اللي عمري ماشوفتها في اي تجربة انا مريت بيها زي ما أكون كل دا بدور علي الامان اللي عمري ما لقيته ، اول مرة احس بالامان معاك رغم اني كنت بسمع وبشوف نظرات العمال ليا في البنزينه بس كنت سعيد لاني مرتاح معاك انت
انت اللي عيشت معاه كل تفاصييل الحياة  المتغيرة

انا اول مرة اقعد مع واحد ست سبع سنين وشوية ، عارف الطفل الصغير اللي متعلق بحاجة بتحبها
انا الحياة بالنسبالي انت الفرحة اللي عيشت معاها ، تعرف انا ليه خبيتك عندي في الاوضة اللي عملتها ليك انت ، وعاوز اعترفلك بحاجة ضروري ، تعرف اليوم اللي البوليس جالك فيه

انا اللي بلغت عنك عشان حبيتك ، حبيت كل حاجة معاك حبيت اللي غيشته معاك وتصرفاتك وامانتك اللي شوفتها معايا وحبيتك من يوم ماشوفتك ، اعذرني اني عملت كده ، اعذرني عاوزك تسامحني
انا بوست ايده رغم النار اللي جوايا بس اتغاضيت يمكن لو مكنش عمل كده كنت عادي هعيش حياة عادية واكون طبيعي بدون دا كله ، كنت هكون مبسوط باللي اكسبه حتي لو قليل انا كنت هبقي راضي ، راضي بكل اللي عيشته ، لكن اللي انا كنت عاوزه اني ارتاح مش اكتر من كده ، انا ارتحت من اعترافه رغم انه كان قاسي علي بس تقبلته عادي ، مش هنكر اني عيشت في الجنة بس قصادها اتسجنت جواها جوا قضبان من نار النار دي انا اللي تعبت فيها .
اتسجنت في جنة وعيشت واستمتعت واتمتعت كمان كل حاجة بالنسبالي كانت مجابة متوفرة كنت مبسوط وسعيد ومندمتش الا متاأخر حقيقي دا كان إحساسي ، معرفش اقول اني يمكن لو مكنش حصل كده كنت هبقي مبسوط مثلا ، ولا إحساسي هيكون ايه ، ولا مثلا اني مكنتش هنغمس في طريق تاني ، علي فكرة مش ببر لنفسي خالص بس بحط افتراضات بسيطة لعلها تكون فيها خلاص ، ومكونش ظالمه ابدا ، ومع ذلك انا مسامحه حقيقي مسامحه جدا من اللي مريت بيه وعيشت معاه فيه وفرحت معاه واتبسط بيه .
انا فضلت قاعد معاه ومكمل كلامي ولقيته بيترجاني اني اسامحه ، قولتله بكل حب اني مسامحه فعلا ، واني مش زعلان منه ، وفعلا دا حقيقي اني عيشت معاه اجمل ايام في عمري ويمكن انا مهما كان عمري ما كنت هعيش ايام عز كده .
ولقيته بيكمل كلامه قالي انه عملي ورق شرعي عشان اقدر اعيش في المكان اللي يريحني ومكونش خايف او اكون تحت رحمة حد حتي لو سبته ومشيت ،
انا مكنتش مصدق اني بقا ليا هوية شرعية واني شخص كويس ومرغوب فيه ومش هكون هربا او اهرب من اني اسمع صوت سرينة البوليس لا خالص دانا هقف واوريه ورقي ودنينتي ومش بس كده لقيته بيقولي استكمال للورق دا قدمتلك علي الجنسية وانك تحت وصايتي ، يعني مهما حصل انا مواطن من البلد دي محدش هيعملي حاجة يعني حصانة من كله ، ولقيته صدمني بأخر حاجة بقا لما قالي انا مليش حد انت عارف صح قولته اه
قالي انه عاش حياته وحيد ومراته هربت منه لما عرفت انه شاذ ، وكان سمع انها حامل بس محاولش يتأكد ومرت سنين طويلة واتطلقوا ومطلعش عندها ولاد منه ، وقعد كام سنه لوحده بعيد عن الناس بسبب ان البعض او الغالبية مكنش متقبل كل ده منه ، وكتير شباب حاولوا ينصبوا عليه لكنه عارف بدا كله ، ومع ذلك كان بيدي بسخاء لحد اليوم اللي انا ظهرت فيه واد ايه كنت بالنسباله شخص بري جدا ومش حد وحش بالعكس حس بالخير مني واني مش طمعان فيه ، قولتله انا مكنتش عاوز حاجة غير الامان والاقي نومة ارتاح فيها ولقمة اكلها تأدي الغرض بس دا كل اللي طالبه من العيشة اللي جيتها لا عمري بصيت علي حاجة في ايد غيري ولا عمري طمعت في الهوا ، انا انسان عاش عمره كله بيدور علي الراحة وعمري ماطمعت في حاجة .
انا قولتله اني مش عاوز حاجة غير انه يكون بخير ويروح سوا معاه وانه يعيش معاه ويموت جمبه
ضحكلي قوي وقالي خلاص الوقت بيمر بسرعة قوي وانا كان لازم قولتله لا انت كويس ومفيش فيك حاجة وهتروح .
معايا يلا بقا وقتها قعد يكح قوي ولما هدي خالص قالي انا كنت متوقع انك تسامحني لان قلبك طيب ، وعمرك ما كنت هترفض تسامحني كنت مراهن قلبي عليك
قولتله للدرجادي
قالي لو تعرف انت بالنسبالي ايه مكنتش قولت كده ، انت حاجة مميزة كده بالنسبالي وعشان كده قررت وعملتلك مفاجاة حلوة قوي قوي واعتبرها مكافاة نهاية الخدمة بالنسبالي
سالته ايه هي قالي ان كتب كل مايملك ليا من البنزينة والبيت وفيه فلوس كمان في البنك
كان تقريبا كله لو هتتحسب اكتر من ثلاثة مليون دولار
مبلغ مش وحش لشخص زي ، انا سمعت الكلمودة وحسيت ان الكلام وقف علي طرف لساني ، مبقتش عارف اتكلم ولا اقول حاجة ، ولما سالته ليه دا كله
قالي لان انا استاهل ، وطلب مني اني اتعالج لو هو حابب عاوز انه يفضل ذكري طيبة بالنسبالي وبعدها فضل يكح ومات وهو ماسك ايدي ومتبت عليها قوي .
انا مش حاسس بنفسي ، الجهاز صفر وانا قاعد زي ما أنا صوت الصفارة غطت علي حاجة حوالين مني ، الدكاترة والممرضيين كل دول بيهزو فيا اتحرك او اقوم امشي اطلع بره وانا حاسس اني في عالم تاني انا انفصلت عن الواقع ومش مصدق اللي بيحصل دا ، معقولة دا حقيقي ولا ايه كل حاجة خلصت
الايام عدت سبع سنين عيشتهم معاه محستش اني غريب ، العالم كله بقا مختلف ، مش هنسي خوفه علي وحبه ليا ، الحب دا حاجة غريبة ، ياريتها فيها زراير
نضغط عليها وقت مانقرر نحب لكن احنا هنا بنقابل عشان نحب محدش بيختار نصه التاني ولا بيختار امتا يكمل ، بالعكس ، هي الظروف اللي بتجبرنا انها تسيبنا علي الطيق نكمل بدون خوف او قلق الحب دا حاجة مختلفة ، انا حبيت جون قوي ، يس مراتي حبيتها حب مختلف حب مميز ، حب نقي مفيهوش حاجة حرام ورغم اصراري او غريزتي كانت بتطالبني اني اعمل الغلط معاهت بس كافحتها وكملت في حياتي طبيعية محبتش ادنسها بالعكس سيبت ذكري حلوة ليها بكل المعاني الجميلة .
جون مات وقعدت في المستشفي تقريبا ثلاثة ايام كان عندي صدمة ، وبعدها لما طلعت او قبل ما أمشي من المستشفي الدكتور طلب يقعد معايا شوية
ولما روحت وقعدت معاه قالي ان جون جاله مرض في جهازه التناسلي ، مرض نقص المناعة ، ويادوب لسة المرض متمكنش في الجسم ، حسيت ان في حد ضربني علي دماغي ، يبقي انا كمان كده طب ازاي وانا عارف اني بعمل احتياطاتي ، طلبت من الدكتور اني احلل كمان ، واعرف هل انا مصاب ولا لا ، عملت التحاليل في المعمل رغم انها اخدت وقت طويل بس الحمد لله طلعت بخير وهنا حاجة جوايا كانت شاكة ان في حاجة مش طبيعية وكنت عارف ان جون مركب كاميرات مراقبة ، بس في الوقت دا عشان جون ملوش حد غيري فقررت اني ادفنه الاول ولما ارجع البيت اشوف ايه اللي بيحصل او ايه اللي حصل
وروحت خلصت كل المىاسم بتاعته واشتريت ورد ونثرته علي مقبرته وفضلت قاعد جمبه اتكلم معاه شوية قبل ما ارجع البيت ياتري احساسي ايه وانا راجع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي