الفصل السادس عشر

بسم الله الرحمن الرحيم
رأس حربه
الفصل السادس عشر

و لما أستحكمت حلقاتها فرجت ... مقوله بنقولها نهون بيها عن نفسنا ، كلمه حق بتحصل .. ربنا بصير بعباده وفي أي شدة لازم يبقي بعدها فرج بس الشدائد ما هي إلا اختبارات ، فصبرا ...

صباح يوم جديد ، و تحديدا الساعه ٣ العصر لما بدأت المباراه الي كانوا بيستعدوا ليها ، عبيد إضطر يجي بس ماحولش يتكلم مع سدرة أبدا و قطع عليها كل الفرص الممكنه انها تكلمه ، هي لحظت و للأسف الموضوع ده أثر عليها في المباراه
عدم تركيز و تضيع فرص ، و أخطاء عليها بل و انذار كمان
عبيد كان هيتجنن الماتش بيضيع و حس أن هو السبب
الشوط الاول خلص و ماتحطش أي هدف
هايدي كانت بتتفرج علي مدرجات الحضور و الوضع عاجبها ، و اتجدد ليها أمل إنها تبقي حتي بديل لبديله سدرة ، و سدرة نفسها تبقي بره
خلي اللعيبه تستريح و خد سدرة علي جمب و اتكلم :
أنتي مش مركزه ليه ؟
- بسببك ... عبيد أنت فين من أمبارح
- سدرة مش وقته الكلام ده ممكن نركز في الاهم
- مافيش حاجه اهم من ده و لو ع الماتش طظ ... عبيد انا مش هعرف اكمل ، نزل إنجي مكاني
خد نفس عميق ، هو عايز يتصرف بحكمه ... حافظ سدرة أكتر من أسمه وقرر أنه يأجل أي كلام في موضوعهم الخاص او حتي تأثير نتايج التحاليل عليه لبعد الماتش
- إسمعي ... مافيش حاجه ماتقلقيش ، مشكله مع زيد مش أكتر وبس كنت مضايق
- طب مش بتكلمني ليه و انا مالي ؟
- طبعي كده لما بضايق بقعد لوحدي و اوعدك أحكيلك علي كل حاجه بس لو كسبتينا ، أنتي أمل جمهور أه الجمهور الاكبر للفريق الرجال بس بردو فريق السيدات ليه جمهوره و فرحه أو حزنه في أيدينا ، أنسي كل حاجه و فكري في الماتش ... الماتش ليكي يا سدرة الماتش يبقي في ايدينا و ليكي عندي بعده نقعد و نتكلم تمام .
هزت راسها بنعم ، هي من بعد ما اعترفلها بحبه ليها و انه بيبادلها نفس الشعور ، أتغيرت بقي هو نقطه ضعفها و قوتها في نفس الوقت
خصوصا حته أنه ممكن يبقي أبن عمها ، دي معشماها و مدياها أمل كبير ، حست من عيونه أنه بيكدب عليها بس تمام هو عنده حق ماينفعش تبقي انانيه
سابها و مشي و هي وراه ، راح لباقي الفريق و بدأ يديهم نصايح و سدرة بتسمع باهتمام .



صحيت من النوم بتكاسل ، بس المره دي كانت عايزه تقوم ... كان بيجيلها كوابيس كتير
مسكت نتيجه التحاليل الي كانت حطاها جمبها ، طول الليل بتحاول تنام و ده الي خلاها تصحي متأخر
مسكت تليفونها و قررت تتصل بالرقم الي موجود في البيانات ، للاسف كان مقفول
حاولت تاني يمكن شبكه بردو نفس الكلام
أمها دخلت عليها و اتكلمت :
بت يا سهير كان مالك امبارح ؟
كانت قعدت اودامها فسهير بدات تتكلم :
أمبارح خبط فيا واحد و انا في المستشفي وقعت منه تحاليل كانت في ايده عرفت أنه كان بيعمل تحاليل حمض نووي وطلعت مافيش تطابق
- و بعدين ؟
- دكتور اسامه السمج نداني اعمل شغل المهم لفت انتباهي الورقه دي
رفعت الورقه توريها ، و كملت :
نفس اسم الشخص الي خبط و كانت النتيجه بتاعته غير كده كانت ايجابي يعني في تطابق
- اده ازاي ؟
- مش عارفه و الله يا ماما ... انا بقي بكلم عبيد ده علي تليفونه مغلق ، فلو كده هروحله لحد البيت بس تعالي معايا لو سمحتي .
أمها هزت رأسها بموافقه و ماتكلمتش .



نرجع لالاء و عز
عز كان اول واحد يتكلم و كان متنرفز و طبعا هو مش فاهم ايه سبب النرفزه دي :
هو أنا مش فاهم ليه قاعدين في منطقة فيها لبش و انتو لوحدكوا كده ؟
- لو سمحت يا عز ماتسالش سؤال زي ده و انت عارف كل حاجه .
وطت راسها بيأس ، كل اما تفتكر الي هي فيه تفكر في ابوها ، و لحد دلوقتي حاسه انه حلم ، لا كابوس و مش عايز يحل عنها ابدا ... بتتمني لو الحقيقه تتغير و يبقي في حاجه غلط و يبقي مظلوم او اي حاجه تغير واقعهم ده .
عز كان ساكت بيتأمل ملامح وشها ، أضايق أنه سأل و عايز يساعدها مش عارف
بس السؤال الي بيلح عليه من دقيقتين بس ... هو ليه اتحمق ، أه حاسس بالشفقه عليها او هي صعبانه عليه بس ده مايمنعش انه ابتدي يهتم بيها اكتر من الاول الي ماكنش فيه ذرة اهتمام بيها اصلا .



الماتش خلص واحد صفر ليهم الي هو كان فوز بالعافيه
قرر يقعد معاها بعد الماتش ، كان بيتحاشي النظر ليها ، هيضعف اودام نظراتها و حبها الي باين علي وشها .
- عبيد اتكلم
ماتكلمش ... طلع نتيجه التحليل و حطها اودامها ، بصتلها باستغراف و بعدين مسكتها بتردد و خوف و فتحتها ، برقت جامد و بصتله بسرعه و بنبره قربت علي العياط اتكلمت سدرة :
عبيد .. صدقني انا حاسه انك قريبي فعلا انت ابن عمي احساسي مايكدبش عليا
- احساس اي يا سدره ازاي تتحس دي ؟
- م م معرفش بقا ... لكن مش هقبل غير كده و بص لو حتي مش من عائلتي انا موافقه بيك جوزي و حبيبي ان شالله نقعد في اوضه .
بصلها بصة إستهانه و بعدين غمض عينه ياخد نفس بألم فعبيد سأل :
و ابوكي فاروق باشا النجار هيوافق ؟
ردت سدرة بإنفعال :
أنا الي هتجوز مش هو ... عبيد صدقني بقي لو سمحت .
رد رد قاطع مافيهوش نقاش و بنبره قويه :
سدرة .. اسمعي كلام باباكي هو الصح ، انا مش من نفس المستوي و مش هقبل ليكي اقل من الي انتي في ... انسيني و اتجوزي وائل ربنا يسعدك .
قام بسرعه و هي كانت مزهوله من طريقته
غاب عن عينها و حطت وشها بين ايديها و عيطت
بص عليها من بعيد و حاول يملي عينه منها و جواه قرار انه لازم اخر مره يشوفها
مشي و هي رفعت راسها و كأنها لقت الحل .



الليل جه و عز كان قاعد مع علي علي القهوة الي اودام البيت
عز قدم لعلي ورق و قال :
اتفضل يا سيدي الورق اهوه ... خليه معاك انت عشان مكة مسطوله و انت عارف ، هتروحوا امتي تعملوا الباسبور ؟
- بكره الصبح هنخلص الاجراءات عشان نلحق بقي ... انا تاني يوم هخدها و نسافر بره مصر
عز بصله باستغراب و قال :
الا قولي ... هتجيب الفلوس دي منين ده عايز الافات ؟
- ها .. اصل انا جالي من البلد ارباح السنه دي من الفدادين الي وارثنها انت عارف بقي ، و من حسن الحظ انه كان ارباح سنتين كمان لان السنه الي فاتت كان في مشاكل في الورث و كده ، المهم قولت ده رزق مكه انا مش هبخل عليها .
صدق كلامه و ابتسم برضا و خبط علي كتفه مرتين ، لمح عز اتنين نزلين من بيت عبيد (البيت قديم و في تلت ادوار مش ساكن فيهم الا زيد و عبيد بس بعد ما صحاب الدورين ماتوا ومحدش رضي يشتري شقق في بيوت ضعيفه )
استأذن عز من علي و راح يشوفهم
- هو حضرتك جايه لحد هنا ؟
سهير اتكلمت بيأس :
ايوه لو سمحت عبيد فايز السيد الاقيه فين ؟
- مين حضرتك ؟
بصت لمامتها الي اتكلمت :
يا بني حاجه مهمه اوي الله يرضي عليك .
- يا حاجه هو عزل من هنا .
سهير بخضه :
طب راح فين ... يوووه لازم بقي اشوفه حاسه ان الموضوع حياة او موت .
عز اتكلم و هو متفاجأ من رد فعلها :
يا انسه أنا عز صاحبه و زي أخوه بالظبط و عارف مكانه بس ممكن افهم لاني بصراحه اول مره اشوفكوا
سهير ردت عليه بسرعه :
انا مقدره قلق حضرتك ... بص انا شغاله في مستشفي *** و هو كان عامل تحاليل و للاسف هي غلط .
- غلط ؟ تحاليل ... DNA !
- بما أنك تعرف وديني ليه لازم اسلمهاله في ايده عشان ضميري يستريح .
- اتفضلي طبعا



في الاثناء دي عبيد كان ملتزم بيته الجديد مش عارف يعمل ايه ، دماغه هتنفجر من التفكير ، قلبه مش مطاوعه و كل اما يفتكر نظرات سدرة يموت من جواه بس يعمل اي هيفضل فاروق وراهم لحد ما يخلي بنته تحت طوعه
خبط الباب سرقه من أفكاره ، قام وخد نفس ... راح فتح الباب و اتفاجا :
سدرة ؟
سدرة زقته و دخلت و هي شايله شنطه كبيره
قفل الباب و راحلها و كانت هي قعدت خلاص ، اتكلم عبيد بعدم استيعاب :
انتي اي الي جابك ؟
- جايه عشان نتجوز
كانت بتقولها و هي قاعده بارياحيه في الكرسي
- نتجوز ازاي يعني ؟
قامت وقفت و ردت بقوه :
اسمع بقي انا مش هتجوز غيرك و لو اتجوزت غيرك انا هموت نفسي
- سدرة بطلي عبط و ارجعي لابوكي
- مش راجعه يا عبيد ... انا هربت عشانك ، عبيد هيجوزني بكره لشخص مابحبوش
لف وشه و اداها ضهره و اتكلم غصب عنه :
هو ازاي يعني تعملي كده ... سدرة كل ده وهم و لو حتي حقيقه انسي ، سدرة ابوكي مش هيسيبنا
راحت وقفت اودامه و اتكلمت بلهفه :
هبقي معاك و هحارب اي حد يبعدني عنك .
بص لعيونها شويه وبعدين راجع نفسه و سابها و لف وشه تاني و قال :
مافيش الكلام ده احنا مش عايشين في فيلم ... ارجعي البيت انا مش هتجوزك من ورا اهلك انا مش عيل انا راجل و لما احب اتجوز واحده يبقي اخدها من بيتها
- عبي ....
- سدره اطلعي بره لو سمحتي
- عبيد انا لو رجعت هرجع لموتي
- ابوكي مش هيسمحلك بكده مافيش اب هيعمل الوحش لولاده .... امشي يا سدرة
- عبيد !
- امشي يا سدرة ... ربنا يسعدك .
ردت باستهانه و ضعف :
يسعدني ... انا تعستي و موتي اتكتبوا عليا من دلوقتي .
و فتحت الباب و مشيت بسرعه
خرجت تجري من البيت و راحت ناحية الشارع و ركبت تاكسي ، و من نفس الجهه جه تاكسي تاني و نزل منه عز و سهير و مامتها و طلعوا علي عبيد الي اول ما رن الجرس فتح بهجوم بس اتفجأ بعز و بص للي وراه فضل يبص لسهير و كأنه بيشبه عليها
- أنا شوفتك فين قبل كده .



النهار جه علي زيد و هو بيحط هدومه في شنطه سفر و نجلاء بتبص عليه من غير ماتتكلم .
خلص و لفلها :
عشر ايام و هرجع .
قامت تقف و بعدين اتكلمت :
تيجي بالسلامه ... هتوحشني .
- ده بجد ؟
سأل باستخفاف و هي ردت بصدق :
مش عشان اتفقنا تفتكر اني عيزاك للغرض ده بس .
- لاول مره من الساعه الليله اياها اصدقك .
- و ساعه المصحه ماصدقتنيش ؟ ؟
بص في الارض و خد نفس عميق و اتكلم :
صدقتك بردو ... المهم انا فكري ابتدت تتغير عنك .
ابتسمت برضا و بعدين قالت :
و ده يكفيني ، و اتمني ربنا يجيبك بالسلامه .



في فيلا النجار
الناس كلها بتشتغل ، ففاروق اتفق مع وائل ان الفرح عنده في فيلا ودي هديه بنته في فرحها
الدنيا زحمه و هي مش حاسه باي حاجه ، بتتزين و بتلبس و بتجهز وهي مش حاسه باي حماس و سرحانه و كأن روحها بتروح مع كل دقيقه بتفوت .
الاء كانت ملزماها ، معاها في اوضتها بتبصلها و حاسه بيها ، حزينه اكتر منها بتدعي ربنا يفرح صحبتها من عنده .
أما تحت فالكل ابتدي يجي و الضيوف بيستضفها فاروق و وائل
فاروق اول ما ضيف معين دخل عليهم اتكلم بترحاب شديد :
عاصم باشا منور الدنيا
كان شب في الثلاثينات من عمره ، نفس اسلوبهم في اللبس و الرسميه
عاصم اتكلم باحترام :
بهنيك انا و بالنيابه عن بابا وعمي
- ماجوش شرفونا ليه ؟
- معلش بقي مشاغل ... الف مبروك
- اتفضل.
نرجع فوق تاني والاء داخله علي سدرة بعد ما سابتها شويه عشان تناديها تنزل :
سدرة يل ... اده
اتفجأت بصحبتها مكسره كل الي اودامها و بقطعه ازاي مسكاها
- سدره انتي بتعملي ايه ؟
- سبيني يا الاء انا قولتله انا موتي بفراقه .
- انتي مجنونه مافيش حاجه تستاهل
ردت بانهيار :
لا انا استاهل عشان حبيته و وثقت فيه ، قلبي ده يستاهل كل الي يجراله .
الاء حاولت تشد منها الازازه لحد ماتعورت و بعدين رامتها
سدرة مسكت ايد صحبتها و عيطت و قالت :
انا اسفه .
الاء خدتها في حضنها جامد و فضلت فتره و هي بتقولها :
سدرة حبيبتي ، سيبيها لربنا هو الي في ايده كل حاجه ماتغضبهوش و اتوكلي عليه هو لوحده القادر علي تبديل الامور
- مش قادره يا الاء مش قادره
- هتقدري ... يمكن لما وائل يعرف انك مش بتحبيه مايتجوزكيش .
وقفت سدرة عن العياط ، ماجاش في بالها انها تكلمه ... فجاه بعدت عنها و مسحت دموعها و قررت انها تنزل .
- ايوه كده برافو عليكي انتي أنزلي و انا هروح اغسل ايدي تمام .
هزت راسها و خدت سدره نفس عميق و نزلت ، الاء دخلت الحمام و غسلت ايدها
خدت مناديل تربطها و نزلت ، و هي مش شايفه خبطت في حد
رفعت راسها تعتذرله بس اتفجات و برقت جامد :
عاصم ! !
- اخيرا يا بنت عمي .
أما تحت ، نزلت سدره بفستان فرحها الي كان اسطوري ، و الكل كان عينه عليها ... فاروق اتقدم منها و باس جبينها ، خدها من ايدها و سلمها لوائل و اتكلم :
خلي بالك منها .
- في عيني
سابهم و مشي ، وائل بصلها باعجاب بس هي اتكلمت بسرعه :
عايزه اتكلم معاك بعيد لو سمحت .
استغرب من سؤالها بس طاوعها و خدها بعيد عن الدوشه و اتكلم :
اتفضلي .
سكتت شويه و بصت في الارض تستجمع شجاعتها و بعدين رفعت عيونها و اتكلمت بهدوء :
هو انت ليه ماسألتنيش عن رأيي في الجواز .. يعني قبلاك او لا ؟
- هو في رأي تاني ليكي غير القبول .
هزت راسها بنعم ببطي و قالت بتردد :
بصراحه ... قلبي مع حد تاني .
ماتفجأش و سأل :
و بعدين ؟
استغربت من رده و سالت :
هو انت عارف ؟
هز راسه بنعم و هي كملت بتساؤل :
و قابل علي نفسك تتجوز واحده مش عيزاك .
- انتي مادتنيش نص الفرصه الي ادتهاله .
اتفجات اكتر و قالت باستغراب شديد :
وااااو انت عارف الحكايه كلها بقي .
- عشان عبيد عايز فلوسك مش عايزك عشان كده قبلت .
حست باختناق فجأه ، و رددت اسم عبيد علي لسانها كأنها بتناديه ... في اللحظه دي الموسيقي وقفت و سمعت دوشه بصت كان عبيد و عز و معاه كام حد كده باين عليهم بوليس
فاروق اتفجا و اتقدم منهم و قال :
هو في ايه ؟
عبيد اتكلم :
ازيك يا عمي .
- عمك مين اطلع بره طلعوه بره
في ظابط كان معاه اتكلم :
محدش هيجي جمبه لانه في حمايتنا لاما هتتحبسوا .
اتفجا من القوه ، عبيد طلع التحليل و قال و هو بيقدمها :
اتفضل
مسكها منه بتردد بص فيها هو مش فاهم :
مش فاهم اي ده ؟
- ده يا عمي يثبت أني ابن العيله دي .
اتصدم ، و عبيد بص ناحية سدرة لقاها مش مصدقه من الفرحه عكس الي جمبها مصدوم و مش مصدق الي حصل
و من هنا نقدر نقول ان الصراع الحقيقي هيبتدي
تيسير محمد
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي