الفصل الخامس

وقتها عرضوه علي دكاترة كتير ودا اللي انا عرفته من ناس اصحابنا لما اتحول العريس للبانة في بقهم وبقا الكل بيضرب كف علي كف واتقال انه بقا يشم بودرة ، وياريت الموضوع وقف علي كده لا الموضوع والكارثة انهم كملوا الجوازة كملت اللي هو عادي وخلاص ، انا رحت وياريتني مارحت ، وشوفت جسمه بيتهز من وقت للتاني حسيت اني لازم اعتذرله واوقف المهزلة دي بقا دا والله كان إحساسي وقتها ومش مهم ايه اللي يحصلي انا المهم هو يرجع اما عنها فكانت خاسة خالص والكلل علل كده انها عشان داخلة علي جواز وهي كانت بتحبه اتمسكت بيه فدا وضع طبيعي لدا كله عادي وهي عملت كده لانها حباته صحيح الحب مش بالعافية بس يمكن لو هي مكنتش عملت معايا كده ولا هو كمانزعمل معايا كده كان الوضع اتغير و الدنيا راقت
لكن هو عمل معايا الاسوء والاوحش بس هو جه علي وانا مش ببر والله هو ظلمني وبهدلني وقسي علي مش هقول يستاهل
لان الكبر جزء منه حضرتك مش متخيلة ناس اد ايه بتكرهه حرفيا بتكره النفس اللي بيتنفسه لانه اذي ناس كتير بسبب وسطته واللي عمله الاحساس دا كفيل يغير الاحساس  كله ويبدله لكره وعداوة
وبغض هو دا الاحساس اللي الكل حاسس بيه .
هنا سالته مها بهدوء :-
يعني تفتكر كده انت كده إرتحت ، يعني إحساسك وشعورك وكده ، ولا انت بتعلق الشماعة بتاعتك او مبرراتك علي شماعة غيرك وبقا حقك انت تعمل كده ولا ايه انا مش فاهمة ممكن توضحلي اكتر بعد ازنك لان مستغربة من رد فعل وموقفك الغير مبرر دا عادي بالنسبالكصمت الشاب قليلا قبل ان يستكمل حديثه :-
انا قولت لحضرتك من البداية اني ندمان بكل الطرق ، ندمان وتعبان وفوق دا كله اني مشرك بربنا ، انا اللي رضيت بكل دا وتفتكري انا مش بتعاقب والله ربنا يعلم اد ايه انا في مرار وعذاب واد ايه انا بتحسر علي اللي حصل ، لان اللي جاي للشاب دا كان أسوء بكل الطرق ، انتي متخيلة يعني ايه ، يعني الشاب دا كان مصيره تاني يوم انه انتحر يوم فرحه او صباحيته ، واخدة بالك عارفة دا معناه ايه
صدرت شهقة قوية من مها بقلق لا تصدق ماحدث تبا للكره الذي يحول الناس إلي وحوش ضاربة لا تعرف معني الرأفة ولا الشفقة او الانسانية  والرأفة ...
اكمل الشاب حديثه قائلا :-
الدنيا سودة مين قالك اني مش زعلان انا مقهور وتعبان من جوايا ، هموت من القهرة  والتعب ازاي اشوف واحد زي زيه مات واكون السبب في قتل نفس بشرية ازاي دا انا صحيح الكرهه عماني ووداني طريق ضلمة ومش عارف اطلع منه ومش قادر كمان ، والله ماهو سهل علي نهائي
محدش هيحس بيا ولا حد هيفهم شعوري
انا تعبت انا مش عارف اعمل ايه قوليلي اتصرف ازاي ، وكل مااحاول ابطل اللي عندي دا الاقيه بيجررني ناحية الموت ، الموت اللي محدش ممكن يتخيله ، وبقا طبع الاذي بالنسبالي اعمل ايه انا توبت عن غلطتي لكني مش قادر اتوب عن اللي عندي دا انا راضي اني اموت عادي بس مأموتش وانا كافر بربنا والله ما هستحمل دا ، عاوز اروح لربنا وانا مش قانط او منتحر كفاية الغذاب اللي الواحد فيه انا ندمان والله ندمان عن كل حاجة وتعبت كفاية علي اللي شوفته واللي مريت بيه واللي بمر بيه .
الموت اهون علي من اللي بشوفه ، بس مش هموت كده .
ثم أغلق الخط بعدما قال كلماته الاخيرة
تكلمت مها وقالت بهدوء :-
الاذي دا اسوء حاجة في الدنيا ، الاذي دا اللي بياخدنا في طرق ملهاش اخر وكانها حاجات سهلة بتتعمل علطول بدون وعي ولا فهم ولا اي حاجة ، احنا عايشين عادي في الدنيا عشان نعبد ربنا والعبادة هنا الشغل والصلاة والصوم واننا نتقي ربنا ، رغم ان الملايكة كانوا عارقين اننا هنكون مؤذيين ومتعبين مش اكتر من كده .
احيانا الم ت رأفة بناس بتاذي لحد اخر نفس في حياتها .
وقبل ما نرجع مرجوعنا مرة تانية مع إسلام اللي مكملش حكايته ، اللي لحد الان عرفنا انه مر بظروف قهرية والظروف دي حدفته عند بوابة الجحيم بس هو بارادته انساق ليها وكمل ليلته كلها عادي جدا وهو اللي فتح البوابة وداس فيها بارادته ، داس وهو مش حاسس ان دي ممكن تكون النهاية ليه في اي لحظة ممكن تروح بيه ناحية جهنم
عودة ليك يا أستاذ إسلام مرة تانية ونستكمل حديثنا عن اللي حصل ليك قبل كده ، ممكن تقولنا ايه اللي حصل بعد كده .
تنحنح إسلام وقال لها بهدوء وقال :-
انا بالنسبالي افتكرت الموضوع دا فترة وهتعدي لكن مع الاسف الموضوع اتغير وبقيت حاسس اني في دنيا تانية خالص
حاسس اني بروح مني يعني ممكن اكون مع ناس واحس في لحظة اني مع ناس تانية ومش عارف ازاي ، بقيت اشوف خيالات مختلفة

تكلمت معا وقاات موجهة حديثها للمستمعين :-
انا عاوزة اقول حاجة قبل ما نكمل مع اسلام وصلني في الاستديو هنا عدة ميلات بتتكلم انهم عاوزين يساعدو الشاب اللي كان بيتكلم دلوقتي .
وطبعا احنا مرحبين قوي لالمساعدة بس دا اذا كان هو مرحب ، هو اكيد سامعنا واحنا معندناش مانع خالص ، لو حابب ممكن انا نسلم الرقم بتاعه للناس دي اللي حابة تقف جمبه .
نرجع مرجعونا تاني ونرجع لاسلام اللي هيكملنا حكايته وازاي قدر يتوب ويرجع وسطنا تاني .
تنحنح اسلام وأكمل حديثه قائلا :-
والله اللي حصل بعد كده اني لقبت الدنيا باظت خالص ، وإبتديت أشوف حاجات في أوضتي وكمان احس اني مش علي ارض الواقع برغم اني مع ناس ووسطهم لكن اللي كان ابتدي يحصل حاجات مش عارف تفسيرها غير الصوت ، اولا انا ابتديت ابعد عن الصلاة تماما وبقا صوت الاذان يتعبني ويوترني ، والنضافة كمان
بقت كل حاجة حوالين مني مش مريحة ابدا ونفسيتي تعبت جامد وكرهت حياتي
وبقيت مش طايق مراتي ولا ولادي وكاره كل حاجة تعباني ومش مرتاح ابدا ولا عارف اعمل ايه ، ابتديت ادخل في نوبة الاحلام الغريبة ، والصوت اللي بسمعه ، والاوامر اللي بقيت اخدها وانا نايم 
سألته مها بفضول :-
أوامر ايه اللي كنت بتاخدها ؟
قال وهو يتنهد بضيق :-
كنت باخد أوامر اني لازم اروح اماكن معينة ، وأماكن انا معرفهاش بحس اني ماشي في طريق معرفش نهايته ، واول ما أوصل للمكان الاقي نفسي في عالم تاني عالم مش فاهمة ولا عارف هعمل ايه  اول ما أوصل الاقيني اقف عند نقطة معينة وأحس اني لازم أحفر نقطة معينة ومجرد ما أحفر الاقيني مغمض عيني الاقيني  موطي وبرسم نقوش غريبة وبقول كلام غريب انا معرفش بيتقال ازاي ، ومع الوقت إبتديت احس اني لازم أختلي بنفسي ، يعني رافض فكرة اني أقعد مع حد ، وبعدت عن أسرتي ، ولقيت عيل شاب قبل ما يجيلي الواد دا ابتدي يحصل حاجات مني في البيت ، يعني ممكن اقرا كلام هو محدش عارف دا ايه ، بس المهم اني بقوله وبعد كده الاقي نفسي بمد ايدي في الارض واطلع ممكن حته دهب صغيرة ، وممكن كمان يبقي حد تعبان اقرا عليه الاقيه يخف ، وكانت الفيصل بقا هي بنت خالي مكنتش بتخلف وبالصدفة وهي عندنا حاجة جوايا كانت بتخليني اتكلم معاها ومراتي قالتها اني اقرا عليها وكده ولما قريت عليها لقيتها بعد كام يوم حملت ، اللي هو ازاي انا مش عارف ، ولا فاهم دا كله المهم انها حصلها كده
متخيلة انها حملت والدنيا فل معاها ، ومن هنا بقا الكل بيقول علي اني بركة يعني حاجات بسيطة مش مفهومة اتحولت لايه
الدنيا غريبة قوي .
بس اللي مكنتش اعرفة ان دا كان بركة للاسف دي كانت لعنة ، لعنة ولعنة سيئة كمان يعني مثلا اللي تعب وانا قريت عليه وبقا كويس مرة واحدة تعب تاني ومات بعد ثلاث شهور ، عندك بنت خالي دي كمان خلفت صحيح بس طفل معاق نفسيا وجسديا ، وبرضوا قطعة الدهب اللي طلعت انا بعتها ، ولما بعتها للاسف الناس زي ماتكون الحاجة دي كارثة بالنسبة ليهم
متعرفيش حصلهم ايه .
وهنا بقا نيجي للنقطوة الفاصلة ، ان كل اللي كان بيحصل دا كان ليه سبب معين ، سبب مش مفهوم ولا معروف اصلا
المهم اني قررت اني اكمل الموضوع حلو قوي رغم اني مش فاهم بس اللي هو حلو
مدورتش علي التوابع علي اد ما دورت علي الغاية ، والغاية هنا اني بقيت شخص مهم قدام اهل القرية ، ومش مهم حاجة تانية واني مبسوط قوي من كل حاجة حوالين مني واد ايه انا فرحان اني مبسوط وطاير من الفرحة .
مراتي علي اد ما هي خايفة مني علي اد ما هي فرحانة قوي من اللي بيحصلي ، والفرحة كمان اني بقيت حد مشهور وبقيت اعرف الاماكن اللي فيها أثار لو حدي ، من غير ما حد يقول او يسألني
اي مكان اروح فيه بقا بركة ومش هقول مين اللي جالي في مكاني دا .
كملت بقا ولقيت عيل عاوز يشتغل المهم جبيته وشغلته معايا ، معرفش جالي منين ولا من اي مكان المهم انه وصلني ولقيته فرحان وكان قليل الكلام علي الاد بس ، كان عامل زي اللي الانسان الالي منين ما توجهيه تلاقيه بسعادة والله والدنيا كانت تمام جدا .
كان عندي اوضة في البيت اخدتها واستقريت فيها وقفلتها تقريبا زي بتوع التلفزيون كده و كانت ضلمة حرفيا ،
ضلمة ومع الوقت طلبت منه مينضفهاش ويسيبها كده عشان كده أفضل في الوقت الحالي ، وفعلا سمع الكلام وبقت الناس تجيلي من كل مكان وكاني عالم او فقيه محدش عارف حاجة ، ولقيت حياتي علي اد ما اللي يشوفها من بره يقول دي طاقة القدر اتفتحت والدنيا جميلة محدش عارف من جوا اني بعدت عن اسرتي وبقيت شايف ان الكل مستكتر علي كل حاجة ، واتملك مني الجوع والطمع واتملكت مني شهوة الدنيا وتكنيز المال المهم اني كنت فرحان قوي
سالته المذيغة مها :-
وانت علي كده عملت فلوس كتيرة بالمنظر دا ، وكان رد فعل اهلك او اسرتك مش مراتك يعني في اللي انت بتعمله
وسؤال أخير بقا
كان شعورك ايه وقتها بعد دا كله
أجابها بهدوء قائلا :-
انا هجاوبك علي سؤال بسؤال
اولا هقولك اني اتغيرت مع مىاتي وبقيت اضربها علي كل حاجة ، اولا احنا واخدين بعض عن حب ، ثانيا ان من حقها تطلب للبيت كنت بفرض كل حاجة بالنسبالها اي حاجة خالص ، ودا كان مأثر علبها جدا حتي حقوقها انكرتها ودا وضع طبيعي لان كان معايا جن وكان ملبي كل حاجة .
شهقت مها بعدم تصديق وقالت :-
يعني للدرجادي
قال لها إسلام :-
أيوة طبعا واكتر من كده اتي شكيت في نسب ولادي ليا ، المهم ان الناس دي اخدتني لطريقهم بس ومش عاوزين حاجة تانية خالص ، المهم اني اكون معاهم وخلاص ، إحساس صعب جدا وملوش وصف
الموضوع صعب انه يتوصف حتي بكلمة احساس مختلف ومفيش كلام يقدر يعبر عنه ومن هنا كان قيه ستات بتيجي عشان اربط اجوازها عشان ميتجوزوش تاني ، وفيه ناس تانسة غاوية خراب وموت واذية ، وطبعا انا كنت في حضرتهم مش حاسس باي حاجة خالص وتعبت وكأن العالم كله بغيب عنه ، حتي تصرفاتي مع اهل بيتي ، بالنسبة لاهلي بقا ، دول كانوا رافضين رفض قاطع اللي بيحصل وشايفين ان دا خراب ونظرا ان الجن كان رافض طريقتهم ، كان دايما يلاعبهم او يزاولهم كده وهما مش حاسيين ، يعني الموضوع كان حاجة صعب ، وبقيت مكروه ومنبوذ من الجميع ماعدا الناس بره كنت بالنسبة ليهم بركة متوصفتش ابدا ، وكانوا شايفين اني حد كويس ومش بعمل حاجة وحشة في حد ودا كان شعوري لنفسي علي فكرة اني مش كارهها بالعكس انا حابب الاحساس دا اصله احساس عظمة جدا وملوش غلط دا اللي شفته .
هنا سالته مها وقالت :
طيب احنا اوشكنا علي نهاية الحلقة ، والمستمعين حابييين يعرفوا انت ازاي رجعت وازاي عرفت ان عليك حاجة او مين اللي عرفك ☝️
قال لها إسلام :-
انا هجاوبك في كلمتين ، انا اللي عرفني واحد شيخ كبير في السن كنت في بلدهم بشوف مقبرة وزي ما قولتلك اني بكون مغيب قال للناس اللي كنت معاهم اني نصاب ، وهما بيصدقوه ويومها مسكوني وادوني علقة موت ، متخيلة ، وساعتها كتفوني وقعدت عنده في البيت سبع ايام
وقالهم دا ملبوس من الارض ، ودا حقيقي من ساعة ما وقعت في الحفرة والدنيا باظت معايا ، انا مكنتش في وعيي انا كنت مغيب بكل الطرق ومش دريان ، اي حاجة عملتها كان غصب عني.يومها رجعت بيتي وكنت مرتاح ومبسوط بعد ما الدنيا اتقلبت والحال باظ في البلد وإختفاء ملوش اخر والدنيا كانت اخر حلاوة .
انا كمان متبرع اني اساعد الشاب اللي كان بيتكلم من شوية ، انا متعاطف معاه ، يمكن فيه ناس بتسمعني عمرهم ماهيكونوا متعاطفين معايا ، وناس تانية هتكون مدركة انه غصب عني بس النهاية اننا كلنا بشر ومحدش فينا معصوم من ابغلط انا مدين للراجل دا بعمري كله والفلوس اللي كسبتها انا استحيت اطلعها لله لان الله طيب لا يقبل الا الطيب والجميل
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي